ابتَسِم || KTH

By Lamaful

47.8K 5.7K 2.3K

عن الفتى الذي ظنّ بأن ابتسامةً بإمكانها إخفاء روحه المنكسرة، وأملهِ الضائع.. حتى وإن لم تكن حقيقية. ... More

٠⇜مُقدِمة
١⇜هيَّ
٢⇜ذكريّات
٣⇜فُقدان
٤⇜كاكاو
٥⇜أُمنيّة
٦⇜مُزيّف
٧⇜الحب؟
٨⇜مُغلق
٩⇜مُتعَب
١٠⇜أصدِقاء
١١⇜مسؤوليّة
١٢⇜تفكير
١٣⇜إعجاب
١٤⇜إنفعال
١٥⇜أشواك
١٦⇜استعادة
١٧⇜سَـأخبركِ
١٨⇜ هروب
١٩⇜ظهور
٢٠⇜اعتِراف
٢١⇜حقيقة
٢٢⇜إنفجار!
٢٣⇜مشاعِر
٢٤⇜ إرتباك
٢٥⇜ فقطِ البداية
٢٦⇜فضول
٢٧⇜ متقاربان
٢٨⇜بَحر
٢٩⇜حِكاية
٣٠⇜ظُلمة
٣١⇜غَرابة
٣٣⇜قتيل
٣٤⇜غموض
٣٥⇜أسئِلة
٣٦⇜جُرم؟
٣٧⇜أخيرًا

٣٢⇜بعثَرة

764 115 42
By Lamaful

إنني ممتلئ.
بأشياءٍ لا يجب أن تشغلني

أبالغُ في تفسيرَ أبسط رداتِ الفعل
بينما أتجاهل ما قد يطيحُ بي في الهاوية

أعطي ذرة غبارٍ جلّ إهتمامي..
و أصمّ أذاني عن صوت الإنهيار الذي يندفع نحوي

...

جاءت أمهُ لتزورهُ اليوم
لكنها لم تكن وحيدة..

كان يرافقها رجلٌ فارعُ الطول
بشعرٍ بنيّ ناعمٍ وكثيف، وأعين زرقاء تشعُ بالحكمة

لم يشعر تايهيونغ إتجاهه بشيء في بادئ الأمرِ سوا الإستغرابِ لوجوده مع أمه

"مرحبًا"
همست بها بينما تعتصرهُ في إحضانها
بدت متوترة

"عزيزي، أودّ منك أن تتعرف على السيدِ راڤيرا..."
بدأت بتعريفه للرجلِ الغريب، لكن الأخير قاطعها بلطف
:
"لايزلا، أرجوكِ فقط جون"

كان صوته دافئًا وحنونًا، لكنّ تايهيونغ تغاضى عن ذلك وركّز في الإحمرار الطفيف على وجنتيّ والدته بالإضافةِ إلى ابتسامتها الواسعة التي كانت تبدو..
سعيدة للغاية؟

"نعم صحيح، هذا جون وهو صديقٌ عزيز عليّ
لقد قدم اليومَ لرؤيتك وهو يعملُ على توريدِ الأدويةِ إلى المشفى"
أكملت حديثها وَ تشابكت يدها مع خاصةِ المدعو بِـجون

هنالكَ شيء يحومُ حولهما وهو أكيدٌ من ذلك
لكنه لا يعرفُ ما هوَ بالضبط.

"وما مناسبة الزيارةِ يا سيد ڤيريرا؟"
حدقّ بالرجلِ الواقفِ أمامه، ينتظرُ إجابةً شافية

اتسعت ابتسامةُ جون وقال:
"لقد كانت لايزلا تتحدثُ عنك كثيرًا!
وقد أصابني حماسٌ كبير لمعرِفتك"

ضيّق عيناهُ بِـشك،
لو كان شخصًا طبيعيًا لتمكن من رؤية صدقِ نظراتِ السيدِ ڤيريرا لأمهِ التي تقفُ بجانبه

لكن تايهيونغ لم يرَ سوا شخصٍ يحاولُ سرقةَ شيئٍ غالٍ عليه، فقبضَ على قماشَ ملائته بنفور، يوحي لهُ بأنه لن يسمح بذلك أبدًا

