ابتَسِم || KTH

By Lamaful

47.7K 5.7K 2.3K

عن الفتى الذي ظنّ بأن ابتسامةً بإمكانها إخفاء روحه المنكسرة، وأملهِ الضائع.. حتى وإن لم تكن حقيقية. ... More

٠⇜مُقدِمة
١⇜هيَّ
٢⇜ذكريّات
٣⇜فُقدان
٤⇜كاكاو
٥⇜أُمنيّة
٦⇜مُزيّف
٧⇜الحب؟
٨⇜مُغلق
٩⇜مُتعَب
١٠⇜أصدِقاء
١١⇜مسؤوليّة
١٢⇜تفكير
١٣⇜إعجاب
١٤⇜إنفعال
١٥⇜أشواك
١٦⇜استعادة
١٧⇜سَـأخبركِ
١٨⇜ هروب
١٩⇜ظهور
٢٠⇜اعتِراف
٢١⇜حقيقة
٢٢⇜إنفجار!
٢٣⇜مشاعِر
٢٥⇜ فقطِ البداية
٢٦⇜فضول
٢٧⇜ متقاربان
٢٨⇜بَحر
٢٩⇜حِكاية
٣٠⇜ظُلمة
٣١⇜غَرابة
٣٢⇜بعثَرة
٣٣⇜قتيل
٣٤⇜غموض
٣٥⇜أسئِلة
٣٦⇜جُرم؟
٣٧⇜أخيرًا

٢٤⇜ إرتباك

949 134 53
By Lamaful

تجرّعُ المرّ لن يكون أفضل حتى وإن طالَ الزمن
لكن ربما تعتادُ على طعمه،
فعدمُ الشعورِ بالألمِ عندَ لمسِ جمرةٍ مُلتهِبة
لا يعني بأنّ اناملك أصبحت قويّة
بل أنّ الجلد قد مات منذُ أمدَ طويل

فتحَ عيناه، تلوّى جسده
لم يكن على مقعدِ الطائَرة
بل كان ممددًا على سرير يغرقُ برائحةِ المطهرات

تلّفت حوله بِـفضول، أو ربما بتشوّش
جالَ مليونُ سؤال في عقله
وأولها على القائمة:
مالذي أتى بي إلى هُنا؟

عرفَ المكانَ على الفور، لكونهِ قد ترتعرعَ في سنواتهِ الأخيرة بيّن أحضانه
المشفى

جلسَ بصعوبة، نفضَ البطانيّةَ البيضاء عن قدميه
كانتا مليئتين بِـالكدمات، جلد اطرافه اصبح مُحمرًا وحجم الأطرافِ تضخمَ عمّا كان قبلًا

حينما حاولَ الوقوف، اعتراهُ إلمٌ كالصاعقة
تهاوى جسدهُ على البلاطِ البارد، تكورَ على نفسهِ بِـعجزٍ تام

سمعَ صوتًا يدلُ على أنّ البابَ انفتح
يليهُ صراخُ والدته وَ الممرضاتِ من حوله

تمّ حمل جسدِه المتخشّب ووضعهِ في مكانهِ السابق
بقيّ صامِتًا، ينتظرُ إجابة

"لقد انخفضَ ضغطك وفقدت الوعيّ"
تمتمت من تقفُ بِـجانبِ سريره
صمتت لوهلة، تستعيدُ بها رباطةَ جأشِها

أن ترى شخصًا ربيّته لأعوام، شهدت كلماتهُ الأولى
علمته، وضعت جزءاً منكَ فيه، يتألم
وأنت تقفُ كالمتفرج
تشاهدُ مسلسلَ عذابهِ حلقةً بِـحلقة
شيء مريع، ومستفزٌ للأعصاب

"كم لبثت هنا؟"
نظر إليها بأعيّنٍ منطفِئة

"أ-أسبوع"
همست، كانت خائفةً من ردةِ فعله

اوماء فقط، التفتَ إلى النافُذة
ثمّ تمتم:
"أريد ماءً"

نفذت طلبهُ بسرعة، مدّت يدها لِـتعطيه الكوب
"بنيّ، تعلمُ بأنك تستطيعُ أن تقول لي بالذي تشعرُ به--"

سحبَ الكوبُ بقوة مسببًا هيجانَ السائلِ الموجودِ فيه وانفلاتِ بعضهِ على الغطاءِ الذي يدثره
"أنتِ لم تجربِ شيئًا كهذا من قبل لذا لن تفهمينني"
ردّ بنبرةِ تشوبها قسوةٌ، وبعضُ المرارة

هتفت بِـإنزعاج:
"لقد جربت السرطان،
جربتُ فقدانَ أحدٍ من أبنائي!"

