كانت لك

By koka-24

3.9K 116 13

للكاتبة حلا المطري رحلة عميقة جدا فى غيابات مشاعر الأنثى و أحاسيسها المتقلبة. - رحلة للحب من أجل الحب. رحلة... More

الحلقة الثانية
الفصل الثالث
Part4
Part 5
Part 6
Part 7
Part 8
Part 9
Part 10
Part 11
Part 12
Part13
Part 14
Part 15
Part 16
Part 17
Part 18

الحلقة الأولى

1.5K 26 3
By koka-24

سألني: - ِلمَ تكتبين رواية؟!
أجبتُه:
-لكي ُأ ّحبكَ  فيها.
**************
توقفتُ  عن الكتابِة  لِما يقارب الّثلاث سنوات، واقتصرتْ  كتاباتي على الأبحاث والفروض الخاّصة بدراستي ،بيَد أنني في أعماقي ،شعرت   بأّني سأعوُد إدماني الحبرّي إّياه. لكّنني لم أكن لأعلم أن عودتي ستكون قهرية أكثر منها سلمية. لم أكن لأعلم أن كل حروفي وكل ما ّاختزنته من كلمات سيكون لك وحدك- أن َت دون سواك- وكأ ّنني تعلم ُت القراء َة والكتابة لأسر َد ما كان بيننا لهذه السطور المنسّية. ها أنا أعود،وحولي كل ما يلزمني لاستحضارَك ها هنا وكأّنَك عفريٌتُ أحُّب استحضارُه وأفشُل لاحًقا فيصرفه!أقبُل هذه الورطة،كماأقبُل أن
أشقى، وما أجمَل الشقاَء بك! َ ُ وأناالآن مدركة كلًّيا وعلى يقيٍن مطلق أن استحضارك هنا هوالدليل الأقوى على فشلي الذريع في نسيانك.لاأصّدُق أّنني ابتعُت كتاب أحلام مستغانمي"نسيان كوم "في محاولٍة مّني لتنفيذ وصاياها والاّتعاظ ولوعلى سبيلا لتغيير.وجدتها تكتب في نهاية الكتاب ميثاًقا غريًبا ولكّنه أبهجني نوًعا ما بعنوان:"ميثاق شرف أنثوي"وعلى جميع من يقرأنه -إذ كان الكتاب نسائًّيا بحًتا -الالتزام كّلًّيا بعهودها لأربعة.
ونص الميثاق على: . أن أدخل الحب وأناعلى ثقة تاّمة بأّنُه لاوجود لحّب أدبي.
. أن أكتسب حصانة الّصدمة، وأتّوقع كل شيء من حبيب
.أّلا أبكي بسبب رجل ،فالذي يستحق حًّقا دموعي ماكان ليرضى بأن يبكيني.

. أن َ أ َكون جاهزة للنسيان كما ينسى الرجال. َ
ثم طلبْت الكاتبة من كل قارئة إضافة توقيعها أسفل تلك الّصفحة، فما
كان مّني إّلا ووّقعُت أسفلها بكل سرور " رنا معاذ ياسين " ،وكأّنه قد
تَّم تجنيدي لأصبَح إنسانة تنسى كما ينسى الرجال، وماهي إلا خمس
دقائق حّتى شرعتُ  بالبكاء!
فُرحُت أبحث عن الّصفحة التي تركتها الكاتبة للقارئاّت ليكتبَن فيها،
لأكتَب فيها فجيعُتي : "تطلبيَن مني النسيان سيدتي والذاكرة تأبى.
حينزيغيب ،يترك خلفه عمًرا من الّصمت ،فتصبح كل الموجودات
ذكرى عقيمة لما كان بيننا ،ويمسي الّنسيان حلا مستحيلا أكثَر منُه قهرياً  ويبقى السؤال معلقاً 
. َ "كيف لي أن أنسى؟" كيف لي أن أنسى وفي انعكاسي ملامحه
الغائبة؟ وفي شراييني رائحته المسافرة؟وفي دفاتري شيٌء من عبِق  حروفِه وجنونُِه الذي لاُ ينسى؟؟ ُ ِ ٍ ماهذا الّنسيان المستحيل ،عزيزتي ؟....لن أنسى،ولوأصبُت بضربة قويٍةعلى رأسير أفقُد على أثرها كل ذاكرتي،حتًما سيقودني شيٌء ما إليه..حتًما!عطري رّبما ،قلمي،ضحكتي،أوشرشف سريري؟!
فليُحَّل علَّي غضبِك يامستغانمي.
"ما استطعُت أن أنسى!"

