" لا أرجوك توقف " قالتها إيفا و الذعر ينتشر في أوصالها
ظلام فقط ظلام لا يوجد نور ولا امل فقط ظلام و شعاع القمر يتسلسل من النافذة الصغير جدا
اقترب منها ذلك الرجل و شعاع القمر كان يسقط على شعره الابيض ووجهه العجوز الملامح القاسية
" هذا درس بسيط لكي " قالها ثم لم تشعر الا بنفسها و هي تصرخ صرخة عالية جداً
انتفضت إيفا من نومها و العرق يغطي جبينها و كانت تلهث انه ذلك الكابوس مجدداً ، تنفست بعمق ثم نظرت الى الساعة
" تباً تباً تباً " قالتها و هي تنهض بسرعة من السرير لقد تأخرت ، دخلت الحمام و استحمت بسرعة ثم خرجت و ارتدت ملابسها و هي عبارة عن بنطال جينز ضيق و بلوزة بيضاء بلا اكمام و سترة خفيفة باللون الجملي و ارتدت حذائها و جرت معها حقيبة سفر متوسطة الحجم و انطلقت خارجة من شقتها الصغيرة
اشارت لسيارة التاكسي لتتوقف و ركبت بها و انطلقت الى وجهتها
لا زالت خيالات ذلك الكابوس في رأسها تحوم وضعت يدها على رقبتها و مررت اصبعها وراء اذنها الى منتصف رقبتها اغمضت عيونها تحاول كبت دموعها حمدا للله تلك الايام انتهت افاقها من شرودها صوت ابواق السيارات حولها فتحت عيونها و نظرت من النافذة " رائع ازدحام " قالت في نفسها و تأفأفت بضجر
رن هاتفها فالتقطته من حقيبة يدها و رأت هوية المتصل كانت كايت صديقتها المقربة
" مرحباً " قالت إيفا
" أهلا إيفا رايلي صاحبة السمو الملكي و ..."
قاطعتها إيفا قبل ان تكمل موشحها :"اسمعي قبل ان تبدأي اعلم اني متأخرة انا اسفة لكن ازدحام نيويورك لا يساعد و ارجوكي لا تبدأي بسلسلة الشتائم الآن انا على الطريق و سأصل خلال نصف ساعة احبكي و سأكون عندك قريباً قبلاتي و اودعك "
"لكن.." كانت ستكمل كايت ولكنها لم تستطع لان إيفا بالفعل اغلقت المكالمة
******
تنهدت كايت و نظرت الى الفتيات الثلاثة الاخريات القابعات معها في الغرفة
" ستصل بعد نصف ساعة انها عالقة في الزحام " قالت كايت لصديقاتها الثلاثة سمانثا و جوليا و لولا
"حسناً الى ان تصل دعونا نراجع مخططات اليوم " قالت سمانثا
" حسنا بعد ان تصل إيفا سنجلس و ندردش قليلا ثم نبدأ بالبحث عن طريق الانترنت عن محلات في ميامي تبيع الفساتين لنتفق على شيء " قالت لولا
" نحن لن نتفق فنحن نبحث عن فساتين الاشبينات منذ ثلاثة شهور ولم نتفق على شيء فأنتن (سمانثا و لولا ) تبحثن عن فستان فاضح و و انا اريد فستان اكثر فضيحة منكن و لكن كايت تريدنا ان نرتدي شيء تقليدي و لطيف حتى لانفضحها امام اهل زوجها " قالتها جوليا لتبدأ الفتيات بالضحك
" هاهاها لطيفة للغاية انت تقولين هكذا لانك لم تري جدة زاك انها مخيفة جداً عندما كنت ارتدي فستاني الاحمر الطويل بقيت ترمقني بنظرات مخيفة طوال حفل عيد ميلاد بيلا اخت زاك " قالن كايت ثم أضافت:" حسنا انا لا انكر انا فتحة الصدر كانت واسعة قليلاً "
" اووووه اصمتي ايتها الكاذبة واسعة قليلاً؟ لقد كان صدرك كله واضحاً و دعونا لا ننسى الفتحة الطويلة على طول ساقك الظهر المفتوح للفستان " قالت لولا بضحك
