اشباه الضلال

By user66671629

15.1K 391 8

قصه منقوله اجتماعيه يترك الاب وصيه بعد وفاته لابنائه الخمسه وعليهم تنفيذ الوصيه واذ لم ينفذوا فعليهم ان الايا... More

جزء 1
جزء 2
جزء3
جزء 4
جزء 5
جزء 6
جزء7
جزء 8
جزء 9
جزء 10
جزء 11
ج12
جزء13
جزء 14
جزء 15
جزء 16
جزء 17
جزء 18
جزء19
جزء 20
جزء20
جزء22 والاخيررر

جزء 21

573 13 0
By user66671629

زمرد

" توقفي عن البكاء يا زمرد فهذا لن يجدي في شيء "

قلت ببكاء أشد " كيف يفعل بي والدي هذا كيف يزوجني لذاك العجوز "

قالت " هوا ليس عجوز "

قلت بغضب " وماذا يكون وهوا متزوج من اثنتين "

قالت بحزن " هذا قدرنا وعلينا استحماله "

قلت بأسى " هذا لأنها ليست أنتي "

قالت بحدة " بل دوري سيكون القادم ولن يأتيني أفضل منه "

قلت بغيض " كله بسببه , بسبب ذاك المتوحش صهيب هوا من تسبب بفضيحة ميس تلك بسبب استهتاره

في جلبها منهم ثم تسبب الآن بفضيحة عمي جسار ولم يعد أحد يفكر بخطبتنا لم يفكر سوى بها تزوجها

وطردني لأجلها .... "

قاطعتني بحدة " توقفي عن إلقاء اللوم على الآخرين هوا لم يجبرك على ترك زبير الذي كان يترجاك أن

تنتظريه وها قد أضعته من يدك فأين من كنتي تتحررين من قفصه لأجلهم لما لم يأتي أحد منهم لخطبتك "

قلت ببكاء " علياء دعيني وشأني لا ينقصني توبيخك الآن "

وقفت وقالت مغادرة

"أنتي الوحيدة التي لا يحق لها إلقاء اللوم على أحد أما أنا فهي من ستدفع ثمن أخطاء الآخرين "

وخرجت وتركتني لدموعي وأحزاني , لهذا إذا كان زبير يحاول التكلم معي دائما وهوا متزوج بها كانت

شقيقته وهوا يعلم بذلك لقد حاولت الاتصال به ولم يجب ولا استغرب ذلك منه يبدوا أنه لم يعد يحبني وأن

الله يعاقبني لأجله

صهيب

هل تمنيتم موتي لا لن أموت وأترك لكم الرواية أبدا حمدا لله هذه حقيقة عمي قد

ظهرت أخيرا ولم يعد للناس حديث غير أن عمي نبيل كان بريئا وأن عمي جسار

هوا المذنب الحقيقي , الآن فقط ارتاح بالي ها قد نفذت وصيتك لي يا والدي غير

أنني لم أتمكن من إرجاع حقهم في ورثة جدي

لقد صرنا شغل الناس الشاغل من ميس لأديم لحور وزبير والآن جديد أعمامي ولابد

وأنهم ينتظرون الفضيحة الجديدة للعائلة

اليوم فقط تمكنت من الجلوس على السرير لأن أحد الرصاصتين أصابت جانبي الأيمن

طرق أحدهم الباب فدخلت والدتي ملقية التحية ومبتسمة تتبعها والدة ميس ثم ميسونتي

الحبيبة التي لم أرها منذ أصبت نظرت لي وامتلأت عينيها بالدموع وركضت باتجاهي

وارتمت في حضني فقلت بألم " آآآآه ميس حبيبتي لقد ألمتني "

ولكنها لم تكترث لذلك بل شدت من احتضانها لي وقالت ببكاء

" ما كنت سأسامح نفسي لو حدث لك مكروه كيف تفعل هذا بنفسك يا متهور "

همست لها مبتسما " ميس والدتي ووالدتك هنا أين طار الحياء "

غمرت وجهها في كتفي العاري فلا شيء يغطي جسمي سوى الشاش وقالت ببكاء

" صهيب لا تذهب وتتركني "

مسحت بيدي على رأسها وقلت بصعوبة " ميس أنتي حقا تؤلمينني ابتعدي هيا "

جلست وقالت وهي تمسح دموعها

" لم يتركوني أزرك حتى اليوم يالا قسوة أخوتك كنت سأهرب وآتي لولا أنهم لا يفارقونك أبدا "

ضحكت وقلت " سأريهم كيف يفعلون ذلك "

دخل حينها أديم الذي كان يقف في الخارج وقال بضيق

" كاذب ألست من طلب ذلك منا "

نظرت لي بصدمة وقالت " هل ذلك صحيح "

لقد فضح أمري , قلت بهدوء " ميس لم أرد أن تتعبوا لرؤيتي حتى أتحسن "

وقفت غاضبة وتوجهت جهتهم وأشاحت بنظرها عني وقالت

" لو كنت أعلم بذلك ما أتيت اليوم ولا بعده "

نظرت لأديم بضيق فضحك وقال " لم أقصد بذلك سوءا "

اقتربت والدتي جلست بجانبي وأمسكت يدي وقالت

" حمدا لله على سلامتك بني "

اقتربت والدة ميس وقالت " سلامة حمدا لله "

ضحكنا فنظرت لنا باستغراب فقالت والدتي

" منذ الصباح وأنا أعلمها إياها وقالتها الآن مقلوبة "

ابتسمت وقالت بالانجليزية " حمدا لله على سلامتك بني لقد خفنا عليك كثيرا "

قلت بامتنان " شكرا لاهتمامك الأهم عندي هوا براءة عمي نبيل علكم الآن

تعذروا لنا تقصيرنا في حقكم "

قالت بابتسامة " لم ألمكم يوما لأني لم أكن أعرف حقيقة ما حدث "

نظرت لميس وقلت " ولكن غيرك لم يكن كذلك لذلك وجب علينا الاعتذار "

لم تنظر إليا ولم تجب ولازال الضيق باديا عليها فقلت

" ميس لا تغضبي مني "

قال أديم " لولا أنها أوشت بك ما أنقذنا حياتك وما حدث شيء "

نظرت لها بصدمة وقلت " إذا أنتي وراء حضور الشرطة ذاك الوقت "

قال أديم " لقد أعطتني الأوراق لعلمها أن من وجد ليان صديق لي في المخابرات وأنا سلمتها له

من فوري وبدأنا العمل لقد كانت العصابة تراقبك ونحن نراقبكما معا حتى وجدنا وكرهم أخيرا "

نظرت للأعلى وقلت " إذا لست أنا من أعاد حقكم هي أنتي يا ميس كما أردتي "

قال " بل أنت فما كانت ميس لتصل لما وصلت أنت إليه "

خرجت حينها ميس تمسح دموعها وبقيت في الخارج نظرت لهم وقلت

" هيا أخرجوا وأدخلوا لي زوجتي "

قال أديم بضيق " هل تطردنا علنا هكذا , احترم والدتك وزوجة عمك "

ضحكت وقلت " والدتي لن تغضب مني وزوجة عمي لا تفهم شيئا أنت فقط من أغضبك ذلك "

ضحكت والدتي وقالت " هيا لنخرج فما رضيتم بجلبنا هنا إلا بسبب إصرارها "

قال بضيق " معك حق يالها من شرسة وعنيدة ومزعجة "

قلت بحدة " أديم لا تتحدث هكذا عن زوجتي "

قال متجها نحو الباب وراميا بيده " لا تعلم ما فعلته بنا هذه الطفلة "

خرجت والدتي ووالدتها خلفه كانوا يتناقشون في الخارج ثم دخلت والدتي تسحب ميس من

يدها وخرجت من فورها وأغلقت الباب

وقفت ميس تنظر للأرض بحزن فقلت بهدوء " ميس "

رفعت رأسها ونضرت إلي وجفناها كانا محمرين من البكاء فمددت يدي اليسرى لها بصعوبة وقلت

" تعالي يا ميس "

اقتربت ببطء وجلست بجواري فسحبتها لتتكئ على كتفي وقلت ماسحا على رأسها بحنان

" لا تغضبي مني حبيبتي ما كنت أريد أن أرى دموعك وأنتي ترينني متعبا جدا "

قالت ببكاء " كان سيكون أرحم علي من عدم رؤيتك "

ضحكت وقلت " ماذا كنتي تفعلين لهم "

جلست ومسحت دموعها وقالت بابتسامة " كنت استقبلهم بالصراخ الغاضب وأودعهم به حتى الباب

وخاصمتهم جميعا ولم أكن أكلمهم , متحجرين القلوب حتى يوم أصبت لم يخبرونا وتركونا مشغولين "

