~ وعد بالانتقام ~

By nona_masri

242K 5.4K 621

وَحدكِْ أنتِْ من تُجيد ربط لِسآني و تقييدْ كلمآتي ! وَحدكِْ أنتِْ تستطيعين إقنآعي بأمورٍ أرفضهآ تمآمآ ! وَحدك... More

~ تقرير الرواية ~
~ البارت الأول ~
~ البارت الثاني ~
~ البارت الثالث ~
~ البارت الخامس ~
~ البارت السادس ~
~ البارت السابع ~
~ البارت الثامن ~
~ البارت التاسع ~
~ البارت العاشر ~
~ البارت الحادي عشر ~
~ البارت الثاني عشر ~
~ البارت الثالث عشر ~
~ البارت الرابع عشر ~
~ البارت الخامس عشر والأخير ~

~ البارت الرابع ~

13.1K 314 29
By nona_masri

﴿بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ﴾

قراء ممتعة للجميع ♡

- نظرت لمياء الى اخيها نزار وشعرت فوراً انه ليس على ما يرام فسألته بقلق : ما الامر يا نزار ؛ هل حدث شيءٌ في العمل ؟ 

فتنهد نزار وسرعان ما رمى نفسه على الاريكة في غرفة المعيشة وقال بنبرة مرهقة : لم يحدث شيء ولكنني قابلتها يا لمياء.

قال ذلك ثم نظر اليها وذرف دمعة واضاف بنبرة حزينة : قابلت صفاء يا اختي.

في تلك اللحظة اتسعت عينا لمياء الخضراوين وقالت بنبرة اشبه بالفزع : قابلتها !!!

هز نزار رأسه بأسى وتنهد قائلاً : اجل ، قابلتها.

فجلست لمياء الى جانبه وسألته : اين قابلتها وكيف ومتى ؟!

- اخذ يقص على اخته الظروف التي قابل بها صفاء وكيف انتهى بها المطاف بأن تصبح مساعدته كما واخبرها عن رغبته الشديدة بالانتقام منها فنهضت لمياء قائلاً بنبرة حاسمة : اطردها من العمل فوراً وأياك وان تحتك بها مجدداً لأنني سوف اغضب منك حينها.

نزار : لن اطردها يا لمياء... لقد اتت اليّ بقدميها ووفرت عليّ عناء البحث عنها لكي انتقم منها ولكن من المؤسف ان زوجها الحقير قد مات لأنني كنت اريد تدمير حياته بنفسي.

فجلست لمياء مجدداً وقالت : انت لن تستطيع فعل ذلك يا اخي... لن تستطيع لأنك تحبها حد الجنون فهي ما زالت تسكن في قلبك بالرغم من خيانتها لك وانا اعلم هذا وسوف تؤثر سلباً عليكِ وتوقعك في حبائلها الماكرة مرة اخرى .

في تلك اللحظة شعر نزار بالغضب الشديد من كلام اخته... لا بل من نفسه لانه كان يعرف حق المعرفة ان ما قالته لمياء بشأن حبه الاسطوري تجاه صفاء حقيقي فنهض عن الاريكة وقال بعصبية : هذا ليس صحيحاً يا لمياء ، انا لم اعد احبها ومن المستحيل ان اجعلها تخدعني مجدداً لأن الشاب الساذج الذي كانت تعرفه منذ سنوات عديدة قد مات وحل محله رجل قوي لا ينخدع بسهولة.

فنهضت لمياء ايضاً واقتربت منه قائلة بنبرة عدائية : كلانا يعرف ان ما تقوله الآن ليس حقيقي والدليل على صدق كلامي هذا...

قالت ذلك ثم وضعت يدها على صدر اخيها ودفعته قليلاً ثم تابعت : ان لم تكن تحبها لما وشمت اسمها على صدرك ... لما تحملت الألم الناتج عن ألة الوشم حتى ترسم اسمها اللعين على جلدك يا نزار ؟

فنظر نزار الى الجهة الأخرى ليتفادى النظر في عيون اخته التي تعرفه اكثر مما يعرف نفسه وقال : انتِ مخطئة تماماً... انا لم اوشم اسمها على صدري لأنني احبها كما تقولين ، وشمته لكي اتذكر خيانتها لي دائماً حتى لا اقع في نفس الخطأ الفادح مرتين.

أرادت لمياء ان تقول شيئاً ولكنها صمتت عندما سمعت اصوات اطفالها قادمين من الطابق العلوي حيث اتت الطفلة ديانا وهي تبكي وخلفها اخيها وليد خائفاً لا بل مرعوباً من امه لأنه كسر لعبة اخته فالتفتت اليهما وسألت : ما الامر ؟! 

في تلك اللحظة ركض وليد لكي يختبئ خلف خاله نزار بينما قالت ديانا ببكاء وهي تمسك لعبتها وتفرك عينيها : لقد قام وليد بأذية لعبتي يا امي.. انظري.

فنظرت لمياء الى اللعبة وتنهدت عندما رأت ان لا امل في اصلاحها ثم نظرت الى ابنها الخائف و الملتصق بقدم نزار وزجرته قائلة : كم مرة اخبرتك ان تبتعد عن العاب اختك يا وليد ؛ هل تريد ان اخبرك والدكما عندما يعود حتى يوبخك بشدة ؟!

بدأ الطفل يبكي قائلاً : لقد قامت ديانا بتحطيم ساق الرجل الآلي الخاص بي فقررت أن انتقم منها لهذا حطمت لها لعبتها المفضلة .

صرخت لمياء عليه دون وعي حيث قالت : وليد ... ما هذا الكلام الذي تقوله عن الانتقام من اختك !!!

في تلك اللحظة ازداد وليد بكاءً بينما تدخل نزار قائلاً : اهدئي يا لمياء.... انهم مجرد اطفال .

فنظرت لمياء اليه وسألته بصدمة : الم تسمع ما قاله هذا الطفل ، كيف يتجرأ على الانتقام من اخته التوأم التي يحبها كثيراً ؟!

