انت من اكملني ، انت من جعل من ما اكون عليه اليوم .
شكرًا لك ،،
-
دخل تايهيونغ الى الصف نعسًا تماما بالكاد يفتح عينيه
"دانييل بالغنا في اللعب البارحة " قال بعفوية يفرك عينيه بقوة بينما ينظر اليه دانييل بنظرات غريبة
نظر تايهيونغ الى الجسد بلا روح الغير غريب عليه والذي يجلس لوحده في ابعد زوايا الغرفة
نظر الى دانييل ليذهب نحوه بخطى حذرة
نظراته كانت بلا حياة
عينيه ذابلتين
شعره مشعث
بشرته شاحبة
عروقه بارزة بشكل مخيف
اطرافه مرتجفة
شفتيه جافتين
عاينه تايهيونغ بعينيه متسعتين لم يلحظه الاخر بسبب شروده
"ج-جونغ كوك ؟" ساله تايهيونغ بهمس لينظر اليه ببرود
"انت لم تمت ؟" تحدث بهدوء مخيف
"ماذا- ماذا جرى " لم يستطع تكوين اي جملة مفيدة بسبب وقع الصدمة
"انا ميت ، اعتبرني كذلك " اجابه جونغ كوك ببرود ليعيد نظره الى الامام
"انت هنا ، يمكنك مساعدتي " نطق تايهيونغ بحماس يقفز مكانه
"آآه ، ما زلت هنا ؟" ساله جونغ كوك بذات بروده
بل وشعر الاخر بثلج يتطاير فور كلامه
"يمكنك مساعدة نفسك ، لست طفلًا " اضاف جونغ كوك بانزعاج
"انا لا اذكر عنك شيئًا سوا وجهك ، تعرضت لحادث ، انا احتاجك ، احتاج ذكرياتي " حادثه تايهيونغ بنبرة راجية
"ممتاز ، هذا المطلوب ، اخبرتك اعتبرني مجرد ميت لعين ، لماذا لا تفهم " اجابه جونغ كوك بجدية لتعلو نبرته في النهاية ليبدو كالصراخ
انتقل انتباه دانييل وسويونغ اليهما
"سويونغ " ناداها دانييل لتنظر اليه يؤشر عليهما وكانه يطلب منها تقديم المساعدة لتنهض بعد تردد خفيف
"جونغ كوك ، اهلًا بعودتك " قالت سويونغ بابتسامة
"انها لطيفة معه " قال تايهيونغ بهمس مسموع لتنظر له بتهديد فيخفض بصره خوفًا
"مر وقت طويل ، ثلاث شهور هاه ؟" حاولت استخراج اي كلمات من فمه اكنه لم تحصل سوا على هدوء مخيف وتجاهل
"الن تتخطى الامر فقط جونغ كوك ؟" سالته بجدية
"يحق لك بالتدخل صحيح ؟" قال لها بابتسامة مخيفة
"بالمناسبة استقبال لطيف صديقاي " قال جونغ كوك ليغادر الفصل تزامنًا مع دخول الاستاذ
"انه لشاب مسكين ليتحمل كل هذا " قال الاستاذ بصوت مسموع ليظهر الاسى على معالم بقية طلاب الصف
"ماذا ، ماذا " صرخ تايهيونغ بعدم صبر لينظر له الجميع باسف
"عليك ان تعرف وحدك " قال الاستاذ
-
"انا لا افهم دانييل ، من المفترض ان يكون صديقي ، انا اعتمد عليه في استرجاع ذاكرتي " قال تايهيونغ لدانييل بجدية لينظر خلفه بفاه فاغر
"ها هو " قال دانييل لينظر الاخر نحو صوب بصره ليراه برفقة سويونغ
"انه يتكلم ، وهي تبتسم ، ماللذي يجري هنا " نطق تايهيونغ بنفاذ صبر
"تاي ، اشتقتك " صوت يوجونغ جعله يغمض عينيه ويرسم ابتسامة على وجهه كي يستدير مقابلًا لها
امسك بيديها بين خاصته
"وانا اشتقتك ، كثيرًا ، ساقتل ووجين لانك يسرقك مني " قال تايهيونغ بابتسامة خفيفة كي يصدر دانييل من خلفه اصوات قيء فيحبس تايهونغ ضحكاته
"اريد ان احذرك من دانييل ، تعلم ، هو كان يواعد شقيقة سويونغ ، وهي تركته لانه خانها مع سويونغ " قالت يوجونغ بهدوء لينظر لها تايهيونغ باستفهام
"فقط اخاف ان يطعنك من الخلف " اضافت تمثل الحزن
"لا تقلق ، ساحذر منه ، انا فقط استغله لانه صديقي الوحيد من الفصل ، تعلمين " قال تايهيونغ بهمس
"ها هو فتاي " طبعت قبلة على خده ليشرد هو بفراغ امامه بينما دانييل كاد يفقد وعيه
~وداعًا ، ساذهب الان ' نطقت سويونغ تطلع قبلة على خده ~
طرق بيده على جانب راسه لعله يزيل الالم
"انت بخير ؟" تحدثت بقلق
نظر خلفه نحو مكانها لتصيبه صدمة
نظر دانييل كذلك ليحدق هو الاخر بعدم تصديق
"جونغ كوك ، لا " همس تايهيونغ بوهن
كانا يتبادلان القبل ، من احبها ، ومن كان صديقه ، هما من طعنا ظهره في النهاية .
