خلقت حضورك الوهمي من نافذة قلبي،
وتعثرت في أقدام العابرين ولم أراك فيهم،راودني حلم لقائنا وكدت أحتضنك،فسقطت أرضا وأنكسر فيني ألف شيء وشيء..
-
"تبدين شاحبه..ألا زلتي محطمه؟".سألني وهو يكوب وجهي بين يديه
"أنظري إلى نفسك جولي..وكأنك زهرة ذابلة لم يرويها أحد منذ زمن،كيف أصبحت هكذا فجأه في غيابي!".قال مجددا بينما أنا فقط كنت أحاول التحدث ولكن لساني كان عاجزا عن الحركه
"لاتسمحي للحزن أن يفقدك بريقك".قال بينما أنا كنت أحدق بعيناه بحزن وكأنني أود إخباره بأنني أفتقده ولكن لافائده لقد كنت عاجزه عن الكلام..
"زين..أنا أفتقدك،أرجوك عد إلي أنا لم أستطع الشعور بالراحه والسعاده كما كنت أشعر معك".تحدثت أخيرا وكدت أعانقه إلا أنني لم أكن اعانق سوى الرياح لحظتها..
سقطت أرضا وبكيت كثيرا..
ولازال ألم الحنين يسيطر على عظام صدري!
-
"عزيزتي..".إستطعت سماع أمي بجانبي والشعور بلمستها الدافئه لي
"حسنا.. كان هذا مجرد حلم سيء،لابأس تعالي هنا..".قالت وهي تعانقني وتربت على ظهري بلطف
"ولكن أي حلم سيء هذا الذي يدفع المرئ للبكاء؟".سألت وهي تبعدني عن عناقها وتكوب وجهي بين يديها بحنان
"أمي..سأحك..سأحكي لك كل شيء ولكن أرجوك لاتستهزئي بألمي".قلت لها لتومأ لي بإبتسامه دافئه
"عزيزتي جولي..كيف لإمرأه حملتك في رحمها تسعة أشهر أن تستهزئ بألمك،أنت خلقت مني ياجولي..".قالت أمي لأستند على صدرها وأبدأ بسرد كل ماحدث لها
"هذا ماحدث إذا ياعزيزتي".قالت وهي تحدق بي بحزن
"ومن بعدها وأنا لست على مايرام".قلت وأنا أمسح دموعي
"ستجدينه مره أخرى ياجولي..ثقي بي ان الرب يخبئ لك سعادة لاتعلمين عنها شيء".قالت وهي تتحسس شعري
"هو سعادتي ياأمي..ينتابني شعور غريب نحوه،شعور أعظم من الحب بكثير".قلت لها لترتسم إبتسامة دافئه على شفتيها وهي تسترجع ذكرى ما
"أتتذكرين تلك المره عندما كنا مغادرين الى لندن..".قالت
"مودعين فرنسا من الطائره".اردفت
"أقسمت في تلك اللحظه أنك لن تقعي في حب أحدهم من جديد ولكن أنظري إلى نفسك الآن أنت واقعه لأحدهم وبشده.."قالت لترتسم إبتسامه صغيره على شفتاي
"غادرت باريس بقلب محطم ومشاعر باردة،وولد فيني ألف شغف وحب في لندن".قلت لها
"لتعلمي فقط أن مشاعر الإنسان تموت مره لتحيا ألف".قالت بإبتسامه باهته
"أخاف أن يطول غيابه كثيرا ياأمي..وأن تتجمد كل مشاعر الحب تجاهه داخلي".قلت لها بحزن لتربت على يدي
"لن يحدث هذا أبدا..فمشاعرنا تولد من جديد في كل مره نفكر بها بالشخص الذي نحبه"قالت لأتنهد
"ربما..".تمتمت
"والآن هيا عودي للنوم..كي تستطيعين الذهاب للجامعه غدا".قالت لأومأ لها وأستلقي على سريري
"أحلاما سعيده".قالت وهي تقبلني وتقوم بفرد الغطاء فوقي
-
-
-
London 8:00 am..