مسحت بأصابعي على خدها وقلت

" توقفي عن البكاء ميس هل تعلمي كم بكيتي منذ علمتِ بما كنت أفعل "

ابتسمت وقالت " ما لم أبكه كل سنين حياتي "

ضحكت وقلت " وما هي سنين حياتك "

قالت بضيق واضعة يدها في وسطها " سبعة عشرة سنة ألا تعجبك "

شدتها لحضني برفق وقلت " بلى تعجبني , أخبريني ما هي أخبار شامخ "

قالت ببرود " لا أعلم ولا يهمني "

قبلت رأسها وقلت ضاحكا " كاذبة اعترفي الآن "

دست وجهها في صدري وقالت " أحبه يا صهيب ما عساي أفعل فلم أتعلق بطفل مثله في حياتي "

قلت بهدوء " أتعلمي أن ذكرك لاسمي الآن وحده من أنقذك لكنت دفعتك ثمن كلماتك "

ضحكت وقالت " وجدت سلاحا سريا إذا "

قلت " لكن إن كثر لم يعد له مفعول "

فتحت والدتي حينها الباب فابتعدت ميس ووقفت من فورها فضحكت وقلت

" هل عدنا لنقطة البداية "

قالت والدتي " هيا الزيارة انتهت "

نظرت لي ميس ثم ابتسمت ووضعت يدها على كتفي وقالت بهدوء

" وداعا الآن "

قلت بضيق " وداعا فقط هكذا حاف "

نظرت لي بصدمة ثم ضربتني بقبضتها بسرعة وقالت بهمس

" لما لا تستحي قليلا "

قلت بعبوس " يالك من جافة "

نظرت لي والدتي بمكر ولم تتحرك من مكانها وقالت

" ميس بسرعة سنغادر "

نظرت لها نظرة رجاء فابتسمت وقبلتني على خدي بسرعة وغادرت راكضة كم أحب

هذه الطفلة الشرسة الخجولة رغم كثرة خلافاتنا وشجارنا المستمر

اتكأت برأسي ناظرا للأعلى فانفتح الباب ودخل من لم يزرني أبدا ولم أتوقعه نظرت له

بتشتت ثم أخفضت بصري وقلت

" ظننت أنك لن تزورني أبدا "

اقترب وقال " حمدا لله على السلامة , فكرت أن لا أزورك ولكني لم أستطع "

نظرت له وقلت " هل أنت غاضب مني يا عوف "

قال بابتسامة ألم " بل خجل منك ومن الجميع "

قلت بهدوء " لا ذنب لك فيما حدث "

أشاح بوجهه وقال بضيق " لم أتخيل يوما أن يكون والدي هكذا "

تنهدت وقلت " ليس كل ما نتمناه ونريده نحصل عليه "

قال بأسى " أقسى الصدمات تأتيك من المقربين "

قلت ابتسامة " هيا أجلس وأخبرني عن آخر أخبارك "

جلس على الكرسي وقال بحزن " أنت تعلمها جيدا لقد كرهت الخروج للناس "

قلت بهدوء " أنا آسف يا عوف "

قال بابتسامة حزينة " ولما تعتذر وهوا من كان يريد قتلك دون رحمة "

قلت " سينسى الجميع الحدث وتتعايش مع الواقع فأنت لم تعتمد عليه يوما وكان عملك خاصا بك "

قال " الأمر ليس سهلا ولكن كما قلت سأعتاد على الوضع "

ابتسمت وقلت " وتتزوج معي نفس اليوم أيضا "

قال بضيق " ومن سيزوجني بابنته "

قلت بحدة " ما بك يا عوف سيزوجك من يعرف قيمتك أنت وليس والدك "

نظر لي مطولا ثم قال

" عمي عاصم سيزوج زمرد مرغمة من رجل يكبرها بكثير وله زوجتان أيضا "

قلت بصدمة " ماذا "

قال " هذا ما حدث ولابد أن علياء ستلقى ذات المصير زمرد تستحق وكم نبهت

إساف لتصرفاتها ولم يكترث لي أما علياء فليست مثلها "

قلت بضيق " لما يفعل ذلك ببناته "

قال " أنت تعلم فبعدما قد حدث لميس صرنا حديث الناس والآن ساءت الأمور أكثر "

سكت قليلا ثم قال ناظرا للأرض " سوف أخطب علياء منه "

قلت بصدمة " تخطب علياء "

قال بهدوء " نعم فهي ابنة عمي ولن يرضى بي غيره وهوا سيزوجها من أول طارق "

قلت " ولكنك .... "

قاطعني قائلا " ولكني قلت لا أريدها صحيح ولكن هذا الزواج من أجل مصلحتي ومصلحتها "

قلت بجدية " عوف إن كنت لا تريدها فلا تظلمها معك "

قال " لا لن أظلمها يا صهيب لا تقلق "

قلت بابتسامة " إذا على بركة الله وسيكون زواجنا في يوم واحد رغما عنك "

ابتسم وقال " ولكن حالتك قد تطول "

ضحكت وقلت " تبدوا لي مستعجلا "

ضحك وقال " ليس أكثر منك "

قلت بابتسامة " لو كان الأمر بيدي لكان ذلك منذ شهور "

قال بابتسامة " لقد غلبتك بعنادها تستحق جائزة "

ضحكنا سويا , حمدا لله أن عوف لم يعتب علي لقد افتقدته الأيام الماضية فقد زارني كل

من يعرفني إلا هوا فكرت أن اتصل به ولكني فضلت زيارته بنفسي حين أتعافى تماما

رنيم

منذ عدت للقصر وأحوالي وغيث عادت لسابق عهدها ولم أنسى له ذاك اليوم

بسهولة حتى اعتذر مني عشرات المرات ولقد خرجت للتسوق أكثر من مرة

عمدا مع ميس وحدنا لأتأكد أننا لن نرجع لخط البداية

دخل مبتسما جلس بجواري امسك يدي وقبلها وقال

" وأخيرا هذه اليد فارغة ولا تحمل صفارة الإنذار تلك "

قلت بضيق " غيث بارك الله هل تريد أن تصيب ابني بعينك "

ضحك وقال " كيف أدعوا الله أن يبارك لنا في صراخه "

ابتسمت وقلت بهدوء " غيث هل لي بطلب "

قال مبادلا الابتسامة " واحد فقط قولي عشرة ولك كلها "

قلت بحماس " حقا قل قسما تفعله لي "

قال بتشكك " يبدوا أمرا خطيرا لذلك لن أقسم "

تنهدت بحسرة وقلت " غيث لا تردني خائبة أرجوك "

قبل عيني وقال " لو في استطاعتي وتقبلته نفسي من عيني حبيبتي "

ابتسمت وقلت " لقد مر عامان .... أعني منذ تخرجت والــ .. الصحافة "

هز رأسه نفيا دون كلام فقلت برجاء ممسكة بيده " غيث أرجوك "

هز رأسه رافضا مرة أخرى في صمت فقلت بلوم

" ما تفعله بي ظلم حقيقي "

ثم قلت برجاء " غيث إنه حلمي الذي حلمت به كل حياتي ومنذ طفولتي لا تحرمني منه "

قال بجفاف " ليس كل ما يحلم به المرء يحصل عليه "

قلت بضيق " لماذا لو كان ممكنا "

قال بحدة " رنيم هذا أنا أمامك لم أطمح بشيء وتحصلت عليه "

نظرت له بصمت فقال " حلمت كل طفولتي أن أصبح طيارا ولكني كرهت الدراسة ولم

أكملها وتمنيت منزلا فيه أب وأم أنجباني وسعداء ولم أحصل عليه وتمنيت أيضا أن لا

أرتبط يوما بامرأة ولم يحدث ذلك وها أنتي وابنك في رقبتي "

قلت بغضب " غيث ما تعني بما قلته أخر كلامك "

أمسك وجهي قبلني وقال

" وأنتي أيضا لم تتمني الزواج لتكملي أحلامك وتزوجتني وها قد ربطتك بعنقي إنها الحقيقة "

قلت بأسى " بلى تمنيت حفل زواج ولم أحصل عليه وشهر عسل ولم أحضا ولا بيوم واحد منه

وزوج يسعد بي ما أن يراني وياله من حلم لم يتحقق "

قال بابتسامة " ها قد اعترفتِ بنفسك مضى وقت تحقيق ما فات "

قلت بحزن "لا لم يمضي لا يزال هناك وقت وعمر "

ابتعد عني وقال بحدة " قلت لا يعني لا فأنتي لا تحتاجين للمال لتعملي "

