عَلى قيدُكِ أنتِ|✓

By writeryosh

541K 28.9K 10.7K

" ولٰكِن حُبُّكِ جُرمًا عَظيم، مَحكوم عليَّ بِالمؤبد..مُحتَجز بِكِ مُقيد قَلبي مَعكِ إلى ما تَبقى مِن عُمرٍ... More

عَلى قيدُكِ أنتِ
الجُزء الأول|أهلكهُ العِشقْ
الجُزء الثاني|مُتهَرِب مِن عِشقَهُ
الجُزء الثالِث|قـاتِـلَـتي
الجُزء الرابِع|قَسّوَة عاشِق
الجُزء الخامِس|كَذبَة إبريل الصادِقَة
الجُزء السادِس|عازِفَة ثَمِلَة وساذَج في المَشاعِر
الجُزء السابِع | شَاعِـر مَجهول
الجُزء التاسِع|زَهرَتي الذابِلَة
الجُزء العاشِر|إنتِصارات وهزائِم
الجُزء الحادي عشر|إختِطاف فُرصَة
الجُزء الثاني عَشر|مَوعِد مَع غريب
الجُزء الثالِث عَشر|تخبُّط مشاعِر
الجُزء الرابِع عَشَر|سِتّة أعوام مِن العِشق الأبكم
الجُزء الخامِس عَشر|إشتِعال فَتيل الحُب
الجُزء السادِس عَشر|شاعِر شَغوف وهارِبَة مُجددًا
الجُزء السابِع عَشر|إنتِفاضَة قَلب وسِلم
الجُزء الثامِن عَشر|هُدوء ما بَعد العاصِفَة
الجُزء التاسِع عَشر|عاشِق مِن الطِراز الرفيع
الجُزء العشرون|إبريل لَم يكُن كاذِبًا
الجُزء الحادي والعُشرون|سَـداد دَيـن
الجُزء الثاني والعُشرون|صَفحات أخيرَة
الـنِـهـايـة|عَلى قيدكِ أنتِ

الجُزء الثامِن|حُب قَديم

16.5K 1.1K 335
By writeryosh

الجُزء الثامِن|‏أعشقُكِ  بأنانِيتي وَحُبي اللعِين وَسُوئي وَغضبِي وَقسوتي وَجنُوني وَحِرصِي المُفرِط عليكِ وَهُوسي الدائِم بكِ وَصمتِي وَهُدوئي وَتذمُري وَبصُعوبتي..
* * *

التَضحيّة..
هٰذِه أعلى مَراحِل الحُب ، والإثبات الأقوى عَلى صِدق المَشاعِر الَتي نَحمِلُها في حَقائِب أفئِدَتُنا وأقصى ما نَفعلَهُ هو التَضحيّة بِسعادَتُنا لِراحَة مَن نُحِب..

هَل تَعلَمون لِماذا؟..
لِأننا كَبشَر الأنانيَة تَجري في مَسارات دِماءُنا ، وحينَما نَتخلى عَن أنانيتُنا في سَبيل مَن نُحِب فَهٰذِه هي المُعجِزَة الكونيّة..

هَل عَلمتِ الأن مَعنى الحُب!؟..
هو الشَيء الصَغير الَذي أحمِلَهُ في قَلبي لَكِ ، وما تَبقى هو عِشق لِكُل تَفاصيلُكِ الصَغيرة ، وهيام بِصوتُكِ وعَيناكِ ، ومِن أجل رؤيَة إبتِسامَتُكِ دَفنت عِشقي لَكِ حَتى لا تَهرُبِ عَني ، ولَم أكُن أعلَم بِأني سَأتعَذب حَتى الإحتِراق والتَلاشي لِأجل إبتِسامَتُكِ وسَعادَتُكِ..

أنا رَجُل قَوي وصَبور بِطريقَة مُدهِشَة وهٰذا ما أثبتّهُ حينَما غادَرت المَقهى دون إحداث جلبَة ، أعتَرِف بِأن لَدي قُدرَة هائِلَة في إخفاء مَشاعِري والتَحكُم بِتصرُفاتي ولَكِني أعلَم تَماماً بِأنه سيجيء وَقت أخرُج فيهِ عَن السيطرَة كَخيل غاضِب يَركُض بِهيجان دون خيال..

نَحنُ الأن في مُنتَصف ديسَمبِر ، والأجواء تُصيبُني بِالمَشاعِر الجَميلَة ، الأضواء والزينَة الَتي تُحيط روما الساحِرَة ، الثَلج الَذي يُغطي المَنازِل ، الشوارِع والأشجار كَليلَة زَفاف مُبهِجَة ، إنّهُ ديسَمبِر الَذي يَحمِل الأُمنيات والذِكريات مَعهُ ، وما يَفعلَهُ ديسَمبِر هو أنهُ يُنهي كُل شَيء إلتهمناهُ في خِلال أشهُر السَنة ويُخبِرُنا بِأن نَمحو كُل شَيء حَتى الفُرص..

قَررتُ المَشي ، لِأُشبِع عَيناي بِهٰذا المَنظر المُريح ، بِالرُغم مِن بُرودَة الجو وتَساقُط الثُلوج إلا أنني رَغِبتُ بِالتَيهِ ، الإختِلاط بِالعابِرين ورؤيَة وجوه الناس ، لَرُبما أجِد مَن في مَلامِحهُ الحُزن أكثَر مِني الأن! ، ولَكِن الجَميع بِلا مَلامِح ، وكَأن البَرد جَمَّد مَلامِحهُم..

