بجانبك

By HendElgammal

197K 7.8K 1.6K

كانت تستلقي وهى تحاول ان تمنع عيونها من ذرف المزيد من الدموع علي شخص لا يستحق حتى دقيقة تفكير .. كانت تشعر ب... More

الفصل الاول
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع والاخير

الفصل الثانى

26.3K 1K 189
By HendElgammal

مرت ثلاثة اشهر منذ بدات عملها الجديد ..
كانت مستمتعه جدا بارهاق نفسها في العمل وهى تشعر بالسعادة لاكتسابها خبرات جديدة ..

وفهمها لمعطيات هندسية كانت غامضة  عليها  .

لم تعد تبكى عند تذكرها عادل وغدره ..

وانما كانت توبخ نفسها علي تلك الغلطة  القاتلة مصممة علي الا تنزلق في مثلها يوما ما. .

ومع قرارها ذاك ..شعرت بحياتها اسهل و نفسيتها افضل ..

*****
كان استدعاء  رئيسها المباشر لها  في بداية الدوام امرا غير معتادا..

وشعرت بأن الامر مهم ..
وكان حقا كذلك ..

اخبرها بان نائب مدير الشركة للشئون الهندسية يطلب مساعدا وانه رشحها لهذا المنصب. .

نظرا لاجتهادها وتفانيها ..

لم تصدق بالبداية انها قد تصل الي فرصة كهذه ..خاصة وانها مازالت في بداية عملها ..

سالته :"لكن ..لكن هناك من هم اقدم منى ..فأنا لم اعمل سوى لثلاثة اشهر فقط ....بينما هم ".

قاطعها الرجل مبتسما وهو يهز رأسه الاشيب :" ان نظام الترقيات هنا لا يعتمد علي الاقدمية انما يعتمد علي خبراته و مدى اجتهاده ومثابرته ..و رغبته في التعلم ..

و للاسف متطلبات هذا المنصب تفرض شروطا معينة لا تنطبق علي الكثيرين هنا.. منها القدرة علي السفر  الي الامكان موضع المشروعات والتطبيق  ..امكانية العمل لساعات اضافية ..تصاميم واعباء هندسية جديدة ..".

(حسنا لا مانع لدي ..)
فكرت وهى متحمسة ..

ولكن الرجل استطرد:" لقد لاحظت انهماكك بالعمل .. وجهدك الجاد في الفترة الماضية ..في الواقع لم ارى مهندسا مثلك ..لذلك رشحتك. .لم اجد من هو افضل منك.  ستكونين نعم العون لنائب المدير ".

ثم استطرد يقول بلهجة حماسية :"هذا المنصب له الكثير من المميزات منها :مضاعفة الراتب ..وسيارة خاصة  من الشركة لسهولة التنقل...

ومكتب خاص بك عوضا عن مكتبكن الجماعى ..و حوافز مالية ومكافآت ..علي كل مشروع يتم الانتهاء منه".

حسنا لا داعى لسرد المميزات سيدى.  فانا موافقة. .
انها وظيفة الاحلام ..

كادت ان تعلن موافقتها ولكن يبدو ان الرجل لم ينتهى بعد  .

يبدو ان هناك عيبا ما ..او شرطا ما مزعجا ..تركه الرجل حتى النهاية ..

وجاء الشرط بينما يقول الرجل بطيبة وسماحة :" من المفترض ان اقدم اكثر من مرشح وانا قمت بتذكيتك  ..لكن لابد ان تعرفي ان هذا العمل يتطلب التفرغ التام. ..

وانا لم ارى بيدك خاتم لخطبة او زواج ...ولابد ان تعرفي منذ البداية ان ادهم بك لن يقبل ان يدربك علي اسرار العمل ثم تتركينه ..

فاذا كان لديك النية الي ترك العمل ..او اى ارتباط قد يعطلك ...عليكى بالرفض من الان .."

هزت راسها نافية بينما تقول مؤكدة:"  انا اتمنى هذة الفرصة كما انى ليس لدي اى ارتباطات من اى نوع تمنعنى من ان انتهزها ".

ردمنهيا اللقاء :" حسنا. .لديك فرصة حتى الغد للتفكير واسمع ردك النهائي ".

خرجت من عنده فرحه ..وكيف لا وهى تترقي في هذه الفترة البسيطة ..انه امر غير قابل للتصديق ..

ستعمل مع نائب الرئيس ..

انها تبدو كمن قفز الي اعلي المراتب في قفزة واحدة سريعة ..ادهم بك ..نائب المدير ..وابنه في ذات الوقت ..

