Enjoy~ 🌌💫
-
"إلَى البُحَيرة."
"أمرُك"
كَان يجلِس بِهِدُوء فِي المقعَد الخلفِي، يضَع ساقَاً عَلى سَاق بِمَلابِسه العَادِية تِلك والتّي تُوضّح وَسَامتَه كرجُل شَاب يعِيش حَياتَه الإعتِيادِية بعِيداً عَن حَياةِ الشّهرة. توقّفت السّيارَة لينزِل بِبُطئ ينتقِل بِتحدِقَاتِه هُنا وهُنَاك ليتأكّد مِن أنّ لَا أحَد ينظُر إلَيه. لكِن بدَلاً مِن هَذَا، هُو لاحَظ ذلِك التجَمّع الكَبِير مِن النّاس وتملّكَه الفُضُول ليتّجِه معَ مُساعِدِه إلى قلبِ التجمّع. هُو شاهَد عدُوه يقِف أمَام رجُلٍ كبِير يجمَع النّقُود مِن الأرضِ بَينَما يُوجَد شابٌ يُسحَب إلَى عدوّه. تنهّد بَينَما ينظُر إليهِما.
حادِثة أُخرَى مِن هَذا النّوع!؟ الأفضَل أن لَا أتدخّل.
هُو بالفِعلِ كَادَ أن يُغادِر لكِنّه وقَف مُتصنّماً حِين لمَح وَجه الفَتى. توسّعَت حُدقَتاه بِلا تصدِيق.
لَا. مُستَحِيل! أنَا أتوَهّم، هذَا لَيسَ هُو. لَيس هُو!
رَأى الرّجُل ينهَض مادّاً المَال بَينما يتحدّث.
"هذَا الفَتى يكُون إبنِي، مِن لحمِي ودَمي، هدِية مِن السّمَاء وأمَانَة مِن الرّب لأُحافِظَ علَيه. هذَا هُو الذِي حَاربنَا أنَا وزَوجَتني مَكائِد الحَياةِ مِن أجلِ أن يُولَد ويُنيرَ لَنا دُنيانَا بِنُور برَاءَتِه. لَا هُو،ولا تعبُنا وشقائُنا قَد يُقدّران بِثَمنٍ يَومَاً، أبَدَاً! لِذَا خُذ بُؤسَك هَذَا مِن يدِي وأعِد إلي فلذَة كبِدي ورُوحِي."
تنفُس الهَواء أصبَح صعبَاً علَيه حِين إستَمَع بِوضُوح لصَوت مَن كَان يجِب أن يكُون والِدُه فِي القَانُون ليتأكّد تَماماً إنّ ذلِك الفتَى هُو الذِي كَان صدِيقُه وحَبِيبَه فِي السّابِق.
إحمرّت عَينَاه عِند رُؤيتِه لِذَلك الفتَى يُسحَب مِن والِده بِالقُوة لِيشعُر بِمشاعِر الغضَب والرّغبَة بالقَتلِ تتصاعَد داخِل عُروقِه، وبِثانِية وجَد نفسَه ينقَاد لِيُمسِك بِبيكهيُون يسحَبُه إلَيه مِن يدِه الأُخرَى.
"يا رَجل هَل أنتَ تتعمّد العَبثَ معِي أم مَاذَا؟"
قَهقه الرّجُل ليزفِر بمَلل.
"أنُظُروا مَن كَان ينقُصُنِي. المُدِير سَانرَام وإنسَانيتُه المُفاجِأة. مَا الأمرُ الآن سانرَام. لا تُريدُ-"
"بَلا بالضّبطِ هَذا مَا أُرِيد، وهَذا مِن حقّي يا بياترلّي، فُهَذا الفَتى يعمَل عارِضَاً لدَي وقَد إعترَضت لَه طرِيقَه أثنَاء قِيامِه بنَشاطاتِه كشَاب يعِيش حَياتَه مَع أُسرَتِه. لِذَا مِن حقّي الدّفاع عَنه."
نظَرَات التّحدِي التِي بينَهُما جَعلَت الجّمِيع يلتَزِم الصّمت بالأخِص إنّ الرّجُلان الذّان أمامَهما مِن أغنَى العَوائِل في سُويسرَا،والتدخّل فِيما بينَهُما يُسبب الدّمار. لكِن كُل شيءٍ إنتهَى قبل أن يبدَأ.
"أتعلَم؟ لا أُريد التورّط مَعك. يُمكِنك أخذُه.ودَاعاً!"
تَرك بيكهيُون وذهَب هُو ورِفاقُه فِي طرِيقِهم.
"بيكهيُون!"
