مُدثر

By MohamedHafez1977

381K 17.6K 1.9K

شخص أعطي الكثير لكل من حوله .ولكن إصابته كارثه فتخلي عنه الجميع فتحول من الغني الفاحش الي أفقر فقير ولكنه ي... More

مدثر المقدمه
مٌدثر الجزء الاول
مٌدثر الجزء الثاني
مدثر الجزء الثالث
الجزء الرابع
الجزء الخامس
الجزء السادس
الجزء السابع
الجزء الثامن
الجزء التاسع
الجزء العاشر
الجزء الحادي عشر
الجزء الثاني عشر
الجزء الثالث عشر
الجزء الرابع عشر
الجزء الخامس عشر
الجزء السادس عشر
الجزء السابع عشر
الجزء الثامن عشر
الجزء التاسع عشر
الجزء العشرون
الجزء الواحد والعشرون
الجزء الثاني والعشرون
الجزء الثالث والعشرون
الجزء الرابع والعشرون
الجزء الخامس والعشرون
الجزء السادس والعشرون
الجزء السابع والعشرون
الجزء القبل الاخير (قبل رفع الستاره)

الجزء الاخير ...ولكنها البداية

19.1K 1K 662
By MohamedHafez1977

#مدثر# الجزء التاسع و العشرين و الأخير

أرى نظرات الجميع وأنا  أجلس على مقعدي الجلدي، أنظر إليهم في ثقة متناهية، تجلس عائشة على قدمي غير مبالية بوجود أمها بينما ادم أنطلق نحوها حينما رائها، لتحتضنه بقوة أما ياسمين ودعاء فقد وقفتا خلفي على اليمين و أخرى على اليسار، ظلت ياسمين ترمي عاصم بالنظرات وهو أيضا كذلك دارت بينهم معركة بالأعين كل منهم يشعر أنه منتصر، أما إخوتي فقد تجمعوا في مكان واحد ينتظرون بدأ الحفلة، رمزي كان صامتا يجلس مبتعدا في أحد الأركان، أحدق بعيني لأري نظرات الحقد والغل من عمي وأبنائه، لكن لازالت وجوههم تداريها بابتسامات النفاق.
أرى الوجوه بكل تعبيراتها وأشكالها، لما أميز بين غنيهم وفقيرهم فكما خلعت ثوبي قبل ذلك ليراني الكل أفعل أيضا كذلك.
تنظر لي عائشة بابتسامة خطفت قلبي جعلتني أضمها إلى صدري بقوة ثم تنادي عليها أمي سعاد لتلبي النداء، ذهبت ياسمين لإحضار فنجان من القهوة 'النيسبريسوا' التي أعشقها لتضعها أمامي ثم أخرج سيجارا ضخما كوبي الصنع افتقدته كثيرا، أصمت لدقائق قليلة عادة ذاكرتي بها إلى غرفة فوق منزل الحج طه الذي جلس بجوار الكبير وأخيه بكر والشيخ حسن في مكان خاص ليكونوا أهل حكمة ووقار، تبتسم ياسمين وتتحرك حتى منتصف البهو لتقول:
"طبعا اغلبية حضرتكوا متعرفوش ايه اللي بيحصل ومستغربين من اللي انتم شيفينه قدام عينيكوا، والحقيقه انا لو مكانكم دلوقتي، هبقي زيكم بالظبط يمكن اكتر، كان بينكم شخص عرفناه ان قلبه ابيض طيب بيسامح فيه من اللي موجودين شايفه ملاك وفيه اللي شايفه شخصيه مش موجوده وفِي كمان اللي بيكرهه لمجرد انه شايف انسان احسن منه وللاسف في ناس قريبه شايفاه شيطان، انا هحكي الجزء اللي يخصني وبعد كده هسيبه يكمل، انا اعرف مدثر من سنين طويله وعرفته عن طريق دعاء بصراحه كان انسان بسيط خجول عرفت انه بيدرس هندسه ميكانيكا وبيخلص محاضرات ويروح يشتغل علشان يساعد امه في تربيه اخواته أعجبت بيه جدا علشان كان عنده اصرار على النجاح وانه هيبقي حاجه كان بيخبي رجليه تحت الكرسي علشان يداري الجزمه بتاعته اللي بقت مشهوره في الجامعه كلها وقتها انا كمان ظروفي كانت زي الزفت لحد لما سبت الكليه ومبقتش اعرف حاجه عن مدثر لكن انا ودعاء فضلنا اصحاب لحد لما انا اللي بعدت عنها علشان مصلحتها وهتفهموا ده بعدين اهلي كانوا فقرا جدا اضطريت اسيب الكليه واشتغل علشان اصرف على البيت وفعلا لقيت شغل كويس جدا ومرتب محترم بس مش علشان كفائتي لكن علشان جسمي اللي كان طمعان فيه الكلاب تعبت اووي علشان احافظ على نفسي لحد لما اتقدملي واحد من نفس الشركه وكان منصبه كبير وقريب من صاحبها ودراعه اليمين وعدني انه هيرحني من تعبي وهيتجوزني وهيساعد اهلي ومش هيتخلي عنهم واتجوزنا ووفي بوعده جددا لدرجة اني كنت فاكره اني بحلم لحد لما صحيت على كابوس علشان الاقي المدير بتاعه هو اللي نايم جنبي بعد ابن الكلب جوزي ما اداني منوم حاولت أسيطر على نفسي مقدرش قومت صرخت وبقيت الطم يمكن اصحي لحد لما جوزي سمع صوتي وقالي انه صورني ومعدش فيه فايده من صرخي واني لازم أتقبل الامر الواقع ده علشان الامور تمشي ويبقي معانا فلوس وان دي حاجه عاديه ولازم اكون 'اوبن مايند' محستش بنفسي غيري وانا حته ضوافري على وشه وبقطع فيه لكن في الاخر انا وحده ست...".
سكتت قليلا لتمسح سيلا من الدموع التي تسقط رغما عنها ثم أكملت:
"لقيته نازل فيه شتيمه وضرب واخدني رماني بهدوم البيت في الشارع كنت بدور على حاجه استر بيها نفسي وانا بصرخ وأقول استروني ينبكم ثواب لقيت ناس ولاد حلال بكم يحدفولي هدوم من البلكونات بتاعتهم روحت عند اهلي أحكلهم قالولي طب واحنا هنأكل ونشرب منين مهمهمش بنتهم اد الفلوس وفعلا نزلت اشتغلت تاني بس المره دي روحت بار اقعد مع الزبائن واشرب وارقص وكسبت فلوس بس كان نفسي اخد طاري من جوزي والمدير بتاعه لحد لما مدثر بقي يجي يقعد لوحده يسمع موسيقي يشرب حاجه ومش هقول كان بيشرب شاي ولا قهوه لا كان بيشرب زي ما بيقول المكان كان دايما سرحان كنت ببص عليه واضحك كان يحط وشه في الارض عمري ما شفته مع حد شمال يجي لوحده يقعد شويه ويمشي، كنت بدئت اسمع عنه وعن نجاحاته والمكانه اللي وصل ليها وكنت فرحانه اوي وف مره اخدت القرار اني اروح اسلم عليه وافكره بيا بس لقيته بيبوص عليه بمنتهي الاحتقار وبيقولي:
"انا عارف انتي ايه بس انا معرفش أشكال الزباله دي"،
عيني دمعت وقولتله
"انا ياسمين يا مدثر كنت زميله دعاء"
لقيته وقف وطلع فلوس كتير من جيبه وقالي
"انتي اهم حاجه عندك دي"
ورمي الفلوس في وشي ومشي اليوم ده انا روحت المستشفي وكنت بموت بجد اتصلت بدعاء وحكتلها كل حاجه بعد لما خرجت وقولتلها انا عاوزاه يفهم اني مظلومه واني فعلا غلطانه في اللي بعمله...".

