حب .. وخط أحمر! " جاكلين بير...

By amira_iq

39.3K 852 126

- أريدكِ ان تكوني زوجتي. قال هذا ببساطة كما لو انه يسألها عن الوقت . ونظرت إليه ذاهلة :" انت تمزح او ربما جن... More

1- ظل من الماضي
2-عندما يطبق الفخ
3-ملاك ، ونظرات شيطانية
4-النصف الآخر
5-عرفتكِ ، منذ البداية
6- سجن من ذهب
7-سيد العالم
9- حب .. وخط أحمر
10-ليلة فوق الغمام
11-أريدكِ ، فهل تصفحين؟

8- وهل أملك الخيار ؟

2.4K 48 1
By amira_iq

وقفا عند مدخل غرفة النوم ، وكان الدون بابلو على بعد أقل من مِترين ، جالساً على كرسيه ذي العجلات وماكس خلفه يدفعها به في الممر .ألقى نظرة ملؤها التعجب على روز وشعرها المشوش الاشعث المنسدل على كتفيها ، ثم على ابنه الذي كان يمسك بمعصميها بيد، بينما يده الأخرى كانت تعبث بشعرها . وصاح بصوت كخوار الثور لا يناسب رجلاً مريضا يصارع الموت :" خافيار ! كيف تجرؤ على إغواء فتاة ... فتاة ضعيفة في بيتنا ؟ ". 

وأكمل حديثه بلغته ، ووجهه يتوهج غضباً ، فأمطره بوابل من الشتائم بدت شائنة حتى بالنسبة لروز التي تجهل الأسبانية . 

ارتدت روز الى شخصيتها المهنية ، وأدركت ما يمكن أن يفعله الإنفعال البالغ بصحته ، فتدخلت تقول :" أرجوك ، دون بابلو ... لا ترهق نفسك بالأنفعال . الأمر لا ... ". 

وإذا بأصابع خافيار تنغرز في لحم معصمها فكبحت صرخة ألم :" دعي الأمر لي ". 

قاطعها بذلك بحزم . ماذا يريدها أن تترك له؟ وألقت عليه نظرة مرة . ألا يستطيع هذا العديم الإحساس أن يرى كم كدّر أباه ؟ لكنه تجنب عينيها وتابع قائلا :" ما كانت روز ستقوله ، يا أبي ، هو الأمر ليس بهذا السوء ، لأنها منحتني شرف موافقتها على الزواج بي ".

نظرت روز إليه بذعر ، وفتحت فمها لتنكر ذلك ، ولكن ازدياد ضغط اليد على معصمها والعناد في ملامحه أوقفا الكلمات في حلقها . 

أخذ الدون بابلو ينقل نظراته المجفلة بينها وبين ابنه ، لتستقر أخيراً على وجه روز الذي كان يتوهج احمراراً :" يا عزيزتي ... يا فتاتي العزيزة ، أنا مسرور للغاية ".

قال هذا بشعور صادق وقد أضاءت وجهه المغضن ابتسامة دهشة . ولاحظت روز أن عينيه مغرورقتان بدموع الفرح :" لم أظن قط أنني سأعيش لأرى هذا اليوم ". 

ومد إليها يداً معروقة :" تعالي لأعانقك ". 

ألقت نظرة قاسية على خافيار ، فالتوت شفتاه بأبتسامة ، كأنه يتحداها أن تجرؤ على رفض طلب الرجل العجوز . وعضت روز شفتاها . أي خيار لديها ؟ الآن أو الأسبوع القادم ، ليس هناك فرق كبير . عادت بانتباهها إلى الرجل العجوز ، وانحنت لتمسك بيده التي كان يقدمها إليها ، فضمها بيده الأخرى الواهنة إليه ، فألقت روز خدها على خده المتغضن ، مستسلمة إلى ما لا مناص منه ...

وبعد أن اندفع ماكس بالأب بسرعة بالغة ألى هاتف لينشر النبأ ، قال لها حافيار ساخراً :" والآن ، هل وجدت الأمر مؤلم جداً ؟ ".

 - قد لا يكون كذلك إذا أنت تركت معصمي .

