على ضفاف الأمل ٢

By Coldsnow5

4.6K 463 688

الجزء الثاني من رواية على ضفاف الأمل نلتقي ... الأحلام ما هي سوى طريق طويل مليء بالصعاب و الأشواك يستسلم المُ... More

الفصل الأول
الفصل الثاني
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع

الفصل الثالث

552 72 94
By Coldsnow5

~ الكاتبة ~

لم تكن تلك الليلة عصيبة على السحرة فقط و قادتهم ، فكما قال كارل من سيتمكن من النوم وهو يعلم أن أحد أفراد أسرته مُعرض للخطر ؟

آلفريد لم يتوقف عن التفكير و استحضار بعقله مئات الاشخاص الذين قد يفعلون أمر كهذا مع دوافعهم !

لكن ما يؤرقه فعلاً هو عدم مقدرتهم على إتهام كل هؤلاء و نشر الفوضى بالأرجاء ، عليهم إبقاء ما يحدث سري حتى لا تكبر المشكلة و تتفرع أكثر !

جاك هو الآخر لم يستطع سوى التفكير بمن له أي عداوة سابقة مع كلارنس فمهما حدث هو لا يشك ولو لثانية أن ذلك الفتى قد يقوم بما يجبرهم على نفيه و ختم ذكرياته ! إلا لحمايته من أمر أعظم أو منعه من ارتكاب حماقة شديدة لوقت مؤقت .

و بغرفة أخرى شعر بتوأمه يستلقي بجواره على ذات الفراش ليستدير مُقابلاً له بينما يتحدث بهدوء :" ما الأمر لوسيان ؟ "

عبس توأمه بخفة وهو ينطق بضيق :" لماذا علي أن أكون من يتنبأ دائماً بهذه الأمور الفظيعة ؟"

ضحك بشيء من الخفة وهو يبعثر شعر شقيقه بينما يجيب :" ولماذا أنت مُهتم يا أخي بذلك ؟ على الأقل هذا يُعطينا وقت للتفكير و البحث ! ثم حتى أنا ذات مرة تنبأت بموتي صحيح ؟ "

تجهمت ملامح الأصغر بينهما وهو يضع يده على شفتي شقيقه ناطق بإعتراض :" لا تُكمل لو ! بحق الإله تلك الأيام كانت الأسوأ بالنسبة لي ، و أنت كُنت مجرد وغد "

ضحك مُجدداً لكن هذه المرة بشيء من الصخب قبل أن يجيب :" كم مرة يجب علي أن أعتذر لإني تشاجرت معك من دون سبب ؟! أنا آسف "

أشاح بوجهه لجهة أخرى وهو يهمس :" حتى تتمكن من إجباري على نسيان كمية الألم و الرعب و اليأس التي عشتها بسببك بذلك الوقت "

داعب خُصلاته بهدوء بينما يغمض عيناه وهو يفكر بأن توأمه حقاً تجرع الكثير بتلك الفترة ، مع ذلك هو نطق بهدوء نادر :" لكنني هُنا الآن يا أخي "

استدار لجهة أخرى بينما ينطق بهدوء :" لا يهم ! علينا النوم الآن أو سنتأخر بالغد "

هذا ما نطق لوسيان به و حاول كلاهما تنفيذه لكن الحقيقة كانت مُختلفة فأي منهما لم يذق طعم النوم بتلك الليلة .

~ هنري ~

بما أن الخلود للنوم كان آخر ما يمكنني فعله قررت النهوض و العمل ، مع ذلك ما كانت أفكاري بما أفعله حقاً ، لا أعلم هل النبؤة قدرة جيدة أم سيئة !

الجميع بات بحالة من الرعب و التشتت وهذا سيء ، الأمر سيضعفنا و لن نتمكن من التفكير بشكل سليم حتى ، لاسيما أن كلارنس محبوب بالفعل من قِبل الجميع و بهذا الأمر يمسهم جميعاً دون إستثناء .