"هل جربتِ شعور أنكِ
مجردُ ثقبٍ أسود مكروه في بياضٍ لا متناهيّ؟"
تسائل بهدوءٍ الجمها، وبنظراتٍ جعلتها تفقدُ صوتها

"دعيني يا أمي أواجهُ ما تحتم عليّ
دعيني استوعبه، ثمّ سأقولُ لكِ ما أشعرُ به"
أشاحَ بعينيهِ بعيدًا، ولم تعقب

+++

"هذا شريكك في الغرفة، أسمهُ جاسبر"
نطقت الممرضةُ التي تقفُ وراءه، يداها تحكمانِ إمساك مقبض الكرسيّ المتحرك الذي يجلسُ عليه

رمقهُ المدعو بِـجاسبر بنظراتٍ عدائيّة،
ثمّ عاودَ النظرَ إلى حاسوبه

كان يمتلكُ شعرًا بنيًّا يتحولُ إلى ذهبيّ تحت أضاءةِ الشمس، أنفٌ حاد مع ارنبةٍ مرتفعة، وَ بشرةٌ شاحبة
عيناهُ الزرقواتانِ تبدو هائِمة وغير مهتمةٍ البتة 

يبدو أنني سأقضي أعوامًا هنا
فكر،
بالنظرِ لسريرِ جاسبر والمجسماتِ المعلقةِ على الحائطِ بجانبه، اللواصقُ خلفَ سريره وَ السترةُ المعلقةُ على النافذة المفتوحة
يمكنهُ القولُ بأن المكانَ هذا بِـمثابةِ منزله

الغرفةُ كانت واسعة، تُطابقُ سعةَ غرفتهِ تقريبًا
لونها أبيض، وَ يوجدُ نافذتانِ كبيرتانِ في آخرِها الذي يقابله
سريرانِ موضوعانِ بجانبِ بعضهما مع إبقاء مسافةَ بينهما على محاذاةِ النوافِذ، وأمامهما دولابان

ساعدتهُ الممرضةُ في الجلوسِ على السرير ثمّ أشارت إلى الدولابِ أمامِ سريره:
"لقد وضعت أمك لك بعضَ الملابِس، بإمكانكَ تفقد الأدراجِ لترى ماذا فيها"
ابتسمت لتبرزُ التجاعيدُ على جانبيّ عينيها

عدلت شعرها الاسود ذي الخصلاتِ الرماديّة،
وضعت الكرسيّ بجانبه بيديها القويّتين وَ استرسلت:
"اسمي ماري بِـالمُناسِبة"

اكتفى بِـالإيماء، لن يتكلف ابتسامةً بعد اليوم
حتى ولو كانت لشخصٍ لطيف مثلَ ماري،
التي تبدو في اوائلِ اربعينياتها

فتحَ أول درج، لتقابلهُ كومةٌ مرتبةٌ من الورق
مرفوقة معَ حقيبةٍ بنيّة، لم يدرِ كيفَ تمّ إدخالها

أخرجها وفتحها، كانت تحتوي على رفوفٍ تحوي الكثير   و الكثيرَ من أقلامِ التلوين بجميعِ أشكالها وأنواعِها
أقلام رصاص وَ مماحٍ

سحبَ الأوراقَ البيضاء، كانت أغلبيتها قد لطخت برسوماته

في أولها، كانت آخرُ رسمةٍ رسمها للانا
تقفُ بكاملِ طولها وتبتسم

حافظَ على وجههِ الجامدِ بينما يحدقُ بها
تُراها تتسائلُ عنهُ الآن؟
هل اشتاقت له؟

مرر إبهامهُ الطويل على ما بقيّ منها
مجردُ رسمٍ بلا حياة، وابتسامةٍ رسمها ليرضي نفسه المتلفهة لها من ثغرِها

