وٌمًآ إجّـتٌـمًعٌ جّـمًآلَ عٌينِيکْ وٌقُسِـوٌةّ قُلَبًکْ إلَآ لَلَفُـتٌـکْ بًهّـذِهّـ آلَروٌحً آلَتٌـي سِـکْنِتٌـ جّـسِـدٍي، لَکْنِ إلَﮯ مًتٌـﮯ؟ 🌸💭
--
_”هوسووووكي!!“ صرخ صاحب الخصلات الشقراء وهو يركض خارج قاعة المحاضرة للحاق بالهيونغ خاصته الذي خرج ولم يبدي أي اهتمام به.
_”نعم تايهيونغ؟“ تمتم هوسوك بشرود وعيناه تجوبان حشد الطلاب للبحث عن الفتى الذي سرق قلبه منذ أربع سنوات متتالية دون أن يلقي أية نظرة لصديق طفولته تايهيونغ.
_”أنت تبحث عنه، صحيح؟“ تنهد الأشقر تاركا كتفيه ينزلان بعبوس فهو يدرك محبة هوسوك لذلك الفتى الصخرة وهو يكره رؤية صديقه في هذه الحال يومياً.
ألا يكفي هوسوك هيونغ مشاكل والديه وشجارهما الدائم ومرض أخيه ليتجاهله الشخص الوحيد الذي سرق قلبه وأنظاره؟
كانت تلك هي أفكار تايهيونغ الدائمة حين يرى حالة صديقه كلما تجاهله كرة الثلج تلك.
إكتفى هوسوك بالنفي برأسه وتنهد ليتجه نحو مقهى الجامعة على أمل أن يرى يونغي هناك فهو لم يكتفي من تأمل وجهه في تلك المحاضرة اللعينة؛ هو يعشق تفاصيل سكرته الصغيرة كطريقة رفعه لحاجبه بإستنكار لدى نطق الملقي بكلام غير مفهوم، أو كيف يلعب بقلمه من شدة التوتر، كيف يفتح فمه كالسمكة ويغلقه حين لا يجد بما يرد أو نظرته الفارغة للأستاذ حين يعطيهم مقالات طويلة. حسناً قد يعتقد البعض أن مين يونغي بارد ومخيف، لكن هوسوك يراه كألطف قطعة سكر، قطة صغيرة لطيفة غاضبة على العالم بأسره وهو يطمح لجعل تلك القطة ملكا له وحده.
_”هيونغ توقف عن النظر إليه هكذا تكاد تمزقه بنظراتك!!“ همس تاي في أذن هوسوك بعد أن جلس كلاهما إلى إحدى طاولات الكافيتيريا مقابلين لطاولة مين يونغي ورفاقه؛ في الحقيقة يونغي ليس لديه أصدقاء كثر فهو يحرص ألا يصاحب إلا ذوي المقام العالي والأموال الطائلة ولهذا فأصدقائه هم جيون جونغكوك، كيم نامجون وبارك جيمين فقط، أو المعروفين بأغنى وأوسم طلاب المدرسة.
_”إنه ملاك منزل تاي تاي!“ تنهد هوسوك ناسيا طعامه الذي قد فقد لذته بل إنشغل بتغذية روحه بجمال سكرته وأفكاره في إحتوائه داخل حضنه.
_”أجل أجل، ملاك متغطرس عنصري وطبقي!“ أطلق الأشقر بسخرية مُدحرجا عينيه ليأخذ التاكوز الخاص بهوسوك ليشبع بطنه به ومتجاهلا صديقه الأحمق الذي بنى لنفسه قصراً من الأوهام وبات يعيش فيه، غير مكترث لأمطار الواقع التي قد تكسر كل شيء فوقه.
_”أنت لا تفهم تاي! هذه مجرد واجهة! ما تراه أنت ليس مين يونغي الحقيقي!! هو يخاف من إظهار حقيقته وطيبة قلبه للجميع وهذا ما يجعله مميزاً عن الكل... هو جوهرة ثمينة لا يلمسها إلا من يقدر على إذابة الجليد حوله!“ حاول هوسوك أن يشرح لصديقه لكن دون فائدة فتايهيونغ لا يؤمن بهذه الخرافات وليس من النوع الذي يحب التعمق بالتفاصيل فهو يتقبل الواقع كما هو وقد رأى يونغي يذل أناساً كثيرين لمجرد كونهم فقراء وهذا كفيل بجعله يمقثه للنخاع ويخاف على الأحمق هوسوك من أن يجرح أكثر.
_”جونغ هوسوك!!“ تجمد كلاهما لدى سماع صوت كيم نامجون ينادي على هوسوك من طاولة الأمراء كما يسميهم تاي بطريقة ساخرة.
نظر هوسوك له ببرود فهو لا يقبل أن تتم مناداته بتلك الطريقة فمن يريد التحدث معه عليه الوقوف والاقتراب بإحترام فهو ليس كلب أحد لكن فضوله تآكله ومجرد تخيل أن الموضوع متعلق بسكرته جعله يتوتر أكثر وطبعاً كل ذلك مخفي خلف قناع من اللامبالاة وحاجب مرفوع.
