ابتَسِم || KTH

Lamaful által

47.8K 5.7K 2.3K

عن الفتى الذي ظنّ بأن ابتسامةً بإمكانها إخفاء روحه المنكسرة، وأملهِ الضائع.. حتى وإن لم تكن حقيقية. ... Több

٠⇜مُقدِمة
١⇜هيَّ
٢⇜ذكريّات
٤⇜كاكاو
٥⇜أُمنيّة
٦⇜مُزيّف
٧⇜الحب؟
٨⇜مُغلق
٩⇜مُتعَب
١٠⇜أصدِقاء
١١⇜مسؤوليّة
١٢⇜تفكير
١٣⇜إعجاب
١٤⇜إنفعال
١٥⇜أشواك
١٦⇜استعادة
١٧⇜سَـأخبركِ
١٨⇜ هروب
١٩⇜ظهور
٢٠⇜اعتِراف
٢١⇜حقيقة
٢٢⇜إنفجار!
٢٣⇜مشاعِر
٢٤⇜ إرتباك
٢٥⇜ فقطِ البداية
٢٦⇜فضول
٢٧⇜ متقاربان
٢٨⇜بَحر
٢٩⇜حِكاية
٣٠⇜ظُلمة
٣١⇜غَرابة
٣٢⇜بعثَرة
٣٣⇜قتيل
٣٤⇜غموض
٣٥⇜أسئِلة
٣٦⇜جُرم؟
٣٧⇜أخيرًا

٣⇜فُقدان

1.7K 193 83
Lamaful által

ما بيّن الإبيضِ والأسودِ رماديّ
وما بيّن الجنونِ والعقبريّة شعرة
الأمرُ نفسهُ ينطبقُ على الكبرياءِ والثقةِ بالنفس
والشجاعةِ والتهور
أنا الأن
أقفُ في الوسط

كانتِ الساعةُ الرابعةُ فجراً، وكان هوَ يبحثُ بجنونٍ عن أي آلةٍ حادة كالشفرةِ الموجودةِ لدى غرفته التي تقبعُ في المنزلِ الآخر
والذي كانَ يبعدُ بضعةَ أميّال

بغتةً، تذكرَ وجودَ سكينٍ في المطبخِ وَ لعنَ غباءه.
هروَلَ نحوَ السكينةِ التي كانت في إحدى الأدراجِ مع صديقاتها، حملها بيّن يداه بعدَ أن غسلَها وهروَلَ عائداً إلى الحمام

مضى الكثيرُ من الوقتِ على آخرِ مرةٍ أتى بها إلى هنا، إلى منزلهِ الثاني، المُتخفي عن الأنظار
والذي يقعُ في منطقةٍ شبهِ نائيَة
لذا قد عذرَ ذاكرتهُ

استلقى داخلَ حوضِ الإستحمامِ بعدَ خلعهِ لجميعِ ملابِسه، تذكرَ هوايته في الرسم على الورق
ماذا عن هوايةِ الرسمِ على جلدهِ إذًا؟

أمسكَ السكينَ وبـلهفة، بدأ بِـرسمِ خطوطٍ عشوائيةٍ على فخذهِ الأيمن، إما يجددُ ندوبًا قد اندثرت أو يصنعُ أُخرى جديدة
استلذَ بالألمِ اللاسعِ المنتشرِ على بشرتهِ المُتهيّجة وَ كأنهُ مدمنُ مُخدراتٍ يحقنُ نفسهُ بالإبرة
بحثَ عن دموعٍ في محجرهِ جراء ما يفعله، لكنّ مدامعهُ كانت جافةً كالصحراءِ القاحلة
كَـغيّمةٍ غادرها المطر، أو كـزهرةٍ ذابِلة
صكّ أسنانهُ ببعضها، غارسًا السكينةَ لتخترقَ جلده
تأوهَ مُتألِماً، رغمَ ذلكَ مشاعرهُ لا تتحرك!

