CHAPTER 7
.
.
.
⚓️🛥⚓️🛥
.
.
.
قضى جونق إن الأيام المقبلة وهو يشعر بالارتباك.
لم يكن يعرف سبب وجودة في السفينة مع هؤلاء القراصنة, لا يعرف لماذا الكابتن انقذ حياته, لماذا مجموعته السابقه كانت تفكر به بكل وضعية حتى تقدمه الى القراصنة في المقام الاول, ما الذي يفعلونه القراصنة هنا او ما الذي يريدون منه او لماذا الكابتن يقوم بتقبيله (رغم انها كانت قبلات طفيفة و سريعة منذ الحادثة قبل يومين فقط, حيث فكّر جونق إن في قلق الكابتن بسبب اصابة تشانيول.)
لم يكن يعرف متى بدأ يشعر بالراحة في كل هذا.
بدأ يشعر بالراحة مع هؤلاء القراصنة, يشعر بالراحة على هذه السفينة في وسط المحيط, يشعر بالأمان عندما تكون المجموعة حوله. هو حتى يحب الأمر حين يقبّله الكابتن كيونقسو, رغم انه لا يملك فكرة عن لماذا يفعل ذلك. كل شيء كان... جيد. محيّر ولكن جيد, كل هذا.
تسائل جونق إن لماذا لا يبدو بأنه يعرف ما يريده.
تسائل اذا الكابتن يعرف ما يريده.
كان يفكر بكل ذلك بينما ينظف المخزن مع لوهان وجونقداي في استعداد الى وصولهم لساحل أوبال, يحركون جميع الحليّ والكنوز داخل البراميل والاقفاص من اجل نقلٍ أسهل.
"إلى أين سننقلهم؟" سأل, لكن الاثنان فقط ابتسما اليه وقالوا انه سيرى قريبًا. هذا امرٌ مغضب في بعض الاحيان, كيف لا أحد منهم يخبره بأي شيء, ولكن على الاقل كان من اللطيف أن يكون هناك شخصٌ ما ليتحدث اليه بينما الكابتن يتجاهله. لم يرى احدٌ كيونقسو او بيكهيون كثيرًا بالأيام الماضية, رغم أن مينسوك كان بالارجاء. الآخرين قضوا كل لحظة يقظة مع تشانيول, الذي لم يره جونق إن إلا مرة منذ أن عاد مع ساق واحدة; الألم لا يزال موجود, لكن أقل بكثير الآن, وصراخه السابق من الألم اُستبدل مع انتحابات اكثر هدوءًا بين الحين والآخر.
جونق إن قد رآه مرةً, عندما تخلصوا من الساق المقطوعه من جانب السفينة. تشانيول كان يرتعش عندما استطاع سماع صوت سقوط الساق في الامواج, لكن بيكهيون كان يحاول بذل قصارى جهده لتهدأته. لم يكن من الممكن اعادة الساق على اية حال, ييشينق على الشاطئ سيعتني به, وكل شيء سيكون على ما يرام. رغم أن بيكهيون لم يكن متأكدًا بنفسه, لكنه واصل اهتمامه برعاية تشانيول ويسمح لجونقداي بالمساعدة في استعدادات الوصول الى الارض.
"هل انتهيتم هنا؟" ظهر سيهون في مدخل المخزن, ينحني ضد الاطار الخشبي وينظر الى الغرفة. "يا رفاق من الأفضل ألا تكونوا قد اخفيتم شيئًا لي."
جونقداي جلس على واحدة من الصناديق, يربِت على الجانب مع ابتسامة واسعه. "كلها آمنة. مستعدة لك لنقلها إلى رجل محظوظ او امرأة."
"لا شكرًا جزيلًا لك! أين كنت؟" اسقط لوهان برميل مع تذمر وسيهون هز كتفيه فقط.
"اقوم بتغيير الاشرعة مع مينسوك. انه عملٌ صعب دون مساعدة تشانيول..." سقط الصمت للحظات. "انا في الحقيقة هنا كالفتى المرسل-الكابتن يريد جونق إن في مسكنه."
"الكابتن؟" تسارعت نبضات جونق إن. بغض النظر عن قبلاتهم المحرجة في الليل, الكابتن بقي يتجاهله تمامًا لأيام. ما الذي يريده الكابتن الآن؟ لوّح للآخرين وسار للخارج (رغم انها كانت اقرب للركض) الى مسكن الكابتن, القلق الشديد يرتفع في داخله مع كل خطوة. لا يمكنه التخيل بأن الكابتن يريد التحدث عن الحادثة, لكن بصراحة لم يستطع التفكير في امرٍ آخر يريد الأكبر التحدث عنه.
