ابتَسِم || KTH

By Lamaful

47.8K 5.7K 2.3K

عن الفتى الذي ظنّ بأن ابتسامةً بإمكانها إخفاء روحه المنكسرة، وأملهِ الضائع.. حتى وإن لم تكن حقيقية. ... More

٠⇜مُقدِمة
١⇜هيَّ
٢⇜ذكريّات
٣⇜فُقدان
٤⇜كاكاو
٥⇜أُمنيّة
٦⇜مُزيّف
٧⇜الحب؟
٨⇜مُغلق
٩⇜مُتعَب
١٠⇜أصدِقاء
١١⇜مسؤوليّة
١٢⇜تفكير
١٣⇜إعجاب
١٤⇜إنفعال
١٥⇜أشواك
١٦⇜استعادة
١٧⇜سَـأخبركِ
١٨⇜ هروب
١٩⇜ظهور
٢٠⇜اعتِراف
٢١⇜حقيقة
٢٢⇜إنفجار!
٢٣⇜مشاعِر
٢٤⇜ إرتباك
٢٥⇜ فقطِ البداية
٢٦⇜فضول
٢٨⇜بَحر
٢٩⇜حِكاية
٣٠⇜ظُلمة
٣١⇜غَرابة
٣٢⇜بعثَرة
٣٣⇜قتيل
٣٤⇜غموض
٣٥⇜أسئِلة
٣٦⇜جُرم؟
٣٧⇜أخيرًا

٢٧⇜ متقاربان

873 118 37
By Lamaful

المعاناةُ مرّة..
لكنّ كميتها تقل
حينما تجدُ من يشاركك
في الشربِ من الكأس

في بعضِ الأحيان
، كان يصعبُ على تايهيونغ تجاهلُ الألمِ الحادِ
في قدميّه

حتى مع كونهِ يجلسُ على العشبِ المنعشِ في الحديقةِ الخلفيةِ للمشفى،
كان قد هرب مع جاسبر إلى هناك حيثُ يمنعُ على المرضى التجولُ في هذهِ الساعةِ المتأخرةِ والتي كانت توشكُ على أن تكونَ الثالثةِ فجرًا

لم يستطع كلاهُما النوم، إما بسببِ الألم أو الأرق

اقشعرَّ جسدُ تايهيونغ بسبب الهواء الباردِ الذي داعبَ جلدهُ المكشوف، لم يكن يرتدي سوا منامتهُ القطنيّة

"هل جربت الحليب الدافئ؟"
تسائل بينما يفركُ ذراعيه للحصولِ على بعضِ الدفئ

تجعّد جبينُ جاسبر في استغراب لإقتراحهِ المفاجئ بينما كان يسحب كرسيّ تايهيونغ المتحرِكِ بجانبه

قال بعد أن جلس:
"لمَ؟"

اشاح تايهيونغ بعيناهُ لوهلة:
"لتتخلصَ من الأرق"

سمعِ تنهيدةٍ، تليها احتجاج:
"كم مرةً قلت لكَ ألّا تتدخل في شؤوني يا تايبونغ؟"

هزّ المُخاطَبُ كتفيّه:
"لكننا أصبحنا شركاء في الغرفةِ، وأعتقد بأننا سنبقى على هذا الحالِ لمدةٍ طويلة"

ضيّق جاسبر عيناه:
"تصرّف وكأننا مجردُ زملاء"

زفرَ تايهيونغ بهدوء:
"تعلم، قالت لي ريتا بأنّ مشاركةِ الأسرارِ التي تكبتها مع شخصٍ مقارِبٍ لك تشعركَ بالراحة"

أدار عيناه للنظراتِ البريئة التي تحدقُ بِه:
"أولًا: لا دخل لي بِـترهاتِ طبيبتكَ النفسيّة
ثانيًّا: نحنُ لسنا متقاربان بأي شكلٍ من الأشكال.."

هزّ تايهيونغ رأسهُ بلا:
"بلا، كلانا معاقان.."

همهم جاسبر ونزلت عيناهُ على يدهِ اليمنى الراقدةِ كالجثةِ الهامدةِ بِـجانِبه، كانَ ما قالهُ تايهيونغ صحيحًا لدرجةٍ مؤلِمة

ليسَ وكأنهُ يكرهُ كونهُ ناقصًا، لكنهُ فقط لا يحبذُ حبسهُ في هذا المكانِ كالجرذ

"أنتَ على الأقلِ تمتلكُ أناسًا يحبونك،
أنت جئت إلى هنا بِـمشيئتك.."
ردّ بنبرةٍ رتيبة، باحثًِا في جيوبهِ عن سيجارته التي تلتهبُ لِـتطفئ ما يتهيجُ في داخله

