أشِقّاء

By lood999

76.5K 7.3K 2.6K

في حُجرةٍ ضيقة... إضاءتها خافِتة... فتحَت الكتاب وبدأت بقراءة القصة لطفلها... كانت تقرؤها له دومًا... فتعل... More

١) يُحكى أنه كـان وحيدًا.
٢) الليلــةُ الماطِـرة.
٣) سِجــن.
٤) غَــرق.
٥) بصيـص أمـل.
٧) الرحيــل.
٨) ذكريات حلمٍ قديم.
٩) حــديقةٌ وفتـاة.
١٠) مَحَلُّ الأقمشـة.
١١) ماهــر.
١٢) تجاوز المُهلـة.
١٣) دمـوعٌ ومطر.
١٤) الأخُ الكبير.
١٥) صـديق.
١٦) أشبـاح.
١٧) الصـراحة.
١٨) آباء.
١٩) غضـب.
٢٠) وداع.
٢١) اِختفـاء.
٢٢) مُمتن.
٢٣) بقايـا.
٢٤) نَبـش.
٢٥) عِـش.
٢٦) المُفكـرة.
٢٧) الحياةُ المسلوبـة.
٢٨) أروى.
٢٩) أطـلال.
٣٠) لِقـاء.
٣١) مُفاوضات.
٣٢) إنقــاذ.
٣٣) إحيــاء|الخاتمـة.
فصل إضافي|فَجْــر: كل الطرقِ تؤدي إليك.
فصل إضافي ٢|ندى: لن أنساك أبدًا.
فصل إضافي ٣|سأعـود.
فصل إضافي ٤|لأنك ولِـدت.

٦) تِلـك الفتـاة.

2.9K 296 21
By lood999

...
....
قمت عن المقعد بإعياء، ليتني أستطيع الاستماع إلى نصائحك يا عماد،  ليتني أستطيع.

طُرق باب البيت، ففتحته وفوجئتُ حينما رأيتُ سكرتيري يقف خلفه.

"عاصم، هل من خطب".

"أردتُ إخبارك بأن سيارتك قد  خرجت من الورشة".

"آه نسيتُ أمرها،  ولكن،  أما كان عليكَ أن تخبرني بذلك في اتصال هاتفي".

"لقد أحضرناها إلى هنا كي تستلمها".

"لا بأس، أحسنتم عملاً".

:في طريقي للخروج وصلني صوت رنين هاتفي، في غرفة المعيشة، فعدتُ إليها وأجبتُ دون أن أنظر لاسم المتصل..

"مرحباً"..

"مروان،  أمر طارئ".

تعجبت حينما سمعت صوت عماد فأجبته مازحًا:

"لم أتوقع أن زيارتك ستأتي بهذه السرعة".

"ليست زيارة هذه المرة،  أتذكر قصة الصبيين التي أخبرتني عنها!".

ارتديتُ ملابسي على عجل وخرجت من المنزل مهرولاً، وأنا أسترجع في ذاكرتي ما أخبرني به عماد على الهاتف..

قال أنه ذهب إلى متجر فسمع عن طريق المصادفة بقصة تشبه التي رويتها له، فأخبر البائع عن مواصفات الشاب. فوافقه البائع، وقال أنه يريد الحديث معي مطولاً بشأن الولدين.

دخلتُ إلى المتجر فرأيتُ عماد يتبادل حديثًا مع البائع، ألقيت التحية عليهما ليتنبها إلى وجودي فردا علي بابتسامة:

"أستأذنكما يا جماعة، علي أن أذهب".

قالها عماد وانصرف ولم يحاول أي منا استبقاءه، 
فبقينا لوحدنا في صمت قاطعه الرجل قائلاً:

"سعيد أنني قابلتك مجدد"ا

لم أنبس ببنت شفة فاستأنف الكلام:

"أريد منك خدمة".