وقتها لم تلامس دموع ياسمين خدها فقط بل لمست الكثير من الحاضرين نهضت من مكاني في ثقة واقتربت منها مبتسما بعد ان طلبت منها ان تجلس وتترك لي الحديث لأقول وقد اخذت مكانها وانا أدور وانظر إلى الموجودين :
"وكلمتني دعاء وحكتلي عن ياسمين وظروفها وان احنا لازم نساعدها تاخد حقها من اللي ظلموها في الفتره دي بدائت احس ان كل اللي حواليا شايفني بنك محدش بيقولي كلمه حلوه الابتسامه وراها طلب الضحكه علشان شوية فلوس كنت ببيع السعاده طول حياتي للي حوليا علشان كلمه حلوه او حد يطبطب عليا بس للاسف ملقتش روحت لياسمين وكنت حابب اسمع منها وبعد لما خلصت قولتها مفيش مبرر واحد يخليكي تعملي كده وان الفلوس مش كل حاجه اهم حاجه الناس تحترمك قالتلي اقلع بدلتك وساعتك وسيب عربيتك وامشي وسط الناس شوف هيحترموك ولا لاء ساعتها ضحكت وقولتلها اكيد هيحترموني ضحكت وقالتلي دول هيدوسوا عليك انت فاكر الناس بتحبك ليه فوق يا مدثر كل واحد في الزمن ده بيقول يلا نفسي وانت بتضحك على نفسك وكنت فكراك اذكي من كده بصراحه قعدت افكر في كلامها كام يوم وحاولت اقنع نفسي بس ملقتش غير طريقه واحده بس وهي اني انزل الشارع وفعلا حطيت في شنطه العربيه الشوز القديم وطلعت قميص وبنطلون وغيرت في العربيه وركنتها وبدائت اتكلم مع الناس في الشارع واقعد على قهوه عاديه واطلب شاي وافتح موضيع على اساس اني واحد منهم شفت اللي قاعد مش قادر يروح علشان معهوش يجيب اكل لاولاده وشفت اللي خلص جامعه وبيدور في جرنان قديم على شغل بأي فلوس وواحد بيقول انه خاطب من خمس سنين ومش عارف يتجوز بصراحه قلبي وجعني وبنفس الهدوم حاولت ادخل شركات أدور على شغل بمنظري ده اتطردت من على الباب والادهي من كده اني اتخذت تحري وانا ماشي في الشارع ومتصلتش بحد وقلت اني معيش بطاقه واضربت بالقلم على وشي كمان كل ده علشان باين للناس اني فقير بصراحه بعد لما اخدت القلم لقيت نفسي برفع ايدي ورديت القلم على وش الظابط عارفين يبقي مين.."