لا غصةَ مؤلِمة و لا لهيباً في العيون
فقط شعورُ ألمٍ يجوبُ عميقًا في داخله
شعورٌ يعشقُ الإختفاء

توّقفَ عندما أصبحَ لونُ الماء تحتهُ أحمرًا، تحاملَ على نفسهِ واستندَ على الحائطِ حتى لا يفقدَ الوعي

لّفَ فخذهُ الدامي بِـشاشٍ سميك قد أحضرهُ مُسبقًا وارتدى ملابسًا غامقة، لإخفاء أي دماءٍ قد تتسربُ من الجروحِ الحديثة
تمددَ مجددًا وقد تخلصَ من الشعورِ الذي كان يرواده، واستبدلهُ بـالراحةِ التامة
ابتسمَ بينما يغمضُ عيناهُ، وما خلفَ الابتسامةِ سوا ألفُ انكسارةَ وانكسارة
لكنّهُ ولأولِ مرةٍ فكر...
لمَ يؤذي قيثارته؟

حينها فجاءةً فقط
ظهرت لانا في الصورة

++++++

يسترقُ النظرَ كسارقٍ ينتظرُ أخذَ تحفتهِ الذهبيةَ بفارغِ الصبر أو كَـمن يحدُقُ بِـفاكهةٍ محرمة
وَ بعيّنين فضولية..
نكزَ ليسا من كتِفها وَ همس
"هيّ! ليسا"

أطلقت الجالسةُ تنهيدةً تنمُ عن مللِها، والتفتُ إليّه قائلةً بنفاذِ صبر:
"قل ما عندك، لديّ مشاريعُ مهمة!"

رغمُ أنّهُ كان متأكداً بأنّها تعبثُ في موقعِ المدرسةِ الرسميّ، إلّا أنه تجاهلَ الأمر
"تعرفينَ تلكَ الجالِسةَ في الصفِ الثالثِ من اليسار، الكرسي السادِس؟"

استطاعَ رؤيةَ ابتسامةِ ليسا الخبيثة، ويبدو أن الموضوعَ أعجبها كونها اعتدلت في جلستها لتقابلهُ بِـالكامل

"هذهِ هيّ هان لانا، ما تزالُ في الثامنةِ عشرَ مِن عمرها، كما أنّها انتقلت إلى هنا في العامِ الفائت عندما لم تكن موجودًا"

لمَ الجميعُ يستمرُ بتذكيره؟!، ليّسَ وكأنهُ نسيَّ على كلِ حال..
هزّ رأسهُ طارِدًا غبارَ ذكرياتٍ من العامِ المنصرم، همّ بقولِ شيءٍ لكنّ ليسا قاطعته رافعةً سبابته بوجهه
بِـنبرةٍ حازمة قالت:

"لكنني أحذركَ كيم تايهيونغ، لانا حرفيًّا لا تولي أي شيء إهتماماً سوا دراستها، وليّسَ هنالكَ أيُ ذكرٍ يجروء على أن يحومَ حولها! لا أعتقدُ بأنهم يخافونها لكنّها لا تحبُ العابثينَ، اتذكرُ تمامًا فعلتها معَ شيومين.."

تسارعت نبضاتُ قلبهِ إثرَ حماسةِ الموضوعِ، لم يتحمس هكذا منذُ فترة
"مالذي فعلته؟"

همهمت ليسا، وٍ قلّبت عينيها لتتطلعَ إلى فوق وكأنّها تستحضرُ المشهدَ أمامَ عيّنيّها :

"لا اتذكرُ فعلتها بالضبط، لقد كانَ ذلكَ منذُ زمنٍ طويل----"

توقف كلماتها إزاء دخولِ استاذِ الكيمياء، وَ أرادَ تايهيونغ سؤالها مجددًا لكنّها كانت قد انخرطت في محادثةٍ معَ سوو مينغ
تأفأفَ ونقلَ بصرهُ إلى لانا التي كانت مركزةً جدًا معَ ما يقولهِ استاذُ العلوم، تنهدَ وَ أخرجَ دفترَ خربشاتهِ، بدأ برسمها مجدداً لكن من زاويةٍِ مُختلفَة..

