روجز

٦

شعرت بالقوة السحرية التي كانت تحيط بنا ، ما يشبه الجدار العازل ، لابد ان اريور هو من وضعه لمنع تطفل البشر ، الخمس ذئاب الان تبقي منهم اثنين فقط و بالكاد كانو يقفون علي قوائمهم ، اريور لم يتحرك من بقعته التي كان يقف بها من بداية المعركة ، هم من اندفعو نحوه ، و هو لم يتكبد الكثير للقضاء عليهم ، فقط يده اليمني التي كان يشد بها عناقهم قبل ان يلقي بهم

الان جميعهم كان مرمي علي الارض فاقدين للحياة بشكلهم البشري ، و تلك العلامة كانت ظاهرة بوضوح اعلي كتف كل منهم ؛ رسم صغير اعلي الكتف لذئب فرائه احمر يتداخل به القليل من الاسود ، وانا اعلم تماما كما يعلم اريور ماذا تعني تلك العلامة ، الفا الروجز المؤسس !...

انتبهت الي نظرات اريور و الذي يبدو انه كان ينظر لي منذ مدة ، توقفت صامتة انظر اليه ، اشار بعينيه الي يدي ، و لكن انا حقا لم افهم الي ان اعاد الحركة مجددا مع رفعه لحواجبه و اخيرا تنبهت الي يده التي كانت ممدودة ، هو كان يشير الي قميصه الذي كنت متشبثة به داخل قبضتي

لا اعلم بما شعرت و لكن احسست بخداي و هما يشتعلان قبل ان احرك رأسي بعشوائية و انا القي له بالقميص ، لكن لم استطع منع نفسي من اختلاس النظر و مراقبته و هو يرتدي قميصه بسرعة مع عضلاته التي تتحرك بخفة ، كنت مأخوذة تماما به في هذه اللحظة ، الا ان اقترب مني و مد يده مجددا ، ماذا يقصد هذه المرة ، هل يقصد ان امسكها

حاولت استعادة القليل من رباطة جأشي و تحركت بعيداً عنه متجاهلة ليده الممدودة ، و لكن لم اكد لابتعد ثلاثة خطوات ، الا وان شعرت بيده القوية تحيط بخصري و يده الأخرى اطبقت علي يدي ، و بهدوء سمعت همسه " لا تعصيني " صوته كان غامضاً و يده اعتصرت يدي بقوة ، لم اصدر حتي صوت تألم صغير علي ذلك مع انني شعرت بعظام اصابعي تصدر صوتاً

اريور لم ينظر لي ، بل خفف فقط من قبضته ، و امسك بكفي بقليل من الرقة ، لا استطع ان اقول انها رقة حقا مع اصابعي يدي المتألمة ، و لكن هو تحرك الي ان خرجنا من الحديقة ، هو صمت و انا كذلك ، اعتقد ان هذا شئ قد حدث كثيرا بيننا ، الصمت !

تجولنا ما يقارب الساعة في المدينة و اريور لا زال لم يفلت يدي ، المدينة لم يكن بها ما يجذب ، لأنني كنت قد اتيت كثيرا الي هنا في بعض مهماتي ، اريور توقف فجاءة و توقفت بجانبه انظر اليه ، كان ينظر الي الارض امامه بتركيز ، و لكنه فجاءة عاد للتحرك ، الي ان توقفنا داخل احد الازقة مجددا

البوابة فتحت عندما هو وضع يده علي الحائط الرمادي ، و عبرنا منها الي الغابة مجددا ، هذه لم تكن البقعة التي كنا بها سابقاً ، و لكن من مكاني هنا الساحة الرملية كانت واضحة لي ، هو تحرك مبتعداً عنها وانا خلفه ، الي ان توقف امام منزل خشبي ، كان مجرد غرفة واحدة و بابها لم يكن مفتوحاً كفاية ليكشف ما بداخلها ، و روبرت الضخم كان يغطي معظم الباب تقريبا

اريور ترك يدي و اقترب منه ، روبرت كان يتحدث بهمس حتي مع قدرتي لم استطع سماعه ! ، و اريور كان يبادله بنفس الهمس ، كنت اقف ما يقارب الربع ساعة بانتظاره ، الي ان ابتعد عنه و اقترب مني ، اعاد امساك يدي و التفت مبتعدا بي ، القيت نظرة اخيرة علي روبرت الذي دخل الي الغرفة و اغلق الباب ، قبل ان اعود بنظري الي الامام

تعمقنا داخل الغابة و سرنا لبعض الوقت ، الي ان توقفنا مجددا امام منزل كبير من طابق واحد لونه ابيض كان ملفت عن بقية المنازل و التي كانت مصنوعة من الخشب ، دفع اريور بالباب و دخل بعد ان افلت يدي ، التي تمنيت لو انه لم يتركها

اضاءة المكان كانت خافتة و تكاد تكون معدومة ، راقبت اريور و انا اسير خلفه ، وصل الي باب ابيض و قام بفتحه ، المكان داخل الغرفة لم يقل ظلاماً عن الخارج الكثير من الشموع كانت منتشرة علي الارض ، وعلي الطاولة الكبير قرب الحائط

وقع نظري علي الفينيا ، و التي كانت تجلس علي ركبتيها قرب جسد طفل صغير نائم علي الارض ، يديها الممددتان كانت مرتفعة علي بعد من جسده ، شفتيها تتحرك في تمتمات غريبة ، هي تفعل شئ ما بالصبي

