عشرةُ أيامٍ مع الشياطين

By ytvrx-

3.6K 325 257

" أنا آسفٌ لأنني سيءٌ بالحُب.. لكنني أحببتكِ بكل ما أملك مِن سوء " -شاعَة خُرافةٌ تُخبِر أنّ الشَياطين تُبرم... More

· مَدخَل: مِلكٌ للجَحيم ·
٢•الكِتاب .
٣•العَرَضُ الثاني .

١•ضَحيةُ الشَهر .

832 83 71
By ytvrx-

ו×
•×•×•
וווו
-

- مَن أنتَ؟

مَلاكٌ للبَعض.
وشيطانٌ للبعضِ الآخَر.

-

וווו
•×•×•
ו×

صَباح الحادي عشَر مِن كانون الأول، ثانَويّة انتشون الخاصَة

صدح طنينُ جرسِ الحِصةِ الأولى المُزعج، فأخذَ كُلُّ طالبٍ سبيله ناحيةَ صفِّه بتململ.

أما بالصفِّ الثالث-الشعبة الثانية، أنتصبت إحداهن خارِجًا تتلفت يمينًا وشمالًا بحثًا عن شيءٍ ما أو ربما شخص؟

"اللعنةُ عليكِ يا قِنديلَ البحر، ليسَ مجددًا!"
تلفظت بحنق بعد أن عقدت ذراعيها حِيالَ صدرِها، صارت تطرق على الأرضيةِ الرخامية غبراءَ اللون، بحافةِ حذائِها كإعلانٍ أن صبرها كاد ينفذ

دقيقة، دقيقتان، ثلاث دقائق،
شمخَ لها جسد الشخص المُنتظر الذي سَيلقى حتفَه على يديها بلا شَك،،

زي مدرسي في حالةٍ يرثى لها، حتى أن ياقةَ القميصِ مازالت قائمَة، شعرٌ متطاير وكأن تيارًا هوائيًا مَرّ مِن خلالِه، وآخرًا خُفّ المنزل الذي لم تُكلف نفسها عناءَ تبديله.

ببساطةٍ كان هذا مظهرها اليوم عَن غير عادة، بالإضافةِ إلى تأخّرِها..

"بحقِك إيليتا ماهذا؟!"
تسآءلت الغاضِبة مُدِلّةً نحو خفّها أزرق اللون

حدقت المقصودة للأسفل لعدة ثواني بهدوء :
"إلهي لم أنتبه"

"لم تَنتبهي..؟!"
صاحت الأخرى باهتياج لكن سرعانَ ما هدأت وزفرت الهواء بروية، فأكملت بإبتسامةٍ لطيفة وهي تعيد طيّ ياقَة قميص فحميةِ الشعر

"نتحدثُ لاحِقًا، هيا الآن أستاذُ العُلوم يتجُه إليّنا".

•••

تبعثَر الطُلاب في ساحة المدرسة بعد سماعِ جرسِ فُسحةِ الغداء..

"إذن الحُلمُ عَينُه قبل يَومين؟"
استفسرت تشونهي بقلقٍ حول التي تُسكِن رأسها فوق طاولتها بتعب أما بشرتها الشاحبة لا تدل على خيرٍ مُطلقًا

لم تُحرك إيليتا ساكِنة مما أثار اضطراب تشونهي أكثر فأقتربت ببطء وهزّت ظهرها بخفة:
"إيلي هل مِتِّ؟"

لم تتلقَ جوابًا فأعادت جسدها للخلف فأبصرت فمها يسيلُ منه اللعاب بينما تغط بنومٍ عميق

"خرقاء"
تمتمت بغضبٍ وهي تعودُ إلى لملمتِ أدوات الهندسةِ الخاصة بها

"أحانَ موعدُ العودة إلى المنزل؟"
سألت بنبرةٍ ناعسة وبالكادِ عيناها مفتوحتان

"لا بل موعدُ الذهاب إلى الجَحيم"
أجابت غزالية الشعر بسخرية

اتسعت عينيّ الأخرى فَور تذكرِها الحلم، وبدأت أطرافها بإرتعاشٍ خفيف، حتى لاحظتها تشونهي
"لا تُخبريني أن الحُلم عن الجحيم يافتاة!"