حينَما إقتَربت مِن مَنزِلي ومَع مُروري مِن شُرفَتُكِ لَم أستَطِع إلّا أن أرفَع عَيناي وأتفقَد وجودُكِ ، كُنتِ تَقِفين وتَستَندين عَلى سور الشُرفَة ، تَنظُرين لِلمُشاة حَتى رأيتِني أنا مِن بين العابِرين ، إعتَدلتِ بِقامَتُكِ الرَشيقَة وإستَدرتِ ووليتِ عَني لِلداخِل وأغلَقتِ باب شُرفَتُكِ..

بَعد رؤيتي لَكِ سَتمُر هٰذِه الليلة بِسلام..

دَلفتُ لِمنزِلي المُظلِم ، رَميتُ بِمعطَفي وأخرَجت مِن جيوبِه عُلبَة السچائِر والقدّاحَة ، أخذتُ لُفافَة تُشارِكني وِحدَتي وأشعلتُها لِتحتَرِق بِصمت كَأحتِراقي ، قَررتُ أن أُعِّد القَهوة بَدلَاً مِن شُرب السُموم الكُحوليَة الَتي تُهلِك جَسدي فَفعلت..

حَياة الوِحدَة ليست سيئَة عَلى الإطلاق..
إنها الجَحيم بِحَد ذاتَهُ..

لَرُبما..حان الوَقت حَقاً لِحياة أُخرى ، فَكرتُ كَثيرَاً بِهٰذا في الفَترة الأخيرَة ، أنا بِحاجَة لِأحدَهُم ، بِحاجَة لِوجود في حياتي ، وجود يُسعِدُني ويَجعلُني أشعُر بِالراحَة والدِفئ..

وهٰذا الوجود حَتمَاً ليس أنتِ..

* * *

يوم إجازَة مَليء بِالمُفاجَأت..
هٰكذا كان ، مُنذ إستيقاظي عَلى صوت نايتان الَذي نَطق إسمي بَعد عَناء ، حَتى نِهايَة النَهار الَتي كانَت مأساويّة..

جَلستُ في حُجرَة الجُلوس بِرفقَة بيلسان الَتي كانَت تَرسُم التَصاميم المُكلفَة بِإنهائها ، وتَشرب كوب كَبير مِن القَهوة ، كانَت مُنشَغِلّة وتَبدو مُنعزِّلَة عَن العالَم مِن حولُها حَتى مَع وجود نايتان الصَغير الَذي كان يَركُض ويَصرُخ في أرجاء الحُجرَة..

هٰذِه بيلسان..لا تتغَير ، لَرُبما لِذَلِك أتفقتُما! ، لِأنَ كِليكُما قاسي ، هي قويّة ، بارِدَة ، ذكيّة وكَلِماتُها سامّة وأنت ذات الشيء..

أخذت نايتان وبَدأت بِاللهو مَعهُ لِإبعاد الضَجر الَذي جَعلني أشعُر بِالإختِناق والرَغبَة في الخُروج مَع أيّاً كان ، حَتى وإن كان مارتن الَذي لا يتوقَف عَن الحديث في الأعمال والتلاعُب بِالكَلِمات بِإحتِرافية لِلتغزُّل بِطريقَة مُبهَمة ومُلتويّة..

جاء صَوت رَنين هاتِف بيلسان ، أعتَقدتُ بِأنها سَتتجاهَل ذَلِك الإتصال كَباقي الإتِصالات ولَكِنها ما أن رأت إسم المُتصِل حَتى باشَرت بِالرَد وإبتِسامَتها المُستفِزَة تِلك تزيّن ثغرُها..

تَجاهلتُها وأستمَريت بِاللعب مَع نايتان ولَكِن ما شَدني هو سماع ذَلِك الإسم الَذي لا أستطيع تَجاهُلهُ بِطريقَة تجعلُني أرغَب وبِشّدة أن أصفع ذاتي مِن الداخِل لِأني مُرغَمة عَلى الإهتِمام بِه..

" زين أنا مُنشغِلّة الأن حَقاً لا أستَطيع.."

نَظرتُ إليها ، تنَهدَت وألقَت بِكلِماتُها الأخيرَة تِلك..

" حسناً سَأرسِلُها إليك مَع أحَدهُم.."

أغلَقت الهاتِف وإستَقامَت ذاهِبَة إلى حَيث المَجهول ؛ فَعُدت لِلإهتِمام بِنايت الَذي يُرتِب المُكَعبات بِتركيز وهُدوء ، إبتَسمتُ وأنا أنظُر إليه ، هٰذا الطِفل هو الوَحيد الَذي يَجعلُني أبتَسِم وأشُعر بِأن الحياة سَهلة ، أسهل بِكثير مِن أن نَحزن عَلى أشياء مَضت..

بيلسان قَريبَة مِن زين بِطريقَة مُثيرَة لِلريبَة ، يَجلِسان سويّة في مَقر العَمل لِأوقات طَويلَة يتحدثان ، يخرُجان بِرفقَة بعضَهُما ويَتحدثان في الهاتِف أكثر مِن مرتان في اليوم ، هٰذا يُذكِّرُني بِعلاقَتي مَعهُ في السابِق..

بيلسان أخذَت مَكاني..

