بجانبك

By HendElgammal

197K 7.8K 1.6K

كانت تستلقي وهى تحاول ان تمنع عيونها من ذرف المزيد من الدموع علي شخص لا يستحق حتى دقيقة تفكير .. كانت تشعر ب... More

الفصل الثانى
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع والاخير

الفصل الاول

49.2K 1.1K 121
By HendElgammal

كانت تستلقي وهى تحاول ان  تمنع عيونها من ذرف المزيد من الدموع علي شخص لا يستحق حتى دقيقة تفكير ..

كانت تشعر بالمرارة والخديعة ؛ طوال الاسبوع الماضي لم ينتهى ألمها او يخفت ..

كانت الدموع تلسع جفونها كالسياط وشعرت كأن انياط قلبها تتمزق ..

لكم تشعر بالغباء لكونها وقعت في هوى خائن معدوم الاخلاق و الضمير ..

كيف لم تفطن الي سوء خلقه ورداءة تمثيله ؟!

كيف انخدعت بتلك السهولة والبساطة!!

كيف انطلت عليها الاعيبه التى ساقها اليها طيلة اشهر حتى جعلها توافق بسعادة غامرة عندما تقدم لخطبتها ؟!

كيف كانت تشعر انه لا يوجد بالعالم من تضاهيها سعادة ؟!

كيف اعتقدت انها استكمال رائع لقصص الحب الخالدة ..انها اعادة لكل اساطير الحب التى كانت تسمع عنها او تقرأها ؟!

ولكنها فجأة اكتشفت اى مخادع ماكر كادت ان تتزوج ..

عادت بها الذاكرة الي اول يوم رأته فيه ...كان اول يوم عمل لها..

كان زميلا لها بالمكتب. .
لفت نظرها بأناقته و وسامته ..

و فيما يبدو انها اعجبته ايضا ...و  لم ينتظر هو لحدوث التقارب الطبيعي التدريجى ..

وانما نصب شباكه حولها من اول دقيقة ..

فتبرع ان يكون هو من يعرفها علي نظام العمل وطبيعة عملها والمطلوب منها بالتفصيل .

قدم لها كل ما يعرفه من معلومات بطريقة مرحة تتخللها النكات ..

شعرت بتوهج وجنتيها وهى تشعر بتحديقه في وجهها واعجابه بضحكاتها ..

لم يتوانى عن ان يكيل لها المجاملات والغزل ؛ فيما اعتبرته وقتها دماثة ورقة ..

ولم يكد يمر شهر حتى صارحها بحبه  ولم يكد  يمر الشهر الثانى حتى تقدم لخطبتها ..

لم تكن تصدق انه من الممكن ان يحبها بتلك السرعة ..ولكنها ايضا احبته بذات السرعة ..

كانت تشكر الله انها التقت بنصفها الاخر ..نصفها المثالي والرائع ..ذاك الذى يحبها بقدر ما تحبه ..وربما اكثر ..

كان يحاصرها بحبه ومشاعره وكلماته حتى لم تكن لتشك ان لديه جهد او استعداد ليكون علي علاقة بأخرى ..

ولم يكد يمر ستة اشهر علي خطبتهما حتى تحدد موعد الزفاف ..ذاك الذي كان ليكون اليوم. .

فاليوم كاد ليصبح اجمل ايام حياتها او ..ربما في الواقع اسوءها لا ربب ..

يوم خديعتها ..

عادت ذكرى زيارة زميلتها هيام الغير متوقعه تلح علي ذهنها ..

شعرت ببغض شديد نحو هيام ونحو مصطفي .....بل ونحو الشركة كلها ..

لم تكن تتوقع يوما ان تطرق هيام بابها لأى سبب ..فعلاقتهما كانت سطحية ..

وتكاد تكون معدومة ..

ولكن صبيحة يوم الجمعة الماضية دخلت هيام حياتها ..وغيرتها ..

جاءت هيام في وقت قد يعتبره البعض مبكرا ليوم اجازة ..

كان يبدو علي وجهها التصميم والتردد في نفس الوقت. .

لم تحاول داليا ان تخفي دهشتها من تلك الزيارة الغير متوقعه ..

و عندما تحدثت هيام ..ابدت اسفا واهيا لسوء اختيارها لموعد الزيارة ..ثم عادت وابدت المزيد من الاسف لما سوف تقوله ..

