~ وعد بالانتقام ~

By nona_masri

244K 5.4K 621

وَحدكِْ أنتِْ من تُجيد ربط لِسآني و تقييدْ كلمآتي ! وَحدكِْ أنتِْ تستطيعين إقنآعي بأمورٍ أرفضهآ تمآمآ ! وَحدك... More

~ تقرير الرواية ~
~ البارت الأول ~
~ البارت الثاني ~
~ البارت الثالث ~
~ البارت الرابع ~
~ البارت الخامس ~
~ البارت السادس ~
~ البارت السابع ~
~ البارت التاسع ~
~ البارت العاشر ~
~ البارت الحادي عشر ~
~ البارت الثاني عشر ~
~ البارت الثالث عشر ~
~ البارت الرابع عشر ~
~ البارت الخامس عشر والأخير ~

~ البارت الثامن ~

12.5K 315 40
By nona_masri

﴿بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ﴾

قراء ممتعة للجميع ♡

- وصل كل من نزار و صفاء إلى المنتجع الذي تم بنائه على شاطئ البحر ، فترجل من سيارته الفاخرة وهو يضع نظارته الشمسية بينما نزلت صفاء ايضاً من سيارة الشركة واخذت تسير خلفه بصمت رهيب وفي قلبها مليون بركان على وشك أن ينفجر لأنها وبعد مرور ست سنوات ستقابل الثعبان المدعو عاصم بحضور حبيبها نزار .

وما هي الا مدة وجيزة حتى ظهر عاصم وخلفه بعض العاملين في المنتجع فنظر إلى نزار وابتسم بتكلف وعندما لمح صفاء خلفه صُدم لوهلة قصيرة حيث انه لم يتوقع حضورها ولكن سرعان ما ابتسم بطريقة تنم عن الخبث واخذ يقترب منهما بخطوات واثقة وعندما اقترب منهما صافحه نزار قائلاً بنبرة جادة : كيف حالك يا سيد عاصم ؟

فابتسم عاصم وقال : بخير ، شكراً لك.

قال ذلك ثم نظر إلى صفاء بنفس الطريقة التي تنم عن الخبث وبكل وقاحة مد يده لكي يصافحها قائلاً : تشرفت بلقائكِ يا انسة.

فنظرت صفاء اليه بنظرات قاسية تنم عن الاحتقار والازدراء وكم ارادت ان تصفعه لانه اظهر لها مدى حقارته ولكن لان نزار كان موجوداً ويراقب الموقف بتركيز شديد كالنسر الذي يراقب فريسته لم تشاء ان تفقد السيطرة على نفسها لذا ضغطت على قبضتها ورغماً عنها صافحت عاصم بينما كان في داخلها نار مستعرة من شدة الغضب ، اما طليقها الحقير فكان يستمتع بتعذيبها لذا ضغط على يدها وقال متعمداً ازعاجها : عفواً ولكن هل تقابلنا من قبل يا انسة ؟

فسحبت صفاء يدها بسرعة وقالت بجفاء : لا اعتقد ذلك.

اما نزار وبدون ان يعرف ما هي طبيعة العلاقة بين عاصم وصفاء شعر بالانزعاج من هذا الرجل ذو الوجه الثعلبي الذي كان ينظر الى الفتاة بنظرات قذرة لذا قال بجفاء : ارجو المعذرة يا سيد عاصم ولكن يُستحسن ان نبدأ عملنا بسرعة لانني لا امتلك النهار بطولة .

فنظر عاصم اليه وقد لاحظ النبرة الحادة التي تحدث بها نزار ولا يعلم ما سببها فابتسم وقال : بالطبع ، تفضلا من هنا رجاءً .

قال ذلك ثم نظر إلى صفاء بنظرة اخيرة وابتسم فلم يُعجب نزار بتلك النظرة لذا نظر إلى صفاء ووجدها متجهمة الوجه فتعجب من موقفها وقال : اسرعي حتى ننتهي بسرعة.

قال ذلك ثم سار امامها ولحق بعاصم بينما تنهدت هي واخذت تمسح يدها التي صافحت عاصم بها وكأنها تشعر بالقرف لمجرد أنها لمست يده وبعدها لحقت بهما الى داخل المنتج الذي كان ما يزال قيد التجهيز ، وهناك اخذ نزار ينظر في ارجاء المكان ويتحدث مع عاصم بما يخص الالوان الاساسية التي يرغب في استخدامها بالاضافة الى نوعية الاثاث والديكورات الاخرى فقال له عاصم : اريد أن يبدو المنتجع كلاسيكي بألوان هادئة حتى تجعل الزبائن يشعرون بالراحة النفسية عندما يأتون إلى هنا لقضاء الإجازات الصيفية .

فأومى نزار برأسه قائلاً : هل تفضل لوناً معيناً كي نستخدمه ؟

فنظر عاصم الى صفاء التي كانت منهمكة في تدوين الملاحظات على دفتر ملاحظاتها وابتسم قائلاً : ما رأيك أن تدع الانسة صفاء هي من تختار الاوان ؟ ، بصراحة لقد لاحظت أن ذوقها في تنسيق ملابسها جميل وقد اعجبني للغاية وربما ان فعلت هي ذلك ستكون النتيجة باهرة .

فنظرت صفاء اليه بغير تصديق وسرعان ما نظرت إلى نزار الذي تجهم وجهه بشكلٍ ملحوظ وكأن ما قاله عاصم لم يعجبه او لنقل بأنه شعر بالغيرة فأراد أن يقول شيئاً ولكن رنين هاتفه قد منعه فقال : ارجو المعذرة ، سأعود حالاً .

قال ذلك ثم ابتعد لكي يجيب على المكالمة الهاتفية وابتي كانت متعلقة بالعمل بينما نظرت صفاء الى عاصم وقالت بنبرة حادة : لا تشركني في شؤونك القذرة يا عاصم.

فابتسم هو بانتصار وقال : يبدو انكِ ما زلتِ تتذكريني يا عزيزتي ، هذا جيد.

فردت عليه بنفس النبرة العدائية قائله : وكيف لي ان انسى شخصاً متوحش مثلك لذا اسمعني جيداً يا هذا ، لقد تطلقنا وانتهت العلاقة التي كانت بيننا لذا لا تحاول أن تخرب حياتي مجدداً وكما ادعيت انك لا تعرفني مطلقاً سوف ادعي انا ذلك ايضاً واياك ان تقترب مني او من عائلتي لانني لن ادعك تفلت هذه المرة هل تفهم !

فضحك عاصم وقال : لقد أصبحتِ جريئة يا صفاء... بصراحة لم اكن اتوقع انكِ ستأتين إلى هنا ابداً وخصوصاً بعدما هربتي لمجرد أنكِ رأيتني سابقاً فما الذي حدث ؟

فقالت صفاء بثقة زائدة : انت مخطئ تماماً فانا لم اهرب بل لم اشاء ان ارى وجهك القذر ولكن ما باليد حيلة لانني مضطرة لرؤيتك في هذه الفترة كونك احد عملاء الشركة وكوني مساعدة الاستاذ نزار فلا بد من المجازفة ولو انني لا ارغب بفعل ذلك .

