الشَوقُ أقلَقَنِي .. وإنعَدَمَ طَرِيقٌ يَصِلُنِي إِلَيه ~
خَطِطتُ مِثَاَلُه فِيّ بَطنِ كَفِيّ ... وَقُلتُ لِمُقلَتِي: فِيضِي عَلَيّه ~
سيهون بقي باكياً أسفل المرفأ
أمست شهقاتهُ رفقياً لحزنه.
بقي يرسم تفاصيل ما يحفظهُ من الحوريّ المختفي بعودٍ صغير , لمعان عينيه , مثالية أنفه , تورد شفتيه ... ولا أحدها أُتقن على رمل الشاطئ ...
رسم ذيلهُ مع الكثير من الحراشيف .. وبكل واحدة يكتب إسمهُ بصراخٍ داخله
الثالثةُ عصراً وما من مجيب ..
سيهون كان يستعد للرحيل حالما سمع نغمة هاتفه للمرة السابعه والعشرون تنبأ بعدم حصول خيرٍ بعد الأن من والدته بعد أن علمت بتغيبه , هو بالفعل قد أخبرها في إتصالها الرابع أنهُ بالشاطئ ولكن لم تكترث ..
لكن !
توقف !!
بوجهٍ ذعر !!!!
وعاد باكياً ليجلس القرفصاء بطريقه
"إل-إلهي ... أرجوك ... ل-ن أستطيع الصبر لأكثر ... "
شهقاتهُ علت
هو أصبح يسمع صراخ لوهان بإسمهِ كثيراً , وظن بجنونه.
كلما يسمعه يظن بأن الأخر يؤنبه أو يعاتبه لأمرٍ ما هو أيضاً لا يعلمه..
بقي يشهق ويفرك خديه الراجيه للراحة
جفنيه كادت أن تنطبق لإنتفاخهما
شفتيه تناجي بالدفئ ليقل إرتجافها
ولا يزالُ صامداً .. على الرمال .. مقابل المحيط .. مع البرد الشديد.
لا يكترث , وأَملُ لقيى حُبه لا ينقطع.....
القلادة , لم يفصل أناملهُ عنها ابداً .. يضغط عليها كُل ثانيةٍ وتاليها .
بكائه لا يتوقف , عصر رأسهُ بين ركبتيه بينما يشد شعره لمرارةِ واقعه ..
ضغط على القلاده راجياً رؤياه
ليقشعر بدنهُ ويرفع رأسه مع فتح عينيه قليلاً بعد أن سمع ضوضاء وتنفساً ثقيل بعيدٌ قليل ..
أمعجزةٌ حدثت ؟ آلآمٌ عادت ؟
الربُ إستجاب .... والمُعاناةُ بدأت .
هو رأى هيئةً بشرية قادمة من البحر وعقلانيته تجاهلت الأمر ..
في حالته من سيصدق ؟
"سس-سيهونني~..."
ولكن الأخر لم يعد يفرق بين خياله أو واقعه
أسمع صوته ؟ بالطبع ظن بأنه جُن.
فهو بدأ يرى لوهان أمامه ولكن بساقين ؟
هو تحاشى وعاود البكاء بشده , يلعن السراب الكاذب.
أنا جُننت.
لوهان أمامه.
ولكنه يضنه خيال
"سيهوني~ ل-لا تبكي أنا ه-هنا.." صوتٌ متألم ضرب طبلتي أذنيه المشتاقه
الأخر أحس بمعدته تعتصر وجسده يرتجف ليعود للخلف هاوياً على مؤخرته
سيهون رفع رأسه حالما أحس بأنامل بارده على وجنتيه وشيءٌ ضد جبهته
وبعدها لم يستطع رؤية أي شيءٍ غير خطوطٍ كثيره ومتبعثره من السواد !
أرتعب من ماضيه ..فهو لفترة لم يعد يرى بها وفقط سيشعر بحراشف!
مد كفهُ ومع شعورهِ بجلدٍ بشري .. سمح لشهقاته بأن تتعالى.
لا أمل لأن ما يعتقد أمامهُ هو والدتهُ لتجره للمنزل.
بعدها هو شعر برطوبةٍ على شفتيه
شخصٌ يقبله؟
من؟
فتح عينيه بسرعة!! أُمهُ لم تعد قبله منذ الإعدادية !!!!!!!!!!!!!!!!
تسربت شهقه ليضغط بعينيه بشده
رفع يدهُ للمسكِ بخديه ليلمس إحدى معصميه .. أمسكها ليقشعر بدنهُ من برودتها ويضغط على عينيه تزامناً مع إحكام قبضتهِ على المعصم .
رمى بالذراع بعيداً ليسحب وجههُ قليلاً ولكن الشفاه أقتربت أكثر ..
فتح عينيه بصدمه أخيراً ليتوقف الوقت لثانيه
هو رأه ! رأى ما تمناه ..
