...
أكتُب لكَ هذه الرسالة وأعلم إنكَ ستقوم بقِرائتها ،
بعد ساعاتٍ أو بعدَ عاَمينٍ أو رُبما كالمعتاد لن تقرأها كالرسائلِ السابقة
التي كنتُ ابدئُها بِ "أعلم إنك سَتقوم بقرائتها" ،
عموماً أردتُ أخباركَ بإن كُل شيءٍ مٓــنّ بعدكَ يمضي بشكلٍ أعتيادي
الساعة لم تتأخر والمشاة لم يتوقفوا ، الغيوم تسير والطيور تطير ،
الشمس تزول والليل يمضي ، كل شيءٍ كان طبيعياً عداي .
قلبك كيف حاله مٓــنّ بعدي أولم يوخزك او يؤلمك ،
ألم تشعر بأضطرابٍ فيه ولو قليلاً ! أو ألمٌ خفيف ! أي شيء ؟
ألم تفقد شهيتك للطعام أو تسهر لساعاتٍ متأخرة مٓــنّ الليل ،
ألم تسمع موسيقى حزينة
أو تُشاهد أي فيلم درامي حوالي الساعة الخامسة صباحاً ؟
ألم تؤذيكَ صفراءُ معِدتك لتخبركَ بأن جسدك خاوي تماماً !
ألم يختلف طعمُ الماء ؟ أصبح مُراً بالنسبه لي وعندما أخبرتُ أمي بذلك
إقترحت عليّ الذهاب الى الطبيب ليقوم بفحصي .
خشيتُ الذهاب خوفاً مٓــنّ معرفة الطبيب بمرضي
وأخبار أمي بأن إبنتها الوحيدةَ مُصابة بمرض خطير ،
أن تعلم بإنني مصابةٌ بك ، خَلّفتَ ورائكَ دماراً كبيراً ،
مَزقتَ قلبي وبتُ أنظر الى الرسائل وألايَام والأصدقاء
والطيور والمنازل والأيادي و المارة والأبتسامات والسماء والطرق والغيوم
ولا أراها محاولِة تخطيكَ بائت بالفشل كالمعتاد ،
حاولتُ تقبل الامر لكن أعتذر.
_ايناس الحسان