"ما فائدةُ الناسِ الذين يحبونني وأنا لا أحبُ نفسي؟"
تمتم تايهيونغ وأخذت يداهُ وردةً كانت تقفُ وحيدةً بينَ جيوش العشب الأخضر

"ربما عليك أن تحبها لأنها ما زالت صامدةً حتى الأن؟"
أجابَ جاسبر وقد هبت رياحٌ لتكشف نصفَ جبينهِ  المُخبئ تحت غرتهِ المجعدة
كانَ شعرُ حاجبهُ الأيسرُ مَقطوعًا من المنتصف، وقد نما جلدّ جديد ليغطي مكانَ الإصابة

استرسل باقتضاب:
"من السهلِ جدًا أن تحب نفسكَ يا تايبونغ لو تخلى الجميعُ عنكَ لأنك ستعلمُ بأنها الوحيدةُ المتبقيّة"
امتعضَ وجهه:
"لكن يبدو بأنّك أحدُ اولئك المدللين الذين تسهلت الحياةُ لهم حتى ملّوا السعادة"

أحدّ المدللين؟
والذينَ ملّوا السعادة؟

ومضَت ذكرى في ذهن تايهيونغ،
تلك التي كان أباه يُبرِحه فيها ضربًا
صوتُ السوطِ يتكررُ في إذنهُ كسمفونيّةٍ للموت

كلماتٌ تتفشى في جسده كالسم
تقتلهُ بِـبطء

شعرَ بالغضبِ يعتريهِ كَـنارٍ تشتعل في داخله
أليست روحهُ المشتتة واضحةً؟

اتخذَ الصمتَ ردًا،
علّ من بِـجانبهِ يسمعُ بعضًا من صيحاتهِ المكتومة

غاصَ الجو في السكونِ لِـمدة
كانت صراصيرُ الليل هي الوحيدةُ التي تمردت وأثبتت وجودها

كانَ تايهيونغ يتجمدُ حرفيًّا،
القشعريرةُ تغزو جِـلده

لم يستطع طلبَ المساعدةَ من جاسبر
لكونهِ عاتبًا عليه
يكرهُ عجزه، يتمنى أن لا يكون إبديًّا

فجاءة، تجلّى ضوءٌ من إحدى المنارات الموجودةِ في سقفِ المبنى الضخم، تحديدًا على الجالسيّن بجمودٍ

سمعَ تايهيونغ لعناتٍ تصدرُ من فم أجعدِ الشعر،
استقامَ جاسبر سريعًا يحثهُ على النهوض
رغمَ أنهُ كان يمتلكُ يدًا واحدةً متحركة، إلّا أنهُ كان يملكُ بعضًا من القوةِ تُأهله على مساعدة عاجِزِ القدمين

"من هؤلاء؟"
صاحَ تايهيونغ بينما كانا يجتازانِ الممراتِ المظلمة بسرعةٍ فائقة، صوتُ صدى العجلاتِ كان تقريبًا في هذا الهدوء الحالكِ مؤذيّا للأذان

"إنهم حراسُ المبنى!"
ردّ من يقودُ الرحلةَ الصاخبة بِـنبرةٍ صوتٍ عاليّة

"هل نحنُ في مشكلة؟"
تسائل الجالسُ على الكرسيّ عندما بدءآ بالإقترابُ من غرفتهما المشتركة، الأصواتُ قد انخفضت عدا صوتُ لهاثِ جاسبر

"اعتقد، فَـليضعوا أضواءهم المعميّة للأعينِ في مؤخراتهم!"
تمتم بإنفعال، ثمّ تقدّم ليفتح البابَ ويدخلان

"لكنكَ قلتَ بأنهم لم يمسكوا بكَ منذُ فترة!"
احتجّ تايهيونغ بينما يجعلُ نفسهُ مرتاحًا في جلسته

"حظك سيء يا صديق"
هزّ المعنيّ بالكلامِ كتفيّه بلا مبالاة،
ثمّ استرسل متثائبًا:
"لكن يبدو بأنك نجحت جلبَ النومَ لي"

مرت خمسُ دقائق، يليها سماعُ تايهيونغ لصوتِ شخيرٍ منخفض

تنهد، يبدو بأنّ الغدّ يحملُ شيئًا غيرَ روتينيًا…

+++

"جاسبر، مالذي كنت تفعله بالأمس؟"
تقدمت المديرةُ العامةُ جوليانا نحو المتربعِ على أرضِ غرفةِ التسليّة المخصصة للِأطفال، كان يتعاركُ عراكًا وديًّا مع فتاةٍ تحملُ كرةً مطاطيّة

توقف الإثنان عمّا كان يفعلانه، ونظرا إليّها بأعينٍ متفاجئة، مضى وقتٌ طويلٌ على آخرِ مرة رأى فيها جاسبر الإمرأة الواقفةَ أمامه