_”ما الذي يريده منك؟“ تمتم تاي بهدوء لصاحبه كي لا يسمعهما أحد.
_”لا يهم.. “ نهض هوسوك من مقعده وأخذ محفظته ليغادر القاعة بوجه البوكر خاصته غير مكترث لما يريد أحد الأمراء منه.
في تلك اللحظة إنفجر جيون على صديقه نامجون الذي بدى متفاجئا من تجاهل أحدهم له فهذا قليل الحدوث وصار رفاقه يسخرون منه ما عدا كرة الثلج الذي قضم شفاهه فلا يستطيع أن ينكر أن تلك الحركة من غريب الأطوار أثارت إعجابه ورغم حبه للأموال والحياة الفاخرة إلا أن هذا الشاب الغريب عنه قد أثار إعجابه بثواني قليلة جداً.
_”سأسبقكم للقاعة.. “ تمتم يونغي ببروده المعتاد ونهض من كرسيه غير مبالي إن سمعه رفاقه وسط سخريتهم وضحكاتهم المتعالية.
خرج يونغي إلى الحديقة وهو يبحث بعينيه عن الفتى الذي خرج قبله لكنه لن يعترف بذلك لنفسه فكبريائه لا يسمح وحين رآى المكان خاليا إلا من بعض العشاق على العشب دحرج عينيه وإلتف حول المبنى بإتجاه قاعة الموسيقى لكن توقف حين رآى ما ضخ الدم في خديه الناصعين.
هناك كان يقف الفتى المدعو جونغ هوسوك، خصلاته التي تسابق الليل في سوادها مرفوعة نحو الأعلى كما لو أنه طبق أعنف أنواع الشد عليها، ذراعا قميصه مطويان فوق الكوعين لتبرز عروق ذراعيه وعضلاته بينما هو مستند على الجدار، رأسه للأعلى وشفاهه تحتضن سيجارة لينفث دخانها نحو الأعلى متسببا في حركة تفاحة آدم التي زينت عنقه.
_”ماذا تريد؟“ تحدث هوسوك ببحة عميقة وبرود يخالفان الأعاصير التي تحدث داخل قلبه فهو لا يحتاج أن ينظر ليعرف عطرة سارق أفكاره والمسيطر على دقات قلبه.
_”ا ا التدخين ممنوع هنا!“ تلعثم يونغي للمرة الأولى لتتسع عيناه ويزيد إحمرار خديه، فالحادثة التي وقعت للتو لا تتكرر كثيرا وهي جونغ هوسوك يتلعثم.
_”أوه حقاً؟ ومنذ متى وقزم مثلك يملي الأوامر سيد مين؟“ نطق هوسوك بسخرية ليبتعد عن الجدار ويتجه نحو سكرته بحاجب مرفوع.
_”لست أنا من وضعها، القانون الداخلي لهذه المؤسسة ينص على ذلك!“ ضرب كرة الثلج ساقه في الأرض كدليل على انفعاله متسبباً بإنطلاق ضحكة من شفاه المدخن وهو يقترب من قطته اللطيفة.
_”اللعنة مين يونغي لا أصدق أن هناك من يراك مخيفا!“ ضحك هوسوك وهو يكاد يحاصر يونغي الذي إرتعشت ركبتاه من البحة الرجولية ورائحة السجائر المختلطة بالكولونيا المثيرة والتي تنبعث من هوسوك.
_”لا تمتحن صبري والا اشتكيتك للمراقبين!“ هدده وهو يشير لوجه الأطول قامة بغضب تسبب في إحمرار خديه واشتعالهما أكثر فلقد تعود أن يخافه الجميع ويتلعثمو تحت نظراته القاسية والأمر يبدو غريباً جداً حين وجد من لا يتأثر بتلك النظرات القاسية؛ لكن يا ليته يعلم أن نظراته تلك فتكت بذلك القلب المسكين.
_“إفعلها لا يهم، أقصى ما يمكنهم فعله هو طردي.. “ نطق هوسوك بسخرية وإبتعد عن جسد القطة أمامه ملتفا ليتجه نحو الباحة العامة لكن أوقفته يد أمسكت بذراعه.
_”لن أشي بك مقابل شرط.. “ تنهد يونغي وهنا فهم هوسوك اللعبة؛ فيونغي أراد تخويفه فقط ليجعله يطبق ما يريد.
كل ما كان عليك فعله هو أن تطلب سكرتي، أتعتقد أنني قد أرفض لتلك الشفاه المذنبة طلبا؟
_”وما الذي تريده؟“ رفع هوسوك حاجبه بإستنكار عكس حروب الفرح والفضول التي أقامت ميدانها في تضاريس قلبه.
_”ساعدني في جعل كيم نامجون يغار!“ وتلك الكلمات كانت بداية جروح كتيرة أقبلت على قلب الأصغر دون علم منه أن الحب قد يحرقه حيا.
لكن البعض يستحقون أن نحترق لأجلهم 🌸💭
---
ملاحظه: الشابتر قصير اعلم لكن وعد مني البارت بعده يكون 3 مرات طوله، اتمنى الرواية القصيرة تنال اعجابكم 🌸💭
Written for that special someone 🌸🌸