فكتف عاصم يديه وقال : بالتفكير بالأمر اعتقد ان هذا المدعو نزار معجباً بكِ اليس كذلك .

فردت صفاء عليه بحدة وقالت : هذا ليس من شأنك أبداً.

فابتسم عاصم وقال : وهل يعلم اننا كنا متزوجان ؟

في تلك اللحظة تبدلت تعابير وجه صفاء لتصبح خائفة وخصوصاً لان عاصم كان يبتسم بطريقة خبيثة وقد استشعرت من تصرفاته انه سوف يخبر نزار بكل شيء وهذا ما لم تكن تريد حدوثه لذا قالت بثقة مزيفة : انت مخطئ بهذا الشأن ايضاً فانا والاستاذ نزار لا تربط بيننا اي علاقة سوى العمل كما انه مرتبط بفتاة اخرى بالفعل وسوف يتزوجها عما قريب لذا لا تؤلف قصصاً لا اساس لها من الصحة .

فاتسعت ابتسامة عاصم وقال : هذا محبط للغاية... لقد ظننت انكما على علاقة وخصوصاً لانه يبدو مهتماً بكِ ولكن اتضح ان الرجل مرتبط .

صفاء : انت تتوهم بكل تأكيد.

عاصم : حسناً هذا لا يهم ، اخبريني الان كيف حالك انتِ ِ؟ ، كيف تعيشين حياتكِ بعد أن طلقتكِ ؟

صفاء : لا شأن لك بحياتي الخاصة ويستحسن أن تستمر بالإدعاء بأنك لا تعرفني لأنني سأفعل الأمر ذاته.

- وبينما كانا يتحدثان انتبه نزار اليهما ولم يعجبه الأمر وخصوصاً لان عاصم كان يبتسم لصفاء فظن انها تحاول اغواء الرجل من اجل المال لذا انهى المكالمة الهاتفية بسرعة وتوجه نحوهما بخطوات ثابتة وقال بنبرة حادة : اين كنا !

فصمتت صفاء على الفور حتى لا تجعل نزار يشك بأي شيء وحاولت على قدر الإمكان ان تتصرف بطريقة طبيعية بينما ابتسم عاصم وقال : لقد كُنت اقترح على الانسة صفاء ان تتولى مهمة اختيار الالوان الاساسية لمفروشات المنتجع فكما اخبرتك منذ قليل لقد اعجبني ذوقها في تنسيق ملابسها.

فنظر نزار الى صفاء بنظرة اتهام ثم عاد ونظر إلى عاصم وقال بنبرة عدائية : ارجو المعذرة يا سيد عاصم ولكن ان كان ذوق الانسة صفاء في اختيار الوان ملابسها قد اعجبك هذا لا يعني انه يجب عليك تركها تختار اللوان المفروشات في منتجعك فقد لا يعجبك عملها لذا يستحسن أن تخبرنا بنفسك ما هي الالوان التي ترغب بأن نستخدمها وسنعمل على هذا الاساس .

فاتسعت ابتسامة عاصم الصفراء وقال : حسناً ، يمكنكم المزج بين اللونين الأبيض والرمادي الغامق بالاضافة اللي البني الداكن فانا احب هذه الالوان.

فنظر نزار الى صفاء وقال بنبرة حادة : هل سجلتي هذه الملاحظة ايضاً ؟

فنظرت إليه وبنفس الطريقة التى تحدث بها معها قالت : اجل ، لقد سجلت كل الملاحظات.

نزار : جيد.

قال ذلك ثم نظر إلى عاصم واضاف قائلاً : هل من شيء آخر ترغب في اضافته يا سيد عاصم ؟

فنظر عاصم الى صفاء وقال بنبرة تنم عن الخبث : فقط ارغب بأن ادعوكما لتناول الغذاء معي ويمكننا التعرف على بعضنا البعض بشكلٍ أفضل ، ما رأيكِ يا انسة صفاء ؟

فنظرت صفاء اليه وقالت بسرعة وبدون تردد : انا اعتذر ولكن يجب عليّ العودة إلى العمل .

فنظر نزار اليها وقال : انتظري ، سنذهب معاً.

قال ذلك ثم نظر إلى عاصم واضاف قائلاً : اعتذر منك يا سيد عاصم لانني لا استطيع قبول دعوتك هذه المرة بسبب العمل حيث انني مشغول للغاية في. هذه الفترة ويجب أن اعود الى الشركة بسرعة .

عاصم : حسناً لا مشكلة ، يمكننا تناول الغداء معاً في المرات القادمة وانا متاكد باننا سنلتقي كثيراً في الايام المقبلة .

فصافحه نزار وقال : اذاً ، عن اذنك الان.

قال ذلك ثم التفت إلى صفاء واردف قائلاً : هيا بنا.

فما ان سمعت صفاء ذلك حتى استدارت بسرعة وتحركت بخطواتها حتى بدون أن تلقي التحية على عاصم الذي كان يراقبها بنظرات ازدراء ولكن نزار اوقفها بقوله : ستعودين معي في سيارتي .

فنظرت إليه وقالت : لا داعي لان تتعب نفسك ، استطيع العودة للعمل وحدي كما ان سيارة الشركة تنتظرني.

فنظر إليها بنظرة ثاقبة وقال بجفاء : لا تعتقدي انني ارغب بالتواجد معكِ او انني قلقاً عليكِ ولكن اريد أن نعود معاً لكي نتمكن من التحدث بشأن المشروع الذي سنعمل عليه حيث انني لا املك الوقت الكافي لكي افعل ذلك في الشركة فكما تعلمين انني رجل مشغول جداً وكل ثانية من وقتي تساوي الكثير .

فأحنت صفاء رأسها ولم تعلق بشيء بينما ابتسم هو ابتسامة الانتصار وسار امامها واضعاً نظارته الشمسية على عينيه فلحقت به وعندما وصلا إلى حيث كان سائق سيارة الشركة ينتظر صفاء قال له نزار : عد انت اولاً يا علي لان الانسة صفاء ستعود معي في سيارتي.

فقال المدعو علي : حسناً يا استاذ.

- وبالفعل صعدت صفاء الى جانب نزار في سيارته الفاخرة وكم كانت متوترة للغاية وخصوصاً عندما شغل محرك السيارة وبدأ يقود بشكلٍ جنوني وكأنه يستعرض مهاراته امامها مما جعلها تتشبث بالمقعد الجلدي فنظر إليها وادرك انها خائفه لذا خفف سرعة السيارة وقال بدون أن ينظر إليها : اعتقد ان السيد عاصم قد اعجب بكِ ... لقد بدى سعيداً برؤيتكِ والتحدث معكِ عندما كنت اتحدث عبر الهاتف .

فنظرت صفاء اليه وكم شعرت بالغضب عندما سمعته يقول ذلك ولكنها ارادت ان تجعله يشعر بالانزعاج لذا قالت بجفاء : هل تعتقد ذلك حقاً ؟ هذا جيد اذاً .

فنظر إليها بغضب ولكنه حاول أن يسطر على نفسه فابتسم وقال : ربما سيتقدم لطلب الزواج منكِ ان بقيتي تمثلين دور صعبة المنال بهذا الشكل المتقن لذا انا اهنئكِ على قدراتكِ العالية في صيد الرجال وخاصةً الاغنياء منهم.