" هههههههههه حسناً معكي حق حتى ان زاك اكلني تلك الليلة " قالت كايت ثم أضافت :" الآن وقت الكلام المهم يا فتيات عليكن ان تخترن الفستان قريباً لم يبقى هناك وقت بقي اسبوعين على زفافي انتن الاشبينات عليكن ارتداء نفس الفستان ولا اريدكن أن ترتدوا فستان كفساتين راقصات التعري اتعلمون انا اعشق إيفا انها لا تعترض على شيء و ترضى بأي شيء انها رائعة "
#بعد مدة#
وقفت إيفا أمام بيت صديقتها كايت الكبير و حييت الحارس و دخلت و مشت على الممر الطويل المؤدي الى الباب و هي تجر حقيبة السفر ورائها وصلت امام الباب و قبل ان تطرق الباب فتح الباب و كان وراءه كايت و سمانثا و لولا و جوليا و كانت لولا تحمل مضرب بيسبول و سمانثا تحمل مقلاية كتفت كايت ذراعيها امام صدرها و نظرت بغل نحو إيفا
" مم .. مرحباً يا اصدقاء ما قصة المضرب ؟ " قالت إيفا بخوف
" ايتها الحمقاء الغبية نصف ساعة ها؟ لقد مر ساعتان و نصف منذ مكالمتنا سأقتلك حقاً " قالت كايت لإيفا و هي تهم نحوها هي و جوليا و سمانثا و لولا
تركت إيفا حقيبتها و بدأت بالجري نحو الحديقة للهروب و جرت الفتيات ورائها
" انا اسفة كايت حقاً ارجوكي اخبري المجنونة ان تترك مضرب البيسبول انتي تعرفين نيويورك و ازدحامها "
قالت إيفا و هي تلهث قبل ان تتعثر و تسقط على الارض هجمت عليها الفتيات و بدأن بالشتم و الضرب
"لو كنتي استيقظتي مبكرا لوصلتي مبكرا" قالت كايت
" اقسم اني سأحشر قدمي في بطنك يا فتاة لقد طال انتظارنا " قالت جوليا
" اخبرناكي انا تأتي مثلنا منذ ليلة البارحة لكنك اصريتي ان تأتي اليوم يا ذات رأس الفجلة " قالت سمانثا
" ما الذي يحدث هنا ؟!" قال زاك خطيب كايت و هو يقترب منهن
" ااه حبيبي متى اتيت ؟" قالت كايت لزاك و هي لا تزال تجلس على بطن إيفا
"منذ قليل لقد اخبرتني باربرا انكن في الحديقة ما الذي حدث؟! و بحق السماء انهضي من على بطن الفتاة لون وجهها أصبح احمر " قال زاك و هو ينظر الى إيفا
" كايت انهضي اشعر ان امعائي ستخرج من فمي لا استطيع التنفس " قالت إيفا باختناق
"هيا قفي " مد زاك يده لكايت لتنهض من على ايفا ثم اضاف بنبرة جادة :" و انتن اعطياني المضرب و المقلاية هيا"
" الحمقاء لقد تأخرت ثلاث ساعات عن الموعد المتفق عليه " قالت جوليا
" كم مرة يجب ان اقول انني علقت في الزحام " قالت إيفا و هي تنفض عن نفسها التراب
" حسناً حسناً اصمتن و كفاكن مجادلة غداً سننطلق جميعاً في الطائرة لنسافر الى ميامي لاعداد الترتيبات الاخيرة للزفاف و انا احذركن انتن الاربعة لا تتشاجرن مجدداً لان ذلك قد يوتر حبيبتي كايت انها عروس و يجب ان تكون صافية الذهن لا مشغولة بشجاركن يا صغيرات الا يكفي انكن لم تتفقن على فستان الاشبينات بعد " قال زاك بتأنيب
لتبتسم كايت انها تعشق هذا الرجل انه يهتمبها كثيراً
" تكلم معهن هن من يؤخرن الموضوع" قالت إيفا و هي تنظر لصديقاتها الثلاثة و أضافت :" فهناك من ارادت ان ترتدي حذاء ازرق ذو رقبة طويلة على فستان تقليدي من تصميم مايكل كورس " قالتها و هي تنظر نحو لولا
" لم يكن ازرق بل احمر " قالت لولا باندفاع
" يا الهي لا فائدة كان يجب ان اعلم ان صديقات خطيبتي المجنونة يجب ان يكن مثلها او حتى اجن منها " قال زاك قبل يتركهن و يغادرة و هو يمسك يد كايت
