البريئة

By yasoo_i_f

164K 6.7K 4.2K

الإنسان بطبعه لا يصدق إلا ما ترى عيناه ... وهكذا يحدث مع بطلتنا تتعرض إلى موقف يغير لها حياتها ولا يصدق الناس... More

الشخصيات
part 1
part 2
part 3
Note
(1)part 4
(2)part 4
(1)part 5
(2)part 5
part 6
(ملحق)part 6
Note
Part 8
Part 9
كلك لنا ( لا مكان لغيرنا فيك )
(1)Part 10
Part 10(2)
Part 11
Note
Part 12
Part 13
Part 14
Part 15
Note
Part 16
Part 17
Part 18
Note
Part 19
Part 20
Back
Part 21
Part 22
Note
Part 23
Part 24 (1)
Part 24 (2)
Part 25
26 Part
Part 27
Part 28
Part 29
Part 30
Part 31
Part 32
Part 33
Part 34
Part 35
Note
Part 36
Part 37
Part 38
Part 39

part 7

3.1K 148 41
By yasoo_i_f

- الم تشعر بالملل الشديد ؟؟

- كرم انني لا أطيق نفسي الان ، دع هذه المحاضرة اللعينة تمضي على خير قبل ان اذهب واقتل هذا المحاضر ( قال ليث وهو في قمة غضبه من المحاضرة - اللعينة - كما قال )

نظر اليه كرم مطولا ثم قال :
" هذه المادة الوحيدة المشتركة بيننا ، أليس من المفترض ان تكون الاجمل يا صاح ؟؟

- انا طلبت منك الا تدخل تخصصك المقرف هذا وتجد لك شيئا اخر .

- ما به تخصص الهندسة الجينية .. يكفي انه يظل افضل من الصيدلة يا ليث .

عدل ليث من جلسته ثم قال :
" اتعرف لماذا دخلت فرع الصيدلة ؟؟"

قال كرم بعدم فهم :
" لماذا ؟؟"

- لكي اجرب عليك كل انواع الادوية والسموم ان لم تصمت الان( وجه ليث الكلام لكرم بعد أن رمقه بنظرات مرعبة )

قال كرم مخففا حدة الموقف :
" انا كنت امزح معك فقط .. والان ساصمت ولن انطق بحرف واحد حتى تنتهي هذه المهزلة "

هنا ما كان من ليث وكرم إلاّ ان يستمرا في متابعة المحاضرة لساعة كاملة بعد حديثهما المحترم هذا ... بعد ان انتهت المحاضرة كان ليث وكرم يخرجان من القاعة ويمشيان في الممر المؤدي الى الساحة الرئيسية لحرم الجامعة ، و عندها سمعا بالصدفة حديث الشابان اللذان يسيران أمامهما .

قال الشاب الاول :
" الم تسمع ماذا حدث اليوم في الجامعة ؟؟"

رد عليه الشاب الثاني باستنكار وسخرية :
" وماذا حدث يا ترى ؟؟"

- اليوم في الصباح في وسط الساحة الكبيرة احتضنت طالبة في السنة الاولى دكتورا لنا هنا في الجامعة .

رد الشاب الثاني بدهشة وقال :
" ماذا ، كيف ، اين ، ومتى ...هيا قل لي بالتفاصيل .. هيا اسرع !! "

- انا لا اعرف بالتفاصيل كلها لكني عرفت من بعض اصدقائي ان هذه الفتاة انتقلت من جديد الى الجامعة وانها كانت تعيش في اوروبا .. لا اعلم اين بالضبط .

- آه هكذا اذن ( ثم تقف عن السير ) وقال:
" لكن ما اسمها ؟؟"

- دعني اتذكر جيدا ان اسمها انغام .. لا لا انتظر اسمها ألما .. ألما الشامي .

عندما سمع ليث باسمها غلت الدماء بعروقه واكتست عينيه سوادا فوق سواد .. لم يدري كيف اندفع وامسك ياقتي الشباب كل واحد بيد ليصيح بصوت يملئ كل الممر :
" ماذا قلت .. ما اسمها ؟!"

قال الشاب الاول مدعيا عدم الفهم :
" عن ماذا تتحدث ؟؟"

قال ليث وهو يشد ياقة الشاب اكثر و يد كرم تحاول افلاتهما من يديه الصخريتين :
" هيا اجيبا قبل ان ينفذ صبري !!"

