كَابُوسْ

By sadmds

1.7M 144K 161K

"هل اصبحَ جون جونقكوك كَابُوساً..اهآبُه؟" جون جونقكوك كيم سول مُكتملة✔️ More

01
02
03
04
05
06
07
08
09
10
11
12
13
14
15
16
17
18
19
20
22
23
24 🗝

21

74.8K 5.4K 8.9K
By sadmds

  فوت قبل القراءه جميلتي
تعليقات بين الفقرات 🌟

استغفرالله العظيم واتوبُ إليه 🌿.

____


-النجوم لا تلمع من دُونَ الظلام ،كذلك انتَ لن تنضُج
بدونَ الحزنِ والألم .


 
استلقيتُ على الارض ،في غرفتي المُظلمه
باسطةً ذراعيّ بجانبي ،واحدقُ بالسقفِ بصمت
كـ جِثةٌ هامِده ،غارقةٌ في افكاري

رغمَ انني افتحُ عينيّ ،كنتُ لا ارى سوى السوّاد
وظلمةُ غرفتي ليست بإختلافٍ عن داخلي المعتم.

شعرتُ بأنّ كل نفسٍ اخذه ،يسلِبُ كلّ ما لديّ
تسائلتُ ان كنتُ دوماً سوف اشعر بنفسِ الطريقه.

مضى على حالي ثلاثة ساعات ،رغم انني اشعر بأنّ الوقت قد توقف منذ استلقائي ،ولكن ساعة الحائط استمرت بنخرِ اذنيّ بصوتِها المُزعج ،لاُدرك انّه مضى الكثير من الوقت بالفعل.

وقد اصبحَ بعدَ مُنتصفِ الليل بالفعل ،وهذا هو وقت تواجدِ جونقكوك بالأسفلِ ،كما اعتدتُ على ان يفعل طيلة الايام الماضيه

بعد لحظاتٍ عدّه ،بدأت جولة جونقكوك الطويلة مع إلقاءِ الحجارةَ على نافذةِ غرفتي ،دونَ فقدانٍ للأمل.

ادرتُ جسدي بخمول بإتجاهِ النافذة ،كنتُ لا ازال مستلقيةٌ على الارضِ بالظلمة ،اصبحتُ احدقُ بالنافذه بهدوء
واصواتُ إصطدام حجاراتهُ بزجاجِ نافذتي ،كـ المواساة .

استرجعتُ ماقالهُ لي ،في تلك الليلة
عندما كنتُ على صدرهِ ابكي ،تحتَ المطرِ يعانِقُ جسدي.

"سوف احضنكِ عندما تكونين محطمه ،سوف اسحبكِ من الظلام حتى ترينَ الشمسَ من جديد ،لذا اريحي رأسكِ ،وابكي دموعكِ ،اعلمي بأنني معكِ هُنا"

بعدَ تلك الليلة ،دخلتُ غرفتي ولم اخرجُ من بعدها
حتى اليوم ،انا لم ألقاهُ بعد تلك الليلة.

ربما تتسائلون مالذي اجنيه من مُلازمة غرفتي الكئيبه ،والاستلقاء على الارضية في الظلمة طوالَ الاسبوعين الماضيين ؟
كنتُ ابني كيان كيم سول الجديد ،عملتُ عليهِ جيدًا
تجاربٌ افقهتني ماهية الحياة ،واكسبتني الخبره بالتعامل مع الظروف
جنيتُ العديد من القواعد التي لن تجعلني انهار مُجددًا.

  
انتقلَ بصري نحو النافذةِ مجددًا ،كانت تمطر ،تمطرُ بغزارةً ،وتعصفُ خارجًا.

رفعتُ جسدي الذابل بخمول لاقِفُ من استلقائي ،مشيتُ عدة خطوات حتى وقفتُ خلفَ النافذه ،ابعدتُ الستارَ بهدوء لألقي نظرةً على الخارج ،كانت تمطرُ بغزاره
فتحتُ زجاجَ النافذةِ ببطئ ،واستقبلَ وجهي قطراتُ المطر البارده ،وهواءٌ لطيف

ألقيتُ نظرةً الى الاسفل حتى يقعُ بصري عليهِ يقِفُ هُناك ،يسنِدُ جسدهُ على السور ،يدخنُ بهدوء سيجارتهُ التي يحميها من المطرِ بكفِّه ،غير مكترث بالمطر الذي بللَهُ بالكامل

ملامحهُ هادئه ،يحدقُ بالارضِ المُبلله ،خائِبُ الملامح
أكانَ يصنع ذلك التعبير بعدَ ان لا يتلقى ايّ ردّ ،في كل ليلة ؟
أكنتُ اجعلهُ يعودُ خائبُ الأمل في كل مرة ؟

احنى جسدهُ ليلتقط حجارةٌ منَ الارض بهدوء ،استقامَ شاردًا ،وكادَ ان يرمي بها بوجهي لا زجاجَ النافذة الذي امتلئ بالخدوشِ والفضلُ يعود إليه.

توقفَ قليلاً ،يحدِقُ بي بوجهٍ تعرّى من التعابير ،حتى ارتسمت إبتسامةٌ صغيره على ثغرِه ،ألقى الحجارة ارضاً ونفضَ يديهِ بهدوء ثم نشأ يحدقُ بي بصمت

لم تكن المسافة بعيدة بينَ الارض والنافذِه
استطعتُ تأمُل تجاعيد عينيه الطفيفه حينما ابتسم ،شفتيه الورديه تقوست ليبتسم بهدوء.

"هُناكَ سلمٌ في الداخل"
تلعثمتُ بدايةً ،ثم اشرتُ بعينيّ بهدوء الى سطحِ المخزن القريب ،حتى اشيحُ ببصري عنه.

بدأ انه لم يسمع او يفهم ما اشيرُ إليهِ ،بقي يحدق بي
حقيقةً الأمر ليس انهُ لم يسمع ،بل لم يكن مُتأكدًا تماماً مما فهمهُ.

"اصعد ،انها تُمطر ،وعمتي نائمه ،اسرع"
وضّحت لهُ بهدوء ، بعد ان قطب جبينه يطلب مني التوضيح اكثر.