لوهان؟
لم يستطع مبادلته أثر صدمته
شعرٍ أسود
عينين مغمضة
رموشٍ طويلة وكثيفة
بشرةٌ بيضاء شاحبه ..
لذا ما أن فصل لوهان نفسه سيهون حبسه بين ذراعية يبكي مرة أخرى
هما لم يستطيعا الكلام.
مشاعر فقدهما لبعض كانت أقوى من أن تصفها كلمات.
البكاء حل. وهذا ما فعلاه.
ما أن هدأت شهقاتهم وأنتظم تنفسهما.
النظرات حكت أشتياقهما.
سِتةَ عشر دقيقة من اللاشيء يذكر غير النظرات.
لوهان ابتسم بإشعاعية والأخر بادلة بخفه وعدم تصديق.
إبتعد ذا الشعر الأسود قليلاً ليفرك وجنة سيهون الذي مال قليلاً برأسه لها لينتثر دفئ يده على ملامحهِ كلها ..
لوهان تعب من وضعيته حيث أنهُ يجلس ضاماً ساقيه لصدره مقابلاً سيهون الذي بالفعل قد أراح مؤخرتهُ للخلف قبلاً..
جلسا بجانب بعضهما ينظران للمحيط بينما سيهون إقترب أكثر ليخلق إحتكاكاً دافئاً يشعره بالواقع وأنهُ ليس مجنون ..
"أين كنت؟."
"كيف عشت بدوني؟."
"واثق."
"أجبني.."
"لا ترد علي بسؤال!" سيهون بطرف عينه نظر للأخر الذي أنزل رأسه ، أردف " مالذي حدث؟" ثم هز رأسه ناحية ساقي لوهان العارية بينما يمسح أنفه الذي يسيل من أثر الدموع
"أوه حسناً ها أنا اشعر بك عندما قلت سابقاً انك لن تخلع ثيابك..." هو تحدث بينما يفرك ذراعيه بإبتسامةٍ بلهاء ليرمي بنظراتهِ لكل شيءٍ عدا الأخر
سيهون استنكر ورفع حاجباً والأخر نظر له بسخريه وتحدث " أعطني ثيابا كالتي عليك .. احمق."
سيهون أشاح بوجهه وهو محمر
هم لم ينتبه لكون الأخر عاريٍ بجانبه
ابداً.
هو أمسك بحقيبته وأخرج ملابس أخرى.
دائماً ما يأخذ ملابس الرياضة المدرسيه إحتياطتاً عندما يبتل بالماء بسبب لوهان , ولم يفكر ابداً بإخراجها أو تركها بخزانته ..
مد يده للوهان ليأخذ الملابس ويرتديها
إستقاما ليلتفت سيهون ويبتسم ببلاه بينما يهز رأسهُ تزامنا مع ضرب قدمهِ للأرض بسعاده وخجل ..
"سيهون اين أضع هذا؟" هو بدأ بشقلبة الأقمشة بين يديه ويفكر
"ضعها بالمكان الذي تراه مناسباً , أسرع." سيهون كان يعطي الأخر ظهره ينتظر إنتهائه ليحتظنه ممعبراً لإشتياقه..
ولوهان لا يزال يجد الإرتداء صعباً
"سيهون ساعدني أين أضع رأسي." لوهان أستنجد ليسمع تنهد سيهون الذي تحول لضحك
لوهان قد أدخل ذراعية بالبنطال وهو يحاول أدخال رأسه إلا لاشيء!!
وسيهون وجد مظهره ممتعاً وهو قد إلتقط صورة سريعة
تغاضياً عن اسفله العاري ، هو خجل قليلاً ولك النهاية -كلاهما شابان- فلا مشكلة صحيح !
حيث ان لوهان لم يخجل ابداً.
"لوهان ليس هكذا !!" هو تذمر بسخرية ويمسك ضحكاته بينما يسحب البنطال من رأس الأخر
هو نظر للبنطال ثم لساقي لوهان وإلتفت فجأة ووجه اصبح محمراً ، "ادخل ساقيك به.." تحدث بخنق
هذا محرج ، تباً.
الأخر لم يسعه سوى القهقه ومحاولة إدخاله بساقيه ، هو فكر بأنه سيقفز بداخله وستجري الأمور ببساطة!!
ولكن محاولته باتت فاشلة حيث انه سقط ارضاً وتأوه بحسره وآلم.
سيهون إلتف بسرعة يستفسر والأخر شرح ببساطة انه فقز بداخله وحدث ما حدث لينظر له سيهون بسخرية .
"اكنت تجرب القفز لداخل بنطالك ؟ اوه لوهان~آه ! آنت بعقلك ؟؟؟" هز رأسهُ بسخط ساخر
هو أغاض الطفل امامه ليجعله ينتحب
"تعال.." هو اقامه ليمسك بالبنطال ويخبره بأن يدخل احدى ساقيه
الأخر بكل طواعه ادخل ساقيه وتنهد حالما تركه سيهون ليلتف ليكمل اغلاق الشيء المسمى بسحاب وما إلى ذلك..