رد الشاب الثاني بسرعة جنونية خوفا من عيني الليث المنتصب امامه :
" اسمها ألما نعم .. نعم اسمها ألما "

بعد ان تأكد من اسمها مرة اخرى ، نفض الشابين من يده دافعا اياهما للارض .. هنا تدخل كرم و وقف امام ليث قائلا :
" لا تتعجل يا ليث .. أنت لم تفهم الامر .. يمكن ان يكون الامر ليس كظاهره "

- ابتعد من امامي يا كرم هيا بسرعه .

- لا انت لست في وعيك ابدا .. ان تركتك ستفعل امورا خاطئة ستندم علها لاحقا .

- على ماذا سأندم ها .. قل لي لماذا ؟! ان قتلت تلك #$&%*$# الان لن اكون نادما .

- ما هذا الكلام .. انتبه على الفاظك لا يجوز هذا ، في النهاية هي تكون ابنة خالتك وانت تظلمها هكذا .

- ماذا .. ستجعلني اضحك هكذا ، انا لم اخطئ أو اظلم احد يا كرم .. وانها مجرد %*&$#&* وضيعة .. والان ابتعد عن طريقي لدي حساب اصفيه .

ودفع كرم بخفة ليتحرك من امامه ،ثم اخرج هاتفه من جيبه ليتصل على بيت خاله قيس ليستفسر ان وصلت او لا ، فالساعة الان قاربت على الرابعة والنصف وآخر المحاضرات في الجامعه هذا اليوم هي محاضرته تلك ..اجابه صوت خافت من الطرف الاخر :
" مرحبا من معي ؟؟"

- انا ليث .. اين خالتي سارة ؟؟

أجابت الخادمة ليث بنبرة احترام :
" اهلا سيد ليث .. السيدة سارة خرجت مع والدتك لحضور اجتماع في الشركة .

- هل وصلت ألما الى البيت ؟؟

- الانسة ألما خرجت هي والتوأم وتوجهن إلى بيتكم .

ما ان سمع هذا الخبر حتى اغلق الهاتف واشار الى كرم الذي يتبعه وقال :
" انا ذاهب الى البيت .. يبدو ان الفريسة دخلت الى القفص "

ثم مضى مسرعا متجهاالى سيارته وينطلق مثل البرق .. عندما رأى كرم ليث ينطلق بسيارته ، ما كان منه الا ان يتوجه هو الاخر الى سيارته ويتبعه .. بعد مدة قصيرة قال كرم وصرخ بصوت عالٍ وهو يقود السيارة بسرعة :
"حلا !!"

ثم وضع السماعة في اذنه وهم بالاتصال بها ..

====================

في منزل مراد كانت حلا قد انتهت تجهيز الصالة المغلقة فقد طلبت من الخادمات ان يلمعن الصالة ويعلقن الزينة و البالونات ، وطلبت من الطباخة ان تعد اشهى انواع الحلويات والطعام ، وما ان تأكدت من كل شيئ جاهز حتى جاءها صوت لونا من الخلف لتقول :
" آه كل شيء جاهز .. لقد وصلنا في الوقت المناسب "

اجابتها حلا بكل تفاخر :
"نعم ، نعم فأنتن وكلتن المهمة للانسة المناسبة "

- هيا .. يكفيك تفاخرا اليوم يا حلا .( قالت سونا وهي تدلف خلف توأمها )

لتقول حلا ببهجة :
" نعم يا سونا يكفني تفاخرا .. لكن اين ألما ؟؟"

اجابتها لونا وهي تمد يدها لتأخذ قطعة من البسكويت الموضوع على الطاولة :
" انها تركن سيارتها التي اشترتها في الصباح في مرآبكم يا عزيزتي "

ارادت ان تكمل لونا لولا يد سونا التي ضربتها على يدها لتقول لها :
" يكفي قطعة واحدة يا لونا ستنهين الطعام قبل ان نجتمع كلنا ونبدأ الحفلة "

لتدلف الما وهي تلوح بيدها ممسمة مفتاح السيارة تضحك ببهجة ، لتقول لها سونا :
" ما بك اليوم كل الطريق وانت تبتسمين مع نفسك ؟؟ "

لتجيبها لونا بلهجتها المرحة كالعادة :
" لماذا ستكون فرحة يا فهيمة ، اكيد لانها اشترت سيارة جديدة .. ألم تريها تلوح بالمفتاح !!"