جعلَ الجو المتوترُ مدة الزيارةِ أقصر بكثير
ورغمَ أن أمه انفردت بهِ وأنبأتهُ أن السيد ليس إلا مجردَ صديق... لكنهُ لم يرتح أبدًا

لقد سلبَ المرضُ منهُ الكثير، لكنه لم يسلب قدرته على التنبؤ بما يبدو بأنه قد حصل مسبقًا
لن يكذب ويقولَ بأن لمعان عينيّ أمه لم يرضهِ ولو قليلًا
لكن الخوفُ في داخله كان قد بدأ يتسلل إلى عقله ويسيطرُ عليه

ودعتهُ بعناق، تشبث بها مدةً أطولَ من المعتادِ حيث استخدم جسدهُ في التعبيرِ عن احتياجهِ الفطريّ لها

عندما غادرت، سارعَ بالذهابَ نحو الحديقة يلتمسُ بعضًا من الجو المنعش، أخذ يتأمل المشفى الضخم بطوابِقه الأحد عشر، حين شعرَ بِصوت حاد وخافت يهمس في إذنه
"لن تحس بأي ألم حينما تقفز من هناك"

ارتعدت اوصاله والتفت بسرعة ليرى أماندا تبتسم له وكأنها تشجعه

"لماذا لا تريدين تركي وشأني"
عقد حجاباه بضيق وقد استجمع شجاعته لمواجهتها

"أنا أريد تحقيق رغبتك التي تستمر في اخفاءها فحسب"
حطت أناملها الباردة على وجنته تجبره على مبادلتها التواصل البصري

"أنت لا تفهمين، لديّ أشخاص يهتمون لأمري!
لديّ من يريدني أن أبقى حيًّا!"
قال بينما يستقيم بإنفعال، الشمس الحارقة من فوقهما لا تساعد في تهدئته

"كم سيطول حزنهم عليك؟ شهر؟، سنة؟"
قابلت هيجانه بسخرية، وقفت معه لتقابله بعينيها الفاتحتين
لمست صدره بسبابتها هامسة:
"لكن أنت، أنت ستعاني ولن يحس أحدهم بك
وسينتهي بك الأمر مثلي
لا أحد يستمع لك ولا يهتم لأمرك
مهمتهم فقط هيّ ابقائك حيًّا حتى ولو لم يكن هنالك فائدة من بقائك!"

لم يستطع التماس أي حزنٍ في هيئتها
كانت تشعُ بغضب وَ خيبة

"لكنني أريد التمسك بالأمل ما دام يظل موجودًا
لا يمكنكِ أن ترغميني.."

أشاح ببصره معلنًا إنتهاء الحديث، لكنهُ عاد مستذكرًا شيء أراد سؤالها عنه
"ألم تكونِ محبوسة في الطابقِ الأرضي؟"

هزت كتفيّها بلا مبالاة:
"وعدت طبيبي بإحسان التصرف
كما أن التمثيل من مواهبي"
ابتسمت بجانبية قبل أن تتخطاه قائلة:
"بإمكانك البحث عن إسمي في الانترت
عن أيامِ مجدي!"
أطلقت ضحكة عالية قبل أن ترحل مع ممرضتها التي تتبأط ذراعها

بقيّ تايهيونغ حائرًا
جزء منه يريدُ التحقق مما قالتهُ
والآخر لا يعطي أهميةً لما تفوهت به

يكرهها كثيرًا..
لأنها تحفز جزءًا اعادة احيائه..
يترتب عليها موت جسده

+++

كانت الساعة الواحدة ليلًا 
و يبدو أن الأرق قد سئمَ جاسبر وجاء ليزوره ويجثم على عينيه الجافلتين

سمعَ أزيز هاتفه المستلقي بجانبه، التفت إلى الرقمِ ليرى رقمًا غريبًا غير أنه رقم كوري، عقد حجابيه قبل أن يستقيم ويتجه خارج الغرفة ثم يجيبُ على المتصلِ المجهول

