𝐃𝐚𝐰𝐧

By Anastasia_Ahmed288

27.7K 2.8K 8.2K

فتـاة عاشت سنيناً في الظلام والوحدة ، تم تشخصيها بالكثير من الأمراض النفسية التي تلتف حول جوهر الوحده وعدم قا... More

° 𝐈𝐍𝐓𝐑𝐎 °
° 𝐃𝐚𝐰𝐧 ° 𝟏
° 𝐃𝐚𝐰𝐧 ° 𝟑
° 𝐃𝐚𝐰𝐧 ° 𝟒
° 𝐃𝐚𝐰𝐧 ° 𝟓
° 𝐃𝐚𝐰𝐧 ° 𝟔
° 𝐃𝐚𝐰𝐧 ° 𝟕
° 𝐃𝐚𝐰𝐧 ° 𝟖
° 𝐃𝐚𝐰𝐧 ° 𝟗
° 𝐃𝐚𝐰𝐧 ° 𝟏𝟎
° 𝐃𝐚𝐰𝐧 ° 𝟏𝟏
° 𝐃𝐚𝐰𝐧 ° 𝟏𝟐
° 𝐃𝐚𝐰𝐧 ° 𝟏𝟑
° 𝐃𝐚𝐰𝐧 ° 𝟏𝟒
° 𝐃𝐚𝐰𝐧 ° 𝟏𝟓
° 𝐃𝐚𝐰𝐧 ° 𝟏𝟔
° 𝐃𝐚𝐰𝐧 ° 𝟏𝟕

° 𝐃𝐚𝐰𝐧 ° 𝟐

1.4K 163 216
By Anastasia_Ahmed288


الفصل الثانـي | الألـم

~ أنت لا تعرف ما هو الألم إلا حين تحدق في
نفسك بالمرآة والدموع تنهمر على وجهك
بينما تتوسل إلى نفسك أن تصمُـد
وتكون قويـاً .... هذا هو الألـم ! ~

.

.

.

.

_

كيفكم يحلوين 🩷🩷

هي صرنا في البارت التاني🫣
طبعاً ساعه التنزيل هي ٩
أما اليوم حسب تفاعلكم 🤍🤍

تفاعلوا كتير وأسعدوني خاصه
إنها بارتات البداية ومحتاجة دعمكم
واذا تفاعلتوا ما بتأخر عليكم ❤️‍🔥

والرواية فعلاً مستواها عالي
سواء من ناحية السرد /
المفردات / الحوار / الأحداث

لهيك لا تظلموها بالدعم 💕

وإلا بحط شروط للبارت 😠😠

فـوت + كومنـت

بسم الله ↓

_

' يومياتي العزيزة ، لم اكتب
أي شيء هنا منذ شهر .. وذلك
لأنني لازلت محبوسة في
سجن صدمتي ، الموضوع
في غاية الصعوبة لتقبلـه! '

' يومياتي العزيزة ، شهر أخر مر
بين أغطية سريري التي لم
أفارقها .. أهرب من واقعي
فقط بالنوم ، انام كثيراً
ولكن ذلك ليس لأنني أحب
النوم .. بل لأنني اطمح
بحياة لا أجدها سوى في
أحلامي ، يكفي أنني أرى
أمي الحبيبـة فيها ..
لم يتبقى لموعد جحيمي
سوى شهرين أخرين !
أشعر أنني سأصاب بجلطة
قلبية قريبـاً '

' يومياتي العزيزة ، بمرور شهر أخر
إنها ذكرى وفاة أمُي .. قلبي يتمزق
وداخلي يرتجف ، أنا اشتاق لها كثيراً !
بداخلي فجوة كبيرة بينما لا أتوقف
عن تأمل صورها ، كم اتمنى أن أظفر
بنصف لقاء معها .. فقط أريد أن أعلم
كيف يبدو شعور أن تُعانقني بدفئها ..
أن أشتم رائحتها وأشعر بحنانها ،
هل ما أطلبه كثير ؟ من شدة بكائي
أنا حقاً أخاف أن أُصاب بالعمى '

' يومياتي العزيزة ، أكتب هنـا
ويدي ترتجـف .. الوقت قـد
حان تقريباً ، العد التنازُلي في
تناقص ، نهايتي المحتومة اقتربت ..
فكيف لكتلـة مرضية مثلي مصابة
بجميع أنواع الأمراض النفسية
أن تذهب للمدرسة وكأن لا شيء
بها ؟ أنا فقط سأتدمر وسيتم
إهانتي والسخرية مني .. كم سأكون
طعاماً دسماً يُشبع جوع تنمرهم '

' يومياتي العزيزة ، إجازة نهاية الفصل
المدرسي الأول قد أتت ! تلك اللعينة
عادت من مدرستها لتعيش وسط ذلك
الدلال ، هي لم تخرج من أحضان
والدتها ! لمحت ذلك رغم محاولتي
لأن لا أفعل .. و كم بكيت وتمنيت
حينها أن أعانق والدتي هكذا ..
لما كل ما أتمناه تملكه هي ؟
تمتلك والداً ووالدة ، عائلة متكامله!
تمتلك جمالاً وجاذبية وصحة
نفسية رائعه .. يكفي أن الشخص
الوحيد الذي احببته يطمح في حبها
وقُربها ! وها هو منذ عودته
من المدرسة ملتصق بها ، كلاهما
بنفس المدرسة ورغم ذلك
يلتقيان بالإجازة بهذه اللهفة..
وأنا فقط اتسائل ..
لما خلق الرب لي عينان ؟ هل لأتعذب
برؤيتها تحصل على جميع ما أنا
محرومة منه ؟ '

وأجل جرح والدتها بالذات ..
لا يندمل مطلقاً في قلبها

هي محرومة من الكثير بغياب والدتها

محرومة من حُبها ودفئها وعناقها
الذي يشعرها بالأمان

على رونـا أن تتنعم بكل ملذات الحياة ..