في تلك اللحظة شعرت صفاء بالإهانة لذا ارادت ان ترد له الصاع صاعين فابتسمت قائله : انا فخورة جداً بنفسي وخصوصاً لانني جعلت رجلاً كهذا المدعو عاصم يُعجب بي منذ اللقاء الأول وان سار الأمر كما خططتُ له فربما سأتمكن من اخذ النقود منه وادفع لشركتك قيمة الشرط الجزائي باسرع مما توقعت وعندها لن يتبقى لديك أي عذر حتى تقبل استقالتي اليس كذلك.

قالت ذلك وابتسمت ابتسامة صفراء فنظر هو اليها وكم اراد ان يصفعها لانها قالت ذلك ولكن بطريقة مذهلة استطاع أن يكبح جماح نفسه عن الصراخ في وجهها وابتسم قائلاً بنبرة حادة : مع مهارتكِ في اغواء الرجال لا اعتقد انكِ سوف تجدين صعوبة في فعل ذلك وخصوصاً عندما تمثلين دور الفتاة البريئة.

فاتسعت ابتسامة صفاء وقالت : معك حق... لطالما كان تمثيل دور الفتاة البريئة يليق بي وخصوصاً عندما اخدع رجلاً ساذج كشخصٍ اعرفه ، اظن انك تفهم قصدي تماماً اليس كذلك ؟

في تلك اللحظة لم يعد نزار يستطيع تحمل سماع صوتها المستفز اكثر من ذلك وخصوصاً لانها عادت وذكرته بالماضي وكيف خانته وخدعته وبدون أن يدرك ما الذي يفعله اوقف السيارة في منتصف الطريق مما جعلها تفزع وقال بدون أن ينظر إليها : انزلي.

فنظرت إليه قائله بهلع : ماذا !

فصرخ بها قائلاً : انزلي من سيارتي فوراً !!

فادمعت عينا صفاء ولكنها لم تبكي بل نزعت حزام الأمان وسرعان ما امسكت حقيبتها ونزلت من السيارة وصفقت الباب بقوة مما جعل نزار يقود بسرعة جنونية مبتعداً عنها فتركها في منتصف الطريق السريع تتلفت حولها علها تجد سيارة أجرة شاغرة تعيدها الى الشركة وبسبب ما فعله شعرت بالوهن لذا اطلقت العنان لنفسها وبكت ، اما هو فلم يكن حاله مختلفاً عن حالها حيث كان الغضب مسيطراً عليه لدرجة جعلته يوقف سيارته إلى جانب الطريق وصب جام غضبه على مقود السيارة وهو يصرخ ويلعنها ولكن سرعان ما هدأ وعاد إلى حيث انزلها فوجدها تسير على حاشية الطريق والدموع تبلل رموشها الطويلة فترجل من السيارة ووقف امامها قائلاً بنبرة أمر : اصعدي.

فرمقته بنظرة قاسية ولم تقل شيئاً بل مرت من جانبه وكأنه ليس موجوداً مما جعله يغضب اكثر لذا امسك بذراعها وقال بحدة : لقد قلت لكِ اصعدي في السيارة.

اما هي فلم تعرف كيف اتتها القوة الكافية لكي تدفعه بعيداً عنها وقالت بنبرة عدائية : اياك وان تلمسنيّ مُجدداً هذا تفهم !

فضغط نزار على قبضته محاولاً السيطرة على اعصابه وقال بهدوء : انا لا املك الوقت الكافي حتى اتجادل معكِ الان لذا اصعدي في السيارة بسرعة ودعينا نعود للعمل .

فقالت بتحدي : اغرب عن وجهي.

قالت ذلك ثم ابتعدت عنه واخذت تسير بشكلٍ اسرع مما جعل الكيل يطفح عند نزار فتحرك نحوها بخطوات سريعة وسرعان ما امسك بذراعها مجدداً وبدون ان يترك لها فرصة كي تعترض كان قد حملها فصرخت به قائله : ماذا تعتقد نفسك فاعلاً ؟ انزلني حالاً !

فصرخ في وجهها قائلاً بنبرة تشبه الزئير : اصمتي وكفي عن الحركة !

وبعد أن صرخ في وجهها التزمت الصمت بطريقة اتوماتيكية واحنت رأسها كي تخفي دموعها عنه بينما احكم هو حملها وسار حتى ادرك سيارته وعندما وصل انزلها وفتح لها الباب قائلاً : اصعدي.

فصعدت بدون أن تتفوه بكلمة واحدة فتنهد نزار ثم التف حول السيارة حتى صعد امام المقود وقال : لا اريد سماع صوتكِ حتى نصل إلى الشركة لذا ضعي حزام الأمان .

فنظرت إليه بنظرة شرسة وقالت بصوت مختنق تحت الدموع : لا يحق لك أن تملي عليّ ما افعله.

فرمقها بنظرة مرعبة وقال : ضعي حزام الأمان يا صفاء ويستحسن أن تصمتي الان بما انني ما زلت اتحدث معكِ بلطف.

فوضعت صفاء حزام الأمان ونظرت إلى الجهة الأخرى وكم كانت تشعر بالحزن لانه عاملها بتلك الطريقة... فهي لم تستطع استيعاب التصرف الذي فعله حيث تركها في منتصف الطريق ثم عاد ليوصلها مجدداً وكأنها دمية خرقاء يتحكم بها كما يحلو له لذا اخذت تبكي بصمت بينما كان هو مدركاً تماماً بأنها تشعر بالاهانة ولكنها اهانته اكثر مما فعل هو لهذا لم يكلف نفسه عناء التخفيف عنها بل قال بنبرة قاسية : كفى نحيباً فأنتِ لن تخدعيني أبداً بدموع التماسيح التي تذرفينها.

فنظرت إليه وقالت بحدة : انت وغد وانا...

فقاطعها حين ابتسم وقال بسخرية لاذعة : تكرهينني... سبق وأن قلتي لي هذه الكلمة لذا وفري على نفسح عناء التحدث فهذا افضل.

قال ذلك وضغط على دواسة الوقود كي يزيد من سرعة السيارة بينما اكتفت صفاء بالصمت حيث وجدته الحل الأمثل في مثل هذا الموقف لان الكلام مع نزار وهو غاضب لن يجلب لها سوى الالم والحزن ، اما في الشركة وفي مكتب ليلى بالتحديد... كانت هي جالسة خلف مكتبها تعمل على الحاسوب بيد وتحمل شطيرة باليد الأخرى فخرج امجد من مكتبه على غفلة منها وعندما رأى ذلك المنظر كاد ان يفقد عقله فصرخ دون وعي قائلاً : ما هذا يا انسه !!

فنهضت ليلى بسرعة فائقة وكادت أن تختنق بالطعام عندما سمعت صوته فنظرت اليه وقالت : ما الذي حدث ؟؟ لما الصراخ يا استاذ امجد !

فاقترب امجد منها وقال بتذمر : الا تعلمين أن هنالك وقت محدد لتناول الطعام ام انكِ تعتقدين بأن هذا المكان مطعما ً!