قلت بضيق " أنا لا أريد ذلك من أجل المال إنه حلمي يا غيث هل تعي ما أعني "

قال مشيحا بوجهه عني " انتهي الحديث في الأمر "

قلت بدموع " غيث لا تحرمني من حلمي ومن أن أصبح صحافية يكفي

أنني أضعت عامين حتى الآن "

وقف مغادرا فصرخت به " غيث لم ننهي كلامنا بعد عد الآن "

ولكنه خرج ولم يعرني اهتماما ضننت أنه شفي من عقده ولكن يبدوا لي ليس بعد

لماذا يفعل بي هذا , لما لا يكون كإخوته فهذه ليان ستدير أملاكها بنفسها وقد أهداها

أديم سيارة فاخرة لتذهب بها إلى هناك وميس ستكمل دراستها لتلتحق بالجامعة فيما

بعد وليس غيري التعيسة ربة المنزل , من حقي أن أحقق حلمي الذي حلمت به كل

حياتي لما يريد دفنه تحت هذا القصر , عليه أن يزور طبيبا بسرعة فيبدوا لي حالته

متطورة جدا صحيح أننا صرنا نخرج معا وأخرج حتى برفقة ميس وخالتي ولكن رفضه

لعملي يعني أنه لازال يشك بي , هذا عوضا على أن يشتري لي دار نشر خاصة ولكنه

يمنعني حتى من العمل فيها , كان عليا أن أشترط عليه هذا وليس رؤية والدته لشامخ

التي اكتشفنا أنها ماتت لأنها كانت تعاني المراحل الأخيرة من السرطان ولكني شعرت

بشعورها لأني جربت الحرمان من الابن , آه هل أيأس من ذلك يا ترى أم أحاول مجددا

طرق أحدهم الباب ثم فتحته ميس ودخلت قائلة

" هيا يا كسولة لتساعدينا "

قلت بضيق " أنا بمزاج سيء فاتركوني وشأني "

اقتربت مني وقالت واضعة يديها في وسطها

" ومن التي وقفت في صف زوجها وأصرت على أن لا نحظر خدما للقصر "

قلت بضيق " لأن غيث محق فهم شر ولا ينجوا منهم حتى الأطفال "

قالت وهي تسحبني من يدي

" إذا هيا لمساعدتنا فالخادمة ستغادر قريبا وعلينا تجهيز كل شيء "

قلت وأنا أتبعها " هذا وليس زوجك خارجا اليوم فما كنتي ستفعلين بنا حينها "

ضحكت وقالت " ستري وقتها ما سأفعل بك , ثم عقد قران زبير حدث مهم أيضا لا يمكننا إهماله "

وقفت وقلت " أمازال أمر العروس سرا "

قالت " نعم ووالدته تكاد تجن وستضربه عما قريب "

ضحكت وقلت " معها حق , أنا أكاد أموت فضولا لمعرفتها فزبير لا يخفي أمرها إلا لسر ما يخبأه "

وصلنا المطبخ فكانت خالتي وليان والخادمة منهمكات في التحضير ووالدة ميس تمسك بميسم

, المسكينة رغم تعبها لا يرحمها أحد فقد أصبحت مربية أطفال , جيد أن زبير أخذ شامخ اليوم

لحور وبنات عمها لكنا في مشكلة من بكائه الآن لا أعلم لما لا يتوقف فعمره الآن خمس شهور وهوا

على حاله , نظرت لكل شيء وقلت " هل أحضروا الكعك والحلويات "

قالت ليان " نعم وجهزناها هناك في مجلس الرجال "

قالت ميس " كل شيء وصل جاهزا من شركة التحضير للحفلات بقي علينا العمل هنا

وإعداد العشاء بسبب زوجك المعقد لا أعلم لما يكره طعام المطاعم "

تأففت خالتي في ضيق وصمت فاقتربت منها حضنت كتفيها وقلت

" من المفترض أن تكوني سعيدة "

قالت بغيض " كيف يفعل الأحمق ذلك كيف يتزوج دون أن نعرف من

تكون ولا نذهب لخطبتها ولا رؤيتها "

قلت بابتسامة " يبدوا أن أبنائك يعشقون الزواج الغامض الغريب "

قالت بضيق " حسننا من أجلها على الأقل ألا يحق لها أن تحتفل بقرانها وأن نكون معها كأي فتاة

يكفي زواجك وغيث المأساوي وأديم بليان التي حرمها مثلك من حفل زواج ومن أن نعرفها حتى "

قلت " المهم أن يكون سعيدا وراضيا هذا المهم "

قالت بغضب " كلهم يعلمون ولا يريدوا إخبارنا سيرون "

ضحكت وقلت " ما كل هذا التشويق أكاد أموت فضولا "

استمر العمل الدءوب حتى المساء وكان كل شيء جاهزا أما الرجال هنا فكانوا شبه غير

موجودين وينادونا سرا أو يحدثوننا عبر الهاتف بعد وقت

دخلت حور فاستقبلتها بالأحضان وقلت

" حور كم أشتقت لك يا ظالمة لما لا تزورينا "

قالت مبتسمة " ولما لم تفكري أنتي بذلك يا ناكرة العشرة التعيسة "

ضحكت وقلت " يبدوا أنني تشاءمت منك "

ضحكت وسلمت على الجميع فقالت خالتي

" حور أين أنتي حتى المساء لتحضري قران شقيقك "

قالت بابتسامة " اسكتي فزبير غاضب مني رغم أنه يتصل بي كل حين ثم في نهاية

المكالمة يقول أنا غاضب منك "

قالت خالتي " لابد وأنه أخبرك من تكون العروس "

قالت بابتسامة " لن أحرق له المفاجئة "

قالت خالتي بضيق " لم أعد أريد معرفتها "

ضحكت وقلت " هل من قلبك هذا الكلام "

ضحكنا جميعنا وجلسنا نتبادل الأحاديث حتى دخل زبير وقال

" أمي لقد تزوجت ألن تباركي لي "

نظرت للجانب الآخر بضيق فقفزت حور وحضنته مباركة له وباركنا له جميعا ثم

توجه ناحية والدته قبل رأسها وقال

" سامحيني يا ملاكي فعلت ذلك مرغما "

قالت بضيق ونظرها للأرض " ألن تخبرنا الآن من تكون "

قال بابتسامة " بلى إنها جود "

صدمنا جميعا بذلك ونظرت له والدته بصدمة وقالت " جود شقيقة بحر "

قال بابتسامة " أجل لقد أصبح شقيقي وصهري عليه أن يتبرأ من صهيب الآن "

قالت بصدمة " ولما أخفيت ذلك "

قال " لسبب ما ستعلمونه لاحقا , لا يخبر أي منكم جود عن أمر الوصية وأن حور

شقيقتي رجاءا حتى أخبرها بنفسي "

قلت " الخبر وصل الجميع كيف لم يصلها "

قال مغادرا " لأنها ليست من هنا ولا تخرج من المنزل , حور متى أردتي المغادرة اتصلي بي "

قالت " الآن إن لم تكن مشغولا "

قال خارجا " حسننا أنا انتظرك "

قال خالتي " لما تغادرين مبكرا نحن لم نرك جيدا بعد "

قالت وهي تقف " في وقت آخر عليا العودة الآن كنت أتمنى أن أكون معكم منذ

الصباح ولكن الظروف هكذا "

قلت بابتسامة " لا تفوتي يوم الزفاف إذا "

تنهدت خالتي وقالت " حور ألن ترحمي ابني إني أتعذب لرؤيته حزينا لا تكوني قاسية "

نظرت حور للأرض وقالت بحزن " لن يشعر أحد بما أشعر به "

وغادرت من فورها لحقت بها وقلت " حور انتظري "

وقفت والتفتت إلي فوقفت أمامها وقلت " حور لما تفعلي به ذلك "

قالت بدموع محبوسة " أنتي تقوليها يا رنيم "

قلت " أعلم أنه مخطئ في حقك ولكنه يحبك وأنتي كذلك ولن تنكري "

قالت مغادرة " بقدر الحب يكون الجرح يا رنيم وجرحي منه بحجم الكون كله "

جود

كنت مع الخادمة في المطبخ حين سمعت الباب يفتح غسلت يداي وخرجت مسرعة مؤكد

أنه بحر فلم يزرنا من أيام وجدت كراتين حلويات وهدايا كثيرة على الأرض ثم دخل حاملا

غيرها وضعها وقال " مرحبا بالعروس أين مازن ليساعدني "

نزل مازن راكضا من الأعلى وقال " ما كل هذا هل سنقيم حفلا "

ضحك بحر وقال " أجل وأنت لك الأكل فقط الهدايا من أجل العروس "