أما هي ؟

كُتب عليها أن تشاهد فحسب


═══ஜ • ஜ═══

إنها الليلة المشؤومة ، ليلة
تشعر هي فيها أنها النهاية

وكأنها الليلة الأخيرة لها
وسيتم قطع رأسها
بالمقصلة صباحاً

فغداً أول يوم دراسي
للفصل الثاني

مسحت دموعها بعنف عندما
استمعت لصوت طرقات
خافته على باب غرفتها

ورغم أنها لم تأذن لمن يطرق
بالدخول إلا أنه دخل

لتنظر نحو الباب بعدائية
وعندما أدركت هوية الطارق
هي أدارت جسدها حتى
لا تقابلها

إنها زوجة والدها التي أغلقت الباب
بخفه خلفها ثم أقتربت تجلس
بجانبها لتبتعد هي بدورها

" كيف هي معنوياتك بشأن الغـد؟
أتمنى أن تكون مرتفـعـه "

لكن الصمت هو ما قابلها

" ابنتي الجميلة ، صدقيني ستكون
بداية ملئية بالمسرات عليكِ ..
أعلم أنه صعب بل يبدو جحيماً
بنظرك ، لكن لا شيء يبدأ بسهولة
ولن تتخلصي من مخاوفك
إلا إن واجهتيها "

" لستُ أبنتـكِ! "

هذا الشيء الوحيد الذي أردفت به

" بل أنتِ كذلك سواء شئتِ أم أبيتِ ..
أنت ابنتي الكبيرة التي أحبها كثيراً ،
امنحي نفسكِ فُرصة وحلقي في
السماء الواسعة .. توقفي
عن حبس نفسك"

" أتوقف عن حبس نفسي ؟
لم يتبقى مرض نفسي إلا وأصابني
بسببكم والان تقولين احبس نفسي!!
أتظنين الأمراض النفسيه التي
اعاني منها بسيطة ! أنا لا يمكنني
الاختلاط! أنطوائية بل متوحدة!!
انتما ترميانني لأموت في الصحراء
القاحلة بفعلتكم هذه "

" أعلم أن ما تمُرين به عصيب
للغاية ، لكن أحياناً هذه الأمراض
عليكِ أن تعالجيها بنفسك دون
طبيب .. فلا دافع لكِ أقوى منكِ "

" ترُهـات! المزيد من التُرهات!
اخرجي من غرفتي فحسب
وتوقفي عن محاولة الإقتراب
مني والتكلم معي! "

هي صرخت في وجهها

ووسط ملامح زوجة والدها
المنكسرة هي أكملت

" لستِ والدتي ولن تكوني يوماً !
أنتِ مجرد سارقة قامت بسرقة
رجل كان في أشد اوقات حزنه على
زوجته المتوفاة ، هل تعلمين كم كان
يحب والدتي ؟ من أنتِ لتحلي مكانها ؟
والدي لا يحبك هو فقط يستعملك
لإمضاء حياته ومواساة نفسه ..
فرق السماء والأرض بينك وبين
والدتي ! "

هذا الكلام كان قاسياً للغاية
جعل عيون سوريـون تدمع
رغماً عنها

لم تتوقع كل هذا الكره من
الفتاة التي ربتها منذ صغرها
ولم تفرقها عن ابنتها في شيء

" والدتي أجمل وألطف وأودع!
نقيـة ومُشعـة بإبتسامتها
الصادقة بعكسك تماماً "

ورغم أنها لم تتوقف عن
الكلام السيء هذا

إلا أن زوجة والدتها أردفت
بعد أن استجمعت نفسها
ونبرتها المنكسرة

" حسناً بما أن الأمر كذلك ،
وأن والدتك تفوقت علي
ولا وجه للمقارنه حتى ..
لما لا تتفوقين على ابنتي
رونـا ؟ لما هي مشرقة
أكثر منكِ؟ وديعه ولطيفة
واجتماعيه؟ لما هي تشبه
والدتك بينما أنتِ تُشبهينني؟ "

حسناً كلام زوجة والدها كان
كالصدمة الساحقة بالنسبة لها

هل هي تشبهها حقاً عوضاً
عن أن تشبه والدتها ! هذا
أخر ما تطمح هي إليه!

ما هذه الكارثة!!

" أثبتِ لي أنك تشبهين والدتك ،
ولحينها لا يمكنك أن تنتقديني
بينما أنتِ نُسخة مني "

ثم ذهبت بعد أن أنهت كلامها ،
وهي مدركة للعاصفة التي
خلفت فوضى في عقل
صاحبة السابعة عشر عاماً
والتي تعشق والدتها

وهذا ما تريده ، ليس هناك
تحفيز أكبر من ذلك

وهي ستتقبل الكلام القاسي
الذي سمعته من الفتاة التي ربتها ،
فبالنهاية هي تعتبر نفسها
والدتها فعلاً وستتفهم
الحالة التي تمر بها

المهم أن تحاول تغييرها


...

