‎ ‎عشق الذئاب (الجزء الاول )...

By EmyAboElghait

2.3M 61.4K 3.4K

جميع حقوق الملكية تخص الكاتبه اسراء على‎ صفحه الفيس بوك باسم :روايات بقلم إسراء علي وقعت فريسة في يد ذئب..لت... More

الفصل الاول
الفصل الثانى
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر ج1
الفصل العاشر ج 2
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرون
الفصل الواحد والعشرون
الفصل الثاني والعشرون
الفصل الثالث والعشرون
#الفصل الرابع والعشرون
الفصل الخامس والعشرون
الفصل السادس والعشرون
الفصل السابع والعشرون
الفصل الثامن والعشرون
الفصل التاسع والعشرون
الفصل الثلاثون
الفصل الواحد والثلاثون
الفصل الثاني والثلاثون
الفصل الثالث والثلاثون
الفصل الرابع والثلاثون
الجزء الثانى

الفصل الخامس والثلاثون والأخير..

67.5K 1.7K 166
By EmyAboElghait

أرى الربيع بعينيكِ اليانعتان كزهرة ييضاء..وأنتِ الربيع..

أرى الصيف في شفاهك الحارة كحرارة النهار..وأنتِ الصيف

أرى الخريف بخصلاتكِ الغجرية المُترامية كسقوط أوراق الشجر..وأنتِ الخريف

أرى الشتاء بجسدك الملتف بالأعاصير والأمطار..وأنتِ الشتاء......

"وأعتزل ما أذاه".....

خرجت عيناه من محجرها إثر الصدمة..إنعقد لسانه..وإنعقدت حواسه..كاد يفقد عقله أو ربما فقده..كذلك حاله وكذلك حال الجميع..ليردف بنبرة غير مُصدقة

-أنتي مش طبيعية..أنتي مريضة ولازم تتعالجي..أختي إزاي

-هتفت بثبات وكأنها لم تفعل شئ : رحمة كانت حامل فـ توأم..ولما ولدت أخدت البنت من غير أما هى تعرف..

-فرد عليها محي بنبرة مشدوه : يعني إيه!!..ورحمة مكانتش تعرف إنها حامل فـ توأم

-أردفت ببرود : زمان مش زي دلوقتي يا محي..هى معرفتش ولا هتعرف..هى أه ممرضة بس أنا كنت متفقة مع الدكتور اللي بتابع معاه..ولما عرفت إنها جابت توأم..أخدت البنت وسبتك أنت

-نظر لها بـ إشمئزاز وقال بنبرة تحقيرية : مش عارف أنتي جنسك إيه..لا يمكن تكوني إنسانة بتحس..حفيدك ورميتها فبير وساخة..وهى..

نظر بـ إستهجان وقال بتهكم

-ما شاء الله إتعلمت..مش عارف أنتي اللي زيك يتقاله إيه!!..أنا ماشي ومش راجع تاني..ميشرفنيش أني أبقى من العيلة دي..خلاص جبت أخري..كتكم القرف..حتى متستهلوش السلام....

أمسك بيد زوجته وسحبها خلفه..نظر لهم جميعاً نظرة أخيرة حزينة..ثم رحل..رحل وبداخله عزم على عدم العودة..رحل عن ذلك القصر وتلك العائلة نهائياً..لم يُرد أن تكون عائلته بعد الآن..فهو الشخص الذي ينطبق عليه "رحل ولم يعد".....

*******

بعد شهر......

وقف أحمد ورائف أمام وكيل النيابة وبدآ في سرد جميع ما حدث ليقول الأخير

-أمضوا على أقوالكم هنا..

مد يده بأوراق فأخذها رائف وخط بيده توقعيه وكذلك أحمد..فأردف الأخير قائلاً

-لازم نختفي بعدها

-فسأله وكيل النيابة بتهكم : إيه خايف!!

-نظر له أحمد بغضب وقدإحتقنت عيناه..ثم أرد بغيظ : مش عليا..ع مراتي يا باشا..