معلوماتِ ليسا كانت دقيقةً إلى حدٍ ما، لكنّها ليّست كافيّة.
ليسَ لهُ على الأرجح!

+++

مشى باتجاهِ خزانتهِ بخطواتٍ متعبة،كانَ يجرُ قدماهُ من على الأرضِ لثقلها
وَ كأنّ الحذاءَ الذي يرتديهِ يزيدُ عنهُ وَزناً

من كان يظنُ بأن الجلوسَ والاستماعَ للمعلمينَ متعبٌ لهذهِ الدرجة!

فتحَ البابَ الحديديّ لتتداعى ورقةٌ مطوية، عقدَ حاجباهُ وانحنى ليّنتشلها، فتحها ليقرأ..

-كيم لعين تايهيونغ، أن لم تأتي إلى الباحةِ الخلفيّةِ بعدَ عشرِ دقائقٍ اعتبر نفسكَ ميّتاً

مسحَ وجههُ بِـباطِنِ كفّهِ محبطاً عندماَ ميّزَ خطّ الكاتبِ على الورقة بسرعة
لمَ لا يتركهُ وَ حسب!

"أتيت"
تمتمَ للفتِ انتباهِ الواقفِ على بعدِ مترٍ منه، معطيّاً لهُ ظهره، سرعان ما التفَ بجسدهِ وتربعت ابتسامةٌ على وجهه، كانت ابتسامةً مُستهزِئةً كما عرّفها تايهيونغ

"لديّ شيء، يخصّك كما اعتقد!"
لم يزح ابتسامتهُ على وجههِ ما أثارَ قلقَه، لكنّهُ حافظَ على رباطةِ جأشه المعتادة

أخرجَ شيءً من جيّبه، لم يتعرّف عليه تايهيونغ في البداية، لكنّ عندما ارتفعت يدهُ التي تحملُ الشيء، توسعّت عيناه بغضبٍ واضح،

تقدّمَ منهُ بخطىً بطيئة، مدّ يدهُ وأمرهُ بـهدوء:

"هاتِها، جيمين"

هزّ جيمين رأسهُ لكلا الجهتيّن بعناد، كـطفلٍ قالت لهُ أمّهُ بالتوقفِ عن أكلِ الحلوى
"اصرخ تايهيونغ، أخرج ما في قلبك
حينها فقط سأجلبها لك"

ابتسمَ تايهيونغ ببرود، مما أشعلَ النيرانَ في صدرِ جيمين

"مالذي تحاولُ إثباتهُ بـسرقةِ إحدى مُمتلكاتي بارك جيمين؟"
رفعَ حاجبهُ مطلقاً ضحكةً قصيرة
ولـشدةِ زيّفها، بدا وكأنّهُ يسعل

"أحاولُ إعادةَ تايهيونغ القديم!
بربكِ ألا تنظرُ إلى المِرآة؟!
اصبحتَ مقززاً"
صرخَ بها وانتفخت اوداجهُ لِـكثرةِ ما يكنّهُ من غضب، انقبضت أصابعهُ حولَ ما يحمله

علمَ تايهيونغ بأنّهُ يريدُ التعبيرَ عن افتقاده له، لكنّهُ مهما طال الزمنُ يملكُ طريقةً غريبةً في قولِ مشاعرِه

"انظروا من يتحدث!
أنت الذي شتمتني في أول مرةٍ عندما رأيتيني في المطارِ ثمّ هربت"
قهقهَ واسترسل
"ماذا عن الباقيين؟ لمَ لم يحذوا حذوَك؟"

صكّ جيمين على أسنانه، وهسهس:
"ذلكَ لأنّهم لم يبقوا معكَ كما فعلتُ أنا
انتَ خاوٍ عن آخرك!"

قهقهَ تايهيونغ بصوتٍ عالٍ، ثمّ رد:
"اؤكدَ لكَ بأنني بخير، أنني سليمٌ معافى!"