وفي تلك الليلة ، هي أدركت أنها
فعلاً تشبه من تكره

وهذا هاجس دق ناقوس الخطر
في قلبها قبل عقلها

هي عليها النجاح بإظهار العكس
مهما كلفها الأمر

فإن كانت تحب والدتها حقاً
هي عليها أن تشبهها وذلك
شرط طبيعي مفروغ منه

كانت ليلة ثقيلة مقيتة لا تنتهي ،
بالكاد نمت فيها عدة ساعات

بينما كلام زوجة والدي لم
يغادر عقلي

بما أن ذهابي إجباري ولا تراجع
في هذا ، إذاً علي المحاولة
على الأقـل

لأجل والدتي فقط

..

' يومياتي العزيزة ، إنها الليلة
الأخيرة في غُرفتي الحبيبة
وسريري العزيز .. لستُ مستعدة
رغم مرور ٤ شهور على الصدمة ،
لكن ما أعلمه الأن أنني أريد
أن أحارب .. فوالدتي المحبوبة
الإجتماعية صاحبة الإبتسامة
الوديعه تستحق أن أتشبه بها
ولو بمجرد المحاولة ، سأعطي
نفسي فُرصة .. وسأُحلق في
السماء الواسعـة علّي ألقاهـا '

•°•°•

حلّ الصباح ، المنزل كان في
حالة فوضى حِسيـة

فدائماً بداية الفصل الدراسي
تكون مليئة بالتوتر والحماس

وهذه حالة رونـا التي جهزت
أمورها وتناولت إفطارها بسعادة ،
عانقت والديها طويلاً لتقبلها والدتها
قُبلاً لا تنتهي بينما تتمنى لها
فصلاً دراسياً سعيداً

حزمت حقيبتها لينقلها الحارس
لتلك السيارة الفارهه السوداء

ارتدت زيها المدرسي وسرحت
شعرها بحماس ثم ذهبت
نحو السيارة التي سيوصلها
السائق فيها نحو المدرسة

هي ذهبت منذ الصباح الباكر
للمدرسة كونها من ضمن
مجلس الطلبة وستقوم
بتوزيع القوائم الجديدة
عليهم عند قدومهم لها

.

بينما في تلك الغرفة المظلمة ،
كانت تلك الفتاة التي تنظر
للزي المدرسي بحقد

إنه لباس الإعدام خاصتها

لم تستطع النظر له أكثر من ذلك
لذا نهضت تجهز حقيبتها
المدرسية اللعينـة

حقيبتها باللون الأسود بالطبع ،
وضعت بداخلها المستلزمات
الأساسية من مقلمة ودفاتر

وضعت أيضاً علكة علّ توترتها
يضمحل عندما تتناولها

لم تنسى بالطبع ادويتها ، ادوية
مُضادة للإكتئاب ، للرُهاب الإجتماعي
وللتوحـد

ثم امسكت دفتر يومياتها الممتلىء
لتضعه فهي تكتب يوماً بيوم فيه

وأخيراً هاتفها

زفرت بثقل عندما انتهت

لتمسك بعدها منشفتها وبعض
الملابس الداخليه ثم الزي المدرسي
لتدخل لحمامها وتستحم

هي استحمت بمياه باردة لأن داخلها
يحترق ، تشعر بنار قوية في الداخل

هكذا كانت تتساقط المياه من
دُش الإستحمام نحوها

لكن سرعان ما انهارت بالبكاء
بحزن واستسلام

ما تمر به صعب للغاية

الشخص الطبيعي لن يفهم حالتها
هذه .. لكن بالنسبة لمن هم معتلون
نفسياً مثلها سيفهمون جيداً

هي تحب البكاء تحت المياه
وذلك لانها لن تضطر لمسح
دموعها الكثيرة

بل ستتظاهر أنها مياه الإستحمام
فحسب

كانت منهارة لكنها تماسكت ،
لا بأس كل شيء لأجل والدتك

هي تستحق أن تحاولي لأجلها ..
تستحق أن تصبحي نسخة منها

كل شيء ولا أن تشبهي تلك المرأة!!

حاولت إنهاء استحمامها بسرعه
لتجفف جسدها بالمنشفة ثم
تبدأ بإرتداء ملابسها
بينما عقلها مشغول

ارتدت القميص الأبيض ثم التنورة
المدرسية القصيرة مُتداخله الألوان
بين اللون الكُحلي ، الأحمر
الرمادي والأبيض

ثم ارتدت ربطة العنق حمراء اللون
على شكل فيونكـة ثم وأخيراً
الجاكيت المدرسي الذي يحوي
شعار المدرسة على ياقته

بما أنها مدرسة غنيه فالملابس
كانت تنضح بالفخامه
سواء من ناحية الصنع
أو الأقمشه

أنهت ارتداء ملابسها لتقف أمام
مرأة حمامها

وجهها متعب كالعادة ، قامت
بترطيب وجهها ثم وضعت
كريم واقي من الشمس

هي تهتم لبشرتها كثيراً

القليل من خافي العيوب على وجهها
ومرطب الشفاه الوردي لتنتهي!

خرجت من الحمام لتبدأ بتجفيف
شعرها بمصفف الشعر

هي متأكدة أنها لن تغيب طويلاً
عن المنزل .. ستعود بينما
تجرجر أذيال الخيبه

ستصبح منبوذة ومحط سخرية
ثم ستعود هنا محطمة
وأسوأ من السابق

أنهت تجفيف شعرها لتتجه نحو
سريرها تنظر لقطتها الوديعه

هي معها منذ عدة سنوات
وأصبحت جزء لا يتجزأ
من حياتها الوحيدة

لكنها الآن مجبرة على تركها ..
مسدت شعرها الناعم بحنان
لتستيقظ قطتها وتجلس فوق
أحضانها

حينها هي وبصعوبة منعت نفسها
من البكاء مجدداً

ابعدت قطتها جانباً ثم نهضت
على مضض لتمسك حقيبتها
و تخرج من الغرفة

نزلت للأسفل لترتدي حذائها
الرياضي ، لا تريد تناول
الإفطار فمعدتها منعقدة

" ابنتي انتظري نحن قادمان "

وذلك ما كان ينقصها ، نظرت
نحو والدها الذي يرتدي
ملابسه الرسمية بجانبه
زوجته سوريـون التي
ترتدي ملابساً راقيه

هل سيذهبان معها !
ألن يوصلها السائق!