قلت بحيرة " أي عروس هذه هل ستخطب "

قال مبتسما " لا إنها هنا "

قلت بحيرة " من "

قال بضيق " من ستكون والدتك مثلا , إنها أنتي طبعا "

نظرت له بصدمة وقلت " أنا !!! ولكن من ومتى "

قال بهدوء " الم توافقي على من اخترته "

قلت " نعم ولكن .... "

قال مقاطعا " من غير لكن لقد عقدنا القران اليوم "

صرخت بصدمة " عقد قران "

قال خارجا لسيارته " نعم مساء اليوم هيا تعالى يا مازن لننزل باقي الحاجيات "

تبعته وأنا أقول " دون علمنا يا بحر "

قال داخلا وأنا أتبعه " أنتي موافقة والأمر حدث بسرعة "

خرجت والدتي وقالت " ما كل هذا يا بحر "

قال مبتسما " هذا من أجل جود لقد عقدنا القران اليوم "

حضنتني بحب وقالت " مبارك يا ابنتي "

ابتعدت عنها وقلت بغضب " كلكم تعلمون إلا أنا "

تنهد بحر وقال " جود لا تفسدي فرحتنا "

قلت " ولكن لما كل هذه السرعة حتى أنك لم تخبرني من يكون "

قال " أنتي لم تسألي ولم تكترثي لذلك "

قلت " وإن يكن من حقي أن أعلم ثم أين أهله لم يأتوا لخطبتي "

أمسكني وأجلسني وقال " جود ألا تثقين في اختياري "

قلت بهدوء " بلى ولكن هذا لا يجوز هل أنا بدون أهل يخطبونني منهم "

قال بهدوء " جود أنا من وافق عليه ومتأكد منه وبسبب ظروف طارئة حدث

هذا فجأة وسنقيم لك حفل زواج كبير جدا "

نظرت له بحيرة وقلت " من يكون يا بحر أنا لا أريد زوجا يعيرني ليل نهار "

قال " لا تقلقي من هذه الناحية "

قلت بحدة " ولما هل هوا أخرس "

ضحك وقال " لا أبدا "

قلت " من هذا الذي تتق به كل هذه الثقة "

نظر لوالدتي ثم لمازن ثم نظر لي وقال " إنه زبير "

قلت بحيرة " من زبير "

قال " زبير شقيقي "

شهقت من الصدمة ووقفت وقلت " زبير زوج حور "

جود

قلت بحيرة " من زبير "

قال " زبير شقيقي "

شهقت من الصدمة ووقفت وقلت " زبير زوج حور "

نظر للأرض وقال " لم يعد زوجها "

قلت باستغراب " ماذا يعني لم يعد زوجها "

نظر لي وقال " يعني لم يعودا متزوجان "

قلت بصدمة " انفصلا "

قال " نعم "

قلت بغضب " كيف زوجتني له يا بحر حور كانت المقربة لي هناك ما هذا الذي فعلته "

قال ببرود " وماذا في ذلك هل ترين في زبير عيبا "

تركتهم وصعدت لغرفتي غاضبة وجدت هاتفي يرن نظرت للمتصل وجدتها والدة بحر لم

أرغب في الرد عليها لكني خجلت منها فهي كانت طيبة معي والآن أنا ..... آه يا إلهي كيف

صرت فجأة زوجة ابنها لماذا يا بحر لماذا فعلت ذلك

أجبت فجاءني صوتها حنونا " مرحبا يا جود يا ابنتي مبارك لكما اعذريني لأني لم أكن معكم

ولم نقم لك حفلا زبير الأحمق لم يخبرنا من تكون العروس إلا بعد عقد قرانكما "

يا إلهي لهذا إذا لم يأتوا معه ولكن .... قلت بهدوء " لماذا لم يخبروكم "

قالت " لا أعلم لقد أخفى وأخوته الأمر عنا ولا نعلم لما "

لابد أنهم كانوا يخشون رفضي , بحر وزبير لعباها جيدا قلت بتوجس

" هل علمت حور , أنا لم أكن أعلم انه هوا لكنت رفضت من أجلها كيف

انفصلا ولما إنها فتاة ينذر وجودها "

تنهدت وقالت " لولا خوفي من غضب زبير لكنت ..... "

قلت " ماذا هناك يا خالة "

قالت " لا شيء يا ابنتي لقد تم الأمر برضا منهما الاثنين وقد حضرت العقد معنا أيضا "

قلت بصدمة " حضرت معكم "

قالت بهمس محدثة أحدهم " حسننا حسننا لن أقول شيئا "

قلت " خالتي هل تسمعينني "

قالت " نعم يا ابنتي أسمعك هلا أعطيتني والدتك لأكلمها "

قلت " هي ليست بجانبي سأتصل بك لتكلميها "

قالت " حسننا وداعا الآن يا عروسنا الجميلة "

ضحك أحدهم بجانبها يبدوا أحد أبنائها وقد يكون زبير ذاك , سأريه هوا وشقيقه المحتالان

كيف يفعلا بي هذا من قال أنني أوافق عليه آه ولكنني أخبرته أني موافقة على من اختاره

ولم يخطر في بالي أخوته أبدا لأنهم متزوجون جميعهم

طرق أحدهم الباب ثم دخل بحر أعطيته ظهري وأنا أجلس على السرير اقترب وجلس بجانبي وقال

" اسمعيني يا جود لو كنت أشك للحظة أنك ستكونين تعيسة معه أو أنه شاب سيء ما

وافقت ولا أصررت عليك رغم علمي عدم موافقتك إلا من أجلي "

بدأت بالبكاء فأمسك ذراعي ولفني جهته وحضنني وقال

" جود شقيقتي الحبيبة لن أجد أفضل من زبير زوجا لك إنه اختياري فلا تعارضيني "

قلت ببكاء " كيف أعارضك بعد أن صرت زوجته هل أنت من طلب منه هذا "

قال من فوره " لا أبدا ولم يخطر الأمر في بالي هوا من تحدث معي وأصر أيضا ولم

يتركني في حالي حتى حددنا وقت العقد "

إذا كانت نظراته الغريبة تلك مؤخرا ليست عفوية كما ضننت , ابتعدت عنه وقلت

" ولما لم تخبرني من يكون ولا متى ستزوجني به "

نظر للأرض في صمت ثم قال " تلك رغبته وليست رغبتي "

قلت " ولكن لما "

مسح دمعة نزلت من عيني وقال

" جود ما يهمك في هذا الآن , هل كنتي تنتظرين غيره "

نظرت للأسفل وقلت بحزن " لا قطعا "

قال " إذا هوا أفضل من غيره بكثير "

قلت بأسى " ولكن ..... "

قال مقاطعا " من غير لكن هوا يريدك ومصر عليك فلا تفسدي ليلتنا وتعالي لتري ما جلبت

لك وستتجهزين من أغلى الماركات وأجودها وسيكون زواجك كما تتمنين وأكثر "

حضنته وقلت " بحر ما أسعدني بك لو لم تكن فعلت ما فعلت ولو كان ..... "

أبعدني وقال " لو كان ماذا يا جود "

نظرت للأسفل وقلت بحزن " لا شيء يا بحر لا تكترث للأمر "

وقف وسحبني من يدي وأنزلني للأسفل احتفلوا جميعهم وفتحوا كل الهدايا التي جلبها لي

بحر والتي أرسلها عريس الغفلة وأنا وحدي من لم يشعر بطعم السعادة ولكن الأمر انتهى

وما باليد حيلة وكما قال بحر من كنت أنتظر ذاك الذي كذب علي وتلاعب بمشاعري أم

المجهول الذي سيعيرني بوالدي ما فاجئني حقا أن إحدى الهدايا كانت بسم حور كيف يحدث

هذا لا أفهم لابد وأنها تريد إشعاري أن الأمر عادي بالنسبة لها لا أستغرب ذلك فقد كانت

حزينة وشاردة الذهن دائما هما لم يكونا على وفاق على ما يبدوا ترى ما حدث لذلك الخائن

مع شقيقه وشقيقته آه جود ألازلت تصدقين تخاريفه التي كان يوهمك بها لا أصدق أنه كان

يكذب عليا طوال تلك الأشهر

أُديم

دخلت على صوت بكاء ابنتي المرتفع فوجدت زبير وميس يمسكانها ويفعلان لها

شيئا ما اقتربت وقلت " ماذا تفعلان "

نظرت لي ميس بصدمة ثم ضحكت ضحكة صفراء وقال زبير

" لاشيء كنا نرى إن أصبح لابنتك أسنان "

قلت بضيق " وما ستفعله بهم هل ستبردهم لها , ثم أي أسنان في هذا العمر "