التفت ليرى جاسبر يحدقُ بالرسمةِ بأعيّن فضولية
حينما تقابلت نظراتهما ببعضها أشاحَ ببصرهِ بعيدًا

"جميعهن هكذا، يحببنَك حتى تظهرَ ثغورك
َ ثمّ يتركنك في أشدِ حاجُتك لهنّ"

تمتم، لم يرَ تايهيونغ ملامحه لكونهِ يعطيهِ ظهره بيّنما يعبثُ في إحدى أدراجُه

"من هنّ؟"
تسائل، رغم أن كلاهما يعلمانِ الإجابة

"أنت تنطقُ نونُ النسوةَ بلسانك المبجل
وتسألني من هنّ؟، من سيكونُ غيرُ سببِ الحروبِ والدمار.. النساءُ بِـالطبع!"
هسهس منزعجًا، التقط ولاعتهُ
واشعلَ ما يتوسط شفتيه
سيجارة بيضاء

توسعت عينا تايهيونغ في استنكار:
"هل يسمح لك بأن تدخن هنا؟"

التفت إليه جاسبر وشخر:
"أعذرني يا هذا، لكن هل تفكرُ من مؤخرتك؟
جميعنا معاقون هنا وَ بالتأكيد لا أحد سيحبذُ أن تتخرب أعضاءهُ الداخليةُ أيضًا"
استرسلَ وقد تمدد على سريره، شفتاهُ تحكمان الاغلاقَ على السيجارةُ في فمه:
"ما عداي.."

استفزتهُ كلمةُ معاقون، وربما قد يكون هذا الشعورُ جراء تأثيرُ محاضرات هان لانا عن انتقاء التعابيرِ الصحيحة والمنمقة، وربما يكونُ فقط لأنّهُ واحدٌ من هؤلاءِ 'المعاقين'

"اسمي هو تايهيونغ"
أضافَ مضيّقًا لعينيّه:
"ألا تخافُ أن يتم الإمساكُ بك ومعاقبتك؟"

تعلقت الابتسامةُ الساخِرة بوجهِ جاسبر:
"لا، ثمّ أن اسمك أطولُ من عمرِ جدتي!"
جلسَ معتدلًا، ثمّ استرسل:
"حسنًا يا تايبونغ أو أيًّا يكن، يبدو أنك لست من ذوي الافواهِ المفتوحة
لذا أحبذُ أن يكونُ أمرُ حبيبتي الفاتنةِ سِرًا"
ابتسم مشيرًا لِـسيجارتهِ التي أصبحَ موتها قريبًا

رفعَ تايهيونغ حاجبه وقد التقطت أُذناهُ التشويهِ الذي اُرتِكبَ في حقِ اسمه:
"حسنًا يا كاسبر أو أيًّا يكن، فلنعقد اتفاقًا.."

بدا وكأن الأمر لم يعجب جاسبر، لذا رمى سيجارتهُ لتهوي إلى الأرض، و أخذ عصًا حديديّهً لِـيهشمها كونهُ لا يرتدي سوا جواربه المقلمة
"الفظ شروطكَ إذًا"

هزّ تايهيونغ رأسه علامةً للنفيّ:
"ما زلتُ في يومي الأول،
دعني أرى ما يمكنكَ إفادتي به ثمّ بإمكاننا التصافح"

أدار من يقابلهُ المضجع زرقاوتيّه بِـرتابة ثمّ قال:
"تتكلمُ كأنك قاتلٌ مأجورُ يريدُ الفرارَ من السجن!
يا رجل،
إنهُ مجردُ مشفى، أي أنه عبارةٌ عن أناس بعللٍ مختلفة لا فائدة منهم!.."
لكنهُ سرعان ما رفعَ حاجباه مستدركًا:
"إلّا إذا كنت تريدُ إقامة علاقة مع إحدى الممرضات---"

صاحِ نافيًّا:
"لا بالطبع!"