لتقول ألما ولا تزال الابتسامه تجتاح فكها :
" لا ليس لذلك "

لتندفع حلا وتقول :
" انا اعرف لماذا .. لاني حضرت لها حفلة رائعة و اعددت كل الحلويات التي تحبها "

لتجيبها ألما كما أجابت لونا :
" لا .. و لا حتى لهذا الامر "

صرخت سونا بعدم صبر:
" نفذ صبري منكن .. حلا ولونا اصمتا ولا تقولا اسبابا تافهة ، وانتي يا ألما قولي ما لديك بسرعة !!"

قالت ألما وضحكتها ملئت المكان :
" لقد قابلت باسم اليوم "

صرخن الفتيات الثلاثة باستغراب :
" باسم !!!"

قالت ألما بعد ان ادركت ما قالته :
" نعم باسم "

لتتحول نظرات سونا الى نظرات خبيثة وتقول :
" ومن باسم هذا ؟؟ اهو حبيبك !!"

- لا لا انتن لم تفهمن قصدي باسم ليس حبيبي ابدا .( قالت ألما وهي تحرك رأسها نافية ما قالته سونا ) ثم وقفت لتقول :
" باسم يكون اكثر من الاخ لي .. هو تقريبا اكثر شخص احبه في هذا الوجود ، لكن ليس حبا مثل الحب الذي تتحدثن عنه "

قالت حلا بعدم فهم :
" وضحي لنا من يكون لكي بالضبط باسم ؟؟"

فاجابتها الما :
" سأوضح لكن عن هذا بالتفصيل ، ماما هدى .."

اندفعت لونا بسرعة وقالت :
" ومن تكون ماما هدى هذه ؟؟"

سحبتها سونا من يدها واجلستها في مكانها وقالت :
" ستظلين فضولية واندفاعية يا لونا .. دعي الما تكمل كلامها "

ثم وجهت الثنتين نظراتهما لالما بمعنى اكملي ، لتكمل الما كلامها :
" ماما هدى تكون مربيتي وأمي الثانية فهي اشرفت على راعيتي منذ اليوم الذي ولدت فيه ، وكان لها فتاة بعمري التسعة اشهر آن ذاك .. فبعد ان ولدتني امي تعبت ولم تكن قادرة على ارضاعي ، فارضعتني ماما هدى مع ابنتها ، واستمر هذا الحال لبضعة اشهر حتى تعافت امي كليا ..لكن ابنة ماما هدى قد توفت بعد ذلك بمدة بسبب حمى مفاجئة ، ومن يومها اعتبرتني في مقام ابنتها الحقيقية "

قالت سونا وهي تهز برأسها :
" نعم فهمت هذا الامر لكن ما علاقة باسم بهذا ؟! "

ضربت ألما جبينها بخفة ثم قالت :
" باسم ابن ماما هدى ويكبرني بتسع سنوات "

قالت لونا مفكرة :
" اذن هو اخو اختك بالرضاعة وابن امك بالرضاعة "

لتكمل حلا عنها :

" اذن هو اخوك من الرضاعة "

قالت سونا وهي تزفر بضيق :
" ما هذا الذكاء يا فطينتين ، انتما عبقريتين ، لقد اكتفشتا حقيقة علمية ستجتاح العالم "

ضحكن الفتيات جميعا بعد ذلك .. وبعد انتهائهن قالت حلا موجه كلامها لألما :

" أهذا يعني ان باسم تحدث معك اليوم لهذا انت سعيدة "

أجابتها ألما وهي تعدل من جلستها :

" لا لقد التقيق به اليوم فهو دكتور في الجامعه التي ادرس فيها ، وعندما رأيته اليوم لم أعرف ماذا افعل .. فقد احتضنته في وسط الجامعه وأمام الجميع "

لتقول لونا بضيق نفس بعد ان كانت تأكل قطعة بسكويت :
" ماذا احتضنته !!!"