ومَع ذَلِك فَأنا إعتَدت عَلى عَلاقتهُما ، لَم أعُد أكتَرِث كَثيرَاً بِمكانَتي في قَلب أحدَهُم ، إنّهُ أمر مَفروغ مِنه ، مؤمِنة تَماماً بِأن المكان الَذي هو لي مُنذ البِدايَة لَن يَأخُذه أحد..

إن ما يُحزِنني هو بِأن لا أحَد يَكتَرِث أو يُحاوِل أن يُظهِر بَعضَاً مِن الإهتِمام لي ، الجَميع يعتَقِد بِأنني بِخير أو لَرُبما يِحاوِلوا أن يُصدّقوا ذَلِك ولَكِن الحقيقَة الَتي أُدرِكُها أنا وَحسب هي..بِأنني لَستُ بِخير عَلى الإطلاق..

حينَما عادَت بيلسان كانَت تَنظُر إليّ وتَحمِل في يَدُها شَيء أسود صَغير يَبدو كَمِحفظَة رِجاليّة ، إقتَربَت مِني وقالَت راجيَة وهي تَمِدُّها نَحوي..

" ڤريسيا..أرجوكِ خُذِي هٰذِه لِـزين إنَهُ يَحتاجُها الأن في أمر مُهِم وأنا لَستُ مُتفرِّغَة لِلذَهاب إليهِ.."

حينُها عَقدت حاجِباي ولَم تُعجِبُني الفِكرَة ، لَن أذهب إليهِ بَعد وَعدي الَذي قطعتهُ ، تَجاهَلت النَظر إليها وإستَمريت بِاللعِب مَع نايت وأنا أُجيبُها مُتهرِبَة..

" بِأمكانُكِ إرسال مَكسيم أو أي أحَد آخر ، أنا أيضَاً لَستُ مُتفرِّغَة فَأنا أُشارِك نايت اللعِب.."

عُذر غَبي..
صَرختُ مؤنِبَة ذاتي مِن الداخِل ، لَم أكُن أُريد رؤيتَهُ أو الحَديث مَعهُ ، أنا أُحاوِل جاهِدَة أن أُخرِجهُ مِن عَقلي وبِصعوبَة وهي تُريد مِني الذَهاب إليهِ! ، لِأفسِد كُل شَيء قُمت بِبناءَهُ..

عاد صَوتُها ولَكِن بِحِدّة وجِدّيَة هٰذِه المَرة..

" ما هٰذِه التفاهَة الَتي تَقولينَها!..أهُناك شَيء يَحدُث بينَكُما ولا أعرِفَهُ لِتتهرَبِي مِن الذَهاب إلى مَنزِلَهُ!؟.."

حين قولُها ذاك صوّبتُ عَيناي سَريعَاً نَحوُها وفي داخِلي أرتَجِف مِن التوتُر ، لَم أكُن أرغَب مِن بيلسان أن تَعرِف عن ما يَحدُث بينُنا أو عَن معامَلتَهُ لي ، هٰذا بِحدّ ذاتَهُ قاسي ، لَم يَكُن لَدي حَل آخر ، كان يَجِب عليّ القُبول والتَمثيل بِأنني سَعيدَة كَذَلِك..

إستَقمت وأنا أُزيّف أكبَر إبتِسامَة مُخادِعَة في تاريخ الإبتِسامات الزائِفَة الَتي إستَخدمَها البَشر ، نَظرتُ في عَينيها العُشبيّة الحادّة وأخذت مِنها المِحفظَة وأنا أُجيب والكَلِمات تَصرُخ بِأنني كاذِبَة..

" ماذا سَيحدُث يا بيل!! ، سأذهَب الآن وأعطيُها لَهُ وأنتِ أكملِي ما تَفعلينَهُ.."

وهَربت مِن أمامُها كي لا تَكشِف الكَذِب في عَيناي ، مَضيتُ وأنا أُفكِر بِطريقَة لِإعطاءَهُ هٰذِه المَحفظَة دون مُقابَلَتَهُ ولَكِنها كانَت جَميعُها أفكار خيالية! ، لاشَيء سيُبعِدُني عَن خيار مُقابَلَتهُ الأن وأنا حَتمَاً لا أُريد رؤيَتَهُ بَعد كُل صُدودَهُ عَني..

إنَهُ لَمُضحِك شَيء كَهٰذا!..
الهُروب مِن لِقاء أشخاص كُنا نُحِب كُل الأوقات الَتي تَجمعُنا بِهُم..

ماذا فَعلت!..ماذا فعلنا يا زيـن!..
إلى أي مَرحلَة وصَلنا! ، وكَيف! ، أشعُر بِأنّهُ كابوس أنازِع لِلأستيقاظ مِنه دون فائِدَة ، عَيناك الحادَتان تَجرحُني حينَما أنظُر إليهُما ، وصوتُك الَذي يَصرُخ بِأبتعِدِ يُخرِّب كُل السَلام الَذي بنيتَهُ في السابِق بِداخِلي ، كُنّا شَيء جَميل ولَم يُعيدُني إلى هُنا سِواك ، ولَم يكُن هُناك دافِع لِلتراجُع عن هُروبي مِن هُنا سِواك كَذَلِك..

لِماذا مِن الصَعب عَليك مُسامَحتي!؟..
ءأنت قاسي إلى هٰذا الحَدْ! ، أم أن ما في داخِلُك نَحوي لَم يَكُن حَقيقياً!..كَكِذَبة أبريل تِلك!..