نظر له نظرة بلا معنى ثم أكمل ما بدأه..حل الصمت دقائق ثم بعدها تشدق بجدية

-تقدروا تتفضلوا..و وقت المداهمة تقدروا تسافروا..

-تحدث رائف بجدية : الموضوع مش سهل يا حضرة الوكيل..

-نظر له وكيل النيابة بـ إهتمام : كمل يا رائف بيه

-أكمل حديثه : المنظمة دي منظمة عالمية..مش مصر بس..لأ دول كتير يعني حضرتك محتاج معاونة الإنتربول..و الـ FBI

وأجهزة المخابرات..وأنظمة كتير

صُدم وكيل النيابة كثيراً مما قاله..فقد ظن أن الأمر لا يتعدى حدود مصر..فقال بدهشة

-إزاي يعني يا رائف باشا!!..كدا هنحتاج وقت أكبر..وأنتو هتحتاجوا تبعدوا فترة....

-تمام..

نهض رائف وتبعه أحمد الذي تشدق قائلاً

-تمام يا باشا..إحنا كدا عملنا اللي علينا..

نهض هو الأخر وصافحهما..ثم قال بجدية

-تقدروا تتفضلوا..وشكراً لتعاونكوا..إسمكوا مش هيتذكر..بس هنحتاج لتحقيقات

-إبتسم رائف مُجاملة وقال : تمام..بعد أذن حضرتك..

ثم إنصرفا..وقف أحمد أمام المخفر..وتحدث مع رائف بجدية

-كدا عملنا اللي علينا..أتكل أنا..

-إبتسم رائف وقال : شكراً يا أحمد..لولا مُساعدتك كُنا إتعذبنا عما وصلنا للمعلومات دي

-حك مُؤخرة عُنقه وقال بهدوء : عشان أصلح نفسي وحياتي

-ربت رائف على كتفه وقال : ربنا يصلح حالك...

-يارب..أنا ماشي عشان الست سوزي والبيه اللي مغلبني شهر دا

-قال بعدم تصديق : إيه دا سوزي حامل!!..

-إبتسم قائلاً : أيوة يا رائف..مع إني خايف عشان السن واللي حصل دا أصلاً معجزة..بس هى اصرت أنها تحتفظ به..

-تحدث بصدق : ربنا يجيبه بالسلامة يا أحمد

-إبتسم بسعادة : الله يسلم عمرك....

ثم إنصرف كِلا منهما إلى طريقه الخاص....

******

جلست إسراء أمام التلفاز تنتظر عودة رائف..لتجد جرس المنزل يدق..نهضت وتحركت ناحية الباب..إرتدت حجابها المُلقى بـ إهمال جانب الباب..ثم فتحته لتتفاجأ بالزائرين..إستدركت وعيها وقالت بترحيب

-إتفضلوا..

دلف كُلا من رحمة ومحي..ثم جلسا على الأريكة..جلست إسراء بجانبهم..وبدى عليها التوتر جلياً..لتقول بـ إبتسامة مُرتبكة..

-تشربوا إيه؟..

-تشدقت رحمة قائلة : ولا أي حاجة..إحنا جايين نتكلم معاكي قبل ما رائف يجي..

-بدى عليها الأهتمام وقالت : طبعاً..إتفضلوا..

-تحدث أحمد بجدية وملاحمة مشدودة : طبعاً بعد اللي حصل من شهر..واللي رائف عمله وخد عاطل مع باطل..وقطع أخباره معانا حتى طارق معتش بيقولنا حاجة..فـ جيت أقولك كلمتين وأتمنى تفهميني..

طالعته بنظرات ضيقة..ثم قالت بحرج

-لو حاجة فـ إيدي هعملها..غير كدا صدقني مش هقدر..أنا طول الشهر بحاول معاه وهو..آآ..

