أعَتذِرْ ! لَكِنها مِلْكيْ ||...

By Byuna_S

1.6M 146K 65.7K

بيـــنوكيــو.. مَــنْ لـا يعــلمُ بِقــصةِ ذلـكَ الصغــيرْ الخشـــبي.. والــدهُ كــانْ يحلــمُ بإبــن لتمنحـ... More

Report | 00
Chapter | 01
Chapter | 02
Chapter | 03
Chapter | 04
Chapter | 05
Chapter | 06
Chapter | 07
Chapter | 08
Chapter | 09
Chapter | 10
Chapter | 11
Chapter | 12
Chapter | 13
Chapter | 14
Chapter | 15
Chapter | 16
Chapter | 17
Chapter | 18
Chapter | 19
Chapter | 20
Chapter | 21
Chapter | 22
Chapter | 23
Chapter | 24
Chapter | 25
Chapter | 26
Chapter | 27
Chapter | 28
Chapter | 29
Chapter | 30
Chapter | 31
Chapter | 32
Chapter | 33
Chapter | 34
Chapter | 35
Chapter | 37
Chapter | 38
Chapter | 39
Chapter | 40
Chapter | 41
Chapter | 42
Chapter | 43
Chapter | 44
Chapter | 45
Chapter | 46
Chapter | 47
Chapter | 48
Chapter | 49
Chapter | 50
Chapter | 01.SP
Chapter | 02.SP
Chapter | 03.SP
Chapter | 04.SP
END | Writer
First

Chapter | 36

23.5K 2.4K 1K
By Byuna_S

ما دققت بالأخطاء الأملائية اسفة لاني مستعجلة حالياً.. 😭🔫

ادققها بالليل ان شاء الله 💖 اعتذر

---------------------

.. Jina ..

"أأنتِ بخير؟"
صوت إمرأة رن في إذني لتضع يدها على ظهري بقلق.. لم أكن أقوى على التنفس حتى لطول المسافات التي قطعتها.. ثيابي تبللت بالكامل لتعثري ثلاث مرات لسرعتي..

"أنا بخير سيدتي لا بأس"
إستجمعت قواي لتذكري ماهو هدفي من كل هذا لأحاول الإستقامة..

أنين طفيف كنتُ قد اطلقته لأعود لوضعيتي جاثية أرضاً..

"يا إلهي.. ساقك تنزفِ.. دعيني أرافقكِ للمشفى.. !"
تمتمت لها لأضع صورة بيكهيون المختفي أمام عيناي..
لأنهض بسهولة تامة.. لا بأس ببعض الألم.. إن وجدته فقط..

"لا بأس.. لكن سيدتي.. هل صادفكِ--"
قاطعتني..

"هو إتجه لمتجر الأزهار قبل دقائق.. تبقى له التوليب فقط!"
حدقت بها بأعين فارغة..

'مـــ - ماذا؟'

"ولكن كيف--"

"هو سيخبركِ عندما تجدينه!..إستجمعي قواكِ وإلحقي به!"
قالتها لأتسمر حائرة..
ما الذي يجري؟؟

لم أهتم متيقنة أن بيكهيون سيخبرني بمن تكون عندما أجده.. سليماً على الأقل!

ركضتُ بالإتجاه التي أشارت لي به لتستوقفني..

"صغيرتي..!"
هتفت لي من الخلف لأستدير.. هي كانت تحمل مظلتي بكفها الأيمن لألوح بيدي هواءاً نافية؛ منحنية بسرعة لها لأكمل طريقي.. لا وقت لدي للعودة.

صارعت قطرات المطر بإعجوبة وأفكاري تتمحور حول الطريق الذي يرجح على بيكهيون ان يقطعه..
'لم يتبقى له سوى التوليب'

إذاً فهو بخير حتى الآن..
وضعت يدي على الناحية اليسرى من قفصي الصدري مرتعبة لأزدياد غزارة قطرات المطر التي بدأت تتسابق متلهفة للأرتطام بإي نقطة تصادفها أرضاً.. هذا ليس بالأمر الجيد على الإطلاق..

........................

"بيكهيون..!؟"
تحدثت قاصدة رفع صوتي مجرد دخولي المتجر لأشعر بالإنظار التي بدأت تتفحص جسدي كاملاً..

