خرجت هذا الصباح إلى جامعتي بينما كان الجو شديد البرودة اليوم يبدو بأننا على أبواب شهر ديسمبر..لقد كان اليوم مهم بالنسبة إلي،فزين سيعود أخيرا من هاواي..وأنا لاأطيق الإنتظار لإستقباله ورؤيته..
ضممت معطفي إلي وتوجهت إلى سيارتي..
قمت بتحريك مقود السيارة وكدت أتحرك إلا أن شيء ما قد أوقفني..
"هاري!".قلت بإستغراب لهاري الذي قد كان يشير لي بيده أمام سيارتي
"فضلا..أريد التحدث معك بشأن أمر ما..".قال وهو يطرق نافذتي لأقوم بفتحها
"ماالأمر؟".سألته بإستغراب
"ألن تدخليني؟".سأل
"آسفه لقد نسيت..تفضل بالدخول".قلت ليقوم هو بالتوجه للباب الآخر والجلوس على المقعد الذي بجانبي لأقوم بخفض صوت الموسيقي قليلا
"إذ..".كدت أتحدث إلا أنه قد قاطعني
"إنجي تحبني صحيح؟".سأل لأوسع عيناي بخوف
"أأ..كيف..عرفت بذلك؟".سألته ليتنهد
"بينما كنت أمشي في الرواق الذي به غرفتك في هاواي،إستطعت سماع حديثكم حولي..".قال
"إستطعت سماع إنجيلا عندما أخبرتك بشأن إعجابها بي آسف..".استرسل
"أرجوك هاري..ليس عليك إخبار إنجيلا بأي شيء حول هذا الأمر".قلت بإستياء
"لن أفعل..لأنني من الأساس لاأكن المشاعر لها".قال لأتنهد بخيبه
"أنا أحبك أنت فقط..".تمتم ليتحطم قلبي
"وماالعيب بها!..مثلا هي فتاة شقراء وجميلة ذات أعين زمردية وشخصية مرحه،هي مثيره!".قلت آخر جملة بهمس مدعية عدم سماع ماقاله سابقا
"وهل هذه هي مقاييس الحب بالنسبة لك؟".قال ليتوقف الكلام في حنجرتي
"ألهذه الأسباب أحببتي زين؟".سأل
"همم..بالطبع وماالعيب به هو وسيم و...".قلت ليقاطعني
"أنت كاذبه ياصغيرتي..فلو كان الأمر هكذا لأحببتني أيضا فأنا وسيم للغايه".قال لأقهقه لاأعلم ولكني أشعر وكأن الجو قد بدأ يصبح متوترا هنا
"نحن بالسيارة منذ ساعه ستفوتنا المحاضرات هكذا..علينا أن نسرع يا ليوناردو".قلت بسخرية
"فلتحركي المقود يامارلين..".قال بسخرية مقابلة لأقهقه احب ذلك الجانب العفوي من هاري كثيرا،ذلك الذي يدفعه لنسيان مايحزنه عندما يجد أحدهم يحاول التخفيف عنه
وصلنا إلى الجامعه ليزفر هاري الهواء بملل..
"لقد بت أكره هذه الجامعه كثيرا..".قال لأقهقه
"شعور متبادل".قلت وأنا أوقف السيارة
مشينا معا إلى صف المحاضرات،ثم جلست على مقعدي بتعب لقد بدأت أشعر بتلك الفراشات تحلق في جسدي حالما تذكرت زين،كيف لي الصمود أكثر من ذلك أنا أشتقت لعناقه كثيرا..
كان المحاضر يقوم بشرح أحد دروس الأدب الفرنسي بإهتمام،بينما أنا كنت غارقة في عمق تفكيري..
ماالذي سأفعله حالما أرى زين؟
ترى هل يجب علي تحضير شيء مالأجله،أود إضافة نكهة ما إلى يومنا..
بالتأكيد هو سيكون حزين حين عودته إلى لندن،سيكون محطما لتذكره لكل تلك المسؤوليات التي ستحط فوق رأسه،سيكون وحيدا حين عودته لدياره الفارغه..
لقد شعرت به منذ هذه اللحظه،سيكون علي فعل شيء مالأجل التخفيف عنه.