"ليست اول مرة يفعلان هذا عزيزي " همست يوجونغ بخبث بجانب اذنه
وقع ارضًا بعد ان فشل دماغه البسيط عن تكوين كل هذه المعلومات
بقيت عينيه معلقةً على كليهما بينما تجمعت بعض العبرات في زوايا عينيه
رغم صراخ يوجونغ ودانييل حوله قلقًا وجريهما في الارجاء بحثًا عن مساعدة
كان كل شيء هادئًا من جهته
كان ينظر اليهما
من كانا عالمه ، وكل ما اهمه
شعر بوخزة في جانب صدره الايسر
شعر بالغدر
شعر كذلك بجثته ترتفع عن الارض تستقر على ظهر دانييل
ليبدا المشهد بالابتعاد شيئًا فشيئًا
استسلم اخيرًا مغمضًا عينيه
"اسف " قال جونغ كوك ببرود لسويونغ بعد ان فصل القبلة كي ينهض ويستدير مغادرًا
"علينا البقاء مع بعضنا ان اردنا منهم التصديق " وضحت له
"امامهم فقط " اضاف هو ليمشي مبتعدًا
"هل هو بخير يا ترى ؟" سالت نفسها بقلق انظر لعلها ترى له اثرًا
"اسفةٌ ايضًا "
-
"ابتعد عنها " صرخ تايهيونغ غاضبًا ينهض عن السرير
"اشكرك ، هذا ما استحقه بعد اعتنائي بك منذ يومين " قال دانييل بابتسامة بلهاء
"ماذا جرى " سال تايهيونغ يعود الى اليرير بعد ان شعر بصداع طفيف
"فقدت وعيك ، منذ يومين ، واستيقظت الان " اجابه دانييل ببساطة
"اكره حياتي ، بات المشفى بيتي الثاني " قال تايهيونغ بضيق
"لا عليك ، ستشفى ولن تعود هنا ابدًا " قال دانييل يحاول التخفيف عنه
"اتمنى "قال تايهيونغ ينظر امامه باحباط
دخلت عندها يوجونغ تنظر بسعادة اليه
"يبدو انه اعياك التعب عزيزي " قالت يوجونغ تتفحص حرارته
"لا داع للقلق ، ساكون بخير " طمأنها بابتسامة
"دانييل ، ايمكنك اعطائنا دقيقة على انفراد ؟" سالته بجدية ليغادر بدون اي كلمة
"تاي ، انا ارجوك ، لا تضغط على نفسك " قالت يوجونغ ترتب له شعره
"لست افعل ، لكنني تذكرت شيئًا عندما رايتهما هكذا " اجابها بصوت الثقيل
"هي قبلته سابقًا ، ولذا انت انفصلت عنها " قالت يوجونغ
"لكنك قلت انني لم افعل " نظر اليها متسائلًا لتنظر له بحاجبين معقودين
"بلى فعلت " قال يوجونغ ترتجف
"استيقظ صديقي " قال ووجين بحماس يرمي له مغلفًا
"هدية -حمدا لله على سلامتك -" وضح ووجين
"لا اعلم ماللذي علي قوله صديقاي ، شكرًا " قال تايهيونغ
تحول فجاة في راسه وجه يوجونغ لخاصة سويونغ
ووجه ووجين الى خاصة جونغ كوك
وغرفة المشفى الباردة الى اخرى دافئةٍ
تنظر له سويونغ بدفئ ، بينما ينظر جونغ كوك اليها هي بنظرات عميقة
"كان واضحًا " تردد صوته في راسه
اقتربت سويونغ منه تحضن كفه
"حمدا لله انك لم تتاذى ، كان يمكنك ان تموت " قالت سويونغ بقلق تنظر في عينيه
"اجل ، اذا مت يا صديقي قد اموت انا ايضًا وانت تعلم ، اعتن بنفسك !" قال جونغ كوك يتدعي البكاء
"انتما سخيفين ، كُسِرت ذراعي ، شعرت للحظة اني قمت بحادث مروع " صوت تايهيونغ اجابهما لينظرا اليه يضحكان