لقد وقع الأمر ولم يعد هناك داع للجدل ، لكن يده العريضة التي كانت تدعك جلدها بكسل كانت تمثل عرض مختلفاً للزواج . فأبتعدت عنه وهي تجاهد للسيطرة على حواسها الغادرة :" ما زلت بحاجة إلى فنجان قهوة ". 
- وبحاجة أيضاً إلى خاتم . 
- أنا لست بحاجة إلى خاتم . 
بعد ذلك بخمس دقائق ، كانت لا تزال تجادل في هذه النقطة ، وهي تقف وسط غرفة مكتبه ، وفي يدها فنجان قهوة يتصاعد منه البخار . نظرت إليه روز وهو يخرج شيئاً من خزنة في الجدار ، فأختلست النظر إلى جسمه وتأوهت . 

التفت خافيار بدون سابق انذار فرآها تحدق فيه وبخطوة واحدة كان يقف الى جانبها. قال وعيناه تلمعان هزلا :" الخاتم والعرس ضروريان لإتمام الزواج"
في محاولة للسيطرى على افكارها المشاكسة ، رشفت محتويات فنجانها ببطئ ثم وضعته بهدوء على المنضدة :" اسمع خافيار. دعنا نوضح هذا الموضوع . انها مجرد ترتيبات زواج لا اكثر . انا ... انا ..." 
وتلعثمت وكادت تفقد اعصابها :" انا لا اريد ان تتجاوز العلاقة بيننا ترتيبات الزواج ".
-لن اجادلك في ذلك.
كانت عيناه غامضتين، فيهما وميض لم تستطع تحديد ماهيته. 
- هذا خاتم امي وانا اريدك ان تلبسيه.
نظرت روز الى علبة الخاتم المفتوحة في يده، وطالت نظرتها الزمردة المربعة المحاطة بعدد من الماسات ، والمستكينة في مخمل ياقوتي اللون . رفعت ذقنها قليلا ونظرت إليه بجرأة . بدا رائعا لكنها لن تخبره بذلك ، وسألته بخشونة :" هل أعجب هذا الخاتم زوجتك ". 
فقال بنعومة :" زوجتي الراحلة اختارت خاتمها بنفسها، أما انتِ فليس لديكِ خيار".
وأمسك بيدها ووضع الخاتم في إصبعها اليسرى : "مناسب تماماً . سيسر أبي به".
راح الغضب يغلي في داخلها . إنه على صواب مرة أخرى تباً له! فهي لا تملك الخيار.
نظرت الى الجوهرة في إصبعها ، وأدركت أنها غير مستعدة لمناقشة الموضوع :" لا بأس. سألبسه لأجل أبيك، وهذا سيقوي صحة إدعائنا كما اظن".
قبلت ذلك كارهة ، فقال ضاحكاً بسخرية :" أنتِ سهلة القياد روزالين، وأتسائل إلى متى ستبقين كذلك".
وقبل ان تتكهن بنيته، أحاطها بذراعيه وعانقها وثار غضبها حتى لم يعد بإمكانها التنفس حين أطلقها : "لماذا فعلت ذلك وليس هناك احد ليرانا؟ ".
-أرجو المعذرة لقيامي ببعض التدريبات هنا ، فأنت تصبحين جميلة جداً عندما تغضبين.
جاءت ابتسامته تأنيباً سافراً لملامحها المتمردة.
-لن نصل الى مرحلة الزفاف ابداً .
قذفته بذلك دون احتراس، وعيناها الغاضبتان تحومان فوق هذا الرجل القوي الرائع المتسلط، والذي لا تستطيع منع نفسها من تحديه. ثم تابعت تقول: "وحتماً سوف يدرك هذا شخص ما".
-آه ، أتظنين أن الأسرة سترانا متخشبين؟
ابتسمت في داخلها . انها المرة الاولى التي تراه فيها مرتبكاً وهو يسيء فهم تعبيرها بلغتها الانكليزية . وابتسمت في داخلها :" نعم".
شيء في لكنته الأجنبية الخفيفة وهو يتحدث جعل شفتيها تلتويان. حاولت ان تخنق ضحكتها التي أخذت تغلي في صدرها فلم تستطع ، وهكذا انفجرت ضاحكة.
-انا مسرور لأنني أسليك. رنين ضحكتك هو تغير بهيج في وجهك العابس الذي تواجهينني به على الدوام.
وأشرق وجهه بابتسامة تغضنت معها زوايا عينيه فبدا أصغر من سنه بعشر سنوات.