عضضت على شفتي قليلاً بينما أُعيد بعض من خُصلات شعري الداكنة للخلف ، لابد من العثور على حل لكل ما يحدث لكن حتى ذلك الوقت علي الحفاظ على هدوئي وعدم الانسياق خلف مشاعري فقط !

أعلم أن هذا الأمر صعب بالفعل لكننني خُضت ما هو أصعب من ذلك بالماضي و لن يكون الأمر أسوء أو هذا ما أتمناه على أي حال .

ضيقت عيناي الزرقاوتين عندما شعرت بتواجد شخص آخر معي بالمكتب ، حدقت بزاوية ما قبل أن أهتف بحدة :" من هُناك ؟"

ظهر من مكانه حيث كان جسده يختبئ خلف المكتب ، رمشت عدة مرات بحيرة قبل أن أردف بهدوء :" ليو ! ماذا تفعل هُنا ؟ "

هو رفع إحدى يديه من فوره لينطق بابتسامة :" أعتذر سيدي لكن فقط لم أستطع النوم و قدمت هُنا للسير قليلاً ، إلا إنك دخلت فجأة بملامح حادة لذا فضلت الصمت وعدم إزعاجك "

تنهدت بتعب فهذا الفتى يخاف مني حقاً ! هو لم يفعل أي أمر سيء لي و مع ذلك يخشى الحديث معي أو مواجهتي لاسيما إن كنت غاضب أو أفكر بأمر ما !

أومأت له إيجاباً بهدوء و عُدت لعملي فقط ، هو الشقيق الأصغر لريو و يبدوا أنه للآن لا يثق بأنني سامحته و شقيقه على كُل ما حدث معي بالماضي .

تنهدت بتعب عندما هو تقدم ليقف أمامي كطفل صغير تائه ، رفعت بصري له مُجدداً لينطق بتردد :" سيدي هنري هُناك أمر ما يُزعجني و .. "

هو أخفض رأسه و صمت تماماً و أنا فقط كنت بإنتظار أن يُتم حديثه إلا أنه لم يفعل ذلك بل ملامح وجهه بدت لي وكأنه يصارع نفسه لينطق ، نهضت بهدوء لأقف أمامه وهو فقط تراجع بسرعة ثم إنحنى لي و غادر المكتب و أنا تجمدت بمكاني لوهلة فحقاً ما هي مشكلته معي ؟

حسناً هو محظوظ أنني حقاً أرغب بالتفكير بأمور أُخرى سواه و إلا لما سمحت له بالإنسحاب ببساطة و بتلك الطريقة المُستفزة !

~ الكاتبة ~

أشعة الشمس بدأت بإشراقها المُعتاد بغير إهتمام بمن لم يحظى ولو لثانية واحدة من النوم ، تُعلن كعادتها أن يوم جديد كُتب للشخص أن يعيشه و يواجهه مهما كانت ظروفه باليوم السابق دون راحة أو مهما كُتب له أن يواجهه بهذا اليوم !

فتح عيناه بإرهاق شديد بسبب حركة ما بالغرفة ليجد توأمه أمامه يرتدي ثيابه الرسمية ، هو كان منهمك بإغلاق أزرار قميصه دون مُلاحظته ، أشاح ببصره مُحدقاً بالساعة أمامه لينطق بلا وعي :" الوقت مُبكر للغاية ! أأنت جاد كارل بخروجك الآن ؟ "

مع أول حرف نطق به توأمه هو عبس بخفة قبل أن ينطق بإستياء :" هل أيقظتك ؟ يُمكنك العودة للنوم الآن ! "

أومأ سلباً بينما يبعد الغطاء عن جسده وهو يتحدث بعناد :" أتذهب يومياً للعمل بهذا الوقت ؟ "

تنهد بتعب فهو أكثر من يُدرك أن شقيقه هذا إن قرر العناد فلن يتمكن من منعه حقاً ، لذا أجابه :" أجل أنا و هنري دائماً ما نتواجد بهذا الوقت بالمكتب ، نقوم بتجهيز كل شيء و تنظيمه و عندما تأتي أنت يكون تبقى العمل المهم فقط "

~ كلارنس ~

اتسعت عيناي بصدمة ، أحقاً كانا دائماً يقومان بكل هذا ؟ ثم آتي أنا و أتذمر من العمل و أترك نصفه !