فنظرت ليلى الى الشطيرة التي بيدها وتنهدت قائله : كل هذا الانفعال لانني تناولت سندوتش اثناء العمل ؟؟ ، بالله عليك يا رجل لقد ظننت ان شيئاً جلل قد حدث.

قالت ذلك وتباعت الاكل فوقف امجد يحدق بها بغير تصديق حيث انها فاقت كل توقعاته بتصرفاتها المجنونة وخصوصاً عندما ابتسمت له بعفوية وجلست تتابع عملها على الحاسوب فابتلع ريقه واقترب من طاولة مكتبها وقال بهدوء : اسمعيني جيداً يا فتاة... انا لا اهتم كيف تتصرفين عادةً في حياتكِ اليومية ولكن دعيني أخبركِ ان العمل هنا يتطلب الانصياع للقوانين ومن ضمن هذه القوانين عدم تناول الطعام اثناء العمل بالاضافة الى التصرف بشكلٍ لائق تجاه رب عملكِ وخصوصاً لانكِ فتاة شابة ومن غير الحكمة أن تجعلي الاخرين يأخذون عنكِ طابعاً مختلفاً لذا ومن دون أي اعتراض انهضي واكملي تناول الطعام خارج المكتب وليكن في علمكِ ان هذه ستكون المرة الأولى والاخيرة التي ارى بها منظراً كهذا هل كلامي واضح ؟

فزمت ليلى فمها بأنزعاج وقالت : ما هذا... حتى تناول الطعام ممنوعاً في هذه الشركة !

فحرك امجد عينيه بشكلٍ دائري وقال بمحاولة للسيطرة على اعصابه : ليس ممنوعاً ولكن لا يجب أن تتناولي الطعام اثناء ساعات العمل وانما في الوقت المحدد لتناول الغداء والتي ستكون بعد ساعة ونصف من الان.

ليلى : ولكنني اشعر بالجوع الان .

فتنهب امجد بأستسلام وقال : حسناً ، انتهي من تناول طعامكِ الان ولكن تذكري أن هذا لن يتكرر مجدداً طالما تعملين معي لانه من غير العدل أن اسمح لكِ بفعل كل ما يحلو لكِ في حين أن جميع الموظفين ينصاعون للقوانين التي تفرضها الشركة .

فتنهدت ليلى وقالت : حسناً ، لقد فهمت... هل من شيء اخر تود قوله ؟

فرمقها بنظرة فاحصة وتنهد قائلاً : هذا كل شيء.

قال ذلك ثم اراد ان يدخل إلى مكتبه مجدداً ولكنها اوقفته بقولها : مهلاً ...الم تكن تريد مني اي شيء ؟

فنظر امجد الى المغلف الذي بيده وقال : انسي الأمر ، سافعل ذلك بنفسي لذا تابعي تناول وجبتكِ .

قال ذلك بسخرية ثم عاد الى مكتبه بينما نظرت هي الى الشطيرة وقالت بتذمر : اي قانون هذا الذي ينص على عدم تناول الطعام عندما يشعر المرء بالجوع !

قالت ذلك ثم وضعت الشطيرة من يدها واضافت قائلة بتذمر : ها قد فقدت شهيتي للطعام بسبب ذلك المتعسِّف .

{ المتعسِّف هو رَبُّ عَمَلهاٍ المُتَسلِّط }

اما امجد فكان يجوب مكتبه ذهاباً وإياباً ويحدث نفسه قائلاً : ما هذه الفتاة !! لقد قابلت العديد من الفتيات في حياتي ولكنني لم ارى فتاة متمردة مثلها .

في تلك اللحظة سمع صوت قرع على باب المكتب وسرعان ما دخلت ليلى فنظر إليها وقال بسخرية : هل استمتعي بتناول وجبتكِ يا انسه ام ترغبين بأن اطلب لكِ بعض البيتزا ايضاً ؟

فنظفت حلقها وقالت بجديه : ارجو المعذرة يا استاذ ولكن هذا ليس مضحكاً ابداً .

فرمقها امجد بنظرة ثاقبة وسرعان ما جلس مكانه قائلاً : ما الذي اتى بك إلى هنا ؟

ليلى : يوجد سيدة في الخارج ترغب بمقابلتك ولكنها لم تخبرني اسمها.

امجد : حسناً دعيها تدخل.

ليلى : حسناً .

قالت ذلك ثم خرجت من المكتب ونظرت إلى تلك السيدة التي كانت جالسه على مقاعد الانتظار وقالت لها : تفضلي ، ان الاستاذ امجد ينتظركِ.

فنهضت تلك السيدة الشابة والتي كانت ترتدي ملابس انيقة وتبدو من منظرها انها سيدة مجتمع في اواخر العشرينات ثم ابتسمت ابتسامة صغيرة وقالت : شكراً لكِ.

وسرعان ما دخلت إلى مكتب امجد الذي تسمر في مكانه عندما رأها وقال بصوت يكاد يختفي : جاكلين !

فابتسمت هذه المدعوة جاكلين وقالت بهدوء : كيف حالك يا امجد ؟ ، لم اراك منذ مدة طويلة.

اما هو فما ان رأها حتى تملكه الغضب لذا نهض عن مقعده وقال بنبرة جافة : ما الذي اتى بكِ الى هنا ؟

فتقدمت جاكلين وهي تطرق الارض بكعب حذائها العالي ثم جلست على الاريكة بكل استرخاء وقالت : لا تقلق حيال مجيئي إلى هنا فانا لم أتي بسببك أنت بل اتيت بسبب العمل.

فرفع امجد احد حاجبيه قائلاً : اتيتِ بسبب العمل اذاً !

قال ذلك ثم ابتسم بسخرية لاذعة وجلس مجدداً ثم اردف قائلاً : حسنا ً، انا اسمعكِ .

فنظرت اليه مطولاً وسرعان ما قالت : ان كنت ستعاملني بهذه الطريقة يُستحسن بي أن اذهب إلى شركة ديكورات اخرى.

فكتف امجد يديه وقال بجفاء : الامر عائداً لكِ ان اردتِ الذهاب إلى شركة اخرى فانا لن اغير طريقة معاملتي لكِ وانتِ تعرفين السبب ومع ذلك تجرأتِ على القدوم إلى هنا بكل وقاحة.

فابتسم جاكلين حتى ظهرت اسنانها الناصعة البياض وقالت : ارجوك لا تجعلنا نبدأ مجدداً فما حدث بيننا في الماضي قد ولى بالفعل لذا دعنا نتحدث عن العمل الان.

فتنهد امجد بغضب وقال : سيكون هذا افضل.

فوضعت جاكلين حقيبة يدها جانباً وقالت : بصراحة لقد افتتحت صالون تجميل في منتصف المدينة وارغب بأن تتكفل انت بتصميم ديكوراته فما رأيك ؟

فقطب امجد حاجبيه وقال : انا لا افهم من اي مادة مصنوعه انتِ !

جاكلين : لما تقول هذا ؟

امجد : لقد خدعتيني في الماضي عندما اوهمتيني بأنكِ كنتِ تحبينني بينما الحقيقة انكِ كنتِ تحبين مال ابي فقط واليوم وبعد مرور خمس سنوات عدتِ و تريدين مني ان استلم مهمة تصميم ديكور صالون التجميل الخاص بكِ ! ، اي وقاحة هذه !

