◥مُدْنَف || ڤ،ک❀◤

By joker-as

7.6K 411 1.3K

-" إستِغراقْ مُستَهامْ. ✿ لَعنة! لَم تَمنعْ قُصةُ عِشقٍ وُلدتْ في ظُروفٍ قاسِيةَ هامَتْ بِها رُوحينِ فَـتَعلَ... More

مُدْنَف، اللَعنْةَ ❀~
-❀ الفَصِلْ الأوَلْ.

-❀ الفَصِلْ الثانِي.

765 60 253
By joker-as


-"مَلائِكةَ. ✿

~✿~

وَ الكائِناتُ أجمعُها في سُباتِها مَساءً، وَ الأُناسُ نِيامُ،
في عالَمٍ إكتَظَ بِـفَوضى أفكارِهُم،ْ مُنتِجً أحلامً كانوا لِيتَمنَوها واقِعاً،

هُنا حَيثُ ما غَفتْ أعينُ المُحبينْ، قُلوبُهُم المُستيقِظةَ بِضجيِجٍ مانِعٌ إياهُمُ مِنْ الراحَةِ المَرجوُةِ، فَوضَىً عَمتْ على هُدوءِ مَسائُهُمِْ حَتى ما باتَ ساكِناً،

مِنْ بينَهُمُ ذاكَ المُتيقِظُ ذِهنياً وَ رُوحِياً عَلى خِلافُهُمُ .. فَـلَمْ يَكُ عاشِقاً مُدرِكاً لِحالِهِ، وَ لَمْ يَكُ مِنْ العامةِ طالِباً لِلراحةَ،

إنَما كانَ مُحبُ المَساءْ، مُرحِباً بِصمتِهِ وَ السُكونْ، مُلبياً طَلبَ صِندُوقِ أفكارِهِ بِإخراجِ ما بَطْنَهُ مِنْ حُلِلٍ وَ جَواهِرٍ ما صُنِعتْ سِوى مِنْ أحرُفِهِ الفَصيحَةُ، المَخمَلية،

كَالمُسافِرُ في دُنيا مَخطوطاتِهِ الأدَبيةَ،
حَيثُ ما كانَ يَروقُ لَهُ خَطَها سِوى لَيلاً، رِواياتٌ، أشعارٌ، قَصائِدٌ طِوالْ أو حَتى قُصصٌ كانَتْ،

شَماعِدٌ عِدةَ تَمركَزتْ هُنا وَ هُناكْ في زَوايا الجَناحُ المَلكيِ العَتيقْ، مُحَملةٌ بِشٌموعٍ أنارَتْ ما حَولَهُ مِنْ إدلِهمامْ، بِـوَهجِ نيِرانِها المُتمايِلةُ بِخِفةَ،

غارِقٌ بِخَطِهِ أبياتِ القَصيدْ، أبياتُ قَصيدٍ أرادَ إنهائُهُا بِبيتٍ تَعجيزيٌ بَليغْ، حالُهُ كَـحالِ القَصيدةُ أكملُها!

يَكتُبُ فيها عَن طَيفِ رُوحٍ مَجهوَلةٍ!
مَساءً تَزوُرُهُ بِأحلامِهِ عِندَ مَنامِهِ وَ سُهادِهِ، وَ عَن صَحوِهِ تَمرُ بَعضٌ مِنْ مَلامِحُها في رأسِهِ بُغتَةً دونَ إدراكْ!

يَراها في وُجوهِ الأخَرينْ، رُغمَ كَونُها مُبهَمة! تَقِفُ عِندَ الزَوايا، بينَ الأشجارْ في مَسيرِهِ! مُستشعِراً إياها جانِبَهُ غالِبِ الوَقتِ،

هذي كانتْ حالُهُ مُنذُ مُدةٍ يَجهلُها وَ الَتي أمسى مُستغرِباً إياها عاجِزاً عَنْ تَفسيرُها وَ ما آلَتْ إليهِ!!