بل حتى أتذمر بشأن أن لا أحد يساعدني و أطالب أن يأخذ كارل مكاني ، و لو حدث و فعل هل كنت لأصبح مُساعد جيد مثله ؟!

بحق الإله إلى أي درجة أنا شخص أناني و عديم مسؤولية ؟! لماذا أنا ...

قُطعت أفكاري عندما شعرت بكارل يجلس امامي بينما يُرتب لي خُصلاتي المُبعثرة و هو ينطق بلطف :" لا تفكر كثيراً بأي شيء ، إعلم تماماً أننا نفعل هذا لأجلك فحسب و برضى كامل ، كلارنس أنت بالنسبة لنا كشعاع الأمل وسط الظلام "

حدقت بعيناه مُباشرة بينما أردف :" لكل منا دور بهذه الحياة ، أنا لستُ بالشخص الإجتماعي و لا أُحب الاختلاط بأحد لذا العمل من الصباح للمساء أمر يلائم من أكون و الأمر ذاته مع هنري أو ريو ، أنت مُختلف شخص يبعث المرح و السرور بالمكان الذي يتواجد به ، أنت قادر على جعلنا نبتسم و نتصرف براحة مهما كان الوضع "

تنفس بعمق قبل أن يختتم كلامه :" لا تظن أنك عبئ أو بلا فائدة ، فكما قلت لكل منا دوره يا أخي ، و ثق بي أنت تجيد دورك جيداً لذا لا تفكر بأي أمر آخر ."

ما إن إنتهى حتى غادر المكان من فوره ، و أنا إستلقيت على فراشي مُجدداً أفكر بكلماته ، لكن إن كان ما يقوله صحيح إذاً لماذا أنا لازلت أشعر بالإستياء ؟!

أغمضت عيناي بمحاولة يائسة للسيطرة على كل تلك المشاعر بقلبي ، حتى أنني نسيت كل ما يحدث حولي بما في ذلك وجود شخص آخر هنا بالغرفة و الذي تذكرته فور أن نطق بإنزعاج :" إن رغبت لنذهب الآن للمكتب كلارنس و توقف عن التفكير بهذه الأفكار ! "

ألقيت الوسادة عليه بينما أهتف بإستياء :" أجل لو كان الأمر مُتعلق بك لتوقفت عن قول هذه الكلمات اللعينة وكأن لا شيء سيحصل أو أنه أمر بغاية البساطة "

أنهيت عبارتي بعد أن خذلتني الدموع ، هذا مؤلم الجميع يتحدث و كأن ما سيحدث هين !

أنا خائف بحق الإله ، لا أريد أن أفقد ذكرياتي مرة أخرى ، تجربة ذلك الشعور المقيت بالضياع لا أريده ، و قطعاً لا رغبة لدي باستعادة ذكرياتي فجأة لأذكر أنني بت شخص منبوذ بين أسرتي ، شخص قام بعمل ما لا يغتفر لذا تم عقابه بهذه الطريقة و التي هي أسوء من الموت حتى .

شهقت بشيء من الخوف باللحظة التي وضع ديفيد يده على كتفي ، حدق هو بي للحظات قبل أن يحتضنني بخفة و أنا فقط تشبثت به بقوة شديدة .

~ ديفيد ~

لم أستطع فعل شيء سوى إحتضانه ، أعلم تماماً أنه خائف ، وهذا يجعله بعيد تماماً عن رؤية الخوف الذي يستوطن قلوبنا جميعاً .