إحتَضَنه والِدُه ليُبَادِله بيكهيُون بقُوة بينَما يرتَجِف مِن الخَوف ووَالِده لَا ينفَك عَن تقبِيل جَبهَتِه وشعرِه بِخَوف. أخِيرَاً إلتَفت الوَالِد إلَى الشّاب الذِي أنقَذ إبنَه لِلتَو.
"لَا أعرِف كَيف أُكافِئك بُني. لقَد أعدّت لِي كَنزَي. أشكُرُك حقّاً أشكُرك."
هُو إستَغرَب فِعلَاً إن السّيد رَوفمَان لَم يستَطِع التّعرُف عَليه، خَمّن إنّ شَكلَه بالفِعل تغَير عَن مَا كانَ عَليهِ فِي سِيون لِذا لَا أحّد إستَطاع التعرّف عليه. إبتَسَم تِجَاه الوالِد مُظهِراً صَفّ أسنَانِه بَينَما يُحدّق بالفَتى الذِي يدفِن نفسَه بعِيداً عَن أنظَار النّاس.
"لا داعِي للشّكر. لكِن، إن كُنت تسمَح. أودّ مُقابِلاً بسِيطَاً. وأعتَقِد إنّه قَد يُفِيدُك أنت وعَائلَتُك."
إبتِسامَته الجَانِبية خُطت عَلى وجهِه بالفِعل.
-
"ماذا!؟!؟!؟!؟!؟!"
جفَل بيكهيُون محدّقاً بِوالِدته وشقِيقته التّان صُعقتا بالخبَر الذِي انبأهُما به والِد بيكهيُون.
"عزِيزي، أنت مُتأكد؟ مِن المستحِيل لرَجل فِي مِثل مكَانته أن يطلُب شيئَاً بسِيطاً كهَذا. لرُبما أرادَ تطبِيق أفعَاله القذِرة عَلى إبنِي!"
إبتسَم بيكهيُون بخِفة عَلى والِدته الدرَامية. لَو كَان ذلِك الشّاب ينوِي عَلى شَيءٍ لأستَطاع بيكهيُون معرِفتِه مِن عينَيهِ ونظرَاتِه فقَط.
لكِن.. هُنالِك شَيءٌ غَرِيب. تِلك العِيون السمائِية المِزرقّة، النّظرة التّي وِجّهت لَه آنذَاك، بَدا وكأنّ كِليهِما يعرِفان بعضَاً منذ وقتٍ طَويل.
" فِي الوقِع كنتُ أُفكِر إن عمَل بيكهيُون فِي مجَال الأزيَاء كعَارض أمرٌ غَير مقبُول، لكِن إصرَار إبنِنا عَلى العَمل.. بالإضافَة إلى الرّاتب الخَيالِي وإنّه سيكُون تحتَ مُراقَبة أغنَى وأشهَر رجُل فِي سويسرَا جَعلَني أقبَل الأمْر. "
همهَمت الأمّ بينَما تنقُل نظرَها لإبنِها الذّي أومَأ مُضيفَاً.
" أجَل، كَما إنّه أنقَذَني مِن خطَر كبِير وأُنَاس مُزعِجين. إنضِمامي لَه فِي شرِكتِه سيُساعدُني ويُساعِدنا كثِيرَاً. يُمكِننا بعْد عِدة أشهُر مِن العَمل أن نشتَرِي المنزِل الذِي يُناسِبُنا. "
بيكهيُون بدَأ بالفِعل بالأحلَام الكبِيرة كأَي شخصٍ حصَل عَلى فُرصَة عمَل لَا تُعوّض.
"أخِي، هَل سَألَك عَن دِرَاستِك؟ كُنتُ أرَى فِي التِلفَاز دائِمَاً.. حِين يقدِم شخصٌ عَلى طلَب عمَل، يسأَلُونه عَن شَهادَاتِه الدّرَاسِية. "
إنتَبه الجَمِيع إلَى كَارن لِتُعِيد الأمّ نظَرها لِبيكهيُون مؤيّدَةً.
"صحِيح صغِيري، ألَم يَسأل عَن دِرَاستِك أبدَاً؟"
إلتَزَم بيكهيُون الصّمت فِي حِين أجَاب والِدُه.
" قَال إنّه سيزُورُنا هُنا مِن أجلِ مُناقَشة كُلّ شَيء. وَأعتقِد إن مِن ضِمن المُناقَشة، دِراسَتُه."
" ومتَى سيزُورُونَنا؟"
" مَساءً عَلى مَا أعتَقِد."