" سنوصلك نحن للمدرسة ،
سنكون معك في لحظاتك
الثمينـه هـذه "

أما سوريـون اتجهت نحو صندوق
الطعام الذي جهزته بعناية
لطفلتها المشاغبه

" لا أريد ! "
هذا الشيء الوحيد الذي أردفت
به عندما أرادت زوجة والدها
إعطائها الصندوق

لتتجاهلها سوريـون وتضع
صندوق الطعام في حقيبتها
المدرسية

ثم امسكت يدها رغماً عنها
لتتجه برفقة الاب السعيد
نحو سيارتهم

مهما عاندت أو رفضت ،
ستحتويها زوجة والدها

•••

وقفت السيارة الفخمه أمام تلك
المدرسة المهيبه والضخمه

' مدرسة سيؤول الداخليـة '

إنها من أفضل المدارس الداخليه
في كل كوريا وتقع في مكان
سكنهم بالعاصمة سيؤول

مدرسة داخليه للأغنياء فقط ،
لا تقبل المنح ولا أي وسيلة
أخرى غير المال

لذا جميع المدللين وفاحشي الثراء
يرتداونها منذ الصغر

نزلت من سيارة والدها تنظر للمدرسة
ومدى عراقتها .. جميله وتبعث
للسلام فهي مليئة بالمناظر الطبيعية

اقتربت زوجة والدها تقبل رأسها
رغماً عنها وكذلك الحال بالنسبة
لوالدها الذي عانقها

هي امسكت نفسها بصعوبة حتى
لا تبعدهم بعنف

تشعر إنها ستتقيء وذلك رغماً عنها

لا تريد رؤيتهم ولا تريد قربهم

" اذهبي لمجلس الطلبة لأخـذ
جدولك الدراسي ، أخبريهم أنكِ
جديدة وسيطلعونكِ على كل شيء "
أردف والدها لكنها لم تبدي أي اهتمام

تريد الابتعاد عنهم فحسب

" تفضلي ، إنها بطاقة ائتمانية
مُسجلة بإسمك ، إصرفيها
بهناء كما تريدين "

أردف والدها يمد بطاقة ائتمانية
سوداء اللون برصيد غير محدود

وعندما رأى عدم استجابتها هو
وضعها في حقيبتها

" هل تريدين أن نذهب برفقتك؟
ربما ذلك سيريحك و -- "
أردفت سوريـون لكنها قاطعتها

" لا لا أريد! أبتعدوا عني فحسب!! "

ثم ذهبت بغضب للداخل ولم
تلتفت خلفها ولا للحظة

لتتنهد سوريـون نحو تصرفاتها
ثم أردفت
" أتمنى أن تعتاد وتستمتع "

ليومىء زوجها نحوها ثم
نظر لساعته

لقد تأخر عن عمله ، فهو تاجر كبير
يبيع السيارات الفارهه والفخمه

لكن كل شيء يهون لأجل إبنته الكبيرة

" إذهب لعملك حبيبي ، أريد
التحدث مع المدير هنـا "

اومأ ليعانق زوجته ثم يذهب
نحو عمله

➺ • ➻

دخلت بسيقانها المرتجفه لداخل
هذه المدرسة المُخملية المليئة
بالطُلاب

وحدث أكثر ما تخاف منه

نظراتهم مصوبة نحوها !

وذلك جعلها تبتلع ريقها عدة
مرات بينما قلبها لا يتوقف
عن القفز

لتغمض عينيها تحاول تهدئه
نفسها بينما لم تتوقف عن
التقدم

بالتأكيد تبدو قبيحة
وضعيفه و مُريبه

هي لم تتجرأ على أن ترفع
رأسها وتنظر في عيونهم

لكنها متاكدة أن جميع الفتيات
هنا أجمل منها ، يكفي أن
رائحة الثقة والغرور تنبعث
منهن ببذخ

هكذا ترى نفسها .. قبيحة

لكن في حقيقية الأمر ؟
هي ليست كذلك !!

فهي تمتلك شعراً بنُياً فاتح اللون ،
طويلاً يتساقط على ظهرها كأمواج
ناعمة حيث طوله يصل لنهاية ظهرها

لديها وجه متناسق ناعم وحواجب
طبيعية جميله تناسب ملامحها

تمتلك رموشاً تدفع الفتيات هذه
الأيام ثمنها لتحصل على مثلها

شفاه ممتلئه بشكل بسيط وعيون
عسلية مُشعه دافئة كالشمس

طولها يميل للقُصر أكتر منه للطول
بشكل يجذاب أي رجل

تمتلك جسداً نحيلاً بسبب امتناعها
عن تناول الطعام في كثير من الأحيان
كون شهيتها مُنعدمة

لكن ذلك لم يمنع جسدها من الحصول
على خصر منحوت مُلفـت

ببشـرة بيضـاء شاحبـة

لكن ما فائدة كل هذا الجمال
طالما لا تثق بنفسها ولا بملامحها؟

طالما ترى نفسها قبيحة ..
لا فائدة من جمالها !