اشاح ببصره عني قبل ان يدير جسده ليحظر السلّمَ من المخزنِ القريب ،كما اخبرته ،عادَ مع السلّم ،ونشأ يثبتهُ جيدًا على الارضية المُبلله ،لم تكن ملامحه الهادئه طبيعيه كان يصطنع ذلك الهدوء
ظناً منهُ انني لم ألاحظ إبتسامتهُ الواسعه التي غدرت بهِ وظهرت قبل ان يُدير كاملَ جسدُه ،عندما كانَ ذاهبًا ليحظر السلّم.

  تأكدَ جيدًا من ثباتُه ،ووضع قدميه ليصعد بحذر

"يدكِ"
طلبَ مني المساعده ،نظرتُ إلى يدِه التي ادخلها من النافذه ،بينما جسدهُ لا زالَ يتشبثُ بالسلُّمِ من الخارج
يدهُ الكبيره مبسوطةً نحوي ،مُبلله ومحمّرةَ المفاصل
حدقتُ بها قبل ان امسكُ بها بتردد ،امسكتُ بها بإحكام وحاولتُ مساعدتهُ على الدخول.

قفزَ الى غرفتي بمرونة ،وكأنّ لديهِ سوابقٌ عدة بالتسلُل
زممتُ عينيّ بريبة اراقبهُ ينفض ثيابه المُبلله ،أطلبَ مني الإمساكَ بيده لغرضٍ آخر ،غيرَ المُساعدة ؟
اجل ،كانت يدي بيدِه ،فقط تتلامس
لم يجعلني اُقدّم المساعدة ،فقد قفزَ للداخل قبل ان اساعِده
لمَ طلبَ مني المُساعده؟.

   
اغلقَ النافذة خلفهُ ،وقد اسندَ جسدهُ عليها ثم ابتسم يبعثر شعرهُ المُبلل مُحدقاً بي ،افقتُ من شرودي عندما سأل فجأةً
"أتجلسينَ بالظُلمه؟"

نظرتُ نحوه ،كان يتصرف بطبيعية
ادركتُ انهُ اختارَ ان نتجاهل كل شيء ،هذهِ الليلة ،وان نتصرف بطبيعية ،لا طبيعة كيم سول وجون جونقكوك اللذان يتشاجران بكل مرةٍ يرون بها بعضهما ،ولا بطبيعة كيم سول المُنهاره وجونقكوك المواسي.

طبيعة شخصان يجلسانِ مع بعضهمِا.

إلتقطتُ القبعة من المنضده وارتديتها فورًا حتى اُخفي شعري القصير ،وسحبتُ منشفةً من الخزانة ثم اضأتُ الغرفه اخيرًا
قبل ان اناولهُ المنشفة بهدوء

وفور ما إلتقطها بخفةٍ من يدي اتجهتُ الى سريري ،بعيدًا عن بقعة وقوفه ،ألقيتُ بجسدي فوقهُ بخمول ،اشعرُ بالإرتباك والتحديق بسقفِ غرفتي يجلب الراحة ،ويمُدّني بالطاقه ،وربما قد تكون طريقةً آخرى لتجنب هذهِ اللحظة الغبيه والجو المشحون الذي تكوّنَ بيننا .

اشعر بهِ ينظر نحوي ،يجفف شعرهُ المُبلل ،عينيهِ لم تتزحزحان عن مكاني ،وقد وجدتُني فجأةً اكتم انفاسي لغير سبب عندما شعرتُ بخطواتِه تقتربُ نحوي ،حتى وصلَ الى السرير

وقفَ يحدقُ بهدوء ،يخدش شحمة اذنه بشرود ،كما لو انهُ يتخذ قراراً في مُنتهى الاهميّة.

انتفضَ جسدي وشددّتُ يدي فوق ملاءة السرير عندما ألقى بجسدهُ بجانبي ،مُستلقياً بالقرب مني ،بجانبي
انا اعني بجانبي بالضبط
حدَّ تلامس كفيّ بكفِّه الذي سقطَ بجانِبه.

سحبتُ يدي التي ارتعشت ،الى صدري
"مالذي تفعله؟"
سألتهُ بتعجب ،رفعتُ حاجبيّ وألقيت نظرةً عليه ،يتنهد مُغلقاً عينيه
يتصرفُ بأريحية كما لو ان الامر لم يكن غريبًا.

تنهدتُ وعدتُ لاحدقُ بالسقفِ بهدوء
كنتُ متعبة ،متعبةٌ من المقاومة ودفع الجميع بعيدًا عني
متعبة من خداعَ نفسي ،انني بخير وانا لم ارى الخير قط
كان الوقت لاُعيش الحقيقه ،اشعر بها ،اُدركها جيدًا

واعلم تماماً بعناد جونقكوك الفظيع ،لذا لم احاول حتى المقاومة وإبعاده .

كنتُ هادئةً جدًا ،ولكن داخلي لم يكُن
هُناك فوضىً لم يُحدِثُها احدهم بداخلي من قبل.

 
"والديّ انفصلا ،تشاجرتُ مع تايهيونغ ،انتقلَ جيمين ،اصبحت هانا المنبوذة رقم١ ،وطُلتُ ١سنتيمتر ،حدثَ الكثير وانتِ لازلتِ تقبعينَ هُنا"
تحدثَ بعد صمتٍ طويل ،لازالَ يغلقُ عينيهِ بهدوء

سردَ ماحدثَ في الاسبوعين الماضيين ،يرخي عضلات جسدهُ المُتصلبه على السرير بعدَ ان اكملَ ساعةً كاملة يقِفُ خارجاً بالبرد.

عقدتُ حاجبيّ بشيءٍ من الإندهاش وألقيتُ نظرةً عليهِ بجانبي ،كانَ كتفهُ العريض ملتصقاً بكتفي ،حدقتُ بوجهِه ،وبملامحه الساكنه
لا يزال يغلقُ عينيهِ بهدوء.