قاطعها محي بسرعة..قائلاً

-وأنا مش هطلب منك حاجة كبيرة..رائف إبني وأنا عارفه..عشان كدا مش هضغط عليكي بحاجة فوق طاقتك..

-أخذت نفس ثم زفرته سريعاً وقالت بهدوء نسبي : مع حضرتك..

-ضغط محي على كفيه وقال بتنهيدة : رائف إبني كاره يسمع مني أي حاجة..خد ذنبي بذنب سعاد هانم..لكن أنا حكيت لرحمة كل حاجة..

-تساءلت بـ إهتمام : حاجة إيه!!..

-أكمل حديثه بهدوء : رائف سمع نص الحقيقة..هو مش كاره رحمة أو مش عاوزها فـ حياته..هو مش مستوعب بس اللي حصله..هو كارهني أنا عشان مفكر إني سبت جدته تأذيه بالشكل دا..

نظرت له إسراء بأسى..وكذلك رحمة التي تحولت عيناها إلى حزن عميق..ولاحظت العبرات المُتراقصة في أهدابها..بينما أكمل محي حديثه...

-أنا كان عندي سرطان فـ الدم وكنت مسافر أتعالج فـ الفترة اللي حصل فيها اللي حصل........

*****

وصل رائف إلى شركته ثم صعد إلى مكتبه..توقف أمام مكتب سكرتيرته التي نهضت بـ إحترام لمديرها..فقال الأخير بصرامة..

-كلمي نادر وعماد وطارق يجوا مكتبي..وإعملي بعد ساعتين إجتماع لكل الموظفين..

-ردت عليه بعمليه : حاضر يا فندم..حاجة تانية يا فندم!!

-رد بـ إقتضاب : لأ..

تركها تقوم بما أمر به ثم توجه إلى مكتبه..جلس على مقعده..أراح ظهره ثم وضع يده أسفل رأسه..وهو يتذكر كل ما مر به من أحداث..سيئة..جيدة..حزينة..سعيدة..كل ما مر به..عُرض أمام عينيه كشريط سنمائي..لا يزال يتذكر تاريخ لقاءه بالفاتنة الصغيرة..كان الربيع..كان أسعد ربيع مر به..وما أن تذكر براءتها حتى إبتسم بعذوبة..وقال مُحدث نفسه بهيام..

-لسه فاكر أول مرة شوفتك كأنها إمبارح..إتغيرت الدنيا وإتغير الزمن..لكنك فضلتي زي ما أنتي..أنا إتغيرت..لكن مشاعري متغيرتش..حبيتك وإنتي طفلة..وعشقتك وإنتي صبية...

قطع إسترسال أفكاره صوت طرق خفيف على الباب..ليتنحنح قائلاً

-أحم..أدخل..

ثوان ودلفت السكرتيرة..التي تحدثت بهدوء وعملية

-مستر نادر ومستر عماد بره..ومستر طارق بيقول لحضرتك خمس دقايق وجاي..

-أشار بيده لها بعملية ثم قال : إتفضلي ناديلي نادر وعماد..ولما طارق يجي دخليه ع طول..

-أماءت برأسها وقالت : تمام يا فندم..

خرجت..ليدلف بعدها نادر وعماد والإبتسامة مُرتسمة على وجههما..ليقول رائف بمرح

-مبروك يا نادر..دخلت القفص برجليك

-جلس نادر أمامه وهو يضحك..ثم تحدث : ياعم أحلى قفص مش كتبت كتابي ع اللي بحبها هو أنا اللي هقولك

-جلس أمامه عماد والذي تشدق بمرح قائلاً : بكرة تندم

-حدثه نادر بنزق : ملكش دعوة إطلع منها أنت..

-أشاح بيده وقال : يا سيدي طلعت أهو

قاطع رائف شجارهما..ثم حدثهما بعملية

-خلاص..المهم الفرع اللي فـ بريطانيا خلاص خلص ناقص الإفتتاح..

-هز عماد رأسه وقال بجدية : فعلاً..ولازم حد فينا يحضر الإفتتاح..

