مرحبًا يا أصدقاء. ♥️
بدايةً، دعوني أتقدم لكم بالتهنئة من فريق الفرسان عامةً، ومني أنا لافين خاصةً، بمناسبة قدوم عيد الفطر المُبارك. أعاده الله علينا وعليكم بالصحة والعافية. 💜
أما بعد، فمعظمنا قد سمع بالمثل الشهير «كلُّ ممنوعٍ مرغوب.»، وهذا ينطبق على معظم أمور حياتنا، إلا في اللغة. فتطبيقه قد يؤدي بجلطة تُصيب أحد فرساننا، وأنتم تحبون الفرسان صحيح؟
ومن منطق الممنوع، فقد أتيت لكم اليوم لأُحدثكم عن الممنوع من الصرف. فما معناه؟ ومتى يكون الاسم ممنوعًا من الصرف؟ وما علاماته إعرابه؟ وما أنواعه؟ سنتعرف على كل هذه الأمور في فصلنا اليوم. 💙
- كان أحمدٌ يدرس في المنزل.
أهُناك شيءٌ خطأٌ في الجملة السابقة؟ هل عرفتموه؟
أحسنتم لمن علم الجواب، أما لمن لم يعلم فإن اسم (أحمد) لا يجب أن يُوضع آخره تنوين لأنه ممنوعٌ من الصرف.
إذا، نستطيع أن نعلم أن تعريف الاسم الممنوع من الصرف هو كل اسمٍ لا يقبل التنوين، وسميَ التنوين صرفًا لأن له رنةً كرنةِ الدراهم في محل الصرافة.
بالنسبة لإعراب الاسم الممنوعِ من الصرف، فإنه يُرفع بالضمة وينصب بالفتحة كما الاسم المنصرف، أما الجر، فإنه يُجر بالفتحة عوضًا عن الكسرة.
لكن، كيف نعلم أن هذا الاسم هو اسم ممنوعٌ من الصرف؟
جمع الشاعر في قوله العلل التي لو دخلت على الاسم لمنعته من الصرف والبيت هو:
«اجمعْ وزِن عادلًا أنّثْ بمعرفة
ركّبْ وزِدْ عجمة فالوصف قد كملا»
لنوضح العلل بشكلٍ مفصل.
نبدأ في الممنوع من الصرف لعلة:
١- الاسم المنتهي بألف التأنيث الممدودة (اء) أو المقصورة (ى)، مثل: أبناء، أبرياء، أروى، كبرى، عطشى، الخ...
- سقيتُ العطشى من البئر.
٢- صيغة منتهى الجموع والتي تعني كل جمع كان على وزن مَفَاعِيل أو مَفَاعِل.
أمثلتنا على ذلك: مصابيح، مساجد، فوانيس، الخ...
- أشعلت سارة المصابيحَ في الليل.
ننتقل الآن للممنوع من الصرف لعلتين:
العلم، ويكون ممنوعًا في الحالات التالية:
أ- إذا كان مؤنثًا بالتاء لفظًا، أي اسمٌ لرجلٍ ينتهي بتاء التأنيث كطلحة، وقتيبة، وأسامة، وحمزة وغيرهم.
قد منع هذه الأسماء من الصرف علتان: العلمية والتأنيث اللفظي.
ب- إذا كان مؤنثًا بالمعنى، أي اسمٌ مؤنث لا ينتهي بتاء التأنيث، مثل: نوال، زينب، مريم، وغيرهم.
ويكون المنع من العلتين العلمية والتأنيث المعنوي.
وبالنسبة للاسم المؤنث الذي ينتهي بتاء التأنيث (سارة، فاطمة، عائشة) فهذا يُمنع بسبب العلمية والتأنيث اللفظي المعنوي.
جـ- إذا كان العلم أعجميًا يزيد عن ثلاثة أحرف، وهذا يعني أن أصل الأسماء غير عربي، وأمثلتنا هي: إسماعيل، يعقوب، إبراهيم...
أما الأسماء الأعجمية الثلاثية كنوح فإنها ليست ممنوعة من الصرف.
د- إذا كان العلم مركبًا مزجيًا، أي كلمة مكونة من اثنتين، والأمثلة الشائعة هي حضرموت وبعلبك،
فيكون سبب المنع العلمية والتركيب المزجي.
هـ- إذا كان العلم على وزن فعل، مثل: أحمد ويزيد، وسبب المنع العلمية ووزن الفعل.
و- إذا كان العلم مختومًا بألف ونون زائدتين، أي رضوان، سليمان، سلمان، عمران...
فأصل رضوان مثلًا هو رضا، لذا يكون المنع بسبب العلمية وزيادة ألف ونون.
ز- إذا كان العلم معدولًا به عن صيغته الأصلية مع بقاء معناه الأصلي.
لن ندخل بتفاصيل هذه، ولكن احفظوا الأسماء الثلاثة المعدولة وهي: عمر معدولة عن عامر، سحر معدولة عن السَحْر، وأخيرًا أمس معدولة عن الأمس.
وبهذا نكون قد انتهينا من العلم وننهي درسنا الآن بالصفة، فحالاتها الممنوعة هي:
أ- إذا كانت الصفة مختومة بألف ونون زائدتين، مثل: عطشان، تعبان، ولهان، سكران...
ب- إذا كانت الصفة على وزن فعل، كأعرج، أخضر، أزرق، أفضل...
جـ- إذا كانت معدولة على وزن آخر وهذه في الأسماء المشهورة: مَثنى، ثُلاث، رُباع، أُخر.
هل فهمتم؟ إذًا ما رأيكم أن نعود للبيت الشعري ونفسره الآن؟
«اجمعْ وزِن عادلا أنّثْ بمعرفة
ركّبْ وزِدْ عجمة فالوصف قد كملا»
اجمع: صيغة منتهى الجموع على وزن مفاعل أو مفاعيل.
زن: وزن الفعل في العلم والصفة.
عادلا: ما عدل عن علم أو صفة.
أنث: مختوم بألف التأنيث الممدودة أو المقصورة، والمؤنث لفظًا ومعنًى.
ركّب: الاسم المركب من كلمتين كحضرموت وبعلبك.
زد: زيادة الألف والنون في العلم والصفة.
*قاعدة مهمة: إذا عُرف الاسم الممنوع من الصرف ب(ال) التعريف أو بالإضافة، فإنه يُجر بالكسرة كما الاسم المنصرف.
ساعدوني في حل بعض التدريبات الآن حتى أتاكد من فهمكم.
ابحث عن الممنوع من الصرف ثم بين سببه وأعربه.
١- قال تعالى: «فعدةٌ من أيامٍ أُخر».
٢- سلمتُ على نوح وسليمان.
٣- مررت سارة بيزيد.
٤- أُقيم في حضرموت.
٥- صليتُ في مساجد القدس.
٦- ذهبَ إبراهيم إلى مكة.
٧- أشعلتُ مصابيح المنزل.
أعلم أن درسنا طويل، لكنه شيّقٌ ولطيف!
آمل أن تكونوا قد استمتعم، وأراكم في فصلٍ آخر.
لافين 💚