قرع مرة مرتان على الباب الخشبي لمسكن الكابتن قبل أن يسمح لنفسه بالدخول.
لم يكن مسكن كيونقسو مختلف عن المعتاد, باستثناء وجود شيء مفقود من الجدار فوق المكتب. لوحة والدة كيونقسو اختفت, بدلًا من ذلك اصبحت فوق الطاولة بينما بدا بأن الكابتن يلفها في ورقة.
"اه, كابتن."
كيونقسو نظر الى الاعلى واومأ على حضور جونق إن. لم يكن متأكد أين عليه الذهاب-يستمر بالوقوف لدى الباب؟ يجلس في مكانٍ ما؟ تسائل جونق إن متى اصبحت علاقته مع الرجل الآخر معقدة جدًا لدرجة انه يحتاج كتاب القواعد فقط من اجل الوقوف (او الجلوس؟) في نفس الغرفة معه. ربما كيونقسو كان دائمًا بهذا التعقيد.
"جونق إن, سنترك كنوزنا على الساحل. تساءلت إذا ينبغي عليك ترك قلادتك هناك ايضًا." لم يفعل أي اشارة اليها, ولكن يدين جونق إن سريعًا تحركت إلى عنقه. يتركها؟ انه يشعر بالكثير من الراحة في قلادته, اول غنيمة حصل عليها. "اعلم أنك متعلق بها, لكن في هذه السفينة من الممكن أن يتم سرقتها. يمكننا المحافظة عليها عن طريق اخفائها في الارض حتى يمكننا العودة إليها."
فتح كيونقسو الصندوق الخشبي الذي كان يحتفظ به على مكتبه, الصندوق الذي كان يملك القلادة, واشّر بغموض الى داخله. كل ما كان يحمله حاليًا هو السلك الصغير الذي استخدمه جونق إن لفتح الصندوق في المقام الاول.
مع مقاومة اقل من المتوقع, وجد جونق إن نفسه يضع القلادة في الصندوق, يجري بأصابعه ببطء فوق كل جوهرة وكل حلقة كوداعٍ صامت. "أين سنتركهم, كابتن؟"
"منزل جونميون." راضي مع كمية الورق الملفوف حول اللوحة, كيونقسو اعادها إلى المكتب. عندما جونق إن لم يعطي أي اجابة غير النظرة الحائرة, زاوية شفتيه ارتفعت بخفه. كان مشهدًا غريب لجونق إن. "اكثر مكان آمن في العالم. انا مدين لجونميون بحياتي."
اصبح المكان هادئ بعد ذلك في مسكن الكابتن. كانت هذه اطول محادثة قام بها الرجلان منذ وقتٍ طويل, خاصةً منذ انهم تبادلوا كلماتٍ اقل في الايام الماضية والتي يمكن عدّها في يد واحدة. الانزعاج في الجو كان واضحٌ للأعين, يطفو فوق رؤوسهم مثل الكثير من جزيئات الغبار الصغيرة.
كسر كيونقسو الصمت, يسحب القليل من الورق حول لوحة والدته ويتنهد.
"تم تسمية جنية البحر من بعدها, كما تعلم." كالمعتاد, جونق إن لم يكن يعرف ذلك, لكنه اقترب اكثر لينظر الى اللوحة مع الكابتن. "كانت مشهورة بمظهرها الجميل, معروفة عبر المحيط, الجمال يتطابق فقط مع صوتها. ينادونها بجنية البحر."
اومأ جونق إن بتفهم, يبتسم برفق. "لذا سميت سفينتك من بعدها...؟"
"همم." الصمت عاد, مريح اكثر من قبل ولكن ليس تمامًا. عينا والدة كيونقسو راقبتهم من عالم الرسم الذي تقضي فيه ايامها. كان غريبًا, فكّر جونق إن, لرؤية زوجين متطابقان من الاعين تحدق في بعضها كما كان يرى الآن.
سعل بحرج. "انت تشبهها." تمنى بأن نيته كانت مفهومه, رغم كون كيونقسو لم يتحرك ليتأكد اذا كانت كذلك او لا. ولكن ذلك الارتفاع صغير عاد الى شفتين الكابتن مجددًا.
"لقد قيل انني اغني مثلها ايضًا."
.
.
.
🛥⚓️🛥⚓️
.
.
.
