فَتحت عَينيها بَسبَب ضَوء الشَمس القوي. يوجين تَشعر بالإرهَاق و التَعب، لَكنها لَم تَستطع إجبَار نَفسها عَلى العودة للنَوم. تثاءبت و نَظرت لما يُحيطها.
أطبَقت شَفتيها. مُنذ مَتى دَخلت لغُرفة جونميون؟
هي وَاثقة بإنهَا غَطت في النوم عَلى الأريكة التي بغُرفة المَعيشة، فِيلم المُنتقمين هو آخر فِيلم تَتذَكر مُشاهدته مَع جونميون.
فجَأة رائحة مُنبَعثة في الأجوَاء جَذبت انتباهها. قَدميها لامسَت الأرضية، استقَامت و خَرجت مِن غُرفة النَوم إلى المِساحة المَفتوحة. تَوقفت في نِهَاية الرُواق، و نظراتهَا مُصوبة بإتجَاه المَطبخ
"اومو، عزيزتي، كُنت سَأعطيكِ سَاعة إضَافِية مِن النَوم"
جونميون تَجهَم و هو يحوم حَول الفُرن.
"لمَ لا تنَامين أكثَر؟"
يوجين هَزت رأسها
"كَلا، أنا بخَير، هَذا وَعد"
سَارت لغُرفة المَعيشة و جَلست عَلى الأريكة، عَينَاها لَم تُفارق جونميون و لو للَحظَة. كَان يَرتدي قَميصاً واسِعاً بلَون أسوَد و بنطَال بيجاما بنقوش. مَنظر غَريب.
"ألن تَذهَب للعَمل اليوم، اوبا؟"
جونميون استَدار ليُجهز الطَاولة، و صَوب ابتسَامة في اتجَاهها
"كَلا، قَررت أخذ إجَازة اليوم"
"إن كُنت تَفعل هَذا لأنك تَشعر بالسُوء لأجلي،فأرجوك لا تَفعل"
يوجين تَمتمت بعبوس
"أنا أفعَل هَذا لأنني أُريد قضَاء الوقت برفقَة حبيبتي الغَالية"
رَد عليها
"أتوجد مُشكلة بهَذا؟"
"عَلى الإطلاق"
فجأة، صَوت جَرس البَاب صَدح في أرجَاء الشقة، مَا جَعل يوجين تَرمش بتفَاجؤ. تبَادلا النَظرات، ثُم أشَار جونميون ليوجين بَأن تَذهب لمكَان لا يَمكن رُؤيتها فيه مِن عِند البَاب. مَشت بخِفة للرواق، وَقفت خَلف الجدَار بينما جونميون ذَهب ليَفتح البَاب.
"اوه، هَل ما أشتمه هو لَحم مقدد؟"
"الحَمدلله، يوجد طعَام. أنا أتَضور جُوعاً!"
يوجين رَمشت لَدى تَعرفها عَلى الصَوتين.
"مَالذي تفعلانِه هُنا؟"
"و هَل مِن سَبب آخر لنأتي إلى هُنا؟ أتينا لنَرى صَغيرتنا"
في هَذهِ اللَحظة، أظَهرت يوجين رأسها مِن خَلف الجدَار، و حَدقَت بالزَائرين
"ياي، هَا هي الأمِيرة!"
"هَل أخبَركما جونميون بأنني هُنا؟"
يوجين سَألت بينما تقتَرب مِن الصِينين بحَذر.
"نعم!"
ييشينغ احتضنها بشِدة، لدَرجة أنه سَحب كُل الهواء مِنها
"لقد كُنا قَلقين عليكِ، يوجين!"
دَحرجت عينيها و ابتعدت عَن حُضن ييشينغ
"توقف عَن احتضاني يا زانغ، و لَكن حَقاً، شُكراً"
زَمّت شَفتيها و رمَشت
"أنتما لَم تستغربا عَلاقتنَا؟"
"هَذا هُراء يا يوجين، أنا دَعمتكما مُنذ البدَاية!"
ييشينغ شَخر و هو يُربت عَلى كَتفها
"بالإضَافة إلى أنني شَهدت عَلى قُبلتكما بعينيّ! إذا لَم يَجعلكما هَذا مَعاً، فإنني سَأُحبَط، لأنه و حَرفياً مَا مِن شيء أخر سَيجعلكما معاً !"