"مرحباً سيدي؟.. هل مر عليك شاب بهذه القامة نوعاً ما في هذه الدقائق تقريباً..!؟"
تحدثت مذعورة تجاه صاحب متجر الأزهار رافعة يدي لطول قامته الحقيقية..

ليرفع رأسه للأعلى..
صحيح أنه يبدو في ستيناته ويحتاج وقتاً للتذكر لكن لا وقت لدي أنا!

"أيرتدي معطفاً اسود اللون.. ذو وجه بريء؟"
طفلة اجابتني تبدو بعامها السابع لتلوح بحلواها هواءاً مستفسرة..

"أجل أجل هو.. هل تعلمين من أين اتجه!؟"
صرخت بها عشوائياً لأجثو امامها..

"حسناً هو كان يلعب بلطف ليخرج ملوحاً لي عندما إتجه بهذا الإتجاه..!"
قالتها لتشير على الجهة اليمنى من المتجر لأبتسم تجاهها..

"شكراً لكِ.."
اجبتها مسرعة بإبتسامة مشرقة.. على الأقل علمت الطريق الذي سلكه..

.......................

صوت سيارات الأسعاف المتداخل ببعضه كان قادماً من جهتي اليمنى..
بينما عيناي تأبى رفع حملقتها عن أبشع منظر كان قد صادفني في جهتي اليسرى..

هم فقدوا ارواحهم أمامي! بالتحديد!..
دمائهم كانت قد تطايرت لتطبع بصمتها على الأرض في هذا اليوم المنحوس..

جثث هامدة على بعد أمتار مني تحمل ملامح هادئة تبكي الصخر كانت قد أصيبت نتيجة إصطدام الحافلة بـقاطعي طريق العبور..

الطريق الذي كنتُ سأسلكه قبلهم بغضون دقائق! والذي كان قد سلكه هو قبلي! هو سلكه قبلي!..

"جميعكم إبتعدوا عن موقع الحادث.."
شرطي كان قد زمجر بها ليلوح بذراعيه محاولاً إبعاد الناس المتجمهرة في الأنحاء..

تدافع قوي حصل الآن لأستنتج أنني الجثة الوحيدة هنا.. إرتعاش أطرافي كان قد تعدى مراحله ليصل لحاله من عدم إحساسي بها..

عيناي اللتان تحملتا كل ما شاهدته الآن لم تعودا تستطيعان التشبث بجفناي لأطبقهما..

تجاهلت الصراخ حولي دون إرادتي لأشدد بقبضتا يداي..

بيكهيون.. لن يترك البينوكيو الخاص به يعاني وحده.. هو لن يتركني وحدي أعاني هنا..
هو لن يكون ممن فقد روحه الآن..

هو بخير!.. بيكهيون بخير الآن!..

عقدتُ كفاي مقربة بهما من صدري لأصلي متمنية أن يكون قد تخطى هذا الحادث..

كنتُ قد قيدتُ دموعي حابسة إياها في زنزانة.. إطلاق سراحها سيكون من سابع المستحيلات حتى اتأكد من وجود بيكهيون..
أقسم أنني لن أبكي اليوم! اقسم بذلك! احتاج للتحلي بالقوة لأستطيع التكيف مع الأحداث التي تجري حولي الآن..

إن خرجتُ من هذا الموقف.. لن اتأخر بتدوين عنوان اليوم..
'أبشع موقف كان قد صادفني..'

"آنستي إبتعدي للخلف.. الموقع خطير هنا..!"

فتحتُ عيناي بهدوء بعد شعوري بذلك المسعف الذي قام بإبعادي عن موقع الحادث عدة خطوات..
سامحاً لرفاقه الآخرون بحمل شخص مشوه الوجه كان قد فقد روحه منذ لحظات..

إبتلعتُ ريقي لـــشدة صعوبة المشهد لأعود لواقعي.. رائحة الدماء كانت قد اصابتني بالغثيان الشديد لأفقد توازني..

كنتُ منتظرة ألم الجسد الذي كان سيصيبني لبرهة نتيجة إرتطامي أرضاً لأشعر بذراع كانت قد تشبثت بي..