نطقت بهدوء شديد :" تعلم كلارنس أنك سيدي و أنت تستطيع الشعور بي صحيح ؟ أترى أنني بخير حقاً ؟ بماذا سيفيدنا البكاء منذ الآن ؟ نحن نعمل على منع ذلك من الحدوث ، تلك الثقة بأصواتنا و هدوء أفعالنا نابعة من معرفتنا أننا حالياً سنبذل كل ما بوسعنا لمنع تلك النبؤة من الحدوث و تذكر أنك و كارل حطمتما نبؤة موتنا جميعاً لذا ثق بنا كلارنس أيمكنك ؟ "

شعرت به يهدأ تماماً قبل أن يُبعد نفسه عني ، هو أشاح بوجهه قليلاً قبل أن ينفخ وجنتيه قليلاً بشيء من الإحراج وهو ينطق :" آسف ديف ، أعدك سأفعل و أثق بكم "

قفز هو بعدها من الفراش لينطق بمرحه المُعتاد :" إذاً لنذهب لتناول الطعام ثم ننطلق لإزعاجهم بالمكتب ! أراهن أنهم يشعرون بالملل و بحاجة لبعض المرح هناك "

رفعت أحد حاجباي بينما أنطق بإستنكار :" أتعني لن تذهب لمُساعدتهما ؟ "

نظر لي بشيء من السخرية وهو يجيب :" عمل و مُنذ الصباح الباكر ؟ عزيزي تواجدي هُناك مُبكراً حدث يستدعي إحتفالاً لوحده فما بالك لو طلبت منهم العمل ؟! قد يصابون حينها بنوبة بسبب الصدمة "

لم أستطع منع نفسي من الضحك حقاً بينما أسير لخارج الغرفة لأتركه يستعد للمغادرة ، هو حقاً يحاول أن يحسن من نفسيته و أنا أعلم جيداً أن هذا صعب قليلاً عليه لكنه بدأ على الأقل بالمحاولة وهذا جيد ، فتوتره سينعكس بالكامل علينا جميعاً .

~ الكاتبة ~

هو قضى ليلته بالكامل أمام النافذة مُحدقاً للخارج بشرود ، لم يكن ذاك الوعد الذي أطلقه على كلارنس بالأمر الهين و مع هذا هو أراد إعطائه شيء من الراحة على حساب نفسه !

أن حدث و اضطر لتحقيق ذاك الوعد بقتله بيداه لن يسامح نفسه مُطلقاً ، هو بالماضي أُجبر على التخلي عن سيده وما كان بيده أي حيلة لكن الآن لن يفعلها مُجدداً و يترك يد أحد أبنائه ، عليه تحليل كل موقف يحدث من حوله .

تنفس بعمق عندما شعر بتواجد جاك معه ليلتف إليه بينما يتحدث :" إذاً كيف سار الأمر ؟ "

ألقى المعني بجسده على الأريكة بكل تعب وهو يجيبه :" أتتوقع أن تجد نتائج من بضع ساعات ؟! بحقك الأمر ليس سهلاً مُطلقاً ! لكن مع هذا لا تقلق سأرتاح لبعض الوقت و أنطلق لأكمل ما بدأته "

تقدم من شقيقه ليربت على خُصله بينما يتحدث بإبتسامة ممتنة :" شكرا لك جاك ، أقدر لك هذا يا أخي "

رفع المعني أحد حاجباه بشيء من الإستنكار وهو يجيبه :" ما بال هذا الشكر الآن آلفريد ؟ لا تنسى أن الأمر يعنينا جميعاً ! لن يكون ديف بخير إن تأذى سيده أو تخلى عنه مجدداً "

ضحك آلفريد بخفة وهو يتحدث :" ألن تعترف أنك تفعل هذا لأجل كلارنس أيضاً ؟ لم تعد هناك مشاكل بيننا جاك ، أتذكر ما فعلته قبل ثلاث سنوات عندما أحضر لويس كارل للقصر ؟ "

قطب حاجبيه بضيق بينما يهتف :" الوضع مُختلف الآن لا أنكر ذلك ، مع هذا يبقى ديفيد أكثر أهمية لدي ، إن حدث و اضطررنا حقاً لنفي كلارنس أو قتله أريد التأكد أن يكون شقيقنا بخير "

أشاح ألفريد ببصره عنه بينما ينطق بشيء من الحُزن :" إن حدث ذلك يا جاك فليس ديفيد وحده من سيحتاج للمساعدة حقاً ! "

تمعن الأصغر بالنظر بشقيقه الأكبر ليتنهد بإستياء ، ليس و كأنه لا يحب كلارنس أو يكرهه لكن إن حدث و أجبرتهم الظروف أياً كانت يريد الخروج من المأساة بأقل الأضرار المُمكنة ، أشقائه على الأقل يريدهم بخير ثم البقية !