يوجين حَدقت بييفان لتَعرف إجابته بشَأن هَذه المسألة. الأشقَر هَز كَتفيه
"يا رَجل، لا أهتَم بهَذا النَوع مِن الهُراء، و لَكنني سَأعترف بأنكما تُلائمان بَعضكما و هَذا يُسعدني. بالإضَافة إلى أنني أمتَلك عَينين كَعيني الصَقر، لا تَعتقدي بأنني لَم ألاحظ الأمور اللَطيفة التي تحاولان أيها الأحمقين إخفائها في الحَانة"
'حَسناً، أشعر و كأنني سَأموت مِن الإحرَاج'
"مِن المُنعش رُؤية يوجين المُضطربة!"
ييشينغ سَخر
"و لَكن عَلى أي حَال، فلنتناول الطعَام الآن بما أننا تأكدنا مِن أن فتاتنا بخَير!"
سُعال
"عُذراً، ماذا تَعني بفتاتنا، هي فتاتي"
"اوه سُحقاً، جونميون أصبَح مُبتذلاً كاللعنة، رُبما عَلينا تَرك عصفوري الحُب وَحدهما"
أطلَق جونميون ضِحكة خَافتة و حَرك يَده بالرَفض
"آسف، و لَكن حقاً، لا بأس ببقائكما هُنا، مُنذ أنكما قلقان بشأن يوجين-اه. دعوني أعد المَزيد مِن الطعام لكي نأكل جَميعنا"
عَاد للمَطبخ تَاركاً الثلاثة الذين ذَهبوا لغُرفة المعيشة.
"لَم أُفكر بأنكما قَد تستيقظان مُبكراً في الصبَاح"
يوجين عَلقت و هي تَجلس في نَفس البُقعة على الأريكة
"ممم، و لا أنا"
ييفان تَمتم و تبع ذَلك تثاؤبه، حَدق بالصيني الأخر مِن الجَانب
"و لَكن هَذا المُغفل استَمر بإزعَاجي طوال الصبَاح بالرسائل و الإتصَالات لزيارتكما. لِذا نَحن هُنا"
ييشينغ عَبس
"هيه، لَكننا مَع ذَلك سَنحصل عَلى فَطور مجَاني"
يوجين انحَنت و ضَربته عَلى ذِراعه
"ياه، لا تُحاول أن تَسرق مِن حَبيبي مَتى ما أرَدت أيها الوَغد"
"يا للهول، لمَ أستَمر بالتَعرض للضَرب؟!"
"لأنَك أحمَق"
يوجين و ييفان أجَابا بنَفس الوَقت. حَدق كُل منهما بالأخر بذهول و ضَربا كَفيهما ببعض بسَبب تزَامنهما المُفاجئ، ما جَعل ييشينغ يَعبس أكثَر.
~ * ~ * ~ *~
بَعد الفَطور و التَحدث لبَعد الوَقت، كَان عَلى ييفان و ييشينغ الرَحيل. فبَعد كُل شيء، الحَانة لا تَستطيع أن تُدير نَفسها بدون المَالِك و طَالب الطِب مُتدرب في أحد مُستشفيات سيوؤل المرموقة، لِذا توجد مَسؤوليات عَلى عَاتقهما. لِذا و بدُون أي شيء إضَافي، ذَهبا بَعد أن وَعدا بأن يَبقيان عَلى اتِصَال عِندما يَستيطعَان، حَتى مَع عَدم وجود هَاتف يوجين.
هَذا تَرك يوجين و جونميون وَحدهما مُجدداً.
"إذاً، فلتَذهبي و ترتاحي بينما أغسل الصحون"
جونميون أخبَر الفتاة بينما يَستقيم مِن مَقعده.
يوجين حَركت يَدها و أمسَكت بذِراعه
"دَعني أقوم به. فَعلت الكَثير مِن أجلي بالفِعل. لِذا لا تَجرؤ عَلى إيقَافي"
مَع ضَغطة أخيرة و رَقيقة عَلى ذِراعه، هَرولت للمَطبخ لتُنظف. جونميون ابتَسم بدَفء لها بينما صَنعت لَه قَلباً بأصابعها قَبل أن تَبدأ بالغَسيل.
عِندها رّن هَاتفه. ما إن رأى جونميون اسم المُتصل، حَتى لاحَظت يوجين عُبوساً طَفيفاً عَلى وَجهه قَبل أن يُجيب. و رَحب بنَبرة سَعيدة
"صبَاح الخَير نونا!"
