أستشعرَ لمساتٍ خَفيفة على جلدِ كفه وأَصابع تلعبُ بخصلاته المبعثرة، هو كان أرهق من أن يحاولُ أن يعرفُ هوية الفاعل لكنه عرفها مسبقاً بما إن لا أحد غيره سيكون هنا.. في غرفته.
حاول العودة للنومِ لكنه لم يستطيعْ؛ يشعر إنه قد اكتفى لكنه يرغب بالمزيد من النومِ كما إنه يشعر بشيء في رئتيهِ.. فتحَ مقلتاه بخفة بلا حركة بينما حاولَ سحب كفِّه من بين كفِّ الآخر لكنه فقط شدَّ عليها.
أدار وجهه للجانب بأمر من أداره له
"ماذا تعتقدُ انكَ بفاعلْ؟ ترمي بنفسكَ داخل البحيرةِ بلا تفكيرٍ كأن لا غدٍ لكَ؟"
قهقه جونغكوك ساخراً
"لما؟ وهل كانَ لي غدٌ حتى يكونْ؟"
إِغرورقَت عينا الأكبرِ دمعاً، مدى إنكسار هذا الطفل تخطَّى حدود توقعاته حتماً.
هو لايزال طفلٌ يبحثُ عن مشاعرٍ فقدها عندما كان في أمس الحاجة إليه
"لديك غدٍ أخي، سأمسكُ يدكَ واسحبكَ نحو حياةً جديدة حيث لا تستطيعْ فيها أن تفكرَ بغدٍ.. يكون يومكَ هو اليومِ الوحيد الذي ستعيشه.
قد يبدو هذا غريباً بالنسبةِ إليك لكنني بحاجة إليك، بحاجة وجودكَ بجواري.. لازلتُ لم أتجاوزْ غيابهم."
كريستالاتٍ صغيرة هربتْ من عيناه ليمدُ الأصغر يداه مبعداً إياها عن وجنتيه
"أتعلمْ ما هو الغريب؟ أنكَ تطلب من جثة ميتة أن تُحييكَ."
----