بعد جريمتها الاخيرة ، توارت ميمونة عدة ايام عن الانظار ، ولكن الجن المسلمون عرفوا بجريمتها ووصلتهم أخبارها لانهم كانو يبحثون بكل جدية عنها ، توجهت الى الجحر الذي خبأها به شارما وقد كان أمن ومُختاراً بعناية ، اوجده شارما بعد بحث طويل وكان ذو صفات خاصة اذ ان عمقه وطريقه بناءهُ تجعلهُ محمي من قدرات الجن التي حباهم اياها الله عز وجل،
جلست في ذلك الجحر الصغير الذي دفنت بزاويته شارما كان اشبه بجحور السحالي وضواري الليل لكنه في عمق أمن من الارض ، جلست جلستها المفضلة التي تشبه جلسه القردة بيديين متدليتين على الارض ورجلية بوضعية الانثناء كانت تتذكر طفلها وتبكي بجنون وتصرخ طوال الليل ، وتضرب الارض والسقف ، تكاد تنفجر من الداخل لشدة قهرها وإحساسها بالألم
كانت تقول
- لا احد في هذا الكون يحس بجزءٍ بسيط مما احس به ، سوف انتقم وسوف اقتل كل من يقف في دربي لم يفهمني حتى اقرب الناس لي ، لقد انتزع البشر روحي مني لقد قتلو فلذة كبدي وقطعة من روحي ، لطالما كنت وحيدة واعيش بدون اخوة او مؤنس بعد وفاة والدتي ثم جاء طفلي ليؤنس وحدتي ولكن الانس اخذوه مني اخذوه اخذووووه
ثم تذكرت شارما الذي احبها وبذل روحه لكي يسعدها وينقذها وما كان منها إلا الغدر والخيانة وصرخت وهي تحفر التراب وتنبش قبره وتخرجه
- تبا لك ايها الحقير ، لما لم تفهمني تستحق الموت ، انت من اجبرتني على ذلك لما لم تضع يدك بيدي وتساعدني على الانتقام .
ثم اخذت تطعنه وتمزق ما بقي من جسده وتصرخ
- انت قذر تستحق ما حصل لك تستحق ، ايها الاحمق
ثم لمعت دمعة بعينها وفجأة بدأت تبكي وهي تضم جثة شارما وتقول
- لقد احببتك من كل قلبي ، اذكر كم تعذبت لتقنعني بالزواج بك اذكر كم مرة فشلت بتلبس الانس لكي تصل لمرتبة الجني المحترف ، اذكر كم ساعدتني بصيد الجرذان لنأكلها معاً قالتها وهي تمسح وجهه
واكملت لم اتمنى ما حدث لكن الفاجعة قتلت كل المشاعر بداخلي وجعلتني اتحول لوحش ، ارجوك يا حبيبي اعتني بطفلنا ، انا سأكون بجواركم قريبا ، الجميع يبحث عني ويريد قتلي ولا ادري من سيكون الاسرع الى قتلي.....
ثم اعادت الجثة الى مكانها ، وانطلقت للبحث عن ضحايا جدد .....
يتبع .....