رسم نزار شبح ابتسامة ساخرة على فمه وقال : هل رأيتِ ... حتى وليد الذي لا يتعدى الست سنوات اتته الرغبة فى الانتقام من اكثر انسانة مقربة اليه الا وهي شقيقته التوأم التي يقضي كل وقته برفقتها فقط لأنها حطمت له دميته التي يحبها فما بالك بي أنا الشخص الذي تحطم قلبه من اقرب الناس !

فقالت لمياء : هذا يكفي... لا تقل المزيد امام الاطفال.

قالت ذلك ثم نظرت إلى ابنائها واضافت قائلة : اذهبا إلى غرفتكما بسرعة و يا ويحكما ان تشاجرتما مجدداً هل هذا مفهوم ؟

اخذت ديانا تشهق وتمسح الدموع عن خدها قائلة بلكنتها المكسرة : انا ... لا اريد اللعب معه يا امي.

فقال وليد بنفس اللكنة المكسرة : ولا انا...

لمياء : لا اريد أن اكرر كلامي مرة أخرى ، الى غرفتكما فوراً !

خاف الطفلين وبلمح البصر ركضا بأتجاه الدرج العلوي ليذهبان إلى غرفتهما والتي كانت اشبه بمتجر كبير لالعاب الاطفال ، اما نزار فتنهد وقال : لا داعي لكل هذه العصبية يا لمياء فهما طفلين صغيرين ومن الطبيعي أن يتشاجر الاطفال في ما بينهم عندما يلعبون معاً ...حتى انا وانتِ كنا نتشاجر كثيراً في ما مضى وكم من مرة ضربتني فيها لانني كسرت لك الدمى الخاصة بك ِ هل تذكرين ؟

فابتسمت لمياء رغماً عنها وتنهدت قائلة : لقد كنتَ طفل مشاكس ولا عجب ان اولادي يرثون هذه الصفة من خالهما الوحيد.

ضحك نزار قائلاً : من يسمعكِ الان يظن انكِ كنتِ ملاك بينما الحقيقة انكِ كنتِ شيطانة صغيرة مشاكسة اكثر مني.

فضحكت لمياء بدورها واردفت : لقد كانت ايام جميلة حقاً ... اه يا ليت الماضي يعود يوماً .

في تلك اللحظة تغيرت تعابير وجه نزار من المرح الى الحزن الممزوج بالغضب وقال : لو كان في الماضي خيراً لكان حاضرنا الان وحمداً لله انه مضى.

فنظرت لمياء اليه ثم اقتربت منه وجلست الى جانبه ؛ أمسكت يده بلطف وغمغمت بنبرة هادئة : هذا ما اقوله يا اخي... دعه يمضي ولا تحاول النبش فيه اكثر حتى لا تُفتح الجروح القديمة ، وان كنت تحبني ولو قليلاً اطرد تلك الفتاة من الشركة ولا تقترب منها مجدداً .

فقال نزار بنبرة صوت عميقة تحمل كل معاني الحزن والأسى : احبكِ يا اختي ولكن لا استطيع فعل ما تطلبينه مني هذه المرة لأنني اتخذت قراري حول هذه المسألة وقد انتهى الامر ولن اتراجع حتى اجعلها تذوق طعم الوجع الذي اذاقتني اياه منذ تسع سنوات.

لمياء : ولكن يا نزار انت لن تستطيع وانا اعرفك جيداً ،  ما ان تراها قد تعرضت للأذى حتى تهرع نحوها كالعاشق المجنون وتنسى كل غضبك منها.

نزار : انتِ مخطئة فانا تغيرت كثيراً ولم اعد ذلك الشاب الحنون ومرهف الاحساس ومن المستحيل أن اضعف امام من خانتني وخانت حبي لكي تتزوج من رجل ثري يوفر لها حياة كريمة.

في تلك اللحظة قطبت لمياء حاجبيها وقالت بتساؤل : كيف لم نفكر بهذا الأمر من قبل... ان كانت تلك المخادعة قد تزوجت رجل ثري وقد مات فمن الطبيعي ان ترثه هي ولن تحتاج إلى العمل في اي مكان ولكن مع ذلك قد بدأت العمل في شركتك ! 

صمت نزار قليلاً وكأن كلام اخته قد اثار الفضول في قلبه بشأن صفاء لذا قال : سأتحقق من هذا الموضوع في ما بعد .

لمياء : ان اردت نصيحتي...

فقاطعها بقوله : الن ننتهي من هذا الامر يا لمياء ، انا جائع يا اختي ولم اتناول الطعام لهذا اليوم بعد وان بقيتِ تتحدثين حول هذا الموضوع اعتقد انكِ لن تنتهي من صنع العشاء لذا يُستحسن أن اعود الى منزلي لكي اتناول شيئاً خفيفاً وبعدها اخلد للنوم.

قال ذلك ثم نهض فأمسكت اخته بذراعه وقالت : حسناً لن اقول شيئاً آخر لذا لا تذهب.

فتنهد واردف : عديني بأنكِ لن تفتحي هذا الموضوع مجدداً وسأبقى.

تنهدت لمياء بدورها وقالت على مضض : حسناً اعدك ، هيا اجلس وساذهب لكي اصنع لك عشاءً لذيذاً .

قالت ذلك ثم ابتسمت له ابتسامة اخوية رقيقة وتوجهت نحو المطبخ بينما جلس هو يفكر بالكلام الذي سمعه منها قبل قليل فقال في نفسه : هذا صحيح... ان كانت صفاء قد تزوجت رجل ثري ثم مات فمن الطبيعي أن ترثه عندها لن تحتاج للعمل في اي مكان ولكن مع ذلك كانت تعمل في شركة صغيرة ثم اتت لكي تعمل في شركتي ، انا واثق ان هنالك خدعة حول هذا الأمر ويجب ان اكتشفها بأي ثمن .

تسارع في الاحداث.........