استمر الوضع لفترة بعدها ابتعدت و فورا رفعت عينيها لاريور ، كأنها كانت تعلم بوجوده ، رأيتها و هي تبتسم بينما تقترب منه ، اريور تقدم خطوة للأمام واضعاً يديه داخل جيبه ، و من طرف عيني رأيته هو ايضا ابتسم

توقفت الفينيا علي بعد خطوة فقط منه ، شعرها الاشقر كان يلمع مع ضوء الشموع ، بشرتها كانت بيضاء ناصعة تشبه الورقة تشعرك بأنك اذا لمستها ستتمزق ، هي فقط مثالية من الخارج و فائقة الجمال ، و لكنها خبيثة ، و هذا واضح لي ، القيت نظرة الي اريور و الذي كان ينظر لها ، خبثها الذي استشعره لم يكن واضحاً له

هي احنت رأسها قليلا و سريعا رفعته " مرحبا الفا " ابتسامتها اللطيفة التي كانت ترسمها ، بدت مقززة لي ، جعلتني احني رأسي و امد لساني بقرف ، اريور لم يجب و انما اعطي لمحة للخلف من اعلي كتفها ، نظرت الي حيث ينظر

رجلان امسكا بالصبي المستلقي و حملاه نحو الباب الصغير عند الزاوية ، دفعا الباب ليدخلا و يغلق خلفهم ، و بعد دقيقة خرج احد الرجلين و معه طفل اخر ، الطفل كان صامت و محني لرأسه الي ان وصل الي حيث كان الصبي الاخر و استلقي ، الرجل ابتعد الي الخلف و شبك يديه معاً امامه

" ما الاخبار " اريور قال عندما اعاد رأسه الي الفينيا ، " الوضع علي ما يرام ، الفا " ابتسامتها القبيحة تجعلني اتمني ان امزق وجهها الي اشلاء ، و لكن كتمت انفعالاتي و قررت ان اركز علي اريور ، انا كنت خلفه علي بعد مسافة ، و تلك اللفينيا تكاد تلتصق به ، اريور اعطي نظرة لخلفها قبل ان يلتفت و يسير مبتعداً نحو الباب " عمل جيد ، اكملِ " ، هي اومئت بسعادة ، و راقبته الي ان خرج

عندما هي لم تبعد نظرها عن الباب ، انا اطلقت زمجرة لتنبيهها ، و لكنها فقط نظرت لي بحقد ، لم اعطها بالاً اكثر و خرجت لألحق باريور

انتبهت الان الي عدد الاشجار الكثيفة المحيطة بهذا المكان دون غيره ، اريور كان يمشي من غير ان يتأكد اذا كنت خلفه ام لا ، لذلك ركضت نحوه الي توازنت خطواتنا ، كتفي يكاد يلامس كتفه العالي

ما زال يضع يديه داخل جيبه ، كنا نمشي ببطء و بصمت ، الي ان طفح بي الكيل و لم استطع كبح فضولي اكثر ، نظفت حلقي قبل ان اقول بنبرة حاولت جعلها عادية " ما كان ذلك المكان " ، انا كنت اعلم انه لم يجيب و لكن اردت السؤال ، الدهشة احتلت ملامحي و التفت برأسي بقوة اليه " هنا حيث نمد الاطفال بالطاقة "

دهشت تحدثه جعلتني اتشوش و انا اسأل " ماذا ؟ "

" المستذئبين هنا لديهم قوة سحرية ، لديهم سحر ، انهم مختلفين عن باقي جماعة المستذئبين "

هو امال رأسه و نظر الي قبل ان يرفعه و يتابع " منذ الصغر كل فرد من جماعتنا ، يتم ادخال كمية من السحر اليه الي ان يتعود عليه جسمه ، و عندما يتحول يكون قد استطاع التحكم بها ، السحر هي قوة اضافية لنا تميزنا "

اخرجت نفس صغيرة و انا اسأل " هل هذا يعني انكم جميعا في نفس مستوي القوة داخل المجموعة "

" لا " هو اغمض عينيه " علي حسب رتبة المستذئب جسمه يستطيع استيعاب الطاقة ، اي ان من هم اعلي رتبة هم من الذين يستطيع ان يستوعب جسدهم الكثير من الطاقة ، و بالتالي هم الأقوى ، و الالفا دائماً هو الأقوى "

هو يقصد نفسه هو اقوي فرد من جماعته " و لكن اليس الفا الروجز المؤسس ، يستخدم السحر ايضا "

هو تنهد بتعب قبل ان يجيب " هو لديه الكثير من السحرة " و صمت ، لم يتحدث مجددا الي ان وصلنا اخيرا الي المنزل ، شاهدته و هو يصعد السلالم الخشبية ، ذاهباً الي غرفة النوم ، الغرفة الوحيدة الموجودة في الأعلى

وقفت في مكاني الي ان عاد و كان قد غير ملابسه ، كان يعدل كم قميصه عندما اقترب مني و هو يقول " سأخرج قليلاً " ، هو لم يقل لي من قبل انه سيخرج ، هو كان دائما يدخل و يخرج من دون ان يلتفت الي ، لذلك انا صدمت و نظرت له بفم مفتوح ، رأيت ابتسامته عندما ارتفعت يده لتمسك بطرف شفتي لتغلقهم ، ابتسامته عن قرب كانت ساحرة ، و انا كنت قد اخذت بهذه اللحظة الي ان ابتعد فجاءة و خرج و هو يلوح لي ، ما باله ! ، يتصرف بغرابة !

______________________________

اعتذر حقا للتأخير

و اعتذر لان الفصل قصير

الفصل القادم يوم الجمعة

رأيكم بالاحداث ، هل هي مترابطة ، ام مملة و سخيفة

لا تنسو التصويت 🌟🌟🌟