قالت ميس " ألا يفترض بها أن تنبت لها سن "

ضحكت ليان وقالت " أخبرتكم انه ليس الآن "

نظرت لليان بضيق وقلت " هل تتركينهم يلعبون بابنتك يالك من أم "

قالت " هم يرون أسنانها فقط ما في ذلك "

أخذتها منهم وقلت " ألا تسمعون بكائها افحصوا شامخ إن كنتم خبراء "

ضحك زبير وقال " كل شيء إلا ذاك الأسد سوف يزأر ما أن يرانا من بعيد "

جلست بجانب ليان وهمست لها " لدي مفاجئة لك "

قالت بابتسامة " ما هي "

نظر زبير لميس وقال

" ألا ترين أنهما يتعمدان إغاظتنا فزوجك في المستشفى وزوجتي في مدينة أخرى "

ضحكت وقلت " ما الذي يبقيكما هنا إذا "

قال زبير مغادرا " ميس سننجز المهمة فيما بعد حسننا "

صرخت به قائلا " إن اقتربتما من ابنتي فستريان "

ثم نظرت لميس بغيض فضحكت وهربت راكضة نظرت لليان التي كانت تضحك عليهما وقلت

" لما تتركينهم هكذا يلعبون بها فزبير متهور ومشاكس منذ صغره وميس تبدوا لي مثله "

قالت بابتسامة " أديم أنت تبالغ في خوفك عليها الأطفال يتعرضون لأكثر من ذلك في

صغرهم وقد أخبرتنا والدتك ما كنت تفعل بإخوتك الأصغر منك "

قلت بضيق " ليان لا تدعيهم يبكونها وكفى "

قالت بهدوء " حسننا لا تغضب ما هي المفاجأة أم أنها كانت خدعة كما قالا "

ابتسمت وقلت " بل حقيقية "

أخرجت بطاقة من جيبي وقلت " مبارك إنها شهادة القيادة "

قالت بسرور وأنا آخذها من يده" حقا هل نجحت لم أتوقع ذلك "

قرصت خدها وقلت " وكيف لا تنجح أذكى طالبات الجنوب "

قالت بسعادة " هل سيكون بإمكاني قيادتها منذ الغد "

قلت " نعم ستركبين أفخم السيارات وتقودينها ولكن كثرة خروج وإركاب من هب وذب ممنوع "

قالت " بالتأكيد من دون كلام "

قلت " سأرتاح من مشاوير المستشفى لابنتك المتمارضة دوما ومن مشاوير الأسواق "

قالت بضيق " لأجل هذا إذا "

قلت بابتسامة " بل لأنك تستحقين الكثير , ليان هل أنتي سعيدة حقا معي "

قالت بابتسامة " سعيدة جدا يا وسيم "

قلت بغيض " ولما وسيم , كم صرت أكرهه "

ضحكت وقالت " الست أنت من قال أنك وهوا واحد من حقه أن نحيي ذكراه بعض الأحيان "

قلت بضيق " على حساب أديم ليأخذ هوا المميزات ويترك لي العيوب , عندما نتشاجر فقولي

لي أكرهك يا وسيم حسننا "

ضحكت وقالت " لا استطيع "

قلت بعتب " أديم لا بأس ها "

قالت " نعم "

وقفت بابنتي وقلت " إذا هذه ابنة أديم وأنا لا أعترف بوسيم فسنرحل

ونتركك فانتظري وسيمك ذاك "

ضحكت وقالت " إلى أين "

التفتت وقلت " لنبحث لنا عن ليان أخرى لا تعرف وسيم "

وغادرت القصر وأخذت ابنتي الحبيبة في جولة بالسيارة وأبقيت ليان المزعجة هناك , من

الجيد أنها أصبحت تتأقلم مع الوضع شيئا فشيئا ولكنها لا تتوقف عن تذكر وسيم الذي صرت

أراه شخصا آخر كانت تحبه قبلي أبدوا مجنونا ولكنها الحقيقة وأنا أعذرها فليان أطباعها تختلف

عنا وعن حياتنا وقد أحبتني كوسيم لأنها رأت بي رجلا يشبههم لذلك عليا التحمل والصبر رغم

أني أراها أصبحت تتعمد ذلك من أجل إغاظتي فقط

حور

لازال زبير يعتب عليا حتى الآن لأني لم أحضر يوم عقد قرانه كاملا بل ذهبت عند المساء

وعدت سريعا هوا لا يريد أن يعذرني ولا يفهمني رغم أني اتصلت به ذاك اليوم كثيرا وهوا

لم يفعل شيء إلا وأعلمني به حتى أني أرسلت هدية له ولجود أيضا , زبير طيب القلب فرغم

عتبه عليا لم يغضب مني أبدا , كم أتمنى لهما السعادة فجود فتاة رائعة وتستحق وزبير مهما

تحدثت عنه فلن أفيه حقه

دخلت مرام تحمل جهازها الحاسوب وقالت

" انظري حور أي القطعتين أشتري فكلاهما جميلة "

نظرت لهما وقلت " خديهما الاثنين مادامتا تعجبانك "

قالت " لا لقد أخذت الكثير من هذه واحدة فقط تكفي "

قلت " إذا خذي الزرقاء هذا اللون لم تركزي عليه في جهازك "

قالت بابتسامة " صحيح معك حق شكرا لك "

وقفت ثم التفتت إليا وقالت

" صوت رسالة وصلتك لابد وأنها من روميو "

قلت بضيق " هيا انصرفي ولا شان لك هي من زبير "

قالت بنصف عين " دعيني أرى إذا "

خبئت الهاتف خلف ظهري وقلت " لن تري شيئا أبدا "

وضعت حاسوبها وقفزت بجواري على السرير وبدأت تصارعني لتأخذه

مني وفي النهاية أخذته وقالت وهي تفتحها

" حور لقد تزوجت أتمنى لك السعادة "

نظرت لها بصدمة فضحكت وقالت

" أقسم أنك تحبينه أكثر مما يحبك "

أشحت بنظري عنها بضيق فقالت " اسمعي ما يقول

( حور يا قاسية القلب إن لم تجيبي على اتصالاتي سترين ما سأفعله ) "

ثم قفزت وقالت " رائع لن أنام الليلة ما الذي سيجري يا ترى "

وقد كان عند تهديده فما أن مر أكثر من نصف الليل حتى عاد لعادته السيئة بمنبه

سيارته المزعج وها قد بدأنا ... واحد .... اثنان .... ثلاثة وانفتح باب الغرفة ودخلت

منه مرام كالقذيفة وقالت " لقد جاء "

قلت بضيق " لما لا تنزلي له وتريحيني "

ضحكت وقالت " لست من يريدها لكنت فعلتها "

سمعنا حينها صوته صارخا ومناديا " حوووووووووووور "

وضعت يداي على أذناي وقلت بصدمة

" ما هذا الذي يفعله لقد جن بالتأكيد "

بعدها بقليل جاء صوته ثانيتا " حور عودي إلي حبيبتي "

قفزت من السرير مفزوعة وتوجهت للنافذة أشرت له بيدي أن يسكت ويغادر

فأجاب بصراخ " ليس قبل أن تصفحي عني "

ياله من مغفل توجهت لهاتفي اتصلت به ولم يجب سحقا له اتصلت بزبير فقال بتذمر

قبل أن أتحدث " حور جدا لكما حلا غيري "

قلت بغضب " إنه ينادي باسمي في الشارع زبير هل ترضى لي بالفضيحة "

قال " عليك أن تعديه بشيء أغريه به فلن يأبه لكلامي أبدا "

قلت " سأجيب على اتصاله "

قال " لا هذا ليس عرضا مغريا "

قلت بضيق " ماذا إذا أنزل له في الشارع "

قال " تقابلينه وتتفاهمان بهدوء "

قلت بإصرار " مستحيل "

قال ببرود " سيبقى يصرخ إذا "

نادى مجددا بصوت أعلى فقلت " حسننا هيا اتصل به بسرعة "

وما هي إلا لحظات وسمعنا صوت سيارته تغادر فقلت بخوف

" مرام تفقدي والدك هل هوا نائم "

غادرت وعادت بسرعة قائلة " نعم نائم والغرفة مظلمة تماما "

تنهدت براحة وجلست فقالت " ماذا حدث ليغادر هكذا "

قلت " وعده زبير أنني سأقابله ونتحدث "

قالت " هل ستقابلينه سأذهب معك "

قلت بضيق " أين تذهبين معي يا حمقاء "

قالت بعبوس " سيفوتني الحدث هذه المرة "

ضحكت وقلت " اذهبي بدلا عني إذا "