سكت الجميع ليقف هشام ويقول: "انا"
ابتسمت واقتربت منه لكي يجلس من جديد لاكمل:
"ساعتها لقيت ميت واحد بيضربوا فيه وانا اللي طالع عليه اني اقول انا مدثر الحسيني لحد لما ظابط اخد باله وقال لهشام وهو بيبعده عني حاسب يا هشام ده لو فعلا مدثر الحسيني يبقي كلنا هنروح في داهيه دخلوني للمأمور اللي عرف وتتأكد من شخصيتي لما كلمت مدير أمن المجموعه..."،
لاشاور عليه وسط الحاضرين وهو كان في الاصل مدير أمن سابق ومساعد وزير الداخلية :
"جه هشام يعتذر لحد لما بقينا اصحاب وطلبت منه ميفتريش على حد تاني مش علشان قوي تدوس على الغلبان وبقينا اصحاب خرجت واتغيرت الدنيا في عيني تماما وحسيت بياسمين في الوقت ده دعاء ظروفها اتغيرت بعد لما أطلقت وجت تشتغل عندي وهي اللي كانت بتصرف عليه وتساعدني ايّام الكليه وفعلا أتعينت في مكان يليق بيها ما انا لازم اردلها الجميل لقتني بقرب اوي من ياسمين وف مره لقيت صوره على مكتبي واحد مصور هالي وانا قاعد معاها وبيقولي انا جبتها قبل ما تتنشر وقتها طلعت دفتر الشيكات وشكرته وسألته جبتها منين سكت وعدته انه هيبقى سر واني هديله شيك تاني لو قالي على اسم الشخص ده، في الاول خاف وبعد كده قالي انه عمي -فؤاد- وسمعني كمان مكالمه صوتيه ليهم...".
وهنا خرج فؤاد عن شعوره ليقول:
"كدب كدب الكلام ده محصلش"، ابتسم وأقول "اقعد يا عمي علشان صحتك"، ثم اخرجت هاتفي لاسمعهم الحوار، و اكمل الحديث  "طبعا قلت للشخص ده مش عاوز اشوف وشك تاني لأن اللي يبيع مره يبيع الف ومع كده عدتها وشغلت ولاد عمي في مناصب عمرهم ما يحلموا بيها عمي اللي بعد موت ابويا مكناش بنشوف وشه غير في الأعياد يجي يرملنا قرشين ويمشي لكن امي امينه كانت بتقول معلش يا مدثر ده عمك برضوا صله الرحم يا بني وسمعت كلامها لحد لما شفت مدام ملك واتجوزتها وقتها كانت طايره من الفرح وكنت بسمع منها كلام ولا في الاحلام عايشتني في وهم كبير ابتدت عينيا تفتح واشوف حاجات عمري ما كنت أتوقع انها تحصل وعلى سبيل المثال اني اسمع اخويا عمر بيتكلم عليا واد ايه هو بيكرهني حاولت اكدب وداني وقتها حسّيت ان الدنيا بتلف بيا وقررت اساعد ياسمين وفعلا وقعت صاحب الشركه وجوزها في شر اعملهم انا مش بأذي حد انا بديك الخير والشر واسيبك تختار وعلشان الانسان طماع دايما بيختار الشر اكتر من الخير مهو مش معقول ابعلك حاجه تمنها الف جنيه بعشره جنيه وهتكون سليمه وده اللي حصل بعد لما اخدت كل البيانات اللازمه من ياسمين خليت ماركو يبعتلهم شحنه اغذيه منتهية الصلاحيه وهما كانوا عارفين كده وطلبوا بدل الوحده عشره وقالوا انهم هيخرجوها من الجمرك بمعرفتهم لكن انا مخلتهاش تعدي واتقبض عليهم وخلت ياسمين تروح تزورهم في السجن بجواب توصيه مني وقتها طارت من الفرحه وقررت تسيب الشغل بس انا وقتها رفضت وطلبت منها تساعدني هي ودعاء ورسمت الخطه معاهم وبعد كده دخلت جاسر وهشام كانت قبل المصيبه بست شهور صورت نفسي وانا بلعب قمار وبشرب خمره وواقف مع ستات حد هيقول في بني ادم عاقل يعمل كده هقوله اه فيه..."
اصمت قليلا وأقول وانا انظر إلى وجوههم المندهشة:
"عارفين لما تبقوا وثقّين في شخص وبتحبوا عمركم ما تصدقوا اي كلام عليه حتي لو شفتوه بعنيكوا بس احنا شعب ما شاء الله عليه بيشوف بودانه بنصدق اي حاجه ونعمل منها حدوته كبيره بس الكويس انها بتاخد يومين وتتنسي ونرجع ندور على حدوته تانيه وتالته، لما اخدت القرار اني اسيب كل حاجه كنت فاكر الموضوع هياخد يومين اسبوع وهلاقي ناس كتير هتقف جنبي وقتها ضحكت يا سمين وقالت انت طيب اووي ده مفيش حد هيعبرك ومفيش باب هيتفتح في وشك بصراحه قولتها وكنت ساعتها اغبي واحد في الدنيا لو اهلي بعوني في اصحابي ولو هما كمان بعوني يبقي مش فضلي غير اخواتي ... على الاقل صافيه هتفضل جنبي.."،
