P.o.v sha-reon :
خرجت الطبيبة النفسية من المسرح، شاهدتها تذهب ثم نضرت الى يساري، كان على المنصة بيانو قديم أسود اللون، ذكرني ذلك بأمي فقد كانت تحب ان تستمع لعزفي ، جلست بالقرب من البيانو، وضعت يدايا فوق المفاتيح و بدأت أعزف..
يأتينا في الحياة أشخاص يتركون بصمات مميزة ترسخ في الذاكرة بعد ذلك يذهبون ولانستطيع نسيانهم، فنبدأ نلوم أنفسنا على فقدانهم وكيف أننا لم نستطع منعهم من المغادرة. نجد أنفُسنا تصرخ لٍتصم أذآننا لكن لا أحد يسمعها سوانا ثم يأتي ذلك الشخص يدّعي مشاركة نفس الشعور معك ولكنه في الحقيقة لا يكترث بالنيران التي في داخلك..
فهو لن و لم يحس بها نيران الغضب المشتعلة في داخلي..
وفجأة جلس شخص على نفس المقعد معي، رفعت رأسي الموطئ الى الآلة أمامي، مسحت دموعي التي لم أرد أظهارها أمام شخص قط، ورغم ذلك كنت أعرف من الجالس فرائحة عطره هي من دفئت قلبي حتى الآن، نظرت إليه و قد كان توقعي صحيحًا..
كنت أريد البقاء، لكن الغضب بداخلي أراد اِحراقك بكل ما تملك.. فأنت الشخص الذي أخذ كل شيء مني.. سيو تشانغ-بين..
نهضت من على الكرسي لكنه هرع الي و أوقفني، أمسكني من يدي ثم جذبني إليه و ضمني إلى صدره، لم أكن أريد البقاء رغم الأمان الذي شعرته في تلك اللحظة إلا أن هذا الشاب هو سبب موت والدتي و تشتت عائلتي..
___ دعني أذهب ! صرخت
___ لا تتركيني أرجوكي ! أنا لا أحتمل بعدك عني ! أنا افتقدكي !! أنتي تقودينيني للجنون ! لقد بحثت عنكي لكني لم أجدكي في أي مكان ! قال وهو يصرخ وقلق يبدوا عليه
___ دعني أذهب.. فأنا لا أريدك.. أنا.. أكرهك.. لا أطيق رؤيتك.. كل ما حدث بسببك.. لو لم تدخل حياتي لما فقدت عائلتي لما تسممتُ لما عشت كل ذلك الحزن.. أجبتُ وأنا أصرخ بنبرة ضعيفة توشك على البكاء
ضمني أكثر الى صدره، فخانتني دموعي و انهارت، انهار كياني أمام ذلك الشاب، فأنا لم أبكي مسبقا هكذا ولكنه حرر كل ما كان محبوسا في داخلي، أطلقت نفسي كل الحزن و الغضب الذي احتجزته ببُرود طويلا.. وقد كانت أول مرة أقول عكس ما يجول بداخلي..
___ لا أستطيع أن أترككي.. لم أفعل ذلك مسبقا لكني تعلقت بكي.. عطركي.. ابتسامتكي.. شراستكي.. ودفئ الذي تنثيرنه على صدري.. لقد أصبحتي الحياة بالنسبة لي... أنا أحبكي.. مين شا-رون لا تتركيني هنا.. كوني أرحم مني على نفسي... لا تذهبي فأنت كل شيء.. أبعدني عنه و اِعترف صارخا ثم سقط على ركبتيه ..
لم أستطع تحمل رؤيته هكذا، فقد تحول من شاب صعب فهمه الى شخص شفاف واضح المشاعر و التعابير.. ومع ذلك لم أستطع فهمه.. رحت أمشي لكنه أوقفني مجددا و ضمني إلى صدره..
___ لا تفعلي أرجوكي..
___ لا تتركني.. فأنا بحاجتك.. أريد البقاء بقربك فأنت الأمان و الدفئ الوحيد المتبقي لي في الحياة.. لماذا يذهب الجميع.. لستَ السبب.. بل أنا السبب.. عِدني أرجوك أنك لن تتركني مهما حصل.. قلت و أنا أبكي
___ أعِدكي... قال بهدوء
ضمني بقوة ، قمت بذلك أيضا، في تلك اللحظة شعرت بالراحة لوجوده و عدم القلق على مصيري..
تركته ثم نظرنا إلى بعضنا بغرابة حتى أبتسم الغراب الأسود و قد كانت ابتسامة سعادة حقيقية، دفعني ذلك لتبسّم أيضا أيضا، كنت أشعر بالسعادة أيضا لوجوده الى جانبي و لإعترافه..