وصلت سفينة جنية البحر الى ساحل أوبال اثناء غروب الشمس, جونق إن شاهدهم يقتربون مع لوهان. لقد كان مشهدًا مدهش, المصابيح القليلة تلمع في المسافة بينما ضوء الشمس البرتقالي الدافئ تلألأ على الموجات المظلمة. بإمكان جونق إن رؤية الرمال الذهبية والاشجار الخضراء, على نقيض مدينة الميناء الصناعية التي غادرها في بلد الياقوت.
كيونقسو نادى جميع الموجودين, ما عدا تشانيول, تمامًا حين وصلوا.
الترتيب لجونق إن, كيونقسو وسيهون هو اخذ اول البراميل والصناديق من المخزن الى منزل جونميون, بينما جونقداي سينضم اليهم فقط حتى يصل لغرفة الجراحة التي يعمل فيها ييشينق. كان على جونقداي جلب ييشينق الى جنية البحر ليرى تشانيول, وسيتم تكليف الآخرين بحراسة المطبخ, المخزن وتشانيول من أي لصوص حتى تفرغ السفينة من الاشياء الثمينة.
حمل كيونقسو القليل من الاشياء; فقط الصندوق الخشبي الذي يحتوي على قلادة جونق إن, القليل من خناجر الريش من مكتبه وعدة اشياء ثمينة اخرى (تم ازالة السلك الصغير من ذلك الحين, واصبح مربوط في عقدة صغيرة حول اصبع جونق إن) ولوحة والدته تحت ذراعٍ واحدة. اخذ جونق إن برميل كبير بينما سيهون, بطريقةٍ ما, استحوذ على صندوقين في ذراعية. سار جونقداي بجانبهم بينما شقوا طريقهم لأسفل الشارع المليء بالحصى لدى الميناء. يبدو بأنه الشارع الرئيسي, يمرون من عدة حانات ومحلات تجارية. عندما ظهر مبنى ابيض صغير يشبه الكوخ تقريبًا, جونقداي ركض اليه, يكاد يتعثر على الدرجات وطرق الباب.
تأمل جونق إن المبنى الصغير من اسفل الدرجات, بينما انتظروا فتح الباب. كان مكانًا جميل, مع جدران بيضاء تلمع وسقف من القش. بالنظر إلى ان معظم المباني الاخرى تبدوا وكأنها تملك اسقف من الرخام, فهذا جعل المبنى يبدو جميلًا ومريحًا للغاية مقارنةً بالباقي. اوعية صغيرة من الزهور وُضعت لدى الدرجات بألوان زرقاء فاتحة.
فتح الباب, وبين شهقات وثرثرة تم سحب جونقداي الى ذراعين شخصٍ ما في المدخل, يعانقه بإحكام.
"اشتقت إليك." قال جونقداي للغريب, وجونق إن لاحظ الكابتن كيونقسو يخفض رأسه على نحو مرموق.
"اشتقت إليك ايضًا..." الغريب وجونقداي تراجعا, يكشف عن الشخص الذي بدا بأنه رجلٌ ناعس مع معطف طويل ومغلق إلى عنقه. لا يزال يمسك بمعصمين جونقداي بينما ابتسم بلطف الى الآخرين اسفل الدرج. "مرحبًا, من الجيد رؤيتكم على الارض مرة اخرى."
"نحن لسنا هنا لأسبابٍ جيدة, ييشينق." تعابير جونقداي اصبحت حزينة, وسحب معطف الرجل باصرار. اذًا هذا يكون الطبيب ييشينق. شيءٌ في عينا الطبيب تغير وتوسعت, سريعًا يتفحص المجموعة بالخارج ليرى من كان حاضرًا وحسنًا (جونق إن لم يفوت الحيرة في وجه ييشينق عندما تقابلت اعينهم, نظرة واضحة من عدم التعرف.) عض على شفته السفلية. "تشانيول. انه في مشكلة كبيرة."
"انه في جنية البحر. جونقداي, خذ ييشينق الى هناك." كلا الرجلان في اعلى الدرج اومأوا, يسرع ييشينق الى الداخل ليأخذ صندوقًا قبل أن يغادروا بأسرع ما يمكنهم. هز كيونقسو رأسه. "هيا الآن, جونميون يعيش بمكان بعيد في هذا الشارع. سيأخذ منا الكثير لنقل كل شيء."