في صبيحة اليوم التالي استيقظت صفاء من نومها على صوت المنبه فنظرت إلى الساعة ووجدتها تشير الى السادسة والنصف ؛ جلست قليلاً على السرير قبل ان تنهض لكي تستعيد تركيزها المشوش بسبب النوم وسرعان ما اخذت تمدد جسدها ونهضت ثم فتحت نافذة غرفتها الصغيرة لتسمح لنور الشمس ان يدخل إلى الغرفة بعدها ابتسمت وقالت : ان الجو جميل هذا اليوم والسماء صافية تماماً ، حسناً من الافضل ان ارتدي ملابس خفيفة حتى لا اشعر بالحر فقد اشتد الصيف كثيراً في الاونة الأخيرة.

قالت ذلك ثم توجهت نحو خزانتها الخشبية واخرجت منها ملابس بسيطة مكونة من بنطال جينز فاتح و قميص صيفي لونه ابيض بأكمام طويلة بالاضافة الى حذاء بسيط لونه بني فاتح وبعدها خرجت من الغرفة لتنزل الى الحمام في الطابق السفلي ، اما بالنسبة لنزار فكان ما يزال في منزل اخته لمياء ممدداً على الارجوحة في الحديقة بملابس زوج اخته مصطفى وكان يبدو شارد الذهن ؛ خرجت لمياء الى شرفة غرفتها وهي تمدد جسدها وسرعان ما نظرت إلى الاسفل فوقع نظرها على اخيها مما جعلها تعقد ما بين حاجبيها وقالت محدثة نفسها : متى استيقظ يا ترى ؟!

ثم همت بالنزول وسرعان ما خرجت إلى الحديقة وعندما ادركته قالت : نزار.. متى استيقظت يا اخي ؟ 

نظر إليها واعتدل بجلوسه قائلاً : انا لم اتمكن من النوم في الليلة الماضية لهذا خرجت إلى الحديقة لعل الهواء يساعدني على تصفية ذهني المشوش ولم اشعر بالوقت يمر .

فتنهدت لمياء وجلست الى جانبه قائلة : كنت تفكر بها اليس كذلك ، الم تقل انك لا تحبها ؟!

نظر نزار في عمق عيون اخته وقال بنبرة متألمة : حباً بالله يا لمياء دعيني وشأني فأنتِ لا تعرفين ما اشعر به.

قال ذلك ثم انتصب واقفًا وسرعان ما عاد الى داخل المنزل فتنهدت لمياء بضيق شديد وقالت محدثة نفسها : تلك الافعى الخبيثة... لقد تعمدت الظهور في حياة اخي مجدداً لكي تخدعه مرة أخرى ولكن انا لن اسمح لها بفعل ذلك مهما كلف الأمر .

قالت ذلك ثم دخلت إلى المنزل ايضاً وسرعان ما صعدت إلى غرفة نوم ابنائها لكي تُيقظهما من اجل الذهاب إلى المدرسة ، اما نزار ارتدى ملابسه التي كان يرتديها في اليوم السباق ونزل الى الاسفل وعندما ارد المغادرة اوقفته اخته بسؤالها : هل ستغادر الان ؟

نظر إليها وقال : سأعود الى منزلي... اريد ان استحم وبعدها سأذهب لشراء سيارة .

لمياء : ابقى لكي تتناول الفطور معنا على الاقل.

نزار : الايام قادمة يا اختي... عن اذنكِ الان.

قال ذلك ثم خرج من المنزل فلحقت به لمياء وقالت : نزار انا اعتذر يا اخي ، لم اكن اقصد ان ازعجك منذ الصباح.

فابتسم لها برقة وسرعان ما قبل جبينها واردف : لا عليكِ فانا لن انزعج منكِ مهما حدث.

لمياء : حقاً !

نزار : بالطبع ، انتِ اختي الغالية وكل ما تبقى من عائلتي فكيف انزعج منك ِيا عزيزتي ؟

فابتسمت قائلة : انا سعيدة لسماع هذا.

نزار : سأذهب الآن.

لمياء : رافقتك السلامة.

- ثم خرج نزار من حدود منزل اخته واخذ يسير في الشارع المزدحم بحركة السير حيث كان الناس متوجهين إلى اعمالهم بينما كان هو شارد الذهن يفكر بأمر صفاء التي تسكن تفكيره دائماً وابداً ؛ بعد عدة دقائق تنهد بعمق ثم اوقف سيارة أجرة واستقلها عائداً إلى منزله ، اما صفاء فكانت فأصبحت جاهزة من اجل الذهاب إلى العمل ... نظرت إلى ساعتها لتجدها الثامنة و الربع فابتسمت لأمها وابيها الذان كانا جالسان حول مائدة الإفطار وقالت : انا اسفة يا احبتي فلن اتمكن من تناول الفطور معكما هذا الصباح لانني سأتاخر عن موعد الحافلة.

فقالت السيدة ابتهال : لا عليكِ يا ابنتي فانا حسبت حساب هذا الامر لذا جهزت لكِ شطيرة مربى التوت حتى تتناوليها اثناء الطريق.

فابتسمت صفاء وقبلت جبين امها ثم يد ابيها واخذت الشطيرة وسرعان ما همت بالمغادرة ، توجهت نحو موقف الحافلات وما هي الا عشر دقائق حتى استقلت الحافلة بعد ان تناولت شطيرة المربى ووصلت الى الشركة في تمام الساعة الثامنة وخمس وأربعين دقيقة اي قبل البدأ بدوام العمل بربع ساعة ، وفي الوقت ذاته جاء أمجد بسيارة الـ " رولز رويس " الخاصة به ذات اللون الرمادي الغامق وكان وسيماً خلف المقود كالعادة وخاصةً بملابسه الفاخرة والتي تواكب الموضة .

ابتسم عندما رآها تشق طريقها وهي تحدق بساعة يدها فهز رأسه واوقف سيارته في مكانها المعتاد ثم ترجل منها واخذ يسير بخطى سريعة وهو يحمل حقيبته الجلدية وما هي الا دقيقة حتى ادرك صفاء التي كانت تنتظر نزول المصعد فقال : صباح الخير يا انسة صفاء.

