________
تراجعت أنفاسها دفعةً واحدة ، حين رؤيتها لذلكَ الإنسان يتجول في أرجاء المنزل بينما لا يوجد أحد في البيت غيرها
" ياه...
أعتقد بأن مارك قد غادر.."
أهداها نظرةً تعني شيئًا واحدًا
'وإذًا؟'
"لمَ لا تذهب لمنزلك ؟"
هو حقًا غير مهتم بإسلوبها المباشر بطرده ، لأنه لن يشغل باله بما تقول على كل حال
باله مشغولٌ في شيء آخر ..
والدليل هو عدم قدرته على الثبات في مكانٍ واحد ، هو يقوم بصنع حلقةٍ حول الصالة بينما ينظر للأرض أو الجدران حوله
أو يشغل يده بإحدى قطع الزينة الراكدة أعلى المنضدة فوق المدفأة
"منزلي فارغ
جدًا.."
كتفت يديها
" وهذا المنزل فارغ كذلك
عد عندما يكون مارك موجود "
"أتستثنين نفسكِ من الوجود ؟"
أمالت رأسها بزاوية طفيفة تتسائل ما خطب لغته الغير مفهومة لها
" لا تجربي أن تفعلي
ستندمين..
دائمًا عليكِ الإيمان بوجودك "
هزت رأسها الذي أصبحَ يكرر بكلمة ' مجنون ' والموجهة لهذا الشخص أمامها
ثم هي قد ساقت ذاتها نحو الأريكة فاستلقت فوقها لتشاهد التلفاز تحاول تجاهل الشاب الغير مريح بقربها
"إنه يبدو فاسدًا .."
هذا كان إنطباعها الأول عنه ومازال حتى الآن ، هي حتمًا لا تشعر بالراحة في ظل وجودها معه وحدها في منزل مغلق الأبواب
"آه إلهي.."
توجهت للمطبخ لإخراج كيس من الفشار المنكه بالجبن لتعود كي تشاهد التلفاز الممل
وللحق قد أزعجتها حلقاته المنغلقة حول نفسه لتقوم بقذف حبة فشار نحوه
توقف عن السير مباشرةً حين شعوره بشيء صغير قد إرتطم بظهره ، ألقى نظرةً باهتة نحو حبة الفشار التي أصبحت عالأرض بالفعل
أحنى جذعه ليلتقطها ثم هو قد أصبحَ يخطو بتؤدةٍ نحو المتموضعة أعلى الأريكة هناك
سرعان ما ندمت لكنها قاومت كي لا تبدي ذلكَ على وجهها ، إختفى صوتها حين وصوله إليها من يبدو كمبنى شاهق الإرتفاع بالنسبة لها
فجأة قد أصبح المبنى بطولها بعدما نأى إليها وذلكَ لم يكن مريحًا على الإطلاق
وجهه في وجهها ..
يقلّب عينيه في عينيها دواليكًا وكأن صراعات يونانية تحدث في جوفها أما هو ...
فساحةٌ قد فرغت للتو من الحرب ، ومازال الدخان يتصاعد في أرجاءها
"كليها .."
قطّبت حاجبيها ليردف
"إفتحي فمك.."
"مالذي تقـ.."
لم تكمل جملتها حتى أصبحَ ذقنها مثبت بأنامله وحبت الفشار قد حُبست داخل ثغرها بالفعل
ببطء شديد..
جعل من رأسه يدور ..
يدور..
كي ينظر لها من زاوية هو أعلم بها
" ألم تكتفي من حدجيِ بعينيكِ ؟..
حتى تحدجيني بحبة فشار ؟
حقًا لورا ؟"
الموقف كان غريبًا بحق ، لكن ليسَ كغرابة إنسدال جفنيه في كل وقت
وتناغم ملامحه المثالي مع حواجبه الكثيفة
إنه ليسَ الوقت المناسب كي تعدّ الشامات المتموضعة في أرجاء وجهه لكنه وبكل تأكيد الوقت المناسب كي تدفعه بعيدًا عن وجهها هي
عالأقل كي تتنفس ..
قبل أن تفكر بذلكَ هو قد عاد لطوله ساحبًا قدماه إلى أبعد نقطةٍ عنها ، انتشل السترة الخاصة به
تحدث بينما ظهره مقبلًا عليها
" إذا سأل عني مارك فأخبريه
أني لم أعد موجود.."
تلاشى في العدم ، حينما ضربَ الباب خلفه مغادرًا
ألقى السلام على صالة بيتهم ، لكنه لم يلوح بالوداع في فراغ عقلها المدهوش حتى الآن
سويعات من التكفير..
لم تكفيها حتى ، كم هو شخصٌ غريب بحق
ولم تصل لأي إستنتاج بشأنه أبدًا
~~~~
7:48 am
"لوري ..أخبرتني سابقًا أنكِ ترغبين بعملٍ جزئي أليسَ كذلك ؟"
سألت الوالدة بلطف إبنتها من عادت بطبق من الفطائر المحلاه الشهية
"آه أجل أمي.."