قالت بهدوء " حور يكفيه عقاب أقسم أنه متيم بك لا تخسريه بسبب عنادك "

نظرت للأرض في صمت فقالت " قد يموت قريبا وتعيشي عمرك كله تبكي ندما "

نظرت لها بصدمة وقلت " يموت "

قالت " من منا يعيش كل العمر وكم من أناس ماتوا لهم أشخاص تمنوا لو سامحوهم قبل موتهم "

قلت بدموع " مرام لا تقولي هذا كيف يموت ويتركني "

قفزت على السرير وقالت

" ها قد وقعتي أخيرا عليك تليين رأسك العنيد يا غبية "

مسحت دموعي وقلت ببرود

" غادري غرفتي حالا أريد النوم "

خرجت ووقفت عند الباب وقالت

" إن لم ترجعي إليه اتصلت به بنفسي وقلت له ما قلتي قبل قليل "

رفعت الوسادة لأرميها بها لكنها أغلقت الباب وهربت وأمضيت طوال تلك الليلة أفكر

أن يموت ويتركني ولم يغمض لي جفن ولم أستطع إبعاد الفكرة عن رأسي بكل الطرق

وفي الصباح اتصل بي زبير وأيقظني من النوم فأجبت بصوت متعب وقلت

" زبير ما بك هكذا عند الصباح الباكر أنا لم أنم البارحة "

ضحك وقال " ضننت أن شخصا واحدا لم ينم ويجلس أمامي الآن "

جلست مفزوعة وقلت بهمس " زبير يا أحمق ما الذي تقوله "

قال بحزم " سآتي اليوم لأجلبك هنا وتتحدثان وتخرجان بحل ليس ككل مرة "

لذت بالصمت فقال " حور هل عدتي للنوم "

قلت " لا ولكن أين "

قال " في القصر بالتأكيد هل تريدين مني أن أتركه يقابلك في الخارج سأقتله قبل أن يفعلها "

تنهدت وقلت " أمري لله فأنا لا أريد كسر وعدك له "

قال " إذا سآتي لأخذك عند الخامسة مناسب "

قلت " حسننا "

قال " وداعا الآن يا فاتنة يا جميلة يا حياتي كلها "

ثم ضحك صارخا وقال لأحدهم

" حسننا حسننا توقف عن ضربي إنها شقيقتي ما دخلك أنت "

أغلقت الهاتف بابتسامة من تصرفهم , علينا أن نجد حلا لكل هذا كما قال زبير

عند الخامسة ودقائق جاء زبير فخرجت له وقلت

" على الموعد تماما "

ضحك وقال " ذاك العاشق الولهان يجلس لي منذ الظهيرة ويراقب ساعته "

ركبت السيارة دون تعليق وانطلق بي متوجها للقصر فقال بعد صمت

" حور عليكما أن تجدا حلا إما أن تصيري له لكل العمر أو تجعليه يفقد منك الأمل أنا

لا أريد لك المشاكل والفضائح ولا أريد له الحزن والعناء فكلاكما شقيقي "

قلت بهدوء وعينيا للأسفل " وما الذي سيجعله يقتنع "

نظر لي وقال " هل تريدين تركه نهائيا "

تنهدت وقلت " لا أعلم "

لاذ بالصمت حتى وصلنا القصر نزلنا فقال

" تعالي معي هنا في الحديقة "

قلت " هنا "

قال " نعم أين سيكون ذلك في الداخل , سأكون قريبا استنجدي بي لو اطر الأمر "

ضحكت وقلت " ولما استنجد بك "

قال بابتسامة " لأنه يهدد باختطافك "

نظرت له بصدمة فغادر وتركني

بحر

وأخيرا حظيت بفرصة لنتفاهم ولن أتركها هذه المرة قبل أن ترضى عني أو سأختطفها

وأهرب بها , كنت جالسا بتململ أنظر لساعتي كل حين فضحك زبير وقال بغناء

" أيتها الخامسة القاسية لما ترفضين المجيء "

رميته بوسادة الأريكة فتخطاها ضاحكا فقالت والدتي

" ما بكما هكذا كالأطفال "

ضحك وقال " يبدوا أن ابنك أشترى ساعة جديدة فهوا يراها كل حين "

أمسكت هاتفي أقفلته ووضعته على أذني وقلت

" مرحبا جود هناك أمر أريد إخبارك به "

قفز ناحيتي وأخذ الهاتف ونظر له فوجده مقفل فضحكنا أنا ووالدتي فقال بغيض

" يالك من مخادع سأريك لقد ألغيت مشوار اليوم فلن أذهب "

قلت " لا بأس وأنا سأذهب لمكان ما "

عاد لمكانه وجلس وقال بلامبالاة " أفعل ما تريد فهي زوجتي الآن وانتهى "

قلت بمكر " سأجعلها تكرهك لآخر العمر "

وقف وقال " بحر أحذرك "

نظرت لساعتي وقلت " ها قد حان الوقت هيا غادر بسرعة "

ضحك وقال مغادرا بغناء

" شكرا لك أيتها الخامسة لأنك أتيتي "

توجهت للحديقة انتظر بتململ ما به هذا وكأنه ذهب لإحضارها من المريخ

بعد قليل دخلت سيارة زبير ونزلا منها ياآآآآه حوريتي كم اشتقت لك يا متحجرة

توجها بالمقربة من الحديقة ووقفا يتحدثان قليلا ثم غادر زبير وتقدمت حور بخطوات

بطيئة حتى اقتربت توجهت نحوها حتى صرت خلفها وهي لا تعلم وقلت بهدوء

" حوريتي "

التفتت وقالت " لو كنت حوريتك ما تسببت لي بفضيحة في الشارع "

رفعت يداي جانبا وقلت

" لم تتركي لي أي خيار , أحبك حور أحبك حد الجنون حد الوجع حد ألا حدود "

نزلت دموعها حارقتي ومدمرتي فقلت

" حور لا تبكي رجاءا كي لا أتهور ثانيتا "

مسحت دموعها وقالت بحزن موشحه بوجهها عني

" لقد جرحتني يا بحر جرحتني كثيرا "

قلت برجاء " آسف حبيبتي وأقسم لن يتكرر ذلك ثانيتا حتى الموت "

قالت بحدة " لا تقل الموت لا تذكر ذلك "

قلت بهدوء " حور سامحيني لما أنتي قاسية هكذا "

لاذت بالصمت فقلت بجدية

" إن لم تسامحيني سرقتك الآن وخبأتك عن الجميع "

نظرت لي بصدمة فقلت بجدية " سأفعلها دون تردد "

ابتسمت وقالت وهي تهز رأسها بيأس

" لا فائدة منك أبدا "

قلت بابتسامة مماثلة

" نعم هكذا دعيني أرى الابتسامة التي غابت عني كثيرا كصاحبتها المتحجرة "

قالت " بشرط "

قلت بدهشة وسرور " فقط شرك قولي شروط قولي مليون شرط كلها أحققها لك "

قالت والدموع ملأت عينيها " لا ترحل وتتركني لا تمت "

نظرت لها بصدمة مما قالت ثم قلت

" ولكن الموت ليس بيدي هذا تعجيز يا حور ليس شرطا "

خبأت وجهها في يديها ورأسها للأسفل وقالت ببكاء

" لا تذهب كوالدي ووالدتي وتتركني وحدي لا تتركني يا بحر "

اقتربت منها أمسكت ذراعيها وقلت بهدوء

" حور , ما بك حوريتي لما هذا الكلام الآن "

نظرت لي وقالت " لم أنم البارحة لأن فكرة موتك لم تغادرني "

قلت بحيرة " وما الذي جعلك تفكرين بذلك "

قالت ونظرها للأسفل " الغبية مرام "

ضحكت وقلت " اقسم أنها تستحق وساما , حور قولي أنك سامحتني قوليها وأريحيني "

نظرت لي مطولا في صمت فقلت برجاء

" حور لا تعذبيني أكثر من عذابي "

قالت بهدوء " لن تتركني ثانيتا "

قلت من فوري " أقسم لن يحدث "

ثم نظرت للسماء وقلت " يا رب إن فعلتها وتركتها خذ روحي على الفور "

ضربتني بقبضة يدها على صدري وقالت

" أحمق ألم أقل لك أن لا تتحدث عن الموت "

نظرت لها وقلت بابتسامة " إذا تسامحينني وتعودين إلي "

قالت " نعم ولكن لن أتحدث معك حتى نتزوج "

قلت " بل سنتزوج على الفور "

خرج زبير حينها وقال مصفقا بيديه

" هيا هيا لقد انتهى اللقاء ابعد يديك عنها حالا "