هزت الما رأسها وقالت :

" نعم احتضنته "

سألتها حلا قائلة :

" لكن ما سبب تعلقك الكبير به ؟؟"

وقف ألما على قدميها ودارات في الصالة الكبيرة وقالت :

" لقد قضيت احلى ايام طفولتي معه .. كان دائما يلاعبني ويشاركني كل اوقاتي و لقد اصبح مدرسي الخصوصي عندما اصبحت في المرحلة المتوسطة "

ثم أكملت بعد أن توقفت عن التجول :

"لكنه بعد أن انهى دراسته الجامعية توجه الى هنا لكي يدرس دراسات عليا قبل بضعة سنين .. ومن يومها لم يهاتفني ذلك الوغد الى أن رأيته الأن "

ركضت لونا ووضعت يدها على كتف ألما وقالت :

" أنا فرحة جدا من اجلك وسأصرخ من الفرح ، لكن حبيبتي دعينا نبدأ الأكل .. اقصد الحفلة .. هيا بسرعة "

ضحكن الفتيات على لونا ومرحها الزائد .. قاطعت ضحكاتهن صوت هاتف حلا الذي يرن بصوت عالٍ لتقرأ الاسم وتهم بالرد بعد ان عرفت ان المتصل كرم .. هنا سحبت ألما الهاتف من يد حلا وقالت :

" ماذا اتفقنا البارحة يا حلا .. الم تقولي انك ستتجاهلينه ؟! "

ضربت حلا على جبينها وقالت :
" ما أغباني كدت انسى .. هيا اعطيني الهاتف لاضعه على الوضع الصامت واتركه يرن لوحده .. انتن اذهبن لتبدلن ملابسكن ، وكل واحدة لديها ستجد روبا طويلا وحجابا حضرتهن لكن لكي ترتديها في حال قدوم احد .. هيا انطلقن "

وفعلا نفذت الفتيات كلام حلا توجهن لتبدلن ثيابهن .. قالت حلا وهي تضع هاتفها على الوضع الصامت :
" سأريك يا سيد كرم كيف ستقع في حبي "

و ما ان انهت كلامها و وضعت الهاتف على الطاولة حتى دخلن الفتيات الثلاثة الى الصالة وكل واحدة ترتدي الروب والحجاب .. فهمت الفتيات بخلعهن ليظهر جماهلن الأخاذ .. كانت لونا ترتدي فستانا ازرقا بلون السماء وتفرد شعرها الاشقر متوسط الطول على كتفيها ، بينما كانت سونا ترتدي فستانا بلون السكر يتناسب مع قوامها الممشوق وتضع شعرها على كتفيها الايسر وتضع حول رأسها دبوس شعر بلون حذائها ذو الكعب العالي .. كانت ألما ترتدي تنورة قصيرة ذات كسرات وترتدي بلوزة تظهر جزءا من بطنها ناصع البياض وتترك شعرها ينساب بحرية ليصل الى خصرها النحيل .. وهنا قالت حلا وهي تضحك :
" لا يصح أن اكون بمنظري هذا امامكن .. سأذهب واغير ملابسي وآتي "

ما هي الا بضع دقائق لتاتي حلا وهي ترتدي فستانا باللون الازرق البارد طويلا من الخلف وقصيرا نسبيا من الامام يظهر جزء من سيقانها النحيلة ، و كانت تربط شعرها على شكل ذيل حصان .. لتقول لونا بعد أن تجمعن كلهن هكذا :
" تجمعت عصابة المشاغبات .. هيا لنبدأ الحفلة "

قالت سونا وهي تحمل هاتف حلا :
" لكن آن الاوان لتردي على هذا الذي لا يكف عن الاتصال "

لتهز حلا براسها ووتوجه لتأخذ الهاتف منها وتجيب بنبرة باردة :

" مرحبا .. ماذا تريد يا كرم ؟؟"

ليصيح الاخر قائلا :

" لماذا لم تجيبي بسرعة يا حلا .. منذ ساعة وانا احاول الاتصال بك "

- انا كنت مشغولة .. ثم لماذا تصرخ بصوت عالٍ هكذا و ل ...

لم تكمل كلامها لتسمع صوت ليث الذي هز الجدران " ألما !!" هنا ارتعبت كل الفتيات ولم يعرفن ماذا يفعلن ، وما سبب مجيئه مبكرا اليوم ، فليست من عادته ان يأتي في هذا الوقت في اجتماعات والديه في الشركة .. بعد لحظات مضت عليهن كسنوات طرقت الخادمة الباب ودلفت بسرعه ثم قالت بتوتر :
" السيد ليث يريد من الانسة ألما ان تذهب الى غرفة المكتب بسرعة .. قال ان الامر يخص الجامعه "

ما كان ألما هنا الا ان تلبس الروب والحجاب وتذهب مع الخادمة لترى ماذا يريد ذلك الوحش منها .. هنا تذكرت حلا ان كرم ما زال على الهاتف لتعود لمكالمته قائلة :

" ماذا كنت تقول يا كرم ؟؟ "

- لا تدعي الما تقابل ليث ابدا .. قولي له اي حجة ، فقط لا تدعيه يقابلها .