" صديقتي سولين أخبرتني أنها تمتلكُ مقهى وهي تحتاج لموظفة جديدة فيه.. "
فجأة هناك صوت ضحك صاخب قد صدحَ في الأرجاء ، جميع من في الطاولة من الأم والأب والأخت الصغرى ناري قد صوبوا بصرهم للشقيق الأكبر الذي نزل توًا من الطابق الأعلى
"ماذا قلتِ ؟
لورا تعمل ؟
أه بطني لا أستطيع التوقف عن الضحك "
هي أغلقت عينيها بنفاذ صبر بينما عاتبه الوالد على ذلك ، وهو لم يكترث بالفعل بل جلسَ في مكانه جنبَ لورا التي لو تمردت فسوف تطعنه بالشوكة أمامها
سحب صحن الفطائر المحلاة إليه ليشرع بتناولها بشراهة أمام مرأى أعينهم ، من كانوا يتلهفون لتذوقها
"هذه الشقية هنا
(يأكل)
ستطرد في يومين
(يأكل)
صدقوني إنها لا تجيد القيام بأي شي
(يأكل )
سأراهن على مصروفي بذلـ..آووتش "
تلقى ضربةً من ناري الصغيرة
"لا تتحدث عن أوني هكذا.."
إبتسمت لورا مباشرةً لتلكَ الصغيرة من حاولت تعديل مزاجها وجعلها تتناسى سخافة شقيقها الأكبر بجانبها
"على كل ..
سأخبر سولي عن ذلك "
"بتأكيد أمي.."
"بتأكيد أمي "
قلّد مارك صوتها لتتمكن لورا أخيرًا من تحقيق رغبتها بطعنه بالشوكة على ذراعه
~~~
"آااه ساجمع المال وسأطلبَ القهوة يوميًا من عندكِ لولـــيي"
تحدثت يونجي بحماس بينما تقفز وتصرخ وتقوم بهز من أمامها بعنفٍ شديد وكأنها ليست ببشر
"آه يونجي توقفي
سأصاب بالدوار هكذا.."
"آوه آسفة هل أذيتك ؟
آوه هل أنتِ بخير ؟!
أوني أنا سعيدة من أجلك فقط وأنا لم أقصد وأنـ.."
"يونجي باللّه عليكِ إهدأي أنا بخير
أتسائل كم مقدار الطاقة الذي لديكِ كي تكوني بهذا النشاط دائمًا! ..أوه صحيح أنتِ مفلسة بالفعل "
"قلتُ لكِ أني سأجمع المال
ولا تلقبيني بالفايروس النشط لأنني أستطيع التغلب عليكِ بالكسل وسترين .."
لم تستطع الرد عليها سوى بضحكةٍ لأن هذه التي أمامها لن تتوقف عن الحديث حتى لو وضعت شريطًا لاصقًا على فمها ..
ورغم ذلكَ هي صديقتها العزيزة التي جائت لتدعمها في يوم عملها الأول
ولجت إلى المحل لتلقي المديرة التحية عليها ثم تعيرها المئزرة الخاصة بالمقهى
وتجلسُ يونجي بدورها عندَ إحدى الطاولات ترسل إشارات دعم بيديها
صحيح أن ذلكَ محرج لكن لورا إعتادت بالفعل على هذه الصديقة
"الموظف بالداخل سيعلمك كيفية عمل آلة القهوة وسيريكِ أغلبَ ماهو مطلوب منكِ كموظفة لدينا "
أومأت على الفور لتبتسم لها المديرة
" سيكون صعبًا في البداية
لكن ما دمتِ ترغبين حقًا في العمل فسيصبح كل شيء سهلًا وستحبين ذلك.."
ربتت على كتفها لتغادر فتتوجه لورا نحو الغرفة التي أشارت المديرة عليها
طرقت الباب مسبقًا لتفتحه فتجد شابًا يقوم بتأكد من كمية حبوب القهوة لكل نوع ، ثم يرفعها عاليًا ليضعها على الرف..
هذا الطول
وهذه الهيئة
لكن الشعر أملس ، ليسَ مجعدًا
شيء غريب..
لمَ يبدو مألوفًا وغير مألوف في الوقت ذاته ؟
إلتفت نحوها ..
"أوه الموظفة الجديدة هنا ؟"
"كيم..
تايهيونغ ؟!!"
صاحت في فجع
"أوه أخبرتكِ بإسمي !
أجل أنا كيم تايهيونغ سررت بلقائك "
تقدم نحوها بإبتسامةٍ لطيفة تملأ عرض وجهه بينما يمدّ كفه لها كي تصافحه
لكنّها مازالت في ذهولها غارقة...
ما تفسير هذا الشخص الذي يبدو كنسخةٍ منسوخةٍ من صديق مارك وفي نفس الوقت..
هو لا يشبهه بتاتًا !!!
__________
.
.
XDDD
يعني احاول اسوي حماس وحركات
يونجي غبائها لسا ما خلص الله يعينك علي لورا
سلام 💃❤