                     ************

بعد مضي أسبوعين ، وقفت روز أمام المرآة الطويلة في الحمام . قررت أنها فعلاً تبدو عروساً بشعرها الاحمر الممشط الى الخلف بشكل كومة من الخصلات يحيط بها إكليل من الزهور . أما ثوبها ، وهو من الساتان العاجي ، فبدا ملائما تماماً لطول قوامها ، مبرزاً خصرها النحيف ملتفاً حول وركيها بأناقة. بدا ثوباً تقليدياً ببساطته، فالتنورة تنسدل بنعومة فوق الفخذين وساقيها لتنتهي عند القدمين . أما الحذاء فهو عبارة عن خفين من الساتان ايضاً. لم تشعر روز بأي من المشاعر التي تنتاب العروس عادة في يوم زفافها، وإنما الاستسلام الحذر هو ما رأته في العينين الخضراوين اللتين كانتا تبادلانها النظر في المرآة .

قالت آن :" تبدين رائعة الجمال . لم أعد أستطيع الصبر على موعد عرسي أنا".
نظرت روز إلى آن التي بدت جميلة بثوبها المشابه لثوب العروس ولكن بلون فستقي ، وقالت لها برقة : "وكذلك أنت".
طرق الخال أليكس الباب الموارب بخشونة :" هيا، حان وقت الذهاب ".
دست آن باقة أزهار رائعة في يد العروس :" سأراكِ في الكنيسة".
بينما امسك أليكس بذراع روز وقادها الى حيث سيارة العرس :
-تبدين رائعة الجمال يا عزيزتي. سيكون والداك بالغي الزهو بكِ اليوم.
شعرت روز برغبة في البكاء عندما ساعدها خالها في الصعود الى السيارة وجلس بجانبها. منذ ذلك اليوم المهلك الذي أخبر خافيار فيه اباه بأنهما سيتزوجان ، لم تكن روز ترى عريسها المفترض إلا نادراً .
مساء ذلك اليوم نفسه وفد الى المنزل العديد من المهنئين وتقبلت التهاني من الجميع . وفي اليوم التالي ، عندما كانت روز وآن ترتاحان بجانب بركة السباحة ، سألتها آن عن سبب السرعة في هذه الخطبة . نجحت في أقناع ابنة خالها بأنها وقعت في الغرام ، ثم ما لبث جيمي وخافيار ان وصلا الى البحيرة، فتركت آن الموضوع.
في الواقع ، لم ترَ روز خافيار بمفرده منذ ذلك اليوم . واذا كانت قد تمنت في سرها ان يكون زواجهما حقيقياً ، فقد تلاشى أملها بذلك تماماً . كان خافيار يحضر لتناول الفطور ليختفي بعد ذلك فجأة، ثم يظهر من جديد عند العشاء ليتصرف كمضيفولبق وخطيب مشتاق فيخدع الجميع . التعزية الوحيدة التي وجدتها في ورطتها هذه كانت في الدون بابلو ، فقد كانت سعادته توحي بالسرور لمن يراها، لقد منحت العجوز فرصة جديدة للحياة.
ولم يكن قلب روز الرقيق يسمح لها بأن تبدد وهمه. وبدلاً من ذلك استغرقت في عمل بالغ الأهمية ، فقد ذهبت خلال العطلةالاسبوعية التي تلت هي والدون خافيار ، الى انكلترا بالطائرة الخاصة طبعاً ، لتعود مع والدي آن وجيمي . وقد استلمت تيريزا مسؤولية تنظيم العرس . كما قامت برحلات الى سيفيل للتسوق وزيارة صالونات التجميل . حتى لو أرادت روز ان تتحدث مع خافيار بمفرده ، ما كانت لتجد فرصة لذلك .
لم تكن بحاجة الى الكثير من الذكاء لتعلم انه كان يتجنبها . ما إن أذيع نبأ الخطبة حتى بدا خافيار متباعداً ولم تعد تحصل منه على عناق ، ما عدا بعض العناقات الباردة في المناسبات وأمام افراد الأسرة . وكان الاستنتاج واضحاً فهي ستكون بالضبط في الموقع الذي وضعها فيه منذ البداية ، زوجة مقبولة إجتماعياً لترضي آباه. أما رغباته الجسدية فقد استقر أمرها عند صديقته. وحدثت روز نفسها بأن هذا الأمر لا يهمها وأوشكت أن تصدق ذلك ...
أيقظها من تأملاتها ضغط خالها على يدها . لقد وصلا! كانت الكنيسة قائمة في الناحية الأخرى من البحيرة في قرية ڤالدزبينو الصغيرة للغاية.
كان الطريق إليها قصيراً جداً بالنسبة لروز ... راح قلبها يخفق عالياً ، ولو لم تكن متشبثة بذراع خالها، لما استطاعت أن تصعد الدرجات المؤدية الى باب الكنيسة .
استغرقت عيناها لحظة لتتعودا على جو الكنيسة المعتم . وعندما حدث هذا حبست انفاسها . كان خافيار عند اسفل مذبح الكنيسة، مراقباً كل خطوة تخطوها. بدا طويلا عريض الكتفين ووسيماً الى حد لا يصدق في بذلته الرمادية الانيقة . اشتبكت نظراتها المتوترة مع العينين السوداوين اللتين اشتعلتا فجأة بنار الابتهاج بالنصر فكادت نارهما تبتلعها . وكادت روز تستدير لتهرب ... تقدم خافيار الى الامام وأمسك بيدها . شعرت برجفة في جسمها لم تستطع تفسيرها فجمدت مكانها. ضاقت عيناه وكأن ترددها أغضبه ، ثم جذبها لتقترب نحوه ثم حياها الكاهن وابتدأت مراسم الزواج.