- ماذا تقول يا كرم لقد ذهبت الما لمقابلته الان .

قال كرم بصياح :

" اللعنة .. الحقى بها بسرعة واقفيها هيااا "

اغلقت حلا الهاتف وارتدت هي الاخرى بسرعة وذهبت لتلحق ألما ، لكنها وللاسف تأخرت كثيرا فلما همت بالخروج من الصالة سمعت صوت ان المكتب يغلق .. تسمرت بمكانها وجلست على اقرب مقعد منها وقالت :

" ماذا سيحدث الان .. يا الهي ساعدنا "

كانت التوأم متخبطات لا تفهمن ماذا حدث حتى توجهت لونا لحلا وقالت وهي تهز كتفها :
" ماذا حدث يا حلا .. هيا اخبرينا بسرعه "

=================

كانت ألما تمشي بتوتر وخوف ، لا تدري لماذا، حتى وصلت باب المكتب فطرقته ودخلت ، وما ان دخلت حتى دفع الباب بيده بقوة لينغلق مطلقا دويا مرعبا.. أرادات ان تتحدث وتنهره عن فعلته ، لكنه سبقها بيده الضخمة التي التحمت مع وجنتها صافعا اياها بهمجية ، ليختل توازنها وتسقط على الارض من قوة يده .

كان ينظر اليها وهي ملقاة امامه .. كانت اشبه بألماسة وقعت من عقد ثمين لتستقر بين الحجارة وحجابها الذي أُزيحَ من مكانه لتظهر خصل متمردة من شلال شعرها الحريري و تلك الرموش الطويلة الكثيفة التي ترف بخفة اثر الصدمة .. كان يكافح نفسه في هذه اللحظات .. مان يريد ان ينتشلها ، ان يلملم بقايا غضبه الذي باتت تلقي بهذه الفاتنة على الارض .. اراد ان يرج بالزمن و يسحب يده قبل ان تنساب بضراوة وقسوة على خدها الرقيق الحساس .. كان يريد ان يسند جسدها الضئيل بجسده الضخم مانعا اياه من السقوط .. كان يريد فقط ان ينفس عن غضبه الذي لا يدرك متى اصابه .. حطم هذه الافكار و التصورات من عقله ثم قال لها :

" انا سوف أعيد تربيتك ايتها .. ال #$%&*#&# "

ارادت الوقوف امامه ومواجهته ارادت ان ترد له تلك الصفعه التي لا تعرف لماذا صفعها .. ارادت ان ترد على كلماته تلك .. ارادت ان تجمع كبريائها المكسور مرة اخرى ..الا انها لم تقدر على النهوض فصفعته حطمت عظام وجهها و سقوطها ارضا حطم كل عظامها .. فقط استسلمت و ارخت يديها اللتان كانتا تحاولان مساعدتها على النهوض ، فسمعته بعد رؤيته لمنظرها هذا يقول وهو يظهر شر روحه الدفين :

" الم تقدري على النهوض يا فتاة .. الم تقدري على الوقوف في وجهي .. لقد حذرتك مرارا وقلت لكي انتي لا تقدرين على منافستي ، لكن ماذا عاندتي فقط لم تسمعي كلامي ونفذتي خططك الغبية و استمريتي في افعالك المشينة و قليلة التربية حتى وصل الحال بك الى هنا الى عند قدمي .. وهذا مكانك وسيظل مكانك دائما يا .. ابنة خالتي ، فليكن هذا في عقلك للابد "

لم تدرك نفسها الا على صوت طرق الباب معلنا مغادرة ذلك الذي حتى كلمة وحش قليلة بحقه .. انه ليس بشرا ولا حتى حيوانا و حيث انه فقط شيطان .. شيطانها الذي قلب حياتها رأسا على عقب بدون اذنها او حتى سببا واحدا يجعله يفعل هذا .