"جولز رود".صاح المحاضر لأستفيق من شرودي
"قفي".قال لأنفذ مايقوله بملل
"ماالذي كنت أقوله الآن؟".سأل لأتنهد
"كان الفرنسيون أناس ذو مشاعر عميقه،يصورون المعنى بشكل مبالغ فيه".همس لي هاري من الخلف
"كان الفرنسيون أناس ذو مشاعر عميقه،يصورون المعنى بشكل مبالغ فيه".كررت ليتحمحم المحاضر
"حسنا بإمكانك الجلوس الآن".قال وهو يعدل ياقته بإحراج،أنا شاكرة لهاري كثيرا
"أنت الأفضل هاري".همست ليبتسم لي
إنتهت المحاضرات بملل وتوجه الجميع للخارج،لقد إلتقيت ببقية الرفاق اليوم في إستراحة الطعام وبالطبع لم تخلوا أحاديثنا من التخطيط لشيء ما نفعله معا.
بعد أن وصلت إلى منزلي،نظرت إلى الساعة المعلقه على الحائط لأجدنا في وقت الظهيرة..
لقد نسيت تماما الإتصال بزين ومعرفة موعد طائرته،التقطت الهاتف من جيبي ثم قمت بالإتصال عليه ليأتيني صوته من على الجانب الآخر.
"حبي..".قال لأبتسم
"زين..لقد أفتقدتك".قلت
"وأنا أيضا أفتقدتك بشده..كيف هو حالك؟هل عدت من الجامعة؟".سأل
"أجل عدت لتوي..".قلت
"متى ستأتي إلى لندن؟".سألت بسرعه
"كنت أعلم بأنك إتصلت لأجل هذا أنا شاكر لأنك لم تنسي أمري..موعد طائرتي بعد نصف ساعه أنا في المطار الآن سأصل إلى لندن عند الغروب".قال لترتسم إبتسامة على شفتاي
"سأكون بإنتظارك دائما..".قلت
"أحبك..".همس
"أحبك بالمقابل".قلت
"علي فعل شيء ما الآن..سنلتقي".قلت
"حسنا حبي وداعا..أنا لاأطيق الإنتظار لرؤيتك".قال
"وداعا".قلت وقد قمت بإغلاق الخط
توجهت إلى غرفة الغسيل لأقوم بخلع ملابسي
انتهيت وقد صعدت إلى غرفتي بينما كان المنزل فارغ..أمي في عملها..لورين بالتأكيد قد انتهى دوامها المدرسي وتتسكع في مكان ما.
توجهت إلى دولاب الشموع العطريه ليحتار نظري بينهم،فقد كانت هناك العديد منها وكلها كانت رائعه..
أخيرا بعد صراع طويل من التفكير قررت إختيار شمعة"lavender"الأرجوانية..
توجهت إلى الحمام وقد ألقيت بجسدي العاري في الحوض بعد أن ملئته بالرغوة الكثيفة..
لقد كانت رائحة الشموع تعانق المكان،كنت أفكر بالخطوة التي سأقوم بفعلها بعد الانتهاء من الاستحمام..
كعكه!
فكرت بتحضير كعكة لذيذة بالفواكه البريه لأجل زين،ربما هو سيحب هذا كثيرا سأحاول أن أبذل فيها قصار جهدي حتى تبدو شهية.
إنتهيت من الاستحمام ثم قمت بلف المنشفة حول جسدي وارتديت ملابسي الداخلية على مضض ثم نزلت للأسفل بسرعة لأتفقد الثلاجة..
"جيد لاينقصني أي مكون هنا،سأبدأ بتحضيرها".قلت لنفسي بعد أن قمت بإخراج كل المكونات
بدأت بمزج الخليط وإضافة حبات التوت البري وأنا أفكر إن كنت قد نسيت شيئا ما..
"رائع فقط رائع".دعمت نفسي مبتسمه
بعد أن إنتهيت من سكب الخليط في الصينية وضعته في الفرن تنهدت مبتسمة..وصعدت للأعلى كي أجهز ملابسي التي سأرتديها عند رؤية زين..
