اعد جمهورش جيش جرار للمعركة النهائية ولغزو قصر ميمونة ووضع خطة محكمة لتحقيق هذه الغاية، وكانت ساعة الصفر عند الفجر، وكانت تلك المعركة ضرورية لان معنويات ميمونة وجيشها في الحضيض ولابد من مفاجئتها قبل التقاط أنفاسها، فبدأت المعركة بمناوشات بعيدة ورويدا رويدا اقتربت الاصوات اكثر وتهاوت خطوط الدفاع التابعة لميمونة بسرعة، قاتل المسلمون بكل جسارة واستبسال وسريعا وصلوا لمحاذاة قصر ميمونة وحاصروه.
ميمونة كانت في أسوء حالاتها الجسدية والنفسية ورغم ذلك حملت سلاحها تريد القتال، ولكن قادتها المتبقين منعوها و طلبوا منها الاختباء .
حضر اكرا لميمونة وطلب منها الاستسلام بكل وضوح وكان هذا ردها
- لا يا والدي سأقاتل حتى الموت ، واذا كان لا بد من اراقة الدماء فلتكن دمائي ولكن في القتال وارض المعارك
رد- لقد اوصلتنا الى درك مخيف بعنجهيتك ولئمك، لطالما حذرتك ولكنك لا تسمعين
صرخت - كفاك يا ابي انت لست الا جبان اخر من زمرة الجبناء اللذين مروا في حياتي وتخطيتهم
قال- ستقعين بالأسر وسيسومونك سوء العذاب وانتِ اصلا لم تشفي من أخر معركة ، اهربي يا ابنتي اهربي وساقدم نفسي لهم قربان لعلهم يقتصون مني وتنتهي الحرب
دفعت والدها بقوة وصرخت - ابدا انا من سينتصر انا من سيقاتل
وما هي الا سويعات حتى اقتحم الجند القصر وامسكوا بميمونة ، بعد مقاومة ضعيفة اذ إنها لم تعد تمتلك تلك القوة ولكن اكرا والد ميمونة تمكن من الهرب والنجاة
..
بعد القبض على ميمونة ساقوها الى جمهورش مباشرتا ، وهناك جرى بينهما هذا الحوار
رفع نظرة كعادته متثاقلا وقال
- وها قد امسكوا بك ذليلاً صاغرة ، كم تلاعبتي بأرواح وكم تسببتِ بكوارث وها أنتِ آلان اسيرا بين ايادي المؤمنين
قالت - لو قتلتم ميمونة سيخرج لكم الف منتقم ، لن تهنئوا بالنصر
ابتسم وقال - الغريب بكم يا أهل الباطل تتكلمون وكأنكم أصحاب حق ،والحق عندكم غريب وتدافعون عن ظلمكم بكل شراسة رغم علمكم بسوء الظلم لكنه سواظ قلوبكم وكفركم ...
قالت- ستموت يا جمهورش بيدي هاتين
قال - ان مت فهي شهادة ، فقد افنيت عمري خدمة لأهلي وعشيرتي وديني...
ثم رفع يدية وطلب إجراء محاكمة جديدة لميمونة ، وكما المحاكمة الاولى حضروا ساحة كبيرة وسطها وضع كرسي جمهورش وكرسيين اخريين لقضاة على يمينه ويساره وكان الجمهور من الحاضرين يلتفون حولهم كالسوار حول المعصم وميمونة كانت مربوطة ذليلة امامهم قام احد القضاة وقال
- بعد السلام والصلاه على خير الأنام ، فأننا نفتتح محاكمة الظالمة الطاغوت ميمونة بنت اكرا ، من قوم ابليس ولا يخفى على احدكم سوء صنيعها ولكن لا ضير من ذكر بعض صنائعها ، فقد قتلت عبد الرحمن احد جندنا ثم قتلت حراسها الاربع عند هربها في المرة الاولى ثم قتلت سياف قائد جندنا وتسببت بحرب ازهقت بها الاف الارواح ، عداك عن قتلها لعشرات من بني الانسان ، وكل ذلك انتقام لوليدها الذي قتل خطأ كما وصل لنا من عيوننا فما تحكمون وفي امرها ما ترتئون
صرخ الجميع - الموت ....الموت......الموت
وقف القاضي الاخر وقال
- لحسن حظها ان اقصى عقوبة لدينا هي الموت شنقاً ولو ترك الامر لي لقتلتها الف مرة ثم جلس ...
وقف اخيرا جمهورش وقال
- التعذيب والتمثيل بالاسرة محرم في شرعنا وكما قال القاضي خولان فأنتي تستحقين الموت الف مرة وتستحقين التعذيب الشديد حتى تحسين بألم من كنت تتلذذي بتعذيبهم وقتلهم ولكن الله غالب ولا شرع فوق شرعه ولا تعاليم إلا تعاليمه ولذى فإنني احكم عليك بالموت شنقا حتى الموت والتنفيذ مباشرتا ودون إبطاء .....
ترى هل ستموت ميمونا اخيرا
ام انها ستهرب وتنجو من جديد
تابعوا البارت الاخير من ميمونة قاتلة الانس والجن
الكاتب ضياء عسود