التفتت اليه بفزع حيث ان ظهوره الى جانبها فجأة قد اجفلها فتنفست الصعداء وقالت : صباح الخير.

أمجد : اسف لأني اخفتكِ .

فابتسمت قائلة : لا عليك.

في تلك اللحظة نزل المصعد ومد أمجد يده مشيراً لها بأن تدخل قبله فابتسمت بلطف وغمغمت : شكراً لك  .

ثم دخلت ودخل هو ايضاً وقد ضغطا الزر المؤدي إلى الطابق الاخير حيث توجد مكاتبهم ، واثناء صعود المصعد اراد أمجد ان يكسر حاجز الصمت لذا سألها بنبرة مرحة : كيف تجدين العمل هنا يا انسة صفاء ؟

نظرت اليه وابتسمت ثم اجابت : جيد جداً وكذلك جميع الموظفين .

فابتسم لها بدوره وقال : يسعدني سماع هذا يا انسة ، وان واجهتي اي صعوبة اثناء العمل يمكنكِ اخباري عنها ان لم تجدي نزار فأنا نائبه في الشركة ومن مسؤوليتي ان اهتم بشؤون جميع الموظفين .

صفاء : شكراً لك يا استاذ امجد ورجاءً لا تناديني بـ الأنسة فقط يمكنك مناداتي بأسمي المجرد.

أمجد : اوه هذا افضل... بصراحة انا لا احب استعمال الالقاب الرسمية وخصوصاً في الشركة لانني اعتبر الجميع هنا عائلتي الاخرى.

صفاء : اذاً يمكنكِ ان تنادني صفاء فقط.

أمجد : حسناً ولكن في المقابل انتِ ايضاً ستكفين عن مناداتي بـ الاستاذ امجد اتفقنا.

صفاء : اخشى ان يكون هذا غير مناسب خصوصاً لأنك نائب رئيس الشركة .

أمجد : لا تهتمي لذلك انها فقط شكليات ليس لها داعي كما انني لستُ كبيراً في السن لهذه الدرجة ولقب الاستاذ يجعلني ابدو كالعجوز .

قال ذلك بنبرة مرحة فابتسمت صفاء وقد شعرت بأن هذا الشاب طيب القلب واهل للثقة بينما اضاف هو قائلاً : استطيع الاستنتاج من هذه الابتسامة العذبة اننا سنكون صديقين جيدين اليس كذلك ؟

فاتسعت ابتسامة صفاء واردفت : يشرفني ذلك.

مد امجد يده ليصافحها قائلاً : دعينا نتعرف بشكلٍ افضل اذاً ، انا امجد .

فصافحته قائلة : صفاء وتشرفت بمعرفتك يا أمجد.

في تلك اللحظة وصل المصعد إلى الطابق المطلوب فابتسم امجد وقال : ها قد وصلنا... تفضلي.

صفاء : شكراً لك.

- وبعد ذلك اللقاء اللطيف في المصعد توجه امجد الى مكتبه بينما فعلت صفاء المثل فابتسمت عندما رأت لميس جالسة في مكتبها وقالت : صباح الخير.

ردت لميس عليها التحية واضافت قائلة : تبدين مفعمة بالحيوية منذ الصباح وهذا يسعدني يا عزيزتي .

فابتسمت صفاء وقالت : شكراً لكِ ... الم يصل الاستاذ نزار بعد ؟

لميس : لقد اتصل بي واخبرني انه سيتأخر لبعض الوقت حيث انه ذهب لشراء سيارة جديدة فهو قد عاد إلى البلاد منذ فترة قصيرة ولا يملك سيارة .

في تلك اللحظة نظرت صفاء اليها بتركيز وسألتها بفضول : هل كان في الخارج ؟

لميس : اجل.. في نيويورك حيث اسس نفسه وقد عاش هناك لمدة سنوات طويلة ولم يكن يأتي الى هنا ابداً ، حتى عندما كانت امه واخته تريدان رؤيته كان يرسل لهما تذاكر السفر بالبريد فيذهبن الى نيويورك ولكن عندما توفيت السيدة فاتن قبل ثلاثة سنوات كان مضطر لأن يعود الى هنا للمشاركة في جنازتها ولان اخته السيدة لمياء كانت منهارة جداً بسبب وفاة امها المفاجئ اضطر لأن يبقى هنا شهراً كاملاً حتى تتجاوز المحنة وتستمد القوة منه فقام بشراء هذه الشركة خلال تلك الفترة وبعدها عاد الى نيويورك ولم يعد بعد ذلك الا منذ ايام قليلة.

بعد سماع ذلك شعرت صفاء بغصة في قلبها ولون الحزن وجهها عندما علمت ان أم نزار قد توفيت فقالت بصوت خافت ودون وعي : هل... توفيت الخالة فاتن حقاً !!

نظرت لميس اليها بتعجب ولم تفهم ما قالته لذا سألتها : هل أنت بخير يا صفاء ؟

فنظرت صفاء اليها وقالت : عفواً !

لميس : ما بكِ ، لما تلون وجهكِ هكذا واصبحتِ شاحبة فجأة ؟!

فنظفت صفاء حلقها وقالت بعد ان استعادت رباطة جأشها : انا بخير...ولكن شعرت بالبرد قليلاً بسبب المكيف لذا سأذهب إلى مكتبي ، عن اذنكِ الان.

قالت ذلك ثم توجهت إلى مكتبها بسرعة بينما وقفت لميس الانيقة تحدق بها بتعجب فقالت : ما الذي حدث لها يا ترى ؛ هل تذكرت زوجها المتوفي لانني ذكرت الموت امامها ؟! 

- وقفت تفكر قليلاً وسرعان ما هزت رأسها بالوافقة وتابعت محدثة نفسها : بالطبع ان الامر كذلك والا لما كانت ستحزن فجأة.