أضيفت بعضُ التجعيدات حولَ عينيها، وشفتيّها العبوستين
شعرها البنيّ الطويل يتدلى على كتفيّها كونها تنحني لتستطيعَ صنعَ تواصلًا بصريًّا مشحونًا معه

ابتسم بِـتعجرف، مستغلًا نقطة ضعفها الوحيدة
هيّ لا تستطيعُ إغضابه
لكنهُ يستطيع

"عزيرتي جولي، يالها من مدةٍ طويلة!
هل نسيتي شد رقبتك؟ تبدو مترهلة"
استقامَ وأدخل يدهُ اليسرى في جيب بنطاله القطنيّ، يراقبُ بروزُ العروقِ في جبين من تقفُ أمامه

"يالك من وقح، لن يسعدَ ابوكَ بما تفعله!"
هسهست، لن تجعل الأطفالَ ينادونها بالعجوزةِ القبيحة لأنها صرخت على عشرينيٍّ لا يتملكُ أخلاقًا

"حسنًا، إنه لا يسعدُ بأيّ شيءٍ أفعله،
لمَ أتكبدُ عناء المحاولةِ إذن؟"
هزّ كتفاهُ بلا مبالاة ومشى ليتخطاها

تبعتهُ
، كانا يمشيّانِ بخطىً متقاربة وَ سريعة

احداهما يتهرب والآخر يلحقُ به

"إنه يريدك، مع المعاقُ الآخر.."
نادت بصوتٍ عالٍ، حينما شعرت بأنها ما عادت تستطيعُ اللحاق به
توقفَ جاسبر، زفرَ ضحكةً مستهزئة

"اعتقدُ بأنهُ قد اصبحَ في مكتبِ والدك"
تابعت بثبات بينما راح جسدُ جاسبر يغير طريقهُ تلقائيًّا
اخيرًا سنحت الفرصةُ لتايهيونغ لِـيرى السيد وايت!
لكن في المناسبة الخاطئة..

+++

جلسَ تايهيونغ مقابِلًا لرجلٍ يبدو في الخمسينِ من عمره، غطّى الشيبُ جميعَ خصلاتِ شعرهِ فلم يعد هنالكَ مجالٌ لمعرفةِ اللون الأصلي له
يكادُ يراهن بأنهُ يمتلكُ جسدًا رياضيّاً ضخمًا، فقد كان قماش القميص الكحلي الذي يرتديهِ مشدودًا على جلده

تبدو ملامحه مألوفة..،
لكنّهُ لم يستطع تمييزها بِـشكلٍ قاطع

"تايهيونغ صحيح؟"
سأل الرجلُ بِـنوعٍ من اللطف، لكنّ التوترَ كان ما يزالُ يحومُ في هواء الغرفة

"نعم سيّدي.."
اجاب باختصار، ولولا اقتحامِ الغرفةِ من قِبَلِ أحدهم لكانا غرِقا في وحلِ الصمت

"افسح المجال لي تايبونغ"
تكلفَ جاسبر الابتسامَ بينما يرتمي على الأريكة

"هل سحبته معك إلى ما تفعله من أمورٍ متهورة؟"
تمتم الرجلُ بإقتضاب، اشتدت انامله حولِ قلمِ الحبرِ الذي يمسكه حتى كادَ يحطمه

لم يكن غاضبًا
كان فقط قد ضاق ذرعًا بما يفعله المتمدد على الاريكة الجلدية

"لا، لم يستطعُ النوم فذهبنا معًا"
رفعَ جاسبر كتفاه
،ثم رسم ابتسامةً جافةً على شفتيّه:
"هل ستحرمني من الذهابِ إلى الحديقة كما حبستني هنا، أبي؟"

تنهدَ الرجلُ صافعًا جبينهُ بِـخفة:
"حالتك ليست مستقرة.."


قفز جسد تايهيونغ العلوي وارتجفت ساقاه الضعيفتان جرّاء يدِ جاسبر التي ضربت طاولةَ مكتبِ أباهُ بعنف
لطالما فزعَ منَ الاصوات العاليّة، خاصةً الفجائية

"عذرٌ لعين!، لم أصب بأي نوبةٍ منذُ سنة!
توّقف عن ألاعيبكَ التافهة واقتلني فحسب إن كنتَ ستبقيني متعفنًا هنا!"
صرخَ مبرًزا لعروقِ رقبته، احمرّ وجههُ
قلبهُ ينبضُ ضدّ صدرِه بقوةٍ،
كان يشعرُ بالأدرينالين يندفعُ بغزارةٍ في دمائه

وبالمقابلِ شحبَ وجهُ الاثنينِ الآخرين
إحداهما قلق، والأخر خائفٌ من أن يصاب بإعاقةٍ أخرى