مُتسائِلاً بِشأنِها! هَل هذا طَيفُ خَيالْ؟!
أَمِنَ الطَبيعي أنْ تَخطُفَ مَلامِحٌ مُبهَمةٌ في رأسُكْ قادِمةٌ مِنَ العَدَمِ بَل وَ تَعلقُ فيه؟! أنْ تُشاهَد هُنا وَ هُناكْ بَينَ حِينٍ وَ حِينْ؟!،

فَـتارةٌ يَرى عِيونٌ وسِعتْ بَينَ طَياتُها المُفتِنة حَلىً ما كانَ مِثَلهُ بِالوُجودِ و لَن يَكُن، وَ كيفَ كانَتْ هيَ! وَ كيفَ رَاحَ آثرُها عَلى حالِه المُتخبِطةِ!!

فَـهذِي العُيونُ بَلاءٌ وَ ما كانَ سِوى إبتِلاءٌ جَميلٌ لَهُ، غَزاليةٌ هيَ بِلونِ البُندُقِ، واسِعةٌ كَبيرة بِرُموشٌ طِوالْ،

يُمكِنُها قَتلُكَ بِنَظرةٍ واحِدةَ، وَ بِسُرعَةٍ دُونَ أن تَشعُر حَتى! تَماماً كَرصاصَةٍ غادِرةَ، تُميتُكَ و أنتَ لا تَدري عَنها شَيء، 

وَ تارةٌ أُخرى يُرى لَهُ .. خُصلاتٌ حُبِكتْ مِنْ مِغزَلٍ لِلحَريرْ ذا لَونٍ فَريدٌ أحمَرِ! خُصلاتٌ تَراقَصتْ مَعَ الريِحِ بِخفةٍ وَ رَويةَ،

بَشرةٌ غَراءْ تَشربتْ بِبعضِ السُمرةِ، وِجناتٌ عَجزَ عَنْ مَعرِفةِ لَونُها؟ بَيضاءُ مُزهِرةَ بِلونٍ فاتِحْ؟! زُهريةٌ هيَ أمْ حُمرةَ؟

شَفتانِ ليسَتْ إلا فَنٌ، حَسِنٌ بَديعْ، زُهريةَ وَ أحيانٌ أُخرى قُرمُزيةُ مُدميةٌ تَماماً، كَالكَرزْ بِغُمقِ لَونِها كانَتْ، أنامِلٌ نَحيفةٌ طِوالْ حُلوةُ الرَسمِ،

فَكٌ هُوَ الأخر قَدسَ مِثاليِتَهُ وَ رَسمَهُ المُتقَنْ، حَتى تَشُك بِحَقيقَةِ ما إذ كانَ فِعليٌ حَقاً!

صَوتٌ شَجي بَليغُ الآثرِ، مُترنِماً بِـتَهويدةٍ لَحنُها غَريبْ! طابَتْ لَهُ وَ عَليهِ عَلقتْ في ذاكِرتِهِ حَتى صارَ يُهمهِمُ بِها في أغلبِ الأحيانْ،

تارةٌ هذا وَ تارَةٌ هذاكْ! وَ كأنَ مَلامِحُ هذهِ الرُوُحْ ما هيَ إلا أُحجيةٌ تُطالِبُ بِتركيبُها قُطعةٌ فَـقُطعَةَ، مُعلِنةً بَعدَها عَنْ إكتِمالِ تِلكَ المَلامِحُ الحَسِنةَ،

كانَتْ لُغزُهُ المُحيرِ، فَـمِنْ أينَ يَترائى لَهُ عَنها بِـتِلكَ الصُورُ البَهيةَ؟ وَ إنْ وُجدَتْ كيفَ الوِصالُ أليها؟!

تَنهدْ مُتعَباً، أفكارُهُ العَميقةُ حَولُها وَ تَساؤلاتُهُ تُرهِقهُ بِشدةَ، فَهوَ مِنْ دونِ ذلِكَ يُفكِرُ بِكُلِ شَيء!!

الأشخاصْ، الأشياءْ وَ ما هيَ عَليه، الحَياةْ، وَ كُلُ ما يَراهْ سَيُفكِرُ بِشأنِهِ! وَ بِاللاشيء حَتى، فَما بالُكَ بِذلِكَ؟!،

رامِياً بِثُقلِ رأسِهِ عَلى كَفِهِ المَتكئةَ عَلى تِلكَ الطَاوِلةُ الَتي صُنِعتْ مِنْ خَشبٌ غالِ الصُنعةُ، أصيِلْ، حَوافُها حُفرِتْ بِنُقوشٍ نَباتيةَ،