ربما يجب علي انا من يسألهُ هذهِ المره ،إن كانَ بخيرٍ ام إن لم يكن
عدتُ لاحدقُ بالسقفِ بصمت ،لا ادري مالذي يتوجب علي فعله
اخذت نفسًا عميق قبل ان انطقُ بسؤالي بصعوبةٌ مقيته ،والذي جعلهُ يفتح عينيه ويحدق بي

"أكنتَ بخير؟"
نبستُ ،ثم نشأتُ اقلّب عينيّ بزوايا سقفِ غرفتي الابيض.

ابتسمَ بخفوت وعادَ ليحدق بالسقفِ معي ،كما لو اننا نشاهِدُ فيلماً معاً
"اجل"
لازالَ يبتسم.

عندما صمتُّ طويلًا ولم اتحدث ،نظفَ حلقه قبل ان يعود للحديث
"جيمين يبلو جيدًا بمدرستِه الجديده ،لا تقلقي ،انهُ بخير"

نظرَ إليّ بعدما اطلتُ التحديقِ بالسقف بصمت
تنهدت قبل ان ارفع جسدي بهدوء لاسند ظهري على عارضة السرير ،اضمّ ساقيّ الى صدري ،واحدق بالفراغ.

كل ما اريدهُ ان يبقى جيمين بخير ،واخر ما اريده هوَ ان اؤذيه
لذا سيكون من الجيد ،إبتعادهُ عني هذهِ الفترة.

     جيمين كانَ الصديق الوحيد الذي وثقَ بي ،وامسكَ بيدي
اردتُ حمايتهُ من كلّ شيء ،ولكنني كنتُ الشخص الخاطئ منذ البداية ،الشخص الذي لا يجلب سوى الألم والآذية لمن يُحب.

كنتُ احتاج للاصدقاء ،والمساعدة المعنوية
لا اريد من يُدافع عني ويحّلُ مشاكلي ،كنتُ اريد فقط الشعور انّ هناك من سوف يصدقني ،ومن يؤمنُ بي
وكان جيمين كذلك
ولم اريد ان اكون انانية.

رفعتُ يدي تلقائيًا اقضمُ اظافري بشرود ،حتى بعدما تشوهت اظافري ،لم استطع التوقف عن هذهِ العادة المقيتة.

حينها لم انتبهُ الى جونقكوك الذي اعتدلَ ليجلِس ،كما فعلت
يُسند ظهره على عارضة السرير ،بجانبي.

تجمدت اطرافي عندما جذبَ يدي بغتةً بخفة ،ليُمسك بها
"هذا سيء توقفي عن فعل ذلك"

قبضتُ يدي بإحراج لاخفي اظافري بباطن كفي قبل ان اسحبها للاسفل ،نظفتُ حلقي ،ثم تحدثت لاغيّرُ مجرى الحديث وحتى يُبعد جونقكوك حدقتيهِ عني

"اتعلم ،ربما سبقَ لي وان تخيلتُ عمتي تعاملني بلطف ،ولا ان يأتي يومًا وتطأُ قدميكَ غرفتي"
عينيّ اقامت علاقةٌ حميمة مع خزانتي بشكلٍ مُفاجئ ،كما لو انني مفتونةٌ بها حدَّ عدم مقدرتي على إبعاد عينيّ عنها.

ضحكَ فجأةً بعد ان حدقَ طويلاً بوجهي المتجمد ،قضمتُ شفتيّ قبل ان ألقي نظرةً عليه ،دونَ ان ابدي اياً من الاهتمام على وجهي
كانَ يضحك ،عينيهِ تبتسِمان.

من كان يصدق ،جونقكوك الذي كانَ يصلي من اجل سقوطي الى قاع الجحيم ،كانَ هُنا لمساعدتي لاقِفُ من جديد.

انقبضت معدتي عندما نظرَ إليّ بوسط ضِحكه ،أكانت دُعابتي تستحِق كل هذا الضحك؟
اردتُ ان ابتسمَ لهُ ،ولسببٍ ما لم استطِع
اشحتُ بنظري عنهُ وطأطأتُ رأسي ،احدقُ بيدي بهدوء.

لقائي بهِ اليوم كان كمقابلةِ صديقٍ قديم ،تقابلنا بعدَ إنقطاعٍ ويعلم بالفعل عن ظروفي ،ألتزمَ الصمت ولم يسأل حتى لا يزعجني ،تصرفَ بطبيعية ،وحاولَ إنتشالي من عالمي الاسود.

  سمحتُ لهُ برؤية إنكساري ،وضعفي ،دموعي ونحيبي
كانَ الاول والوحيد
علِمتُ منذ البداية ،انهُ كانَ استثنائيًا
منذ ان استطاعَ دبّ الخوف بداخلي المُتجمد.

كنتُ سأتعمقُ كثيرًا بتذّكرِ الكثير السيء الذي جرى بيننا لولا انه تحدثَ فجأه بعدَ صمتٌ طويل.

"مؤخرًا،حاولتُ إصلاح الامور بيننا ولكن لم يجري امرٌ كما اردت ،افسدتُ كل شيء ،ولم استطع إصلاحَ ايّ شيء"

ابتسمَ بسخريه  بينما ينتشلُ دفترًا من على منضدتي ،والذي جذبتهُ فورًا من بين يديه قبل ان يفتحه ،اكملَ بعدَ ان اسهبَ بصرهُ بالفراغ.

"حينها فكرتُ بجديه ،هل ستستطيعين تخطي كل تلك الامور لوحدكِ ؟هل ستتمكنينَ من الصمود طويلاً امام تلك الظروف.."

  "أيُمكنك البقاء بجانبي فحسب"
همستُ بهدوء ،دونَ ان انظر إليه
وقد اكتفيتُ بتلك الكلمات.

بقينا صامتين ،لم يتحدث هوَ ولم افعل انا
ولا أحد منا تجرأ على حديثٍ بعدَ ذلك.

احببتُ بقاءهُ بجانبي ،مع صوتُ المطر ،وضوء القمر
'انا سعيدةٌ جدًا'
اردتُ ان اخبره ،ولكنه لن يصدقني
فـ وجهي لا يحملُ ايّاً من طلائع البهجة والسعادة.

انتصبَ واقفاً فجأةً بعدما ألقى نظرةً على ساعة معصمه ،التي تُشير الى الواحدة والنصف فجرًا ،ولو انني لم انجح بتجاهل تحرش عقلي المصرّ على التشبث بمِعصمِه ،لفعلت.

