أطرافها ترتعش، عيناها أُغرقت بالماء المالح جاعلة غصة مؤلمة تقف عالقة بداخل حنجرتها تصعب عليها عملية التنفس، خائفة مما يحدث؟ ربما.
جُثة الصغيرة أمامها وقلبها مُقتلعًا بجانبها، الدماء مُنتشرة بِكُل مكان والرائحة كانت لا تُحتمل. ثوانٍ وأتى الألفا راكضًا لشعوره بها، المُستذئبون تجمعوا يشاهدون بتألم.
والدا دارسي يجهران بصوتهما على صغيرتهما.
ألم.
هذا كل ما كانت تشعر به.
——
"أطلبوا الطبيبة المُساعدة آثينا روسيل." صاح الألفا على مُساعديّه، البيتا و الأوميجا. ركضا بهلع، دقائق وأتت آثينا الباكية.
"والدا دارسي قالوا إن دارسي كانت لديكِ قبل وقوع الحادث." اومأت آثينا موافقة ثم همست بصوتها الأجش أثر البُكاء. "ذئبتي شعرت بالخطر، فأخبرت دارسي أن تذهب لوالديها خوفًا عليها، لكنّي لم أكنّ أعلم إن الخطر يبحث عنها هي!"
تنهد الألفا. "أُهناك شيء تعلميه ولا نعرفه؟" فكرّت آثينا قليلاً ثم أومأت. "دارسي.. كان لديها قوة."
——
شعور فُقدان شخصًا من مجموعتك كان مؤلم، بل الأشدّ ألمًا.. على الرغم من إنها مُنضمة لهم حديثًا، لكن الرابطة بينهم كانت قوية، وهذا جعلها تتألم. غير إن دارسي كانت حقًا عزيزة عليها.
تقدّمت آثينا بثيابها السوداء لمراسم الوفاة، المجموعة بأكملها مُتجمعة، إتخذت مجلسًا لينظر لها الجميع بكره، شعرت بقبضة قوية على وجهها إرتدّتها ألمًا. نظرت لصاحب اللكمة لتجدها والدة دارسي. "أنتِ.. أنتِ سبب مقتّل إبنتي! هذا إذا لم تكوني أنتِ قاتلها." باشرت بإعطائها لكمة جديدة لكنها لم تشعر بها بسبب يدا الألفا الغاضبة.
نهضت من الأرض ناظرة لهم، عينّا الألفا تقلبت للحُمرا. "لن أسمح لكِ أبدًا بإلإعتداء على فردًا من مجموعتي دون أدلة واضحة!" صوته جعل الجميع يصمت. شهقاتهم تعالَت مع الوقت و اللونا تقدمت حامية لأثينا مُبتسمة نصف إبتسامة.
والد دارسي تقدم آخذًا رفيقته مُهدءًا لها. الجو كان مصحوب بالتوتر وهذا ليس جيدًا بتاتًا.
"شُكرًا لكم." همست آثينا ليومأوا لها -الألفا و اللونا- متقدمين بجانبها إلى مجلس الألفا. حيث سيُلقي الخطاب.
"مجموعة القمر الأسود، إحدى أشدَّ المجموعاتِ قوة وصلابة، شاهدت اليوم مقتل إحدى أبنائها الصغار. دارسي ستايلز." صوته يحث على القوة والسلطة. قوته جعلت المجموعة بأكملها تصمت منصتة له بإحترام وخضوع. البعض يبكِ بصمت، والبعض نظراته باردة. تنهد مُكملاً خطابه ويستوقفه في جملة أخيرة.
"البعض منكم يتهم الطبيبة المُساعدة آثينا بقتل دارسي، وهذا خاطئ. لا يوجد أدلة على ذلك، ولم نرى من الطبيبة أي سوء منذ إنضمامها لنا بوصية سابقة من مجموعتها القديمة 'جزر القمر.' لذا لا أريد لأيًا منكم التوجه لها بأي سوء وإلا سيتعرض لأشد العقاب." أنهى حديثة محذرًا ليومأوا بصمت.
تقدم واقفًا بمنتصف المجلس ليبدأ بالعواء ثم يبدأ جميع من بالمجلس العواء بعده، كصوت ذئبًا واحد.
——
كم من المؤلم التعرض للإتهام و الظلم، كـ ألم سيفًا حادّ على طول القلب، أفكارًا تأتي وتذهب بداخل رأسها المتحجر، ذئبتها عادَّت لخانة الصمت، الجميع يبغضها وأصبح المعيش هُنا صعب.
من الصعب التنقل لمجموعة أخرى لإنهم لن يقبلوها بهذه السمعة ابدًا. تفكر وتفكر. كيف ستثبت برائتها؟ من قتل دارسي؟ لما قتلها؟ لما إحتل وجه الألفا معالم الدهشة حين أخبرته عن قواها؟
العديد من الاسألة وإجابتها هي.. المُخاطرة.
تقدمت متوجهه لمكتب الألفا، بعض النظرات و الهمسات وما إلى ذلك حتى دخلت المكتب بسلام. كانت تعلم إن الألفا لم يشعر بها لشدة إنهماكه بالملفات التي أمامه لذا حمحمت مُجلبة إنتباهه لينظر لها بإيستعاب وجودها.
أومأ قليلاً بمعنى 'ماذا تريدين؟' نظفت حلقها وقبضة يداها تشتد بتوتر ملحوظ حتى مالت للون الأصفر فاقدة الدماء.
"أريد الذهاب لمهمة. مُهمة البحث عن قاتل دارسي."