و هذا لا يعني أيضاً أنه لن يدافع و بكل قوته عن كلارنس أو كارل ، بل العكس تماماً هو سيفعل و سيبذل ما بوسعه لأجل إيجاد أي حركة مُريبة تهدف لإثارة النزاع فيما بينهم ، حقاً هو مستعد لبذل الكثير لحماية الجميع لكن إن لم ينجح على الأقل يريد الحفاظ على أخوته .

و المشكلة أنه من الواضح أن أخوته لن يكونوا حقاً بخير لذا الأفضل له ربما أن يبذل جهد مضاعف ، وهو فور أن طرأت هذه الفكرة له نهض من مكانه عائداً للبحث عن أي دليل قد يقودهم لتفسير النبؤة تلك !

~ لويس ~

الذهاب للشركة و العمل حقاً لم تكن ضمن مخططاتي لهذا اليوم , كل ما أردته هو قضاء الوقت مع سيدي و الإطمئنان عليهم , و مع ذلك ألفريد رفض و بكل شدة أن نتغيب عن العمل و كم هذا مُريع منه ألا يقدر قلقنا نحن أيضاً ؟

تنفست بعمق فأنا أعلم أنه يفعل لكن ربما تجمعنا بمكان واحد و كأن هُنالك مُصيبة ما قد حدثت سيزيد من تدهور نفسية الجميع , فحتى لو بذلنا كل ما بوسعنا لنكون معا بمرح سيقتل هذا الشعور فور رؤية الألم و العجز على وجه أحدهم !

شعرت بلوسيان يقف أمامي بينما يحدق بي بشيء من القلق , ابتسمت له بخفة بينما نطق هو من فوره :" لو أأنت بخير حقاً ؟"

لم أفهم سبب سؤاله حقاً ليردف هو بضيق :" كلارنس هو توأم سيدك , أنت و هو مُتصلان معاً أثق أن شعور سيدك الآن لا يمكن وصفه فهو حقاً مُتعلق به لذا ..."

أخفضت رأسي قليلاً فهو محق , سيدي لم يغفوا و لو لثانية واحدة بالأمس و فوق كل هذا و للآن دقات قلبه غير مُنتظمة , هو بحال فظيعة مهما حاول أن ينكر هذا أو يُظهر القوة , أظنه الآن يشعر بالرعُب حقاً من أن يفقده و يفكر بما عليه أن يفعله إن هو رحل حقاً بكل مرة يراه بها , و أكثر ما يُرعبني هو تفكيره بأنه هذه المرة لن يسمح لنفسه مُطلقاً بالعيش إن فقد كلارنس مُجدداً , و كأن رحيل كلارنس لا يكفي ليقرر هو أمر كهذا !

شعرت بيد لوسيان تتسلل بين خُصلات شعري و هو ينطق بلطف :" لا تقلق سنعمل على إيقاف ما سيحدث بأي وسيلة ! كارل قام بحمايتك لأجلي قبل ثلاث سنوات لذا الآن هو دورنا نحن لحماية توأمه لأجله "

ابتسمت بخفة فعيناه كانتا مليئة بالعزم و الجد و قطعاً هذه ما كانت يوماً من صفاته حقاً , أعلم أنه سيفعل أي شيء من أجلي و مع هذا عمله و خدمته مع هنري خلال هذه السنوات الثلاثة جعلتا منه شخص أكثر تعقلاً بالمواقف الجادة , بعثرت له خُصلاته الداكنة بهدوء قبل أن أنطق بشيء من المرح :" يبدوا أن مُنادتك بلوسي جعلت منك شخصاً مُجتهداً لتغيير هذا اللقب "

شهقة إنطلقت من فمه فجأة و قد تلتها محاولة لضربي بقبضته بينما ينطق بشر :" لويس ! أتمنى أنك مُستعد للموت "

و حقاً آخر كلماته وصلتني و أنا خارج الغرفة يكفيني و بشدة أنه نطق إسمي الكامل بدلاً من لو لذا علي فقط الإختباء منه حتى يهدأ ربما ؟!