انه المتحكم في كل شئ فعليا ..

ولا شئ ..لا شئ علي الاطلاق يتم في هذا المكان الا ويعلمه ..

والجميع يحبه ..

وكيف لا ..وهو يعطي مرتبات مجزية ويكافئ عن الساعات الاضافية ..

كما ان هناك تامين صحى علي العاملين واسرهم ..
ويخصص دورات مستمرة في اللغات والكمييوتر  مجامية ليساعدهم في اكتساب خبرات جديدة ..

كانت طريقته في الادارة متميزة ..

عادت الي المنزل سعيدة وهى تخبر والديها بترقيتها.
 
كانت تسترسل في ذكر ما اخبرها به رئيسها عن وظيفة الاحلام ..

هأنها والدها بسعادة بينما رفضت الام ..
كان عبوس الام هو الشائبة الوحيدة بذلك اليوم السعيد ..

فالام التى هتفت غير مصدقة السعادة علي محيا الاب وابنته :" ألا تعى ما تقول ..انها لا تنوى الارتباط ...تنوى البقاء هكذا دون زواج ..لقد قولنا انها فترة وستنتهى ..

من حقها. ..لانها خدعت ..ولكن يبدو انها لا تعتزم الزواج ".

لا تنكر انها لاتنوى الزواج ..وقد اغلقت ابواب قلبها الي الابد..

ولكنها لم تتفوه بكلمة وسط هذا الجو المشحون ..

لم تنجح محاولاتها في اقناع والدتها ..و لكن بالنهاية  عقدوا هدنة ..

فهى لا تريد اغضاب امها ولا افلات مثل هذه الفرصة من يدها ..

******
ارتدت بذه رمادية انيقة تجمع ما بين الرسمية والوقار ..فهى اليوم ستقابل نائب الرئيس..

واليوم سيتحدد هل ستنال تلك الوظيفة ام لا. .

كانت قد فهمت من حديث رئيسها بالامس انها لييت المرشح الوحيد ولكنها الاوفر حظا ..

توترت عندما تذكرت حادثا كان في اول اسبوع لها بالعمل ..

كانت بالمصعد مع زميلة لها عندما ركب معهما ادهم بك ..

لم تكن تعرفه ..
فهذه كانت اول مرة تراه فيها ..

همست الي زميلتها هاله :"من هو ؟"

كانت حوله هاله من السلطة و الثراء ...

والوسامة ..

ردت زميلتها غير مهتمه لعلو صوتها :" انه ادهم بك ..السبب الوحيد الحلو الذي يجعلنى اداوم في هذا العمل ".

التفت اليهما ..

شعرت بالانكماش والخجل يعتريها بعد تلك الفضيحة  التى تسببت فيها هاله ..

حدجها بنظرة ضيقة ..

هل يعتقدها هى من قالت تلك الجملة ؟؟
كيف توضح له انها لم تكن القائلة ؟؟

اقسم لك انى لم اتفوه بتلك الحماقة ..
امتقع وجهها مما زادها ادانة في نظره ..

خرج من المصعد تاركا خلفه عطرا مميزا رجوليا باهظ الثمن ..

كانت تشتعل غضبا. .ولم تهدأ ...استمرت في تقريع هاله  طيلة فترة الدوام ..

لم يخفف ذلك من ضيقها ..
فلاريب انه يراها وقحة ..جريئة ..تافهه ..تقيم الاخرين بناءا علي مظرهم الخارجى ..

ولضيقها. ..لم تعد تستخدم المصعد خشية ان تلتقي به  ..

فكانت تستخدم السلم في صعودها وهبوطها .

كادت ان تنسي الحادث لولا تلك الترقية ..

فهى اليوم ستقابله بمكتبه ..ليختار بينها وبين مهندس شاب يكبرها بعام واحد ...

توترت فهى مازالت تخشي ان يكون متذكرا تلك الواقعه مثلها ..

ظلت طوال الطريق وحتى وصلت الي العمل توكد لنفسها انه من المؤكد نسي ..

فالشركة يعمل بها المئات ...ومن غير المعقول ان يتذكرها ولكن مع اول دقيقة لها في مكتبه الفخم وعندما وجه لها نفس النظرة الضيقة التى وجهها لها من قبل ..ايقنت انه لم ينسي ..

لم ينساها ..برغم كل تلك الاسابيع ..
ارتبكت للجظة ولكنها عادت ترتدي قناع صارم ومهذب ..فهى لم تفعل شي خاطئ لترتبك ..