"سأُغادر ،لابد ان ابي قلِق"

"أتعيش مع والدكَ الان؟"
سألتهُ بينما اقِف انا الاخرى ،خلفه.

صعدَ الى النافذة بسلاسة ،انزل جسدهُ ليتشبث بالسلّم ثم ادارَ جسدهُ نحوي قبل ان ينزل الى الاسفل.

"اجل"
نظرَ إليّ ،يحدقُ بعينيّ مباشرةً ،وتنهدَ قبل ان يهمس بهدوء مُريحًا ذراعه على زاوية النافذة
"انتِ تعلمينَ اكثر من ايّ شخص ،اننا نحملُ الكثير لنخبره لبعضنا"

"وانتَ تعلم بالفعل ،انهُ ليس الوقت المُناسب"
نبستُ بهدوء ،اومئ قبل ان يشرع بالنزول

"وايضًا ،شكراً لك"
همستُ بخفوت بعدَ ان نزلَ الى الاسفل ،احدقُ به بهدوء من الاعلى ،قفزَ الى الارض ونفضَ يديه ثم ازاحَ السلمَ جانبًا
كنتُ سأغلقُ النافذه لولا انهُ اشارَ إليّ فجأةً من الاسفل ،مُهددًا إياي

"اعلم بالفعل اينَ السلّم الآن ،لذا لن يكون بصالحكِ تجاهلي مُجددًا ،منذ انني سوف اقتحِمُ غرفتكِ في ايّ وقت دونَ سابق إنذار"
صاحَ مُهددًا إياي من الاسفل ،بجديّة ،قبل ان يلوّح لي بيدِه ليغادر.

تنهدت ،واغلقتُ النافذة بشرود بعدَ ان اختفى جونقكوك خلفَ الاشجار ،يجري اسفلَ المطر الذي يهطل منذ ساعةً بإستمرار دونَ توقف.

على مايبدو انه قد حانَ وقت مقابلة العالم الخارجي من جديد.

____

وقفتُ من استلقائي عندما طُرِقَ باب غرفتي بخفوت ،طرقاتٌ خافته اُميّزها جيدًا ،والتي تعود ليد مارو الصغيره.

"مارو ،ماخطبك؟"
حملتهُ إلي بعدَ ان فتحتُ البابَ ،كان يبكي وعينيه متورمتين
مسحتُ دموعه من على وجنتيه المُمتلئتين برفق.

بدا مُرتعباً ،واستطعتُ فورًا تخمين سبب ذلك ،لابد انهُ استيقظَ ولم يجد احدًا بالمنزل كالعادة ،ف منذ الصباح الباكر عمتي وزوجها يغادران للعمل ويتركان مارو ينامَ لوحده بالمنزل حتى يحين موعد عودتهما في الظهيره.

لا يحدث وان يستيقظ مارو من نومه العميق الا نادرًا ،ولحسن الحظ انني متواجدةٌ بالمنزل.

رتبتُ شعره الاشعث بلطف ،الطفل المسكين
توقفَ عن البكاء ولكنه لا زالَ يشهقُ بخفه بكل مرةٍ يأخذ بها نفسًا عميق ،قرصتُ ارنبة انفه الصغير بخفه لاجعلهُ يضحك.

جلستُ امامَ النافذة ووضعتُ مارو فوقَ فخذي ،نراقب تساقط الثلج من النافِذة الصغيره ،والتي تشوهت بالخدوش بفضلِ شخصٌ ما.

"ماهيَ اُمنيتك مارو؟"
حادثتُ الصغير بينَ يدي.

"ان اصبح سول عندما اكبر"
قالَ بإبتسامةٌ بريئة ،ولا زالَ انفه محتقنٌ بالحمرة آثرَ البكاء.

ابتسمتُ بوهن ،ومسحتُ على شعره بهدوء
"مالذي تريدهُ ياصغيري بحياة بائِسةٌ مثلي ؟"
 
نظرَ إليّ وابتسمَ بحماقة حتى اختفت عينيه ،قرصتُ وجنتِه لينزعج
"ابلَه"

حدقتُ بهِ قليلاً قبل ان اتنهد بهدوء ،زمّ شفتيه ،يحملقُ بي
سحبتُ شِفته الصغيره الى الخارج ،ف شهق مُتألماً.

مسحتُ بقايا دموعه بطرف عينيهِ بلطف ،كم اشفقُ عليه
هذا الطفلُ البريئ لا يستحقُ ابوين كأبويه ،ارى نفسي بهِ عندما يكبُر
اخشى انهُ سيتخبطُ بتلك الحياةِ تائهاً لوحده ،كما فعلت
اخشى ان عقوبةِ مافعله ابويه بي ،تعودُ عليه
لن اندهش ،الحياة لم تكن عادِلة يومًا.

كما هوَ الحال معي ، تحمّلت غلطة والديّ
وتخبطتُ بالحياةِ بائسةٌ ووحيدة.

__________


في الصباح ،توقفتُ امامَ المرآة هذهِ المره برغبةٍ مُختلفه عن السوابق
وقفتُ امامها لأُحِبّ نفسي ، لا اكرهَ نفسي اكثر.

وقفتُ وكل ما افعلهُ هوَ التحديقِ بهدوء
إن كنتُ اريد من الاشخاص حبيّ ،تقديري ،وإحترامي
يجب ان افعل انا بالمقام الاول ،يجب ان احب ،اؤمن واثِق بذاتي.
في النهاية الجميع سـ ينظُر اليّ بالنظرة التي انظر بها لنفسي.

حدقتُ بشعري القصير ،
المقصوص بشكلٍ هستيري وطريقةً غير منظمه.

إن كان هناك شيئاً واحداً أُحب أن أبدأ به أي مرحلةٍ جديدة في حياتي، فهو حتماً سيكون قص شعري.

لا اعلم ، لماذا أُحس دائماً بهذه الرغبةِ الشديدة في التخلص من شعري في كلِّ مرّةٍ أُنهي فيها مرحلةً ما من حياتي.
كُلّ ما كنت أعلمه هو أن الدافع وراء هذه الرغبة العارمة في إحداث تغييرٍ جذري في مظهر شعري هو الشعور الذي أُحِسُّ به في كلّ مرةٍ اغيّر بها تسريحة شعري.