-
كَان بيكهيُون يجلِس فِي غُرفَته. يَفكّر بالقَرارِ الذِي إتخذَه مِن أجلِ مصلَحَة عائِلَته. وهَل سيتِم قُبولُه وَهُو لَم يُكمِل الثّانوِية؟
" بيكهيُون! "
نهَض عَن سرِيرِه تزَامُناً مَع فتحِ شقِيقَته لِبابِ غُرفَتِه.
" ما الأمر؟ "
هي أهدَته إبتِسَامة واسِعة.
" تعَال معِي أيُها العارِض. "
رفَع أحَد حاجِبَيه بِإستِغرَاب ليَسحَب قدمَيه تابِعَاً لَها إلَى غُرفَتِها. وَلج إلَيهَا لِيُصدَم مِن كمّية المَلابِس النِّسائِية عَلى سرِيرِها.
"مَا كُل هَذا؟؟"
أُغلِق البَاب خلفَه لتسحَبه مِن يدِه أمَام تلّة المَلابِس تِلك. سحَبَت فُستَانَاً رمَادِي اللّون، قصِير ذَو خَصرٍ مُحَدّد وأكمَام طَويلة ومتعَرّج مِن الأسفَل.
" أَلستَ عارِضَاً؟ هَيا إرتَدِي هَذا وقُم بالتّصرُّف كعَارِض لِأستَطِيع تَقيِيم مَدى كَونِك جذّابَاً فِي هَذا العَمَل! "
إتّخَذت الجُزء الفَارِغ مِن السرِير مَوضِعاً لجَسدِها فِي حِين وضعَت قدَمَاً عَلى أُخرَى تُمسِك بَين يدَيهَا أورَاق تم إسنَادُها على مسنَدٍ خشَبي وقَلَم صغِير. كُلّ هَذا تحتَ أنظَار بيكهيُون ذُو الفَك المُحطّم أرضَاً.
أهَذِه حقّاّ كارِن إبنَة العاشِرة؟
" أولَاً أنَا رجُل، مِن سابِع المُستحِيلَات أن أرتَدي شيئَاً مُهينَاً كهَذا. ثانِياً لَم أحصُل عَلى مُوافَقة تقُول إنّ بإمكَانِي أن أُصبِح عارِضَاً. ثالِثاً... أنا! يتِم تَقييمِي! مِن قِبل قاصِر!! قُولِي غَيرَها."
هِي إستَمَرّت بالنّظرِ لَه بِبُرودٍ تَام. حَمَلت قَلَمها وكَتَبت شَيئَاً عَلى الورَقة بَينَما تُتمتم.
" أخلَاق.. صِفر! "
رفَع حاجِبَيه بِذُهول بينَما أعادَت هِي لهُ تِلكَ النّظرَة البَارِدة. تنهَد حِين علِم إنّ لَا مفَر لَه وإبتَسم بتعَرّج مُتوتّراً.
" أعتَذِر عَن سُوء أخلَاقِي آنِستِي، لَقد إرتَبكتُ لِلحظَات. "
هُو قّرر مَجارَاتهَا بِما تقُوم بِه. اومَأت لَه بالعَفو راضِية حيثُ شعَر وَكأنّه يُواجِه رئِيس الوِلايَات المُتّحِدة.
" بدِّل مَلابِسك أيَها المُستَجِد. "
بيكهيُون لَا يعلَم حقّاً مِن أينَ تنتَقِي هَذِه الطّفلَة أمَامه تِلك الألفَاظ. مَستجِد؟ فِعلَاً؟
بِلا أدنَى نِقَاش، دَخَل الحَمّام فِي الغُرفَة وخَلَع مَلابِسه. بالطّبعِ كَان سيُبقِي الدّاخِلية.. إن كَان يَرتَدي مِنها أساسَاً. بِيكهيُون كَان مِن ذَلك النّوع مِن الأشخَاص الذِين يُضايقُهم إرتِداء المَلابِس الدّاخِلية. لِذا هُو محَى هَذِه الخُطوَة مِن حَياتِه تَمامَاً. حَمل الفُستَان ذَاك ينظُر إلَيه مَع توّرد وجنَتَيه يتسَائَل لِلمَرة المِئة عَن مَا الذِي كَانت تِلك الطّفلة تُفكر بِه بجَعلِه يرتَدِي مَلابِس مُحرِجة كهَذِه. هَذا مَا قادَه للتَفكِير إن كَان عَليه أن يرتَدِي هكَذا أشيَاء ويخرُج بِها أمَام العامّة إن كَان سيُصبِح عارِضاً. هزّ رأسَه مُبعِدا تِلكَ الأفكَار بَينَما بَدأ بِإِرتِداء مَا بَين يَدَيه. ثلاثُ دَقائِق بالضّبط حِين فُتِح بَاب الحمّام وخَرج بيكهيُون مُحرَجاً مِن إنسِيابِية ذَلك الفُستَان - والذِي كَان فُستَان والِدته القدِيم بالمُناسَبة - عَلى جسَدِه بالكَامِل ومُلائَمَته لَه. رفَع نظَره بخَجل لشقِيقته وفمُه تكوّر بِهَدف قَول شَيء لكِن جسَدُه تجمّد ومُقلتَيه توسّعتا بِتفَاجُئ.
