بعد انتهاء فترة الحداد شرعت ميمونة بتنفيذ خطتها الجديدة ، وبعد رصد ومتابعة دلفت الى منزل جديد فيه عائلة كبيرة اب وام وجد وجدة وسبعة اطفال وكان بيت عامر بالايمان فالجد والجدة لا يتركون سجادة الصلاة ، والام والاب لا يتركان قراءة القران الكريم ، كانت مهمة ميمونة صعبة فالبيت الذي يذكر فيه اسم الله تحرسه الملائكة ولا مجال لدخول الشياطين اليه ، جلست ميمونة في حمام المنزل تنتظر دخول اهالي البيت الية ، ثم انتقلت للتجوال فيه وهنا تفاجئت بوجود اثنين من الجن المسلمين يحرسونه ويجولون فيه وكأنهما متفرغين فقط لنشر الحب والسكينة في قلوب سكان المنزل ولحسن حظها لم يلحضوا وجودها فانسلت هاربة بسرعة البرق ، وذلك قبل ان يحسوا عليها ويجروها الى حتفها المؤكد وبذا فشلت خطتها في هذا المنزل ولم تجد اي متسع لتنفيذ شرورها فكما اسلفنا المنزل الذي يذكر فيه اسم الله لا تدخله الشياطين ....
لكنها لم تستلم ودلفت لمنزل جديد ، فيه امراة عجوز تعيش وحدها بعد ما تركها ابنائها فمنهم من سافر ومنهم من هجرها بعد الزواج ، ولكنها امراة مؤمنه ممسكة بدينها تصلي فروضها وتصوم كل اسبوع ثلاث ايام تزكي وحجت بيت الله ، لم يكن لميمونةمجال ايضا لممارسة نشاطاتها الدموية وخصوصا انها احست انها مراقبة في ذلك البيت ولعل احد الجن قد احس بوجودها فهربت كما هربت من المنزل الاول .....
ضاقت ميمونة ذرعا من تلك الحال، حتى انها كانت تخشى من ابناء جلدتها من الجن الكافر الذين يبحثون عنها لفك الصلح الذليل الذي عقدوه مع المسلمين صلح الخيثان الذي يمنعهم من ايذاء البشر بالجبر ودون رضاهم عنه ، كل ذلك بسبب ميمونة وثأرها المشؤوم ....
بعد ذلك فكرت ميمونة بتغير خطتها وقررت ترك المنازل والتوجة للاماكن العامة المكتظة كالمترو او المشافي وهناك تستطيع ممارسة شرها بكل راحة بعيد عن اعين الجن وقدراتهم الخارقة ، فاختارت مشفى ضخم وعام في مدينة كبيرة وقررت نشر وباء بهذا المشفى .....
عادت لهوايتها القديمة في صيد الجرذان والتي كانت تعشق اكلها ولكن هذة المرة استطادتها لشيء اخر ولغاية مختلفة ، ارادت نشر الطاعون الفتاك بين الناس ، تجسمت وتماهت لشكل البشر ونقلت الجرذان لخزانات المياة الرئيسية الموجودة اعلى سطح المبنى الذي يضم الاف المرضى، وضعت عشرات الجرذان والفئران القتيلة ليلاً في تلك الخزانات وما ان بزغ الصباح وبدأ الزوار والمراجعين والاطباء والموظفين بالدخول والخروج من المشفى ، واستخدام خزانات المياة حتى بدأت الكارثة وبدأت اعراض الاسهال والايقاء والاغماء تظهر بشكل ملحوظ وما هي الا ساعات حتى انتشر الخبر في كل المدينة، وفرضت السلطات طوق صحي حول المشفى وما ان اتى المساء حتى تبينت الكارثة توفي عشرات المرضى ومعظمهم من الاطفال والكثير من المراجعين الذي وصلو لحال صحي سيء ....
كانت الكارثة كبيرة وهزت المدينة بكل اركانها، ولم يُعرف كيفية وصول الجرذان الى الخزانات المحكمة الاغلاق باقفال حديدية .....
اما ميمونة فقد سجلت هدف ثمين في مبارة الثأر وحققت انتصار مؤقت في معركتها وكانت سعيدة بما حققته من نتائج ، وعادت للإختفاء من جديد مزهوا بنصرها وتحقيق ثأرها ....
يتبع ....
ترى هل ستستمر ميمونة بجنونها
وكيف ستنتهي ومن سينهيها .....