بقيت الفتيات الاربعة لوحدهن قالت إيفا :" حسناً لنعقد هدنة هيا فأنا اشتقت لكن "
" ااااه و انا ايضاً هيا عناق جماعي " قالت سمانثا ليتجمعن الاربعة و يتعانقن
" يا خائنات عناق بدوني " هتفت بها كايت من الشرفة ليضحكن هن بدورهن و بدأت كايت بالجري لتنضم الى العناق
" يا فتيات هيا الى الداخل باربرا جهزت الغداء " هتف زاك من الشرفة
" حسناً قادمون حبيبي "
#على مائدة الغداء #
" انظري انظري اليهم أظن أنني سأتقيأ " قالت لولا بهمس لسمانثا و هم ينظرون الى عصافير الحب زاك و كايت " اظن انني سأصاب بالتهاب في الامعاء انهم لا يتوقفون عن تبادل القبل اوه انظري انه يهمس في اذنها و ها هي تحمر " قالت سمانثا بهمس
ردت عليها لولا :" اقسم بقبر جدتي هارييت انه يهمس لها بكلام قذر لقد لعق قبل قليل بقايا الصوص من على شفتي كايت انهم مثل زوج الحمام " قالتها ليبدأن في الضحك
" ششششش توقفن ان هذا حقاً شيء رومنسي " همست جوليا لسمانثا و لولا
" هاااي بماذا تتهامسن انتن الثلاثة لست مرتاحة لكن ابداً " قالت كايت و هي تضيق عينيها
" نحن نتناقش في امور الزفاف اليس كذلك يا فتيات ؟!" قالت لولا
"نعم امور الزفاف" قالت سمانثا مؤيدة لكلام لولا
كان هناك حوار يحدث على المائدة لكن هناك شخص منهم لم يكن معهم بل كان عقله سارح في مكان آخر
إيفا كانت تتلاعب بطعامها و لم تأكل منه شيئاً كان عقلها قد رجع الى صيف عام 2009 اسوأ سنة مرت في حياتها كان عمرها ستة عشر عاماً عندما قام اباها التي هي من لحمه و دمه برميها في الشارع بعد ان ابرحها ضرباً رماها في اسوأ منطقةفي العالم حيث كل شيء سيء يحدث فيها كانت ....
"هاااااي إيفا انا اتحدث معكي " قالت سمانثا لتنتبه إيفا لهم و كانوا كلهم ينظرون لها
" احححم ماذا ؟ اسفة سمانثا لم اكن منتبه ماذا قلتي؟" قالت إيفا بعد ان استيقظت من الماضي
نظر كل من على المائدة لبعضهم البعض ثم قالت سمانثا:" لقد كنت اقول ان اللون الارجواني يناسبنا جميعاً اليس كذلك ؟"
" نعم الارجواني جميل ، اين ذهب زاك ؟" قالت إيفا
" ذهب ليتلقى اتصال " قالت كايت
عاد زاك و هي يبتسم و قال :" حبيبتي لقد اتصل دانييل و قال موعد الطائرة هو الثامنة صباحاً"
" اه بربك يا زاك انا اكره اباستيقاظ مبكرا في الصباح اجعلها مساءاً" قالت جوليا بضجر
" لا استطيع اننا سنطير بطائرة دانييل الخاصة و هو صاحب القرار لست انا " رد زاك
" من هو دانييل ؟!" سألت لولا
"انه صديق زاك المقرب" قالت كايت
"بل انه صديق زاك المثير و الوسيم و الملياردير ذو العضلات و الطول الفارع " قالت سمانثا ثم اضافت:" رأيته قبلاً كان في حفلة عيد ميلاد زاك و لكنك انت يا لولا كنتي مشغولة بإثارة جايك ابن السيدة باتريشا طوال الحفلة و لم تنتبهي "
"انه لا يعرف كيف يبتسم كان يجب ان تكووني موجودة إيفا إنه عابس طوال الوقت " قالت جوليا
"مؤسف انك لم تأتي لقد ضيعتي كتلة الاثارة تلك " قالت سمانثا لايفا
"حسناً يا فتيات دعونا نستعد للغد و انت ايها العاشق هيا اخرج و انتبه لاعمالك نراك غداً" قالت جوليا و هي تدفع زاك نحو باب الخروج
بعد ان رحل زاك بدأت الفتيات بالتحضير للغد و بقين يتحدثن كثيرااااا حتى ناموا جميعاً