ياسمين رفعت حاجبها وقالت: "يمكن"،
"علشان ننفذ اللعبه كنت محتاج لناس اثق فيهم جدا اخترت حازم وجاسر وعاصم وهشام وطبعا ياسمين ودعاء بس كان فيه حاجه عاصم ميعرفش ان معايا حد خالص وده سبب كان في دماغي".
هنا ظهرت علامات الذهول على وجه الجميع قائلين:
"عاصم معاك في اللعبه"،
اضحك وأقول "طبعا عاصم معايا في اللعبه اكيد وناس تانيه موجودين دلوقتي هتعرفوهم بس اخلص الاول بالترتيب، نزلت الأسهم بتاعتي في البورصه لما الصور انتشرت طبعا وقتها طلبت من ناس كتير تقف جنبي ملقتش حد معايا وده اللي خلاني ارسم الخطه وفعلا وقعت زي ما انا عاوز بعد لما بعت الشركه لعاصم علشان أسدد ديوني اللي هي مش موجوده اصلا وفهمت عاصم هيعمل ايه كويس كنت بدور هروح فين لو كل الأبواب اتقفلت في وشي رسمنا كذا خطه مع بعض لو واحده مش نجحت هيبقي فيه خطه بديله وبدائت اللعبه اولا مقابلتي مع الشيخ حسن مش صدفه قبليها اتصلت بيه دعاء وراحتله المقابر وكانت الساعه عشره الصبح طبعا هو علشان راجل طيب وانا اعرفه كويس من كلام امي كنت متاكد انه هيجي ويساعدني وفعلا عمل كده وكنت دارس الحاره كويس واللي متعرفهوش ان عنتر وأشرف شغلين معايا من الاول"، أشير بيدي عليهم وهم يلقون علي التحية وكأني رئيس مباحث، "وانا اللي خلِّتهم يروحوا الاسم يبلغوا عني هشام اللي انا جبته مكان ياسر اللي كان عملي صداع وكان هيموتني وعلى فكره مش عاوز أنكر دور مدير الامن السابق اللي شال من عليا كتير جدا وسهل تهريبي بعد لما عمر بيه وعمي جم بأذن من النائب العام، طلعت اشاعة اني اخدت قرض خمسين مليون دولار وده محصلش اصلا والبركه في جاسر اللي نشر الموضوع واللي انتم متعرفهوش ان جاسر شغال في القناة بتاعتي.. ايه يا جماعه مستغربين ليه وهو كمان اللي صور الفيديو اللي كان مع عمر وانا قطعته وكملت بعده انه لعبه وانه مجرد تمثيل"، تخرج ياسمين قرصا مدمجا 'سي دي' من حقيبتها وتضعه في الجهاز لينظر الجميع إلى الشاشة العملاقة وانا اجلس وبجواري جاسر وشريف ووليد طبعا الكبير وطارق "هيسالوني احنا شفنا الڤيديو ومكنش فيه لا وليد ولا شريف هقولهم زي ما عمر لعب انا كمان لعبت وخليت وش الاتنين مش يبان وهما اللي كانوا مديني ضهرهم والكبير طبعا وقتها كان مقتنع اني بعت ماركو اللي موجود معانا طبعا واهتعرفوا الحقيقه كمان شويه قدرت بعد كده دعاء توقع حنين وتديها مبلغ كويس علشان تضحك على ياسر اللي خليتوا يبلع الطعم وهي فاكره لحد دلوقتي انها هي اللي بتضحك علينا..."
"مدثر" قالتها ام وليد فجأة لأنظر اليها وأقول "نعم"، تنهض وتقول "مين اللي بعت عربية الاسعاف واخد الست فتحيه وعملها العمليه"، انظر في الارض لتقترب ياسمين منها وتقول "مدثر اللي عمل كده لما سمع انها تعبانه وعلى فكره انا اللي اشتريت كل حاجة حبيبه بأمر منه هو مكنش ينفع يبان في الصوره"، يبتسم الكبير ويقول:
"يعني مش قولتلي على الحكايه دي يا بني"، ابتسم انا ايضا ثم أقول "مش كل حاجه تتحكي واللي فيها لله عمرها ما تغرق"، يهز رأسه ويقول "صدقت يا ولدي"، اضحك قائلا "طب ما انت كمان متعرفش انا عرفت انك عم هشام ازااي"، يضحك ويقول "اي حاجه ممكن أتوقعها منك"، اضحك انا ايضا وأقول:
"لما جالي ملف هشام قريت اسمه بالكامل وعرفت العداوه اللي بنكم علشان كده ربنا جعلني سبب اني احلها بس عاوز اقولكم حاجه دي فعلا احسن سنه في حياتي"، ثم اقترب من رؤوف النصاب وكانت تنظر له ملك في غيظ واضح ثم أقول "ده اشيك نصاب في مصر ده اللي رجعلي الفيلا واخد بطاري من ملك اللي طردتني علشان الفلوس، على فكره يا جماعه فيه بعد كده مفاجات كتير جداااا لسه العرض مستمر".
"اللي انتوا متعرفهوش اني كان المفروض اتجوز مريم علشان حبتها بس كنت مراقب فريده علشان الله يرحمها كانت جريئه جدا واللي كان بيراقبها قالي بالصدفه انها راحت عياده دكتور كبير للأورام بعت دعاء العياده وعرفت من الممرضه بعد لما جرتها في الكلام وأديتها مبلغ حلو خلا الممرضه تديها صوره من تقرير الحاله بتاعتها ولو مكنتش اتجوزتها كنت هحكم عليها بالإعدام يعني انا متجوزتش فريده علشان جرائتها زي ما كان معروف عنها وكنت عارف اني بوجع مريم بس وقتها قولتلها سيبي ياسر عليا وقولي انتي لمريم فكنت واثق انها هتحكلها وحصل"، يتكلم عمي فؤاد ويقول:"طب والارض اخدتها ازاي"،
اضحك وأقول "ما انت اكيد فهمت اني مش واثق فيك وعلي فكره الارض دي مش بتمانيه مليون دي سعرها في الوقت ده كان عشرين مليون انا دفعت اتناشر واتفقت مع صاحبها على اللعبه وكتب عقد باسم الشيخ حسن وده اللي انت متعرفوش ووقتها مكنتش اعرفه ولا هو يعرف لحد دلوقتي ودفعت انت الفرق وخليته يكتبلك عقد بيع وشراه ومسجل في الشهر العقاري يعني ما خسرتش حاجه"، ينظر لي الشيخ حسن ويقول "ومش خايف يا بني أطمع فيها واقولك ملكش عندي حاجه"، اضحك وأقول "من غير ما تقول كده عارف انك لا يمكن تقبل قرش حرام وده اللي اعرفه عنك ولا عاوزها صدقني انا مسامح متغلاش عليك"، يقترب من ويقول:
"يا بني حلال على صاحبها كفايه ثقتك فيا ما هو لازم يبني نأمن لبعض يأما تبقي على الدنيا السلام عمر الشر ما هينتصر طول ما فيه خير والدنيا يا بني دي دار عايشين فيها نعمرها مش نخربها انت اخترت تعرف اللي حواليك بطريقتك وحطيت نفسك في ابتلاء بايدك وربنا وقف جنبك ونورلك بصيرتك وكان ممكن اي حد من اللي اخترتهم دول يبقي خاين بس ربنا كريم وسترها معاك"، اقبل رأسه وأقول "انت طيب اوي يا شيخ حسن، اقعد وانت تعرف بقية الحكايه".
وضعت يدي في جيبي وانا انظر الي اخواتي لأقول "انتوا فاكرين اني اقدر ااذيكوا انتوا اخواتي مهما حصل"، انظر الي صافيه وأقول "طبعا انتي اختي بنت امي وابويا اللي لعبتي عليا وسمعتي كلام جوزك رمزي في الاول وصدقني الكلام اللي قلهولك"، ابتعد عنها واذهب الي رمزي وأقول "طبعا انا عارف ان ربنا هداك وانا فرحان علشانك اوي بس لازم تفهم اني حاربتك بنفس السلاح اللي حربتني بيه وان من اول يوم ولولا صاحبة ياسمين بتحضرلك في الفخ ده وهي اللي زقت عليك فرفشه وصورتك واخدت منك ميت الف جنيه والصوره اللي اديتهالك دي جاسر اللي مفبرقها وانت رايح تبعها لكل واحد شويه، بس عارف يا رمزي انا مسامحك من كل قلبي وهساعدك واقف جنبك ان الله غفور رحيم يمكن كنت سبب في هديتك، اما حضرتك يا هايدي انتي ومروه قرصت ودنكم وكفايه عليكم كده المستشفي هترجعلكم بس على شرط مريم هتبقي شريكه معاكم"، "مدثر.." انظر خلفي فأجد وليد يقترب ويقول "انا عاوز اطلب ايد هايدي منك هي قالتلي انها موافقه بس اكون زيك"، انظر له وأقول "وَيَا تري انت زيي"، يضحك ويقول "هي مش عاوزاني اونر هي عاوزاني طيب وقلبي ابيض ده اللي انا فهمته"، تقف هايدي وتقول "فعلا ده قصدي ومكنتش فاكره انك هتفهمه بسرعه كده"، اقترب منه وأقول في فافتخار "مبروك يا وليد انا موافق"، اري الغيظ في عيون عمر ولكنه لم يقوي على الكلام لأقول له:
"قولي يا عمر انت بقي عاوز ايه وانا مستعد اعملهولك