~ كارل ~

كالعادة المكتب بهذا الوقت غرق بالهدوء فحسب ، فأي ضجيج سيحدث و المتواجدين هنا هم أنا و هنري إضافة لريو ؟ لطالما أنهينا أغلب الأعمال بهذه الأجواء ثم ينقلب المكتب بالكامل عند ظهور كُل من ديف و كلارنس !

إن كان كلارنس على طبيعته اليوم , لسبب ما بات ذكر إسمه يشعرني بأمر غريب و مُخيف , قلبي ينقبض برعب , أعلم أنه يفترض بي التماسك و التفكير بمنطقية أكبر لكن فقط أعجز حقاً عن فعلها .

خرجت من أفكاري وقد رفعت رأسي بشيء من الدهشة عندما شعرت بهالة كلارنس و بالفعل ما كانت سوى ثانية حتى ظهر بوسط المكتب و ديف برفقته !

نهضنا ثلاثتنا من أماكننا لنتقدم منهما فلماذا كلارنس بهيئته كساحر ؟! عندما أردت التحدث سبقني هنري الذي نطق بهدوء و عيناه الزرقاوتين تبعثان كمية كبيرة من الإستياء :" كلارنس , أتحاول اللهو منذ الصباح الباكر ؟! "

ثوان فقط ونطق أخي بضجر :" أي نوع من البرود هو هذا هنري ؟! أنا شخص مُعرض للخطر و أنت تراني بهيئتي كساحر بوقت مُبكر جداً ألا يفترض أن تقلق مثلاً ؟ "

إلتف بجسده عائداً لمقعده بينما يجيبه بسخرية :" لقد أسأت الفهم كالعادة , أنت لست مُعرضاً للخطر بل عقلك سيقودك لفكرة غبية أخرى لذا ليس علي القلق عليك بل يجدر بي إيجاد طريقة ما توقفك عن التفكير فهو لا يؤدي سوى لكارثة ؟! "

أنا و ريو فقط إنسحبنا من تلك المحادثة , لا أنكر أنني قلقت حقاً ثم شعرت بالإستياء بسبب عبثه لكن هنري أيضاً قاسي بردوده و مع ذلك كلارنس يمكنه تقبل أي عبارة منه و كأنه يرى بها معنى خفي آخر لذا فقط إن كانا على ما يرام لا يهمني التدخل بينهم .

كلارنس أجاب بينما يتجه لمكتبه بشيء من العبوس :" يا له من كرم ! بأي حال ألا يوجد لديكم بعض العصير ؟"

تحرك ريو من فوره ليحضر البعض وهو ينطق بإبتسامة هادئة :" بلى بالطبع يوجد "

بادله أخي الإبتسامة بود بينما نطق ديف وهو يستلقي على الأريكة كعادته :" و لي واحد أيضاً "

قطبت حاجباي بينما أنطق :" أنتما ! هذا المكان للعمل و ليس مقهى "

أجابني كلارنس بشيء من التهكم :" و هل تتوقع مني أن أعمل مُنذ الآن حقاً ؟ أنت مخطأ أردت فقط رؤية وضع المكتب من دون وجودي و حقاً هو مكان ممل ! لذا قررت القدوم يومياً لإعطاء الحياة لكم و له أثناء عملكم "

~ كلارنس ~

نظر لي الثلاثة بحاجب مرفوع و أقسم أن هنري و كارل مُستعدان للإنقضاض علي بينما ريو ضحك بخفة على ردة فعلهم , هو بأي حال لا يتأثر بي فعمله ينجزه أولاً ثم كل شيء آخر , بالنهاية هم عادوا للعمل بصمت و أنا فقط جلست أراقبهم بلا أي حركة أو حرف , الأمر فقط هو أنها المرة الأولى التي أراهم يعملون حقاً دون إزعاج أحد , بعد قليل سيبدأ الجميع بالقدوم , كريستي و كين , لو و لوسيان , آل و جاك , وحتى عدو أخي الأول و مصدر رعبه سيبدأ بالتحرك بالمكان كعادته , لذا لم أرهم يوماً مُنشغلين هكذا دون أي أمر آخر يُزعجهم !