وبعد ان قالت ذلك عادت لتجلس وتتابع عملها على الحاسوب ، اما بالنسبة لصفاء فقد دخلت إلى مكتبها وسرعان ما شعرت بالضعف والوهن في قدميها فجلست على الكرسي بسرعة ووضعت يدها على صدرها ولم تشعر بنفسها عندما ذرفت الدموع قائلة في سرها : لقد توفت الخالة فاتن حقاً ... كيف لم اعلم بما حدث لها مع اننا نعيش في المدينة ذاتها ؟

- في الحقيقة صفاء شعرت بالحزن الشديد عندما سمعت بوفاة ام نزار فهي كانت امرأة صالحة وتحبها كثيراً ومنذ اخر رسالة ارسلتها لنزار قبل تسع سنوات لم تسمع عنه او عن اهله اي خبر حيث لم تكن تمتلك الشجاعة الكافية في السؤال عنهم بعد الذي فعلته ، ولكن ذلك لم يمنعها من الاشتياق لهم جميعاً... له ولأمه واخته لمياء التي كانت تعتبرها بمثابة اختها الكبيرة ولكن صدق من قال تجري الرياح بما لا تشتهي السفن.

وبعد مرور ساعتين تقريباً....

جاء نزار الى الشركة وهو يقود  " سيّارة مزاراتي " فاخرة لونها ابيض ناصع ومقاعدها مصنوعة من الجلد البني كان قد اشتراها بمبلغ مالي ضخم فترجل منها وهو يرتدي تلك الملابس الانيقة المكونة من بنطال جينز غامق وتيشرت بيضاء بأكمام قصيرة وفوقها جاكيت كاجوال ذات لون بني فاتح بالاضافة الى حذاء جلدي لونه غامق بنفس لون الحزام الذي يلتف حول خاصرته بأحكام ؛ سار بكل فخر وهو يخفي عينيه خلف نظارة شمسية سوداء من صنع ماركة عالمية وتوجه إلى داخل المبنى حيث اخذ الجميع يلقي عليه التحية فيرد عليهم ولكن تفكيره كان مشغول بالانتقام الذي قرر ان يبدأ في تنفيذه منذ اليوم لذا توجه إلى مكتبه في الطابق الاخير وابتسمت لميس فوراً حين رأته بينما بادلها هو الابتسامة قائلاً : قهوتي الصباحية يا لميس.

أومأت له برأسها قائلة : ستكون على مكتبك خلال دقيقة.

قالت ذلك وتوجهت نحو ألة صنع القهوة بينما اخذ هو يسير ببطء قبل ان يتوجه إلى مكتبه الملتصق بمكتب صفاء ولا يعلم لما شعر بالثقل في صدره ؛ اخذ نفساً عميقاً وتصنع الجبروت ثم سار بخطى واثقة الى مكتبه .. مر من جانب مكتبها دون ان يلتفت اليها او يلقي التحية بينما نهضت هي فور مروره كالعاصفة وكم شعرت بالوهن عندما تجاهلها لذا تنفست بضيق وقبل أن تعاود الجلوس على مقعدها رن الهاتف على طاولتها فأجابت ليأتيها صوته البارد قائلاً : تعالي إلى مكتبي.

ثم انهى المكالة فابتلعت هي ريقها وامسكت دفتر الملاحظات الخاص بها وقلم الحبر بالاضافة الى الملف الذي اعطاها اياه في اليوم السابق لكي تعدله ثم رتبت هندامها وطرقت باب مكتبه وسرعان ما سمعته يأذن لها بالدخول ؛ دخلت على مضض ورأته واقفاً يحدق من خلال النافذة الكبيرة ودخان سيجارته يتطاير من حوله فقالت بصوت هادئ : ها قد اتيت يا استاذ.

فقال بحدة وبدون ان ينظر إليها : اجلسي.

نظرت إلى المقعد بجانبها وسرعان ما جلست دون ان تقول اي شيء ، وفي تلك اللحظة سمعا صوت طرق على الباب وبعدها دخلت لميس وهي تحمل فنجان القهوة السوداء الذي طلبه فاخذت تسير وتتمايل بخصرها النحيل وهي تطرق الارض بكعب حذائها الرفيع ثم ابتسمت قائلة : قهوتك يا استاذ  .

التفت نزار ثم تحرك نحو مقعده قائلاً : شكراً لكِ .

لميس : على الرحب ، هل تريد اي شيء اخر ؟ 

نزار : هذا كل شيء حالياً.

لميس : عن اذنكما.

قالت ذلك ثم نظرت إلى صفاء الجالسة فغمزتها ثم ابتسمت وخرجت من المكتب بينما امسك نزار فنجان القهوة وارتشف منه رشفة صغيرة وهو يحمل السيجارة وبعدها حرك نظره نحو صفاء ورمقها بنظرة ثاقبة ارعبتها خصوصاً عندما نظر إلى يدها اليمنى حيث كانت تضع السوار الذي اهداها اياه سابقاً ؛ حاولت اخفائه مما جعل الشاب يبتسم بسخرية لاذعة ثم قال : اخبريني ماذا كان يعمل زوجكِ ؟

نظرت اليه بصدمة كبيرة لانها لم تتوقع ان يسألها مثل هذا السوأل بل ظنت انه قد استدعاها من اجل العمل فضاع صوتها ولم تعثر عليه الا بصعوبة لذا قالت بتلعثم : لقد... لقد كان رجل أعمال حرة.

رفع نزار حاجبه بسخرية واضحة واسند ظهره إلى الكرسي المريح ثم غمغم ببرود : كان ثري اذاً ...ولكن هذا غريب فأن كان زوجكِ غني وقد مات فلما لم ترثيه وأتيتي للعمل هنا ؟

في تلك اللحظة شعرت صفاء بالرعب لان كذبتها كادت ان تكشف فقالت بسرعة : لقد افلس... نعم زوجي افلس قبل ان يموت وقد خسر كل شيء لهذا تعرض لأزمة قلبية بسبب الصدمة أدت إلى وفاته فوراً .