وَقفَت أمام باب مَنزِلَهُ والهواء البارِد يَعصُف بِي ، كُنت واقِفَة أتأمَل الباب وحَسب وأتذَكر خُروجي مِن هُنا بِقَلب مُنفَطِر وأعيُن بِها مِن الدَمع ما يُسقي ظَمئآن ، كُلُها أشياء لَن أنساها لِأن بَشاعتُها تَعلق في الذَهِن..

قَررت أن أطرُق الجَرس وحينما يَفتح الباب سَألقي بِالمحفَظة إليهِ دون كَلِمة ثُم سأستَدير وأعود إلى المَنزِل لِأكمِل يوم العُطلَة هٰذا بِطريقَة جَميلَة..ولَكِن ماحَدث حينَما طَرقت الجَرس غيّر كُل شَيء..كُل شَيء..

فُتِح الباب..وعِوضَاً عَن أن يطِّل هو أمامي!..
كانَت أمامي إمرأة مَألوفَة بِشكلِاً مُخيف ، ذات شَعر أشقَر وأعيُن بُندّقيّة لامِعَة ، تِلك الإبتِسامَة وحدُها هيّ من كانَت عَلى سَبيل تَعاسّة عَيناي ، وكيف لي أن أنسى! ، إنها آنابيلا ، من تَقِف أمامي الأن وبَطنُها مُنتَفِخ وتَنظُر إليّ وعينيها تِلك مُتسِّعَة ، آنابيلا!..

شَعرتُ وَكَأن أحدَهُم صَفع قَلبي..

" ڤريسيا!!..مُنذ متى وأنتِ في روما!.."

كان صَوتُها عاليَاً ومُتفاجِأً ، أيقَظني مِن حالَة الصَدمَة الَتي إجتاحَتني بِالكامِل ، كُنت أود الهُروب كالعادَة ، لَم أكُن مُسَعِدّة بَعد لِهٰذا اللقاء وبِالرُغم مِن رَغبتي بِالذَهاب رَدعتُها لِأثبِت لِذاتي بِأنني تَخطيت كُل هٰذا فَإبتَسمتُ مُجامَلَة ، شَعرت بِأن الإبتِسامَة كانَت تَشتُمني لِأنها لا تُناسِب موقِفي الأن ، أجبتُها وأنا لا أستَطيع تَرتيب الحُروف..

" شهرين أو أكثَر لا أعلَم..مُبارَك لَكِ.."

قُلت آخِر كَلِمَة وأنا أنظُر لِبطنُها ثُم إقتَربت لِإحتِضانُها حَتى أُخبئ ذاك الكَم الهائِل مِن الفَزع في مَلامِحي وحينُها وجَدت زين يَقِف أمامي بِملامِح لَم أستَطِع تَفسيرُها سِوى بِأنها كانَت لَرُبَما!..كَملامِحي الأن ، مَفزوع..

وَقف هٰكَذا دون فِعل شَيء ، وكَأن هُناك ما جَمَّدَهُ عَن الحَركَة حَتى غَدى غَير قادِرَاً حَتى عَلى طَردي هٰذِه المَرة ، وكُنت راجيَة أن يَفعل عَلى الأقل هٰذِه المرَة ، رَجوت وصَليت في داخِلي أن يُخبِرُني بِالذهاب ولَكِنّهُ خَذلَني كالعادَة وهَدم توقُعاتي..

إبتَعدت عَن آنابيلا وحينُها شدّتني لِلداخِل وهي تَقول بِملامِح بَشوشَة..

" فلِتدخُلِ الأن ، لِنجلِس سويّة لَقد مَر وقتُاً طَويل عَلى ذَلِك ، إيفان في الداخِل كَذَلِك سيُسعَد بِرؤيتُكِ كَثيرَاً.."

إيفان!..
هَل حان الوَقت لِلقاء بِحُبي القَديم! ، يا تُرى بَعد لِقائي بِه بَعد كُل هٰذِه السنوات سَتعود مَشاعِري السابِقَة! ، هل سأنظُر في عَيناهُ كالسابِق! ، أيعود كُل شيء كسابِق عَهدَهُ يا تُرى! ، أُصلي أن لا يَعود..

لَم تَترُك لي آنابيلا فُرصَة لِلهُروب ، قادَتني لِلداخِل وحينُها وَجدتَهُ جالِسَاً عَلى إحدى الأرائِك يُحدّق في هاتِفَهُ ، وبِمُجرَد رؤيَتَهُ شَعرُت بِشيء بارِد يُصَب عَلى قَلبي وغيمَة طوّقت عَيناي ، إنّهُ إيفان ، الرَجُل الَذي أُحِب ولَم يَكُن سِوى حُلم عابِر إنتهى..

" عزيزي إنظُر مَن عاد بَعد كُل هٰذا الوَقت.."

جاء صَوت آنابيلا البَشوش ، كانَت سَعيدَة بِرؤيَتي بينَما أنا فَلم أكُن سِوى مُختَنِقَة وَكأن شَيء أسوَد أحاط بِروحي ، نَظر إلينا إيفان ، بِعيناه الَتي تُشابِه القَمر بِجمالُها تَوقَفت عَيناهُ تِلك عَليّ بَدى وكَأنّهُ يُحاوِل تَذكُر هٰذِه المألوفَة وحينَما تَذكَر مَلامِحي الباهِتَة والمَنسيّة إتسَعت عَيناه ونَهض مِن مَكانَهُ وهو يَهتِف مُقتَرِبَاً مِني شَيء فَشيء حَتى إنعَدمت المَسافَة بينُنا..