=======================

في الصالة كانت التوأم و حلا منهارات بعد سماع ما حدث .. قالت سونا تضع راسها على ركبتيها :
" ماذا سيحدث الان .. كلنا نعرف غضب ليث جيدا .. ماذا سيفعل الان بألما ؟؟ "

رفعت رأسها لتنظر الى لونا التي بدأت عيونها بالبكاء ، وحلا التي لا تزال في رعبها من الذي سيحدث .. وقفت سونا على النافذة وارادت استاناف حديثها ، لكنها رأت سيارة كرم تصل الى ساحة البيت لتقول بصوت عالٍ و بنبرة فيها بضع ذرات من الامر :

" حلا ، حلا لقد جاء كرم .. هيا بسرعة اذهي اليه واجعليه يوقف ليث .. هيا بسرعه !! "

عندما سمعت حلا كلام سونا ما كان منها الا ان تندفع مسرعة باحثة عن روبها وحجابها التي ازالتهما لتحقق الرعب الذي اصابها .. قاطعتها عن بحثها يد لونا التي ربتت على كتفها لتدير رأسها فوجدت لونا تعطيها الروب والحجاب فابتسمت لها ولبستهن ونزلت راكضة الى الصالة الرئيسية المقابلة للباب .. فتحته حتى قبل ان يقرع كرم الجرس .. ما ان فتحت الباب حتى وجدته قابعا امامها .. قالت له باندفاع كبير :

" كرم ليث دخل الى المكتب ومعه ألما .. اذهب واوقفه بسرعه هيا اذهب "

وبعد ان انهت جملتها سمعت صوت باب المكتب يغلق بقوة مرة اخرى فادركت ان كرم تاخر وان ليث يوشك على النزول .. تصلبت في مكانها ولم تدري ماذا فعل .. هل تقلق على ألما أم على حالها .. ليث الان لا يطيق رؤية احد ، لا يخفف غضبه الا اختلائه بنفسه ، و كيف اذا هي تقف وحدها مع كرم امام الباب .. لم تدري كيف تسللت تلك الدموع الى عينيها تستغيث وتطلب النجدة .. شعر كرم بتوتر حلا وخوفها الشديد، وما كان منه في هذه اللحظة الا ان سحبها بسرعة من يدها مدخلا اياها باب المطبخ واغلقه عليها ، ثم رجع الى مكانه امام الباب ليرى ليث ينزل عن الدرج وملامحه الشيطانية مازالت مرتسمة على وجهه .. اندفع كرم نحوه مسرعا ثم قال :
" ماذا فعلت يا ليث .. ماذا فعلت للفتاة ؟!"

- لا تقلق انا لم افعل الا اللذي يجب فعله ( قال ليث وهو يبتسم ببساطة ويمسح باصبعه حول فمه بحركة مستفزة )

قال كرم لقه قد زاد من هذا البارد :
" قل لي يا ليث ماذا فعلت !!"

- قلت لك لم افعل الا الذي يستحق لقد لويت لها اذنها وعلمتها مقدار حجمها .. وان هذه البداية لمعاملتي معها ان لم تحسن من افعالها الوقحة .

- نفذ صبري .. ماذا فعلت !!!!

- صفعتها .

- ماذا !! هل صفعتها ؟

اجاب ليث كرم بكل برود وهو ينظر الى يده التي صفعها بها :

" نعم وتلك المسكينة لم تتحمل خفة يدي الرقيقة و وقعت بقوة على الارض "

ثم توجه خارج المنزل و كرم لا يزال واقفا في مكانه فقال :
" هيا يا كرم امامنا يوم طويل فكل العائلة بالشركة حتى والديك لذلك يجب ان نستمتع .. اليس كذلك ؟؟"

- لا انا مللت من افعالك .. سارجع الى البيت ( قال كرم وهو يخفي غضبه الشديد من قسوة وظلم ليث على تلك الفتاة التي اصبحت - جبارة - في نظره )

قال ليث وهو يسحبه معه للخارج :
" لك هذا هيا اذهب الى بيتكم بسرعه "

ليغلق باب المنزل بعدها و ينطلق كل واحد منهم بسيارته الى وجهته التي يقصدها .

بعد ان ركب كرم سيارته متوجها الى منزله ، كان يفكر طوال الطريق بتلك الصغيرة - كما كان يعتقد - لكن تفكيره تغير بعد ان رآها اليوم ، كان ذلك الروب الطويل الذي يغطي ثنايا جسدها ينساب مع قوامها الممشوق .. و حجابها الذي يكمل تمازج الوان حلتها مخبئا تحته شعرها البندقي التي كانت اخر مرة يلمحه فيها يوم أتى مع ليث و تلك العينان العسليتان الدامعتان و رموشها الكثيفة التي تلاصقات بفعل قطرات دموعها الألماسية ، وشفتيها الكرزيتين المنتفختين برقة التي زينتهما بملمع خفيف زادهما جمالا .. ويديها الصغيرتين المرتجفتين .. كان ينظر الى يده ويتحسس بها ملمس يدها عندما امسكا و دلف بها الى المطبخ .. كان بشرتها رقيقة و ناعمه ، كان ملمسها اشبه ببشرة حديثي الولادة .. كل هذه الافكار لخصت جملة واحدة اصطفت كلماتها في عقله و انعست في مرآتي عينيه معلنة عن مدلولها ليجمعها و ينطق :

" متى كبرت هذه الطفلة ؟!"