-نادر : طب مين

-أنا..

نظر له كُلاً من نادر وعماد بزهول..ثم حدقا به لبرهة حتى يستوعبا ما قاله الآن..ليُكمل رائف موضحاً

-أنا خلاص بقيت قرفان من هنا ومن أي حاجة تفكرني باللي حصل..عشان كدا أنا هستلم إدارة الفرع اللي برة مصر وآآآ...

قاطع حديثهم دلوف طارق الذي تحدث بـ إعتذار

-معلش يا رائف كنت بخلص شوية شغل

أماء رائف برأسه مُتفهماً..ثم أشار بيده لكي يجلس..فجلس طارق..وأكمل شقيقه الحديث

-كنا بنقول إيه!!...أه..أنا اللي هستلم إدارة الفرع اللي بره مصر وطارق هيمسك مكاني

قام طارق ببصق الماء الذي كان يرتشفه مُنذ قليل..ثم سعل عدة مرات وقال بذهول وعدم تصديق

-أنا؟!!

-رد عليه رائف بسخرية : وفيه حد تاني طارق غيرك

-تحدث طارق بتردد : بس..آآآ...

-قاطعه رائف بصرامة : مفيش بس شغلك كويس وأنا مُعجب بيه يا طارق عشان كدا أقدر أسلمك مكاني وأنا مطمن

-طب وأنت!!

-نادر : يا بني ما هو لسه قايلك إنه هيدير فرع إنجلترا

-فرد طارق بـ إستنكار : طب وليه أنا!!..عندك عماد ونادر هما أولى..غير أنهم خبرة أكتر مني

-ليقول عماد بـ إعتراض : لا يا عم..أنا مش هبقى مسئول عن صرح كبير بالشكل دا..

-أضاف نادر : ولا أنا..حلال عليك

-فهتف طارق بضيق : كلكم إتفقتوا عليا..خلاص نقول مبروك..

-هتف الجميع : مبروك..

ثم قضى ما تبقى من الوقت يتسامرون..ويلقون نوادرهم..وتذكر أيام ماضيهم..ولكن رائف كان عقله مُنشغل بتلك الطفلة التي سيأخذها بعيداً عن عالمها.......

*****

سمعت إسراء ما تبقى من حديث محي و ما وصاها به..فختم كلامه قائلاً

-خدي بالك من رائف..وخليكي جمبه..هو بيحبك وأنا شفت دا..أسف إني ساعدت إني أبعدك عن رائف

-إبتسمت بحنان وقالت : رائف فـ قلبي قبل عنيا..وأنا كل فترة هبعتلكوا أخبارنا..متقلقش يا عمو محي

إبتسم الأخير بسعادة..بينما بادلتها رحمة إبتسامتهت بدموع..أعطى محي البطاقة الخاصة به قائلاً

-دا الكارت بتاعي..فيه أرقامي عشان تعرفي تكلميني..

-أخذته وقالت : تمام..

نهض محي وتبعته رحمة التي قالت

-مش هوصيكي يا حبيبتي..خدي بالك من نفسك و جوزك..هو بيموت فيكي..وحنني قلبه عليا

قالت الأخيرة بحزن..فربت محي على كتفها..وقال لها مُواسياً

-متخافيش يا رحمة..مرات إبنك قدها..مش كدا!!

-إبتسمت بمرح وقالت : كدا ونص..وأنا مبسوطة إنكوا أخيراً بقيتوا لبعض..

نظر محي إلى رحمة..نظرات عاشقة لم تفقد بريقها..ثم تشدق بهدوء

-شكراً يا بنتي..ربنا يصلح حالكوا..نمشي إحنا بقى

-قالت بعبوس : ليه بس!!..لسه بدري

-ليقول برفض : لأ معلش يا بنتي إحنا إتنين عواجيز ومنقدرش نبقى بره البيت أكتر من كدا

-لتقول رحمة بضيق مصطنع : إتكلم عن نفسك..أنا لسه فـ عز شبابي

ضحك الجميع..وخاصاً إسراء التي رأت معنى السعادة والحب في عينهما والذي أكد لها أم شُعلة الحب الصادق يصُعب إطفاءه.......