كيونقسو كان يعني ذلك عندما قال انه طريقٌ طويل, مع ذراعين جونق إن تشعر بالضعف حين اخيرًا اقتربوا من نهاية الطريق والسماء بدأت تصبح مظلمة. في اليمين, مواجه للمحيط, كان ربما اكبر منزل قد رآه جونق إن من قبل, مع مدخل امامي طويل واسوار عاليه حوله. كان اكبر من الميتم الذي امضى فيه النصف الاخير من طفولته, لكن في شكل افضل بكثير مع اعمال الطوب المتقنة, نوافذ ساطعة وجميع انواع النباتات والزهور التي تملئ المدخل الامامي.
"إلهي... هل هذا منزل جونميون؟" تحدث جونق إن بغير تصديق وسيهون قهقه.
"اجل. يعيش هنا بمفردة, ايضًا. لا مكان اكثر أمانًا لإخفاء كنوزك مثل منزل شخص ثري, صحيح؟" انزل سيهون صناديقه واقترب من الباب الامامي, لكن بدلًا من الطرق عليه قام برن جوس صغير موضوع بجانب الباب. قفز قليلًا على قدميه بترقب لفتح الباب.
حصل ذلك قريبًا, وسيهون قفز في احضان الرجل الذي فتح الباب. "جونميون!"
"اه, من الجيد رؤيتكم!" بعثر الرجل شعر سيهون وابتسم فوق كتفه نحو كيونقسو وجونق إن, يضع القليل من الاهتمام للمراهق الذي حاليًا يدفن وجهه في عنقه. "كيونقسو, لقد مضى وقتٌ طويل. انا سعيد لرؤيتك مرة الاخرى في الارض على قيد الحياة وبصحة جيدة. تعرف كيف اشعر بالقلق تجاهك عندما تغادر. هيا ادخلوا."
يأخذ سيهون معه, جونميون قاد القراصنة الى البيت, و جونق إن كاد يسقط البرميل عند رؤية مدخل الرواق لوحدة. كان رائعًا, مع درج كبير وسور مزيّن جميل لا يبدو ذو مظهر غريب في قاعة احتفالات ملكية او قاعة رقص. الغرفة بأكمها تصرخ 'باهض' حين حذاء كيونقسو نقر فوق الرخام. تساءل جونق إن عما اذا مسموح له بالتنفس حتى.
انتهى بهم الامر في غرفة كبيرة, رغم انها مزينة بأرفف من الكتب, مكتب والعديد من الكراسي الفاخرة, لا يزال هناك مساحة متاحة. "اتركوا كنوزكم هنا حاليًا, ويمكننا ترتيبها بوقتٍ لاحق. متأكد انكم تملكون الكثير." اومأ جونق إن وعندها اصبح وجهه باللون الاحمر عندما ادرك أن جونميون كان يتحدث لكيونقسو وليس هو. مع ذلك, اعين الرجل كانت في الحقيقة تحدق به بصرامة. "ومن قد يكون هذا؟"
"جونق إن." قاطعه كيونقسو قبل أن يتمكن جونق إن من التحدث. "اضافة جديدة الى السفينة."
"يمكنني رؤية ذلك. أين وجدته؟"
"سفينة الياقوت. لم يكونوا يستحقونه."
"ارى ذلك." مد جونميون يده الى جونق إن, والآخر لاحظ ان الرجل بشكل واضح يبدو غنيًا, بدلة انيقة وربطة عنق وحتى قفازات. شعر وكأنه جونق إن اليتيم والقذر في الشارع مجددًا, بجانب رجلٍ مثله, وبتردد اخذ يده. "مرحبًا بك في منزلي. أنا و الكابتن خاصتك نعرف بعضنا منذ وقتٍ طويل."
حين نبض صدر جونق إن بقوة على مناداة كيونقسو بالكابتن خاصته, سيهون دخل بينهما. "جونميون, لا تتحدث عن الكابتن, تحدث عني. لقد مضى وقت طويل جدًا."
ابتسم جونميون وسحب الفتى الاصغر اقرب اليه ليقبّله على شفتيه. جونق إن وجد نفسه ينضم الى الكابتن في تغطية عيناه. كان... غير مريح اطلاقًا. لم يبدو بأن جونميون لاحظ أي شيء, رغم ذلك, واستدار نحو كيونقسو مجددًا وكأنه سأل سيهون حول الطقس. "ارى بأنك تملك اللوحة معك. هل علي وضعها في مكانها المعتاد؟"
"من فضلك. وهذه ايضًا." كيونقسو اعطى جونميون كلتا اللوحة والصندوق الصغير الذي يحمل قلادة جونق إن. "ثمينة للغاية. تحتاج أن تبقى في اكثر مكان آمن."