وَ الحِبرُ كادَ يَنفَذْ كَـحالِ نُورُ الشَمْعْ الخافِتُ وَهجِهِ، لِتأكُلُهُ بِأكملِهْ،

نَعُستْ مُقلتيِهِ بَعدَها لِخبوُ الضَوءُ حَولَهُ، فَـما كانَ مِنهُ إلا وَ راحَ مُتثائِباً مُنذِراً بِمجيئِ وَقتَ مَنامِهِ بَعدَ ذلِكَ،

وَضعَ عَدسَتي نَظارَتُهُ عَلى الطَاوِلةُ بِجانِبِ الشَمعدانْ الَذي سَبقَ وَ إنطَفئَ نُورُهُ،

مُقرِراً رَاحتَهُ فَما بَقيَ إلا سُويعاتٌ قِلةَ حَتى يَعودُ الصَباحُ أدراجِهِ مُودِعاً بَعدَها المَساءْ، عَلى الأقَلِ حَتى يَحينَ مَوعِدَهُ القادِمُ مُجدداً،

لِيُغلِقُ صَفاحتِهِ مُستَسلِماً لِلنومْ بِكُلِ بَساطةَ، فَلمْ يَستَغرِقُ مِنهُ إلا لَحظاتٍ عِدةَ حَتى آتى السَوادْ وَ غَرِقَ في نَومٍ عَميقْ،

تُرى هَل لَهُ مِنْ نَصيبٍ بِمجيء الروُحِ حُلوةُ المَنظرْ في أحلامِهِ؟! وَ إنْ كانَتْ مُشوَشةَ مُبهَمةٌ لَهُ، هيَ بَدتْ فاتِنةٌ حَسِنةَ.

















~❀~

في الصَباحْ وَ السَماءْ مُلبَدةٌ بِـﻏمائِمٍ رَماديةٍ حُمِلَتْ بِقَطراتِ المَطرْ، وَ الشَمسُ راحتْ مُختبئةٌ خَلفُها بِسكونْ،

اللوردْ قَدْ كانَ مُستَيقِظاً، بِرفقَةِ والدَيهِ وَ أُختُهُ الصُغرى مُشارِكاً إياهُمُ الأحادِيثْ،

بَعدَما لُوحِظتْ عَيناهُ الذابِلَتانِ، مُحاطةٌ بِإسوِدادٍ دَلالةٌ عَلى إنعدامَهُما الراحَةِ بِإستِقياظِهِ صَباحً و مَساءً،

وَ السَببُ مَعروفٌ لَهُ، مَجهولٌ للغَيرِ حَولَهُ، نَعم! ما مِن سِواها الرُوحُ المَجهولة،

"كَعادَتِكْ إذاً! فَمِن غَير المُستَحيلْ ألا تَبرَحَ مكانُكْ!"

"نَعمْ، لَقد طَلبني الدُوقْ آلِنْ في أمرٍ يَخُصُ بَعضُ الأمراضْ وَ المَرضى لأجلِ ضَمانَةِ صِحةُ العامةَ! كَما وَ آيضاً عَلينا النَظرْ في شُؤونِ البِلاد،"

"يُمكِنُكَ إذاً أن تَعودَ سَريعاً؟! .."

"في الحَقيقةَ قَد طَلبَتْ مِني مُسبَقاً الأنِسةُ غِريتشِنْ لُقياها ما بَعدَ الظَهيرةِ .. آيضاً!"

والِدَهُ هَمهَم ثُمَ تَحدَثَ مُمازِحاً إياهُ، مُؤنِباً في الوَقتْ عَينَهُ يُعلِقُ على إنشغالِهِ الدائِمْ:
"يا إلهي! مَتى سَأرى أحفاديِ فَقطْ أخبِرَني؟! أصبَحتُ خَرِفاً وَ لَمْ تَتزوجْ حَتى الآن .. مَتى سَيأتي ذلِكَ اليَومْ؟! .. عارٌ عَليكْ!"

"ليسَ بَعدْ!"

"ليسَ بَعدْ؟ آه تَعني بَعدَما نَتخِذُ القَبرَ مَسكِناً؟! ..."

إبتَسمَ بِخِفةٍ مُجيباً بَعدَها:
"وَ هَل تَعتقِدْ إني سَأقضي ما تَبقى مِنْ عُمُري وَحيداً؟!"