أحسُّ بالتحرر من كل ما كان يربطني بالماضي وبالإستعداد للدخول في تجربةٍ جديدة كإنسانٍ مُختلف.


عندما تعرضتُ إلى مواقفٌ صعبة احتجتُ الى تغيير الكثير بداخلي ،اندفعتُ نحو حلقَ شعري اولًا، كما لو انني سوف اخوض تحدٍ مع ذاتي واترك أفضلَ ما املك.

 
اخفيتُ شعري القصير بقبعةٍ صوفية سوداء ،لن يكون الامر غريبًا بما ان الطقس باردًا بالخارج
يجب ان احب نفسي ،حتى مع هذهِ السماعة الداعمة .

ارتديتُ زييّ المدرسي بعد ان عانيتُ مع خياطةِ تنورتي المدرسيه ،التي سقطت فور ما ارتديتُها بعدَ مضيء اسبوعين
فقدتُ الكثيرَ من الوزن مقارنةً بالاسبوعين الماضيين.

استطيع القول بأن الخياطةَ كانت جيدة ،رغم انني خيّاطةٌ سيئة ،بما انني لم احظر دروس التدبير المنزلي من قبل.

سحبتُ حقيبتي المدرسيه خلفي وخرجتُ من غرفتي ،مسحتُ المنزل بعينيّ ،ظننتُ ان الجميع نائم ،ولكن كان الجميع مستيقظ ،عمتي تُعّد الإفطار ،زوجها يتصفح جريدةٌ بيدِه ،ومارو نائم على الاغلب.

اكملتُ طريقي ببرود مُتجهةً الى الباب لاغادر ،وقبل ان افعل
قفزَ هو من مضجعه واتى نحوي ،ولا استطيع تخمين عدد المرات التي طرق بها باب غرفتي في الاسبوعين الماضيين لاخبركم.

"اعتقدتكِ غادرتي الحياةَ بالداخل"
همسَ متهكمًا ،مشيرًا الى باب غرفتي ،وقد همّ بالإمساك بيدي بعد ان تفقدَ المكان وسمِعَ اصوات دندنةِ عمتي بأغنية من المطبخ ،ابتسمَ حتى ظهرت اسنانهُ الصفراء واقتربَ اكثر.

انتفضتُ صافعةً يده بقوه بعيدًا عني قبل ان يفعل ،وقد عدتُ للخلف خطوتين تأهبًا لاي حركةٍ قد تصدر منه

قد اكتفيت ،واصابني التبلُد
لم اعد اهابهُ ،لم اعُد اهاب هذا النوع من الحشرات
ولم اكن لاهابهُ لولا انني كنتُ املِكُ عقدةٌ منذ صغري ،عندما وقعتُ ضحيةً لرغبته القذره منذ ان كنتُ طفلة ذو ٩ اعوام.


"اقسم انني سأخبرُها في يوماً ما ، ايها المُقزز"
همستُ من بينَ اسناني مُشيرةً الى المطبخ ،حيث تتواجد عمتي.

"تؤ تؤ تؤ ،لقد اصبحتِ قوية كيم سول! تأهبي للمغادرةِ قريبًا ياحلوتي ،فهي تعمل جاهدةً لإرسالُكِ بعيدًا في اقرب وقت"
ضحكَ مُتهكماً بصوتاً منخفض ،قبل ان يلوح بيده لي

توقفتُ عن الحركةِ احدق به ،كنتُ مُغادرةً ولا اعلم لما توقفتُ بمنتصف طريقي نحوَ الباب ،سحبتُ حقيبتي التي سقطت ارضًا قبل ان اتجه للباب ببرود لاغادر.

______


نزلت الى الشارع وفي طريقِها استقبلَ بصرها سيارة عمتها الزرقاء مركونةً امامَ البناية بجانب السيارات الاخرى كالعادة ،توقفت تحدق بها بهدوء ،وألآف الافكار السيئة تدور بذِهنها
لم تحاول كبحَ رغبتها بتحطيم قطعة الخردة الزرقاء هذهِ المرة.

انحنت بهدوء وإلتقطت حجارةً من الارض ،رفعت رأسها وحدقت بالسيارة ببرود ،وجهها متجمدٌ لا يحمل التعابير ،رغمَ ان يديها كانت ترتجِفُ غضبًا.

ألقت الحجارة بكل قوتِّها على الزجاجة الامامية حتى تحطمت واندلعَ صوت صفير نظام الامان الخاص بالسيارة ،نفضت يديها وغادرت المكان بعدَ ان شعرت بأن شيءً من غليلها انطفئ.

ادارت رأسها وهي مغادرة لترى عمتها بمئزرةِ الطبخ ،من اخر الشارع تركض الى الخارج برفقةِ زوجها نحو سيارتها .

___

"ماخطب هذهِ القبعة الغريبه ؟ انتِ ترتدينها منذ الامس"
قاطعَ تفكيري المُتواصل بما قالهُ زوج عمتي هذا الصباح ،صوتهُ الذي داهمني من الخلف ،وقد زاد من سرعة خطواته ليوازي خطواتي ،بينما يحشر يديه بجيابه

يبدو نشيطًا على غير العادة ، بعدَ ان اعتادَ على ان يكون دومًا مُتأخرًا وصديقًا جيدًا لسطح طاولته الذي على الاغلب مليئً بلعابه .

"انت مُحقًا ،الكثير تغير في غيابي"
تمتمتُ بهدوء قبل ان انعطف يسارًا لادخل دورات المياة الخاصة بالفتيات حتى اتجنبه ،ذهني مشوش واحتاج لقضاء بعض الوقت بمفردي

كان قرار خروجي خاطئً منذ البداية ،لا اشعر بالراحة.

___


لحسن الحظ ،كانت الامتحانات على الابواب ،والجميع بمزاجٌ متعكر وليسَ مُتفرغًا لصنع الضجه حولَ ايّ امرٍ كان
لذا حظت سول بيومٍ هادئ ،ولم تتلقى الكثير من الإزعاج كما العادة ،بإستثناء نظرات التعجب من عودتها من جديد ،بمظهرٍ اصلب واقوى من اخر مرةٍ ظهرت فيها منهارةٌ ومستسلمة.

