جو من التوتر طغى على المكان ... رافايال الذي ينتظر اللحظة المناسبة التي يفتح فيها زيركو فمه لينفجر في وجهه صارخا و يؤنبه على العودة من جديد ، حتى انه في تلك اللحظة فكر في السفر و هجر المدينة كي لا يعثر عليه مجددا ...
تنهد زيركو و حاول بدأ الحديث و هو يشد قبضته يبحث في طيات عقله عن طريقة يفتح بها الموضوع الذي جاء لأجله و لم يجد سؤالا غير
_" إذن كيف تسير الأمور بينكما ؟"
رمقه رافايال بنظرة حادة لو كانت سيفا لقطعته
_" ما الذي اتى بك الى هنا يا زيركو الا تعلم بأننا سنكون في ورطة أن كان هنالك اي شخص قد تبعك الى هذا المكان ؟ هل تريد مني أن أختفي من جديد و أن لا ترى وجهي مرة اخرى ؟"
_" الأمر ليس كذلك ... ما كنت سآتي لو لم يكن الأمر يستحق ... "
شد قبضته و تابع
_" لقد اشرفت على فريق البحث عن زينون بنفسي و منذ مدة قصيرة بلغتنا معلومة من قروين أنهم رأو شخصا يحمل مواصفاته قبل سنوات "
نجح زيركو في كسب انتباه رافايال الذي اختفت ملامحه الحادة لتصير منتبهة قلقة
_" و بعد ... "
_" عثرنا على البيت الذي ولد فيه زين ... "
تفاجأ رافايال و كاد يسأله شيئا ما الا أن زيركو قاطعه قبل ذلك قائلا
_" حالته لم تكن جيدة مطلقا .. كان مدمرا و كأن حربا حصلت فيه ، متأكد من انهم تعرضوا للهجوم تلك الليلة مما جعل زينون يهرب بالطفل و يعطيه لك لتحميه ... لم نعثر على شيء في المكان غير هذه و وددت أن احظرها لك "
ادخل يده بين ثيابه ليخرج تلك الصورة التي عثر عليها في البيت و قدمها له
_" هذه هي والدة زين تأكدت من ذلك جيدا قال الذين يعرفونها انها هي نفس المرأة الحامل التي كانت تعيش في ذلك المكان مع زوجها الشاب ... كانت هي و زينون يختبآن في تلك القرية من اشخاص ما "
أخذ رافايال الصورة لتلك المرأة الجميلة لترتسم ابتسامة صغيرة على شفتيه و تمتم
_" إذن هذه والدة زين ... انها تبدو جميلة "
تنهد زيركو ثم قال
_" عن طريق البحث في ماضيها ... اكتشفنا بأنها كانت من عائلة نبيلة و لكنها هربت من أجل أن تتزوج بشخص ما "
رفع رافايال نظره لزيركو و سأله بإهتمام
_" ماذا عن عائلتها هل هم بشر ام مصاصي دماء ؟"
_" عائلتها من مصاصي الدماء أصحاب الدم النقي ... لم يشاءوا أن يزوجوها برجل غريب لا يحمل دما نقيا فقررت الهروب ... لا أعلم أن كانت عائلتها تعلم بأن الرجل الذي هربت معه من قتل زعيم مصاصي الدماء ام لا لذلك رفضوا و اخفو الأمر بأنها هربت مع شخص لا يحمل دما نقيا ام انهم كانوا يعلمون بالأمر بالفعل ؟ المهم أننا لم نستطع معرفة اي شيء آخر من عائلتها فهم كتومون جدا فيما يخص الفتاة المنشقة من العائلة "
تنهد رافايال بتفكير عميق في تلك القصة التي سردها زيركو ليسمعه يقول فجأة
_" و لكن اوليس من الغريب أن يكون والدا زين كلاهما مصاصا دماء بينما هو بشري عادي ؟؟"
رمقه رافايال بحدة و سأله
_" ماذا تعني ؟"
_" أنت تعلم ما أعنيه والدته مصاصة دماء نقية و والده كذلك "
_" أنت تعلم بأن زينون ليس مصاص دماء فقط صحيح ربما يكون زين قد ورث نصف زينون البشري فقط "
_" حسنا فهمت و لكن أليس على الأقل يجب أن يحمل و لو نسبة ضئيلة من صفات مصاصي الدماء ... ربما يكون زين هجينا كذلك و انت لا تعلم "
قفز رافايال بغضب شديد و صرخ في زيركو لأول مرة بعصبية كبيرة
_" زين بشري يا زيركو و اللعنة لما تحاول دائما اثارة اعصابي اللعينة "
تنهد ليزيح عن نفسه عصبيته بعد أن انتبه لنفسه ثم قال برزانة
_" لقد قمت بالتحليلات اللازمة له طوال سنواته الأولى أتأتكد كل يوم ... و هو بشري عادي و لهذا أنا شاكر للاله لهذا فهذا يسهل اندماجه مع اقرانه بشكل أفضل في المجتمع "
_" أفهم هذا و اعتذر على ما قلته و لكنني كنت قلقا فحسب "
_" لا بأس ... و انا أيضا اعتذر لأنني صرخت في وجهك لقد فقدت اعصابي بلا سبب "
صمت الإثنان بعض الوقت حتى انتبه رافايال أخيرا إلى انه مر وقت طويل منذ خروج زين ليشتري الحلوى و يترك لهما المجال للحديث و لكنه لم يعد للآن ، و هنا تحولت نظراته الى القلق الكبير و الهلع
_" و لكن لما لم يعد زين الى الآن ؟"
****
_
" و أخيرا عثرت عليك "
ببطء شديد رفع الصغير رأسه لينظر لذلك الخيال الطويل الذي يقف أمامه ، لم يستطع التعرف على ملامح وجهه بسبب المعطف الذي يغطي به نصف وجهه السفلي و لا يظهر منه غير عينيه و خصلات شعره السوداء القصيرة و عينا ذلك الغريب بدت لزين الصغير تشبه عينا رافايال و لكنها كانت اكثر حدة ...