فتحت خزانتي لتقع عيناي على فستان بسيط أرجواني اللون.
"سيكون هذا مناسبا للغاية".تمتمت لنفسي وقد بدأت أتجهز من الإرتداء ومستحضرات التجميل ومانحو ذلك
نزلت عبر درجات السلالم وتوجهت إلى المطبخ،لأتفقد الكعكه..
لقد نضجت بالفعل!
قمت بإخراجها وتركتها تبرد قليلا..
بعد الانتهاء من ذلك بدأت بتقطيعها إلى طبقات ودهنها بالكريمة البيضاء وتزيينها وما نحو ذلك.
"مدهش!".عبرت عن إندهاشي من شكلها ثم تركتها بالبراد قليلا
تفقدت هاتفي لأرى بأن الغروب قد حل..
ومن ثم توجهت للمرآة لتفقد طلتي النهائية أخيرا.
"أبدو ساحرة!".تمتمت لنفسي عبر المرآة ثم قمت بإرتداء حذائي ومعطفي
ذهبت إلى الكعكة وقمت بوضعها في كرتون خاص بالحلوى..ثم تركت رسالة على الثلاجة إلى أمي أخبرها بها بأنني ذاهبة إلى إستقبال زين.
الوقت!
لقد كان الوقت يمشي ببطئ وأنا أقود السيارة..
قمت بتشغيل إحدى الأغنيات الكلاسيكية،وقد شعرت آنذاك بقلبي يحلق بين السحاب،يبدو أن ماأعيشه الآن حلم..
وإن كان كذلك فأنا لاأريد الإستيقاظ منه!
وصلت أخيرا إلى المطار لأشعر بفراشات بطني تتطاير،أنا ذاهبه الآن لإستقبال الشخص الذي رؤيته تبعث السلام في نفسي..
الشخص الذي أتساقط أمامه خجلا،ولاأجيد التحدث إليه بشكل جيد ففي حضرة عينيه تضيع حروفي.
بقيت أنتظره في غضون دقائق..
حتى رأيته من بعيد يهم إلي،لقد كان هو زين..
بطلته التي عهدتها دائما،ملابسه السوداء والسيجارة التي لا تفارق يده..
لقد تجدد النبض لدي حينما رأيته يقترب مني ويضمني إليه بحنان.
"أحبك".همس في أذني لأميل برأسي على كتفه وسط عناقنا الدافئ
"أحبك زين..".قلت بالمقابل ليتحسس خصلات شعري بين يديه
"كيف لك أن تكوني جميلة إلى هذا الحد حبيبتي؟،أنت تذيبيني حبا".قال وهو يفصل العناق ويقوم بتكويب وجهي بين يديه
"ربما لأنني أضع المستحضرات؟".قلت بسخريه ليقهقه
"أنت مخطئه فأنا رأيتك بدونها عدة مرات،لقد أعطاك الرب جمالا مميزا عن جميع جنسك من الفتيات".قال لأبتسم خجلا
"لقد أشتقت اليك بحق..لاأصدق بأنني أراك الآن..".قلت
"ياإلهي كم أود أكلك..أنت رائعه حبيبتي".قال وهو يقوم بتقبيل وجنتي
"لن يحدث ذلك..أنت ستأكل الكعك عوضا عني".قلت بسخرية
"أمااه!..أن لاأطيق الإنتظار لتذوق ماصنعته يديك!".قال بحماس لأقهقه
"ستبدو كالدب المحشو اليوم".قلت ونحن متوجهين للسيارة ليقهقه
"أين هي جيجي؟".سألته بعد أن ركبنا السيارة
"تركت لي رسالة وقالت بأنها سافرت إلى إيطاليا".قال بلا مبالاة
"جيد..".تمتمت
"دعك منها الآن..فعند لقائنا أنا لاأستطيع رؤية شيء سواك".قال وهو يمسك يدي لأبتسم له
تسامرنا طوال الطريق بأحاديث لطيفة،لم اكن أشعر بالوقت طيلة رفقته..
تمنيت لو تدوم هذه اللحظات للأبد..
عندما وصلنا إلى القصر خاصة زين،كنت أشعر بقلبي ينقبض حزنا عليه..