أخذَ جيمين نفساً عميقاً يستعيدُ بهِ صبره، فإنكارُ من يقفُ مقابلاً لهُ للحقيقةِ شيءٌ مُستفز.
لوّحَ بالسلسلةِ الفضيّةِ في وجهه، ثمّ قال:
"تريدها؟، توقف عنِ إحاطةِ نفسكَ بالكذب"

وبهذا، رحلَ تارِكاً تايهيونغ واقفاً، ببقايا ذاكرة
ونقطةٍ إضافيّةٍ من الحزن في زجاجةِ صبره

+++

يبحثُ في حقيبته عن دفترٍ أخضر متوسطِ الحجم، يجدهُ ثمّ يهرعُ نحوَ مكتبهِ، يقلبُ بينَ صفحاتهِ ويتوقفُ عندَ أحداها
يفصلها عن مثيلاتها بِتمزيقِ أطرافها المتصلِةِ بالدفتر،
يأخذُ اللاصقَ ثمّ يثبتها ضدّ الجدار، يقارنها بالتي رسمها قبلَ يومين، يبتسمُ برضا للتطور البسيط حيّثُُ أن وجهها أصبحَ أوضح
ولقد أسرّ في نفسهِ بأنّهُ سيتابعُ رسمها حتى تصبحَ هان لانا حقيقةً على ورقة

تداهمهُ حكةٌ في فخذهِ الأيمنِ ولا يكبحُ نفسهُ عن تمرير أناملهِ على الجروح التي صنعها
يدلفُ إلى الحمامِ ويخلعُ بنطاله، يرمي بالشاشِ المخضبِ بدمائهِ الجافة وبينما هوَ يبحثُ في الرفِ عن بديلٍ لهُ تقابلَ جسدهُ مع المرآة، أسهبَ نظرهُ حيثُ تقبعُ المنطقةُ المشوّهةُ من جسده

لأولِ مرةٍ يحدقُ فيما انشأتهُ يداه
دائماً ما كانَ يتجاهلُ المرآة أو بمعنى أصح..
يهربُ مِنها!

قبلَ فترة، كانَ يسخرُ على الذينَ يؤذونَ أنفسهم، لكن الآن..
هوَ يضحكُ على نفسه
حتى المرآةُ تضحك
وكأنّها تستهزء من ضعفه، الذي ينكرهُ على الدوام

الآنَ هوَ يعرفُ معنى الفقدان
يعرفُ معنى الإشتياقِ العقيم لشخصٍ لن يعود
يعرفُ بأن ذلكَ الشخصَ برحيله..
أخذَ جزءٌ منهُ معه
للابد

______________

تنويه: أول ما يولد الطفل في كوريا يكون عمره سنة

يعني مثلاً إذا الواحد عمره بأمريكا ٢٠ سنة بكوريا يصير عمره ٢١
مدري ليش النظامِ عندهم كذه لَحد يسألني (:...

رأيكم(:؟

Olvasás folytatása

You'll Also Like

91.9K 4K 24
-مَا رأيكِ في أن نتحَدث في مَكتبي على إنفِراد؟ 'لكِنّي طالبتك أستاذ جُيون،ألا تَعتقد أنّ هَذا مُثير للشّكوك؟' -لَن يُلاحِظ أَحد هَذا عَزيزتي،هَذا بَي...
40.5K 4.4K 18
غريقتٌ انا بمحيطيهِ ولا منفذٌ منهُ الا لهُ لذا هلَ مدتَ يدكَ لتنتشلني من بين امواجِ حُبكَ؟ بارك ايلي|| كيم تايهيونغ
95.3K 17.3K 32
الباب المجاور للعمارة ~ [قصيرة|مكتملة] Best ranking: 1#parkjimin
23.3K 2.3K 15
بلده هادئه نامت ليلاً ثم استيقظت علي خبر وجود قاتل بينهم يرتكب جريمته ثم يذهب الي مكانه المظلم {مكتمل} لا يحق اخذ الفكره الكتبه/جني ولاء،سلمي احمد