شوقي إليك،يملؤه العتاب،حًّقا لا أدري ،أِمَن الّصواب أن أشتاقك؟ أن أشتاق ملامحَك المشاكسة ورائحتَك المتمّردة؟ أن أمَلأ عمري  بفراغاتك وأن تنشغل كل جوارحي بوعودَك التي لن تكون يوًما لي؟؟ ليتني لم أعرفك!،ولكن لن ينفع الّتمني الآن؟سأبقى تحَت ظّل الوقت أنتظر أن يلتئم عمري وأن يسامحني قلبي الذي تشاركنا تعذيبه
وروحي التي شّردناها سوّية. أحّقاً هذا قد حدث؟ُ أحيانا ولفرط ذهولي أسأل نفسي: لَم كل هذا الحداد؟ فكل ما حدث بيننا هو بداية لجنوٍن ما ،بداية لتمّرداٍ تعاطفية،بداية لضوضائية الحواس، بداية لإجراءاٍت عشقية ستجمعنا.فقط بداية.بداية لم تكن يوًما لتليَق بالحب كما يجب. هكذا فعلْت بي البداية،  فماذا ُتراها قد فعلْت بك؟ أحيا ًنا وأنا أجو ُب شوارع القاهرة، أجدني أبحث عن نسيمك القاهرّي، أعلم أ ّنَك لسَت هناك، لكن هذا شاب في طولك، وهذا له لون شعرك، وهذا له عيناك، وذاك له شفتاك، وهذا اسمه كاسمك. أتدري كم أعشق اسمك؟!كم أعشق حروفه الأربعة؟أعشقه حتى حينما يكون اسًما لغيرك .يقشعُّر قلبي لدى اجتياحه مسامعي ،فأشعر بها دعوة أخرى لتذكيري بك، حتى دون أن أرضى بنسيانك فعلًّيا. كنت في الآونِة الأخيرة أقرُأ مقاًلا لمحررعمود في مجلٍة أسبوعية فقط لأّنه يحمل اسماً  كاسمك، حتى وإن كانت لديه عقدة واضحة ضد الّنساء.

***********
كتَب في العدد الأخير: "إن آمنت بالّنساء إيماًنا مطلًقا..ستكفر لاحًقا بالحب!!" كم تأتي
أويقات أكاُد اشعر فيها بعينيك تجتاحني،وأحياًنا أكاد أقسم بأّني أسمُع كلماتكّ تهمس لوجداني الُميّتم ،أوتراُه الُمتّيم بك؟لاأدري،أوتراني أدري!إلا أّنني أحب وأكره وقَع هذا الانهزام المدوي. إّنها اللحظة التي ينسدل فيها ستار الّصدفة،"لم أكن على وعٍي تاٍم بما حدث،إّلا أّنني
كنت على يقيٍن مطلق بأ ّنه حدث!! " وجدتني أسأل نفسي، وللمّرة الأولى: لَِم هو؟لَِم عيناه؟وذلك البرود فيهما والذي بدوره بَّث الّدفَء في مكنوناتي؟! إ ّنه أمٌر يحدث معي مئات المّرات
- إن لم يكن آلاف
- في زمٍن تتبجُح فيه الأخلاق.استيقظُت من تلك الثواني القاتلة،ونفضُت عن جسدي صقيَع نظراته ووجدتني أبتعد عنها وأعلن في نفسي:لن أنهزم."وهكذا اشتعلْت فتيلُة البداية،أوهل أتراني أنا من أشعلها ؟ كم من أموٍرتظُّلم بهمة في الحياة!!إّلا أّننا أحياًنا نحب تركها مبهمة، رغبةً في انتظار المفاجآت، أو ربما في سفك روتينّية الحياة.
* **
"اأنِت مجنونة..متى تعقلين؟" جملة سمعتها صباَح مساء من جّدتي مديحة،اعتدتهامن شفتيها الملساء،ولا أكاد أذكُر مّرًة سمعتها منها إّلا وضحكُت من كّل قلبي.