"مفهوم. سأضعها بعيدًا بينما تعودون إلى جنية البحر." وجونميون اختفى مع الاشياء. توجه سيهون الى الباب الامامي ليجلب المزيد من الاغراض في السفينة. قبل أن يتبعونه ايضًا, جونق إن لمس ذراع الكابتن بخفه.
"اممم, هل هؤلاء الاثنان...؟"
"ماذا؟ كلا." هز كيونقسو رأسه بينما يسيران. "ربما يملك سيهون الكثير من... الاحباء في كل ميناء نزلنا إليه, لكن جونميون ليس واحدٌ منهم, رغم جهود سيهون الكبيرة. انه فقط يساير الفتى كثيرًا."
لم يفهمه جونق إن حقًا, ولكنه اختار عدم السؤال بينما يتبع الكابتن خاصته خارج المنزل الضخم ونحو الشارع, نحو المكان الذي تنتظرهم به السفينة. يبدو بأن سيهون ابتعد مسافة كبيرة مع تلك الارجل الطويلة وبالفعل لم يكن موجودًا حولهم, يترك الاثنان يسيران معًا لوحدهم.
اصبح المكان مظلمًا الآن, مع مصابيح الشارع وتوهج الضوء الدافئ من داخل المباني يضيء طريقهم الى جنية البحر.
"هل حقًا منزل جونميون آمن؟" سأل جونق إن, قلقًا على قلادته. بالطبع يجب أن يكون آمنًا أو كيونقسو لن يكون واثقًا في ترك الاشياء هناك, لكن لا يزال... "اقصد, انه بشكل واضح غني. ماذا عن اللصوص؟"
كيونقسو ضحك. "لا احد يحاول السرقة من منزل جونميون, ليس بعد الآن. آخر مرة حاول فيها شخصٌ ما فعل ذلك, قام جونميون بعملٍ قصير معهم ولم تحاول روح واحدة الذهاب هناك منذ ذلك الحين. لديه سمعة."
سمعة؟ انه يبدو كرجل نبيل مسالم تمامًا مما رأى جونق إن. لكن مرة اخرى, لا أحد من الذين قابلهم بدوا مثلما إعتقد. منذ متى بدأ الاشخاص الذين يعرفهم يملكون اعماق خفية؟ "ما الذي فعله لهم؟ هل..." لم يستطع اخراج الكلمات حقًا, غير قادر على تخيل جونميون يقتل رجلًا من اجل دخوله لمنزله, الدم على تلك القفازات البيضاء.
"اوه لا, لم يقتلهم. ليس عندما يمكنه صنع امثلة حية منهم. فعل ما كان عليه فعله وارسلهم الى المدينة كتحذير لأي شخص يتجرأ بالسرقة منه. هل تعتقد انه يبقي سيف في كل غرفة لمجرد انه يجدها جميلة؟"
ابتلع جونق إن بثقل وتبع كيونقسو الى السفينة بصمت, يصنع ملاحظة عقلية ليكون على افضل سلوكة حول جونميون.
.
.
.
⚓️🛥⚓️🛥
.
.
.
بمجرد أن تم افراغ جميع الكنوز من اغنية جنية البحر, بيكهيون, جونقداي وييشينق اخذوا تشانيول إلى غرفة جراحة ييشينق ليعتنوا به جيدًا. بقي ييشينق يتحدث الى نفسه في اللحظة التي وضع بها قدمه على السفينة, عن كون تشانيول محظوظ بسبب أن اثنان من الممرضين المدربين جيدًا اعتنوا به مع امدادات جيدة من الادوية (سُرقت من سفن اميثيست, بالنسبه الى فخر لوهان الغريب) وأنه كان يمكن أن يسوء الامر كثيرًا اذا تلوثت ساقه.
"سيكون من السهل الاعتناء به في الارض, مع امدادات اكثر من التغذية والنظافة." تحدث ييشينق. "لقد قمتم بعمل جيد."
هذا قد اراح بيكهيون قليلًا, الذي بقي شاحبًا كالورقة لعدة أيام, لكن بعض التوتر حول المجموعة تم رفعه حين دخلوا الاربعة في غرفة الجراحة المنزليه الصغيرة. تشانيول لم يعد في خطرٍ وبقية القراصنة عادوا الى منزل جونميون, ولمفاجأة جونق إن, جميعهم بدوا وكأنهم في المنزل.