ما إن انتهى حتى ربت على كتف سيهون ليلتفت مرة اخرى
"هذه هنا" امسك بهودي ذات لونٍ أُرجوانيٍ قاتم وأدخلها برأسه "ارفع ذراعك ، هيا لأدخله .." لكن الأخر رفعها بشكلٍ مبالغ وسيهون لم يسعه سوى القهقه.
"اخيراً.." لوهان ابتسم بسعاده حالما انتهى
"إلهي .. انت بالغ وتبقى لأكثر من عشر دقائق لترتدي ثيابك ؟؟" سيهون حقاً يحب إغاضته
"هيه ! إن كنت لا تعلم فلقد خُلقت بذيلٍ وزعانف و لا ارتدي شيئاً وهذه مرتي الأولى فأصمت.." إنتحب فلم يعد يرى الأمر مضحك
قهقه سيهون ليسحب الأخر بحظنٍ عميق , أراح جبينهُ على كتف الأخر الأيسر ليلتفت براسهِ مقابلاً عنقه ..
لوهان جفل ليرفع يديه بإبتسامةٍ كبيره ويشدهُ نحوه بإحكام ذراعيه على ظهر سيهون ..
أحسس بسيهون يملأ رئتيه ليتورد ويقهقه ..
إبتعد الأطول ليبعثر شعر لوهان بمرح يستمتع بتهربات الأخر منه ضاحكاً.
"إذاً .." سيهون سأل بينما عاد التشوش له حيث انه -كيف اصبح لوهان بشري كاملاً؟-
الأخر لم يفهم ولكن حالما رأى نظرات سيهون لساقيه استوعب وفرك ذراعية "هذا ، امم هو فقط انه علموا بشأننا بطريقةٍ ما وحدث انهم امسكوا بس وانا قادم إليك وتم وضعي في الصندوق.."
صندوق !
سيهون فكر بما انه يصعب تصديق وضع لوهان كونه حوري بحر ، فهو تخيل الصندوق كما توجد فيه الكنوز..
هو ضحك والأخر نظر له بإستنكار!!
"ماذا؟" نبرة سخط
"كيف سيسعك صندوق؟ أعني أنت ضئيل الجسد ولكن لا يزال أم أنها ضخمه لتسعك ؟" ردها بنفس النبرة
"لا تخبرني بأنك تضنه صندوقاً خشبياً توضع به الذهب والمجوهرات؟؟" نبرة السخرية تحولت لضحكاتٍ لا متناهية "سيهوني~ هو كالزنزانةِ لديكم ولكن نحن تكون في أعمق بقعةِ موجوده .."
سيهون خجل من تفكيره وغضب من سخرية الأخر ، فضل الصمت وتقطيب حاجبيه.
جلسا سوياً ليتحدثا كثيراً عن اشياء لا مغزى لها ولوهان سيضل يسأل الأخر عن أحواله طوال فترةِ غيابه .
تثائب وسيهون إلتفت لهُ "أتريد النوم ؟"
هز رأسه بينما يغطي ثغره ليبعثر شعرهُ بعدها ..
إستقام سيهون يسحب ذراع لوهان الناعس , مشى قليلاً ليعقد أصابعهُ بإحمرارٍ كشاه مع المتمايل خلفه .
"لنبحث عن مكانٍ للراحه وبعدها سنفكر لمكانٍ لتعيش به .." همس بخفه بينما يرمي بنظراتهِ بين الصور والشجر ..
"لا بأس معي بالعيش هنا .." تثائب ثانيتاً ليفرك عينهُ بسبابتهِ ويفرك أنفه بعد أن جعده يجعل سيهون يبتسم للطافته .
توقف سيهون للمحهِ لمكانٍ بدأ مريحاً
حيدٌ صخري ضخم , محفورٌ بجوفهِ فتحةٌ يغطيه بعض النباتات المنسدله من اعلاه بينما تعيش شجرةٌ ضخمه بجانبه الأيمن ليترك ليسراه رمال الشاطئ وزبد البحر ..
المكانٌ بدأ مريحاً للعين وأعصابه إرتخت إثر ظنهِ بجنونه
"رائع .." همس بحماس ليسحب لوهان الناعس ويجلس بالداخل بعد أن مسح المكان جيداً بعينيه لأي أثرٍ غريب .
جلس ليفرد ساقيه متكئاً بظهره على الضخر ليسحب لوهان لحظنه ويمسد على شعره
"نم~"
وما كان للأخر إلا أن يغمض عينيه بإبتسامةٍ خجله ليحظى بليلةٍ هنيئه بحظنٍ هام إشتياقاً له .