====================

كانت حلا تضع يدها على فمها وتكتم بكائها وهي تسمع حديث كرم وليث .. و ما ان احست ان باب المنزل قد اغلق و انهما قد خرجا حتى فتحت الباب وركضت بسرعه متحهة الى المكتب ، وما ان فتحت بابه حتى رجعت الى الخلف .. كانت ألما ممددة على الارض و عينيها معلقتان في السقف و كانت عيناها مجردة من الاحساس .. تقعت ان تراها تخوض نوبة بكاء جامحة ، ان تسمع صوت بكاءها و شهقاتها من بعيد ، ان تستعين بها و تطلب المساعدة منها ، لكنها لم تفعل اي شيء من هذا .. حركت ألما نظرها نحو الباب فرأت حلا منهارة وعيونها قد تورمت من البكاء .. نفسها فهي تعرف ان هذه الصغيرة لا تشبه اخاها ابدا .. فابتسمت لها برقة بفكها المتورم لتأن بخفة .. تقدمت حلا اليها و حاولت رفعها فوضعت يدها على خصر الما ، وما ان لمسته حتى اطلقت ألما صرخة قوية معلنة عن الم شديد ، فسحبت حلا يدها بسرعه وانطلقت خارج المكتب .. جرت حلا حتى وصلت الصالة التي ارادت ان تقيم بها الحفلة ، وفور ان فتحت الباب حتى ركضت التوأم باتجاهها فقالت سونا بحدة :

" ماذا حدث يا حلا .. واين الما ؟؟"

لم تجبها حلا فقط سحبتها من يدها وتبعتهن لونا بسرعة .. فور ان دخلن الفتيات الثلاثة الى المكتب صاحت لونا بخوف :

" ماذا حدث !!! "

كانت الما تنظر الى أولئك المسكينات اللواتي امامها مرعوبات .. لم تشفق على نفسها بل اشفقت عليهن فهذه ليست مرتها الاولى التي تتلقى فيها صفعة ، فهي قد تلقت صفعات من والدها .. لكن هذه مختلفة ، بينما هؤلاء الصغيرات فهي متأكدة انهن لم يتعرضن ابدا لذلك ، هن غير معتادات على هذا العنف التي هي قد تربت عليه .. ارادت تخفيف حزنهن فرفعت يدها اليمنى قليلا و اشارت لهن بالاقتراب منها .. باشارتها هذه لا تدري ، ارادت مواساة نفسها او مواساتهن ، اتثبت لنفسها انها قوية ، ام لهن .. اهي المستضعفة ام هن .. نفضت هذه الافكار من رأسها بابتسامة مرسومة بخيوط انكار عندما احست ان حلا تمسك يدها و دموعها تفيض كالنهر من عينيها .. فقالت لها مطمئنة بنبرة مرح مصطنعه :
" استبقين ممسكة بيدي و انا ملقاة على الرض .. الن تساعديني على النهوض ؟؟"

ردت لها حلا الابتسامة ثم امسكت لونا بيدها الخرى ورفعنها لتقف .. تأوهت قليلا لكنها كتمت اهتها هذه واستلقت .. بعد ان ارتاحت قليلا وجهت ألما بصرها للتوأم ثم قالت :

" اما ان الاوان لترجعن للبيت ؟؟"

اجابتها لونا ونظراتها تظهر خوفا شديدا :
" او ليس من الافضل ان تذهبي الى المستشفى اولا ؟؟"

- لا انا سأوصلكن الى المنزل قبل ان يصل خالي قيس وخالتي سارة ( قالت ألما بنبرة حازمة لا مجال للنقاش فيها )

تدخلت سونا محاولة تدارك الموقف :

" حسنا اذن ، لكن انتي لن تقودي بحالتك هذه "

قالت حلا مؤيدة :

" نعم كلام سونا صحيح يا ألما .. انا سأنزل لاطلب سيارة اجرة "

