~
سقيتي تربتي الجدباء،
فربت منها جنّةٌ خضراء.
~
" الرائد بيون بيكهيون اسمه بحدّ ذاته قصّة
جمعت الحربَ والسّلام في أسطرها "
نطقت إحدى الممرضات بينما تجمعُ كفّيها مع عيونٍ تكادُ تفيضُ قلوبًا، ثم نشرت وهجَ الإعجابِ ذلكَ بينهن فأطلقن تنهيدة الهيامِ تلكَ دفعةً واحدة
أما عن سورا فقد كانت ترمقهن ليلتها باستحقار، أيعجبن بجندي من أبناءِ العدو ؟
ألا يفهمن أنهن في خطرٍ محدق هنا تحتَ أسقفهم الركيكة هذه؟
كم من السهل أن تلينَ قلوب النساء، هم تفضلوا عليهن بالملابس الدافئة والأوشحة جنبًا إلى جنبٍ مع الأسرّة الجاهزة
كل تلكَ الأمور لم يفعلوها بطيب خاطر، فهم أسرى في نهايةِ الأمر
لو تخطينا بدايته
هن مجبورات على إسعافِ جنودِ العدو وإلا فلن ينعمن بجنسِ الأمان، لم تكن معادلةً موزونة بنظرها وما كانت روحُ الوطنِ داخلها لتسكتَ عن انتفاضتها
تركتهن في ما يفعلن بأنفسهن، كلما ذكروا إسمَ واحدٍ من الجنود لطموا الوجنتين انبهارًا وإعجابًا
فتحت الباب ثم غادرت متسللة، كانت السماءُ في أبهى حلتها مع احتشادها بأرقى الجواهر ثمنًا وأكثرها ندرةً
فلم تضيع على نفسها فرصة تأملها بعينيها الجميلتين؟، لن تملّ أبدًا من تلكَ العادة
إضافةً إلى الاختناق الذي لازم رئتيها لذا احتاجت إلى استنشاقِ الهواء الطلق
كانَ ظهرها مسندًا على الجدار، و مشاعرها تستمرُّ في الانحدار
ومن جهةٍ هنا تسمعُ خطى الجنودِ الذين فُرضت عليهم المناوبة
" أوه أنظر لتلكَ الممرضة ! إنها فاتنة جدًا "
من المفترض أنهما يجولانِ بقصدِ الحراسةِ الليلة، لكن وكما هو واضحٌ لها
هما يلهوان لا غير، قلّبت عيونها مباشرةً
هؤلاء هم جنوده الشرفاء كما مدحهم أثناء ولوجهم للمهجع الجديد
أدبرت مغادرة لولا شعورها بهما يقتربانِ منها بخطى حثيثة
" هي انتظري يا حلوة، أنا مصاب ألن تفحصيني ؟"
جثمَ كفه على كتفها مما جعلها تلتف فزعة، فرمقته بنظرةٍ تقول له ' كيف تجرء ؟ '
وقد كبتَ كليهما الضّحكة إثرَ ذلك، يرونها كطفلة غاضبة مما يجعلها أظرفُ في عينيهما وذلكَ سيتيحُ فرصةً أكبرَ لإزعاجها
أحدهما شرعَ في رفعِ قميصه ليظهرَ جرحًا قديمًا ويتأوه بتمثيل بينما يطلبُ منها مداواته
" أه وأنا أيضًا هناكَ رصاصة عالقة في صدري ألن تخرجيها لي ؟"
" توقفا عن إزعاجي رجاءً ! "
رغمَ الخوف الذي انتشرَ في أطرافها إلا أنها تماسكت ورفعت ذقنها بشموخ ترمقهما بنظرةٍ أشدّ حدّة
" سنموت أمامكِ ولن تساعدينا ؟!"
انتحبَ أحدهما وتبعه الآخر
" أنا متأكد أن قلبكِ الطيب لن يسمح بذلك، أرجوكِ أخرجي الرصاصة من صدري "
" ما رأيكَ أن أساعدك بوجود رصاصة فعلية في صدرك، حينها لن تتوانى الممرضة في إخراجها بكل تأكيد "
تكهربَ الجنديان في مكانهما، وكأن صعقةً قد ضربت أجسادهما فتحجرت تمامًا
" سيدي "
"سيدي "
بوقفةٍ عسكرية رسمية جدًا هما قد قابلا الرائد الذي دبّ إليهما فجأة، وبحوزته البندقية
يتقدمُ بخطى متزنة مع نظرةٍ كدجى الليل، السَّماءُ في عينيه لابثة، لكن النجومَ مندثرة
لم تتوهج ولا أي نجمةٍ واحدة داخلَ تلك الأحداقِ المتفحمة، لعل الغضبَ هو من اعتملَ ذلكَ بعينيه
" ما لذي تفعلانه هنا هاه ؟!"