"ومن خلال هذا الكلام نستنتج انه للحالة النفسيه علاقه كبيره بمكاتيب الروائي".قال المحاضر بينما أنا كنت أحدق بالنافذه بشرود
"جولي رود..هل هناك ماهو ملفت للنظر في النافذه،دعينا نشاركك التأمل أيضا!".صاح المحاضر لأتنهد
"تضيعين كثيرا،وشرودك المتكرر في محاضراتي سيعرضك للحرمان من مادة الأدب".قال
"آسفه..أنا أمر ببعض المشاكل النفسيه لذا لست على مايرام".قلت وأنا ألمح هاري الذي كان ينظر لي بعتاب
"وهل تريني هنا أحد مقدمي برنامج the Doctors..هذا الهراء لايهمني مايهمني هو أن ألاحظ اهتمامك لما أقوم بشرحه لكم،أما مشاكلك النفسيه هذه بإمكانك إفراغها في المصحات النفسيه وليس في محاضرتي!".قال بسخريه لتتجمع الدموع في عيني
"لااهتم لم تقوله واللعنه".صحت وأنا احمل حقيبتي واتوجه الخارج
"من لايقدر جولي أنا لاأقدره أيضا".صاح هاري للمحاضر لألتفت له وأجده يحمل حقيبته ويلحقني
"روميو وجولييت النسخه الجديده هنا".قالت إحدى الفتيات لأرفع لها إصبعي الأوسط وأرحل
"لم فعلت هذا!".قلت لهاري بينما نحن في حديقة الجامعه ليتنهد
"لأنني لاأريد رؤيتك تبكين وحيده في الخارج".قال لأبتسم له وأمسك يده تعبيرا عن شكري
" تعالي معي سآخذك لمكان رائع".قال وهو يقوم بسحب يدي
"ولكن ماذا عن الجامعه!".سألته
"دعك منها سأدبر كذبه بيضاء للمدير فيما بعد".قال لي بإبتسامه تظهر غمازته لأقهقه عليه
"تمتلكين إبتسامه..قادرة على إحياء كل روح انهكها التعب".قال
"ولديك هنا غمازه رائعه ترغم الجميع على الوقوع بحبها".قلت له بصدق
"وهل وقعتي أنت لها!".سألني هو بينما كان يفتح باب سيارته
"صدقا..نعم.. أنا أحب إبتسامتك".قلت له وأنا أصعد ليبتسم هو مجددا
"وماذا عن صاحبها..".سأل بشرود لأشعر بتوتر الجو هنا
"أنا متحمسه كثيرا لرؤية المكان الذي ستأخذني له..".قلت له بتوتر وأنا أبحث في وجهه عن أي علامه تدل على أنه بخير
قام هاري بتشغيل إحدى أغاني لانا ديل ري الحزينه لأقوم انا بتغيير الأغنية لأخرى صاخبه..
"يا حبيبتي أنت تضيئين العالم..الطريقة التي تحركين بها شعرك تجعلني أموت حبا أووه..أووه
وهذا مايجعلك جميله!!".كنت أغني وأتمايل مع هذا اللحن الصاخب لعلني أقوم بإزالة الحزن الذي تسببت به أنا في قلب هاري
"لديك صوت جميل للغايه".قال لي هاري بإبتسامه
"شكرا على هذا الاطراء".قلت له بإبتسامه مقابله
"هيا قومي برفع الصوت أكثر لنرقص معا".قال لأقوم بفعل ماطلبه مني لنبدأ بالتمايل على اللحن معا
"لقد وصلنا..".قال وهو يتوقف أمام برغر كينغ
"حسنا..".قلت بإبتسامه ساخره لينفجر ضاحكا
"لقد كنت أعلم أنك كنت تفكرين بأحد الأماكن الجميلة الهادئه المطله على البحر..ولكن لاعزيزتي لاوجود لهذه الأشياء في قلب هاري".قال لي بسخريه
"برغر كينغ هو ملجأي الوحيد للهروب من هذا العالم".قال لأنفجر ضاحكه بالمقابل
"حسنا..أعجبني هذا كثيرا!".قلت وأنا أفتح باب السياره لننزل معا
...
"سيكون هذا كثيرا على بطني المسكين".قلت وأنا أضم شفتاي بحزن
"لابأس فقط إستمتعي بالطعام ولاتبالي".قال وهو يقوم بمد البرغر لي
"ستقتلني أمي على تناولي كمية الدهون هذه".قلت ليقهقه هو بسخريه
"هاري..".قلت لينظر لي بإهتمام
"أنا آسفه..".اردفت ليشيح هو وجهه للجهه الأخرى بحزن
"لاعليك جولي..لايستطيع أحدنا التحكم في مشاعره هنا".قال لي بإبتسامه حزينه
"ولكنني أثق بأن هناك الكثير من الفتيات المغرمات بك".قلت له بإبتسامه
"ولكن المؤلم هو أن تكوني أنت الملاذ الوحيد لي..".قال لأتنهد بحزن
"دعنا نذهب لقد حل الغروب..".قلت وأنا أربت على يده ليزيحها وينهض شعرت بالحزن لأجله كثيرا..
مشينا معا متوجهين لمكان السيارة،كنت أحدق به لألمح الحزن يطغو على ملامحه..كم أنا سيئه!
وصلنا أخيرا للسياره..لأشعر بنفسي أغفو تلقائيا على الكرسي وأشعر بهاري يقبلني ويتمتم..
"من يدري لربما تتغير الأقدار وتكوني لي يوما"
__________________