ذلك المجهول.. هو فقط! رفعني بين ذراعيه بسرعة فائقة مراعياً حالتي بالوقت ذاته..

شعرتُ للحظة بعدم قدرتي على التفكير حتى..
كأن شللاً مفاجئاً زار جسدي مانعاً خلايا جسدي من العمل..

شعور إحساسي ما زال فعالاً بضعف لأشعر بمجهول الهوية ذاك وهو يضعني بحذر على الرصيف.. ما إستنتجته أنه كان قد حملني لمكان ابعد بقليل من موقع الحادثة لأحاول على الأقل العودة لواقعي..؛فالضجيج كان على يميني بعيدة امتار..

تمكنتُ من الجلوس بصعوبة لأشعر ببرودة الأرض.. أنامل باردة سرت على وجنتي اليمنى لأجفل مرتعشة بقوة..

صدمتي الكبرى كان لوضعه معطفه على كتفي لأتشبث بالمعطف بقوة..

إن حدث وكان الحظ قد وقف بجانبي.. فهذا الشخص ذو العطر النادر هو بيكهيون.. لا شخص آخر يحمل نفس الرائحة الرجولية تلك..

مجرد عناق دافئ منه جعلني أشعر بمقربة الشمس مني..
رغم إطباقي المستمر لعيناي إلا أن الضوء في الخارج مستمر بالسطوع..

'تماماً كأشعة شمس ذهبية تداعب وجهي كل صباح.. إلا وأنني ولأول مرة..شعرت بسحر تلك الأشعة أخيراً ..'

همساته الدافئة؛ عناقه المشدود كطفل يعانق برطمان الحلوى الخاصة به خوفاً من والدته التي ستقوم بمصادرته منه..

ليست أول مرة كان قد عانقني بها.. لكنها أول مرة لي لأشعر بدفئ عناقه الأقرب للساخن..
للحظة تذكرتُ أمر تلك القطرات.. هي كانت كمن تبخر تماماً عند إقترابها من المنطقة الخاصة بــكلينا..

"كل شيء على ما يرام.. بينوكيو خاصتي"
رفع من نبرته بعد همساته الدافئة ليطمئنني بمسألة وجوده بجانبي..

دقائق مرت لأشعر بحرارة جسدي المستقرة ومقدرتي على الأستيعاب ببطئ لأفتح عيناي..

هيأته وهو مبلل بالكامل بأعين قلقة جادة كانت اول ما وقعت عليه عيناي..
وما شدني أكثر هو ضمادة رأسه المبللة..

قرب كفيه ناحيتي ليقوم بمساعدتي على إرتداء المعطف بالصورة الصحيحة بكف..
حاملاً بكفه الآخر المظلة لتقيني من تلك القطرات.. هو تجاهل أمر كون جسده معرضاً للمطر ممحوراً تركيزه حولي..

تنهد بإنزعاج مرعب عند إغلاقه آخر زر من المعطف ليرفع نظره تجاهي مبتسماً محاولاً كبت غضبه الظاهر..

"أأنتِ بخير الآن؟..يمكنكِ السير..؟"
تحدث متوتراً؛ محدقاً بعيناي بتمعن لأشيح بنظري تجاه جرح ساقي..
بعد كل تلك المسافة التي قطعتها راكضة.. بالتأكيد سأقوى على السير..

لكن ولجزء من الثانية .. عادت بي الذاكرة ليعيد عقلي طبع صور تلك الحادثة أمامي لتتغير ملامحي دون إرادة..

وضع كفه الأيمن على رأسي بعناية ليقترب طابعاً قبلة رقيقة على جبيني تلاها بجملة منه..

"لنعد للمنزل.. إنسي كل ما حصل قبل قليل.. كل ما شاهدته الآن.. حاولي محوه من ذاكرتك.."
قالها ليحدق بعيناي بجدية تامة لأومئ له..

'أقسمت أنني لن ابكي..!!'
وهذا ما أحاول جاهدة القيام به..

وضع المظلة بيدي ليطلب مني حملها.. فعلت لأجده إستقام متحركاً على جهتي اليسرى ليبادر بحملي بخفة..