فقطب نزار حاجبيه ولم يقل شيئاً بعد ذلك حيث انها وجددت كذبة مبررة هذه المرة ومن الطبيعي ان تخرج للعمل ان افلس زوجها قبل ان يموت ولم يترك لها قرشاً واحداً وهذا يعني انها لم تستفيد شيئاً من الزواج به ، وما هي الا ثواني حتى انفجر ضحكاً على سخافة الموقف وسخرية القدر مما جعل صفاء تشعر بالرعب اكثر واكثر ... أحنت راسها ولم تعلق بينما هو عن الضحك ونظر اليها بنظرات محملة بـ الشماتة والغضب سألها بصوت يخلو من المشاعر : هل انتهيتِ من تعديل الملف الذي اعطيتكِ اياه في الامس ؟

في تلك اللحظة شعرت صفاء بالراحة لانه تحدث عن العمل اخيراً فقامت بوضع الملف امامه قائلة بنبرة مرتجفة : اجل.. يمكنك مراجعته ايضاً .

امسك بالملف ثم بدأ في مراجعته بالفعل وكان عمل صفاء متقن وقد ابهرته ولكن الرغبة الجامحة في الانتقام منها جعلته يقسي قلبه حيث صفق الملف على طاولة المكتب بقوة وقال بصوت حاد : هل تقومي بعملكِ عادةً بمثل هذه الجودة المتدنية ؟؟

أندهشت صفاء من كلامه لانها قامت بعملها على اكمل وجه وتأكدت بذات نفسها ان الملف خالي من اي عيب لذا سألته بتوتر : هل... هل اخطأت في شيء ؟ 

أعاد نزار الملف لها واردف بجفاء : انظري الى الخطوط العريضة في الرسم وستعرفين خطأكِ بنفسكِ.

فاخذت صفاء تتفقد الملف ثم عادت ونظرت اليه بتساؤل وقالت : انا لا اجد اي خطأ يا استاذ.. انه كما طلبته تماماً وبخطوط واضحة لكي تظهر في الطباعة..

ضرب نزار الطاولة بيده مما جعلها تجفل وقال بحدة لاذعة : هذا ما اتحدث عنه تماماً... لقد طلبت منكِ ان تجعليه بخطوط واضحة ليس بخطوط عريضة جداً تفقده جماله التصميمي ، اعتقد انكِ مهندسة ايضاً ويجب عليكِ ان تدركي هذا جيداً فالخطوط العريضة اكثر مما ينبغي قد تفقد التصميم رونقه وهذا خطأ لا احتمله ابداً لذا اعيدي تصميمه مجدداً وليكن في علمكِ انني لا اقبل بالاخطاء وانني اريد هذا الملف قبل نهاية الدوام لهذا اليوم .

فنهضت صفاء وبخاطر مكسور مدت يدها اليمنى لتأخذ الملف من امامه ولكنه امسك معصمها فجأة مما جعلها تشعر بالذعر فنظرت إلى وجهه بصدمة لتجده يحدق بالسوار الفضي الذي حول معصمها بنظرات حزن واضحة ولم ينتبه إلى تلك الندبة القديمة المختبئة تحت كم القميص والتي تذكرها بأسوء ايام حياتها فقال بدون ان ينظر إليها : انه سوار جميل... من اين حصلتِ عليه يا ترى ؟

بعد سؤاله ذاك ضاعت الكلامات في حلقها وكم رغبت في البكاء لكنها سيطرت على مشاعرها وقالت بصوت خافت : لا اتذكر.

في تلك اللحظة شعرت بقبضته تشتد على معصمها ونظر اليها بنظرات قاسية تحمل كل معاني الغضب والكره ثم رفع حاجبه وقال : لا تتذكرين ! 

حاولت التملص من قبضته قائلة بتوتر : انا... ارتديه منذ زمن بعيد وقد نسيت كيف حصلت عليه.

في تلك اللحظة ارخى نزار قبضته عن معصمها فجأة وتنهد قائلاً : عودي إلى مكتبكِ.

فاخذت صفاء تفرك معصمها وهي تحمل الملف ودفتر الملاحظات ثم غمغمت بصوت خافت : عن اذنك.

وسرعان ما تحركت نحو الباب بخطوات سريعة وكأنها تريد الهرب من امام عينيه قبل ان تفقد السيطرة على نفسها وتركع امامه لتطلب منه المغفرة وتعترف بكل شيء مما يجعلها تفقد كرامتها وهيبتها ، اما هو فتملك الحزن قلبه وقال محدثاً نفسه : لقد خذلتيني مجدداً يا صفاء... لقد ظننت أنكِ تضعين السوار الذي قدمته لكِ لانه مني وانكِ ما زلتِ تكنين لي بعض المشاعر بغض النظر عما حدث ولكن اتضح لي انكِ تستخدمينه كأكسسوار دائم نسيتِ من اين حصلتِ عليه وهذه نقطة سوداء اخرى تضاف إلى سجلك لذا ترقبي ما الذي سأفعله بكِ منذ الان فصاعداً.

اما في مكتب صفاء.....

فجلست على مقعدها وكم شعرت بالراحة لانه يغلق الستائر في مكتبه وبهذه الطريقة لن يتمكن من رؤية دموعها التي نزلت على خديها رغماً عنها وكم كرهت نفسها لانها كذبت عليه مجدداً بشأن السوار وهي تعلم كم عمل بجد في ما مضى لكي يحضره لها ويفرح قلبها في عيد ميلادها ولذلك السبب قطعت وعداً على نفسها بأن ترتديه طيلة حياتها لانها تعتز به وبالنسبة لها انه اغلى من كنوز الدنيا كلها.

في استراحة الغداء...