عندما أدرك أنني لا أنوي قول شيء حتى أفهم تمامًا مايعنيه استأنف دون توقف:

"لذَينك الصبيين أمًا تعيش لوحدها وتربي طفليها بمفردها،  إن ما رأيته من تعاطف منك لهما جعلني أتفاءل بك خيرًا أريد منك أن تصبح محسنًا لهذه العائلة،  دون أن يعرفوا بهويتك".

تعجبتُ إزاء قوله وسألته:

"ما الذي جعلك تكلفني بأمر كهذا".

"أخبرني صديقك بأن لك نفوذًا ضخمًا نظرًا لإيرادات مصنع الأثاث الذي تملكه،  ولن تخسر شيئًا إن أنفقت قدرًا يسيرًا من أجل هذه العائلة البائسة".

..
..
أثناء سيري في إحدى الطرقات الضيقة، ألقيت نظرة على الورقة في يدي لأستيقن من العنوان، كانت المنازل متشابهة، ولم يكن العنوان المكتوب من الدقة كي استطيع التعرف على المنزل بدقة،  وقفت عند إحدى المنعطفات وأخذت أراقب المنازل والأشخاص من حولي، فتحت إحدى النوافذ وأطلت منها فتاة في مقتبل العمر وبدأت بسحب الثياب المنشورة على الشرفة الضيقة، واختفت خلف النافذة كما ظهرت منها.

ومر من جانبي رجل طاعن في السن يجر عربة محملة بالخضار وهو ينادي بأعلى صوته ليلتف حوله المشترون البسطاء، لفت نظري بيت صغير خلف المنعطف الذي كنت أقف فيه، فُتح باب المنزل الحديدي وخرج منه طفل قد يكون في العاشرة او الحادية عشرة من عمره، ركض ناحية البائع ليبتاع منه.

تراجعتُ خلف حائط إحدى البيوت وأنا أدقق النظر في الصبي، هذا هو بالتحديد من أبحث عنه، أمعنتُ فيه النظر، وهو يشتري رزمة من الخضروات ويعود أدراجه إلى منزله،  فتحت الباب امرأة تلف حول رأسها شالاً أسود.. أفسحت مجالاً للصبي كي يدخل ودخلت بعده...  تأملت المشهد بعين ثاقبة.

لا شك أن هذه المرأة هي والدتهما، ظننتُها امرأة في خـريف العمر، بيد أنها شابة لم تتجاوز الثلاثين من عمرها.

لم أطل المكوث في ذلك المكان بل عدت أدراجي مُسرعًا، فالمهم الآن أنني عرفت العنوان بدقة، ولاحقًا سأتصرف، عدت إلى منزلي، وأنا أفكر بتلك المرأة، شابة في مثل سنها لا يجدر بها أن تتحمل عبئاً كهذا، عبرت صورة كالطيف في ذاكرتي، صورة لفتاةٍ شاحبة، قمتُ على إثرها باستخراج الرسالة التي لم أكمل قراءتها بعد، فتحتُها وقرأتُها بتمعن.

..
"مرحبًا،
عزيزي مروان،
سعيدةٌ أيما سعادةٍ وقد عثرتُ أخيرًا عليك،  لقد إفترقنا منذ أمدٍ بعيد رغم ذلك لم  أنسَ تقاسيم وجهيكما،  أنت وأخيك،  ما أخباركما،  أشعر برغبة شديدة لأراكما مرة أخرى،  لقد جئتُ لأسكن في هذه المدينة،  بعد أن مات زوجي،  وقد سمعتُ بك عن طريق المصادفة،  فلك صيت واسع في هذه المدينة،  حتى بت أشك إن كنتَ لا تزال تذكرني،  لا تزال تذكر تلك الفتاة البسيطة التي قسم لك القدر أن تقابلها، وتبني معها صداقة جميلة، أود إخبارك أني لا أزال أتذكرك كما لو كنتَ ماثلاً أمامي،  كما لو عادت تلك الأيام الخوالي،  لستُ أخمن إلى أي قدر قد بلغ منك التغير. ما بلغ، فالشوق لرؤيتك قد بلغ مني ما بلغ، بل إنه قد فاض مني،  لستُ أبالغ، فأنت الصديق الوحيد الذي حظيت به،  رزقني الله بك حينما كنت في أمس الحاجة لمن يقاسمني أشجاني،  هل تذكر لقاءاتنا في تلك الحديقة،  لكم إشتقت إليها،  كما إشتقت إليك،  ولشقيقك الصغير،  أبلغ تحياتي له، و راسلني أنت و هو،
صديقتكما،
جُمانة..".
..