بصعوبة استطاع النطق بسبب الخوف
_" م...من أنت ؟ و ماذا تريد مني ؟"
فرد الآخر بنبرة غريبة غامضة
_" أنت تشبهه بالفعل ... لا مجال للخطأ "
تأمله بابتسامة لاحظها الآخر مع تحرك وجنتيه ثم قال
_" لقد مر وقت طويل و نحن نبحث عنك ... ابن الرجل الذي قتل زعيم مصاصي الدماء ...
*****
_" زيييين ... زيييين أين أنت يا بني "
كان رافايال يركض في الأرجاء و ينادي على ابنه و لكن دون جدوى نظر نحوه زيركو بقلق و سأله
_" لما لا تستعمل قوتك للعثور عليه متأكد من أن هذا اسهل من الصراخ و البحث بهذا الشكل "
توقف رافايال مكانه يستعيد أنفاسه الضائعة بسبب الركض من مكان لآخر و رد
_" لا يمكنني ذلك ... لا استطيع الشعور بطاقة زين حتى و أن كان قريبا مني ... طاقته مخفية بالفعل و لا يمكنني الاحساس بها "
تنهد زيركو و حاول أن يستعمل مهاراته في البحث فقد ظن أن رافايال الوحيد الذي لا يستطيع العثور عليه و لكنه بالفعل احس بكل شيء في تلك المنطقة كاملة الا زين ...
نظر لرافايال بحيرة كبيرة و سأله
_" هل زين يمتلك قوة ما ؟ هل هو من اصحاب المهارات الذين تحدث عنهم زينون و زيروس ؟؟"
_" لا اعتقد ذلك فهو ضعيف البنية و حساس للغاية رغم أن هذا غير ظاهر عليه "
أخرج رافايال القلادة التي تعانق عنقه و هو يحدث نفسه بقلق
_" لما أشعر و كأن لذلك الرجل الذي قابلته اليوم يد في الأمر ... اتمنى ان اكون مخطأ يا الهي ... "
فاغمض عينيه و هو يشد القلادة التي كانت تلمع بالفعل و كأنها تشعر بالخطر الذي يحيط زين
... فهمس رافايال بقلق كبير
_" زينون ساعدني "
و يشكل مفاجئ خرجت طاقة حمراء مسحت المدينة بأكملها و ارت رافايال كل انش صغير منها رسمته امام عينيه كأنه في كل مكان في لحظة واحدة الا مكان واحد رغم انه ليس ببعيد عن منطقتهم كان محاط بحاجز من طاقة يمنع رؤية ما يختبأ خلفها ، و لكن اي طاقة ستتفوق على قوة تلك القلادة ...
ا
خترقت قوتها الحاجز و ارت رافايال زين الجالس أرضا و الذي يحدق في ذلك الرجل الغريب الذي تعرف عليه رافايال مباشرة ، فقد كان نفسه الذي قابله صباحا ...
و بلا انتظار قفز الى تلك المنطقة دون تفكير او تقصير ...
*****
_" ابن من قتل زعيم مصاصي الدماء يقف امامي الآن لا بد من أن هذا الخبر سيفرحهم "
طبعا زين لم يفهم كلمة مما قالها ذلك الغريب ليسأله بخوف
_" أنا لا أعلم عما تتحدث و لكن دعني اغادر من هنا متأكد من ان ابي يبحث عني ؟"
عقد الآخر حاجبيه و سأل بلا فهم
_" ابوك ؟"
نظر نحوه بتمعن ثم اطلق ضحكة ساخرة هزت كيان الصغير و ارسلت قشعريرة لكامل جسده
_" لا تقل لي بأنك تعتقد أن ذلك الرجل هو والدك ... اوه يا فتى لا تضحكني ... "
توقف عن الضحك فجأة ثم قال
_" هذا أمر غير مهم المهم الآن هو عثورنا عليك أخيرا ... صحيح لم نعثر على والدك و لكنك ستفي بالغرض "
ظهرت ابتسامة على شفتيه لا تبشر بنوايا حسنة بتاتا و تابع
_" اي اب سيرضى عذاب ابنه ... متأكد من انه سيعود غصبا عنه و يسلم نفسه "
ثم مد يده باتجاه زين الذي تراجع للخلف ملتصق بالجدار و هو يخفي وجهه بذراعيه
_" لا تقترب مني ... لا تلمسني "
لم تكد يد ذلك الغريب تطاله حتى ظهر ذلك المنقذ البطل و الذي حطم الحاجز بقوته التي لا يستهان بها ليتحطم و كأنه زجاج امام ناظر الآخر المصدوم
_" مستحيل كيف ؟ كيف عثرت على هذا المكان و كيف اكتشفت أمر هذا الحاجز ؟"
فأجابه رافايال بغضب شديد
_" كيف تجرأت على أن تمد يدك على ابني ؟ أنا لن اسامحك أبدا على فعلك الشنيع هذا "
شد الآخر قبضته في غيض و قبل أن يهجم عليه رافايال اختفى تماما كالدخان في الهواء ...
و لم يخلف وراءه غير الطفل الصغير المصدوم و رافايال الغاضب و زيركو المحتار ...
.
.
يتبع
أرجو أن الفصل قد نال إعجابكم ❤️❤️
لا تحرموني من تعليقاتكم الحلوة و لا تنسو الفوت و شكرا 🤗🤗❤️