نفت برأسِها قائلة:
"هذه المرّة.. الجحيم جعلني ملكٌ له"

توقفت الأخرى عن ماتفعلُه، وأدارت عنُقها نحوَها ترمُقُها بتعجّب ثُمَّ شرَعت تُقرّب كرسيّها لجانِبِها ونطَقت بفُضول:
"احكي لي بالتَفصيل!"

تثآبَت إيليتا عَن قَصد واستأنفَت وضعَ رأسها على الطاوِلة
"ليسَ الآن.. أنا مُتعبة لمْ أنَم البارِحة"

تأفّفت وصفعَت ظَهر الكَسولَة بخفّة وتمتمت:
"بقرَة بَدِينَة"

بعد دقائِق مِن الصَمت، ذَكرَت تشونهي:
"كِدتُ أن أنسَى! بعدَ غدٍ ليلَة الشُهُب التي تَنتَظِرينها بفارِغ الصَبر كُلّ عام"

انتصبَت إيليتا فِي طَرفةِ عيّن، وصاحَت بفزَع:
"تبًا!"

ارتَسمَت مَلامِح فارغَة على وَجه صديقتِها
"مُتعبة في مؤخرتِك"

"هذا ليسَ وقتَ البَذاءة نهي! عدسةُ مِنظاري قد كُسِرت، ولمْ أصلِحها بعد!"
تذمّرت هي بحيرَة مُمسِكةً برأسها، فأضافت بيأس
"بحثتُ في المتاجر القَريبة ولمْ أجد بديلًا؛ فعمّي أرسلَه مِن الخَارج!"

همهمت تشونهي لبعضِ الوقت ثُمَّ علّقت:
"لقد قُلتِ أنكِ بحثتِ في القريبَة وحسب يا غبيّة، كما أنّ ابن خالتي يدرس عِلمَ الفلَك إن لمْ نَجِد العدسة المطلوبَة لديه، فلن نَجِدها في مكانٍ آخر"

"تطمّن فُؤادي قليلًا"
أراحَت الأخرى يدَها على صدرِها، وتنهدت براحَة

قاطَعت تشونهي طُقوس الاستِرخاء بعدَ صِياحِها، قائلة:
"اسردي حُلمك!"

"اقسِم أنكِ مُزعجةٌ أكثَر مِن الحُلمِ نَفسِه! ".

וווו×

"رقمُ مِئة، كيم إيليتَا.. تسعةَ عشرَ عامًا، تقطُن بمنزلٍ كَبير الحجم مع والدَتِها وأخيها الأصغَر فقط؛ فوالداها انفَصلا بسببِ مشاكلٍ بينَ عائِلتيّهما.. لا أصدقاء مُقرّبين غيرَ واحدة، بالرغم من شعبيتِها التي لابأسَ بِها.."

بصوتٍ جهوري قرأ الشاب اللِّفافة المُعطاةُ له، أمامَ الطاوِلة المُستديرَة التي حولَها الحاكِم بذاتِه وأبناءُه السبعَة، وأهمُ الشَخصيات المَلكيّة ..

"انفِصال الآباء ساخِن، اشفِق عليها"
شخّر الابنُ الأكبر ساخِرًا

"مابالُك! نحنُ لا نمزَح هنا"
علّق أحدهُم بإنزِعاج

نَفث المَقصود الهواءَ بِكبرياء، وعقدَ ذِراعيّه قائلًا:
"لقد مَللتُ على أيّةِ حال"

كان الجَميع سَيحشِرون أنوفَهُم في النِقاش، لولا أن هناك مَن نَفِذ صَبره وصَفَع الطاوِلة بقُوة حتى أحدَث شَقًّا بِها

"هُـدوء!!"
تلفّظ المَلِك ثائِرًا، بينما يُجاهِد ليكبُح رغبتَه بسفكِ الدِماء
"كَونُكم أبنائي لا يَعني أن مُقاطعة اجتماعٍ هامٍ كهذا لتعليقاتٍ تافِهة مَسموحٌ لكُم!"