فهي تكره الكثير من مواصفاتها
وخاصة لون بشرتها ، تتمنى
لو أنها ليست بيضاء هكذا

بنظرها هي تبدو وكأنها مريضة
لا حياة فيها بسبب هذا الشحوب

بعكس رونـا التي تمتلك بشرة
حنطية جذابة ، فهي لطالما حسدتها
على لون بشرتها الجميل هذا

توقفت عن السير ، تشعر
أنه لا يمكنها الإكمال

الكثير من الطلاب !

الكثير من العيون والكثير من النظرات!

الكثير من الثرثرة والضحك

ما كل هذه الضوضاء!

هي تريد الهروب لمكان بعيد ثم البكاء

اشتاقت لغرفتها كثيراً ، منطقة الأمان
والراحة الخاصه بها

تشعر أنها عارية أمامهم وأمام
نظراتهم الثاقبة

البعض يشير لها والبعض يتحدث
واخرين يحدقون بوقاحه وفضول
كونها جديدة

داخلها يرتجف للغاية ، تكره أن تكون
محط الانظار هكذا

وبالطبع هي لم تتجرأ على اطالة النظر بهم

لمحة سريعه ثم عادت تنظر للأرض
بينما تضغط على أناملها بتوتر

بالتأكيد هي لا تبدو بمظهر جيد

هل يسخرون من ملابسها؟
طريقة سيرها ؟

هي ليست جميلة لذا بالطبع
سينظرون لها هكذا

امتلأت عينيها بالدموع .. هي تفكر
جدياً بالإلتفات والعودة للمنزل

والدتك !! لا تنسي ذلك!

وصلتِ لنقطة لا رجوع فيها

ووسط كل ذلك التخبط الذي
كانت به .. ومنذ دخولها من الباب
الكبير كان هنالك تلك العينان
السوداء الثاقبه التي ترصدتها

يفحصها بعينيه من الأعلى
للأسفل

يدقق الملاحظة في كل أنش بها
وكأنه صقر متمرس

أما هي بحثت بعينيها عن مكتب
مجلس الطلبة ، أرادت البكاء
عندما لم تجده

لكن وقبل أن تنهار فعلياً
هي وجدته اخيراً!

زفرت براحة كبيرة لتتجه لمكانه ،
هنالك عدة طلاب يأخذون قوائمهم

اصطفت خلفهم تنتظر قدوم دورها ،
ولم تنبس بشيء عندما كان هنالك
طلبة يأتون حديثاً ويقفون أمامها

لا تتجرأ على فتح فمها أساس

هي فقط تصمت وتنتظر بينما
عينيها على الأرض

واستمر ذلك لدقائق كثيرة ،
يأتي الطلاب ويرحلون وهي
لازالت في نفس بقعتها

" أختي!! ما الذي تفعلينه هنا ! "
ذلك الصوت أخرجها من دوامة
شرودها لتنظر ناحية الصوت

ولم تكن سوى رونـا التي أقبلت
نحوها عندما لمحتها هنا
بالصدفة

فهنالك الكثير من الطلاب الذين
أعطتهم قوائمهم لذا لم تتسنى
لها أي فرصة لفحص المكان
بحدقتيها

هي لا تصدق عينيها ! ماذا
تفعل شقيقتها هنا !

وبالنظر إلى أنها ترتدي الزي
المدرسي إذاً هي مسجلة
هنا ! هذا لا يصدق!

هي لم تكن تعلم عن التحاق
شقيقتها كونها لم تخبر أحداً

ووالديها احتفظا بالأمر
كونها أرادت هذا

لتتجهم ملامح المعنية بحنق مردفة
" لا تناديني بأختي ! هل جُننتِ! "

لتزفر رونـا بإمتعاض على كلام شقيقتها
المُتبرية منها فعلاً

أمسكت غصتها لتتجه نحو جهاز
الحاسوب هنا ، بحثت عن اسم
شقيقتها ثم طبعت جدولها

" تفضلي ، إنه جدول الفصل الدراسي
برفقة رقم الغرفة ، وهذا كُتيب يحتوي
على كل معلومات المدرسة ومرافقها
من أماكن الدراسة والصفوف إلى
الكفتيريا وكل ما يلزمك ..
فصل دراسي مُوفـق "

هي أخذت تلك الأوراق
ثم ذهبت دون أن تنبس
بأي شيء لرونـا التي
شعرت برغبة في البكاء

لا تريد أن تتم معاملتها
بهذا الشكل من شقيقتها
الكبرى

لكن ما باليد حِيلـة !

○ ◌ ◍

علي الذهاب للمرُشدة الآن ،
هذا ما اخبرني والدي به
البارحة

بحثت كثيراً بعينيها دون
جدوى ، لتشعر بأنفاسها
اختفت كون أي جهة تسير
نحوها تقع فيها ضحية
لنظراتهم

نظرت لباب الحمام لتفتحه وتدخل
دون تفكير ، تريد مكاناً تهدأ به وحدها
و تستجمع فيه نفسها

لتشهق وتخرج من الحمام فور رؤيتها
لعدة رجال داخله واحدهم كان
سينزع بنطاله للأسفل!!

اللعنة إنه حمام الرجال !