اثناء استراحة الغداء ،اتجهت سول نحو صالة الرياضه بعيدًا عن الازعاج والضجه ،واجهت صعوبةً بالانخراط والانسجام مع صخب الطلاب بعد العزلة الطويلة.

كانت تهمّ بفتح الباب الزجاجي ولكنها توقفت عندما توارى لها من خلفهُ طالبان ،اطوالهما مُتقاربة ،تعرفهما جيدًا
جونقكوك وتايهيونغ
نقاشٌ حادّ يجري بينهما ،الاول يرفع صوته بوجه الاخر
والاخر يسخر من الاول.

تذكرت عندما اخبرها جونقكوك انه تشاجرَ مع تايهيونغ مؤخرًا.

تنحت جانبًا واخفت جسدها عندما استدارَ جونقكوك غاضبًا ليخرج من الصالة ،غادرَ دونَ ان يلاحظها تختبئ خلفَ الحائط
كانت ستلحق به ،ولكنها بالنهاية قد تراجعت .

عقدت حاجبيها قبل ان تدلف الى الداخل ،ولم يكن ليلاحظها تايهيونغ لشروده إن لم تنظف حلقها جاذبةً إنتباهه
"أيمكنني السؤال ،مالخطب"

ابتسمَ حالما رأها ،ثم نقل بصره نحو الارض ،تحديدًا نحو الكرة القابعة تحتَ قدميه
"صباح الخير ،كيم سول"

كيم تايهيونغ الاكثر قدرةً على إحراجي ،خدشتُ عنقي بخفه وقلّبتُ عينيّ بين المُدرجات في الصالة
"صباح الخير ،اعتذر"
تمتمت بهدوء ،احاول إخفاء إحراجي.

لاحظتهُ يبتسم مجددًا قبل ان يركل الكرةَ بقدمه بعيدًا ،يضع يديه بجياب بنطاله ،وقد نظر إلي مجددًا عندما تحدث
"انه امرٌ طبيعي ، نتشاجر على الاغلب كل شهر ،اظن انها فترة دورته الشهريه مرةً اخرى"

حدجتهُ ببرود ،هل كان يظن مني ان اتفاعل مع دعابته السخيفه؟
ابتسمَ بعد ان نظر الى التعبير الذي ابديتهُ على وجهي ،ثم تمتم يسير نحو المدرجات
"كانت مزحه"

لحقتُ به وتمتمتُ بهدوء قبلَ ان اجلس بجانبه
"كانت سخيفه"

"كل مافي الامر انه باتَ مزاجيًا بشكلٍ لا يُطاق ،ولكنني في النهاية اتفهم ظروفه"
قالَ يومئُ برأسِه نهايةً ،ثم تنهدَ بقلةِ حيلة.

اومئتُ بهدوء وقد اخفضتُ بصري لاحدق بيديّ ،شعرت بهِ يحدق بي وعندما ادرتُ رأسي نحوهُ ابتسمَ وقال
"كان الامر غريبًا عندما لم تكوني هنا لوقتٍ طويل"

ازدردتُ ريقي وقد اشحتُ بناظري بعيدًا عنه بهدوء ،احنيتُ ظهري قليلاً لاحلّ رباط حذائي واُعيد عقدهُ من جديد.

ابتسمَ ضاحكًا بعد ان اشاحَ بنظره بعيدًا هوَ ايضًا
"اتعلمين ؛حقيقةً كنت اكن لكِ بعض المشاعر بالبداية ،كان مجردُ إعجاب فقط ،طبيعة الرجل عندما يرى امرأة بشخصيةٌ فريدة ومُثيره ،ولكن قد توقفتُ عن ذلك ،عندما رأيت ان جونقكوك بدأ مُهتمًا بكِ"

"مهتمًا؟"
تمتمت بتساؤل ،وقد لاحظَ تايهيونغ انها تركت كل شيء وركزت على اسم جونقكوك ومابعده ،ابتسم بهدوء قبل ان يقول

"على كلٍ ؛ جيمين تركَ لكِ شيئًا عندَ جونقكوك قبل ان يُغادر ،هل حصلتي عليه؟ اشعر بالفضول ،لقد رفضَ ان نطّلع عليه"

عقدت حاجبيها بتعجبٍ بعد ان وّلتهُ كامل إهتمامها ،واجابت بنبرٍ مرتفع عن العادة بعد ان حدقت به بدهشةٍ
"لا لم يفعل!"

لحظة ؛ مالذي يعتقدُ نفسه فاعلاً!
لا بل مالذي يخطط لفعله بعدم إخبارها عن امر جيمين حتى الان! رغمَ انهما اتيا بسيرته ليلة البارحة.

انتصبت واقفةً بعد ان انفعلت ،بالتفكير بالامر ؛ لو انّ تايهيونغ لم يأتي بسيرتِه ،لما علِمت بذلك.
تفجرت غضبًا ،لابد انه لم يتخلص من عاداته السخيفه بعد.

هرولت مغادرةً صالة الرياضه ،باحثةً عنهُ بالارجاء
اقتحمت الصف بعدما لمِحته يقِف لوحده بالداخل عبرَ النافذة ،واندفعت نحوه بغضبٍ مُمسكةً بياقة قميصه

"جون جونقكوك ايها الوغد السخيف!"
إلتقطت انفاسها ،تحدج ذو التعابير المُنزعجة والحاجبين المعقودين ،بحنقٍ شديد.

"أكنتَ تُخطط لإخفاء رسالة جيمين عني!"
سألت حانقه ،قبل ان تُرخي قبضة يدها على ياقة قميصِه ،حينَ ادركت انها قطعت احدَ ازراره العلويه بيدِها ،بعد ان شدّته بكل قوتِها.

غلّفَ يديها بقبضتيه قبل ان يُبعدهما عن قميصه بقوة ،وقد امسكَ بمرفقِها ليدفعها الى الجدار بغتةً ،كانَ غاضبًا منذ البداية ولم تُزده هيَ إلا غضبًا.