في العادة لم يكن ليحمل نفسه عناء معرفة صاحبِ الرقم لكنه رأى في ذلكَ تضييعًا ممتعًا لوقته الذي صرفه في التحديق في سقف غرفته

"مرحبًا؟"
أجاب بهمس، يده اليسرى في ثقب بنطاله بينما يتخطى الممرضات باحترافيةٍ تامة

"تايهيونغ؟"
جفل لدى سماعه الصوت الأنثوي المألوفَ جدًا
قبضت اصابعه الطويلة حولَ الهاتفِ بِإقتضاب وهمس:
"مالذي تريدينه لانا؟"

"أردت فقط الإطمئنان عليك.."
أجابت بصوتها المتزن المعتاد، ما عدا بعض الإرتجاف الذي لم يستطع تفسيره

أراد صفع نفسه عندما عدل عن قراره في إغلاق الخط
ولأول مرةٍ منذ مدة..استطاع سماع نبضات قلبه تعزف سمفونية مضطربة بين أضلاعه

"أنا حيّ شكرًا لإهتمامك"
تحدث بسخرية بينما يحبسُ نفسه في إحدى غرفِ أدوات التنظيف، وقد تجاهل الكلام المكتوب بخطٍ عريض على الباب والذي ينص على أنها للموظفين فقط
"وداعًا"
همس وكاد أن يغلق بأنامل مرتعشة، لكنها أوفقته بصراخها قائلة:

"انتظر! أرجوك تايهيونغ!"
كان صوتها مستميتًا ومترجيًّا

"مالذي جعلك تتذكرينني بعد كل هذه الفترة؟!"
حاول ابقاء صوته منخفضًا، مع صعوبة ذلك لشدة غضبه

"أنا لم أنسك، لقد حاولت الوصول إليك لكنني لم أستطع حتى اليوم"
تنهد وجلس يستمع لصوتها الذي قد وجده يفيض بالمشاعر بغرابة

"لانا.. أنا فتى مريض،
وربما لن استطيع أن اعود إلى كوريا مرةً أخرى
أرجو أن تتفهمي ذلك"
أضاف بتردد، وقد هدأت نبرته العالية:
"ربما كنتِ على حق...
ربما أن جميع تلكِ المشاعر التي كنت أكنّها لكِ كانت جراء مراهقة طائشة"

"تايهيونغ! هل تظن أنني اتصل بكَ لأتأكد من مشاعرك اتجاهي؟!"
قالت بعدم تصديق
"أنت ستظل مميزًا عندي..
رغم كل شيء"

شعر بدمعةٍ دافئة تشق طريقها نحو خده
لم يدرِ لمَ يبكي
لمَ هذهِ الحساسية الزائدة؟
هل هيّ حنين للحظات معدودة من السعادة..
أم فقط مجردُ فيضٍ عشوائي من المشاعر؟

أصبح الخط صامتًا إلّا من صوت مكتوم يصدر منه جراء محاولاته في إسكات الغصة التي تريد الخروج من حنجرته

"أعلم أنك لست بخير..
وأنا لم أتصل شفقةً بكَ أو شيء من هذا القبيل"

نشق سريعًا ومسح عيناه الرطبتانِ بكمّ منامته المنقطةِ بالأزرق:
"لماذا إذن؟"

"لأنني أؤمن بأن هنالكَ أناسًا لا يجب المرور عليهم مرور الكرام"
تحدثت بإتزان :
"ويصادفُ أنني أعتبرك من هؤلاء الناس"

تنهدت لترتب ما ستقوله، وبدأ هوَ يسمعُ خطوات متزنة تقترب من المكانِ الي يختبئ فيه:
"أنا فقط أتصل لأقولَ لك بأنني لن أنساك
وبأنك ستبقى في ذاكرتي"

هسهس بينما يضيق عيناه بإستغراب:
"لمَ كلُ هذا الكلامِ فجأة؟"

"لأن الكلمات المناسبة خلقت لأن تكون في الأوقات المناسبة"

شعر باستفزاز يجري في عروقه..
من أين لها الحق أن توقظ ما ظنّ أنه في غيبوبةٍ محتمة؟

"تعلمين؟ أنا لا أهتم لانا..
بإمكانكِ رميّ كلماتك المنمقة والحكيمة في الجحيم لأنني أريد أكثر من مجرد كلام
لقد أردت فعلًا منكِ يجعلني أعلم بأن شخصًا في هذه الحياةِ اللعينة يثقُ بي ولا يشكك بكوني جديرًا بثقته!"

