قالت و عَبرَتُها مخلوطةٌ بدمٍ تجري ، و أنفاسُها مرفوعةٌ صعدا
لا تطلب النطقَ منّي بالسلامِ فما أبقى فراقُك لي روحًا و لا جسدا
......................................................................
استيقظت جينا بعد يومين.. لتفتح عينيها ببطئ وإجهاد .. بدأت تنظر حولها بضعف ليشعر بتحرك كفها بين خاصته وهو منزل راسه .. رفع راسه سريعا ليرى التي تحاول النظر حولها لتفهم وضعها اسرع في التشبث بيدها اكثر لتنتبه اخيرا للمتواجد بجانبها
-عزيزتي انتِ مستيقظة !! انه انا بيكهيون .. انتِ بخير صحيح !!
خاطبها فرِحا مذعورا لتومأ له وهي تحاول الابتسام
بعد فترة من استفاقتها بدأت تدرك الوضع شيئا فشيئا حتى لفت انتباهها شيئا اثار زعرها .. انها بطنها.. لما هي في مستوى جسدها !! لما هي ليست منتفخة
-ب.. بيكهيون ما ما هذا !!! بطني انها
-لا بأس عليكي لا بأس .. انه في الحضانة انه بخير
-ماذا تعني بيكهيون ماذا تعني .. هل اخرجتموه من داخلي
ظلت تتحرك في ذعر وفزع لينهض فيمسك بكلا كتفيها يثبتها حتى لا يؤلمها جرح بطنها او يحدث شيء للجراحة .. حاول تهدأتها
-لا بأس جينا انه بخير كليا هو بخير الاطباء يعتنون به .. لقد اوصيتهم جيدا عليه
-انت تكذب .. انت كاذب .. كل الاطباء اجمعوا انه فور خروجه من احشائي قبل المدة لن يستطيع الصمود
ظلت تصيح وهي تبكي بقوة وتتحرك بعنف حتى اشتدت قبضتيه عليها فاستطاع تثبيتها تماما
-توقفي الان جينا هذا يكفي .. الا تفكرين بي !! اتعتقدين ان فور وفاتكي كنت ساعيش لاعتني بالطفل !! اهذا ما اقنعتي نفسكي به !! فور سماعي جملة جينا رحلت كنت سالحق بكي .. اكنتي ستسعدين عندما يعيش طفلنا يتيم يتربى بين يدي غرباء !! ام حسبتي انني حقا ساتزوج واعيش سعيدا اقوم بتربية طفلنا وانا لا تفارق الابتسامة شفتاي !! اخبرني الطبيب انكي ما كنتي حتى ستتحملين حتى الولادة كانوا سيبقونكي على اجهزة حتى يكتمل نمو الطفل ثم فور ازالة الاجهزة تكونين متّي رسميا .. كنتي تريدينني ان اعرف هذا واحقق لكي ما اردتي !!
والدتكي كان لها اسباب مقنعة كل الاقناع لاجل بقائها على تشانيول .. كانت تعلم ان والدكي لن يقوم بقتل نفسه ورائها اذ هي ماتت فهي ليست رقم واحد في حياته وكانت تعلم انها بالفعل تعاني كل فترة واخرى من شيء قد ينهي حياتها لذلك خشيت عليكي من بعدها ان تكوني وحيدة فوالدكي بالفعل لديه ما يشغله .. امر العشيقة والابن الغير شرعي وما يفعله شقيقه بالشركة ووالده الذي يابى ان يعطيه ذمام الامور .. ما كان ليعتني بكي لذلك فور معرفتها ان الطفل الذي في رحمها ذكر تمسكت به حتى يكون سندكي وامنكي .. وقد كان .. واعطاكي لي حتى اكمل ما بداه .. ما كنت لاتخلى عنكي بتلك الطريقة .. والدتكي كانت تحارب لاجلكي لكنكي كنتي تحاربين لاجل هلاككي وهلاكي وهلاك ذلك الطفل
ابتعد ليستوعب ما قام به وان حديثه ما زادها الا توجعا والما اذ انها ظلت ساكنه تبكي بصمت ليرفع شعره بقوة ويغادر المكان
تجلس كارما مع تشانيول في الخارج وهو محني راسه يستوعب ما يحدث منذ يومين
-اذا كنتي تعلمين .. كنتي تعلمين ولم تخبريني
-اجل فعلت .. ان كنت بمكاني ما كنت لتخبرني
رات بيكهيون يغادر الغرفة بعنف لتنهض سريعا
-تشانيول اذهب وراء بيكهيون هناك شيء ما .. انا ساذهب لارى جينا
توجهت لغرفة جينا لتجدها تبكي وهي مغمضة العينين فاستوعبت سريعا ما حدث
-جينا .. حبيبتي لا باس انتما بخير لا شيء سيء
تقدمت منها لتحتضنها فتتمسك الاخرى بها
-طفلي .. اريد رؤيته كارما ارجوكي
- اعدكي سترينه
بعد وقت ليس بطويل استندت جينا على كارما لتذهب بها الى حيث يمكث طفلها استطاعت رؤيته من بعيد اذ انه في غرفة زجاجية
-يا صغيري انا اسفة .. امك اسفة لقد تخليت عنك لم اتمسك بك للنهاية لم افعل انا اسفة
-جينا اهدئي انه قوي كوالدته لن يحدث له شيء سيء
تشعر جينا بالوخز الذي في قلبها فقد اصبحت أمّا تعرف انها ستفقده وماذا اقوى من غريزة الامومه ؟ فما مكث شهرا حتى توفى الطفل .. دفنه بيكهيون وجينا والبكاء سيد الموقف .. حتى بيكهيون لم يستطع كبت دموعه فهو اب ايضا وان كان يمثل دورا عكس ما شعر به .. صعبت الحياة على الثنائي فاصبح بيكهيون يشعر من نظرات جينا انه قاتل طفله لكنه تحمل وعذرها حتى اخبر تشانيول يوما انه بحاجه ان يسافر بزوجته ليعيدا علاقتهما من جديد ..