يا.لل.هَول. مَا الذِي يفعَلُه هَذانِ هُنا!!!!
الشّخص الذِي مِن المُفتَرضِ أن يكُون والِده كَان يقِف مَع ذلِك المُدِير الشّاب الذِي عرَض عَلَيه أن يَعمَل فِي شرِكتِه، وكِلا هَذان كَانا مَع شقِيقَته.
" أتَرى سيّد سانرَام. أخِي رائِع بجَمِيع أنوَاع المَلابِس!"
شقِيقته بدَا عَليهَا الفَخر حقّاً بَينَما كَان الذّهُول هُو مَا غطّى ملامِح المُدِير بالكَامِل. المُدير أومَأ مُوافِقاً كَلام كارِن فِي حِين يسِيل العَصِير مِن فمِه عَلى المنظَر الذِي أمَامه، تِلك الأفخَاذ البيضَاء والسّيقَان النّاعِمة الواضِحة أمامَه لَا يستَطِيع إبعَاد انظَارِه عنهَا. بيكهيُون لَم ينتَظِر أكثَر مِن ذلِك ليتَراجَع بِسُرعَة ويفتَح بَاب الحمّام ويدخُلَه مُغلِقاً البَاب عَلى نفسِه. كارِن أحضَرت منَادِيلاً للمُدِير سانرَام بأبتِسامَة عرِيضة تُزيّن شِفاهَها.
" لَم أتوقّع أن يكُون إبنِي بِهَذا الجّمَال. "
روفمَان الأب كَان مصدُومَاً بمَنظَر إبنِه البِكر وهُو يرتَدِي مَلابِس زوجَتِه القَدِيمة. الشّاب نظّف فمَه ليتَحدّث أخِيرَاً ناطِقَاً بِقَرارِه بَعد خُرُوج بيكهيُون مِن الحمّام بمَلابِسه العَادِية.
" كمُدير لأكبَر شرِكة أزيَاء فِي العَالم فأنَا لدَيّ ذَوقٌ خَاص فِي إختِيار عارِضي شرِكَتِي. لكِن بيكهيُون روفمَان لَم يكُن كَمَا توقّعتُه أن يكُون. "
تقوّست شِفاهُ بيكهيُون الرّفِيعة للأسفَل بِحُزن لِعَدم قُبُولِه.
" بيكهيُون روفمَان تخطّى كُل توقّعَاتِي وأنهَى ذوقِي فِي إختِيار العارِضِين. إنسِيابِية جسَدِه والجمَال الهادِئ لوَجهِه لَا مَثِيل لهُما. وَكَمَا أقُول دائِمَاً،العارِض المُمتاز هُو مَن يَناسِبُه كُل أنوَاع الملابِس بجنسَيها. تَهَانِينا لَك بيكهيُون. لقَد تمّ قُبولَك. "
كارِن كَانت تقفِز فرِحة بنجَاح شقِيقها ووالِدُه لَم يكُن أقلّ فرَحَاّ مِنهَا حِين تَسابَق مَع سُرعَة الضّوء ليُبلِغ زوجَتَه بالخَبر العظِيم. المُدِير إتّجه إلى بيكهيُون مُبتَسِماً والآخَر مازَال يُحاوِل إستِيعاب مَا حَدَث.
" كُن مُستَعِداً للشُهرة. أحذِرك مِن أنّها مُتعِبة فِعلَاً. "
قَهقه المُدِير لبيكهيُون الذِي قفَز فَرِحَاً هابِطَاً لأسفَل الدَرج يَتقَاسم فَرحَته مَع والِدَيه. إبتَسَم المُدِير لِيسحَب خُطُواتَه لِلأسفَل.
" مَهلَاً. "
أوقَف نفسَه ليلتَفِت إلى الصغِيرة المُبتَسِمة خَلفَه.
" أيَمكِنُني الإستِفسَار عَن مَوضُوع؟ "
أومَأ المُدِير مُبتَسِماً.
" إن لَم أكُن مُخطِأة، أنت تكُون.. تشانيُول سانرَام! صَحِيح؟ "
-
Hope you enjoyed~ 🌌💫