لم تشاء ان تخرج لتناول الطعام لانها ارادت ان تنتهي من اعادة رسم التصميم الذي اعطاها اياه نزار لذا قررت ان تضع كل تركيزها في عملها عوضاً عن تضيعة الوقت في الامور الاخرى ولم تنتبه إلى أمجد الذي كان واقفاً عند باب مكتبها الزجاجي عاقداً ذراعيه الى صدره وينظر لها بكل هدوء والبسمة الصادقة تزين وجهه الوسيم ؛ سعل ليجذب انتباهها اليه وبالفعل رفعت رأسها ورأته يقف بطوله الفارع فقالت : اوه استاذ امجد... اقصد امجد متى اتيت ؟

ابتسم ثم اقترب من طاولة مكتبها وقال : منذ قليل... ما الذي تفعلينه خلال وقت الغداء ؟

فتنهدت قائلة : لدي الكثير من العمل لذا اريد ان انتهي منه قبل نهاية الدوام لهذا اليوم.

فقطب حاجبيه قائلاً بعدم رضا : هذا ليس جيداً.. انتِ تريدين اكمال العمل على حساب وقت راحتكِ وان علم نزار بهذا فسوف يغضب كثيراً.

فنظرت صفاء باتجاه الزجاج الفاصل بين مكتبها ومكتب نزار ورأت ان الستائر ما زالت مغلقة وانه لم يخرج من مكتبه بعد تلك المحادثة الكارثية ابداً فتنهدت وقالت : لقد كان الاستاذ نزار مستاء من عملي وقد طلب مني اعادة رسم التصميم بشكل افضل لهذا انا منزعجة من نفسي لانها المرة الأولى التي يحدث معي شيء كهذا.

امجد : قد تحدث الاخطاء في العمل وهذا ليس بالشيء الكبير حتى تفوتي تناول وجبة الغداء لذا اريد أن اعرض عليكِ مرافقتي لنتناول الطعام معاً فما رأيكِ ؟

صفاء : يشرفني ذلك ولكن حقاً لا استطيع ان اهضم الطعام وانا اعلم انني مقصرة في عملي.

أدعى امجد الحزن قائلاً : على ما يبدو أنكِ ما زلتِ غير واثقة بي ولا تعتبريني صديقكِ حقاً لانكِ ترفضين الانضمام ليّ في تناول الغداء.

في تلك اللحظة لم تعرف صفاء ما الذي تقوله اذ ان امجد وضعها في موقف محرج وهي لم تشاء ان تكسر قلبه لانها احست بالصدق في نيته تجاهها فتنهدت واردفت قائلة : حسناً انا موافقة ولكن بشرط.

فابتسم امجد وقال : لم اكن اعرف ان الناس يضعون شروطاً عند الذهاب لتناول الطعام برفقة الاخرين ولكن لا بأس فما هو شرطكِ يا انسة ؟

ابتسمت على مزاحه وقالت : ليس هكذا ولكن شرطي ان نتناول الغداء بسرعة لاتمكن من العودة بسرعة واكمال عملي.

فضحك امجد وغمغم : حسناً لقد فهمت ولكِ هذا.

صفاء : اذاً انتظرني قليلاً ريث ما اغلق الحاسوب.

امجد : تفضلي.

في تلك اللحظة خرج نزار من مكتبه و تفاجأ بوجود امجد واقفاً في مكتب صفاء بينما نظرت هي اليه ولم تسعدها نظرة الغضب الواضحة في عينيه خصوصاً حيث سأل بحدة : ما الذي تفعله هنا يا امجد ؟! 

نظر امجد إليه وأجابه : انا انتظر هذه الانسة الجميلة لكي تغلق حاسوبها وتاتي معي لتناول الغداء .

فنظر نزار فوراً إلى صفاء وكم اتته رغبة في خنقها حين سمع امجد يتغزل بها فسألها بنبرة اتهام : هل انهيتي العمل الذي طلبته منكِ اولاً ؟

ارادت صفاء ان تتحدث ولكن امجد سبقها بقوله : انها استراحة الغداء يا نزار ويمكنها ان تكمل عملها بعد ان تتناول الطعام اليس كذلك ؟

فقالت صفاء : لا بأس... يمكنني تناول الطعام لاحقاً لذا اعتذر منك يا امجد.

فاراد امجد ان يتحدث ولكن نزار سبقه بقوله : امجد فقط .. ارى بأنكِ رفعتِ الكلفة يا صفاء ونسيتِ ان امجد اعلى منكِ منصباً في هذه الشركة وانه يجب عليكِ مخاطبته بلقب الاستاذ امجد .

فابتسم امجد ولم يلاحظ الغيرة التي اشتعلت في عيون نزار بل قال : لا بأس يا صديقي.. في الحقيقة انا وصفاء اصبحنا صديقين لهذا طلبت منها ان ترفع الكلفة في ما بيننا كما انك تعرف انني لا اهتم بهذه الشكليات السخيفة فجميعنا بشر متساوون.

نزار : هذا لا يهم... يمكنكما الذهاب.

قال ذلك ببرود مصطنع وفي داخله نار الغيرة تاكل قلبه ولكن كرامته المجروحة لم تسمح له ان يذهب دون اذية مشاعر صفاء فالتفت واضاف بكل برود : بالمناسبة يا امجد... احذر عندما تختار المكان الذي تريد الجلوس فيه برفقة صفاء حتى لا يراكما احداً من اهل زوجها ويتسبب في مشكلة..

قال ذلك وغادر بكل بساطة ولم يهتم للقنبلة التي رماها في وجه امجد الذي نظر إلى صفاء بصدمة وسألها بدهشة شديدة : هل انتِ متزوجة !!!

اما هي فكانت واقفه لا حول لها ولا قوة ، فقط الصمت حليفها وتضغط على قبضتها بكل اسى وتكاد الدموع تفر من عيونها لذا لم تسمع امجد عندما سألها ولكن سرعان ما شعرت بيده تربت على كتفها فنظرت اليه بينما اضاف هو بغير تصديق : لقد سألتكِ سؤالاً فلما لم تردي عليّ !

استيقظت صفاء من صدمتها وقالت : انا اسفه... ماذا قلت ؟ 

امجد : سألتكِ ان كنتِ متزوجة حقاً .

فتنهدت وقالت : انا ارملةٌ ، لقد توفي زوجي قبل ست سنوات .

ترك امجد ذراعها بصدمة وخيبة أمل ثم قال : لم اكن اتوقع ان تكوني ارملةٌ ...