نظرت له بضيق وقلت " من أين خرجت لنا أنت "

ضحك وقال " من أحلامك طبعا "

قلت مبعدا يداي عنها " بل من كوابيسي يا هادم اللذات "

قالت حور بحدة " بحررر "

ضحكت وقلت " حسننا توبة "

ضحك زبير وقال

" وأخيرا ستريحانني من عنائكما وسأنام مرتاح البال دون إزعاجات ليلية "

ضحكنا جميعنا فقالت حور " هيا زبير علينا المغادرة "

قلت بصدمة " ولما تغادران سريعا "

قال " انتهى اللقاء فلما البقاء "

نظرت لها وقلت " حور يا ظالمة هل ستحرمينني منك حتى نتزوج "

ابتسمت وقالت " لا تنسى أنك وافقت "

قلت " إذا سوف أخطبك غدا ونتزوج حالا "

قال زبير " مهلك مهلك لن تتزوج حور هكذا هذا في أحلامك "

تنهدت بضيق وقلت

" أمري لله ولكن إن تأخرت في تحضيراتك الفارغة تزوجتها وهربت بها "

أمسكها من يدها وقال ناظرا إلي

" هيا فلن يراك بعد الآن إلا عروسا بفستانها الأبيض "

قلت بانزعاج " اللوم ليس عليك بل على والدك الذي لم يجد غيرك ليرضعه معها "

ضحك وغادر بها تتبعها عيناي وقلبي بل وكل جوارحي أخيرا عادت إلي أخيرا أنا لا أصدق ذلك

ميس

خرج صهيب اليوم من المستشفى فقد تحسنت حالته تماما ولم يتبقى سوى نزع الضمادات

قريبا , كان الجميع مجتمعا هنا اليوم وصهيب يجلس بجانبي ممسكا بيدي ويقبلها كل حين

حاولت نزعها من يده مرارا ودون جدوى ألا يخجل هذا من أخوته ياله من إحراج

همس في أذني قائلا " إن لم تهدئي وتتركيها فعلت المزيد "

وكزته وقلت هامسة بغيض " لما لا تستحي من أخوتك "

لم يكترث لكلامي وبقي ممسكا لها قال زبير بابتسامة

" لدي خبر رائع لكم "

سكت الجميع فقال بابتسامة " بحر سوف يتزوج "

نظر الجميع لبحر بحيرة فأبتسم وقال بصوته الهادئ

" زبير لا يعرف الصبر أبدا "

قالت خالتي بفضول " حور قل أنها حور "

قال بابتسامة " نعم هي حور وما كانت ستكون سواها "

وقفت وتوجهت راكضة باتجاهه وجلست بجواره وعانقته وقالت بدموع

" مبارك بني أخيرا وجدت السعادة ووجدتك "

قال زبير " هذا ظلم وعنصرية لما أنا لم أحضا بهذا "

نظرت له بضيق وقالت " أنت أكثر من يعرف لما "

قال بتذمر " لما أنا المظلوم هنا "

نظر لغيث بضيق وقال " أحدهم صفعني ظلما "

ثم نظر لبحر وقال " وأحدهم ظن بي ظلما "

ثم نظر لوالدته وقال " وأحدهم لم يبارك لي ظلما "

ثم نظر لي فقلت منكرة " لا ... أنا لم افعل لك شيئا "

ضحك وضحك بعده الجميع ثم قال " أنتي وحدك حليفتي "

قال أديم بضيق

" بل شريكتك في جرائمك أعلم أنكما وضعتما ميسم في الأرجوحة اليوم "

نظر لي زبير بصدمة وقال " نحن يا ميس "

لم أستطع إمساك نفسي فضحكت فقال مغتاظا

" لقد فضحتنا يالك من حليفة "

قالت والدتهم بسرور " إذا نزوجكم ثلاثتكم معا "

قال زبير " لا حور في يوم لوحدها "

قالت معترضة " ولما "

قال " هكذا , زواج حور لن يشاركها أحد فيه "

قالت بضيق " ولما لا نفرح بكم جميعا "

قال " هذا أمر لا نقاش فيه زواج حور لن يكون آخر مثله "

قلت بضيق " هذا وأنا حليفتك لا تريد أن تزوجني معها "

قال " حتى نفسي لن أزوجها معها "

قال بحر " إذا نتزوج قبلكم "

قال زبير " لا , وأنت تعلم لما "

قال بتذمر " لما تعقدها يا رجل "

ضحك غيث وقال " وقعت في قبضة زبير يا بحر فلن يرحمك أبدا "

قال صهيب " إذا نتزوج نحن قريبا "

ضحك أديم وقال " بضماداتك هذه "

قال " وما في الأمر لا تحشر أنفك أنت "

قال بابتسامة " إن وافقتك العروس افعل ما شئت "

آآآآه يالا الإحراج المتكرر في هذه الجلسة

همس لي صهيب قائلا

" ما رأيك حبيبتي فهذه الشرائط اللاصقة لن تعيقني "

وكزته بخجل وأنا اشعر أن دم جسمي كله انتقل لوجهي فصرخ شامخ منقذا الوضع

فقالت رنيم " ها هوا ابنك سمع بخبر زواجك فلم يعجبه "

قال صهيب بضيق " ليس ابنها أبعدوه عنا "

ضحكت والدته وقالت " لا أعلم كيف ستستحمل أبنائكم "

قال ناظرا لي " إن تعلقت بهم هكذا رميتهم في دار الأيتام "

نظرت له بصدمة فقال بحزم " ولن أتوانى عن فعلها لحظة "

ضحكوا جميعهم يضنونه مازحا ولكني وحدي من يعلم انه لا يمزح

ليان

" أديم أين سنذهب ألن تخبرني أبدا "

قال بابتسامة " مفاجأة "

قلت " مفاجأة في الطائرة أتمنى أن لا تقع بنا من قوة مفاجأتك "

ضحك ولاذ بالصمت أنا لا أفهمه حقا ولا ما ينوي عليه أصر أن تبقى ميسم مع

والدته وأخذني لحيت لا أعلم وما أن نزلنا حتى ربط لي عيناي فقلت

" أديم لما كل هذا سوف نصبح سخرية للجميع "

قال وهوا يشد الرباط

" لا يهم ما سيقولون ولن يفسد أحد مفاجئتي لك "

أمسك بيدي وأخذني معه وأكمل كل شيء وهوا يقودوني ونحن نستمع لتعليقات الكثيرين

منها المضحك ومنها الغير مفهوم ومنها المحرج ركبنا السيارة وانطلقنا وهوا يتوعدني

إن أزلت العصابة عن عيناي يغضب مني ويتركني هنا وكيف يتركني في مكان لا أعرفه

نزلنا بعد مشوار طويل نسبيا وأدخلني لمكان ثم أزالها عن عينيا برفق نظرت حولي ببطء

وبدهشة ثم صرخت وقفزت كالأطفال وارتميت في حضنه وطوقت عنقه بيدي وقلت ببكاء

" أديم لا أصدق إنه منزل والدتي كيف استرجعته "

مسح على ظهري وقال " لقد اشتريته من ساكنيه ودفعت لهم مبلغا مغريا وتعبت كثيرا

كي وافقوا وكنت سأدفع أضعافه حتى أعيده إليك سبق ووعدتك أن أشتري لك منزلا يكون

باسمك أتذكرين ذلك ها هوا الوعد "

قلت بدموع وأنا أزيد من احتضانه أكثر

" شكرا لك يا أديم إنها أجمل هدية قدمت إلي "

أبعدني عن حضنه ومسح دموعي بأصابعه وقال بابتسامة

" تعالي لتري التعديلات التي أجريتها فيه "

تنقلنا فيه حجرة حجرة لقد جدد طلاء الغرف والأثاث والحمام أصبح رائعا ومختلفا

وحتى المطبخ كأنه ليس هوا ذاته وملأ وسط المنزل بالنباتات وكأني في منزل شامي

قديم كان ذلك كالحلم قبلته واحتضنته من جديد وقلت ببكاء

" هذا من أسعد أيام حياتي "

أمسك يدي وأخرجني من المنزل أغلقه بالمفتاح ثم أعطاه لي وقال

" منزلك يا ليان هوا لك الآن ولن يستطيع أحد أخذه منك ولا حتى أنا "

احتضنت المفتاح وأنا أنظر له من الخارج لقد تغير كله وحتى بابه قام بتغييره بأخر جديد

