شَعَرَت كريستل بنسمات منعشة على وجهها وهواء نقي يملأ صدرها، لم تسمع أصوات السيارات أو المنبه هذه المرة فاستغربت لذلك فتحت عيناها لتجد الغرفة من حولها ليست غرفتها، وكذلك مازالت بثياب المدرسة
كما أنها شعرت أن بصرها أصبح أقوى، للحظة سمعت صوت أوناي داخل رأسها فظنت أنها تتخيل ولكنه قال: كريستل أنتِ لا تتخيلين أنا أحدثك بالتّخاطر (الكلام بالأفكار)
إستغربت لتتفوه: أين أنت!؟، ولكنه لم يجيب لذا حاولت التحدث معه بالتخاطر أيضاً فسألته: أين أنا؟
أوناي: أنتِ بإحدى غرف قصر العائلة
كريستل: لماذا جلبتني إلى هنا
أوناي: لنستمتع بوقتنا
سمعت كريستل صوت خطوات سريعة من الخارج، فُتِح باب غرفتها بسرعة لتدخل "جيس" أخت أوناي وتقفز على سرير كريستل وتضربها بوسادة وتصرخ: الضربة الأولى تمت بنجاح!
نظرت لها كريستل باستغراب لتتابع: الخصم مازال حياً، ثم ضربتها وسادة أخرى
رمشت كريستل عدة مرات ليدخل أوناي وفي يديه الكثير من الوسائد وقام برميها جميعاً على كريستل وهاهي ذا تقذفه بالوسائد أيضاً
وبينما كانوا يلعبون مصارعة الوسائد تسللت كريستل خارج الغرفة لتجد أمامها ممر طويل ودرج للأسفل فأخذت تهبط بسرعة كي لا يمسكها أوناي لكنها لم تدرك أن أوناي يعلم أنها هربت ولكنه لم يشأ مطاردتها
بينما كانت تنزل إلتقت بوالدة أوناي في طريقها فملأ صوت قهقهتها المكان لتتحدث: لما شعركِ يغطيه الريش هكذا!؟
وضعت كريستل يديها على شعرها لتتحدث بصدمة: أي ريش! أوه هذا من تحليقي مع الدجاج في أحلامي
كتمت ضحكاتها لتجيب: الدجاج لا يطير! هيا اصعدي واغتسلي لنتناول الإفطار
ركضت للغرفة السابقة لتجدها مغطاة بالريش لتزفر بإحباط، ومفاجأة يخرج أوناي و جيس من خلف الباب ويرميا عليها الكثير من الوسائد
نهضت من بين رصاص الوسائد وتحدثت بإحباط: جيس أعطني بعض من ملابسك
توقفت جيس عن اللعب وركضت بسرعة لغرفتها ثم جلبت لها الثياب؛ قميص وبنطال مناسبان للغابة
كريستل: أوناي يا ذو الشعر المتعفن كف عن رميي بالوسائد
تفادت بعض الوسائد ودخلت للحمام لتغتسل، وبينما كانت تستحم لاحظت اختلافاً في علامة كفها
فوجدت أن حرف اسم أوناي مرسوم على جبين الذئب لتعقد حاجبيها، أكملت استحمامها ثم ارتدت الثياب
اتجهت للمرآة ومسحت البخار عنها بيدها لتجد خصلة بنفسجية بين شعرها فتحدثت من بين أسنانها: أوناي سأقتلك!
خرجت من الغرفة لتجدها مرتبة وكأنهم لم يلعبوا بالوسائد البتة
تحدثت بخاطرها: أوناي أين أنت، هل تسمعني أين أنت
أوناي: لن أخبركِ أين أنا أوه صحيح... أحببت البوصلة خاصتكِ سأحتفظ بها
شهقت بقوة لتصرخ: البوصلة أين هي!؟، بحثت عنها في كل أنحاء الغرفة ولم تجدها لذلك غادرت الغرفة بينما تتحدث بالتخاطر مع أوناي: إن لم تخبرني أين البوصلة خاصتي سأقوم بتسميم نفسي أتسمع إنها هدية من أبي !