"مالذي تفعلينه بحقكِ!"
نفثَ انفاسه بوجهِها غاضبًا ،يحدق بوجهِها ثائِرًا.

"ألا يُمكننا التوقف قليلاً عن الشجار بحق السماء؟
انها هُنا ،بحوزتي ،وكنت ابحث عن الوقت المناسب لأوصلها لكِ واللعنه"

اخرجَ ظرفًا من جيب بنطالة الخلفي ،وألقاهُ نحوها بعد ان ابتعدَ ،عادَ للخلفِ بضع خطوات يُعدّل قميصه بضجرٍ ،يُراقبها كيف إلتقطت الظرف بحذرٍ ،كقطعةً نادرة ثمينة.

سكْنت بمكانِها ، تحدقُ بالظرفِ بيدِها بهدوء ،
ولم تكن قد انتبهت الى قبعتها الصوفيه التي عادت للخلفِ قليلاً لتُكشفَ عن بعضًا من شعرها ،بعدما دفعها جونقكوك الى الجدار بقوه.

"سول.."
همس يدنو منها بهدوء ،وقد اعتلت الصدمة تعابيره المعقّده
توقفَ بعد ان اعدمَ المسافةَ بينهما ،وبصعوبةٌ مقيته اشاح بحدقتيه عن شعرها المحلوق نحو وجهها البارد.

"مالذي فعلتِه بشعركِ"
همسَ بغير تصديق ،وقد إلتمست القلق بنبرة صوتِه الأبحّ.

لم تُبعد عينيها عن الظرف الذي بين يديها ،ظلت تحدق بهِ بهدوء
كما لو انها تحدق بسماءٍ غارقة بالنجوم البرّاقه ،كانت ترى بهِ شيئًا اكثر من مجرد ورقٌ بنيّ اللون.

كانت سـ تشدّ قبضتِها عليه خوفًا من فقدانِه ،ولكن خشيةً من إفساد سطح الورق الاملس ،كانت تحتضنه بين يديها بحذرٍ ،كقطعةٌ نادرة الوجود.

كانت ترى بِها جُزءً من جيمين.

"لا شأنَ لك"
تمتمت بجفاء ،تُخفض قبعتها لتغطي شعرها ببرود.

إلتزمَ الصمت ونشأ يحدق بِها ،هل لجأت لهذا الفعل بالنهاية؟
أكانت تُعاني ،وتُصارع داخلها الصاخب بهذا الوجه البارد؟

كان يُزعجهُ صمتها ،كُتمانها ،وبرودها.

حدق بها بهدوء ،نظرتها الخالية من الحياة ،سببت لهُ الألم
رغم انها لم ترفع عينيها من الظرف ،وكانت تحدق بهِ بهدوء ،بوجهٍ بارد لا يحمل التعابير.

تقدمَ خطوةً بعد ان اتخذَ قراره ،وعينيه لم تتزحزحا عن وجهها الباهت ،سيحتضنُ كفيّها بينَ يديه حتى تشعر بالدفء ،سيُعانق جسدها الهزيل حتى يُخفض صُخب داخلها ،اقتربَ منها مُستعدًا لفعل ايّ ماقد يبثّ الحياة في محياها الميت ،ويبثّ النور بوجهها المُظلم.

سقطَ الظرف من يدِها عندما شعرت بشفاهِه اطُبقت على شِفاهها ،لم تحرك ساكنًا او تُبدي ردة فعلٍ ،لم تُغلق عينيها او تدفعهُ بعيدًا
بقت كما هيَ ،تقِف بهدوء.

رمقها بهدوء بعد ان ابتعدَ مُجبرًا عندما انتشرَ صدأُ صوت خطواتٍ سريعة بالمرر ،تقترب حتى اقتحمَ احدهم الصف ،كان رئيس الصف ،قائلًا بعجلةٍ من امره:
"كيم سول ،تعالي معي بسرعه"

انحنت ببرود لتلتقط الظرف من الارض ،حشرتهُ بجيب معطفِها ،بجانب زر قميصِه ،الذي احتفظت بِه بداخل جيبها مُسبقًا.

وتبعت رئيس الصف.

______

تأكدتُ من انّ لا اُبدي ايٌّ من ملامح الضُعف
رغمَ إرتجاف قدميّ ،كنتُ اقِفُ بشموخ
ورغمَ رعشةِ يديّ ،كنتُ اقبضهما بقوه حدّ إنغراس اظافري بباطن كفيّ

ازدردتُ ريقي ورطبتُ شفتي ،سأحرصُ على ان لا اظهر بمظهرٍ ضعيفٍ امامُه ،هوَ بالأخص ،من بينَ الجميع.

جذبتني من يدعونَها 'اُمي' من يدي ،حتى اقِفُ بجانِبها
انحنت الى المعلمين والمدير ،تعتذرُ بإستمرار

تنحني وتعتذر هُنا وهُناك ،تعتذر على ضعفِ مسؤليتِها ،على عدم مقدرتِها لتربيتي جيدًا ،على كوني فتاةٌ طائشه ،على جميع مشاكلي.

ولن اتعجب إن اعتذرت على كوني ابنتها ،إذ انهُ الشيء الوحيد الذي تبقى.

لم يتسنى لي إبداءُ ايّ ردة فعلٍ ،وكأنني لا املك ايّ حقٌ بالإعتراض او إبداء ايّ رأيٌ عمّا يحصل ،إذ انّ عمتي جذبتني من ذراعي بقوه بعد ان احظرني رئيس الصف وألقت بي على تلك المرأة المدّعوة ب"امي".

اندلعَ نقاشٌ حادّ قبل ان يتحوّل لشجار ، بين كلاً من عمتي وتلك المرأة ،كل واحدةً تلقي باللوم على الاخرى ،يتناقشنّ امر تربيتي ،مشاكلي ورداءة مستواي الدراسي ،وافصحت عمتي بكل ماكانَ يزعجها ،كوني عبئًا على عاتقها ،وكوني عارٌّ عليها

امامَ الجميع ،جميع الطلاب ،جميع المعلمين ،
الجميع دونَ استثناء
امامهُ هوَ ايضًا ،امام جونقكوك

الذي يقِفُ بعيدًا ،يراقبُ مايحدث بصمت.