ودعت كارما الثنائي بحرارة في المطار وسط دموعها التي لم تستطع كتمها بينما تشانيول مثل التحمل والقوة حتى رحلا ..
كارما الان في الفصل الاخير من الدراسة فقد انهت امتحاناتها واجازة الفصل الاول منذ زمن .. تعيش في منزل تشانيول منذ شهران تقريبا وقد توقفت عن العمل في المطعم واستقرت كحبيبة تشانيول ..
انه بعد سفر الثنائي بحوالي شهر وبعد ان كانا يتواصلون مع كارما انقطع التواصل .. لاحظت بعد مرور وقت اطول تغير تعامل تشانيول معها بشكل لم تفهمه .. حتى في يوم غربت شمسه سريعا طلب منها تشانيول امرا لم يخطر على بالها منذ مكوثها معه
-كارما قومي بتوضيب اغراضك
-لماذا تشانيول ؟
-عليكي العودة للمنزل
-ماذا !
-لفترة وجيزة ساقوم بعدة تصليحات للمنزل
-وانت .. هل ستمكث معي ؟
-لا عليّ ان انهي بعض الاعمال في مكان ما
حاولت استيعاب ما يحدث لكن بلا جدوى وقد كانت مازالت صغيرة فما كان منها الا ان لملمت اشيائها لتتبعه ..
مضت فترة طويلة منذ ان كانت تخاف من سرعة سيارته لكن لا تعرف ماذا يحدث الان فقلبها مقبوض لكنها لا تتحدث تغمض عينيها وتتشبث في المقعد بقوة .. لم تفتح عينيها الا عندما هدأت السيارة ثم توقفت .. فتحت عينيها لتجد نفسها في شارعها المظلم الذي لم تمر منه حتى منذ شعور .. وكانت قد ظنت انها نجت من ظلمته ووحشته
نظرت للقابع بجانبها بهدوء
-ستمر عليّ غدا صحيح ؟
اوما لها لتنقلب قبضة قلبها الى وخز يدب فيه .. كانت تعلم ان هناك شيء ما .. كانت تعلم انه ربما ان نزلت من السيارة الان فسيحدث امرا لن يجعلها بخير كانت اصغر من التشبث والاصرار فهمت بخلع حزام الامان لتهم بفتح الباب فاستدارت بقوة لتخطف شفاهها منها .. يقبلها وهو يتشبث بها بقوة يغمض عينيه بعنف والم .. لينهي القبلة بعد فترة فيضم جسدها بين ذراعيه
-ساتي لا تقلقي
استيقظت صباحا لتنتظر في منزلها حتى ياتي فيوصلها للمدرسة لكنه لا ياتي ظلت جالسة في المنزل حتى انها لم تذهب للمدرسة .. قرب غروب الشمس توجهت بعزم الى حيث منزله لتطرق الباب فيفتح لها شخص كبير بالسن لتساله عن تشانيول فيخبرها ان لا احد هنا يدعى بهذا الاسم وان هذا المنزل اصبح ملكه من ليلة امس ومن سلمه المنزل لا يدعى تشانيول ابدا .. حاولت الوصول لبيكهيون او جينا لكن لا فائدة .. تبحث عنه وهي مدمرة تماما لكنها لا تصل اليه .. اشتد الباس بها ففوجئت بمالك المطعم الذي عملت به يطرق بابها يخبرها ان تعود للعمل
-تشانيول اخبرك بذلك صحيح ؟
-ماذا تعنين يا ابنتي
-لا تمثل ليس طبعك ان تاتي بعدما تركت العمل بتلك الطريقة وقد قمت بتعينن احدهم بالفعل لتطلب مني العودة .. تشانيول اعطاك مالا لتعيديني للعمل صحيح !! اين هو .. فقط اخبرني
-انا لا افهم حقا ماذا تعنين لم يامرني احد بشيء فقط انا علمت انكي عدتي للمنزل ولا تعملين فقررت عرض الامر عليكي
عادت بياس لعملها القديم .. لحياتها القديمة وقد قررت عدم الهدوء .. ظلت تبحث عنه حتى انها اختارت قسم ادارة الاعمال ليسهل عليها البحث .. عملت في عدة شركات حتى نضجت واصبح هدفها البحث عن سبب بعده عنها بتلك الطريقة ..
بينما هو في ذلك اليوم الذي اوصلها فيه وعاد لم يستطع فعل شيء سوى الصراخ باسمها وتحطيم كل ما يراه .. يجلس بيأس يشعر بجسده يتآكل يريدها بشدة .. حتما سيعود فيوضح لها انه ما فعل ذلك الا لحمايتها والاخذ بثأرها ..