" ريسي!..يا الله كَم إفتَقدناكِ!.."

كَلِماتَهُ تَرددت في داخِلي وَكأنُها تَهويدَة ، لايَزال يُناديني بِـريسي ، لايزال يَذكُرني ولايَزال يَراني بِذات العَين وياللأسف عليّ أنا..

إحتَضَنني إلى صَدرَهُ ذاك الَذي لَيس لي ، فَشعرتُ بِذاك الدِفئ الَذي لا يَنتمي إليّ كَذَلِك ، كُنت أُريد إبعادَهُ عَني ودَفعهُ بَعيدَاً بِعُنف ولَكِنني كُنت مُخدّرَة ، كُنت أبحَث عَن زين ليُنتقِذُني وكان هو خَلفي تَماماً ، كان عِطرَهُ خَلفي فأستشعرتُ وجودَهُ البارِد وتَمنيتُ أن ينتَشِلُني بِقسوّة ويُلقيني خارِج مَنزِلَهُ ولَكِنّهُ كان أقسى مَن أن يَفعل..

حينَما إبتَعد إيفان عَني تَسائَل وهو مُتبسِّم الثَغر..

" مَتى عُدتِ!؟ ، ولِماذا لَم يُخبِروني بِعودَتُكِ! ، كُنت أتيت لِزيارَتُكِ.."

إستَجمعت شتات نَفسي ، ونَظرتُ إليهِ ، أجبتُه بِإختِصار دون تَرك مَجال لِلرَد..

" مُنذ أكثر مِن شَهران ، لا بَأس ها نَحنُ ذا نَلتقي.."

إقتَرَبَت آنابيلا مِنه وأحاط هو بِكتفُها ، كانا لَطيفان سَويّاً كالعادَة ، والحُب الَذي بينَهُما يُقرَأ مِن نَظراتَهُما وتَصرُفاتَهُما ، وليّت عَيناي عَنهُما نَحو زيـن ، كان يَنظُر إليّ أنا وَحسب وبِطريقَة جَعلَتني أرغَب حَقاً بِالذَهاب..

تَحدثت وأنا أنظُر إليهِ مُزيفَة إبتِسامَة أُخرى..

" أنا جِئتُ فَقط لِأن بيلسان أرسلَت هٰذِه مَعي ، أخبَرتني بِأنك تَحتاجُها في شَيء مُهِم والأن ولَم يَكُن سِواي مُتفرّغ فَأرسَلتُني.."

مَددتُ لَهُ المِحفَظّة ، فأخذها دون أن يَقول كَلِمَة ، أنزَلتُ عَيناي وعضضتُ شفتي السُفلى ثُم رَميت أخِر نَظرَة عَلى إيفان وآنابيلا ، كان الوَقت المُناسِب لِلهُروب هو الأن فَتَحدثتُ عَلى عَجلَة..

" سُعِدت بِرؤيَتَكُما حَقاً ، مُبارَك لَكُما كَذَلِك ، الأن عليّ الذَهاب لَديّ بَعض الأشغال.."

لَم أترُك فُرصَة لِشيء بَعد ذَلِك ، حَتى لِرؤيَة مَلامِح الزوجان العاشِقان ، مَضيّت ولازِلتُ في حالَة مِن الفَزع وأطرافي تَرتَجِف بِسَبب رؤيَتهُما مَعَاً..

حينَما خَرجتُ مِن المَنزِل أوقَفني صَوتاً ما ينده عليّ ، ونَبرَة لَم أستَطِع تَمييزُها في حالَتي تِلك ، إستَدرت وإذ بِه زين الَذي كان هادِئاً عَلى غير عادَتهُ ، يحمِل مَلامِح الشَفقة الَتي أعرِفُها جَيداً وهو يقتَرِب مِني مُتسائِلَاً بِتَردُد..

" هل أنتِ بِخير!؟.."

لابُد وإنّهُ لاحَظ حالَتي المُشوشَة ، ياللعَجب!..
هٰذا الرَجُل البارِد والقاسي يَشعُر بِمن حولَهُ إذَاً!
لَم أستَطِع الإجابَة ولَم أرغَب بِالتَحدُث إليهِ رِغبتُ فَقط بِالذَهاب ، فَذهبت وأنا ألقي الشتائِم عَليهِ وعَلى إيفان وعلى كُل شَيء..

نَحن حَتمَاً إنتَهينا إيُها الفارِس إيلماري..

* * *

ما فَعلَتهُ بيلسان جَعلني غاضِبَاً مِنها بِطريقَة لَم تَعهَدُها ، ثِرتُ عَليها وأنا أعلَم بِأنَها غَير مُذنِبَة في شَيء سِوى أنها حاوَلت أن تَجعلُكِ قَريبَة مِني ، ولَكِن رؤيتُكِ بِتِلك الهيئَة كانَت تُعذِّبُني ، كُنت أُحاوِل جاهِدَاً إبعادُكِ عَن اللِقاء بِمن تُحِبين هو وزَوجَتهُ الحامِل لِأني كُنت أعلَم بِأنكِ لَن تَحتَمِلِ عَذاب كَهٰذا..

