الجزء الاول
مخلوقات ضعيفة
ينظر الناس الي بشكل مختلف. ربما لأنهم يشعرون بالأسى تجاهي وربما بعضهم يعتقد إني حمل على من هم حولي. أصدقكم القول انا لا اهتم حقا. اشفق في الحقيقة على البشرية بأجمعها. فهم عباره عن مخلوقاتٍ تُحركهم مشاعرهم. يًدعون القوة وهم ضعفاء. أستطيع أن اثبت لكم حقا انهم كذلك فإذا فكرتم للحظه وجدتم ان أهم جزء في جسد الانسان و الذي يحتاجه لكي يبقى على قيد الحياه هو القلب. ومع ذلك وبالرغم من ان القلب موقعه صدر الانسان وهو الجزء الاوسط ، مما يعني انه محفوظ في اكثر الاماكن عمقا في كل شخص منكم الا انه لا يملكه.
ولا يملك القدرة على التحكم به فالقلب سيد نفسه يحب من شاء ويكره من شاء. بينما صاحبه يتبعه تماما وهو عاجز عن السيطرة عليه.
عندما يميل القلب لشخص معين فأنه يجبرك على ان تختلس النظر اليه. تحاول التقرب منه، ارضائه، حتى انك تستظرف اغبى الامور الذي قد يقوم بها ذلك الشخص فقط لأن قلبك قد قرر ان يُحبه. علاوة على ذلك فأن قناعاتك التي تؤمن بها، قد تتغير او قد يستثني هذا الشخص عن قوانينه التي يسيرها على علاقاته مع البقيه.
لكن أتعلمون ما هو الجزء الاسواء!
عندما يقرر قلبك ان يكره شخص ما. لكن طريق حياتك يجبرك على ان تكون قريب من هذا الشخص. عقلك يخبرك انه من صالحك ان تبقى بقربه. حينها انظروا الى كم سيعاني هذا البشري الضعيف وكم سيتصارع مع نفسه من اجل ان يستمع لعقله. لكن كالمعتاد القلب لديه صوت اقوى من العقل.
قد لا تقتنعون بكلامي لكن مهما حاولتم فهذا هو الواقع. و لا تستطيعون تغييره
ومن يقول ان هذا هراء. فهو مجرد احمق لم يجرب الحب من قبل
قد تقولون انت الاخر مجرد بشري ضعيف مثلنا. لكن على العكس، انا لست كذلك
لست ضعيفا مثلكم.
لا أحاول ان اهينكم ولكن هذا هو الواقع.
بينما الناس تشفق علي لأنني مختلف عنهم
انا حقا اشفق عليهم لأنهم متشابهون
انا لا أسمع.
نعم ... هذا صحيح انا أصم
خلل في وظائف السمع. حينما كنت في عمر العاشرة اصبت بحادث مروري تسبب في فقداني للسمع كليا. ولأنني لا ازال صغير فلقد نسيت كيف هو الكلام ، ففقدت القدرة على ذلك ايضا.
حسننا ليس تماما في الواقع بإمكاني الحديث لكن ليس كل الكلام .
وفي الواقع انه امر جيد كوني لا زلت قادر على ذلك فالطبيب اخبرني انه بالعادة الناس الذين يفقدون السمع بعمر مبكر قد ينسون كيف ينطقون الحروف بسبب انهم لا يسمعون شيء حتى صوت انفسهم .
ما هذا! هل كان احدكم للتو يتأسف بشأني؟
إذا كنت تشفق علي. فأنا اخبرك من الان ان تشفق على نفسك.
ليس واجب عليك ذلك فقط لأنني غير قادر على السماع
لا احتاج لشفقتك.
حسننا انا وقح قليلا. في الواقع وقح جدا. لحسن الحظ فقط انني غير قادر على ذكر الكثير من الكلمات البذيئة لأنني لم اعتد عليها حينما كنت صغير.
لكن أتعرفون ماذا!
أستطيع نطق الحروف. لذلك انا اتعلم نطق الكلمات الوقحة ... ليس الامر وكأنني مهووس بالعبارات السوقية
لكن الفضول يلعب دور حينما ارا تعابير وجه والدتي وهي متفاجئة حينما انطقها. الامر الجيد في ذكر الكلمات امام والدتي هو اني استطيع تخمين ما اذا نطقت الكلمة جيدا ام لا بمجرد النظر لتعابير وجهها. فعندما تحدق لي وهي غاضبه اعلم تماما إني اصبت في قولها.
نسيت ان أعرفكم باسمي.
انا ادعى بارك آركيول . ابلغ من العمر ثلاثة وعشرين سنة، طالب جامعي.
تخصص هندسه معمارية. وان كنتم تتساءلون ما إذا كنت اذهب لجامعات خاصه او ما شابه .. كلا انا اذهب لجامعة عاديه مثل بقية الطلاب.
حقيقة كوني لا أستطيع السماع لا تعني كوني عاجز عن التواصل مع الناس. في الواقع انا أستطيع قراءة الشفاه.
حسننا اعترف لقد كذبت. فأنا سيء في قراءة الشفاه. أعني اغلب الأحيان افهم كلام الناس بمجرد النظر لشفاههم لكن لنكن واقعيين فبعض الناس بالكاد يحرك فمه وهو يتحدث والبعض الاخر يثرثر كثيرا ويأكل نصف الحديث.
مهما يكن فأصدقائي يستخدمون الهاتف وهم يتحدثون الي سوآ كان يكتبون الكلام ويرسلونه الي او بسهوله يمررون هواتفهم نحوي.