وقد هاجمت عمتي تلك المرأة بشراسة
اطلقت عليها لقب العاهره ،التي لم تتفرغ لتربيةِ ابنتها ،لكونها مشغولةً بالنوم مع الرجال.

اما انا ،اقِفُ بوسطِهما
لم استطع بعد إستيعابَ مايحدث الان
لا اعرِفُ شيءً سوى انني لم اعد ارغب بالبقاء اكثر من ذلك
لم اعد ارغب بالبقاء ،اريد التخلّص من كل شيء
اريد التخلّص من ذاتي
مُحرجةٌ كاللعنه
اريد الاختفاء الان
ألا يُمكنني؟

اتسعت عينيّ عندما جُذبَ معصمي بغتةً وسُحبتُ خارج هذهِ الدائرة ،التي كوّنتها عمتي وتلك المرأة ووكيلة شؤون الطلاب التي تحاول تهدئة الامور بينهما.

حدقتُ بظهره ،حتى توقفنا بالرواق ، بعيدًا عن الضجه وتجمهر الجميع ،فقط انا وهوَ.

وقفتُ ببرود ،احدق بأيدينا المُتشابكه ،كان هذا اجمل شيءٌ حصلَ بحياتي بعد قبلةٌ تلقيتها قبلَ ٢٠ دقيقةً من الان.

نظرتُ الى وجهه بعد ان افلتَ يدي ،كان ينظر إلي بهدوءٍ غريب ،ملامحهُ باردة ،عينيه تحمل بريقٌ لامع ،خائب ،
وبوضوحٌ كانَ خائِفٌ من الفُقدان اكثرَ من ايّ شيء.

كنت سأحتضن وجهه البارد بكفيّ ،واخبره انّ كل شيءٍ سيكون بخير ،بدت ملامحهُ تحتاج اليها
سهلة القول ،ولكنني لا املك الثقه.

 
"أحقاً ستُغادرين؟"
سألَ اخيرًا ،ببرودٌ مُهيب ،بعد ان خرجَ صوتهُ بصعوبه
يحدق بعينيّ بهدوء ،بؤبؤه يهتزّ بداخل عينيه ،خائِفًا ولكنهُ ينكر ،يحاول جاهدًا ان يتأهب للاجابة المُتوقَعة.


"على مايبدو.."
نبستُ بهدوء ،احدقُ بعينيهِ طويلًا ،ابادلهُ تحديقاتِه العميقه
بهُتَت عينيه ،قبل ان يسحبني الى حضنهُ بهدوء ،يدفنُ وجهي بعضده ،مُسندًا ذقنهُ اعلى رأسي.

تفجّرت الدموع بمقلتيّ ،كنتُ سأستطيع الصمود طويلًا
بعيدًا عن حُضنه.

ابكي وادعو الرب ،ان تحدُث معجزةً اتمكنُ من خلالها حملَ حُزنه وألمه ؛قد اعتدتُ الألم ،ولا املك مشكلةٌ بذلك
وقد لم يمُرّ الكثير على فقدانِ من يُحب ،ولا اريد ان يّجرب الألمَ مرتين
لذا ؛ لا مشكلةَ معي ،استطيع تحمُّل الألم.

 
ابتعدَ بهدوء ،عاد للخلفِ بضع خطوات
قبل ان يبتعد ،ويغادر
خائبٌ ومُنحني الجذع.

مسحتُ دموعي ،احدق بظهره الذي يبتعد
الآن استطيع القسَم ؛ بانني اكثر شخصٌ بائسٌ بهذهِ اللحظةِ على وجه الارض.

_______________

السلام عليكم

شيكوا على عدد الكلمات بالنهاية ،اظن اني كتبت اطول فصل بتاريخ البشرية 😂.
حاولت اعوضّكم قد ما اقدر بفصلين طوال ومابينهم الا كم يوم 💗

لُطفاً ؛اسعدوني بتعليقاتكم ،احبب فقرة قراءة التعليقات ماتستوعبون قد ايش تشحن طاقتي.

بالنهاية ؛ احب اقولكم انّ جتني حالة نفسيه وانا اكتب هالرواية 😂
وتحديدًا هالفصل ؛بجانب الفصل ١٣ ،اكثر فصلين حبيتهم واثّروا فيني نفسيًا.

- سو ؛رأيكم بالفصل ؟

- توقعاتكم للقادم ؟

- كلام تبون توصلونه للاشخاص اللي وصلوا اقصى مراحل البؤس والتعب النفسي ،ممكن يساعدهم نفسيًا ؟

- ايّ سؤال بخصوص الفصل/الرواية ؟


-اخيرًا ؛كثير ماقدر يستوعب شعر سول ،وتخيّل انها صارت بشعة رغم اني متخيلتها كيوته مره 😩😂.
ف حاولت ادور اقرب صورة لشعرها بمخيلتي ⬇️


_____________
4192 word.
🌿

Continue Reading

You'll Also Like

9.8K 1.4K 21
"ما اسْمُك ؟ " نَظَرَ إلَيْهَا بِهُدُوء و أَمْسَك قَلَّمَا لِيَكْتُب مَا ستَقُولُ و أَخِيرًا لتنطق "إسمي بارك إيريم" ................ __________ ...
363 88 5
لأن الڪتـاب الجيـد يحتـاج لغـلاف بهِّـي ؛ أنشـأنـا متجـرنـا فريـقٌ مـن أفضـل مصممـي الأغلفـة فـي الواتبـاد وخـارجـه ؛ لـذا أنتَ فـي المڪان الصحـيـح ل...
466K 22.9K 30
تدور احداثها حول فتاة ولدت خارج البلاد بعيدة عن حياة مجتمعنا المحافظ . عائدة الى بلدها الاصل العراق في عمل . ليخط القدر كلماته في حياتها مغيراً كل ش...
92.1K 9.1K 30
أنا لستُ من ذلك النوع الذي يقع في الحب ، ولكن حُبهـا قد اضطرمَ في قلبي مثل النيرانٌ الهائجة. _كِيـم تَايهِيونغ _روز دُونسُن © الحقوق مَحفوظه ، ولا ا...