تحرك مبتعداً عن موقع الحادثة لأحرك نظري عشوائياً ملقية آخر نظرة..

كرهي الشديد لتلك اللحظة التي امنع بها عن رؤية شيء معين.. لكن لفضولي القاتل دور في تلك المواقف..

هو حرك جسده تلقائياً لينعطف بالإتجاه الأيمن مانعاً أنظاري من تعقب مكان الحادثة..

لم إستطع إغلاق عيناي خوفاً إن كنتُ سأغرق في النوم بسبب الأعياء.. عند ذلك ستقع المظلة التي تقي كلانا من المطر..

----------------------

.. Writer ..

"لا بأس.. سأنتهي قريباً.."
تحدث بهدوء مركزاً على تطهير الجرح بعناية..

"إنتهينا.. يمكنكِ رفع رأسكِ الآن.."
أكمل ليستقيم حاملاً علبة الإسعافات الأولية قاصداً المطبخ..

هي رفعت رأسها الذي كانت قد دفنته في الوسادة بعينيها المحمرتين لتلقي نظرة متفحصة على ساقها

بيكهيون كان قد ضمدها بعناية.. رغم ألم المطهر الشديد إلا أن ألم خوفها لتفسير تتبعها له كان أصعب.. والأشد صعوبة هو التفكير بمن فقد حياته اليوم في موقع الحادثة..

'هو غاضب بالتأكيد.. ويغلي غضباً كذلك بسببي'
همهمت بها لنفسها لتشد بقبضتها على الوسادة لطبق عينيها بقوة..

هما لم يتحدثا عن الأمر منذ عودتهما حتى الآن.. لذا فالوضع أشبه بالغريب في هذا المنزل..

'كيم جينا أنتِ أقسمتِ على عدم البكاء..'

نهضتُ بصعوبة طفيفة للتجه للمطبخ واقفو خلف الباب بسرية تامة..

هو كان يقوم بتغيير ضمادة رأسه الأولى لأخرى جديدة نتيجة الضرر الذي لحق بها سبب الأمطار..

----------------------

.. Jina ..

أأشكره على مساعدته لي اليوم؟.. أم إعارته ثيابه لي بعد تجهزيه الحمام لأجلي لأستحم.. أم تضميده لجرح ساقي..؟
أأفسر له سبب لحاقي به..؟.. أأسئله عن هوية تلك المرأة التي قابلتها في المتنزه..؟
من يصدق أن اموراً ثانوية كهذه بدأت تشغل تفكيري لتتدافع مع موضوع بارك نارا..'

"تعالي إلى هنا.."
تمتمت بها بهدوء وعيناه مركزتان على ما يقوم به لأشعر بقشعريرة لا أرادية مرت بكامل جسدي لأفعل العكس..

أنا فقط شعرت بحماقتي وأنا أهرب منه مبتعدة.. كنتُ قد ركضتُ مسرعة لأصعد للأعلى..

وما اثبت لي أنني مذعورة بشدة هو عدم ملاحظتي لأمر دخلتُ غرفته بعشوائية لأختبئ تحت غطاء سريره الذي كان قد تُرك كما هو منذ ليلة البارحة..

نحن فقط.. لم نتعب نفسينا بترتيب السرير هذا اليوم.. متوقع مني ذلك.. لكن منه! بيكهيون أكثر من يستحق حمل لقب مهووس نظافة وترتيب..

من غير اللائق إغلاق باب الغرفة خوفاً منه فهو ما يزال يملك الحق بدخول غرفته..
وتوبيخي فأنا أستحق!!

إستطعتُ وبصورة أشبه بالمستحيلة من ملاحظة خطوات أقدام في الخارج لأنتفض بذعر..

هو سيمنحني جولة من عقابه المؤلم.. عقاباته البسيطة لا ترحم..

"ألا الوجنتين!!"
صرخت بها لأضع يداي على وجنتي لأتذكر قرصاته المؤلمة..

طرق الباب بهدوء ثلاث مرات بالتحديد لأمتنع عن الإجابة..
هي غرفته في النهاية.. لذا لا اتوقع أن له الأحقية بالدخول دون إستئذان..

"جينا.. إتبعيني لغرفة الجلوس.."
اجابني بنبرة لا طاقة لها لأشعر بإختفائه..