سَعيتُ دومَاً لِأبقيكِ بَعيدَة عَن كُل ما يُحزِنُكِ ، حَتى وإن كان عِشقي وهيامي بكِ ، كُنت راضيَاً أن أموت وَجعَاً حَتى تَعيشين حَياة سَعيدَة ، ضحيّت دائِمَاً بِنفسي لِأجلُكِ أنتِ وخَرجتُ مِن الحياة خاسِرَاً أياكِ ونَفسي..

جائَت بيلسان إليّ ليلَاً حينَما كُنت أعِد ساعات القَلق ، طَلبتُ مِنها أنا المَجيء رَغبَة بِمعرِفَة حالُكِ ولَم تتأخَر عَن تلبيّة طَلبي ذاك..

جلستُ مَعُها في البِدايَة أتصّنَع الهُدوء ، كُنت صامِتَاً وهي لَم تُحاوِل إخراجي مِن صَمتي السَرمدي ذاك..

" لِماذا أرسلتِ ڤريسيا!؟.."

سألتُها بُغتَة فنَظرَت إليّ بِثبات ، كانَت تَستشِعر الغَضب مِن عَيناي المُضيّقَة وعُقدَة حاجِباي فَتعامَلت مَعي بِهُدوء حَتى لا تُثير الوَحش النائِم في داخِلي..

أجابَت بِبساطَة وبِملامِح ثابِتَة..

" لَم يَكُن سِواها مُتفرِّغ..ما الَذي حَدث!؟.."

لَم تُماطِل بيلسان وسألَت عَمّا حَدث ولَم أكُن جاهِزَاً بَعد لِلكَلام فيما حَدث ، تَعِبتُ مِن كُل الإحتِمالات ، كُل الأكاذيب والتَهرُبات ، تَعِبتُ مِن الصُمود في وَجه الجَميع والثَبات في أوقات هُبوب العاصِفَة ، عَصَفت بي كُل المتاعِب فَهببتُ ثائِرَاً أُلقي بِالكَلِمات عَليها..

" ما كان عَليكِ إرسالُها يا بيلسان ، لَقد كان إيفان وآنابيلا هُنا ، آنابيلا الحامِل هي مَن فَتحت الباب لَها وقادَتها لِلداخِل لِمُقابَلة الزَوج العاشِق ، لَكِ أن تتخيلي حَجم الضَربَة القويَة الَتي تلّقاها قَلبُها!.."

شَددتُ شَعري بِعُنف لِلخَلف وأخذتُ نَفسَاً لِأستَجمِع الكَلِمات وفي داخِلي يَحترِق ، خَرجَت الكَلِمات مُلتَهِبَة بِمرارَة مِن فَمي وأنا أنظُر لِبيل الهادِئَة كَنهر راكِد..

" وَقفتُ كَالأبلَة..أنظُر لِعينيها تَذبَل ، تَمنيتُ أن أُبيد إيفان المعتوه عَن الوجود..أرأيتِ! ، لَقد عاد كُرهي لَهُ.."

حَينَما إنطَفئت عُدت لِلجُلوس وأنا أُراقِب مَلامِح بيلسان الَتي كانَت لا تُناسِبُني ، إنّها تَحتَرِف التَعامُل مَع غَضبي بِطريقَة دبلوماسيَة تُدهِشُني ، تَصمُت وتَبتَعِد عَن النِقاش وحينَما تَرى بِأن نيراني خُمِدَت تَتحَدث بِمنطقيَة..

إنفَرَجت تِلك الكَلِمات مِن سِجن شَفتيها بِثبات وثِقَة أجفلاني..

" ڤريسيا لَم تَعُد تَحمِل مَشاعِر حُب لِإيفان يا إيلماري.."

كَلِماتُها جائَت كَنَقرَة عَلى جَبين شارِد ، أجفَلتُني فَنَظرتُ إليها حائِرَاً ، أبحَث عَن الجُمل في طَريق الشُتات ولا أجِد شَيئاً يُناسِبُني لِقولَهُ..فَسألتُها مُشتت..

" هَل أنتِ مُتَأكِدَة مِن ذَلِك!؟.."

كانَت بيلسان واضِحَة تَماماً كالعادَة ، ليس لَديها شَيء لِتُخفيهِ سِوى إن كان عَن ذاتُها ، أجابَتني بِبساطَة لا تُليق بِما أسمَعهُ مِنها..

" لَقد أخبَرتني هيّ بِذَلِك.."

لَستُ أدري لِمَ كان صَعبُاً عليّ تَصديق ما قالَتهُ!..
بيلسان لَيسَت كاذِبَة ولَكِن أنتِ! ، لَرُبما فَعلتِ تَهرُّبَاً مِن مشاعِرُكِ كَعادَتُكِ..الهُروب ، ويالُها مِن عادَة تُثير غَضبي مِنكِ وتُشعِرُني بِحاجَتي لِتقييدُكِ حَتى تواجهين كُل شَيء..

رُبما إن كُنتِ إعتَدتِ عَلى مواجَهة العوائِق تِلك ما كُنتِ جُرحتِ وما كُنت أنا الأن أُعاني فَقدُكِ حَتى وأنتِ بِجانِبي..

أجبتُها مُتحاشيَاً النَظر لَها..

" لَرُبما تَتهرَب وحَسب.."

جاء صَوتُها مُثَخن بِالثِقَة الَتي تَمتَلِك أطناناً مِنها..