شعرت داليا بتوجس ..وخوف خفي غير مفهوم لما تنوى هيام قوله ..

وكأن بداخل كل منا جهاز تحذير ...ينطلق قبل ان نسمع اخبارا سيئة ..

وبالفعل ..جاءت الاخبار السيئة. ..مدعمة بالادلة والبراهين ..

فأخرجت هيام من حقيبتها ورقة زواج عرفي تضمها ...وتضم مصطفي ..

كان تاريخها لم يتجاوز الثلاثة اشهر ..

تزوج بينما هما في فترة خطبتهما. ..

تزوج بينما هى موجودة بحياته ..

تزوج بينما ينتظران زفافهما !!!

خانها ؟؟!

بالطبع لم تصدق في البداية ...

برغم الورقة والشهود ..

فأبدت هدوءا زائفا  وهى تكذب ما تسمع ..

ولكن هيام ازدادت اصرارا امام تكذيب داليا لها ..

ففيما يبدو ان ما جاءت لتقوله ..لن تخرج قبل ان تطلقه بأكمله ..

فعندما شككت داليا في كلامها وابدت رغبتها في التأكد ..

تركت لها صورة من عقد الزواج ببساطة ..مما اكد ثقتها من اقوالها ..

ثم فجرت قنبلتها الثانية وهى تصرح بكونها حبلي بطفله ...

وانه يرفض الاعتراف بالطفل مصرحا انه بسبيله للزواج ..

وانه في البداية كان يؤكد انه سيفسخ الخطبه مما اقنعها علي الارتباط به ..

اما بعدما حدث حمل ..تغير كلامه ..و اكد علي استمراره في الارتباط بداليا .

ابدت هيام اسفها لما تحمله من اخبار سيئة بينما تؤكد انها لم تقبل ان تراها مخدوعة وارادت ان تنقذها قبل فوات الاوان ..

وبرغم كل الشكوك. .

وكل الادلة رفضت التصديق ..فمن غير المنطقي ان يكون بارعا الي هذا الحد في الكذب والادعاء. .

من غير الممكن ان يكون كل هذا الحب تمثيلا!!
تلك البراءة والدماثة ..قناع زائف!!

ذهبت اليه تواجهه بما لديها من ادلة ..وفي داخلها تتوسله ان ينكر ..

وكانت الصاعقة ..فلقد اعترف ..

مبررا بكونها غلطة لن يكررها ..واعدا لها بالوفاء ..وراجيا منها السماح ..

مؤكدا انه لن ولن و لن ..

كان استمراره في سرد الاكاذيب امرا كريها بينما يبرر لنفسه ولها انه كان ضحية لهيام .

وانها من تلاعبت به ولاحقته ..وانه في لحظة ضعف ..تزوجها ..

بالطبع كان كلامه يقطر كذبا ..

شعرت بالرغبة في التقيؤ وهى تضطر الي سماع تبريراته السخيفة والغير منطقية. 

كان هدوءها زائفا ..ومفتعلا بينما تخبره بانه يجب عليه ان يحول زواجه من هيام الى زواج رسمى في اسرع وقت ..وان يعترف بأبوته للطفل ..

بدا مدهوشا من كلامها وهدؤها بينما يردد بتساؤل :"و زفافنا؟؟انه بعد اسبوع!!"

ردت بينما تشعر بدوار يكتنفها :"لن يكون هناك زفافا".

كان ردها قاطعا وهى تعيد ما قالته ..لكنه استوقفها يستعطفها ويعيد مبرراته بانها كانت غلطة ..وانه يحبها ..

وانه لن يكررها ..

وانه لابد لها ان تقف بجواره ..لا ان تتركه ..وانه كان الضحية ..

لم تحاول ان ترد او تجادل ..فقط خرجت بهدوء بعدما وضعت دبلته علي المنضده ..في اشارة واضحة علي نهاية كل ما جمعهما ..

الغت كل ترتيبات الفرح...

وجمعت كل ما جهزته من ملابس واشياء تخص العروس في صناديق سرعان ما اخفتها والدتها بعيدا عن عيونها ..

كانت محاولة ىن والدتها حتى لا تذكر ابنتها بفجيعتها ..وكأنها قد تنسي !!