في تلك اللحظة أمسك يدي و قال:
____ لن أدعكي تتئذين مجددا...
____ آسفة على ما قلته..
____ ابقى معي للأبد.. قُلت مجددا
____ لنذهب الى القسم.. قال
____ في الحقيقة أنا معافاة من الدراسة اليوم.. أرادت مني الطبيبة البقاء بمفردي هنا لأعيد التفكير بما حدث مجددا..
____ مالذي ستفعلينه هنا ؟
____ طلبت مني أن أعزف على البيانو مجددا.. لكن ذلك ليس مهما.. أجبتُ
____ أين كنتي كل ذلك الوقت ؟! قال
____ لا تسأل كثيرًا عن الأمر.. أرجوك..
____ لن أصر..
____ هذا لك.. قلت و أنا أمد يمدي لي ثم أرتيته خاتم الحب المأبد..
____لم أرد ابقائه معي فقد قالت أمي أن أعطيه لصاحبه...
____ أنتي صاحبة هذا الخاتم.. فأنتي حُبي المؤبد.. أجاب و لم يكن يبدوا عليه أنه يريد استرجاعه
____ لا أريد ابقائه معي..
____ لما ذلك ؟ قال
____ انه يذكرني بوالدتي
نظر الي بدهشة أشعرني ذلك بعدم الارتياح..
____ حسنا علي الذهاب الآن..
قلت ثم هربت قبل أن يلحق بي..
مر أسبوع على وفات والدتي، منذ ذلك الحين فإن مسؤولية إخوتي علي لذلك فقد بدأت أعمل بدوام جزئي في العديد من الأماكن..
P.o.v changbin :
دخلت إلى القسم، كانت الحصة قد انتهت بالفعل و لم يكن هناك أستاذ في القسم فاستغليت الوضع و ذهبت بالقرب من / لأسأله..
____ هاي! أريد سؤالك عن شيئ..
____ ماذا ؟ قال سونغ-مين بعدم اهتمام
____ اذا اعترف شخص لشخص ما بمشاعره... فهل يعني ذلك أنه يواعد ذلك الشخص ؟
____ لا أدري.. هل أجاب الشخص بأنه يبادله نفس المشاعر ؟ هل قاما بالتقبيل ؟ أجاب ولم يبدوا عليه الإستغراب من السؤال
____ لا أعلم ! هي لم تقل ان كانت تبادله نفس المشاعر.. لكنه قدم خاتما ثمينا لها و قد رفضته..
____ همم أظن أنها قامت برفضك اذا.. أجاب و هو يضحك
____ هاه.. ماذا ؟ انه ليس أنا.. أعني صديق لي.. صرختُ
____ لا تكذب لقد رئيت كل شيء.. كنت هناك.. قال و الافتخار على وجهه
____ ماذا كنت تفعل هناك !! بحق ربك !! صرختُ
____ أاووووه سيو تشانغ-بين أنا لم أعرفك هكذا مطلقا !! استهزئ
____ هااااايييششششش !!! لم يكن علي الإعتراف بكل ذلك أبدا !! قلت بإحراج
____ لكن قُل لي !! هل حقا قامت برفضي؟! قُلت مجددا
____ هممم الأمر معقد قليلا فهي لم تقل أنها لا تحبك لكنها عانقتك و قالت أنها تحتاجك..
____ مالذي يعني ذلك ؟ سئلتُ
____ لا أعلم... لكن أن أردت مواعدتعا فعليك تقبيلها دون أن ترفض القبلة..
____ هل حقا علي فعل ذلك ؟!؟! و ماذا أن رفضتني ؟!؟! أجبتُ بارتباك
____ تلك مشكلتك..
____ لكني لم أقم بالتقبيل من قبل..
____ هل تريد أن أساعدك على فعل ذلك ؟ قال بسخرية
____ بالتأكيد لا منحرف!! فأنا لست مستعد للتقبيل بعد !! صرختُ و نهضتُ من مكاني..
انتبه كل القسم فقد قلت ذلك و نهضت من مكاني، بدأ الجميع في الضحك. جلست مجددا و الخجل علي..
في تلك اللحظة جائتني رسالة من مين-هو..
15:47//مين-هو: لقد وجدت اخوتها
15:48//أنا : اصطحبهم لمنزلي..
____ مالذي يجري ؟
____ لا شيء.. علي الذهاب..
قلت ثم نهضت و خرجت من المدرسة.. فتحت هاتفي و اتصلت بها..
____ أين أنتي ؟
____ في الحضانة... لاصطحاب اختي...
P.o.v sha-reon :
اتصل بي تشانغ-بين فجأة..
____ أين أنتي ؟
____ في الحضانة... لاصطحاب اختي...
____ ابقي مكانك أنا قادم..
____ حسنا..
أقفل الخط و في نفس اللحظة اتصلت بي أختي الوسطى..
____ شا-رون! ألست قادمة ؟ لقد أخذنا شاب الى بيت لحم و يقول أنكي صاحبته !!
____ ماذا !! را-وون !! خذي ين-جي الصغيرة !! و اهربي فورا !!
و فجأة..
____ لما عليها الهرب و أنا صاخب البيت ؟ قال تشانغ-بين ورائي
____ ماذا؟ تفاجئت
____ أنا من أخذت أخواتك.. سوف تعيشون معي من الآن و صاعدًا..
يتبع..