وَ الأُخرى حَسناءُ الخَلقِ سَخرَتْ مَعالِمُها، مُجيبَةٌ بَعدَ أنْ دَحرجَتْ مُقلتيها كَعادتُها:
"نَعمْ يا أخي سَتفعَلْ! .. أُشقِقُ على زَوجتُكَ مُنذُ الآن آياً كانَتْ!"

"لِمَ!؟"

"أنتْ مُمِلٌ جِداً!! .. كَما وَ سَتُفكِرَ بِالأخرينَ عُوضاً عَنها .. يا مُرهَفَ الإحساسْ، يا مُحِبَ الخَيرْ"

مُجدداً سَخرتْ، وَ الوالِدَينِ إتَفقوا بِقولِها عَنهُ فَما كَذبَتْ!

"نَعمْ بُني جِينا مُحِقةَ، جاءَ الوَقتْ الَذي عَليكَ فيهِ أنْ تُفكِرَ بِنفسِكْ"

الهُدوءْ نالَ مِنهُ وَ إتَخذَ مِنْ مَلامِحَهُ مَوقِعاً، تَنهدَ بِعُمقٍ زافِراً أنفاسِهِ بِخفةَ هامِساً بِشرودْ :
"وَ لكِن أنا فَقطْ أبحَثُ عَن ظَالَتي المَنشودَةَ"

قالْ لِيَصمُتْ! أيُخبرُهُم إنَ ما وَدهُ الوُصولَ إليهِ ما هيَ إلا طَيفً مُبهَم! أتَعتبرُ ظالَتُهُ المَنشودَةُ تَعجيزاً وَ ضَربٌ مِنْ مُستَحيلْ؟

شارِداً يَتذكَرْ تِلكَ الخُصلاتّ الحَمراءْ! حَمراءٌ كَنيرانٍ إشتَعلَتْ في ظُلمَةٍ حالِكةُ السَوادْ،

حَلُمَ بِها مُجدَداً، وَ قَدْ إستَيقظْ وَسطَ مَنامِهِ آثرَهُ، حَيثُ بدا لَهُ واقِعياً جِداً! مُستَغِرباً مَدى واقِعيتَهُ وَ ما رأى وَ شَعرَ أثناءِهِ!!

ما جَعلَهُ مُرتابَاً نَوعاً ما!! و قَد تُكشَفُ حَقيقةُ طَيفَهُ الزائِر؟! أكانَ طَيفاً أم فَتاة؟!

لَقد استَقيظَ باكياً، عَيناهُ مُغرورقَتانِ بِالدُموع، مُحمَرتانِ! هَل كانَ حَقيقي؟!
تَنهَد، ما السَببُ لِرؤياهُ تِلكْ؟! ألا يَزيدَهُ ذلِكَ تَعقيداً؟!،

والدَتُهُ لا زالَتْ تَتحَدثْ، وَ هُوَ الغافِلُ عَنها وَ عَن حَديثُها، مُستَذكِراً تِلكَ المَلامِحْ بِهدوءْ، وَ مُستذكِراً كَونَـهُ في مُقلتَيها،

"عَينانِ ما كانَ لِيَخُطَ فيهما مَقالاً، وَ ما كانَتْ لِأحرُوفٍ وَ لا كَلماتٍ حَتى الإتيانِ بِمثلِها، فَما يُشابِهُها شيءٌ بالكَونِ أجمَعُهُ!"

مُحلِقاً في دُنيا سُجِلتْ بِإسمُها، لَمْ يَعيِ على نَفسِهِ الشارِدةُ في حُلمٍ سَقطَ عَلى آرضِ واقِعهِ،

وَ ما آلَ إليهِ الأمرِ سِكينٌ حادَةٌ يُقَطعَ بِها الجُبنْ أمامَهُ لِينتَهي بِهِ الآمرْ يَجرحُ يَدَهُ بِلا شُعورْ!! وَ الدِماءُ باتَ يَتقَطرُ مِنها مُنسالٌ عَلى طُولِها، 

"يا إلهي!! بُني!! يَدُكْ!!"
هَلعتْ والدَتُهُ المُتمَسِكةُ بِيدُه بِقلقٍ وَ خَوفْ، تُشاهِدُ مَدى عُمقِ الجُرحِ،

أُختُهُ وَ أبيِهِ يُطالعُونَهُ بِغرابةَ بَعدَما وَقفوا خَوفاً عَليه! فَزعوا وَ نَدهوهْ بينَما لا يَزالُ شارِداً!!

