عادت ميمونة الى قصرها كسيرا ذليلة ، وما بيدها اي حيلة بهمة هابطة وهموم ثقيلة ، وصلت قصرها ففجع بمنظرها الجميع مقطوعه اليد وفاقده لإحدى عينيها ، احضروا لها الاطباء ، وتنادى على إنقاذها الحكماء ، فقد كانت ضربه سياف ماضية ويده كانت هاوية فآلم ميمونة لدرجة كبيرة ، وتألمت لأيام وحصلت معها حمى كادت تودي بحياتها، ولازمها الالم لفترة طويلة ، ولعل تلك الحادثة
كانت بداية لنهاية اسطورة ميمونة وتحطيم عنجهيتها وجبروتها وإيذان من الله عز وجل ببداية العقاب على كل تلك الاثام والرذائل التي ارتكبتها تلك الجنية المهووسة بالانتقام ، فكما يقول المثل
" ما طار طير وارتفع إلا كما طار وقع "
فالظلم له حدود وله نهاية ومهما مد الله في حبال الظالمين لا بد لها من ان تنقطع في النهاية ، ميمونة لم تعرف الرحمة طوال حياتها فقد خسرت والدتها مذ كانت طفلة والام هي مرضعة الرحمة والحنان في نفوس ابناءها ثم خسرت طفلها ثم زوجها ثم حبيبها كريم .
كانت صدمتها عظيمة ، ميمونة بعد ان خسرت تلك الاجزاء من جسدها احست بضعف ومرارة لم تشعر بها طوال حياتها، وكان
آلمها النفسي ممزوج بآلمها الجسدي فقد باتت تحس بانها عاجزة وثقيلة الحركة ، وكسيرا الجناح ، وخصوصا انها لن تعود للقتال من جديد كيف تعود وفيها كل ذلك العجز والاسقام ، والادهى من كل ذلك هو استشعارها بأن التململ بدأ يتسلل الى داخل قصرها ومن اقرب مستشاريها وهذا ما ظهر من خلال التباطئ في تنفيذ أوامرها ، وهذا امر طبيعي في عالم الجن فهو عالم يشبه الغابات القانون فيه لا يعترف إلا بالقوي ، والضعيف لا مكان له عندهم ابدا .
كيف لها آلان ان تعيد هيبتها وتسد افواه كل الناقمين موقفها ضعيف وخصوصا بعد هزيمتها امام حكمة وفطنة جمهورش الذي تغلب على طيشها وإندفاعها، اما والدها اكرا فلم يكل او يمل النصيحة كان كل يوم يجرب ان يثنيها عن افكارها وطيشها ، عله ينقذ ما تبقى لها من امل في الحياة كان على يقين ان ابنته تتجه نحو حتفها بيديها وكان مؤمن بأن نهايتها اقتربت ولا سبيل لإيقافها عن جنونها ، ولكنه لم يمل وبقي يحاول جهده لتغير سلوكها وحرفه عن شذوذه.
اما الجن المسلم ، فقد كان نصرهم مؤزر وبوادر نهاية الحرب لصالحهم كانت بادية بوضوح وجلاء ، وقد ارتفعت اسهم جمهورش وعشيرته كثيرا في عالم الجن السفلي بشكل كبير واثار انتصاره قلب لكل موازين القوة بين عشائر وطبقات الجن ، ففي تلك الحرب الدامية وقف الجن الابالسة وهم عشائر ميمونة الاصلية مع الجن المجوسي واليهودي والنصراني في صف واحد ضد الجن المسلمين اللذين تكتلوا خلف جمهورش في تحالف مع الجن النورانيين والجن الطيب من غير المسلمين وبعض القبائل التي تدعوا للسلام مع الانس ، في تلك الحرب التي كانت بسبب انثى حاقدة هي ميمونة ، وكما تاريخ البشر الحافل بحروب اندلعت بسبب النساء ها هي حرب الجن التي اندلعت بسبب ميمونة .
بعد اجتماع جمهورش مع قادة جيشه وزعماء عشائر التحالف قرروا ان خير وسيلة للدفاع هي الهجوم وانهم لا بد من الكر على ميمونة وتحالفها لانهم على ثقة بأن ميمونة لن تستسلم وستعد العدة للانتقام واستجماع ما بقي لها من قوة ، لذى فقد وضعوا خطة محكمة للهجوم على قصرها وقتلها مع من يواليها من اتباع وإنهاء اسطورتها وجنونها وحددو الوقت والزمان المناسب لشن الهجوم الكبير ، الذي لم تعلم به ميمونة ولم تتوقعه وهي في اسوء حالاتها ....
يتيع .....
فلننتظر ونرى ما الذي سيحل بها ، هل سيتمكنون من قتلها اخيرا
ام انها ستهرب كالعادة وتعود للحرب بعد هربها
وما موقف والدها واتباعها
تابعوا الاجزاء القادمة والاخيرة من قصة ميمونة قاتلة الانس والجان
تحياتي
الكاتب ضياء عسود