ما اكد لي أنه جاد بكلامه.. هو صوته عندما ينطق إسمي.. فقد كانت جينا لا بينوكيو..

........................

كنتُ أحدق به من الدرجة الأعلى للسلم لأستنتج أنه مستلق على الأريكة فقط...
واضعاً ذراعه اليمنى على وجهه بطريقة غطى بها عينيه ليريح بها رأسه بسبب ما جرى اليوم..

"أنا لا أعض لا بأس.."
تحدث فجأة لأعود خطوة للخلف..

لم يتعب نفسه بتحريك نفسه حتى.. لأتيقن أنه ينتظر مني الحراك دون إضطراره لفعلها بنفسه..

ألتقطتُ أنفاسي مدركة أن مسألة وقوفي هنا هو محض إضاعة وقت لا أكثر..

...........................

جلستُ على الأريكة المجاورة بأدب مطأطأة برأسي..

"هنا بيون جينا! هنا!"
ردد بها بجدية ليطبطب على الأريكة خاصته..
اومأت له فقط لأفعل ما طلب..

جلستُ في جهته المقابلة بينما هو ساكن لم يتحرك.. ثوان فقط مرت!

لينهض مسرعاً بطريقة جعلتني أفزع لثانية ليتخذ وضعية الجلوس لتتقابل عيناه الناعستين بعيناي مباشرة..

تواصله البصري المباشر بعيناي كسرني كقطعة جليد لا حاجة لها للحرارة لتذوب ببطيء.. هو إختصر علي طريق توتري مباشرة..

تحديقته الهادئة بي وعدم إستطاعتي على إبعاد أنظاري عنه إستمرت لثوان معدودة..

ما أكتشفته من هدوئه الغريب ذاك إنتظاره لي لأتكلم بالحقيقة.. هو ينتظر مني تفسيراً مختصراً أوفيه بجملة تامة المعنى..

"الأمطار الصيفية.. كنتُ قلقة عليك"
اجبته لأطأطأ برأسي معقودة اللسان..

هو سيتهمني بالحماقة لجهله عن مقصدي الحقيقي..
وهو إن كان الخطر سيصيبه في يوم كهذا أم لا..

لحسن الحظ لم يحصل شيء له.. لكن كيف سأفلت منه هذه المرة..

"بيون جينا.."
تمتم بها بهدوء بنبرة اكتشفت انه قلق خلفها..

لم أقوى على إجابته ليمسك بذراعي اليمنى مشدداً عليها..

"في متجر الأزهار.. أنا لم أجد غير التوليب الأبيض.. لا بأس به صحيح!؟"

'.................. مــــــــاذا؟؟؟'
رفعت حاجباي بإستغراب شديد ليتنهد بصبر قليل..

"لا بأس به صحيح؟"
تكلم مجدداً بنبرة أكثر جدية لأومئ له بعشوائية دون علمي بما يقصد..

زفر براحة ليبتسم رامياً بجسده على الأريكة مجدداً..

"هذا مريح.. ظننتُ أنه عديم النفع.."

وضعتُ يدي على جبينه.. هو كان محموماً نوعاً.. لأضع يدي على جبيني..

حسناً إما ان حرارته طبيعية أم أن كلانا قد إصيب بالحمى..

أمسك بذراعي ليشدني بين أحضانه ببساطة..
أحاط ذراعه اليمنى حولي ليدفن رأسه ناحية رقبتي ساكناً..

هذه المرة! أحسستُ بسخونة كلانا..

قد اكون أصبتُ بالزكام لركضي لمسافات طويلة تحت تلك الأمطار فلا بأس..

إلا أنه وبسببي كانت حالته قد تفاقمت.. هو كان مريضاً منذ البارحة لتزداد الحمى بسببي..

أنفاسه الساخنة المرتطمة برقبتي رفعت حرارتي بصورة أكبر محرجة بسببه..

"فقط تناسي كل ما تفكرين به الآن.. ولنعتبر أن اليوم الذي بدأنا به بإبتسامة.. سينتهي بإبتسامة.. حسناً!"