" لا ، هي بِالطَبع سَتتأثَر حينَما تَرى مَن أحبَت بَعد كُل هٰذا الوَقت لاسيَما مَع زَوجَتهُ ولَكِن صَدقني بِأن قَلبُها لا يسكُنَهُ أحد الأن.."

حينُها جِئتِ أنتِ ومارتِن في مُخيلَتي ، رَأيتَكُما لِمرّات عَديدَة وكَأنَهُ يُحاوِل الإلتِصاقُ بكِ ونيلُكِ كَما يَنال كُل مَن تُعجِب عَيناهُ..وأعلَم جَيدَاً بِأنكِ لَم تتعدِ عَيناهُ..فَهو رَجُل يَلهَث خَلف الجمال وَحسب وأنتِ حَسناء فاتِنَة وهٰذا يُرهِقُني..كَثيرَاً..

هَمست دون إدراك بِما يَجول في ذِهني..

" لَن يَدوم هٰذا طَويلَاً.."

كان هَمسي مَسموعَاً وإستَطاعَت بيلسان سَماع هَذيان ذِهني المَليء بِالأفكار عَنكِ أنتِ وهو ؛ فَتسائَلت بِفضول يَفيض مِن عَينيها الحادّة..

" ماذا تَقصُد!؟.."

واجَهتُها دون قيود..لَم أُرِد إخفاء شَيء بَعد الأن فَأجبتُها بِبساطَة رُغم بَشاعَة شُعوري تِجاه ما أقول..

" مارتِن يُحاوِل الإيقاع بِها.."

إبتَسَمت..تِلك الإبتِسامَة الَتي تُخيف مَن أمامُها عَداي ، ثُم جائت كَلِماتُها مؤكِدَة وكَأنّها تَعرِف تَفاصيل كُل شَيء..

" لا تَقلق حيال ذَلِك ، مارتن لَن يَحصُل عَلى شَيء مِن ڤريسيا.."

تُثير غَضبي ثِقَة بيلسان الزائِدَة ، تُصبِح مُثيرَة لِلريبَة بِتحليلُها لِكُل شَيء والمُخيف في هٰذا هو حينَما يَكون ما تَقولَهُ حَقيقَة مَرئيَة..

ضَحِكت هازِء مِما تَقول..أجبتُها وكُنت أشعُر بِالنار تُلهِب صَدري مِن فَداحَة ما أقولَهُ والأفكار الَتي تُراوِد ذِهني الجامِح..

" ياللثِقَة يا بيل! ، مارتِن بِأمكانَهُ كسَب أي امرَأة.."

تَجمدَت مَلامِحي حَينَما رَمت بِأجابَتُها السَريعَة والمُثخنّة بِالصَراحَة..

" وأنت!..أنت تَستَطيع الإيقاع بِأي امرأة.."

عَداكِ أنتِ ، وَقعن في فَخي العَديدات عداكِ ، رَفضتَهُن وصَددتَهُن لِأني أنتَظِرُكِ ولا أعلَم لِمَ أنتَظِر غائِبَة ذَهبَت عني دون أي إشعار بِذهابُها وبِعودَتُها ، هل كان صَعبَاً عَليكِ وَضعي في الصَورَة! ، جَعلتِني أشعُر بِأني هامِش ونَكِرَة ، أنا الَذي لَم يُخلَق بَعد مَن يُهينني جِئتِ وحطَمتِ جُزء كَبير مِن كِبريائي والأن لَن أسمح لَكِ بِتهشيم الجُزء المُتَبقي مِنه..

عادَت بيلسان تُنسِج كَلِماتُها بِعِنايَة وبِنَبرَة ساخِرَة ألقَت بِكَلِماتُها..

" ولَكِنك تَصُدهُن دَومَاً بِحُجَة الإنشِغال بِتطوير الَذات عَن الإرتِباط.."

بَل لِأجلُكِ ، آه ماذا تَفعلين بي!..
أخال بِأننا لَن نَفتَرِق فَتذهَبين عَني ؛ وتارَة أخال بِأنكِ تَذهبين فَأراكِ تَتشبثين بي أكثَر ، لَم تجيئين عَلى توقُعاتي ولو لِمرَة واحِدَة ، وهٰذا بات يَجعلَني مُتوجِّسَاً..

تَشتت ونَظرت في جَميع الإتِجاهات عَدى أعيُن بيلسان ، أخبَرتُها بِحقيقَة ما يُحيرُها ونَبرَتي تُنازِع للبَقاء ثابِتَة..

" الأمر هو بِأني لَم أستَطِع الإقتِراب مِن أُنثى إن لَم أكُن أعشقُها ، لا أُريد إهانَة أي امرأة بِسَبب تَقيُدي بِأُخرى.."

صوّبت عَيناي عَليها وأكمَلت وأنا أشعُر بِالأسف عَلى قَلبي..

" لا أستَطيع إعطاء هٰذا القَلب سِوى لَها..لَها هي وحَسب.."

جائَت كَلِماتُها سَريعَة ومُتمَلِلَة..

" حَسنَاً إذَاً!..فَلتعطيُها الحُب هٰذا.."