" ينهض ويقول طول عمري نفسي الناس تحبّني زيك دايما شايفنك انت وانا سراب ماشي وراك يمكن ده سبب اني بحاربك وفرحت بالي حصلك ومكنتش اعرف انها لعبه علشان تثبتلي للمره الألف انك احسن مني
تركته ولَم ارد عليه وانا اقول حمار
اقترب من عمي وأبنائه واقول وحضرتكم
يضحك عمي ويقول المسامح كريم كلنا بنغلط متزعلش مننا احنا برضوا اهل والشيطان شاطر
واخيرا عاصم اقترب منه واقول دلوقتي اللعبه خلصت يا عاصم
ينهض ويبتسم ويقول والمطلوب ايه اضحك انا ايضا واقول كل حاجه ترجع مكانها انت ترجع شركتك وانا أرجع المجموعه بتاعتي
يضحك بصوت يهز جدران القصر وبجواره رأفت ويقول انت عبيط يا مدثر انت بعتلي كل حاجه يعني انت فقير زي ما انت حتي القصر ده بتاعي وانا كنت بطاوعك بس علشان تعيش اللحظه واضحك عليك ترتسم علي وجهي علامات الحزن فيرفع ياسر وهشام وطارق أسلحتهم علي عاصم الذي لم بأبي لما يفعلون ليقول طارق بس كده تبقي خاين الامانه يكمل عاصم ضحكه ويقول اصل عاملي فيها ذكي وأبو العريف وفاكر نفسه مجبتوش ولاده انا بقي مأمن نفسي كويس وكنت عارف انه مراقب الشركه ومهكر الأجهزه بتاعتها حتي ياسمين سيبتها بمزاجي تلعب عليا
يضحك عمي فؤاد ويقول كنت هزعل اوي لو رجعت غني تاني انا كده شمتان فيك ينظر له ابنائه بمنتهي الحقد ويقول المتحدث الرسمي عز  صحيح لابس بدله وعامل بيه وانت شحات يلا بينا من هنا تقترب ياسمين من عاصم وتقول انا اسفه يا عاصم أرجوك تسامحني  يضع يده حول كتفها ويقول وعدتك اني هجبهولك متكتف في تكتيفه وذل اكتر من كده ينظر لي الجميع في دهشه وانا صامت انظر الي ياسمين واقول خدتي حقك خلاص تقترب مني وتقول لسه عاوزه اتفرج كمان يا مدثر
يصيح فؤاد طلع فيلم بايخ مين جاي معايا نظرت الي اخواتي وانا اقول ايه هتبعوني تاني يقف عمر ويقول وهو يقترب مبتسما المره دي مش هبيعك ولا بكنوز الدنيا اقولك علي حاجه احسن انك رجعت فقير علشان لو كنت غني واتصلحنا كنت هتفتكر اني رجعتلك علشان فلوسك يحضني عمر وتقترب صافيه وهايدي ومروه ويفعله مثله لتقول مروه اللي عنده اخ زيك احسن من فلوس الدنيا كلها
يقترب الكبير ويقول كلنا معاك يا ولدي وهترجع احسن من الاول يلا بينا بيتك مستنيك وكلنا جنبك
اترك اخواتي اقترب منه واقول بس الفيلم لسه مخلصش يا كبير اقعدوا علشان تشوفوا النهايه