بعدَ أن رست أقدامه عندهما هو نطقَ بنبرةٍ مجلجلة، ارتعشا من جديد وبدأ كليهما يتلعثمُ في كلامه
" نحن ..نحنُ كنا نتفقد أحـ أحوالَ الممرضات ، لربـ..
لربما !! لربما تحتاجُ إحداهن لشيء ما ! "
حوّل عيونه ببطء للمتفرجة
هي كانت شاردة نوعًا ما، هناك شيء داخلها يجبرها على مراقبة هذا المشهدِ حتى انتهاءه
هيبته عظيمة بحق، لكن ذلكَ لن يأسرها بكل تأكيد
" هل تحتاجين شيئًا ما ؟"
هو سأل، بنبرةٍ أخف
أقل ثقلًا من تلكَ التي خاطبَ بها الجنديين هنا
هزت رأسها بلا مما جعله يعيدُ أنظاره للاثنين، هما يتعرقان بالمناسبة !
" يفضل أن تتما عملكما بأكمل وجه حتى لا تريا مني ما قد لا يروقكما حسنًا ؟"
ابتلعَ أحدهما ريقه والأخر قد سعل مباشرةً
" حاضر سيدي "
بصوتٍ متزامن نطقا ليشيرَ برأسه كي يذهبا من هنا
التفّ إلى من بقيت في مكانها، يرفعُ حاجبه لتجمع هي بينَ حاجبيها باستغراب
" أتتشمسين بالقمر أم ماذا ؟"
قلبت عيونها نتيجةً لتفاهةِ ما نطق
" ما لذي تفعلينه هنا يا امرأة ؟"
" أشعر بالاختناق ألا يحق لي أن أستنشقَ بعض الهواء النقي ؟"
" أجل هواء نقي معبأ بدخانِ القذائف التي ستسقط فوق رأسكِ بأي لحظة، أرجعي للداخل الآن !"
صدح صوته في آخر الجملة لتقفز هي كذلك مرتعدة منه، فضلت أن لا تجرّ جدالًا معه لأنها ستسكت في النهاية خائبة من انعقادِ لسانها بعد ذلك
التفّت لتلجَ إلى المهجع، لكن وقبل أن تسدّ الباب هي أطلت عليه وقد كان في مكانه كما هو
ينتظرُ منها أن تختفي في الداخل، مدت لسانها فجأة لتصيبه بالدهشة
" يا لها من طفولية !! غبية "
لا ينكر أن عيونها التي ذعرت منه قد راقته، ولا ينكر كذلكَ أن هناكَ براءةً تخالطُ كبرياءها الناضج
هناكَ طفولةٌ راقدة في مهدِ جفنيها
لها عيون لا تستحقّ رؤيةَ كل الدّماء النازفة من الحرب، لكنها فعلت
وهنا تكمنُ منزلتها السامية، جميع الممرضاتِ يمتلكن أهدافًا سامية كذلك
لكن هي بدت كأحدِ الجنودِ المضحيينَ بالضبط، تلكَ كانت مجرد أفكار قد لاحت في فكره عنها وسرعان ما ضمرها أثناء شعوره أنها مبالغٌ فيها
فقط عليه أن لا يعلقَ معها أكثر من ذلك، ليسَ وكأنها بذلكَ الرضوخ كي لا تفعل
عليه توقع المزيد من العناد والمواقف السخيفةِ معها، لديه مشاغل وهموم أكبر ليفكرَ بها
لذا عليه أن يلقي ذلكَ جانبًا الآن.
~~
سورا مرة متعبة 😂
ادري قصير ونفسكم تضربوني كفوف لكن اوعدكم بنزل ثاني ان شاء اللّه مع بارت الجوكر اللي قررت أخليه الخميس
زوجتي الرائعة صنعت للقصة تريلر ♥
احبها يا نااسسس ♥
لنلتقي ♥