إّنها جّدتي الغالية ،وجدتني أكبُر معها وفيها .ولكن لكّل مّنا وجهته الخاّصة ،أنا أّتجه إلى ربيع العمر وهي بدورها تّتجه إلى ما بعد الخريف أوذلك الفصل الخامس الذي يجمع فصوَل الحياِة كّلها.عشُت فيها ولم يبعثرنا يوًما فرُق العمرّ بيننا .كانت على قدٍر كبير من العلم والّدهاء والإيمان، الإيمان الذي قل ما نجده في زمننا هذا،ولا زلُت حتى هذه اللحظة لا أدري ما الذي ورثتُه منها،عفويتها رّبما؟ أو هدوئها الّرزين،
أم أن قلبي شابه قلبها؟ ولكن بتجاعيٍد أقل  وٍنضارٍة أكثر؟ هي والدة أبي الذي اسُتشهَد في حرٍب نفسّية لا أريُد ذكرها الآن،وأّمي لم تقدرعلى أنُ تنفى من الحب فراحت تبحث عن حٍب آخر تستظُّل بظّله وخلعتني!وكم من مّرٍةَعَرضْت علَّي أن أنتقل للعيش معها في الإسكندرية حيث تقطن هي وزوجها ،وحينما أسألها عن السبب تتذّرع بحّجة الاشتياق وبأّنها تحّبني وبأّني ابنتها الوحيدة،إّلاأّنني لم أوافْق
يوماً على مطلبها ذاك. أذكُر ذلك اليوم الذي أخبرتني فيه عن زواجها،حينها أقمُت الحداَد على ما كان بيننا وكانت هي أول من حضَرالعزاء!رضّيْت بهذا، ورضيُت أنا بواقع أن أعيَش يتيمَة الأحلام.هكذاعشُت..أوهكذا عاشت الحياة فّي،طواَل سنين عمري التي أحياها وأنا في نزاٍل قاٍس مع الأوهام ،تلك التي لونها سرابي باهت، أو رّبما فاقع!لاأدري.لم يكن صراعي مفهوًما يوًما،ظللت أبحث وأتعّطش للمزيد،عَّم أبحث ولَِم أتعّطش؟ بقي هذا السؤال معلّقاً  بلا إجابة.
أكرمني الله بالكثيرمن الّنعم؛كنت محظوظًة مادًّيا-أو هكذا يقال-لم  أحسب يوًما حساًبا لما أنفقته أو سأنفقه، الُمال لم يشغل بالي يوًما،  أبتاع ماأريدُه وكأّني أبتاع أحلامي المنسّية لأرضي طفولًة لم أنعم بها، ولكن لم تصل بي الحماقَة يوًما أن أبتاع ما لا أحتاجه!وجود المال في حياتي هو بمثابة الّذكرى المتجّددة التيّ تركها لي والدي ورحل عن هذه الّدنيا.لم أرد هذا الميراث البئيس إلا أّنني اعتدته ومنذ نعومة أظفاري.كذلك لم يكن صراعي صراًعا روحًّيا ،أحببُت نفسي،أحببُت جمالي وغروري العفوي ولكّني لم أقبل يوًما اصطفاف الّرجال من حولي وهم جياع.ورثُت من أبي مالُه ومن أّمي جمالها التركي،أحياًنا أحُّب وجهي لأنُه يشبهها وأكرهُه لأ ّنه لا يشبهها! سمعُت أحدهم يقول لصاحبهُ وأنا مارً ة بهم: "إيه  ده؟ دي مملكة؟ " كم أكره من يبعثره جمال الوهلِة الأولى،في اعتقادي هي ضربة مؤقتة على الرأس لا القلب،وكم هو سيء أن يعترض طريقي رجل"مؤّقت "!ولكن ماحدث رهيب، وبدائي جًّدا ،فكيف له هو دون سواه أن يداعب فكري،أنا المصونة من الضربات العشقّية الأولى حتى وإن كنت في يو ٍم من الأّيام قد تّمت خطبتي لأحد الرجال،إّلا أّنني لم أفّكر بالعشق، ولكن حدث أن عشت فترة خطوبة.أذكر تلك الأّيام جّيًدا

Continue Reading

You'll Also Like

2.5M 51.6K 74
نتحدث هنا يا سادة عن ملحمة أمبراطورية المغازي تلك العائلة العريقة" التي يدير اعمالها الحفيد الأكبر «جبران المغازي» المعروف بقساوة القلب وصلابة العقل...
501K 38K 63
من رحم الطفوله والصراعات خرجت امراءة غامضة هل سيوقفها الماضي الذي جعلها بهذة الشخصيه ام ستختار المستقبل المجهول؟ معا لنرى ماذا ينتضرنا في رواية...
10.3M 251K 55
من بعد تلك المرة الوحيدة التى جمعها القدر به اصبحت من بعدها غارقة بحبه حتى أذنيها..قامت بجمع صوره من المجلات و الجرائد محتفظة بها داخل صندوق كما لو ك...
21.3K 1.3K 44
سنرجع للوراء مئات السنين إلى زمن الجاهلية وصدر الإسلام، كانت أسوأ شيء يخطر ببال أبيها وكثيرًا ما خشى أن يتحقق، نوى قتلها بلا ذنبٍ اقترفته سوى أنها جا...