فرمقته جاكلين بنظرة ثاقبة وقالت بحدة : هل ستفعل ذلك ام ابحث عن شخص آخر ؟

امجد : يُستحسن بكِ ان تبحثي عن شخص آخر فانا وبكل صراحة لا ارغب برؤية وجهكِ الماكر وان قبلت العمل الذي تعرضينه الان سيتوجب عليّ أن اراكِ كثيراً وهذا ما لا اريد حدوثه.

في تلك اللحظة امسكت جاكلين حقيبة يدها وسرعان ما نهضت بعصبية ثم اردفت قائله : حسناً ، من الجيد أنك اوضحت الامر لي حيث انني اعتقدت انك تفصل بين العمل وبين حياتك الشخصية ولكن اتضح لي بأنني كنت مخطئة تماماً بهذا الشأن .

فنهض امجد ايضاً وقال بنبرة باردة : ربما انا كذلك فعلاً ولكن مع اشخاص اخرين وليس معكِ لذا يمكنكِ المغادرة الآن وارجو ان لا اراكِ مجدداً.

فضغطت جاكلين على حقيبتها بقبضة يدها وسرعان ما خرجت من مكتب امجد كالعاصفة الثلجية حتى انها لم تنظر إلى ليلى ولو لمرة واحدة مما جعل الفتاة تنهض من مكانها وقالت باستغراب : لما ذهبت هذه السيدة بهذه الطريقة ؟

- ولم تكاد تنتهي من جملتها حتى خرج امجد من مكتبه وقال بنبرة حادة : ان عادت هذه المرأة مجدداً اياكِ وإن تدخليها الى مكتبي هل هذا مفهوم ؟

فنظرت ليلى اليه وقالت بتعجب : حتى وان كانت زبونه !

فرد امجد عليها قائلاً : حتى وان كانت مالكة الشركة ، لا اريد أن اكرر كلامي لذا تذكري هذا جيداً.

قال ذلك ثم دخل الى مكتبه واغلق الباب خلفه بعصبية مما جعل الفضول ينتاب ليلى بشأن جاكلين فقالت محدثة نفسها : من هذه المرأة يا ترى ولما انزعج هذا المتعجرف عندما رأها ؟؟

ثم اخذت تفكر قليلاً ولكن سرعان ما تنهدت قائله : على العموم هذا ليس من شأني لذا يُستحسن أن اتابع عملي قبل ان يخرج مجدداً و يبدأ في القاء المحاضرات عليّ .

قالت ذلك ثم جلست خلف طاولة مكتبها لكي تتابع عملها بينما كان امجد يدور في مكتبه ذهاباً وإياباً و الانزعاج واضحاً على ملامح وجهه حيث كان يزفر الهواء بعصبيه وسرعان ما ضرب طاولة مكتبه بقبضة يده وقال : اللعنة عليكِ يا جاكلين ، لما ظهرتي في حياتي مجدداً بعد أن سعيت جاهداً كي انساكِ ؟؟

- في الحقيقة لقد شعر بالالم يعتصر قلبه عندما تذكر ان هذه المدعوة جاكلين قد تقربت منه في الماضي بسبب مال ابيه واوهمته انها تحبه مما سبب له جرح مشاعر عميق عندما اكتشف انها كانت تسعى وراء المال ، ولانه احبها بصدق شعر بالخيانة لهذا اقسم على أن يخرجها من حياته بشكلٍ نهائي وبالفعل حدث ذلك ولكن بمجيئها اليه اليوم عادت وفتحت الجروح القديمة مما جعله يشعر بالكره تجاهها اكثر .

اما بالنسبة لنزار وصفاء فقد وصلا إلى الشركة اخيراً ، وما ان اركن السيارة في موقف السيارات حتى ترجلت صفاء منها وسارت مبتعدة عنه بسرعة وكأنها لا تطيق التواجد معه اكثر من ذلك بينما نزل هو ايضاً ووقف يتأمل ظهرها وهي تبتعد فتنهد بعمق ثم لحق بها الى داخل المبنى فتوجه الى مكتبه وقبل ان يدخل توقف بالقرب من مكتب سكرتيرته لميس حيث سألها قائلاً : ماذا حدث معكِ بشأن المدرسة التي طلبت منكِ البحث عنها ؟

فقالت : لقد وجدت ثلاث مدارس مناسبة وكل واحدة افضل من الاخرى لذا تركت لك حرية الاختيار حيث انني وضعت ملف كل مدرسة على طاولة مكتبك.

نزار : جيد ، يمكنكِ متابعة عملكِ.

قال ذلك ثم توجه نحو مكتبه وقبل ان يدخل توقف امام مكتب صفاء التي ما ان جلست على الكرسي الخاص بها حتى بدأت تعمل على الحاسوب بتركيز كبير فتنهد ودخل إلى مكتبه وسرعان ما فتح الستائر الفاصلة بينه وبينها ثم نظر إليها مرة اخيرة قبل أن يتوجه نحو طاولة مكتبه ويمسك بالملفات الثلاثة الخاصة بالمدارس وسرعان ما جلس وبدأ يراجعها كي يختار مدرسة مناسبة ليسجل بها الفتاة اليتيمة ريم والتي اخذ على عاتقه مهمة الاعتناء بها وبجدتها العجوز.

تسارع في الاحداث.......

في المساء ذهب نزار الى المطعم الشعبي حيث تسكن ريم مع جدتها خديجة وعندما رأته الفتاة ابتسمت ابتسامة مشرقة وركضت نحوه قائله : اخي نزار كيف حالك ؟

فابتسم نزار عندما رأها ووضع يده على خذها قائلاً : بخير يا عزيزتي ، كيف حالكِ انتِ ؟

ريم : وانا بخير ايضاً ، بصراحة انا سعيدة برؤيتك مجدداً.

فاتسعت ابتسامة نزار الذي جلس على احدى الطاولات وقال : وانا ايضا ً، اخبريني كيف تسير الأمور في المطعم ؟

فجلست ريم مقابلاً له وقالت : على احسن حل والحمد لله وخصوصاً لانك احضرت الانسة شهد حتى تساعدنا في العمل.

{ ملاحظة : الفتاة المدعوة شهد هي احدى عاملات التنظيف في شركة نزار وقد اوكل لها مهمة العمل في مطعم جدة ريم كي تتمكن الاخيرة من الذهاب إلى المدرسة وكانت شهد سعيدة بعملها الجديد وخصوصاً لان جدة ريم الحاجة خديجة امرأة طيبة بغض النظر عن كبر سنها و الزهايمر الذي تعاني منه }

فقال نزار : لدي خبر جميل لكِ ، لقد وعدتكِ بأن اسجلكِ في مدرسة جيده وها انا قد وفيت بوعدي.

قال ذلك ثم وضع ملفاً امامها واضاف قائلاً : منذ الغد يمكنكِ الذهاب إلى هذه المدرسة فهي افضل مدرسة في المدينة كلها وقد تحدثت مع المدير بشأنكِ و أوصيته بكِ لذا لا تقلقي حيال هذا الامر .