******

وصل أحمد منزله وصعد ليجد سوزي تنتظره وهى تقضم أظافرها قليقاً..لتركض سريعاً ما أن رأته يدلف..وتساءلت بلهفة..

-عملتوا إيه!!

-ضحك أحمد وقال : طب أستريح طيب

أمسكت يده ثم سحبته خلفها..وأجلسته على الأريكة..وجلست بجانبه..ثم تحدثت بنفاذ صبر

-هااا!..عملتوا إيه

حك جبهته ثم روى لها ما حدث..لترتخي معالهما نوعاً ما ثم قالت بـ أريحية

-يعني رائف طلع ذكي وطلب حصانة ليكوا مُقابل المعلومات دي..

-أماء برأسه بقوة وقال : فعلاً..وهما مكدبوش خبر..رائف حد معروف وله وزنه..وبعدين المعلومات دي خطيرة..مكنوش هيوصلوا ليها فـ أحلامهم..عشان كدا رائف إتصرف صح..

-فسألته بجدية : طب والتهم!!

-أجابها بهدوء : كلها سقطت من علينا..مقابل برضو نص المعلومات التاني..يعني كلنا زي ما بيقولو..طلعنا منها زي الشعرة من العجينة..غلطنا أه بس فوقنا وقررنا نصلح غلطنا

إحتضن سوزي زوجها..ثم قالت بـ تردد

-ندمان!!

-أحاطها في عناق ساحق وقال : أبداً..بالعكس دي بداية جديدة لينا يا حبيبتي..ونضف حيانتا ونبدأ على بياض..وننسى اللي فات وكأنه لم يكن أصلاً..

تطلعت به بأعين دامعة ثم أخفت رأسها في صدره وقالت بنبرة عاشقة

-بعشك يا أبو العيال

-قبل رأسها ثم قال بحب : وأنا بحبك يا أم العيال..مع إنه واحد بس..بس يلا مش مهم..

وكزته بخفة في صدره..ليضحك بصوته..وهو يحمد الله بداخله أنه لم يقع فريسة إنتقام وأصبح مُنتقم..بل أصبح شيطان..ولكن إرادة الله فوق الجميع..قُدر له تلك الحياخ وتلك الزوجة..ليسعد بهما ولا يتمنى سوى أن يطيل بعمرهما......

*******

وصل رائف منزله..ويبدو عليه الإنهاك..ليجد زوجته قد أعدت له ما لذ وطاب من الطعام..خرجت من المطبخ..لتتفاجأ به يقف أمامها..فسألته

-جيت أمتى!!

أقترب منها ثم إحتضن خصرها وقبل وجنتها قائلاً

-لسه جاي دلوقتي..وأنا واقع من الجوع الصراحة

ردت له القُبلة بـ أخرى أكثر عُمقاً..لتقول بمرح

-حماتك بتحبك..يلا غير هدومك وأغسل إيدك وتعالى..

-إبتسم بهدوء وقال : أوك..

ثم طبع قُبلة خفيفة على شفاها ودلف يُبدل ملابسه..بينما هى ضحكت بخقة..ومن ثم أكملت ما تفعله...دقائق ودلف ليجدها تقف أمام القطعة الرخامية..وتقوم بتقطيع الخضراوات..إحتضن خصرها وإستند بذقنه

بذقنه على منكبها..وتحدث بهمس..

-بتعملي إيه!!

-إبتسمت بهدوء ثم قالت : بعمل سلطة

-ليقول هو بشهقة : وهى السلطة بتتعمل كدا!!