"اعتَذر بالنِيابة أبي، اكمِل.."
تحدّث أكثرَ أبناءِه رَزانة، مُشيرًا بنهايةِ اعتذارِه للشاب لإكمالِ القِراءَة

فرّق المَعني شفتيّه استِعدادًا، ولكِن لوّح الحاكِم يدَه مُستَوقِفًا، وأنبأ بكامِل جدّيتِه:
"لا هذا يَكفي، ورقمُ مِئة هو عملكُم أنتُم السَبعة، ولن تُعطى معلوماتٌ عنه لكُم مهما حاولتُم كعِقاب، لا نِقاش ولا خَطيئة"

تَبادَل كلُّ مَن بالقاعَة النَظرات الفارِغة، وقُذِفَت التَحديقات الغَريبة على السَبعة الذين بدورِهم نَفثو الهواءَ بحنَق

استَقامَ الأكبَر بغضَب مُهسهسًا بكلماتٍ غيرَ مَفهومَة، قاصِدًا باب القاعَة العِملاق بخطواتٍ كبيرَة وسَريعَة حتى تَوارى عن الأعيّن.

نهَضَ الحاكِم مِن على عَرشِه ذهبيّ اللون، ليهرَع الحُراس بالإلتِفاف حولَه ..

ضَمَّ مِعصميّه خلفَ ظَهرِه ومَشى نحوَ البابِ، بمنتَصِف طَريقِه نطَق بخيّبَة:
"لطالَما كانَ مُتمرّدًا"

"رِفقًا بِه أبي، أثِقُ أنّ أخي لا يَقصِد".

וווו×

-

عِندَما يَطمِس الغُرور بَقيّة العَواطِف.

-

וווו×

• إيـلِيـتـا •

تَجرّعةُ بعضًا مِن عَصيرِ الفاكِهةِ الطازَج الذي بيّن يديّ، واكملتُ سَردي، قائلة:
"أول حلمٍ لي كانَ وقوعِي بحادِث، ولكن لمْ يكُن واضِحًا ماهيّة الحادِث"

طَرَقت تشونهي المنضَدة الخَشبية بأنامِلها بخفّة عدّةُ طَرقاتٍ بينما تُبحلِق في الفراغ؛ لتحليلِ ما اندس إلى مسامِعِها

اطبَقتُ جِفناي المُرهقان، وزفّرتُ الهواء من رِئتيّ بعمق ..

هَل قُمتُ بعملٍ سيء ليُعاقِبَني الرَب؟

"إيلي عزيزتي.. لا تَهتمي، اعتَني بنفسِكِ وبصِحتِك"
أحاطَت كفيّ بخاصتيّها الدافِئَتين، ورسَمَت ابتسامةً مُشرِقة

بادَلتُها الإبتِسام وهزَزتُ رأسي بإيجاب

حضَرَ النادِل وبيديّه طبَقيّ الأرز والدِجاج اللذان طلَبناهُما مُسبقًا

"هيا إيلي، هذا عَشاؤك تَغذي جيدًا"
وضَعت طَبقي أمامي

"على عَجَل، إنها التاسِعة.. سيَقلق الأهل"
تحدّثتُ لأحشُر عَقِبَها مِلعقةَ أرزٍّ بجَوفي

أومأت لي، وشَرَعت بالأكلِ في سُكون عَن غيرِ عادتِها، تشونهي التي أعرِفُها تُثَرثِر حتى وإنّ كانت في المِرحاض!

تظاهرتُ بإنهِماكي في الطَعام بينما أنا في الواقِع أراقِبُها مِن زاويّةِ عينيّ مِن فينَةٍ لفينَة

تمضَغُ ببُطء، ذِهنُها شارِد، ولمْ تَلحَظ أنّني الآن ألوّح إزاءَ وَجهِها!