كانت قد قررت ان تترك العمل ..فكيف يمكن ان تظل تعمل معهما ..

و لن تبقي ..

لن تبقي عرضة للهمسات والغمزات ..حتى ولو كانت شفقة علي المغفلة التى وقعت في شباك نذل ..

لن تبقي ..

ستستقيل ..

ارتدت ملابس عملية وغطت عيونها بنظارة سوداء حتى لا يفطن احد الي الالم الظاهر في عيونها ..

كانت قد جهزت الاستقاله مبينة فيها ان ما دفعها الي ترك العمل هى اسباب شخصية. .

تركت الاستقاله لدى سكرتارية رئيس العمل و لم نكد تمشي مغادرة العمل حتى استوقفها اكثر من زميل وزميله ..

البعض يتاسف لما حدث ..والبعض شامتا بنفس مريضة ..

البعض يخبرها بأن الله انقذها من الزواج بأفاق مثله و الذى لا جدال كانت ستتكرر خياناته لها ..

فما حدث الان اهون بكثير لو كانت اكتشفته بعد الزواج به. .

حسنا ..هم علي حق ..

ولكن ليس الان ..وليس في هذا المكان ..

كانت تخشي ان تنهار او تضعف فيظهر ألمها واضحا او تجهش بالبكاء فتضيف الي بؤشها مذلة جديدة ..

خرجت مسرعة عائدة الى المنزل وقد قررت ان تبحث عن عمل جديد ..

فهى لن تبقي بالمنزل تندب حظها السئ.   او حبها الفاشل ..

لن تبقي بالمنزل تفكر فيه ..او في ذكرياتهما المريرة ..او تمثيله المتقن ..

وبالفعل لم تبقي. 

فنزلت تبحث عن عمل وبحثت بالجرائد والمواقع الالكترونية ..

ووجدته اخيرا ..

علي الجانب الاخر من المدينة ..
في شركة اكبر و اكثر نفوذا من الشركة الاولى ...

ومن اول يوم شكرت الله علي حسن حظها ان كل زملاءها بالقسم من الجنس الناعم .

فلا رجال ..
كن جميعا صديقات ..لطيفات ..حلوات المعشر ..
متعاونات ..

احبتهن جميعا ..

واحبت شعور الالفة  الرائع بينهن ..

احبت بساطتهن ورغبتهن في المساعدة ..

كانت تعمل فترات اطول منهن. .فأغلبهن اما متزوجة او مخطوبة..و لديهن اهتماماات اخرى ..

علي عكسها ..مما اتاح لها الانغماس بالعمل ..

فكانت تأخذ ما يتراكم عليهن في العمل لتكمله بالمنزل ..

وتظل تعمل لساعات علي رسومها الهندسية واوراق العمل الذى لا ينتهى ..

كانت تحاول ان ترهق نفسها فلا تفكر في لحظة في الذي كان ..

تحاول الا تترك المجال للدموع ان تنهمر او الي القلب ليتألم ..

كانت مرتاحة ان لا احد يعرف بقصتها في مكان العمل ..فلا تسمع شفقة او شماته ..

كانت تضع علي وجهها قناعان ..احدهم قناع من المرح مع زميلات العمل ..واخر من الجدية مع الاخرين من الذكور في الاقسام الاخرى ..

Continue Reading

You'll Also Like

2.6M 56.5K 61
تعالت همسات الجميع من حولها منهم المشفق منهم الشامت بينما هي تجلس مكانها جاحظة العينين غير مصدقة انه فعل بها هذا لقد غادر بوسط الزفاف تاركاََ اياها ت...
11.3M 993K 58
معشر أمسكت حلومهم الأر ض وكادت لولاهم أن تميدا فإذا الجدب جاء كانوا غيوثا وإذا النقع ثار ثاروا أسوداً تتبع الهوى روحي في مسالكه حتى جرى الحب مجرى ال...
455K 2K 3
هي و هو !! متضادان كقطبا مغناطيس لا يلتقيان ! و رغم ذلك انجذبا ببطىء نحو بعضهما ...كلاهما يكابر و كبرياء يفوق الحدود ... هي فراشة كما ينادونها ..بسيط...
975 124 6
حيثُ هنا الزفاف بدون عَروس ! بدأت:٥ /٥ /٢٠٢٠ انتهت :١٣ /٥/ ٢٠٢٠