فامسكت ريم الملف واخذت تتصفحه وسرعان ما ابتسمت بلطف ثم قالت : شكراً لك يا اخي... انا لن انسى معروفك هذا ما حيت.

فأمسك نزار يدها وقال : لا داعي للشكر بيننا وايضاً عديني بأنكِ سوف تجتهدين في الدراسة حتى تتخرجي بسرعة وتلتحقي بالجامعة .

فأومت ريم برأسها وقالت : اعدك بهذا.

فابتسم لها بعطف ثم نهض وقال : حسناً... غداً صباحاً سوف امر كي اوصلكِ الى المدرسة لذا نامي جيداً هذه الليلة اتفقنا.

فنهضت هي ايضاً وقالت : هل ستغادر الان ؟

نزار : اجل... لدي بعض الاعمال لذا لن اتمكن من البقاء اكثر من هذا ، ارجوكِ ابلغي جدتكِ سلامي.

ريم : حسنا ً، رافقتك السلامة.

- وبالفعل غادر نزار تاركاً خلفه الفتاة اليافعة تحدق بالمغلف بسعادة غامرة ، فصعد في سيارته وقبل أن يهم بالمغادرة اتصل به زوج اخته المحامي مصطفى فاجابه قائلاً : مرحباً يا مصطفى.

فقال مصطفى : كيف حالك يا نزار ؟

نزار : بخير ، وماذا عنك ؟

مصطفى : وانا ايضاً بخير ، اين انت الان ؟

نزار : سوف اعود للمنزل لما تسأل ؟

مصطفى : لا تذهب وتعال الى منزلنا لكي نتناول العشاء معاً كما انني ولمياء نريد ان نطلب منك معروفاً صغيراً .

نزار : ما هو ؟

مصطفى : تعال وستعرف.

نزار : حسناً ... ساكون عندكم خلال عشر دقائق.

مصطفى : نحن في انتظارك.

قال ذلك ثم انهى المكالمة الهاتفية اما نزار فشغل محرك السيارة وتوجه نحو منزل اخته وما هي الا مدة قصيرة حتى وصل إلى هناك فترجل من سيارته ثم قرع جرس الباب ففتحت له اخته واستقبلته بابتسامة عريضة وقالت : مرحباً يا اخي... تفضل بالدخول.

فدخل نزار قائلاً : كيف حالكِ اليوم يا عزيزتي ؟

لمياء : لقد كنت بخير ولكنني اصبحت افضل بعدما رأيتكَ.

فابتسم نزار ولم يعلق بل قال : اين مصطفى و الاولاد ؟

لمياء : في غرفة الجلوس.. هيا ادخل.

وبالفعل دخل نزار حيث كان زوج اخته جالساً برفقة ابنائه فما ان رأه التوأمان حتى هرعا نحوه بسرعة فاخذهما في حضنه وهو يضحك ويقبلهما بينما ابتسم مصطفى وقال : اهلاً يا نزار ، كيف حالك ؟

فاجابه نزار بعد ان استطاع التملص من وليد وديانا وقال : بخير والحمد لله.

فجلست الفتاة ديانا في حضنه وقالت بلكنتها المكسرة : لما لم تزورنا في الامس يا خالي ؟

واضاف اخيها وليد قائلاً : لقد اشتقنا إليك كثيراً.

فابتسم نزار وقال : لقد كنت مشغولاً يا احبائي لهذا اتيت لرؤيتكم اليوم.

فقالت لمياء : هيا يا اولاد ابتعدا عن خالكما كي يستريح قليلاً فهو يبدو متعباً.

فقال كل من الطفل والطفلة : حاضر يا امي.

اما مصطفى فاردف قائلاً : كيف يسر العمل يا نزار ؟

فأجابه وهو يسترخي في مقعده : على احسن ما يرام وخصوصاً لانني اخذت مشروع جديد سنجني من ورائه ارباح عالية.

مصطفى : هذه اخبار جيدة... اتمنى لك كل التوفيق.

نزار : شكراً لك.

مصطفى : حسناً ، دعونا نتناول العشاء الان وبعدها سنتابع التحدث.

فقالت لمياء : هيا ان المائدة جاهزة.

- وبالفعل جلسوا جميعاً خلف مائدة العشاء التي اعدتها لمياء بما لذ وطاب وكم شعر نزار بالسعادة لانه تناول العشاء برفقة اخته وعائلتها اللطيفة وخصوصاً لانه كان يشعر بالوحدة كثيراً في الاونة الأخيرة ، وعندما انتهوا طلبت لمياء من وليد وديانا ان يصعدا الى غرفتهما كي يلعبان قليلاً قبل ان يحين موعد نومهما بينما جلست هي برفقة زوجها ونزار في الحديقة امام حمام السباحة فقال الاخير : خيراً يا مصطفى... ما هو المعروف الذي تريدان أن تطلبانه مني ؟

فنظر مصطفى الى لمياء كما فعلت هي المثل ثم عاد ونظر إلى نزار وقال : في الحقيقة سوف نذهب انا ولمياء لحضور حفل زفاف احد اصدقائي خارج المدينة وسنغيب لمدة يومين ولكن لا نعلم اين سنترك وليد وديانا لذا فكرنا بأن نطلب منك ان تعتني بهما ريث ما نعود فما رأك ؟

فرمش نزار عدة مرات وقال : هل تقصد ان يبقيا عندي لمدة يومين !

فقالت لمياء : اجل.

اما مصطفى فأضاف قائلاً : اعلم ان ما نطلبه منك كثير وخصوصاً لانك لا تجيد التعامل مع الاطفال في مثل سنهما ولكنك الحل الوحيد امامنا .

نزار : ولكن يا مصطفى انت قلت هذا بنفسك ، انا لا اجيد التعامل مع الاطفال فكيف سأتمكن من الاعتناء بهما وحدي ؟

فقالت لمياء : لا تقلق يا عزيزي فانا سأكتب لك لائحة بكل شيء يتوجب عليك فعله خلال الفترة التي سيمكثان بها عندك كما انهما يحبانك كثيراً ولن يسببان لك اي مشكلة.

نزار : وماذا عن عملي ؟ ، اقصد انا عادةً ما اتاخر بالعودة إلى المنزل بسبب العمل وخصوصاً في هذه الفترة فكما أخبرتكما انني بدأت العمل على مشروع جديد فكيف سأتمكن من الاعتناء بهما وانا اقضي معضم وقتي في الشركة ؟

في تلك اللحظة نهضت لمياء وجلست الى جانبه ثم امسكت يده وقالت : اعلم اننا نطلب الكثير ولكن الا تستطيع اخذ اجازة لمدة يومين فقط ؟

نزار : هذا صعب يا اختاه لان لدي الكثير من العمل..

مصطفى : هيا يا رجل... من يسمعك تقول هذا يعتقد انك مجرد موظف عادي في الشركة وليس المالك.

واضافت لمياء قائلة : كما انني لم اذهب في عطلة منذ زمن لذا الا تستطيع فعل هذا من اجلي ؟

في تلك اللحظة لم يعرف نزار ماذا يقول وخصوصاً لان اخته قد ضغطت على الوتر الحساس فهو يحبها كثيراً ولا يستطيع أن يرفض لها طلباً لذا تنهد بقلة حيلة وقال : حسناً... انا موافق ولكن بشرط.

