رغم أن الأمر كان قاسياً علي إلا أنني عرفت مقدار حب من حولي لي... لورا... آني... السيد إيدوارد... ورود... سأحاول عدم إقلاقكم مجدداً... أحبكم
★★★★★★★★★★★★★★★★★★
عدت للمنزل بعد فترة اجبرت على بقائها في المشفى لأن لورا رفضت خروجي إلا عند سماح الطبيب بذلك... يااااه... ما أحلى العودة إلى المنزل
- هيا... ادخلي
- روود
- هل تريدين لحالتك أن تسوء ؟؟
- حاضر... سأدخل بسرعة ( هو أيضاً يعاملني كالأطفال... همف )
دخلت بتثاقل للمنزل... أشعر بالتعب... رغم أنني لم أبذل أي مجهود لكن بقائي في المشفى هو السبب... أكره ذلك المكان بحق... يعيد لي ذكريات لا أريد تذكرها
كان هناك رائحة زكية في المنزل... بدأت عصافير بطني تزقزق... لا مستحيل... لابد أن الرائحة قادمة من الشقة المجاورة 😩... ولكنني كنت مخطأة
يا إلهي... من أعد هذه الأطباق ؟!؟... هل يعقل؟؟... لقد كان فمي مفتوحاً من الصدمة
- روود... هل أنت من أعد هذه الأطباق ؟؟
- نعم
- مدهش... كيف تعلمت الطبخ ؟؟
- من الكتاب... هيا جربيه
جلست وبدأت الأكل... يا إلهي... إنه لذيييييييييذ جداً
- روود... إنه لذيذ جداً... لم أتناول طعاماً بهذه اللذة من وقت طويل... أريد أن أبكي من السعادة... شكراً لك ههههه
- ...
كنت أتلذذ بأكل كل هذا الطعام... فتحت عيني ونظرت له
أوه... ابتسامته... تشعرني بالدفئ والسعادة... لقد سرحت بابتسامته دون أن أنتبه... ذكرتني بذلك الشخص
- ماذا... لما تنظرين إلي هكذا ؟؟
- هاه... لا شيء... ولكنني... هل يمكنك الابتسام أكثر... أرجوووووك
ولكنه فاجأني بردة فعله
يااااااااااه... ما أظرفه... أريد أن أصرخ... تحكمي برد فعلك يا غبية
- سأحاول
- حقاً ؟
- نعم
- أشكرك... هيا شاركني الطعام
- ...
- إنك موهوب حقاً روود... قد أحتاج لأشهر لأصبح بمهارتك
- أنا لست بهذه المهارة
مسحت على شعره بلطف ولكنه
ضربات متتالية على قلبي الصغير... أنا شعرت بالخجل أيضاً
هل هذا شعور أن تمتلك أخ أصغر... أتذكر أن لورا تمتلك توأم أصغر منها... صبي وفتاة... مايك وماري... إنهما ظريفين كروود هههههه
- هيا لنكمل الطعام
- ...
بقينا نتكلم لساعات... حدثته عن أيام طفولتي... وعن حياتي... حدثته عن مواقف مضحكة حدثت معي... لقد كنت في غاية السعادة
★★★★★★★★★★★★★★★★★★
بعد أن أنهينا تناول الطعام حملت الأطباق واتجهت للمطبخ
- توقفي مكانك
- ماذا ؟!؟
- أعطني الأطباق... أنا سأرفعها... عليكي أن ترتاحي
- إنها بضع خطوات... والاطباق ليست ثقيلة
- قلت لكي أعطيني الأطباق
- لكن
- من غير لكن
- أنت تشبه لورا... لمَ تعاملني كطفلة
أخذ الأطباق مني من دون أن يضيف شيءً آخر... إنه أمر أستطيع القيام به من دون أن يساعدني به أحد... أنا من يجب عليه الاعتناء به وليس العكس
سمعت طرقاً على الباب... من يا ترى؟؟... ذهبت لأفتح الباب
- اوه... لورا
- مرحباً إيلي
- أهلاً تفضلي
اقتربت مني وضربتني على رأسي
- أخ... لمَ فعلتي ذلك ؟؟
- أليس عليكي البقاء في السرير
- كيف سأفتح لكِ الباب إذا بقيت في السرير
- كان عليكي استغراق وقت أطول في فتح الباب لو كنتِ في سريرك... وهذا دليل على أنك لم تسمعي كلامي
- اوه... أنتي ذكية
وبسبب كلامي تلقيت ضربة أخرى
- هيا... إلى غرفتك
- حاضر
لمحت روود... كان ينظر لها بتلك النظرة مجدداً... يبدو أنه لا يحبها 😅
- اوه... أولاً عليكي تناول الطعام... لقد حضرت أمي بعض الطعام من أجلك
- حقاً ؟!؟
- بطبع
- ولكنني قد تناولته للتو
- أتمزحين معي... وكيف ستعدين الطعام وأنتي بهذه الحالة؟؟... وأيضاً أنتي لا تجيدين الطبخ
- إنني أقول الحقيقة
- ومَن قام بإعداده؟؟
- إنه
نظرت ناحية روود... لقد كان بادياً على وجهه أنه لا يريد أن أخبرها
- جارتي في الشقة المجاورة
- اها... حسناً ضعيه في الثلاجة وكليه في وقت لاحق... من الآن وصاعداً أنا من سيهتم بأكلك
- لكنني أستطيع الاعتناء بنفسي... إنني أتعلم الطبخ
- لكن