فيما بعد، لم تتذكر روز من الاحتفال سوى القليل، ما عدا الوجود المدمر لذلك الرجل الطويل العريض الكتفين بجانبها . شعرت بخاتم الزواج وكأنه ختم بارد قاس بالتملك في إصبعها ، ولدهشتها أعطيت خاتما لتضعه في إصبع خافيار . وعندما تلا الكاهن الكلمات :" يمكنك ان تعانق عروسك".
لم تكد تفلح في إخفاء رجفة حتى اغتنم هو الفرصة وأخذها بين ذراعيه وأحنى رأيه المزهو وعانقها.
غاضبة متوجهة الوجه رفعت بصرها الى وجهه الأسمر بعد ان تركها أخيراً ، فتصارعت أعينهما لحظة . لم تكن تريد عناقاً مقنعاً الى هذا الحد بل لمسة مختصرة تتماشى مع التقاليد لا غير!
وابتسم خافيار بينما شعرت هي بارتجافة عندما تأبط ذراعها بشكل متملك ، وقادها عائدا بها الى ممر الكنيسة.

أخذت لهما الصور الفوتوغرافية وتنفست روز الصعداء عندما غاصت شاكرة في المقعد الخلفي من سيارة العرس   كانت هذه هدنة قصيرة قبل ان تضطر الى مواجهة المدعوين مرة اخرى في حفلة الاستقبال في المنزل .
-سارت الأمور بأحسن حلل كما أظن .
قال خافيار هذا وهوء يجلس بجانبها ، وجسمه القوي قريب منها الى حد لا يبعث الراحة في مشاعرها .
-وأنتِ تبدين رائعة الجمال يا زوجتي العزيزة.
والتفت إليها لينظر إلى جسمها الرشيق بعجرفة مثيرة للأشمئزاز بقدر ماهي وقحة . وقال ساخراٌ :"وعذراء طاهرة تماماً".
فقالت بحدة :"الثوب كان فكرة أختك".
لابد انها مجنونة لموافقتها على الزواج من هذا الرجل وتملكتها المرارة وهي تقابل عينيه السوداوين الباردتين . لم يكن في نظراته أي أثر للحنان . هناك فقط السخرية الباردة لرجل يفحص شيئاً اقتناه حديثا مقيّماً إن كان يستحق ثمنه.
وعادت تقول :"انا شخصيا كنت افضل ثوبا اسود".
رأت الغضب يتصاعد في عينيه لكنها لم تهتم . فقد شعرت بأنها مجروحة بشكل غريب وهي تراه يسخر من الزواج بعد دقائق من خروجهما من الكنيسة . لكنها عادت فذكرت نفسها بأنه لم يكن زواجا حقيقيا .
أقيمت وليمة العرس وألقيت الخطب التقليدية وتعالت أصوات الموسيقى والضحكات كما قدم العصير الفاخر بسخاء وانتشر الضيوف في الغرف والحدائق . ابتسمت روز للجميع حتى آلمها خداها . واخيرا شعرت بخدر لم تعد تشعر بعده بشيء .
وكانت ذراع خافيار تلتف بحزم حول خصرها طوال الوقت . احنى رأسه وهمس لها :" حان وقت رحيلنا الى شهر عسلنا روزالين. هل تردينني أن أساعدك في تغيير ملابسك؟".
-أنت تمزح!
ورأت آن قريبة منهما فتابعت تقول :" وصيفة العروس هنا لهذا الغرض".
ثم امسكت بالفتاة .