فابتسم مصطفى ولمياء وقال الاول : وما هو شرطك يا حضرة المهندس ؟

نزار : لن تطول مدة غيابكما اكثر من يومين وان حدث ذلك سوف يكون لي معكما تصرف اخر.

فضحكت لمياء وقالت : ونحن موافقان اليس كذلك يا عزيزتي ؟

فرد عليها مصطفى قائلاً : بالطبع.

فرمقهما نزار بنظرة عدم تصديق وقال : سنرى.

لمياء : اذاً غداً صباحاً سوف نحضرهما الى منزلك لذا كن مستعداً فهما في اجازة عن المدرسة لمدة أسبوع بسبب اعمال الصيانة التي تقام هناك .

فتنهد نزار وقال : حسناً.

تسارع في الاحداث.........

في صبيحة اليوم التالي كانت ريم متحمسة جداً للذهاب إلى المدرسة وخصوصاً لان نزار قد وعدها بأنه سوف يوصلها الى هناك بنفسه ولكن عندما خرجت من المنزل لكي تنتظره تفاجأت بوجود سائق الشركة "علي" الذي قال لها : صباح الخير يا انسه ريم ، لقد ارسلني الاستاذ نزار لكي اوصلكِ الى المدرسة بالنيابة عنه لانه لم يستطع القدوم بنفسه بسبب عملاً طارئاً .

فابتسمت ريم بأدب وقالت : لا بأس.

علي : تفضلي بالصعود إلى السيارة رجاءً.

قال ذلك وفتح لها باب المقعد الخلفي فقالت : شكراً لك.

اما في منزل نزار فكان متوتراً جداً وهو يعد الفطور لاولاد اخته الذين لم يصلوا بعد ، وبعد عدة محاولات فاشلة في صنع عجة البيض المخفوق وتحويل المطبخ الى ساحة معركة يملؤها الدقيق والملح وبقايا ثمار البرتقال المعصور سمع جرس الباب يرن لذا نفض يديه واسرع لكي يفتح لهم وعندما فعل ذلك انفجر كل من مصطفى ولمياء ضحكاً على منظره وخصوصاً لان وجهه كان ملطخاً بالطحين بينما استغل كل من وليد وديانا الموقف ودخلا الى المنزل كالزوبعة وهما يشعران بسعادة غامرة لانهما سيبقون عند خالهما لمدة يومين .

اما نزار فقطب حاجبيه وقال لاخته وزوجها بتذمر : كفا عن الضحك فانا لم يسبق لي وان اعتنيت بكلب وبسببكما سوف اعتني بطفلين عوضاً عن الذهاب إلى عملي .

فتوقفت لمياء عن الضحك بصعوبة وقالت : حسناً حسناً... لا تتذمر اننا اسفان.

واضاف مصطفى قائلاً : انا لن انسى معروفك هذا ما حيت يا نزار وعندما نعود سوف افعل اي شيء تطلبه مني ، هذا وعد.

فرفع نزار حاجبه وقال ببرود : حسنا ً، هل هذه حقيبة ملابسهما ؟

لمياء : اجل... لقد وضعت لك ورقة داخل الحقيبة بها كل الارشادات والنصائح التي سوف تساعدك في الاعتناء بهما وتذكر ان ديانا تعاني من الحساسه لذا لا يجب ان تتناول كريمة الزبدة كما ان وليد يخجل من الافصاح عن رغبته في دخول الحمام لذا استمر في سؤاله بنفسك ان كان يريد قضاء حاجته ام لا وايضاً لا تدعهما يسهران لساعات طويلة فموعد نومهما في تمام الساعة التاسعة مساءً وايضاً....

وقبل أن تكمل جملتها قاطعها زوجها حين قال : ما بكِ يا لمياء ؟؟ نحن لن نغيب طويلاً كما انكِ كتبتي كل شيء في لائحة الارشادات لذا لا تقلقي بشأنهما ودعينا نذهب قبل ان نتأخر.

فتنهدت لمياء وقالت : حسناً..

ثم نظرت إلى نزار وامسكت يده وقالت بنبرة توسل : ارجوك يا اخي اعتني بـ أبنائي جيداً فهذه المرة الاولى التي اتركهما فيها منذ ان ولدا لهذا انا قلقه بشأنهما كثيراً .

فابتسم نزار لها بلطف وقال : لا تقلقي يا حبيبتي... سوف اهتم بهما جيداً كما لو كانا ابنائي لذا ارجو ان تستمتعان بوقتكما.

فقال مصطفى : اذاً سوف نذهب الآن ، هيا بنا يا عزيزتي.

- وبالفعل غادر كل من مصطفى وليماء فتنهد نزار وحمل حقيبة الملابس الخاصة بالطفلين ثم دخل إلى المنزل ويا ليته لم يفعل... فما ان دخل حتى صُدم برؤية وليد وديانا يقفزان هنا وهناك ، على الأرائك وعلى الطاولة وتارة على الارض واخرى يركضان خلف بعضهما وهما يضحكان بسعادة غامرة كما لو انهما قد ذهبا إلى مدينة الملاهي فوقف يحدق بهما بغير تصديق وخصوصاً لانها المرة الأولى التي يتصرفان بها على هذا النحو المشاكس.

وكل هذا في جهة وامساك وليد باحدى اسماك الزينة التي يحبها نزار حباً جمّاً بجهة اخرى ، فعندما رأه يخرج السمكة المسكينة من حوض الاسماك جن جنونه وصرخ قائلاً : لا يا وليد... ضعها في الماء بسرعة قبل ان تموت.

ولكن الطفل وجد في ذلك تسلية لا مثيل لها لذا قرر ان يتمرد ولا يسمع الكلام بل اخذ يجري بسعادة في ارجاء المنزل ونزار يركض خلفه بطريقة اكثر جنوناً وكل همه ان يخلص السمكة الصغيرة قبل ان تلاقي حتفها بينما استغلت ديانا الفرصة وامسكت بسمكة اخرى واخذت تضحك وتركض كما يفعل شقيقها التوأم مما جعل نزار يكاد يفقد اعصابه وبطريقة ما استطاع اخيراً ان يمسك وليد وياخذ السمكة من يده ثم ركض لكي يعيدها إلى الماء اما ديانا فقررت أن تحتفض بالتي معها لمدة اطول لذا صعدت إلى الطابق العلوي فلحق بها نزار وهو يقول : ايتها الشقية اعيديها بسرعة قبل ان تموت !

واثناء ركض ديانا على الدرج تعثرت وكادت أن تقع ولكن نزار امسكها وقال : امسكتكِ اخيراً .

قال ذلك ثم اخذ السمكة منها وركض حتى يعيدها إلى الماء ولكن الأوان قد فات على فعل ذلك فما ان وضعها في الحوض حتى انقلبت راساً على عقب ولم تتحرك مما دل على موتها فوقف يحدق بها بوجه عابس وسرعان ما نظر إلى ابناء اخته وتنهد قائلاً : هل رأيتما ما الذي حل بهذه السمكة المسكينة ! لقد ماتت بسببكما لذا لا اريد منكما أن تقتربا من حوض الاسماك مجدداً هل هذا مفهوم ؟

فوقف كل من وليد وديانا بجانب بعضهما بتوتر وقالا في أن واحد : نحن اسفان.