يوجين شَعرت بالخَوف. أخفَضت رأسها و حَاولت التَركيز عَلى الصحون، و لَكن هَذا لَم يكن شَيئاً سَهلاً عِندما يُمكنها و بسهولة الإنصَات للمُحادثة
"اوه، هُما سألاكِ؟"
جونميون تَمتم، و خّلل يَده في شَعره
"ممم، أجل هي مَعي... أنتِ تَعرفين جَيداً مالذي كَان سَيحدث لو أنني أبقَيتها هُناك. ألا تَتذَكرين كَيف تَصرفا الليلة المَاضية؟ ...نونا، استَمعي لي، لَم أكن لأُبقيها في ذَلك المكَان. أنتِ تَعرفين جَيداً بأنـ ...لماذا؟ لأنهَا لا تَستحق هَذهِ المُعانَاة، لا أحَد يَفعل!"
يوجين أجبَرت نَفسها عَلى إبقاء رَأسها مُنخفضاً و تَنظيف الصحون كمَا أصّرت أن تَفعل بينما جونميون يَمشي بخفة لغُرفته. أرَادت إغلاق أذنيها، أرَادت التَوقف عَن الإستمَاع، لَكن لا، لا تَزال تَسمع صوته، مُنخفض، لَكنه مَسموع.
"جونهي-نونا، إياكِ أن تَفعلي ذَلك! أنا أُقسم للإله بأنهما لَو أتيا إلى هُنا، فإنني لَن أدعهما يَأخذانها حَتى يعدَانِني بأنهما لَن يؤذيانها و يُهملانها بَعد الآن. حَتى لو فَعلا، فإنني لَن أقبَل. لا أثِق بهمَا... جونهي، لَقد وَجدتها تَبكي و كَانت مُتأذية. ضَرباها اللَيلة المَاضية، كَيف أدعهما؟!... لا تَكوني هَكذا... أعلَم بأن هَذا شَيء يَصعب إستيعَابه و لَكنني لا أريدكِ أن تَشعري بالعبء... مشَاعرنا مُتبَادلة... أنا...نونا لمَ بحَق الله تَقولين هَذا؟! أنا حَقاً أحب يوجين و لا أستطيع تَخيل نَفسي أنفَصِل عَنها لأي وَقت قَريب"
شَعرت بقلبها يَخفق بقوة في صَدرها... لَكنها غَير واثقة بشأن السَبب أهو بسَبب عِشقها أم بسَبب تَوترها مِن المسألة برُمتها.
"أنا آسف نونا، سأغلق الآن، حسناً؟ أنا فَقط... أتمنى لو أنكِ تتخذين مَنحى آخر بشَأن هَذا. أجل، وداعاً"
يوجين استَمرت بإبقاء رأسها مُنخفضاً لَدى عودة جونميون، فَركت الصَحن بقوة و أصدَر هَذا صوتاً حَاداً؟
'لا، لم أسمَع أي شيء'
'لَم أفعَل'
"اه... عزيزتي، يَبدو بأنكِ تَفركين نَفس الصَحن لعدة دقَائق"
صَوت جونميون القَريب جَعلها تتفاجأ. شَعرت بيَديه عَلى كَتفيها، و بدأ بتدليكهما بخِفة
"آسف لأنكِ اُضطررتي لسمَاع ذَلك"
"لم أفعَل... هَذا الصَحن دُهني كَثيراً... لا بُد بأنه صَحن كريسي"
ضِحكة خَفيفة انفلتت مِن بين شَفتي جونميون
"أتُريدين مُشاهدة أحفَاد الشَمس ما إن تَنتهين؟"
و بغَض النَظر عَن الشعور الفَظيع الذي تَشعر به، أومأت لَه ، كما لو أن لا شيء قَد حَصل.
*~*~*~*~*~*~*~*~*~
رأيكم بالفصل؟
رأيكم بقرار جونميون في أخذ إجازة ليقضيها مع يوجين؟
رأيكم بمجيء ييفان و ييشينغ ؟
رأيكم بدعمهما لعلاقة جونميون و يوجين؟
رأيكم بمحادثة جونميون و جونهي؟
رأيكم بعدم تقبل جونهي للعلاقة؟
أتمنى لكم يوم جميل و رائع بجمال و روعة أرنبنا و قائدنا ميوني
🐰🐰🐰
💜💜💜