عندما كانت روز تغير ملابسها راحت آن تحدثها وهي مليئة بالحماسة عن سخاء خافيار مع جيمي ومعها ، ما أثبت لروز ان خافيار قد وفى بتعهده في الصفقة :" عريسك رائع. انا واجيمي مسروران للغاية للنفقة الجديدة التي خصصها لنا ".
-لكنك أخبرتني بذلك امس.
أرادت ان تسكتها لم تكن تريد ان تسمع مرة اخرى ان خافيار رجل رائع لكن آن تابعت الكلام بكل تفاصيله الدقيقة.
سوت حمالات ثوبها الغالي الثمن ، ثم تناولت سترته الملائمة وحقيبة يدها. وكانت قد ازالت الأزهار من شعرها وجعلته على شكل ضفيرة فرنسية . ولم تلبث ان استعادت شيئا من ضبط النفس لكنها كانت مرتاحة تقريبا للرحيل ، فقد كان مزاج آن الطيب الفكه فوق احتمالها .
كان خافيار ينتظرها في الردهة فانتصب واقفا لدى اقترابها والتوى فمه بابتسامة استحسان بالغ.
وحدثت روز نفسها بأن ذلك مجرد تمثيل لأجل الضيوف لكن ذلك لم يمنع تسارع النبض في عنقها. وعندما اصبحت بجانبه كانت أعصابها قد بلغت اقصى درجات التوتر .
-هذا حسن جدا.
قال ذلك وهو يحيط كتفيها بذراعه ويقودها بين الحشود المدعوين الى حيث كان والده يجلس بين افراد اسرته. قبل الدون بابلو وتيريزا روز ، وكذلك جين واليكس وآن وجيمي. لكن آن تشبثت بها للحظات . يجب ان لا تعلم هذه الشابة الصغيرة أبدا ان كل هذا هو لمصلحتها.
حملتها السيارة الفيراري الحمراء من طريق المنزل الفرعي الى الطريق العام . وضع خافيار قدمه على دواسة البنزين فاندفعت بهما السيارة ما جعل روز تسقط على مقعدها . فسألته :" لم هذه العجلة؟".
-هممم ....؟
وشخر قائلا بعد ان القى نظرة قصيرة عاد بعدها لينظر الى الطريق :" انا محبط".
نظرت اليه مجفلة. اذا كان يظن انه سيرضي رغباته الجسدية معها ، عليه ان يفكر مرة اخرى :" والآن انتظر لحظة ...".
فقال ساخرا :" سائق سباق محبط".
اغمضت عينيها بارتباك وتصنعت النوم واذا بآثار الليالي المؤرقة تدركها فتغرق في النوم .
-روزالين .
داعب الصوت العاطفي الأجش أحلامها .
وتنهدت وهي تفتح عينيها وتشابكت العينان الخضراوان الناعستان بالعينين الداكنتين. ولم تستطع ان تمنع شهقة صدرت عنها . كان خافيار منحنيا فوقها وملامحه صلبة كالحجر وفي عينيه لمعان بدائي متوحش . انسدلت أهدابه لتحفي اي لمحة من مشاعره وهو يبتسم ابتسامة صغيرة مخيفة :" لقد وصلنا ".
قال هذا وذراعه تمتد حولها وأصابعه تفتح قفل حزام مقعدها . شعرت روز بإحساس عنيف جعلها ترفع يدها بحركة لا ارادية نحو وجهه لكنها ما لبثت ان ادركت في الوقت المناسب ما كانت تفعله فاستعادت سيطرتها على احاسيسها الغادرة.