لذا بقيت ممسكة بيده بشده..
شعرت في تلك اللحظه وكأنني أريد ربط أوردتنا معا بطريقة ما..
"حبيبي..أنت بطلي".همست في أذنه ليقوم بتقبيل شعري
نزلنا من السيارة ليضرب الهواء البارد أجسادنا،شعرت آنذاك وكأنه يوقظني من غفلتي ويذكرني بأن لاأترك زين وحده في كل أيامه المقبله..
"أنا معك..".همست وأنا أربت على كتفه ليتنهد ويمسك يدي
قام زين بفتح الباب وتوجهنا للداخل،ليغمض عينيه ويزفر الهواء..
"لقد كان هنا..".قال وهو يتوجه إلى أحد الكراسي
"كان يجلس هنا دائما يتصفح جريدته..".قال بإبتسامه حزينه،يسترجع ذكرى ما
"اللعنه على هذه الحياة..".صاح وهو يرمي بأحد المزهريات أرضا ليقشعر جسدي أثر صوت إرتطام الزجاج بالأرض
"لا..لايمكنك إخماد نيران غضبك هكذا،تعال هنا".قلت وأنا أكبح دموعي ليتوجه إلي ويعتصرني في عناقه
"لقد سلبتني الحياة كل شيء..منذ هذه اللحظه سأتحمل مسؤولية أشياء أنا في غنى عنها".قال وقد بللت دموعه رقبتي لأتنهد بحزن
"زين حبي..أنا لازلت موجودة، عليك أن تثق بذلك،أنا لن أتركك للحظة واحدة ماحييت".قلت وأنا أقوم بفرك رقبته بلطف
"سنكون معا..سيشهد العالم عن مدى إرتباط أرواحنا ببعضها".قلت وأنا أبعده عن عناقي وأكوب وجهه بين يداي لينظر لي بعينيه الحمراء الدامعه
"حتى أنظر..نحن نحمل ملامح متشابه..أنا أشعر وكأننا جسدان بروح واحدة".قلت وأنا أربت على كتفه واعرض ذواتنا أمام مرآة طويلة
"أنا..أنا لايسعني القول سوى أنني..سأضيع بدونك".قال وهو يفرك أنفه بخاصتي لتضرب أنفاسه الحارة وجهي
"هيا..لا وقت للحزن الآن،سنشاهد الفيلم ونأكل الكعكة وسويا".قلت بحماس ليبتسم لي وهو يقوم بمسح دموعه
"أتبكين لأجلي؟".سألني بشرود وهو يعاود مسح دموعي بأصابعه بخفه
"أشعر بالحزن أضعافك..ولكنني سأبقى قوية لأجلك".قلت
"لنضعف معا..ونقوى أمامهم".قال لأهز له رأسي مبتسمة وأنا أعاود مسح دموعي التي تكاد أن تنزل
"والآن هيا..أنا لاأطيق الإنتظار لتناول ماصنعته يداك".قال وهو يتصنع البهجه لأبتسم له
،ليتك تعلم يازين أنني بدونك لست جولي المبتهجه التي تراها
..
"كيف يمكن لي التعبير لك عن مدى جمالها!".قال وهو يتناول أحد القطع
"أن تنهيها كلها".قلت بصرامة مصطنعه
"سنبقى مستيقظين طوال الليل ونأكلها..حتى نصبح كالدببه المحشوه".قال بسخريه لأبتسم له بشرود
"أحبك".قلت فجأة
"تعالي هنا".قال وهو يسحبني في عناق لأبتسم براحه
"أحببتك أكثر من نفسي ياصغيرة،وأنا نرجسي لأبعد الحدود!".همس لي لأشعر بفراشات بطني تتطاير
"لقد أحببتك يازين بقلب مراهقة..عاشت الحب للمرة الأولى!".قلت لأشعر به يقبل شفتاي برقه
"ولقد سرقت منك قبلة الآن ياصغيرة..لاتخبري ماما بذلك!".همس
ياللعجب من تلك الأيام!
أتبكينا دهرا ومن ثم تعاود القدوم إلينا بخفة لتهدينا سعادة لم نتوقع الحصول عليها يوما..