أوناي: غرفتي بجانب غرفتكِ تماماً إبحثي عنها هناك، قبل أن تدخل رأت ورقة ملصقة على باب غرفته مكتوب عليها "أخرجي من القصر وسيري عشر خطوات للأمام ستجدين شجرة عملاقة ستجدين بها ما تريدين"
زمجرت كريستل وهبطت السلالم متناسية الأشخاص الذين في القصر، جوّ الغابة والهواء جعلها تسترخي بعض الشيئ
سارت عشر خطوات لتجد الشجرة و وجدت بها حفرة صغيرة، مدت يدها للداخل لتلتقط ورقة أخرى
عقدت حاجبيها بغضب وفتحت الورقة لتقرأ المكتوب بها "قولي لي أحبك أوناي وإن لم تقولي ذلك إبحثي عن جيس"
ركضت للقصر من جديد لتجد جيس جالسة تتناول الطعام مع العائلة ، أجبرتها والدة أوناي على الجلوس وتناول الطعام فجلست وأكلت القليل ثم نهضت لتجد ورقة ملصقة على ظهر جيس تقول "إصعدي لآخر طابق في القصر حيث العلية وتحققي من نافذتها"
تأففت وصعدت بسرعة ليستغرب الباقون من تصرفاتها، وصلت لهناك وقد كانت بها نافذة كبيرة، اقتربت من النافذة ولكنها لم تجد شيئ، ثم لاحظت في الخارج سهم أحمر كبير موجود بعيد عن تلك الشجرة الكبيرة بقليل فسارعت نحو السهم
لتجد أنه سهم من الورود الحمراء، صرخت: أوناي سأقتلك فقط أعد إلي البوصلة
تخاطر الآخر معها: مفتاح غرفتي موجود بين هذه الورود إبحثي عن المفتاح فسبق وأخبرتكِ البوصلة في غرفتي
لمحت شيئ يلمع بين كم الورود الهائل فالتقطته قبل أن يضيع من ناظريها وهرعت للقصر من جديد، صعدت الدرج بينما تلهث وفتحت باب غرفته بسرعة
دخلت وبحثت في كل مكان حتى وجدت البوصلة محتجزة في كرة زجاجية
رمت الكرة على الأرض لكنها لم تنكسر فأمسكتها من جديد وكادت أن ترطمها بالجدار لكنها سمعت صوت أوناي برأسها يقول: أمكِ صنعت هذه الكرة لأجلي لن تكُسر مهما فعلتِ إلا إذا قلتِ الكلمة السرية حينها ستتبخر الكرة وتترك ما بداخلها
تأففت كريستل لتجيب: وما هي كلمة السر
أوناي: يجب أن تقولي أحبك أوناي
كريستل: مستحيل
أوناي: آسف إنها موصدة وهذه الكلمة يجب أن تقوليها أنتِ لتفتح… لا يمكن لأي مخلوق أن يفتحها سواكِ
تأتأت ونظرت حولها فأخذت الكرة وصعدت بها للعلية، أغلقت الباب لتتمتم: لن يسمعني أحد هنا
أخذت نفساً عميق لتتفوه: أنا أحبك أوناي، وهكذا تبخر الزجاج تماماً لتجد البوصلة بيدها فابتسمت بذهول لكن قلبها أطلق خفقة قوية عندما سمعت صوت أوناي من خلفها يقول: أرأيتِ لقد اعترفتِ بنفسك
استدارت له مخفية إحراجها بالغضب فتقدمت نحوه ولكنه فرد ذراعيه وعانقها بسرعة فتحدثت من بين أسنانها: كنت على وشك ضربك إبتعد عني
أوناي: لا لا، نحن مترابطان كل ما يصيبني يصيبكِ أيضاً
كريستل: ماذا!! لقد لقد عضضتني متى أين وكيف!؟
رفع حاجبه وفصل العناق ليتحدث: ألا تتذكرين ما حدث في الأمس عندما وجدت لوبوس و أمكِ
شهقت كريستل لتتلفظ: لوبوس أين هي!؟
أوناي: إنها مع والدتكِ الآن
عبست كريستل ثم ركضت خارج القصر، فتحت البوصلة لتهمس: أريني الصواب، سحب أوناي البوصلة من يدها بسرعة ورفع يده عالياً ليتحدث: لن أعطيكِ إياها حتى تقولي أحبك من جديد
صعدت الدماء لرأسها فقامت بقرص وجهه لتشهق وتضع يدها على وجنتها فقد شعرت بالألم أيضاً
كل ما سمعته هو صوت ضحك أوناي عليها، فقامت بصنع تعبير لطيف وبريئ بوجهها لتتفوه: أعدها إلي أرجوك!
عبس الآخر ليتنهد فتحدث: حسناً لقد هُزمت، أعطاها إياها فعانقت ذراعه وتلفظت ببهجة: شكراً لك لهذا أنا أحبك
شعر كأنه صعق بالكهرباء ليجيبها: كريستل أهذه كانت_ قاطعته بشبه خجل: أجل هذه كانت من الصميم وأيضاً لا تأخذ أغراضي ولا تلون شعري مرة أخرى هل فهمت!
أوناي: أوه يا إلهي صميمي الصغير لا يتحمل، تعانقا لتطلق كريستل الضحكات
تحول أوناي لذئب وجلس كإشارة لكريستل أن تصعد على ظهره فقامت ببعثرة فروه وقبلته بين عينيه ثم صعدت لتنعم بالأمان والحرية خلال ركضه السريع
جولة في الغابة؟
بالطبع!
لا توجد نهايات أبداً للقصص إنما دائماً تكون بدايات~