اومأت له بسرعة لأضع يدي على فمي محاولة مقاومة تلك الدموع التي بدأت تقوم بتحرير نفسها..

"جائعة؟.."
حركت رأسي نافية ليمسك بكفي بهدوء..

"إذاً أخلدي للنوم للنوم الآن وسنستيقظ مساءاً قبل منتصف الليل لأتمام خطتكِ ..فقط.. تخيلي أنني خرجتُ بسرعة وعدت دون ذكر ما حدث.. حسناً.."

"أعتذر.. خرجتُ باحثة عنك لأنك تأخرت وهاتفك مغلق.. أنا فقط قلقتُ بسبب--"

"تأخرت بسبب عدم توفر ما طلبته في أغلب المتاجر التي قصدتها..كنتُ قد عدت للمنزل لأجده فارغاً.. عاودتُ البحث عنكِ بعدها.. ثم أن بطارية هاتفي كانت قد نفذت كذلك.."

"إذاً فقد سببتُ لك المشاكل دون جدوى.. إذاً فهم على حق.. أنا كتلة مشاكل متحركة.."
تحدثتُ لأستسلم لدموعي اخيراً لأستمع لقهقهته المتعبة..

"يمكنك البكاء غداً.. بعد غد.. لكن تغاضي عن اليوم.. فلن أتصرف بهذه الطريقة مستقبلاً.. أم انكِ تتعمدين البكاء لأثارة شفقتي تجاهكِ..لأقترب منكِ أكثر فأكثر..!؟"
اجابني لأشعر بإبتسامته الخبيثة ترسم على ثغره لأمسح دموعي بثانية..

"سأحاول التغاضي عن هذه المقطع كذلك.."
قلتها ليطلق قهقهة أخرى..

"أجل هذا هو المطلوب بينوكيو.. فهذه الدموع الساخنة تلك--"
توقف في تلك اللحظة ليكمل مسحها بخفة ورقة..

"إنها ملكي بينوكيو .. أعتذر لكِ.. لكنها بعد اليوم.. ملكي أنا فقط!"
قالها ليطبع قبلة رقيقة على رقبتي لأقشعر تلقائياً..

"ما سبب.. هذه التصرفات!"
قلتها بجدية مطلقة.. فبيكهيون كان قد تغير جذرياً اليوم ..وبطريقة مبالغ بها!

"هذه طريقتي لأزعاج بينوكيو لا أكثر.."
اجابني لأزفر براحة..

هذا هو بيكهيون الذي أعرفه لا ذاك اللطيف المرعب..

"هل يمكنك الإبتعاد قليلاً! سأقع..!"

'لا إجابة'
أنفاسه المنتظمة على رقبتي أيقنتُ منها أنه خلد للنوم..

إذاً فنصف ما قام به الآن هو لأستفزازي.. والنصف الآخر هو نتيجة الحمى التي تفاقمت لديه..

ظننتُ ان الحل المناسب الآن.. هو فعلاً الخلود للنوم.. متناسية كل ما يشغل تفكيري كما قال..

حدقت به بعمق وهو نائم بهدوء كملاك فقد أجنته..

أنا لا أستطيع تأمله هكذا كل يوم..

-------------

😭😭🔫
-تركض مستعجلة قبل لا تنضرب-

Continue Reading

You'll Also Like

226K 17.1K 26
لطالما كانت عيناك دائماً تعكِسان هدوء السماء وكان قلبي ينحرق دائماً بقربـك . لطلما كنت تلك الفتاة الطائشة التي تحب الوحدة ولا يرضيها شيء، باتت الان...
111K 4.5K 61
أحيانًا يخلو الغَمام مِن نُدَف الثَّلج قبل أن يبلُغ التَّساقُط أشدَّه، كذلِك تنقطِع الأفكارُ أحيانًا فلا تُكلَّل القصَّة بالاكتِمال. هُنا سأمنَحكم كل...
28.7K 3.6K 11
"مِن مَن تهرب القطة الصغيرة؟" توقفت لوڤينا عن السير لتنظر خلفها بحدة عندما تقابلت عينيها مع أعين إبن جيون و الذي يكون من العائلة المعادية لعائلتها عا...
88.7K 7.5K 16
مشيئة القدر فوق كُل شيء