انظر الي عاصم واقول ياسمين عاوزه تقولك حاجه
تضحك ياسمين مثله وتقول عارف يا عاصم اني في اسعد لحظات حياتي لما اعتذر وانا عارفه ان بعد خمس دقايق هتف عليك يندهش عاصم لما تقول لتكمل اللعبه لسه مخلصتش
قولوا يا اونر علي المفاجاه خلينا نقفل الستارة اقترب منه وهو لم يفهم شيء واقول
فعلا القصر بتاعك والشركات انا همشي منهم بس فيه حاجه انت بكره الصبح هتبدأ تسدد اتنين مليار جنيه للبنك انا اخدت قرض بضمان المجموعه قبل ما ابعلك
حولتهم دولارات عملوا وقتها حوالي متين وخمسين مليون دولار النهارده علشان إفكهم هيعملوا حوالي اربعه مليار جنيه
ونسيت اقولك انك ماضي علي عقد شراء مجموعه في بند فيها مكتوب فيه ليس خالي من الرهن وياسمين ماضتك عليه انظر الي المستشار القانوني العبقري للمجموعه عدلي حسين واقول حضرتك كلامي مظبوط ولا غلط
ينهض ويقول طبعا مظبوط يا اونر ميعاد اول قسط بكره بالفوائد بتاعته كمان وهو لازم يسدد يأما هيتحجز علي المجموعه
يضحك حازم ويقول لعاصم مش عيب عليك تبيع صحبك يا واطي انا اللي جايبله القرض علي فكره
اقترب منه
واشعر انه قد أصيب بحالة شلل واكمل "ونسيت اقولك ان ماركو جاي من ايطاليا وسحب منك التوكيلات ورجعهالي تاني يعني تروح تفتحلك مطعم"، ثم انظر الي رأفت وأقول "انت بقي اوسخ انسان انا عرفته في حياتي" يضحك رمزي ويقول "الحمدلله ان الحق رجع لصاحبه واني شفتك يا رأفت مذلول"، انظر الي عمي وأبنائه وارفع يدي وأقول "انتوا اللي اختارتوا وعلي فكره محدش فيكم يروح الشغل بتاعوا كل واحد معموله ملف رشاوي وشوية قواضي زي الفل تقدروا تمشوا العرض خلص".
تضحك ياسمين وتقول "مش قولتلك يا عاصم على العموم انا اسفه ومش مدثر اللي يتكتف"
اعتلت البسمة الوجوه من جديد ورئيت الفرحة الحقيقية وهي الحب وليس المال شعرت بالسعادة التي كنت ابحث عنها وقد تعلمت الكثير وعلمت غيري الكثير الأقدار أوقات نختارها وأوقات تختارونا لا تسوي الدنيا أمامي شيء سيظل من يحمل القلب الأبيض إلى آخر يوم في الدنيا.
سيظل بداخل كل شخص فينا
#مدثر