"لا تتحدث هكذا قد يحدث " قالت سويونغ لينظر اليها جونغ كوك بصدمة
"لا لن يفعل ، هو لن يتجرأ على تركي ابدًا " قال جونغ كوك بفزع
"طفلين " قال تايهيونغ يضم سويونغ بينما ينظر الثالث بغيرة لتقهقه هي بخفة بين احضانه
تردد صدى ضحكاتها في دماغه
فتح عينيه ليرى وجه ثلاثتهم قلقين ينظرون اليه
حضن هو يوجونغ بدون اي كلمة
"لا تتركيني " قال بعد ان ذرف بعض الدموع
"لا تاي " قال دانييل بحزن بينما ينظر اليه ووجين بامتعاض
ربتت يوجونغ على ظهر تايهيونغ بخفة
"ارجوك ، ابقي معي ، انهم كاذبون ، كلهم كاذبون " بدا صوته يتحول الى الصراخ كي يحضر طبيب بسرعة
"ابتعد انت " صرخ به تايهيونغ يدفع يوجونغ وينهض عن السرير مبتعدًا الى الزواية
"سيد كيم ، هل انت بخير ؟" ساله الطبيب
"اجل ، فقط اذهب !" صرخ به مجددًا بسهتيرية
"نظرًا لنوبات توتره هذه ، عليه البقاء بضعة ايام هنا " قال الطبيب بهمس الى دانييل
"اظن ان عليه العودة ، فهو مستاء بسبب تواجده هنا " اجابه دانييل بجدية
"ساعطيه اعفاءا للان ، على مسؤوليتك ، وعليك توقيع مستند ينص على-" بتر دانييل حديثه
"حسنًا فقط احضره " قال دانييل يهز راسه بتفهم لينظر به الطبيب بشك بينما يغادر الغرفة
"تايهيونغ ، انت بخير الان " قال دانييل يربت على كتفيه بخفة
"كوك، ارجوك ، اياك ان تتركني " هزه تايهيونغ من كتفيه برجاء لينظر له دانييل فاغرًا فاهه
"انا دانييل " قال دانييل يلوح امامه
"عنيت دانييل ، جونغ كوك اشتقت اليك " قال تايهيونغ مخاطبًا ووجين والذي ينظر اليه بخوف
"ماللذي يحدث معك ؟" صرخ به دانييل باستغراب
"انا فقط اشتقت صديقي ، مالمشكلة " ساله تايهيونغ بعدم فهم
"فقدت وزنًا دانييل " قال تايهيونغ يعاينه من الاعلى الى الاسف
"ايها الطبيب " صرخت يوجونغ بقلق منادية على الطبيب راكضة من الغرفة
"اذًا ، انتم تظهرون له ماضيه بشكل صحيح ؟ صحيح ؟" سالهم الطبيب لينظرو ووجين ويوجونغ الى بعضهما
"في الواقع .." تكلم ووجين بتأتأة
"انتم تمزحون ، سيختلط الامر عليه الان ، وسيبدا ببعثرة الاسماء ، والاحداث فقط كما يتذكر ، لن يهمه من من يتحدث " قال الطبيب بغضب طفيف
"لم نكن نعلم " حاولت يوجونغ الدفاع عن موقفها بينما ينظر دانييل نحوهما بانتصار
"اتمنى انكما راضيين الان " قال دانييل يتركهما ويدخل الى الغرفة حيث يرقد آخرهم
"اي تحسن صديقي ؟" ساله دانييل ينظر في عينيه الفارغتين تمامًا
"اين هو والدي؟ " ساله تايهيونغ فجاة
"في الشركة ، لديه عمل حاليًا " اجابه بايجاز بينما علت وجهه ملامح شك
"خذني اليه " طلب تايهيونغ بجدية يوجه نظره نحوه
"هيا بنا " قال دانييل يغطي كتفيه بمعطفه فوق ثوب المشفى
مرا من جانب الطبيب والثنائي بدون اي يعطوهم اي انتباه ليكملا مسيرهما بخطى اسرع
