صباح اول يوم دراسي في مدينة سوكوتشو كانت مياة البحر ترتطم بالصخور بسبب قوة الرياح لتنبعث تلك الرائحة المنعشة
كان الطلاب يتوافدون علي مدارسهم و المعلمين كذلك فقد كانت الاجواء صاخبة و مزدحمه
في مدرسة غيودونغ كانت الاضواء والاحاديث تسلط علي طلاب فريق الكريكيت الوحيد علي مستوي مدارس المدينة الذين يسيرون في الممر نحو صفوفهم
كان يسير في المقدمة شاب ذو شعر ذهبي يظهر اطرافه من اسفل قبعته و ترتسم ملامح البرود علي وجهه ويحمل حقيبة علي كتفه الأيمن بأهمال
فجأة ارتطم أحدهم بذلك الشاب ذو الشعر الذهبي وعندها أرتطمت جبهته بالحائط
تأوه الشاب بألم ثم استدار وهو يقطب حاجبيه بغضب ليعلم من الذي تجرأ علي فعل ذلك به و عندها شاهد فتاة ذو شعر بني قصير و ترتدي ملابس صبيانيه و تحمل حقيبة علي ظهرها فكانت تبدو كطالبة
اقتربت الفتاة من ذلك الشاب وقالت له بقلق وهي تمرر انامل يدها علي جبهته بخفه:هل أنت بخير؟! اعتذر لم اتعمد الارتطام بك
ابعد ذلك الشاب يدها وقال لها بغضب:لا تقومين بلمسي ولأنكِ جديدة هنا لن أعاقبك
ابتسمت الفتاة بسخرية وقالت له:هذا لطف منك
امسكها الشاب من ياقة الچاكيت خاصتها وجذبها بقوة نحوه وقال لها بأنزعاج وهو يحدق في عينيها:لو لم تكوني لا تعلمين من اكون كان سيكون لي تصرف أخر لذا أحفظي اسمي جيداً لأنه في المرة القادمة لن أكون لطيفاً كما تسخرين......أدعى كيم چونغ إن وانا قائد فريق الكركيت في هذه المدرسة لذا يتوجب عليكِ أحترامي ، ثم دفعها بعيداً عنه وأكمل سيره و يتبعه أعضاء فريقه
ابتسمت الفتاة وهي تعدل ملابسها وقالت وهي تنظر نحو چونغ إن وهو يبتعد:لنرى من سيتوجب عليه أحترام الاخر ، ثم ذهبت في طريقها
مرت دقائق قليلة و كانت تلك الفتاة التي تبدو طفولية اكثر من كونها ناضجة تدخل مكتب مدير المدرسة فهذا ما كان مكتوب علي اللوحة المعلقة علي الباب
انحنت الفتاة برأسها بأحترام لذلك الشخص الذي يجلس علي كرسي المكتب ويرتدي بدلة رسمية ويبدو منهمك في العمل رغم أن اليوم الدراسي لم يبدأ بعد
نظر ذلك المدير الي تلك الفتاة وهو يعدل نظارته ثم قال لها:اوه مرحباً معلمة أمبر فمن الجيد أنكِ منضبطه في المواعيد.....تفضلي بالجلوس ، ثم أشار علي الكرسي الذي أمامه
ابتسمت أمبر وجلست علي الكرسي حيث اشار المدير ثم قالت له بلطف:أنا معلمة سيدي لذا يجب ان اكون قدوة لهم في الانضباط
تنهد المدير ثم قال لها:من الجيد أنكِ اتيتِ الي العمل هنا فنحن في حاجة كبيرة لمعلم فلسفة فلم يمكث لدينا اي معلم فلسفة سوى أسبوع بسبب مضايقة وسخرية الطلاب منه فهم يجدون بأن تلك المادة مملة و ليست ذو قيمة
ضمت أمبر شفتيها وهي تبتسم ثم قالت له بهدوء وثقة:لا تقلق سيدي فأنا سأجعلهم متفوقون في مادتي و لن يشعروا بالملل منها مطلقاً
استند المدير بمرفقيه علي طاولة المكتب وقال لها:أتمنى ذلك ، ثم مد يده بملف وقال لها:ستجدين جدول حصصك الخاص بنصف العام في ذلك الملف و ايضاً ستجدي بعض المعلومات عن الطلاب المشاغبين حتى تتفاديهم و بالطبع اسماء الطلاب المتفوقون لدينا و بعض المعلومات التي ستفيدك في التأقلم مع الطلاب
اخذت أمبر الملف منه وقالت له بأمتنان:شكراً لك سيدي
نظر لها المدير وقال:يمكنكِ الان الانضمام الي بقية المعلمين في الغرفة المخصصة لكم