فتنهد نزار مجدداً واعاد شعره الى الخلف ثم قال بهدوء : حسناً ...لا بأس ، هيا اذهبا واغسلا ايديكما حتى تتناولا الفطور.

وبالفعل توجه كل من الطفلين الى الحمام بينما نظر هو الى السمكة التي ماتت ثم امسك الشبكة واخرجها من الماء وتوجه نحو الحديقة لكي يدفنها هناك وهو يشعر بالاسى عليها ، وبعد أن فعل ذلك عاد الى الداخل فسمع رنين هاتفه لذا امسك به واجاب قائلاً : مرحباً يا لميس.

فقالت لميس : صباح الخير يا استاذ... الن تأتي إلى العمل اليوم ؟

فتنهد نزار قائلاً : لا يا لميس.. سوف اخذ اجازة لمدة يومين لأسبابٍ شخصية لذا قومي بتأجيل كل اجتماعاتي المهمة إلى الأسبوع المقبل.

لميس : حسناً ... ولكن ارجو ان لا تكون مريضاً.

نزار : لا لست مريضاً فقط طرأ أمراً مهماً لهذا لن اتمكن من القدوم إلى العمل اليوم وغداً وربما بعد غداً .

لميس : لقد فهمت... حسناً سوف انهي المكالمة.

في تلك اللحظة خطرت في بال نزار فكرة فقال بسرعة : لميس انتظري..

فقالت : ما الامر يا استاذ ؟

فنظر نزار بأتجاه المطبخ حيث كان اولاد اخته جالسان يتناولا فطورهما وابتسم بخبث ثم قال : بما انني لن اتمكن من الذهاب إلى الشركة اخبري صفاء بأن تأتي إلى منزلي الخاص كي نتابع عملنا على مشروع المنتجع فنحن لا نستطيع اهمال هذا العمل.

فتعجبت لميس مما سمعته وقالت : هل تقصد ان اخبر الانسة صفاء بأن تذهب إلى منزلك !

نزار : لما تكررين كلامي يا لميس ؟

لميس : انا اسفه ولكنني تفاجأت قليلاً وخصوصاً لأنك لم يسبق وأن دعوت احداً من الموظفين للعمل في منزلك عندما كنا في اميركا.

فتنهد نزار قائلاً : لا ترهقي نفسكِ بالتفكير كثيرا ً، كل ما في الامر ان اختي وزوجها قد ذهبا في رحلة لمدة يومين وتركا اولادهما تحت رعايتي لهذا لا استطيع أن اتركهما لوحدهما في المنزل كما انني لا استطيع اهمال العمل لهذا اطلب منكِ ارسال صفاء الى منزلي كي نتابع عملنا ، هل تُريدين شرحاً مفصلاً اكثر من هذا ؟

فنظفت لميس حلقها وقالت : ارجو المعذرة لم يكن هذا قصدي ابداً ...حسناً سوف ارسل الانسة صفاء الى منزلك حالاً .

نزار : هذا جيد ، سوف اغلق الان.

قال ذلك ثم انهى المكالمة الهاتفية وسرعان ما شرد بذهنه حيث اخذ يفكر كيف ستكون ردة فعل صفاء عندما تأتي وترى بأم عينها انه قد بنى المنزل الذي صممته هي بنفسها واطلقت عليه اسم " منزل الاحلام " وارادت ان يعيشان معاً فيه ، اما لميس فتوجهت الى مكتب صفاء التي وصلت إلى الشركة منذ مدة قصيرة فقالت لها : صفاء لقد طرأ أمراً جعل الاستاذ نزار يتغيب عن العمل اليوم لهذا يجب أن تذهبي إلى منزله لكي تتابعان العمل على مشروع المنتجع الخاص بالسيد عاصم حيث أن هذا العمل لا يحتمل التأجيل.

فنظرت صفاء الى لميس بعدم فهم وقالت : ما الذي تقصدينه بقولكِ يجب عليّ الذهاب إلى منزل الاستاذ نزار ؟

فتنهدت لميس وقالت : اعلم ان الامر مفاجئ حقاً ولكن هذه رغبة الاستاذ نزار وهو من طلب مني ان اخبركِ بهذا لانه لن يتمكن من المجيء إلى هنا لمدة يومين حسب قوله بسبب امر شخصي وفي الوقت ذاته لا يستطيع اهمال العمل لذها ذهابكِ الى منزله هو الحل الأمثل.

فقالت صفاء بتلعثم : ولكن يا لميس... هذا كثير ، اقصد انا كما تعلمين...

فقاطعتها لميس بقولها : لا تقلقي... لن يعلم اي شخص في الشركة بأنكِ ذهبتي إلى منزل الرئيس كما انني اضمن لكِ ان الاستاذ نزار شخص محترم جداً ولن يحاول القيام بأي شيء يضركِ .

فتذكرت صفاء كيف حاول نزار ان يعتدي عليها بلحظة غضب مجنونة مما جعلها ترتعش قليلاً ولكن ثقتها به قد تفوقت على هذا الخوف لذا تنهدت وقالت : حسناً سوف ادهب ولكنني لا اعرف العنوان.

لميس : انتظري قليلاً ، سوف اسجله لكِ .

فأومت صفاء برأسها وهي لا تعلم ان ما تفعله صواب أم خطأ وخصوصاً لانها تعرف كباقي الموظفين ان نزار يعيش وحيداً في منزله وفكرة التواجد معه لوحدهما اثقلت صدرها وخصوصاً لانها تهتم بسمعتها وبما يقوله الناس عنها ، وبعد ان اعطتها لميس العنوان خرجت من الشركة واوقفت سيارة أجرة ثم اخبرت السائق ان يوصلها إلى العنوان المنشود وما هي الا مدة معينة حتى وصلت فترجلت من السيارة ونظرت باتجاه المنزل الكبير وهنا كانت المفاجأة الكبرى بالنسبةِ لها.

يتبع.......

-------------------------------
اولاً اعتذر وبشدة على التايخر ولكن حدث لاسباب صحية ، ثانياً الرواية سيتم نشرها في المواعيد المحددة لها اي كل يوم سبت ويوم ثلاثاء لذا اتمنى لكم متابعة شيقة 😘

Continue Reading

You'll Also Like

18.9K 359 40
لقد كانت حرباً ولكِن قلبي فاز بِك في النهاية ♡.
180K 4.7K 40
عاشت طوال حياتها تُعاني من اقرب الناس اليها، احبت ولكن اذاقها مراره الفقدان والألم، ليدخل هو الي حياتها مره أخرى ليجعلها تحت سطوته وتملكه فهل سيذيقها...
6K 2K 39
اعرف ان حبي لك كان اول خطأ ارتكبه في حياتي ...! ولكن مهلااا هذا ليس بذنبي...! فاانا ظننت انك تحبني مثلما احبك واكثر....! عندما نحب يعمينا الحب عن ش...
23.1K 1.2K 26
عندما يكون الهدف لا يشترى بالمال💰 فماهو الثمن.