- أرجوكِ لورا... أعدكِ لن أجهد نفسي... وسأنتبه لصحتي
- أممممم... أوه... أستسلمت... سأختبرك لمدة أسبوع... إذا نجحتي سأخفف مراقبتي لكِ
- أشكرك... لحظة... ماذا ؟؟
- هيا لنذهب لمشاهدت التلفاز
ماذااااااااا!!... تخفف مراقبتها لي... إنها تراني كطفلة حقاً
★★★★★★★★★★★★★★★★★★
جلسنا حول الطاولة... كانت لورا تقلب القنوات... يبدو أنها لم تجد برنامجاً يعجبها للآن... كان روود جالساً في الزاوية... شعرت بأنه متضايق من وجود لورا في المنزل... روود...مالذي علي فعله ؟؟
- إذاً إيلي
- ماذا ؟!؟
- من هو روود ؟؟
- هاه ؟!؟
- لقد أخبرتني آني بأنك تملكين قريب صغير اسمه روود... وأنه وسيم وظريف مثلك
- اوه... تذكرت... إنه قريب لي من بعيد
- لم تحدثيني عنه من قبل... كيف يبدو ؟؟
- في الحقيقة
عندها أمسك روود بطرف قميصي... اقترب من اذني
- أرجوكِ... لا تخبريها عني
- لماذا ؟؟
همست متسائلة
- لا أريد لها أن تعرف... لا أريد لأحد غير إليزابيث أن يعلم بوجودي
- إيلي... هل أنتِ بخير ؟؟... بماذا تهمسين
- ولمَ تركت آني تراك ؟؟
- إيلي... مالذي تتحدثين عنه ؟؟
- فعلت ذلك لتتركِ تبقين فترة أطول... كنت أريد الجلوس معكِ ... لقد سحبتني من الظلام إلى النور... مددت يدكِ لي من دون مقابل... أبعدتِ الوحدة عني... قمت بغمري بحبك... أريد البقاء بجانبك... أنتِ فقط... لا أريد أن يعرف حقيقتي غيركِ إيليزابيث
لقد شعرت به وهو يبكي... واضعاً رأسه على ظهري... لقد سقطت دموعي أنا أيضاً
- إيلي... يا إلهي... لمَ تبكين ؟؟... هل تشعرين بالمرض ؟؟
- لا... أنا في أفضل حال... لم أشعر بهذه السعادة من قبل... أنا سعيدة
- إيلي !!
- أنا بخير... حقاً
- اهههه... حسناً... علي العودة الآن... أراكي غداً
- لورا
- عليكي الذهاب إلى سريرك... لا أريد أن تجهدي نفسك
- حاضر
ابتسمت ومسحت على رأسي... ودَّعَتنِي وخرجت
قمت باحتضان روود... لم أكن أعلم بأن هذه هي مشاعره... لقد كنت سعيدة حقاً
- أنا آسفة لجعلك تبكي... أعدك بأن أبقي هذا سراً حتى مماتي
- لا تذكري الموت
- أنا آسفة ههههه
قمت بمسح دموعه... إنه لطيف حقاً... علي أن أهدأه... هذا ما يجب علي فعله
- أعدك بأن أبقى إلى جانبك... وأن أنفذ ما تطلبه مني... ما رأيك ؟؟
- حسناً
- جيد هههههه
- لمَ لا نقوم بالعمل معاً... هكذا سننتهي أسرع... ما رأيك ؟؟
- موافق
- ههههههه
قمنا بغسل الصحون معاً... قمت بإلقاء النكات وحاولت إضحاكه... ولكنه لم يفعل... اممم... وضعت يدي على ذقني في وضعية تفكير
نظر إلي روود بتعجب... وبدأ بالضحك
- ههههههه
- ماذا ؟!؟
- وجهك هههههه
- ماذا به ؟!؟
- ههههههه
اسرعت إلى الحمام ونظرت في المرآة... هههههههه
- أصبحت تملكين لحية من رغوة الصابون هههههه
- أنت محق... أبدو مضحكة هههههه
أخيراً... لقد ضحك ههههه... هذه أول مرة أرآه يضحك بها... رأيته يبكي... ويبتسم... ويغضب... ويضحك... أريد رؤية تعابيره كلها ههههه
★★★★★★★★★★★★★★★★★★
انتهينا من أعمال المنزل... والآن إنه موعد النوم
ذهبت لأحضار غطائي ووسادتي ولكن روود منعني
- ستنامين على السرير
- لا... أنت ستنام عليه
- أنا لا أريد النوم على سريرك
- ولا أنا
- ...
- لدي حل
قمت بمد غطائين على الأرض ووضعت وسادتين عليهما
- سننام على الأرض... لنعتبر أننا في رحلة تخييم ههههه... هذا لك وهذا لي
- ...
استلقيت على الغطاء... اه الأرض أفضل من سرير المستشفى بالنسبة لي... نظرت لروود... لقد قام بتغطية وجهه... هل غضب مني يا ترى ؟؟
- إيليزابيث
- نعم روود
- هل يمكنني مسك يدك ؟؟
- بالطبع
قمت بمسك يده... في الحقيقة كنت أحب أن تمسك أمي يدي عندما كنت صغيرة... لقد كنت أشعر بالأمان
- تصبحين على خير إيليزابيث
- تصبح على خير
يبدو أن روود يحبني ههههه... لقد تغير كثيراً منذ أن قابلته في ذلك اليوم... يمكنني القول بأن دخول روود لحياتي هو أفضل شيء حدث لي
********************