ما أن أغلقت الحمام بخوف وارادت
أن تسدير هي شهقت فور ظهور ذلك
الجسد الكبير امامها

لينظر لها بإستغراب ، هذا
حمام الرجال صحيح؟ لما
هي خرجت منه؟

نقل عينيه الزرقاوتين نحو الحمام
يتأكد أنه للرجال وعندما فعل أعاد
نظره لها ، كانت متوترة وخائفه

" أنتِ بخير ؟ "
أردف ذلك الأجنبي نحوها لكن
جسدها تيبس فحسب

شدت بأناملها على الأوراق
التي بيدها لتردف بعد مشقه

" أين غرفة المرشدة! هي
عليها أن تراني .. أ-أقصد
علي أن أراهـا "

قهقه المعني على حديثها
المرتبك ليُشير بيده
مُردفاً

" في تلك الغرفة التي بالزاوية ،
ولا تقلقي إنها مدرسة طبيعية ..
لا نأكل فيها لحم البشر بالعادة "

أردف يقصد توترها هذا ثم
دخل للحمام

تجاهلت كلامه وذهبت نحو
تلك الغرفة

الشكر للرب أن بحثها
لم يمتد لدقائق أخرى
فلا وقت لديها

..

دخلت لدى المُرشدة التي كانت
تنتظرها ، رأت جداولها وصفوفها
وبدأت بتعريفها على مرافق
المدرسة وكل شيء بها

حاولت طمئنتها لكن دون
جدوى فعقلها وكأنه مغلق
لا يستمع لأحد

لذا المرشدة تركتها على راحتها

" والأن وقت الحصص قد حان ،
سأخـذك لصفـك "

ومن الجيد أن هذه المرشدة
متواجدة حقاً

والدها نفع في شيء اخيراً

كان الطريق للصف هادئاً ،
كل الأروقة أصبحت فارغه
ولا أحد بها كون الحصص بدأت

يوجد أمن ونظام كبير هنا
على ما يبدو

طرقت المرشدة عدة مرات
على باب الفصل لتدخل
وتقاطع كلام الأستاذ
الذي يرحب بالطلبة

لكن وسط هذا السكون الذي
حل فجأة والنظرات المصوبة ،
هي لم تستطع دخول الصف

ساقيها ترتجفان كالهلام

" أهلاً بالطُلاب والطالبات ،
أتمنى لكم فصلاً دراسياً سعيداً ..
لدينا هنا طالبه جديدة أتمنى
أن ترحبوا بها "

الجميع نظر ولكن لا طالبة

هذا يبدو مضحكاً حقاً

لتذهب المرشدة نحوها وتمسك
يدها ثم تدخلها للفصل

" عرفي عن نفسك للجميع "

يا لفرحتي اهنالك تعريف
عن النفس أيضاً ؟

ألن ينتهي هذا اليوم ؟

رفعت رأسها لتلقي نظرة
سريعه عليهم وهذه لم
تكن فكره جيدة

فهي لمحت الكثير من
ملامح الإستنكار
والسخرية

وهنالك تلك العينان السوداء
الثاقبة التي تنظر لها وكأنها
فريسة.. هي شعرت بالخوف
حقاً

وهذا جعل عينيها ممتلئة
بالدموع

لكن رغماً عن مشاعرها
وانكسارها هي لم
ترى شيئاً في عقلها
سوى والدتها

عليها أن تفعل ذلك لاجلها ،
أن تحاول على الأقل

" مرحباً إسمي كيـم لـوران "

هذا الشيء الوحيد الذي
أردفته وبالكاد فعلتها

لتستدرك المرشدة الأمر مردفة
" إنها طالبة مهذبة وذكية ،
أتمنى أن تعاملوها جيداً "

لتنظر بعدها المرشدة نحو المقاعد

كان هنالك مقعد واحد فارغ
في الزاوية وبجانب الكثير
من المزعجين

لتعيد نظرها لمنتصف الفصل
وبالتحديد نحو تلك الطالبة
مُردفة

" جيزيـل"

" أجل استاذة ؟ "

" انهضي من مكانك
و اذهبي للجلوس هناك "
أردفت تشير نحو ذلك
المقعد الفارغ

لتقطب المعنية حاجبيها مردفة
" لكن استاذة -- "

" هيا جيزيـل "
لتفعل الطالبة وتنهض على
مضص بينما ترمق الطالبة
الجديدة بحقد

" تفضلي بالجلوس بجانب
أوليڤـر "

لتنظر لـوران فوراً نحوه بينما
تبتسم

هو كان مذهولاً أنها هنا !
فهو يعلم بحالتها النفسية
منذ عدة سنوات

كونه سمع والده وهو
يتحدث مع والدها
بالصدفة

أما هي أومأت لتذهب
وتجلس بجانبـه

عدة أحاديث للمرشدة مع
الاستاذ ثم ذهبت

أساساً والد لـوران عندما
تحدث مع المرشدة البارحة
أكد عليها أن تضع ابنته
في صف ابن خالها وأن
تجلس بجانبه

لذا هي فعلت ما طلبه تماماً

ليغلق الأستاذ الباب خلف
المرشدة التي ذهبت مُردفاً
" أتمنى لكِ فصلاً دراسياً
سعيداً لـوران "

حسناً الأساتذة هنا لطيفون حقاً

•••

" لذا سيدي المدير ، مهما طلبت
لـوران أو أرادت أتمنى أن يُنفذ لها ،
فهي ليست معتادة ولا مُتأقلمـه "

أردفت سوريـون نحو المدير
الذي اومأ متفهماً لكلامها

هي لم تخبره بالكثير ، فقط
أخبرته أن ابنتها جديدة هنا ،
خجوله وانطوائية

" لا تقلقي سيدتي ، سنهتم بها
جيداً .. ماذا عن ابنتك رونـا ؟
أتريدين معاملة خاصه لها ؟ "

" لا لا داعي ، فقط لـوران .. فكما
أخبرتك هي حساسة وغير معتادة ،
أريد أن تهتموا بها جيداً "