اوقفتها الما بصوتها القاطع :

" لا يا حلا انا بخير "

ثم وقفت على قدميها ومشت خطوات متثاقلة نحوها وأكملت :

" كما ترين انا بخير تماما واستطيع المشي "

انطلقت بعدها خارجة من تلك الغرف المكتبية التي شهدت على الذي حدث اليوم .. و لحقتها الفتيات .. بعد ان بدلت الفتيات ملابس الحفلة توجهن الى الخارج ، ركبت الما السيارة وركبت سونا بجانبها أما لونا فقد ركبت بالخلف ، ودعن حلا ثم انطلقت ألما بسرعة تكاد تكون عادية متجهة الى منزل خالها .. ظلت الفتيات صامتات حتى منتصف الطريق حتى قالت ألما موجهة كلامها لسونا :
" سونا ، هلا تناولت هاتفهي من الحقيبة التي بجانبك "

اخرجت سونا الهاتف من الحقيبة وسالت ألما :

" ها قد اخرجته .. ماذا افعل الان ؟؟"

- اتصلي على ابيك ( قالت ألما وهي لا تزال تتابع القيادة )

صاحت لونا من الخلف مقربة راسها للامام لتصبح بجانب مقعد ألما :

" ألما لا تفعلي هذا ارجوكي لا تقولي لابي عن فعلة ليث .. فهذه المرة من المؤكد ان ابي لن يتغاضى عن الامر وسيخبر عمي مراد و الاثنان لن يسامحاه و سيعاقبانه اشر عقاب "

اكملت سونا عن توامها قائلة :

" نعم يا ألما عاقبيه انتي بطريقتك وانا ساساعدك لكن لا تدخلي ابي وعمي مراد في هذا ارجوكي "

ردت الما عليهما بنبرة صياح مكتوم يحمل في طياته مقدار الالم و الوجع الذي يختلج قلبها الصغير معلنا عن حرب مدوية لتقول :

" هذا الموضوع لا يحتاج التاجيل و ان كنتي لا تريدين الاتصال به ساوقف السيارة واتصل به "

رددت سونا عليها و قد فقد الامر من تراجعها :

" لا داعي لذلك انا سوف اتصل به "

اتصلت سونا بوالدها وبعض بضع رنات قصيرة جاء صوت قيس عبر الهاتف قائلا:

" مرحبا عزيزتي ألما .. ماذا تريدين ؟؟"

- مرحبا خالي ( اجابت الما بعد ان فتحت سونا مكبر الصوت لئلا تلتهي عن القيادة )

ثم اردفت ألما مكملة لحديثها المصيري :

" انا اريد التحدث معك في موضوع مهم "

- تفضلي انا اسمعك .

- انا اريدك ان تصغي اليّ جيدا وان تسمعني الى النهاية يا خالي .

- حسنا يا عزيزتي قولي ما لديك .

- اليوم قد ...

==========================

قرأة ممتعه .

توقعاتكم للبارت الجاي .

عجبكم غلاف الرواية الجديد ( نعم ، لا )

يا ترى هل ستقول ألما لخالها عن فعلة ليث ام لا ؟؟

ماذا سيحدث مع حلا و كرم ؟؟

كيف ستنفذ التوأم خطتهما مع أمير ؟؟

سلام .
❤❤

Continue Reading

You'll Also Like

402K 33K 14
في عالمٍ يملأهُ الزيف غيمةً صحراويةً حُبلى تلدُ رويدًا رويدًا و على قلقٍ تحتَ قمرٍ دمويْ ، ذئبا بشريًا ضخم قيلَ أنهُ سَيُحيى ملعونًا يفترسُ كلُ منْ ح...
2.7M 58.9K 61
تعالت همسات الجميع من حولها منهم المشفق منهم الشامت بينما هي تجلس مكانها جاحظة العينين غير مصدقة انه فعل بها هذا لقد غادر بوسط الزفاف تاركاََ اياها ت...
16M 343K 56
باردة حياتها معه ....لا تعلم سبباً واحداً يبرر بروده معها أو عدم اهتمامه بها...فقد تزوجها و لا تدرى لما اختارها هى تحديداً..؟! سارت كالعمياء فى طريقه...
1.1M 71.2K 105
" فرحات عبد الرحمن" شاب يعمل وكيل نيابة ويعاني من مرض اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع مع ارتباط وثيق باضطراب النرجسية مما يجعله ينقاد نحو كل شيء معاك...