وقفت أمبر و انحنت برأسها الي المدير وقامت بتوديعه و ذهبت
وصلت أمبر الي غرفة المعلمين و عندها قامت بتعريف نفسها لهم و تعرفت عليهم كذلك
جلست أمبر علي كرسي مكتبها و تنفست بعمق ثم تفقدت جدول حصصها
عبست أمبر وقالت بصوت خافت:اوه حقاً كيف سيتقبل الطلاب بأن تكون اول حصة لهم بعد عودتهم من الأجازة هي الفلسفة؟! يبدو ان الامر سيكون شاق
رن جرس المدرسة معلناً عن بدأ الحصة الاولى
كان صف A6 ملئ بالضوضاء والصخب و الضحكات فهذا صف المشاغبون الكبار في هذه المدرسة فقد كان چونغ إن يجلس علي مقعده ويضع قدميه علي الطاولة امامه و يستمع الي الموسيقي متجاهلاً همسات الفتيات بشأنه
دخلت أمبر الصف في تلك اللحظة و عندها نظر لها بعض الطلاب بتعجب فهي كانت تبدو كالطلبات المشاغبات بسبب تلك الملابس التي ترتديها
وضعت أمبر حقيبتها علي الطاولة المخصصة للمعلمين ثم تنفست بعمق
صفقت أمبر بيديها لتجذب الانتباه وقالت بصوت عالي:مرحباً هل يمكنني اخذ بعض من وقتكم الثمين؟
نظر لها الطلاب في حين قام احد الطلاب بلفت انتباه چونغ إن وقال له بسخرية:انها تلك الفتاة التي ارتطمت بك
ازال چونغ إن السماعة من اذنه ونظر نحو أمبر و ابتسم بسخرية وقال له:دعنا نستمتع و لنرى عن ماذا ستتحدث؟!
تحدثت أمبر قائلة بجدية وهي تنظر الي الطلاب:أنا ادعي أمبر و يمكنكم مناداتي بالمعلمة أمبر فأنا سأقوم بتدريس مادة الفلسفه لكم
تعالت ضحكات الطلاب غير مصدقين حديث أمبر فأن مظهرها لا يوحي بأنها حتي فتاة ناضجة
قال چونغ إن بصوت عالي الي أمبر ساخراً:ايتها الفتاة ان مزاحك سئ لذا أجلسي علي أي مقعد وألتزمي الصمت
تنهدت أمبر وقامت بالسير نحو چونغ إن حتي توقفت أمامه
ازاحت أمبر قدماي چونغ إن من علي الطاولة وقالت له بصرامه:عندما تتحدث مع معلمتك يجب أن تظهر احترامك لها وأذا لم تكن تعلم معنى الأحترام..... ، ثم أقتربت من وجهه فجأة و أكملت قائلة له بأبتسامة خفيفة:يمكنني تعليمك كيف يكون الأحترام لذا اجلس بأعتدال ولا تتحدث بدون أذن مني
ابتلع چونغ إن ريقه ثم قال لها بأنزعاج:أنا لا يتم تهديدي
وقفت أمبر بأعتدال وأزالت قبعته ثم قالت له:منذ هذه اللحظة استعد للتهديدات صغيري ، ثم بعثرت شعره وذهبت ووقفت امام طاولتها
وضع چونغ إن قبعته بغضب علي رأسه ثم توجه نحو باب الصف
اعترضت أمبر طريق چونغ إن وقالت له وهي تنكزه في كتفه:اذا قررت لعب دور المشاغب هنا ستندم لذلك أذهب وأجلس علي مقعدك
كان الطلاب يشاهدون ويستمعون لما يحدث بصمت وهم في حالة ذهول
ابعد چونغ إن اصبع أمبر عن كتفه وقال لها بغضب:لقد قلت لكِ لا تلمسيني
أمسكت أمبر بذراع چونغ إن وقامت بثنيه خلفه وقالت له:أذا كنت لاعب كريكيت محترف فأنا رياضية محترفة
قطب چونغ إن حاجبيه وقال لها بحده:دعي ذراعي
تركت أمبر ذراعه وقالت له بصرامه:هيا اذهب و اجلس علي مقعدك أذا كنت لا ترغب بأن تتألم
ضم چونغ إن قبضة يده وذهب وجلس علي معقده وهو عابس
تنهدت أمبر وحدثت الطلاب قائلة لهم:اعتقد بأننا تعرفنا جيداً الأن لذا لنبدأ درسنا الاول وهو سيكون عن مفهوم كلمة فلسفة و لا تقلقوا فلن تشعروا بالضجر و خاصة السيد چونغ إن فلا يجب أن يتم تعكير مزاجه الرياضي
قالت أمبر جملتها الأخيرة بسخرية ليضحك الطلاب و يغضب چونغ إن أكثر ويتوعد بأنه لن يجعلها تمكث كثيراً في المدرسة