و لسبب ما لم أرغب حقاً بمقاطعتهم , فقط أشعر بأنني تحولت لعجوز ما يقدر اللحظة التي يعيشها بحيث أريد طباعة هذه الصورة بعقلي للأبد , فبالنهاية هم أُسرتي التي أرى أنني حقاً أهملت عملي بينهم بالفترة الأخيرة , تنفست بعمق و قد وجدت أنني إنضممت لهم للعمل دون أي شعور !

و حقاً لم أنتبه لما أفعله إلا عندما شعرت بتحديق أحدهم بي , لذا رفعت رأسي لأجد الأربعة ينظرون لي بنظرات متفاوتة , هنري مُنزعج , أخي بقلق , ديف بإستنكار , و ريو بصدمة و أظنه أكثر شخص منطقي بينهم فحتى أنا صُدمت من نفسي ! من قال أنه يكفيهم رؤيتي صباحاً و عليهم الحُلم بأن أعمل معهم ؟!

مع ذلك أتفهم إنزعاج الأول جيداً فهو يرى أنني أحاول تصحيح ما أراه خاطئ بشخصيتي بسبب النبؤة مما يعني أنني غير واثق بما أنا عليه , هو لو كان بمكاني لربما ما سمح لأي منا برؤية أي شيء قد تغير به و لما عكس مشاعره على وجهه مُطلقاً , و تباً لقد أتيت فقط لأجعلهم يشعرون بالتسلية و بدلاً من ذلك قمت بزراعة القلق بهم .

بالنهاية ألقيت الأوراق من بين يدي و أنا أنطق :" إنها المرة الأخيرة التي أحضر لهنا بهذا الوقت المبكر ! هُناك لعنة ما بالأجواء تجبرني على العمل ، و هذا حقاً أمر لا يمكن القبول به "

أنهيت نطق جملتي لأغادر المكان من فوري و قبل سماع أي تعليق ، و فقط مذهل ماذا علي أن أفعل الآن ؟!

توقفت عن السير عندما سمعت هنري ينطق بحدة :" توقف عن السير و أنظر لي الآن "

و أنا فقط إمتثلت لطلبه دون نقاش ، ربما بسبب نبرته الحادة ؟

هو أردف بعدها بهدوء :" اتبعني الآن ! "

قطبت حاجباي بشيء من الاعتراض لكنه لم يعطني المجال لهذا ، هو فقط سار للأمام و أدرك جيداً أن تجاهله سيؤدي لكارثة ما لذا فقط تبعته بينما وجهي متجهم بالكامل ! .

~ نهاية الفصل ~

Continue Reading

You'll Also Like

1.1M 38K 39
( تحت التعديل ) أقوم بتعديل بعض المشاهد هو الالفا الملك حاكم عالم المستذئبين وحاكم مصاصي الدماء وهو هجين رباعي مستذئب وعنقاء ومصاصي دماء وساحر لا تع...
2M 27.8K 36
مهما على غرور الرجل لن يركع الا لكبرياء المرأة و مهما بلغ كبرياء المرأة علوا لن يكسره سوى حب الرجل هما كانار و الماء كا الابيض و الاسود لكنهما يشتر...
143K 6.4K 25
هـو ألـفا لقطيع القمر الدموي الذي يملك ذئبا متمردُ و قـويـًا وشـعبا أقـوى يقـود قـطيع بـ حكمهِ قبـْل ان يقوده بـ قوتهِ يـملك هـالـه مـُضلمه تحيط بـَ...
21.3K 1.1K 19
"سليلة سيلين" "تقصد نجمة القمر" ©الرواية من تأليفي الخاص لا يسمح بالإقتباس. أو السرقة و أي تشابه مع رواية أخرى يرجى إخباري...