عقدت ما بين حاجبيها وتساءلت : أومال إزاى

لثم عنقها بقُبلة مُشتاقة..ثم أمسك يدها الممسكة بالسكين..وبدأ في إعادة ا-

التقطيع..ليقول بهمس ساحر

-بتتعمل كدا يا روحي

-نظرت له بطرف عيناها لتقول بمزاح : والله أنت اللي بتحب قلة الأدب يا روحي..

قهقه رائف بشدة..على كلمات زوجته..صغيرته ذات الجدائل والتي زرعت فوق وجنته قُبلة وهى طفلة لا تعلم أنه يستطيع أن يشعر بها حتى الآن..وليقول في نفسه"أن أول قُبلة بين العاشقين..لا يستطيع أحدهما نسيانها.."..ولكنها نست..ولكنه لم ينسى..يشعر بشفتيها التي حاصرت وجنته..لتضع قُبلة طفولية..ذات طابع برئ..فاق من شروده على صوت زوجته التي قالت بمزاح

-روحت فين يا سطى..يلا خلصت السلطلة

-نظر لها بحب وقال : يلا عشان أأكلك..

أخذ صحن السلطة من يدها ثم إتجه بها إلى الخارج..جلس ثم أجلسها على فخذه لتقول بعبوس زائف

-إيه دا!!..أوعى يا رائف عشان أعرف أكل

-غمزها بطرف عينه قائلاً : ملكيش دعوة أنا هأكلك..

كبل يدها وبدأ في إطعامها..وهى تتناول ما بيده بسعادة..أنهت طعامها لتقول بمرح

-أنا خلصت..دوري بقى

قبل وجنتها بحب ..ثم قال بـإبتسامةعاشقة..

-دورك يا حبي

وبدأت في إطعامه..أطعتمه وكأنه طفلها الصغير..يضحك..ويتدلل وكأنه لا يُريد الطعام..يتدلل ليحصل على قُبلة مقابل إطعامه..وهى تُحقق مُبتغاه بصدر رحب..أراد مُشاكستها..ليقوم بعض أصابعها..لتقول بضيق

-حرام عليك..صوابعي

-ضحك بمرح..ثم قال : مش بيقولوا..الأكل حلو وعشان كدا هتاكل صوابعك وراها

-ظلت تنفخ في أصابعها قائلة بضيق طفولي : أيوة صوابعك أنت مش صوابعي أنا

-وإيه الفرق؟..صوابعي هى صوابعك

-ضيقت عيناها ثم قالت بضجر : لأ..أنا مش مستغنية عن صوابعي..كُل صوابعك أنت

-أردف بمزاح : هاااه..سبنا الأكل و مسكنا فـ الصوابع

ضحكت بخفة..ليحدق بها بهيام عاشق..سكتت لتتطلع بزرقاوتيه..إبتسمت بخجل وقالت بخفوت

-بتبصلي كدا ليه!!

-أجابها بصدق : عشان مش مصدق نفسي

حاوطت عنقه..ثم زرعت قُبلة فوق جبينه وقالت بهدوء

-ليه!!

-حاوط خصرها قائلاً : عشان أنتي لسه جمبي..لسه فـ حضني..يمكن

مبتحبنيش زي ما أنا بحبك..بس كفاية عليا تبقي جمبي

-إبتسمت بعذوبة وقالت بهمس : وأنا هفضل جمبك..

-نظر لها بـ إمتنان ثم قال بتوجس خفيف : لو طلبت منك طلب توافقي!!

نظرت له بقوة علها تستشف سبب توجسه..ولكنها فشلت..زفرت بيأس وقالت بقلة حيلة

-حاولت أفهك لوحدي..بس معرفتش..المهم قول

-إبتسم ثم قال بجدية : أنا هفتح فرع جديد لشركتي فـ بريطانيا..وأنا..يعني..اللي هديرها..فـ..آآ..

وضع يده خلف رقبته ولم يستطع إكمال جملته..إبتسمت هي بخفة وقالت

-وعايزنا نسافر..صح!!

-نظر لها بتوتر وقال بتردد : حاجة زي كدا..