لتنهض بعدها سوريـون ، تمنت
يوماً سعيداً للمدير ثم أتجهت
نحو الخارج

لا تريد العودة للمنزل ، لا يزال
لديها وجهة أخيره عليها
الذهاب لها

طرقت باب المرشدة عدت مرات
لتفتح لها مُبتسمه بينما تحثها
على الدخول

" تفضلي سيدة كيـم "

لتجلس برفقتها

" أتيت للحديث معكِ حول
ابنتـي كيم لـوران "

" أجل في الحقيقة والدها تحدث
معي البارحة لأجل وضعها في
صف ترتاح به والان فقط عدت
بعد أن اخترت لها مكاناً مناسباً "

" شكراً لجهودك ، في الحقيقة
أريد إخبارك الكثير عنها "

لتومىء المرشدة تحثها على الإكمال

" في الحقيقة هي عاشت طفولة
ليست إعتيادية كباقي الأطفال ،
أنا أخبر الجميع أنني والدتها
ولم أشعر خلاف ذلك أساساً ..
لكن هنالك حقيقة عليها أن تُقال،
والدتها متوفاة منذ سنين كثيرة ،
ورغم أنني حاولت ألا أشعرها بأي
نقص لكن بلا فائدة فهي كانت طفلة
متطلبة عنيدة لا تريد سوى والدتها ،
تشفق على نفسها وحالها مما جعلها
تدمر نفسها داخلياً "

صمتت سوريـون كون نبرتها
بدأت ترتجف

هي تحزن عليها كثيراً ، لا يجب
لأي طفل أن يفقد والدته الحقيقة
خاصه في عمر كهذا

فحنان الأم وقلبها لا مثيل له!!

لكنها تماسكت لتكمل
" تم تشخصيها بالكثير من الأمراض
التي لم تعلم معناهم سوى عندما
نضجت .. وذلك مؤلم كثيراً ،
مسميات هذه الأمراض كانت أكبر
من عمرها وسببت وقعاً قاسياً
بداخلها "

" لكن ما هي هذه الأمراض؟ "
أردفت المرشدة بينما تشعر
بالحزن على حال هذه الطالبة

" لديها اعتلال نفسي ، متوحدة
وانطوائية وغير قابلة للإختلاط
بالمجتمع و لديها اكتئتاب واضطرابات
السلوك الفوضوي والمُعادي للمجتمع ..
ومنذ سنين كثيرة تلقت تعليماً
منزلياً وهذه مرتها الأولى في
الإختلاط فعلياً "

لتضع المرشدة يدها على
فمها بصدمة

هي مجرد طفله كيف تصاب
بكل هذا !

" أعتذر على ما سأقوله سيدة
كيـم لكن هل أنتِ متاكدة بشأن
وضعها بين بؤرة طلابيه كهذه؟
ألن يكون خطيراً عليها؟ "

" لا أعلم حقاً لكن لا ضرر
من المحاولة ، أنا من ربيتها
طوال طفولتها .. هي لم تكن
كذلك ، كانت فتاة مشرقة
وكثيرة الحركة .. دائمـة
الإبتسام كوالدتهـا "

ثم بالطبع كل شيء تغير عندما
علمت أن سوريـون ليست
والدتها .. وأن رونـا تنعم بكل
شيء عكسها

وانه حتى الشخص الوحيد
التي أحبته .. أوليڤـر

اتضح أنه يحب شقيقتها

هي كانت مدمرة وتعيسه ،
رفضت الجميع وابتعدت عنهم

اصيبت بالإكتئاب ثم توالت عليها
الأمراض النفسية الأُخرى ، بسبب
انعزالها واعتيادها على ذلك الإنعزال

وانفعالها الشديد برفقة إنهيارها
إن اقتربوا منها

فالخير لها في بعدهم

" تحدثتُ معكِ بصراحة تامـة
لتتابعي أحوالها ولتتحدثي
مع الأساتذة ليجعلوا الأمور
أسهل وأبسط عليها .. ولأجل
جعلها تنخرط مع الطلاب بشكل
أكبر ، أنا أثق بمدرستكم
وبأساتذتها وبـكِ "

لتبتسم المرشدة بلطف
على كلامها و تطمئنها
" لا تقلقي سيدة كيم سنفعل
ما بوسعنا ، هي في الحقيقة
محظوظة لحصولها على
زوجة أب مهتمه مثلك .. شكراً
لقدومك ومشاركتي هذه الأمور "

لتبتسم سوريـون نحوها ثم نهضت ،
شكرتها بلطف لتذهب بعدها

سوريـون ستحاول مساعدة لـوران
على التأقلـم قدر الإمكان

فهي تستحق الأفضل

+++

أنتهت الحصة الأولى ، ليخرج
الأستاذ ويبدأ الطلبة بالتحدث

" لـوران لا أصدق أنكِ هنا !
لما لم تخبريني ؟ "

أردف بينما يبتسم ابتسامته
التي تحبها

هي ترتاح بوجوده فحسب

وقبل أن تردف بأي شيء
استمعت لذلك الصوت
الثخين الذي جعل
جسدها يقشعر

" ماذا أوليڤـر ؟ ألن تعرفنا عليها ؟ "

ليستدير أوليڤـر نحو صاحب الصوت
الذي يجلس خلفه ليردف

" حسناً سيد فضولي ، إنها
ابنة عمتي .. كيـم لـوران "

" حسناً لستُ أرى سوى ظهرها "

" لا تكن لئيماً جون !!
ربما هي صمـاء "
أردف الطالب الذي يجلس
بجانب الغرابي بمزاح

وهي استمعت لذلك الصوت سابقاً ،
أليس نفسه ذلك الأجنبي الذي
كادت تصطدم به عند خروجها
من حمام الرجال ؟

" هل هي شقيقة رونـا ؟ أم
ابنة عمة ثانية لك ؟ "

" هي شقيقة رونـا "

ألن تتخلص من رونـا حتى هنا !