اكملت حركة يدها بتوجيهها الى شعرها متظاهرة بأنها حركة عفوية :
-هذا ما اراه .
برز الى جانب السيارة رجل لم تره من قبل وفتح لها الباب . وعندما نزلت وقف خافيار بجانبها وقام بمهمة التعارف :" روزالين هذا فرانكو. انه، ماذا نسميه؟ رئيس خدمي".
فقالت بفضول :" ومن ماكس اذن؟".
-ماكس ومارتا هما مرافقا ابي الدائمان . يذهبان حيث يذهب. فرانكو هو المسؤول عن هذا البيت وكان في اجازة عندما أتيت انت الى هنا من قبل.
اجتازت الردهة الفسيحة الأنيقة وخافيار يتقدمها بخطوة واحدة فيما سار فرانكو خلفهما حاملا حقيبة ملابسها واذا بها تشعر بدافع ملح الى الضحك بشكل عصبي لم تستطع مقاومته .
فقد كانوا يسيرون في صف واحد على الارض المرصوفة بالموزاييك ما جعلها تتذكر فيلما هزليا كانت قد شاهدته من قبل. عضت باطن شفتها بشدة لتمنع نفسها من الانفجار بالضحك. ان يكون عريسان في ليلة زفافهما بهذا التحفظ هو امر سخيف للغاية!
-هل هناك ما يسليك؟
وقف خافيار وامسك بذراعها وارغمها على مواجهته. احرقتها لمسته كالنار فنظرت الى اصابعه الطويلة على جلدها واذا بكل ما تشعر به من تسلية يتلاشى .
رفعت اليه عينيها ورأت التحدي الخطر في ابتسامته :" لا، لا شيء على الاطلاق".
واين التسلية في زواج من دون حب؟
كان العشاء راقيا متحضرا. واكلت روز عدة لقيمات من اللحم البارد، ومع انها لم تشعر بنكهته مطلقا فقد ارغمت حلقها الجاف على ابتلاعه ، كانت تشعر بتوترها يتصاعد طوال الوقت.
تبادلا كلمات لا معنى لها مثل : سار العرس على ما يرام ... بدت تيريزا بصحة جيدة ... كان الجو متألقا ... وحاولت روز ان تبقى الحديث مهذبا لكن اجوبة خافيار غدت مختصرة اكثر فأكثر مع مرور الوقت وجلس صامتا بكآبة ما بعث الاكتئاب التام في نفسها . واخيرا دفعت كرسيها الى الخلف ووقفت.
-أذاهبة الى مكان ما؟
ضاقت عيناه وأحذ يحدق اليها لحظة طويلة وقد بدا فكه متوترا.
تصلب جسمها :" لقد نلت ما فيه الكفاية".
ولم تكن تتحدث فقط عن الطعام فمن الواضح ان العرس قد انتهى والمهمة قد أنجزت بالنسبة الى خافيار  فماذا يمكن ان يقال بعد؟
-فكرت في ان افرغ حقيبتي فقد كان يوما مجهدا وانا متعبة نوعا ما .
فقال بنعومة :" كما تشائين . اظن ان فرانكو اعطاك الغرفة التي كانت لك في المرة الماضية".
هكذا اذن ...؟ ما كان امرهما ليصبح اكثر وضوحا لو انه كتب ذلك في عقد الزواج.
-تصبح على خير. 
قال روز هذا بفتور وخرجت من الغرفة ولم يحاول خافيار منعها.
بعد حوالي نصف ساعة كانت قد اغتسلت ولبست قميص النوم الوحيد الذي وجدته وهو من الساتان والدانتيل وكانت آن قد اختارته لها كهدية ليلة الزفاف . ثم صعدت الى السرير ذي المظلة . استلقت على ظهرها واخذت تنظر الى اشعة القمر الفضية. كان الجو شديد الحرارة لكنها جذبت الملاءة كالعادة حتى عنقها ثم اغمضت عينيها ، وسرعان ما راحت في غيبوبة هي بين النوم واليقظة . لمسة خفيفة ناعمة من يد قوية على خدها ، جعلتها تتنهد مبتهجة وتتقلب في هذا الدفء.