-سألته مباشراً : ليه!!..ممكن تخلي أي حد تاني بدالك

-تنهد بحزن وقال بأسى : صدقيني قرفان من هنا..ومنهم..مبقتش عاوز أعيش فـ حتة هما فيها..تعبت من هنا ومشاكل هنا..عاوز أبدأ بعيد عنهم..عاوز أبدأ معاكي من جديد..فـ مكان مفهوش غير أنا وأنتي وبس..مش عاوز مكان يكون فيه ماضي يعذبنا..خلينا بعيد أحسن...

أنهى كلماته وحدقتيه مُسلطة على تعابير وجهها الجامدة..وكذلك ملامحها الخالية..نظرت بقوة له..وإنتظرت دقائق..ظن خلالها أنها سترفض..إلا أنها قالت له وعلى وجهها إبتسامة عذبة

-موافقة..

-هتف بعدم تصديق : بجد موافقة!!

-أماءت برأسها وهى لا تزال مُحتفظة بـ إبتسامتها..ثم قالت : أنا قولتلك إني هفضل جمبك ومش هسيبك..كمان هبقى معاك فـ أي مكان..

إحتضنها بقوة..وهو لا يُصدق بأنها ستترك عالمها الصغير لأجله..إبتعد..لتعود وتجذب رأسه ضامة إياها إلى صدرها..وظلت تعبث بخصلات البنية..وهى تحدث نفسها

-هخليك تنسى الماضي يا رائف..وهخليك تسامح عيلتك..هخليك بني أدم تاني..غير رائف اللي عرفته..لازم تعرف إني مش هسيبك..أنا بحبك يا رائف وهغيرك للأحسن.......

******

بعد مرور ستة أشهر...

وقفت في شرفتها بثوبها الأبيض..ذو الورود الحمراء..تماماً كما قابلها أول مرة..طلبه خصيصاً لها..وكأنه هو ذات الثوب..وكأنها ذات الفتاه..تأملت ذاك المشهد الساحر أمامها..تلك المدينة الرائعة التي تجمع ما بين ثقافة القرن التاسع عشر مع حداثة العصر..النهر الذي أمامها..والمقاهي العصرية والأثرية المُنتشرة على حواف النهر..الفن المُترامي في معالم المدينة..وصوت المسرح الذي يصل إليها..تلك هى مدينة "غلاسكو"..إحدى المدن الشهيرة في الدولة البريطانية....

دلف هو ليجدها تقف بالشرفة..وشاردة الذهن..خلع عنه سترته..ثم ألقاها بـ إهمال على إحدى المقاعد..وتوجه ناحيتها..حاوط خصرها..وقال بحب

-وحشتيني

إستندت برأسها على صدره وقالت بخفوت

-وأنت كمان

-ملس على بطنها الكبير وقال بمرح : والباشا الصغير عامل إيه!!..أوعى يكون تاعب مامته..

فبعد وصولهما إلى برطانيا إكتشفا الحمل..والذي كانت بمثابة طوق النجاة بالنسبة لرائف..الذي إستقبل الخبر بصرخة..وهتافه بسعادة دون ربط الكلمات بين بعضها..بكى فرحاً..وظل يبكي كالأطفال وهو يحتضن زوجته التي راقبته بحنان....

وضعت يدها على اليده المحيطة بها..ثم قالت بمُشاغبة

-لأ هو محترم..مش زي ناس

-قهقه رائف ثم قال بخبث : بكرة لما يجي هعلمه

-نهرته بحدة مصطنعة : لأ..سيب الواد فـ حاله ملكش دعوة بيه..

عاود الضحك من جديد..أدارها له ليقول بمكر

-ليه دا حتى قلة الأدب حلوة

-حدثته بغضب : راااائف..

-قال مُهدئاً : طيب..طيب..متتعصبيش..

نظرت له بـ إنتصار وقالت بمرح

-شطور يا روحي..سكتت ثم تحدثت بتساؤل....صحيح هنسميه إيه؟!..