اما انا يرجع الامر الي ان اجيبهم او اكتب لهم. الكلام أسهل من الكتابة ولكن حينما اغضب منهم فأنا اكتب لهم. كي يضطرون للانتظار حتى انتهي. هذا يثير غضبهم احياننا ولكن جديا لا اهتم. فالمغزى هو اغضابهم.
من ناحية الشكل والبنية فأنا طويل. وعندما أقول طويل فأنا أعني ذلك، املك بشرة شاحبه. كنت اتمنى لو كنت أسمر قليلا لكن لا بأس بذلك. أكره حقيقة كوني نحيل جدا لكن ماذا افعل ليس باليد حيله. انا حقا لا اقوم بأي نوع من الحميات ولست مهووس بشكلي بتاتا. ولا أعاني من فقد شهيه او اي شيء من هذا النوع لكن اكلي قليل وجسدي لا يكسب الكثير.
دعونا من امر الطعام فقد اشعر بالجوع الان وانا لا اريد ان اترككم و اذهب لتناول الغداء. اما فيما يتعلق بشعري فليس علي وصفه لأنكم بالفعل تعرفون مسبقا كيف هو شعر الشعب الاسيوي اليس كذلك!
الا في حال انكم اغبياء مع احترامي الشديد. فالكل يعلم اننا نتميز بالشعر الاسود.
حسننا اين كنت؟
اوه اجل هناك امر لا أستطيع وصفه لكم مهما حاولت.
الا وهو صوتي.
فكيف لي ان اوصف لكم شيء لا اعرفه!
لا اريد ان يبدو الامر حزين لكم لكن انا لا اعلم كيف يبدو. أعني متى كانت اخر مره سمعت صوتي! عندما كنت صغير والان بعد ان كبرت فلابد انه مختلف بالطبع. أخبرني أحد الرفاق ان صوتي ثقيل. ولقد رئيت أحد السيدات بدت خائفة عندما سمعت صوتي وانا اضحك. على كل حال لا يعقل ان صوتي مخيف لهذه الدرجة صحيح! فوالدتي اخبرتني ان صوتي رجولي وجميل.
لا اريد ان أبدو ذلك الفتى المتعلق بوالدته لكن ما تقوله والدتي لي أحب تصديقه. فأنا حقا أحبها كثيرا. امي قويه بالرغم من قلبها الحنون.
أعني قلبها الضعيف مثلكم.
لماذا اعتقد نفسي قوي!
حسننا هذا لا يعني أني لا أحب احد.
كل المسألة فقط هو أني على خلافكم جميعا فأنا اعلم تماما ومدرك تماما ان لا أحد يستحق ان انظر اليه.
لقد تعودت على ان لا افسح مجال لأحد غير عائلتي.
ليس غرورا ابدا. لست حقا مغرور. فلدي عديد من الاصحاب حقا، لدي الكثير لكن من هم الاصحاب؟
أنتم ترونهم رفقاء عمر، درب، سند وقت الضيق، ومشاركون للفرح وقت سعادتكم
حسننا انا لا أرا ذلك.
فأصحابي معي دوما لكن لم اشعر بالحاجة لهم كثيرا ولم يطلب احد منهم الكثير مني.
علاقتنا سطحيه. اصحاب لكن لا مزيد من التعمق في ذلك.
نتسكع سويا ، ندرس سويا، وانتهى.
لا اريد ان أبدو باردا أو غير مبالي. لكن كوني لا اسمع يجعل من الصعب تخمين مشاعر من حولي كما تعلمون نبرة الشخص مهمه لذلك علي دوما محاولة قراءة تعابير ملامح الناس.
أتعلمون ماذا؟ لقد قمت بتأجيل وجبة غدائي علي الذهاب فوالدتي تنتظرني في الاسفل.
نظرت لهاتفي الذي اخذ يهتز
رسالة من والدتي
(سوف يبرد الغداء ان لم تنزل حالاً سوف اصعد اليك)
رميت هاتفي و المفكرة جانبا على المكتب.
حالما نزلت وجدت أمي جالسة وحدها عند طاولة الطعام .
والدتي مشيرة ألي ان أسرع، حينها سحبت المقعد كي أجلس انا الآخر . نظرت لأمي التي تفصل بيننا طاولة الطعام
انا بصوت مقطع قليلا
" تا خرت؟"
والدتي مشيرة لصحني " كلا لم تفعل هيا لنبدئ "
التفت حينها للمكتب القريب من الباب الخارجي كي انظر الى صورتين قد وضعتا في اطارين خشبيين فوقه.
وبصوت هادئ
" مرحبا..... أبي ... أخي"
ابتسمت والدتي وهي الاخرى تنظر للجزء الآخر من العائلة.
لقد مضت سنوات على فقدها لأبي وابنها الاكبر. بسبب ذلك الحادث الذي تسبب في فقداني للسمع
لكن السيدة أمي. تشعر حقا بالامتنان كوني قد بقيت معها صحيح اني تضررت بسبب الحادث لكنها لا تزال ممتنه لوجودي كما اخبرتني.
فهي لا تعلم أن كانت ستستطيع ان تتحمل فقدانها لكل عائلتها.
وبالرغم من انها تشتاق لزوجها وآبنها ألا انها قد قررت ان تكون قويه من أجلنا
قررت ان تكرس نفسها لأجلي انا، وفقط انا.
وبالفعل كانت تربيتها لي قاسية فهي لم تنظر نحوي ابدا بعين شفقه. كانت تحملني مسؤوليات كثيره مقياسا بعمري دون ان تكترث لحقيقة كوني لا اسمع.
وقد جعل مني هذا فتى قوي. وقاسي في اغلب الأحيان.
هذا شيء جيد لمنهم في مثل وضعي . فعلي ان اكون قوي لأجل نفسي.