" لـوران هيا لا بأس "
همس اوليڤـر بنبرة ذُبت فيها
لأستجمع القليل من شجاعتي
وأفعلها

أستدرت لأرى الإثنان يحدقان نحوي

وأجل توقعاتي كانت صحيحة
فمن كان خلفي هو صاحب
العيون الزرقاء

أما من يقبع خلف أوليڤـر
هو من نظر لي بكثافة
عندما دخلت للفصل
قبل قليل

دُرجي أنا و أوليڤـر في منتصف
غرفة الفصل وبالمقعد قبل الأخير

أما هما في الدرج الأخير

" أووه أنتِ تلك الفتاة الذي خرجت
بتبعثر من حمام الرجال ! "
أردف بعد أن رأى ملامحها

لكنها فقط تجاهلته وبقيت صامته

أما ذلك الهادئ بريبة أردف

" هي تبدو غريبـة "

هذا الشيء الوحيد الذي أردف به
صاحب العيون السوداء مما
جعلها تتوتر أكثر

" بالنسبة لي تبدو جميلة فحسب ،
على أي حال أسمي رافاييـل
تشرفت بمعرفتك "

أردف صاحب العيون الزرقاء
لتومىء له هي فحسب

ألا مكان للهروب من هنا ؟

" لا هي حقاً غريبة "
بنظراته ونبرته المُصرة هذه
هي تمنت من الارض أن
تنشق وتبتلعها

" ما الأمر ؟ ماذا ؟ هل ستبكين ؟ "
هو كان يسخر منها بوضوح
عندما نظر لتبعثرها

لا تعلم لما تخاف نظراته وكلامه الواثق ،
تشعر أنه يرى ما بداخلها وهذا مخيف

" كن ودوداً معها وعرف عن نفسك "

أنقذها أوليڤـر من ذلك المُفترس
الذي يتربص بها

" جيون جونغكوك "

لتومىء نحوه بلا اهتمام ثم
استدارت تجعل ظهرها ما يقابلهم

تريد فقط بعض الهدوء والسلام

لتستمع لكلامه الذي يجعل
من يدها تتعرق

" تبدو مُختلفـه عن رونـا "

فبالطبع الجميع يعلم شقيقتها
كونها بمجلس الطلبة

هي اجتماعيه وبشوشة و ودودة

لذا الفرق يُلاحظ

و جونغكوك ليس متنمراً
أو لعيناً .. بل فضولي
ويحب المضايقة

وقبل أن تستمع للمزيد من كلامه
الذي يجعلها تضطرب

" هي أنتِ! انظري إلي! لا يمكنك
الجلوس مكاني هل تفهمين ؟
انهضي الآن وأغربـي
عن وجهـي "

أردفت جيزيـل التي وقفت
أمامها بغضب بينما تشير
لها لتنهض

اجل هذا ما ينقصها !

يبدو أنه فصل دراسي حافل!!!

.

.

.

.

_

الزي المدرسي للبنات

الزي المدرسي للأولاد


المدرسة الداخليـة 💚

-

وبس والله 🫣😂😂

رأيكم بالبارت ؟

كلام زوجة الأب للـوران بإنها
بتشبهها هي عشان تحفزها

بالبارت هاد انوصفت ملامح
البطلة واسمها ، رأيكم؟

بتحبو شغلة اليوميات؟
ورأيكم فيه؟

زوجة والدها حكت مع المدير
ووصت المرشدة عليها ،
رأيكم ؟؟ 🤍

و موجوده بالصف مع أوليڤـر
وجونغكوك طبعا 🫢❤️

جيزيل هجمت عليها 🙂🙂
توقعاتكم عن شخصيتها
و دورها ؟؟

توقعاتكم للقادم ؟

طبعاً الأحداث رح تكون أحلى
وأحلى مع كل بارت

إلى لقاء أخر جميلاتي 🩷💞


Continue Reading

You'll Also Like

16.2M 346K 57
باردة حياتها معه ....لا تعلم سبباً واحداً يبرر بروده معها أو عدم اهتمامه بها...فقد تزوجها و لا تدرى لما اختارها هى تحديداً..؟! سارت كالعمياء فى طريقه...
51.6K 2.6K 24
𝐘𝐎𝐔 𝐓𝐇𝐈𝐍𝐊 𝐓𝐇𝐀𝐓 𝐘𝐎𝐔 𝐊𝐍𝐎𝐖 𝐁𝐔𝐓 𝐘𝐎𝐔 𝐃𝐎𝐍'𝐓..!? أقــسـمَ لسَــانـُـه وشَــهدَتِ مَــلائِـكَـة السَـمـَاء وشياطِـين الجحـيم أنه...
10.3M 252K 55
من بعد تلك المرة الوحيدة التى جمعها القدر به اصبحت من بعدها غارقة بحبه حتى أذنيها..قامت بجمع صوره من المجلات و الجرائد محتفظة بها داخل صندوق كما لو ك...
15.7K 1.3K 5
ألِكسندر مارتيني ، مُفَكِّك القنابل و العقِيد القائِد للقوات الخاصَّة الإطاليَّة ، رجل من صميم الجليد فِي بذْلة قاسية توحي على صلابته ، أما عيناه فق...