"انت لا تتناولُ دوائك، لذا أنت لست مؤهلًا للخروج بعد"
حافظَ الأكبرُ على رزانته، رغم أن ما يقفُ أمامهُ قنبلةُ قد تنفجرُ في أيّ لحظة

زمجرَ جاسبر وأخذَ كوبَ الماءِ سيء الحظ الذي كان موضوعًا أمام والده، ثمَ رماه ضدَ الجدار ليتحطمَ ويتناثرُ بعضٌ منهُ إلى يده، مخلّفًا جروحًا طفيفة

دخلت ممرضتانِ بهدوء، وسحبتاهُ خارجًا،
صرخَ لمدة، ثمّ اختفى الصوتُ تدريجيًّا مع ابتعادهُ عن المكان

رأى تايهيونغ الرجلَ الذي للتو استوعبَ بأنّ هنالكَ صلةَ قرابةٍ قويّة بينهُ وبين جاسبر
كيّف ظلّ هادئًا هكذا؟

لو كان أباه في نفسَ الموقف..
لخلع حزامهُ بكل بساطة وباحترافيّةٍ كبيرة
ثم..

اقشعرَ جسدُه لتذكرِ الأمر

"انا اسف.."
تنهدَ والدُ جاسبر وابتسمَ بتعب
"لم يكن لقائًا أولًا جيّدًا، يبدو بأن انطباعكَ عني سيء منذُ الأن.."

استقام من مكانهِ وحيّا تايهيونغ بمصافحته ثمّ قال:
"أنا السيّدُ وايت، والدُ جاسبر ومالكُ المشفى"

اوماء المُخاطبُ وردّ قائلًا:
"يبدو بأنك معتادًا على هذهِ المواقف.."

زفرَ السيدُ وايت بملامِحَ مُتعبة
ارجعَ شعرهُ الفضيّ الكثيفَ إلى الخلف:
"إنهُ يرى الأمور بسطحيّةٍ فقط"

انتهى الحديثُ بمجيئ ماري خصيصًا لتأخذهُ إلى غرفته، تسائل بينما يسمعُ صوتَ عجلات كرسيّهِ التي تتحركُ بإنتظامٍ إن كان جاسبر موجودًا..

انقطع شكهُ حينما وجدهُ مستلقيًّا على السريرِ، كان يعطيهِ ظهره

سمعَ شهقاتِ مكتومة، ربما دخولهُ إلى الغرفةِ قيّد حريّته في البكاء وإخراجِ ما يضايقه

بقيّ تايهيونغ صامتًا، فهِم بأن جاسبر يريدُ مساحةً لِـوحده
لكنهُ على الأكثرِ.. لم يعلم ما عليّه فعلهُ

_________________________

اولًا اسفة على التأخير):
الاختبارات حرفيا استنزفت كل قدراتي العقلية ☻💔

ثانيا.. رمضان مبارك وينعاد عليكم بالصحة والعافية🌌

ومعانا فصل آخر لكاسبر وتايبونغ 😂❤
حبيت كيف ينطقوا اسماء بعضهم

صداقتهم الي لسة ببدايته جد تعجبني لأنها مميزة): + احب شخصبة جاسبر بكل تقلباتها المزاجية وعصبيته وحقارته ☻💖

في بعض الأشياء اكنشفت عن جاسبر، اتمنى ان الحبكة عجبتكم لأني مو مرة متأكدة منها🙃💔

نجي للاسئلة الحين(:...

- هل تايهيونغ وجاسبر متقاربان زي ما قال تايهيونغ؟
وإذا ايوة وش الجوانب الي يتشابهون فيها؟

-الرواية للحين كيفها معاكم(:؟

وذا كل شي للفصل، اشوفكم قريب بإذن الله💖

Continue Reading

You'll Also Like

95.3K 17.3K 32
الباب المجاور للعمارة ~ [قصيرة|مكتملة] Best ranking: 1#parkjimin
90.3K 3.9K 24
-مَا رأيكِ في أن نتحَدث في مَكتبي على إنفِراد؟ 'لكِنّي طالبتك أستاذ جُيون،ألا تَعتقد أنّ هَذا مُثير للشّكوك؟' -لَن يُلاحِظ أَحد هَذا عَزيزتي،هَذا بَي...
131K 18.3K 26
" أُمي انتِي تَعلمِين أنَّي امقِتُ المُستشفَيات ارجوكِ تعالي وأنقِذي ابنَكِ " يوميات بقلمِ كيم تايهيُونغ ، المصابُ بمرضٍ ستكتشفونَه ضِمنَ الاحداثِ تد...
40.5K 4.4K 18
غريقتٌ انا بمحيطيهِ ولا منفذٌ منهُ الا لهُ لذا هلَ مدتَ يدكَ لتنتشلني من بين امواجِ حُبكَ؟ بارك ايلي|| كيم تايهيونغ