حالِكَتُهُ تَوجَهتْ بِنظرِها لِلصَحنِ الَذي تَزينَ بِدمائِهِ القاتِمةَ! مُختَلِطاً بالقِشطَةِ البيَضاءْ بِجانِبِ الجُبنْ،

مُحدِقاً بِـذلِكَ اللونْ الَذي نَتجَ بِسببِ ذلِكَ!! الإحمرارِ القاتِمِ على ذلِكَ البَياضْ مُمتَزِجةٌ بِهِ!

وَسِعتْ مُقلتَيهِ الحالِكةَ تَعجُباً وَ نَبضَ قَلبُهُ بِقوةٍ غَيرِ مَعهودة!! ما أنْ لاحَظَ ما لاحَظْ!
-"هذهِ هيَ! نَعم! هذهِ هيَ وَ ذا هُوَ لَونُها الفَريدْ!!"

وَ ما كانَ سِوى ذاتُهُ ذلِكَ اللَونْ الَذي تَفتَحَ بِتِلكَ الوِجناتْ الزائِرةُ لَهُ مِنْ العَدمْ!!

جُوريَةٌ هيَ ذا لَونٍ عَجيبٌ فَـغَريبْ! ما كانَ أحمَرً وَ ما كانَ زُهرياً فاتِحاً إنَما كِلاهُما في ذاتِ الأنْ!

وَ هذا ما زَادَ مِنْ إصرارِهِ مُصَمِمً عَلى العِثورِ عَليها وَ إيجادُها مِنْ بينِ طَياتِ هذِهِ الآرضْ،

مُرَدِداً "أُريدُها" صاحِبةٌ هذهِ الوَجناتْ، وَ إنْ كانَ ذلِكَ مُستَحيلاً وَ إنْ عَنهُ صَعُبَ اللُقيا بِها،

أطالَ النَظرْ، مُستَقيِماً مِنْ مَجلِسهِ فَجأةً جاذِباً إهتِمامُهُم وَ قَدْ أردَفْ :
"وَجدتُها!!"

"بُني!! أَنتَ بِخيرْ؟! .."

مُطمئِناً :
"والِدَتي العَزيزةَ لا تَقلَقي إنَهُ لَـجُرحٌ بَسيطْ جِداً يُمكِنُني مُعالَجتُه، كَما وَ في الحَربِ أُصبنا بِأشدٍ مِنهُ وَ أخطَرْ!"

مُغادِراً بَعدَها، يَضمُ كَفَهُ المَجروحَةِ في كَفَهُ الأُخرى مُتجاهِلاً الدِماء الَتي مَلأتْ الأرضيةُ الرُخامية خَلفَ خَطواتِهِ،

وَ لَم يَتوقَفْ رُغمَ نِداءْ والدَتهِ وَ خوفِها عَليه، وَ كَأنَهُ في دُنيا ثانية! فَكُلُ ما يَجولُ رأسِهِ هُوَ العُثورِ على ظالَتِهِ المَذكورة، 

مُحدِثاً نَفسُهُ مُجَدداً :
"سَأتزَوجُ مَن تَمتَلِكُ وِجناتٍ بِلونٍ كَلونِ دَمي!! أو أياً كان .."

وَ مَرةٌ أُخرى تَحدثتْ الشَابةُ الحَسناءْ، بَعدَما حَملَقتْ فيهِ قَبلَ ذَهابهِ :
"لَقدْ أخبرتُكُم! إنهُ باتَ حَتى غَريبْ .. إلهي زَوجتُهُ المِسكينةَ"


















~❀~

سَحاباتُ الدُخانُ الرَمادي تَطايرَ أمامَ الأعيُنُ المُلونة، عُيونٌ جاحِظةَ، صَفراءْ و أُخرى خَضراءْ، شَمطاءُ الشَعرْ، ذاتُ أنفٍ مُتدلِ، وَ حُبوبٌ ظاهِرة تُؤكِدُ على بَشاعةِ المَعنية،

"روحٌ وَ قَلبٌ مُجردٌ مِنَ الإنسانية!"
تَلفظتْ كَلِماتُها بِصوتٍ كَالفَحيحْ، تَحمِلُ دُميتانِ، مَصنوعَتانِ مِنَ قُماشٍ مَخصوصْ، يَحشوهُما بَعضٌ مِنَ القَشِ، وَ خُيوطٌ كَالفَتيلِ عِندَ الأعناقْ، على كُلٍ منها كُتِبَ إسمٌ ما!