سَئِمت مِن بيلسان!..
هي لا تَفهم في المَشاعِر ، تُعامِل كُل الأمور بِالمَنطِق والحُب بَعيد كُل البُعد عَن المَنطِق ، لا تَفهم بيلسان بِأن عِشقي لَكِ يؤذي كِبريائي ، ويؤذي كُل مافيّ ، لا تَفهم بِأنَهُ صَعباً عليّ التَنازُل بَعد أن أذقتِني كُل هٰذِه المرارَة ولا تَفهم بِأنَه ليس سهلاً أن أُحِبُكِ يا زَهرتي الذابِلَة..

إستَقمت قاصِدَاً رُكن المَشروبات الكَحوليّة وأجبتُها بِسؤم وأنا أصُب النبيذ في الكأس الخاص بي..

" بيلسان! ، أرجوكِ تَوقَفي الأمر ليس بِهٰذا القَدر مِن البساطَة.."

إرتَشفت مِن مَشروبي وأنا أسمَع كَلِماتُها بِصوتَها الغاضِب..

" الوَحيد الَذي عَليهِ أن يَتوقَف هو أنت..إن لَم تتوقَف سَتخسرُها لِلأبد.."

أخسَرُكِ!..
يالَها مِن خَسارَة يا مَحبوبَتي في الخَفاء ، لَقد خَسِرتُكِ بِالفِعل ولَم يَعُد هُناك فائِدَة مِن الحَذر والتَحسُّب لِشيء ، أنا مَقهور مِن هٰذا العِشق ، مِن لَعنَة عِشقُكِ الَتي إستَحوذَت عليّ بِالكامِل ، غدوت أُمارِس عِشقُكِ كَعادَة يوميّة وإن لَم أعشقُكِ في يوماً ما فَحينُها إنقَطع النَفس عَن الجَسد وغادَرت روحي بِسلام..

ضَحِكت ساخِرَاً ونَظرت لِبيل الجالِسَة وهي تَنظُر إليّ بِحيرَة ، حَرّكت كأسي يَميناً وشَمالاً وأجبتُها مَقهورَاً والإبتِسامَة الهازِئة تُصادِق ثَغري..

" لَقد خسِرتُها مُنذ زَمن يا بيل! ، مُنذ سَلْب أخي لِقلبُها.."

تَنهَدَّت ولَمحت نَظرَة اليأس في عَينيها وهي تُردِف مُتسائِلَة..

" لَن تتنازَل إذَاً!.."

أرحت جَسدي على الأريكَة وحَدّقتُ بِها مُطوِلَاً قَبل أن أرتَشِف ما تَبقى في كَأس النَبيذ ثُم صوّبت عَيناي عليها وأجبتُها بِثَبات وقَلبي يَصرُخ رافِضَاً ذٰلِك..

" وإن تَمزّق قَلبي وَجعَاً وإحتَرق فؤادي إشتياقَاً وثَمِلت عِشقَاً فَلن أتنازَل عَن كِبريائي ، لا أسمَح لِلعِشق أن يِذِلُني وإن كان عَلى سَبيل سَعادَتي.."

فَليس أنا مَن يَلوي ذِراعي عِشق إمرأة..
لا أعيش بِلا كِبرياء ولو كان ذٰلِك كي أكسَبُكِ ، سَأموت لِلعَديد مِن المرّات بِسبب كُرهَكِ لي ولٰكُن ذٰلِك أفضل مِن خَسارَتي لِنفسي يا عِشقي الوَحيد..

______________________
نِهايَة الجُزء🌸..

سلاااام🌚💙..

مو عارفة ليش مش مقتنعة بالجزء من ناحية السرد😅💔 ، مو قادرة هٰذي الفترة أكتب كويس واللهي وهٰذا اللي بيأخرني عن التنزيل😢💔..

شُكراً لكل الأشخاص الجميلين اللي بيعلقوا تعليقات جميلة مثلهُم والله كُلما شعرت بِأحباط دخلت أقرأ تعليقاتكم عشان أتحفز للكتابة أكثر☹️💙💙💙..

أرائكم بالجُزء؟

ڤريسيا؟

زين؟

بيلسان؟

رأيكم بالنقاش اللي دار بين زين وبيلسان؟

هل بيلسان محقة بشأن نسيان ڤريسيا لحبها القديم؟

وهل من الممكن أن زين يحاول كسبها كحبيبة؟

أسوء موقف؟

أجمل موقف؟

في أمان الله✨..
All the love 💗..
See you all soon 💋..

Continue Reading

You'll Also Like

6.6K 341 4
• كانت مسيحية و هو مسلم • • هل ستخالف قواعد عائلتها ام ستضحي بعشقها • "آبتسّمـَي فغمـآزتُك لـًم تخَـَلق عبَثآ " "انت امنية تمنيتها بداخل قلبي و اطلعت...
6.6K 547 11
لـطَـالمَـا تَكلمنَا عَن الشَمس و القَمر الا ترَين انهُما مِثلنا؟ نعمْ انا القَمر وانتِ الشَمسْ لنبدأ قصَتنا وندَع النَجوم تَكتُبها كنْت احمقً عنّد...
118K 6.8K 20
«لا تناظرني بعينيك الجميلة فهي لن تجعلني اغفر لك» «كدت تشتمينني سابقا وها انت الان تمدحينني، يا فتاة انت حقا تركيبة غريبة يا صغيرة» «العائلة للفرد...
3.6M 54.2K 66
تتشابك أقدارنا ... سواء قبلنا بها أم رفضناها .. فهي حق وعلينا التسليم ‏هل أسلمك حصوني وقلاعي وأنت من فرضت عليا الخضوع والإذلال فلتكن حر...