رفعَ جاسبر كتفاه:
"لا تترفع عن الخطيئةِ فتقعُ فيها"

نفثَ إحدى خصلاتِ شعرهِ المتدليّةِ على جبينه بملل وأضاف:
"كما قلت أنت، إنهُ أول يوم لك
وأنت لم تجرب العلاجَ الطبيعيّ بعد"
خفت صوته، رفعَ كفّ يدهُ اليسرى وكأنهُ مستعدٌ لإخبار سرٍ خطير:
"إنهُ مؤلمٌ كالجحيم"

هزّ رأسهُ بملامحٍ مُتبرمة وَ ضجِرة:
"يطلبون منكَ تحريكَ شيء مشلول!"
تابعَ مُستنكِرًا:
"بحقك!، إن كنتُ استطيعُ تحريكهُ لما أتيتُ إلى هذا المكانِ اللعين!"

مرّت دقائقٌ صامِتة، كان تايهيونغ يحدقُ بِـجاسبر بنفسِ الملامحِ الجامِدة التي كانت على وجهه

حكّ الأخيرُ خلفَ رقبتهِ بابتسامةٍ متوتِرة:
"تعلم، لا أريدُ تعقيدكَ منذُ البداية
لكنني أقولُ الحقيقة فقط.."

انفتحَ البابُ فجاءة، لتظهر ممرضةٌ حسناء بشعرِ أشقر و ملامحٍ تقربُ إلى المثاليّة، تحرّكت شفتاها الورديّتانِ عندما تكلمت:
"سيّد وايت، موعدُ الغداء"
التفتت بمقلتيّها الخضرواتيّن إلى تايهيونغ وقد تنبهت لوجودِ شخصًا آخر في الغرفة:
"وأنت أيضًا هيا!"

"سينثيا، كم مرةٌ قلتُ لكِ بأن تناديني بإسمي اللعين!
اسمي هوَ جـ ـا سـ ـبـ ـر"
نطقَ بينما يقف، كادَ يسحبُ تايهيونغ معهُ لكنهُ تداركَ كونّ الأخيرٍ لا يقوى على المشي

اتت سينثيا وَ ساعدت تايهيونغ على الجلوسِ على كرسيه، وعندما بدأت تدفعه اوقفه جاسبر بقوله:
"دعيه، سأتكفلُ بأخذه في جولة على المشفى الممل"

اومأت فقط، وأدبرت بهدوء

"يبدو أنك لست مجردَ مريضٍ عادي"
تمتم تايهيونغ عندما أقفل جاسبر بابَ الغرفة

ضحكَ بسخريّة مديرًا لعينيه:
"تمزحُ معي؟، أنا من العائلة!"
أضافَ وقد بدأ بدفعِ كرسيهِ المتحرك بيدهِ اليسرى:
"هيا يا تايبونغ، أعدك بأنك ستكرهُ المكانَ بعدَ اسبوعيّن"

تنهدَ تايهيونغ،
يبدو أن لديّه الكثيرَ والكثير ليواجهه

لا يعلمُ متى سيرفعُ رايّة الاستسلام

____________________

طبعًا محد خق على جاسبر..☺💔
اقروا بتركيز وبتعرفون وش العلة الي فيه

أحس اني ظالمة تايهيونغ معي بالرواية بس ما علينا(:
*تحاول ما تشعر بالذنب*

-جاسبر):؟

-تايهيونغ كم بيقعد عشان يتعود على المكان و الجو عموما؟

-أي افكار عن أبوه(:؟

اشوفكم بالبارت الجاي قريب ان شاء الله(:💖

Continue Reading

You'll Also Like

576 117 15
" حُلمٌ أنتَ و لَكِنَّك حَقيقة " - ڤيـرا { قِصة قَصيرة }
85.1K 8.6K 12
اخبرتني انك سَتكون بجانبي دائماً ، عُذراً لكن أين انتَ الان؟ -ڤي -إيليلا. فصول قصيرة.
40.5K 4.4K 18
غريقتٌ انا بمحيطيهِ ولا منفذٌ منهُ الا لهُ لذا هلَ مدتَ يدكَ لتنتشلني من بين امواجِ حُبكَ؟ بارك ايلي|| كيم تايهيونغ
118K 4K 24
"سببان جعلاني مضطرباً طوال الستة أشهر الفائتة لكن كل شيء انتهى الان انا سأنهي الامر بطريقة صحيحة اليوم هو يوم الحسم يوم اعلان قراري النهائي" جيكوك...