الخُبثُ كانَ واضِحٌ على وَجهُها، بإبتِسامةٍ أظهرتْ أبشَعُ ما قَد يُرى! وَ هيَ تَتأمَلهُما بينَ يَديها المُطعَنةُ، بأظافِرٍ طِوال وَ بَعضُها مُسودٌ، مُتعفِنْ،

ثُمَّ أخذَتْ تعتصِر إحداهُما، تُحاوِلُ خَنقُها وَ قتلُها رُغمَ كَونُها دُمية!،
"إنتَهى الوَقتْ، تِيك تُوكْ، تِيك تُوكْ.."

"انتَظِري! لا تَفعَلي أرجوكِ.."

و لكِنهاَ هُنا زادَتْ الأمر حَيثُ راحَتْ تَشِدُ عَليها بِقوةٍ أكبَر! وَ لا زالَتْ تُردِدُ بِإستِفزاز :
"تِيك تُوكْ، تِيك تُوكْ.."

"أرجوكِ فَقط تَـ تـوقَـ ... في .."

لِتقعْ على الأرض القابِعةُ أمامُها، تَسحبُ أنفاسُها بِثُقلٍ شَديدْ، تَرجتْ مُجدَداً قائِلة كَلِماتٌ مُتقطِعة :
"أ أرجوكِ .. فُـ فُرصةٌ أ أخيرهه! فَقط.."

"فَقط؟!"

لِتُحاولَ أن تَنطُقُ مُجَدداً ..

"هذِهِ .. المَرة.. أرجو ك ِ..."

"ثَلاثة.. إثنانْ.."

"أنا.. أرجوك ِ، أرجوك ِ.."

"آيضاً ..."

"أ ر..جوكِ.. أتـ .. أتوَسَلُ .. إليكِ "

إبتَسمتْ المَرجوةُ بِتعالِ، تَدعي التَفكيرْ، تَتنفسُ إذلالُ الغَيرْ، سِحرُها قَويٌ جِداً، ذُو مَفعولٍ أسود، مُميتْ، أنهُ "لَعنة،"
"حَسناً! لا ضَيرَ بالإستمتاعِ قَليلاً بَعدْ"

لِتستَكمِل بِجدية..
"وَ  لكِن هذِهِ الفُرصةُ الأخيرة عَزيزَتي، لَديكِ هذا اليَوم فَقط. ~"
"الوَقتُ يَمضِ ... تِيك تُوكْ!"

أسَقطتْ الدُميةُ بَعدَها على الأرضْ، بينَما قَد مَرتْ عَليها دُونِ أدنى اهتِمامْ، رُبما تَوَدُ دَهسُها أكثَر؟!

لِتسحَبُ خَطواتُها حَيثُ ضَعيفةُ الحِيلة، المُلتقِطةُ أنفاسُها، تَسعُلُ بِقوة، مُربِتةٌ على رأسُها بِخِفة و قَد أكمَلتْ:
"لا أُصدِقُ أنَكِ ذاتُها الساحِرةَ الَتي أرهَبتْ المَلايين .. فيما مَضى! أحَقاً تَودينَ خَسارةُ رُوحُكِ بَعدَما خَسرتِ كُل شيءٍ لأجلِ ذلِكَ البَشري؟!"

"لَو أدرَكتِ .. الحُب .. لأدركتِ مـ ..ـا يَعنيِهِ ذلِك .."

"لَقَد سَلبَكِ كُل شَيء و لا زالَ قَلبَهُ رافِضاً إياكِ، مَن يَدري رُبما قَد يَكونُ راضِخاً لِغيرُكِ؟! .."

"لا بأس بِالتَضحيةُ بَعدْ! سَأملُكُ قَلبَهُ .."