وبوهن بالغ فتحت عينيها لكنها لم تر شيئا فقد كان الظلام حالكا. لا شك انها تحلم! رفعت ذراعيها وامسكت بطيف عاشقها ، فأحاطت يداها بظهر رجل صلب ... وللحظة تجمدت يداها ... بعد ان اعتادت عيناها الظلام ، أدركت ان الامر حقيقي :" خافيار".
كان يرتدي بيجاما من الحرير الناعم :" ومن غيري يا جميلتي روزالين ".
حاولت ذراعاه اللتان امتدتا نحوه غريزيا ان تدفعاه عنها . فاشتبكت احدى يديها بسترة بيجامته بينما انبسطت الاخرى على صدره . امسك بيديها بسهولة وهو يقربها منه :" نعم يا زوجتي؟".
-ما الذي تظن انك تقوم به؟
سألته بصوت يعوزه الاقتناع حتى في اذنيها . لكن مع شعورها برائحته غرقت مرة اخرى في سحر رجولته . وكان الجواب ضحكة خافتة وعناق حميم الهب مشاعرها.
حاولت روز ... حاولت ان تقاوم ... اغمضت عينيها كأنها لا تريد ان تشعر بشيء ولكن ذلك لم يساعدها سوى في اثارة حواسها الاخرى. شعرت بخفقان قلبه القوي في صدره ، واثارت لمساته فيها مشاعر لم تقو على انكارها فاسترخت بين ذراعيه مستسلمة لأحاسيسها .
قال بصوت حشن وعيناه السوداوان تلمعان في عينيها :" هذا ما كان يجب ان يحصل منذ عشر سنوات ".
اخذ قلبها ينبض في اذنيها وماهي الا لحظات حتى غرق كلاهما في بحر من الاحاسيس المحمومة جعلتهما غافلين عن كل ما حولهما.
مضى بعض الوقت قبل ان تعي روز ما حولها ... خفقات قلبه المنتظمة على صدرها وصرير انفاسه كان الصوت الوحيد في تلك الغرفة المظلمة. تهاوت بين يديه لدى اول لمسة كالمراهقات؟ اخذت تعنف نفسها .
-يا حلوتي روزالين انك رائعة حقا!
قال خافيار هذا هازلا بصوت اجش. وهو يحك انفه بعنقها ثم يتركها.
وضعت يديها على كتفيه تريد ان تدفعه عنها بعيداً وهي تشعر في اعماقها بالخزي من استسلامها العاجز هذا له. وبدا ذلك بشكل ما اسوأ عندما ادركت انه مازال يرتدي سترة البيجاما!



اعرف تأخرت كلش هوواي😁😁 بس الكتاب ضاع مني وتعبت علما لگيته اعذروني قلبوشاتي ☹❤❤

Continue Reading

You'll Also Like

527K 39.3K 63
من رحم الطفوله والصراعات خرجت امراءة غامضة هل سيوقفها الماضي الذي جعلها بهذة الشخصيه ام ستختار المستقبل المجهول؟ معا لنرى ماذا ينتضرنا في رواية...
2.8M 57.3K 76
نتحدث هنا يا سادة عن ملحمة أمبراطورية المغازي تلك العائلة العريقة" التي يدير اعمالها الحفيد الأكبر «جبران المغازي» المعروف بقساوة القلب وصلابة العقل...
560K 18.7K 37
قصه شيخ عشيره عمره ٣٩ ياخذ فصليه بعمر المراهقه ١٦ سنه بسبب العادات والتقاليد
362K 17.3K 24
مًنِ قُآلَ أنِهّآ لَيَسِتٌ بًآلَأمًآکْنِ کْمً آشُتٌآقُ لذالك المكان الذي ضم ذكريات لن تعود