بدأ مقبض الباب يتحرك جراء يدٍ ترجه بتكرارٍ في محاولة فتحه من الخارج

اندفعت كلماته سريعًا لضيقِ وقته:
"لقد جرحتني، ولم تفِ بوعدك لي!
أنا أعلم أنني عندما قابلتك لم أكن ذلك الشخص اللامع الذي كان من المفترضِ أن أكونه
أنا أعلم أنني لم أُثر إعجابك بالطريقةِ التي أريدها
وذلك يؤلم كثيرًا"
التقط انفاسه بينما يستقيم :
"لكنني أعملُ على أشياء أخرى الأن..
مشاكلٌ أكبرُ من كوني مرفوضًا من فتاة"

همس 'وداعًا' قبل أن يغلق الهاتف ويستدير ليفتح الباب

"مالذي تفعله هنا؟"
سأل عاملُ النضافة بحاجبيّن معقودين لِيجيب تايهيونغ:
"أحتجت لمكانٍ فيه بعض الخصوصية،
تعلم أن المشفى هنا ممتلئ بالناس من جميعِ الفئات"

ثم تخطاه وقد حشرَ يداه في جيوبه،
شاعرًا بثقل هاتفهِ في إحداهما

استلقى على سريره، ما زال النوم مخاصمًا لعينيه المفتوحتين على مصراعيهما وقد زادهما جحوظًا محادثته معَ هان لانا التي ظنّ بأن علاقتهُ معها كانت مجردَ خطأ ارتكبه

بدا الأمرُ أشبه بشخصٍ يركبُ قاربًا في نهرٍ وقد جرفه التيّارْ ومجدافه ما عاد يمتلك قوةً ضدَ قوةِ الطبيعية

لكنه فجاءةٍ يصطدمُ بصخرةٍ كبيرة لفترة قد تبدو قصيرة لكنها قد سمحت له بأن يهربُ من هذا الواقعِ ويبدأ بترتيب أفكارهِ مرةً أخرى

لا يدري هل تكونَ لانا الصخرةَ التي جعلته يتوقفُ ويستوعبُ ما فعله وما قد يفعله..
أو أن مشاعره التي أكنًها لها قد قلبتها عليه وجعلتها تتحالفُ مع النهرِ في محاولةٍ لإغراقه؟

___________________

تحديث جاء بعد دهر..

-تلاحظون في حياة تايهيونغ الأن ثلاث نساء
أمه ولانا وأماندا
من بتكون المسيطرة عليه في الفصول القادمة؟

-أكثر مقطع عجبكم بالفصل؟

-رأيكم بشكل عام؟

أتمنى جدًا أني أقدر أحدث بأسرع وقت ممكن واشوفكم في فصل آخر بأذن الله💖

Continue Reading

You'll Also Like

40.5K 4.4K 18
غريقتٌ انا بمحيطيهِ ولا منفذٌ منهُ الا لهُ لذا هلَ مدتَ يدكَ لتنتشلني من بين امواجِ حُبكَ؟ بارك ايلي|| كيم تايهيونغ
149K 15.2K 27
و ما كان لطفل القمر يوما أن يحب نجمته . . . الغلاف مهدى من الجميلة و المبدعة: @autmn16winds 22/11/2017
263K 12.3K 50
هيونجين إبن عائلة هوانغ الثالث ،ألفا ورئيس اكبر مافيا بآسيا ذات اصل روسي . مينهو الابن الأول، ألفا ورئيس العائلة الحالي ملياردير ذو مكانة قوية. تشانغ...
90.8K 4K 24
-مَا رأيكِ في أن نتحَدث في مَكتبي على إنفِراد؟ 'لكِنّي طالبتك أستاذ جُيون،ألا تَعتقد أنّ هَذا مُثير للشّكوك؟' -لَن يُلاحِظ أَحد هَذا عَزيزتي،هَذا بَي...