إستَقامَتْ البَلوةُ الكُبرى، تُبحلِقُ بالدُميةِ الأُخرى و الَتي كانَتْ بينَ يَديها، لِـتَقوُلَ بَعدَها بِغيرِ إهتِمام :
"لا يَهُم! مَصيرُكِ بينَ يَديهِ الآن، ثُمَّ بِينَ يداي أنا، وَدِعي رُوحُكِ مُنذُ الآن؟ غِريتشِنْ .."

وَ مِن ثُمَ ضَحكتْ بِسُخرية بِصوتٍ عالِ دَلالةً على تَوقُعها المُسبَقْ لِرفضِهِ لَها،

وَ المُلقاةُ على الأرضِ كَالدُميةِ الخَشبية ما أن طَرقَ مَسامِعُها ما ذُكِر، أغمضتْ بِشدةٍ عَينيها، لِتجهَشُ بالبُكاءِ بَعدَها بِصمتْ،

كانتْ تَتعذبْ و السَبب ُ.. "هُوَ" لا غَير، لَقد دَفعَها لِما فَعلَتْ، الدُموعُ دُموعَ نَدمٍ و لكِن ما المُستفادْ وَ نَدمُها مُتأخِر؟!

لَقد طَغتْ أنانِيتُها تِجاهَهُ وَ التَملُك، وَ طَلبُها الَذي تَوقَفتْ حَياتُها عَليهِ، بِإستِحواذُها على قَلبِهِ وَ عَقلِهِ سَيأخُذُ رُوحُها قَريباً ...
"أنا أسِفةٌ جِدا ً.. جونغْكوكْ .. أنا نادِمة، أسِفةٌ .. أسِفةٌ لِتوريطُكَ مَعي في هذا .. "

المِسكينَةُ لَم تَكُن سِوى إحدى ضَحايا الحُب القاتِل،

يَبدو بِأنَها النِهاية!.
















~❁~

.

("جَدَتي! لَقد رأيتُهُ، حَلِمتُ بِهِ مُجدَداً، كُنتُ أبكي مَعهُ آيضاً لأنَهُ فَعل، بَكيتُ رُغمَ جَهلي عَن سَببهِ! ما الَذي يَحصُلُ مَعي؟ لِما أجِدهُ دائِماً في أحلامي؟! .. أرجُوكِ ساعديني"

'سَأُخبرُكَ لاحِقاً عَزيزي، وَ لكِن لا تُخبر أحداً عَن ذلِكْ، سَيظنُوكَ مَجنوناً')



.......

✿كاتْ! 🎬 إنتَهى! .

-✿ رأيُكُم حَتى الآن؟!.
-بِالمُناسَبة الرِواية قَد تَكونُ مُعقَدةٌ قَليلاً في البِدءِ فَقطْ وَ فيها بَعضُ مِنَ الغُموض!.

-✿ تَوقُعاتُكُمْ الحُلوةَ لِلطَيفُ الغَريبْ؟! + المُتحدِثُ في النِهايةَ؟!.

-✿شَيء لَم يُعجِبُكُم بِصراحة؟!.

-✿ غِريتشِنْ؟! هَوسُها؟! لا ألوُمها صَراحَةً!.

-✿ أُحبُكُم لِلغايةِ حَقاً. ❥

✿آسُـو، فِ،كَ.

Continue Reading

You'll Also Like

53.1K 4.6K 18
هو بَارد المشَاعر لا يفقه شئ عن الحُب و هُو يَتصرف و يحُب دون عقل و بِـتهور كَان علي إيقَافه و أنا كَان علِي جعله يندم قليلًا! • taekook fanficti...
386K 14.8K 55
Bibaline⚫🖤 جماعة لي ينقلو الفايس و الانسطا و لا يقولو لقيناها في ڨوقل اي ممنوع النقل منعا باتا لانها سرقة و ممنوع نقل أي فكرة من القصة هدي لاني تع...
20.6K 632 49
"بعض الخسّاير الله يامكبر ارباحها " مُعرفتي الثانية : البطله نجود - البطل مجاهد نجود بعد ماتخرجت من الثانوي اختفى ابوها اختفاء غريب لدرجة حتى اخوه ما...
234K 15.2K 37
" نُمَجِدُ القَمَرَ لجَمَالِه وَ نَسْحِرُ بِهِ أَعْيُننَا وهُو لَيسَ إلا إنعِكَاسًا لِضَوءِ الشمسِ وَسَطَ العتَمةِ.. ...