"مَن سعيد الحَظ.. الذي يَستحوِذ على ذِهنِكِ؟"

انتَفضت فِي نِهايةِ كَلامي -أخيرًا- ورَمَشت عدّة رمشات

أجابَت بعدما ارتَدت وجنتَيّها الرِداءَ الأحمَر:
"أنـ أنا كُنتُ أعيد النَظَر في موضوعٍ ما.. بربِك! أنتِ تَعلمين أنّي لا أحَبّذ تِلك الأمور مِن حُب وهكذا"
اختَتَمت إجابتَها بتَبرير كاذِب

فزَعمتُ أني صدّقتُها بتَحريك رأسي للأعلَى والأسفَل

"إيلـيتـا.."
غَمغَمت تشونهي، وكَان التَردّد بادٍ على تَضاريسِ وَجهِها

تيَقنَت أنها حصَلَت عَلى انتِباهي فازدَردَت ريقها وفرّقت شفتيّها، قائِلة:
"هُناك خُرافَة انتشَرت في الآونه الآخير -ربما مُنذ ثلاثَةِ أشهُر- أن الشَياطينَ تَظهر عَلنًا لأشخاصٍ مُعيّنينَ كُل شَهر.."

شَرِبتُ بعضَ الماءِ بعد ابتِلاعي ما امضَغُه مِن أرُز، وناظِريّ مُتمركِزا عليّها، فتفوّهتُ بفضُول فِطري:
"اكمِلي.. ماذا كَذلِك؟"

"لا أحَد يعلمُ هيئتَهُم، ولا مُدّة مُكوثِهم، فقط ظُهورَهم يَعني أن نِهاية حياتَك وَشيكَة، ويُقال ما تَبقّى لك مِن سبعة إلى عشرَةِ أيام وحَسب!"

توسّعت حدقتيّ فورَ خِتامِ حَديثِها، وبضِحكَةٍ ساخِرَة، أنكَرتُ قائِلة:
"خُرافَة كما قُلتي، فكيّف عَلِمَ الناسُ بأمرِهم لو أنّهم يَظهرون لأشخاص مُعيّنينَ فقَط حتى مَماتِهم؟"

"يُقال أيضًا أن هُناك شابٌ أفصَح عن هذه المَعلومات للعامّة، فقُتِل مباشرةً! وهذا يَعني أنّه سِر بيّن الشيطان والشخصُ المُختار، إنّ أفشَيّتَه سيُقضى عليكَ حالًا.. حتى لو لمْ تُكمِل الأيام العشَرة الأخيرة!"

بَحلَقتُ بوجهِها لثوانٍ، فنفثتُ الهواء بضَجر، وأردَفت:
"وما مُناسَبة إخباري بِهذا؟"

ألتَمستُ قَلَقها وخوفُها، عندَما تحدّثت بصوتٍ مَهزور:
"الأحلام الغَريبَة كالتي عن الجَحيم، وأنّكِ رأيتي حَتفَكِ بحادِث، أولُ علامَة بأنّ.."

"أتَقصِدين أنّني؟"
اصطَنَعتُ البرودَ عِند سؤالي، بينما داخِلي يَصرخُ كمختلٍ عقليًا

"إيلي.. على الأرجَح أنتِ مِن ضِمن ضَحايا هذا الشَهر!".

וווו×

يُتبَع ..

إيليتا ELITA : إسم لاتيني الأصل، ويَعني الشَخصُ الراقِي.
تشو نهي (서주) Chunghi : ويعني العدل والفضيلة.

Continue Reading

You'll Also Like

231K 5.7K 32
❝ إذا زوَجـتُك لا تُمـتِعُك يا اخَـي ، انا سـأفَعل ❞ بـارك بيـكهيون. أحـببُت اخـي حُـباً مُـحرم قـذراً بِـه مـن الدنـاسَه والنجـاسه والقـذاره كـماً...
233K 8.9K 27
[ ADULT CONTENT ]. _ كنت سعيدة انني سأكمل دراستي وأدخل الجامعة حتى تلقيت صدمة غيرت كل مخططاتي. _ _ العد العكسي لنهاية حياتكِ قد بدأ.. احذري. _ _...
47.2K 3.3K 19
بيون بيكهيون، أحب بارك تشانيول حد النخاع ... بارك تشانيول، لم يرى بيكهيون سوى مجرد وسيلة للحفاظ على سعادته وكل ذلك الحب يؤدي للتهلكة •رواية تشانبيك •...
38K 2K 20
كل شيء رائع و مثالي في حياة أزميرالدا الهادئة،من إستيقاضها في الصباح حتى قضاء الليل مع اصدقائها في النادي الليلي.تنقلب حياة أزميرالدا بعد مشاهدتها لج...