انتابتني رغبة بالبكاء وأنا أرجع الرسالة إلى الظرف،  سيل جارف من ذكرياتي معها هز وجداني،  مات زوجها! هل حرصت على إخباري بذلك الآن! يا لتلك الفتاة، لا أصدق أنها تذكرنا طوال تلك الفترة، افترقنا منذ ما يربو على العشر سنوات، فيالها من فتاة وفية.
أخرجتُ ورقة لكتابة الرسائل من إحدى الأدراج وبدأتُ بكتابة رد على رسالتها.

..
"مرحبًا،
عزيزتي جُمان،
شلتني الدهشة حينما قرأتُ اسمكِ على الرسالة لأول مرة،  كنتِ صائبة عندما أرسلتِ الرسالة لبريدي الخاص بالمصنع،  حتى أطلع عليها مرغمًا، أنا بخير،  أتمنى أن تكوني بصحة جيدة،  لقد افترقنا منذ عشر سنوات تقريبًا، ولا زلتِ رغم ذلك تذكرينا،  آهٍ لو تعلمين ما حصل بعد رحيلك عنا،  حصل الكثير لو تعلمين، لا زلتُ حانقًا عليك،  تركتينا دون أثرٍ ولا تلميح، حينما كنا في أمس الحاجة إليك،  رغم ذلك لستُ أريد كتابة ما يسؤكِ  في رسالة أظهر فيها خالص شوقي إليكِ.
هلاّ حددتِ لي موعدًا لأقابلكِ، إني في حاجة ماسة لذلك،  لدي الكثير مما أود إخباركِ به،
صديقكِ الوفي،
مروان. ".

أنهيتُ كتابتها وأعدتُ قراءتها عدة مرات، كنتُ أكتبُ بتلقائية واندفاع، دون أن أغلف كلماتي بالمجاملة أو التصنع،  كتبتُ بالطريقة نفسها التي كنت أحدثها بها، عندما كنا معًا، في أجمل حقب حياتي التي عشتها، معها ومع أخي.

طردتُ أفكارًا راودتني حينها، أرفقت عنوانها إلى الرسالة، وما عليّ إلا أن أنتظر ردًا منها بفارغ الصبر.

...

Continue Reading

You'll Also Like

11.8M 926K 70
صرت اهرول واباوع وراي شفت السيارة بدأت تستدير ناحيتي بمجرد ما يجي الضوء عليه انكشف أمامهم نجريت من ايدي وگعت على شخص ردت اصرخ سد حلگي حيل بعدها أجان...
436K 20.1K 32
احبك مو محبه ناس للناس ❤ ولا عشگي مثل باقي اليعشگون✋ احبك من ضمير وگلب واحساس👈💞 واليوم الما اشوفك تعمه العيون👀 وحق من كفل زينب ذاك عباس ✌ اخذ روحي...
1M 66.2K 104
" فرحات عبد الرحمن" شاب يعمل وكيل نيابة ويعاني من مرض اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع مع ارتباط وثيق باضطراب النرجسية مما يجعله ينقاد نحو كل شيء معاك...
14.8K 1.1K 18
ماذا لو ان كل شئ بخير؟ (هذا الكتاب يحوي شخصيات كتاب بِلَا نَسَبْ)