مال عليها ليلتقط شفاها في عناق حار..بث فيها أشواقه..كما إعتاد مُنذ أن سافرا...يعود بعد يوم شاق من العمل..ليحصل على مُكافأة..وهى عناق شفاه ساحق..إبتعد عنها ثم حدق بها بقوة وحب..

-هسميه غيث..

-عقدت ما بين حاجبيها وتساءلت : ليه!!

-أجابها بهيام : عشان غيث يعني مطر..والمطر يعني خير..والخير دا مشفتوش إلا لما دخلتوا حياتي..أنتي الأول جيتي..وعملتي مني بني أدم..وهو جه عشان يعمل مني أب وراجل..حياتي من غيركوا مفيهاش خير..وملهاش معنى..

حاوطت عنقه وضمته لها بقوة..دفنت رأسها بعنقه قائلة بسعادة

-بحبك يا رائف..ربنا ميحرمنيش منك

-بادلها العناق ثم قال بحب وصدق : وأنا بعشقك يا زهرتي

أبعدها عنه ليجدها ترتدي ذلك الثوب الذي طلب تصميمه لها ليقول بـ إبتسامة عذبة..

-زي أول مرة شوفتك..طفلة بريئة..نفس الفستان اللي هلكني..ونفس الإبتسامة اللي سحرتني..لسه فاكر أول مرة شوفتك كأنها إمبارح..لسه فاكره بتفاصيله حتة حتة..لسة فاكر لما قولتلك "أربطلك الصندل!!"..وأنتي وافقتي..مينفعش أنسى صدفة زي دي صدفة خلتني عاشقك لنخاع...

-بادلته الحديث وهى تبتسم بسعادة : لسه حنين عليا زي ما أنت..منستش رأفت صاحبي..منستش أول صورة خدناها..بنفس الفستان..رأفت وزهرة حكاية هتستمر طول ما إحنا جمب بعض..وبنحب بعض..أنا هفضل سندك وجمبك..لما تقع تتسند عليا..محبتش غيرك..ولا هحب..أنت زي روحي ومحدش بيقدر يعيش من غير روحه...

أدمعت عيناه من فرط سعادته..أمسك يدها ولثمها بحب..ثم وقف بجانبها دون نبس كلمة..وشاهدا الغروب..وقرص الجوناء الذي يغرق ببطئ في المياه..كما هو حاله يغرق بها ببطئ في بحور عشقها..شابك أصابعها بـ أصابعه بقوة..فأمالت برأسها على كتفه..فرمى برأسه على رأسها..وبيدها الأخرى تُملس على بطنها..وإبتسامة عاشقة إرتسمت على وجهيهما.........

"إعتزل ما أذاه..ومارس ما يهواه"

تمت بحمد الله

Continue Reading

You'll Also Like

1M 19.2K 59
نتحدث هنا يا سادة عن ملحمة أمبراطورية المغازي تلك العائلة العريقة" الذي يدير اعمالها الحفيد الأكبر «جبران المغازي» المعروف بقساوة القلب وصلابة العقل...
253K 14.9K 30
"جمعها القدر به بعد أن عصِفت بها الحياة حيث كانت تُواجهها بمفردها، رأت به ومعه ما لم تراه بحياتها من قبل، قسوة وحنان، حبٍ وكره، لم تفهم ما الذي يُريد...
901K 18.4K 56
أسرتني عَينيها العسليتين مُنذ اللقاء الأول ، لِقاء ليس في الحُسبان ! وشخصيتها ليست كأي شخصية قُوتها ، حَنانُها ، حُزنَها ، ضَعفُها ، بُكَاءُها ، ضِح...
1.2M 38.9K 30
the original story ........الرواية الأصلية 𝑩𝑬 𝑴𝑰𝑵𝑬 / 𝟐𝟐𝟎𝟏 عندما تقوم بيرلا بزيارة ألمانيا كرحلة للترفيه والمتعة تجد نفسها عالقة مع رجل...