"وانت تظن انك تستطيع كتابة حياتي من جديد ؟" صرخ تايهيونغ فور اقتحامه لمكتب والده لينظر له والده والخوف يطغى عليه
"تعلم ، سويونغ وجونغ كوك بجانبي ، ودانييل ايضًا ، لذا لا تعتقد انك يمكنك جعلي لعنة متحركة تصغي اليك !" اكمل صراخه بينما اهتز صوته
"لم انت بثوب المشفى ؟" ساله والده
"لا تغير الموضوع " ضرب مكتبه بقوة مخاطبًا والده باعتلاء
"ماذا تظن نفسك فاعلًا ايها الشاب " فقد والده صبره بينما ينظر له بغضب
"استعيد حياتي التي سلبتها مني ، ابعدت جونغ كوك ، وها انت تبعد سويونغ ، ماللذي تريده مني ؟؟؟" رد تايهيونغ بجنون
"انت بخير ؟" ساله والده بعد ان تعمق في وجهه ليجده شاحبًا
"كيف عرفت انني من ابعدت جونغ كوك ؟" ساله والده بهدوء
"سمعتك قبل ارساله !" اجابه تايهيونغ بحدة
"هل رايته ؟" ساله والده
"كان معي في المشفى" قال تايهيونغ بسخرية
"متاكد ؟" تحدث يخرج هاتفه
"ماللذي تنوي الوصول اليه ؟" ساله تايهيونغ بشك
"جونغ كوك تعال الى هنا " نطق والده عبر سماعة الهاتف
ليحضر جونغ كوك في غضون ثوانٍ ويحدق بتايهيونغ ببرود
"كنت في الواقع اريد محادثتك سيد كيم " تجاهل الاخر لينظر الى الاكبر
"هل كنت برفقته في المشفى ؟" ساله كيم لينظر جونغ كوك اليه باستفهام
"ليس لدي وقت لهذه التفاهات ، اريد فقط اخبارك انني ارفض عرضك اللعين " قال جونغ كوك ببرود ليهم مغادرًا
"جونغ كوك انتظر " ناداه تايهيونغ يغادر هو الاخر
"هيا نشاهد فيلمنا المفضل ، انا لست بخير " قال تايهيونغ لينظر له الاخر عاقدًا حاجبيه
"الم تكن فاقدًا للذاكرة ؟" ساله جونغ كوك باستغراب
"ماذا ؟ " ساله تايهيونغ بقهقه خفيفة
"رايت سويونغ ؟" ساله تايهيونغ
"ماللذي حدث في عقلك بحق السماء " نطق جونغ كوك ينظر له بحدة
"تايهيونغ " ناداه دانييل من بعيد ليلوح له تايهيونغ بسعادة
نظر جونغ كوك الى ملامحه السعيدة فيبتسم بدفئ لاول مرة منذ فترة طويلة
"ها هو دانييل هيا بنا " قال تايهيونغ يجر جونغ كوك من يده نحو دانييل
"هيا تنقصنا فقط سويونغ " قال تايهيونغ
حدق تايهيونغ بوجه سويونغ التي تنظر اليه بصدمة
"ما بها ؟" سالهم بجدية
"صداع ، صداع " صرخ فجاة لينظر ثلاثتهم اليه
"لا تاخذني الى الطبيب ارجوك " قال مخاطبًا جونغ كوك بعد ان وقع ارضًا يمسك راسه
بدات سويونغ بالبكاء بصمت تنظر اليه بقلق
"كذب كذب " صرخ مجددًا يطرق على راسه بخفة
"لا ، لا ، لا " بدا صوته يرتخي قبل ان يرتخي جسده ويفرد كفيه ويصبح مشابهًا لجثة هامدة بدون اي روح تسكنها
"لعله والده يحب رؤيته هكذا " قال جونغ كوك بعد ان خنقته العبرات يشيح ببصره عنه
"انه مسكين " نطق دانييل بحسرة يحاول حمله الى السيارة
"شكرًا لك دانييل " قالت سويونغ تمسح دموعها
"لا عليك ، ولا تقبليه مجددا واللا انا من ساقتلكما " حذرها ممازحا ليغمزها قبل دخوله الى السيارة
-