بدايةً حابة اقول ان مافي بطل معيّن بهذا الكتاب، وكل بارت يختلف عن الثاني من حيث القصة انا اكتب بارتات قصيرة وكل بارت عن مرض نفسي معيّن اوضّح فيه شيء من اعراض المرض .. استمتعوا:
دَلَفَ لِمَنْزِلِ صَدِيقَهُ الحَمِيمُ مُتَلَهّفًا لِرُؤيَتِهِ بَعْدَ انْقِطَاعِهِ عَنْهُ لِمُدّةٍ طَوِيلة دَامت لِسنة وَنِصْف؛ بِسبب ذَهَابِه لِلخَارِج للعِلاج، تَوَقّفَ أمَامَ مَنْزل الآخر وابْتِسَامته تَكادُ أن تشُقّ وجهه.
دقّ الباب مرّة.. مرتان.. ثلاثة، لكِن لا رد...
هُوَ اكتَشَفَ نِهايةً؛ أنّ كُلّ ما كَان يَظُنّه عن نفسِه خَاطِئ؛ هُوَ بِالأساسِ لَمْ يَكُ صَدِيقَ المَنْشود بَلْ ذَاك كَان مُتَنَمّرَه وَكَانَ الآخر يَستمِع لِطرق البابِ لَكِن لَم يرِد فتحه لأنّ الطّارِق عُرِفَ بأنه مختلٌ عقليّ ، وَهُوَ لَم يَكُ مُسافِرًا للخَارج لِتلقّي العِلاج؛ بَل كَان فِي إحدى المصحّاتِ النّفسيّة في المَدينة نَفسِها تَحدِيدًا قِسم الهَلوَسَة.. هَرَبَ مِن هُناكَ نَحوَ منزِل من يظنّ بأنه صدِيقَه بِلباسِهِ الأزرق الخاصّ بالمرضى كالمَجنون مع ابتسامتِه البلهاء،
فور تبليغ المصحّة عن اختفاء احد المرضى، حتى وجدوا الشرطة مكَانه ثمّ امسَكوا بِهِ وهُوَ يَضحك مع دموعِه الهابِطة غَير مُبالي بالذِي يَحدُث.
رَمَوه فِي احد الغُرف وبدأوا بِصعقِه بالصّاعِق الكهربائي اكثر مِن مرّة بِلا رحمة.. غَير مُبالين بمدى شعورِه بالألم.
هوَ يُعَانِي، يُعاني وبشدّة.