كانت نظرته التالية اكثر شمولية ورئيسها المباشر يقدمها قائلا :"المهندسة داليا التى كلمتك عنها من قبل ..صاحبة ذلك التصميم الذي نال اعجابك ".

كانت نظرته غامضة وهو يتفحصها من رأسها وحتى اخمص قدميها. .

مد  يده مصافحا وهو يرحب بها ثم اشار الي رئيسها حتى ينصرف ..والتفت اليها يدعوها للجلوس..

كانت تعرف انها رفضت فمع تذكره للموقف.. ونظراته ..

من المنطقي ان يرفض العمل معها ..

اذ كيف يقبل ان يعمل بجوار شخص لا يتورع عن التغزل بالجنس الاخر بذلك الوضوح وتلك الفجاجة ..

ولكنها عمدت الي تناسي الحادث وهى تقرر انها اذا كانت ستخسر تلك المعركة فعلي الاقل يجب ان تكون مرفوعه الرأس ..
عاد ليتفحصها بهدوء ..

الم تسمع من قبل ان المديرون يفعلون ذلك عن تعمد ..
اى انه يتفحص الموظف بقصد ارباكه وافشاله ..

ولكنها تقبلت تفحصه بمهنية. .فلم يطرف لها جفن ..ولم تبد تأثرا ..

ثم تشاغل عنها بالنظر الي مجموعة اوراق امامه ..من الواضح انها الملف الوظيفي لها ..

وكما توقعت كان ملفها ؛ فعندما رفع رأسه سألها :"  التقرير الخاص بالعمل يؤكد حضورك في الثامنة صباحا والخروج في السادسة .. مع ان الدوام ينتهى في الثالثة مساءا ...

كما انك في الغالب تأخذين الملفات معك للمنزل لاتمامها ..اى انك تبقين هنا اكثر مما افعل انا ..هل بأمكانى ان اعرف السبب؟؟!"

ردت بابتسامة متكلفة :"احب عملى".

عاد ليسال باصرار اكبر :"  اغلب العاملين هنا يحبون عملهم ايضا ولكن لا احد منهم يبدو غارقا في عمله سواكى ..وانا اريد ان اعرف السبب وراء هذا الاستغراق في العمل ".

احمر وجهها بينما تستشعره يسال اسئلة غير متوقعة فاجابت بهدوء:" لا يهم السبب ..الذي يهم هى النتيجة ".

جادلها بهدوء :"ربما تكونين علي صواب ..ولكن لو كان السبب مؤقتا ..فالنتائج ايضا ستكون مؤقتة .. وانا لا اريد نتائج مؤقتة ..

اريد ان اعرف السبب لاعرف هل ستستمر تلك النتائج ام لا ..

هذا الي جانب انى لا اريد ارهاقا بالعمل يوصل الي تعب وتوقف ..

من المؤكد ان لديك هواية ..اناس تحبينهم ..تقضين معهم الوقت ..لماذا العمل المجهد الي هذا الحد ؟؟"

وقفت وقد شعرت انها تحت استجواب ..سئ..

كتمت انفعالها لثوان قبل ان تقول في هدوء مفتعل :"اذا كنت موافقا علي ان اترقي فارجو  عدم التدخل بحياتى الشخصية ..اما اذا كان القرار بالرفض ؛ فارجو ان تسمح لى بالانصراف. .لان لدى عمل".

رد متفحصا انفعالها ووقوفها السريع :"من الواضح انه قد جرحك بشدة"!!

Continue Reading

You'll Also Like

271K 12.5K 41
فتيـات جميلات وليالــي حمـراء وموسيقـى صاخبة يتبعهـا آثار في الجسـد والـروح واجسـاد متهالكـة في النهـار! عـن رجـال تركوا خلفهم مبادئهم وكراماتهم وأنس...
352K 8.1K 33
للعشق نشوة، فهو جميل لذيذ في بعض الأحيان مؤذي مؤلم في أحيانا اخرى، فعالمه خفي لا يدركه سوى من عاشه وتذوقه بكل الأحيان عشقي لك أصبح ادمان، لن أستطع ا...
975 124 6
حيثُ هنا الزفاف بدون عَروس ! بدأت:٥ /٥ /٢٠٢٠ انتهت :١٣ /٥/ ٢٠٢٠
164K 4.9K 20
إنها سندريلا التي لطالما حلمت بفارسها الوسيم طائرًا على حصانه المجنح ليختطفها من جحيم زوجة أبيها وابنتيها، وجاء الفارس وانكسر قلب السندريلا، فهو لم ي...