وجميل لقد أصبح منزلا رائعا لا يليق بباقي المنازل هنا

أمسك بيدي وسحبني معه وقفنا عند المنزل الذي استأجره سابقا نظرنا لبعضنا

وضحكنا ثم غادرنا سيرا على الأقدام لأن سيارته الضخمة الفخمة تلك لا يمكنها

الدخول هنا وصلنا للسيارة وأخذني لكل الأماكن التي زرناها سويا في السابق

وتذكرنا كل مكان وكل لحظة وتناولنا العشاء في المطعم ذاته الذي أخذني له سابقا

وطلب من كل أنواع الطعام حتى امتلأت الطاولة ونظر لي وقال

" يوم جلسنا هنا سابقا تمنيت أن أتحدث معك وأبوح لك بكل ما أشعر به اتجاهك

فلم أجد أمامي غير أن أمسك يدك وأقبلها أتذكرين ذلك "

ابتسمت وقلت بعينان امتلأتا بالدموع " هل تصدق أني لحظتها تمنيت أن تتكلم لتخبرني

بما تشعر به فعيناك كانتا تريدان قول شيء ما عجزت عن فهمه , لم أتمنى أن تكون

غير أخرس إلا في تلك اللحظة "

امسك يدي وقبلها بعمق ثم نظر لعيناي مطولا وقال

" عيناك كانتا معذبتاي دائما كلما نظرت لهما مطولا أمسكت نفسي بصعوبة عن التحدث "

أمضينا يوما رائعا عدنا في نهايته إلى قصر عائلته لا أكذب إن قلت أني تمنيت أن نبقى

هناك للأبد ولكن هذا هوا عالم أديم وعائلته ومدينته وكل شيء عرفه في كل حياته فعليا أن

أتعايش مع كل هذا إن كنت أحبه

كنت أغير ثياب ميسم فأمسك يدي قبلها وقال

" هل تعلمي لما لففت بك اليوم كل تلك الأماكن "

نظرت له في حيرة وصمت فقال

" لكي يصبح لأديم ولسانه الطويل مكانا في كل تلك الذكريات "

ضحكت وقلت " يالك من محتال ثم لو كنت أنت بلسان طويل ما سأكون

أنا وأنا التي لم تسكت اليوم أبدا "

حضنني وقال " أروع وأجمل ثرثارة صادفتها في حياتي , حبيبتي سنذهب

غدا لمجمع مصانعك حسننا "

قلت " حسننا ولكن نصف مجمعي فقط أم نسيت "

ابتعد وأمسك وجهي وقبلني وقال

" ستكونين الآمر الناهي هناك نصف أو كل "

في الصباح خرجنا سويا وما أن وصلنا هناك حتى تقدم الحرس وفتحوا له ولي

باب السيارة دخل أديم بخطوات ثابتة ورأس مرفوع وهم يتبعونه بخطواته الواسعة

يلتفت يميننا ويسارا ويعطي الأوامر سريعا لكل من يتكلم معه وأنا خلفهم لم أستطع

مجاراة خطواتهم أمشي خلفهم بسرعة شبه راكضة

هذه هي شخصيته أديم الحقيقية يبدوا شخصا مختلفا عن ذاك الشاب الذي يعمل في قسم

الحسابات وحتى عن أديم الذي يعيش معي في القصر كم يبدوا هذا العالم مختلفا فمن يرى

الوضع هنا لا يصدق أنه لا يوجد في القصر خدم وحرس وسائقين

تقدمت فتاة بدون حجاب وتنوره قصيرة وقميص بأكمام وماكياج ألوان أشكال وقف أديم

فتحدثت معه فالتفتت ومد يده لي وقال " ليان حبيبتي تعالي "

جيد أنه تذكرني وإلا كنت قتلت هذه الوقحة تقدمت منه فهمس في أذني

" لقد ذكرني وجودها بك لا أعلم كيف نسيت انك خلفنا أنا آسف "

نظرت له بضيق وقلت " لقد جعلتني أركض خلفك "

ضحك ثم نظر لهم وقال

" هذه زوجتي ليان مالكة نصف المجمع وهي من سيدير كل شيء هنا "

وضع يده على كتفي وقال وهوا يسير بي

" عامر الحق بنا وأنتي يا ريحانه أخبري صبا أن تأتي لمكتب المدير فورا "

قالت تلك الشاحبة " حاضر سيدي في الحال "

سترين فهذا آخر يوم لك هنا

توجهنا لمكتب مدير المجمع الذي كان هذا المدعو عامر هوا مديره التنفيذي على ما يبدوا

كدت أضحك فقد ضننت أنه بواب حين استقبل أديم عند الباب , دخلنا المكتب وتبعتنا على

الفور فتاة محجبة في منتصف الثلاثين تقريبا وقفت وقالت

" مساء الخير سيدي "

قال أديم واضعا يده على كتفي " مساء النور هذه زوجتي ليان يا صبا عليك إطلاعها

على كل شيء هنا هي ستكون مديرة المجمع كاملا هي خبيرة ونابغة ولكنها ستحتاج

بعض التوضيحات بادئ الأمر أنا أعتمد عليك "

قالت بابتسامة " أنا في الخدمة متى ما احتاج الأمر "

نظرت لأديم وابتسمت فابتسم لي ثم نظر لعامر وقال " عامر أنت ستستلم شركة الساحل كما اتفقنا

سأطلع أنا وليان على كل شيء هنا قبل مغادرتك فستكون صبا بمثابة مدير أعمالها من اليوم "

قال بابتسامة " بالتأكيد سيدي "

قال أديم " يمكنكما الانصراف الآن "

خرجا وأغلقا الباب خلفهم نظر لي وأمسك وجهي وقال " أريدك ليان الشجاعة دائما إن خفت من

المسئولية فشلتي عليك أن تكوني قوية أمام الجميع ليضعوا لك وزنا ويحترمونك حتى في غيابك

صبا ستكون مساعدتك في كل شيء كلها فترة بسيطة وستستغنين عنها فقط أنا اخترتها ليكون

طقما نسائيا هوا المقرب لك هنا لكي لا تطري للاحتكاك بالرجال كثيرا حتى تعتادي الوضع

سأزورك هنا دائما "

ابتسمت وقلت " وإن لم يعجبني الوضع هنا "

ضحك وقال " يجب أن يعجبك هذه أملاكك حبيبتي "

قلت بصف عين " وإن لم يعجبني شيء هنا "

قال بابتسامة " تغيرينه طبعا "

قلت بذات الابتسامة

" إذا صاحبة النصف تنوره تلك تغادر وشروق ستعمل هنا أريدها معي "

ضحك وقال " لما تقطعين رزقها "

قلت بضيق " ومن قال لها أن تقطع تنورتها أراك مرتاحا لوجودها "

حضنني وقال " كما تريدين يا غيورة "

طرق أحدهم الباب فابتعدت عنه ودخلت تلك الشاحبة وقالت

" سيدي السيد منصور لديه موعد الآن "

أشار لي وقال " ليان من سيستقبله أخبري صبا أن تأتي حالا "

قالت مغادرة " حاضر سيدي "

نظر لي وقال " سأذهب لأرى عامر ما أن تنتهيا منه ألحقي بي هناك حسننا حبيبتي "

قلت بضيق " حسننا ولكن هل هذه سكرتيرتي "

ضحك وقال " أجل ولن تكون بعد اليوم لقد وقعت بين يديك "

قلت واضعة يداي وسط جسدي

" وهل كل شركاتكم توجد بها كهذه "

قال " لا حبيبتي سكرتيرات لا يوجد موظفات بلى "

نظرت له بضيق فقبلني وقال

" من تساوي عندي ظفرك يا غبية أنا أراهم منذ سنين "

طرق أحدهم الباب وأنفتح فدخلت صبا وقال أديم

" عليا المغادرة سأنتظركما هناك "

قبلني على خدي وخرج ثم دخل المدعو منصور وبدأنا أول خطوات عملي هنا

Continue Reading

You'll Also Like

204K 11.1K 45
( 1/29 ) ذكــرى لا تنسـى " انـقـلاب " ألـ غضـب من البصـره " الفيحـاء " جمعتهـم المحبـه والتآخـي في مكـان واحـد . علاقـه اولاد العم أكثر من الا...
6.7M 186K 52
ذنوب على قيد الغفران للكاتبة براء الموسوي
4.7M 113K 89
فتاة متواضعة الحال لا تملك في الحياة سوى برائتها وأحلام وردية قد تكون عادية لكل الفتيات ولكن بالنسبة لها وبالنظر لظروف معيشتها الصعبة بعيدة المنال؛ و...
110K 2.5K 77
دلفا للشقة ليلقى حازم المفاتيح بعصبية يلتف خلفه لكنه لم يجدها دلف الغرفة ليجدها هناك تنزع حجابها لينسدل شعرها اتجه لها يمسك ذراعها المكتنز بقوة آلمته...