جميعهم تجولوا حول القصر كما لو كانوا يعرفون طريقهم, لا يخجلون من دخول الغرف او لمس الاشياء او الاتكاء على الجدران. كل ما فعله جونق إن هو الوقوف في منتصف الغرف, يعبث في كلا ابهاميه بتوتر يحاول ألا يلمس أي شيء قد يكلفه خمسة اضعاف ثمن حياته.
مينسوك تولى المطبخ, يحرص على صنع تحفة فنية مع طعام جونميون الكثير, بينما سيد المنزل تحدث مع القراصنة, كما لو كانوا جيران يزورون القصر من اجل العشاء.
كان كل شيء خياليًا لجونق إن, خصوصًا أنه قضى حياته مع لا شيء. لوهان على وجه الخصوص تناسب في الاجواء, يتحدث مع جونميون حول اللوحات على الجدران, عن الفنانين نفسهم, حول اصل السجادة على الارضية التي تأتي من مناطق بعيدة. ذهب جونق إن للاختباء في المطبخ اللامع ويساعد مينسوك في تقطيع الخضروات.
كان العشاء (لمجموعة من القراصنة الذين كانوا يعيشون على نقص الطعام) رائعًا. اللحم لم يكن ذا ملوحة كبيرة والخضروات كانت طازجة, كذلك عدة فواكة والتي اثارت قهقهات من الجميع ولكن جونميون لم يفهم النكتة وراء كمية التفاح الذي يتدحرج حول الطاولة. ايضًا كانت هناك سمكة تم صيدها حديثًا على الساحل ذلك اليوم. لم يأكل جونق إن جيدًا في حياته مثل اليوم.
من الجيد أن يتم صرف انتباهه من قبل وجبته ايضًا, حيث كانت المحادثات تدور حوله. يبدو بأن الكابتن قد اخبر جونميون كل ما حدث اثناء اعداد العشاء, يفسر غياب نصف المجموعة وظهور جونق إن المفاجئ. اومأ بفهم صامت بينما يمضغ طعامه, يراقب جونق إن عن كثب والفتى فجأة شعر بأنه تحت المراقبة. ربما من الافضل له تناول الطعام بهدوء وعدم النظر الى جونميون. بعد كل شيء, اذا هو والكابتن يعرفون بعضهم منذ وقتٍ طويل... انه لا يريد اخذ الفرصة.
"يجب عليكم الاستحمام." اخبر جونميون المجموعة بمجرد أن تم تنظيف الطاولة (بواسطة سيهون, يالا الغرابة. يبدو بأنه يريد جذب انتباه جونميون وذلك جلب الانزعاج للمجموعة بأكملها). "اشهر في البحر لا تضع الرجل بأفضل حالاته, بعد كل شيء."
خرجت اصواتٌ من الاتفاق, والقراصنة تفرقوا, يتجهون الى عدد لا يحصى من الدرج ويسيرون خلال الاروقة بحثًا عن غرف النوم, الخزانات, ومجموعة من الملابس التي يبدو بأنها وضعت في منزل جونميون تحديدًا, قبل الذهاب الى الحمامات المنتشرة حول المنزل الضخم. وقف جونق إن عند اسفل الدرج, يشعر بالضياع.
صوت قرع احذية عبر الارضية.
"انت لا تملك أي ملابس اخرى, صحيح؟" سؤال الكابتن كيونقسو كان بسيط وصريح, لكن جونق إن لا يزال يشعر بالحرج ليجيب بسلبية. "اذًا خذ من خاصة سيهون. يجب أن تناسبك. تعال." وكالعادة جونق إن قام باتباع كيونقسو الى اعلى الدرج المفروش بالسجاد الاحمر ولنهاية ممر طويل ونظيف. لوحات لنساء ورجال ملأت الجدران, لكن لم تكن بقدر جمال والدة كيونقسو.
الكابتن اختفى داخل غرفة, يظهر مع حزم من القماش في ذراعية. دفع الملابس نحو يدين جونق إن. "يوجد حمام هناك. ابواب الحمام عادةً تكون مقابضها مطلية بالفضي بدلًا من الذهبي." تسائل جونق إن اذا كانت ذهب وفضة حقيقية, ولكن مما شاهده حتى الآن, كان يميل الى تصديق ذلك. "أنت... فلتحظى بحمامٍ جيد."
وحينها رحل الكابتن, يترك جونق إن يقف بغباء خارج باب الحمام لعدة دقائق قبل ادراكه ان يجب عليه الدخول.
.
.
.
⚓️🛥⚓️🛥
.
.
.