النــــهايــــــة
ادركت بعد عمر طويل ان اعظم انتصار هو انتصار النفس وعدم الاستسلام للهزيمه
الكل يمضي حتي العمر يتحرك وقد تغمض عينيك لحظه وتمر السنين من بين يديك
ادركت ان  يدي هي من تبقي اذا سقط ارضا ولن أمدها الا للسماء حين انهض فالله هو الباقي وليس البشر
ادركت ان المال وسيله وليس غايه واني ميت لا محاله ولن أخذ شيء معي فالكفن بلا جيوب
ادركت فكتبت بقلبي قبل قلمي فصدق وصدق من قرأ
فوصلت الكلمات للقلب قبل العقل
ادركت ان الوحدة كنز لا يفني
حكمه مني
افعل ما تستطيع كي تسعد الناس ولا تنتظر ابدا من يسعدك فلن يأتي

امضاء
مدثر الحسينيف.  ًًّ ع.   اخًًًًًًًًّهًًهً

Continue Reading

You'll Also Like

6.8M 197K 51
في وسط المدينة هناك حظ عاثر تورثه فتاة من امها تجاهد كي لا يعيش بناتها نفس المأساة ناسي ان الوراثة لا علاج لها insta: ho.sa105
3.8M 304K 56
ثم ؟! أتُراكَ تدري ما الفرق بينهما ؟! أقصد بين ( الألِف) و (كوز الذرة ) عدا أن الأول أحد حروف الهجاء والآخر نوع من أنواع النباتات ؟! لا علاقة بينهما...
392K 14.4K 98
طبيبة نفسيه تخوض العديد من الأحداث لحل الغاز اهم القضايا الاجراميه داخل غرفة التحقيق بمساعدة المحقق المسؤول عنها فتقف أمام لغز حبها فهل ستستطيع حله♥️...
10.8K 572 12
⋆ 𓏺 𝖪¹² ♱ . أنـحَـطــاط الكاتبة: سَـلسَـبـيـل الـغَـيِـلَـم