فقاطعته بقولها : لا عليك.. انا متفهمة تماماً لذا لست بحاجة لان تدعوني لتناول الغداء.

فقال امجد بسرعة : لا ليس هذا ما قصدته بكلامي... ارجوكِ لا تسيئي الفهم وانا ما زلت مصراً على ان تتناولي وجبة الغداء برفقتي لذا دعينا نذهب قبل ان نعلق في زحمة السير.

فتنهدت صفاء وقد فقدت شهيتها في تناول اي شيء حتى الماء ولكن لسبب ما لم تشاء ان ترفض دعوة امجد لذا ذهبت برفقته وتفكيرها كان منشغل بنزار وحده بينما كان رفيقها يقود سيارته بهدوء ولم يشاء ان يكن ثقيل الدم ويسألها عن الامر الذي يشغل بالها لذا اراد ان يلطف الجو قليلاً فقال : ساخذكِ الى مكان رائع لن تنسي طعامه ابداً .

فنظرت إليه وابتسمت بلطف ثم قالت : لستَ بحاجة لفعل ذلك حقاً فأي مكان سيفي بالغرض بالنسبة لي لانني لستُ متتطلبة بما يخص تناول الطعام.

امجد : مع هذا اريد أن نحظى بوجبة جيدة فهي اول وجبة نتناولها معاً ويجب أن تكون مميزة ام لديكِ رأي آخر ؟

فابتسمت وهزت رأسها بالنفي بينما ابتسم لها هو ايضاً واضاف قائلاً : قد ابدو وقحاً بالنسبة لما سأقوله الآن ولكن انا لا استطيع تحمل الفضول لذا هل استطيع سؤالكِ عن زوجكِ المتوفي ؟

فشعرت صفاء بالضيق لانها لم تشاء التحدث عن طليقها والذي كذبت بشأن وفاته ولكنها وجدت نفسها مجبرة على التحدث عنه فقالت : بالطبع تفضل.

امجد : متى تزوجتما ، اقصد انتِ تبدين صغيرة في السن بعض الشيء وان لم يخبرني نزار انكِ كنتِ متزوجة لما خطر هذا الامر على ذهني ابداً .

فضغطت صفاء على حزام حقيبتها التي في حضنها واردفت قائلة : معك حق... بصراحة انا تزوجت في سن صغيرة وعشت مع زوجي ثلاث سنوات وبعدها... تعرض لأزمة قلبية وتوفي جراء ذلك وقد مر على وفاته ست سنوات .

امجد : انا اسف لسماع هذا واسف لانني ذكرتكِ .

صفاء : لا عليك.. لقد تجاوزت الأمر بالفعل.

فشد قبضته على مقود السيارة وسألها بتردد : وهل... لديكِ اي اطفال ؟

في تلك اللحظة شعرت صفاء وكان احدهم رماها بالرصاص فضاق صدرها عندما تذكرت ابنها الذي اجهضته في الشهر السادس وكم تألمت عندما حدث ذلك فلم تستطع الرد على امجد بالكلمات لانها اختفت لذا اكتفت بهز رأسها بالنفي فتنهد هو بضيق لانه استشعر الحزن الذي اصابها وقرر ان يغير الموضوع فاستطرد : لقد اقتربنا من المطعم وسوف نصل إليه بعد هذا المنعطف.

اما نزار فكان يقود سيارته والتجهم جلياً على وجهه خصوصاً لان صفاء ذهبت مع صديقه امجد لتناول الطعام ؛ اوقف السيارة الى جانب الطريق وسرعان ما اخذ يضرب المقود ويصرخ كالمجنون قائلاً : اللعنة اللعنة.. لما يجب ان اغار عليها لما... انها خائنة ولا تستحق كل هذا الحب فلما لا استطيع ان اكرهها ؟!

وبعد أن هدأ قليلاً ارجع رأسه الى المقعد وغطى وجهه بكلتا يديه ثم اطلق تنهيدة طويلة محملة بالتعب والإرهاق وسرعان ما نظر إلى نفسه في المرآة الامامية للسيارة ووجد ان الدموع تكاد تسقط من عينيه لذا صفع وجهه بحركة مجنونة وصرخ قائلاً : تباً لك ايها الضعيف... لما تبكي من اجل تلك التي خانتك وتزوجت من غيرك ثم عادت لتوقع صديقك في شركها ، لا يجب ان تبكي يا نزار بل يجب عليك الشعور بالغضب نحوها وليس الغيرة كما انك مجبر على ابعادها عن امجد حتى لا يصيبه ما اصابك.

قال ذلك ثم مسح تلك الدمعة بعنف وشغل محرك السيارة وبعدها هم بالمغادرة فكان على وشك ان يصطدم بشاحنة كبيرة بسبب السرعة المجنونة ولكن الله لم يشاء ان تكون تلك نهايته لذا نجى من الموت بأعجوبة مما جعله يكاد يفقد عقله تماماً وكم شعر بالخوف من ان يموت بتلك البساطة ؛ خفف سرعة سيارته وتوجه إلى احد المطاعم الشعبية البسيطة حيث كان معتاد أن يتناول طعامه برفقة صفاء في ذلك المكان الدافئ والبسيط فيما مضى والذي يمتلكه عجوزين طيبين ، ترجل من السيارة وسرعان ما شعر بالحنين للماضي عندما وجد المكان كما هو دون ان يتغير فيه اي شيء بأستثناء الطلاء المتجدد فوضع نظارته ومفاتيح السيارة في جيب سترته ثم دخل إلى المطعم حيث كان هناك بعض الطلاب يتناولن طعامهم بينما كانت المرأة العجوز ومعها فتاة يافعة يعملن على تلبية احتياجات الزبائن .. ابتسم ثم جلس على احدى الطاولات فاقتربت منه الفتاة وسألته بابتسامة بريئة : ما هو طلبك يا استاذ ؟

فاخذ نزار يحدق بها بتمعن وكأنه يحول معرفتها وسرعان ما ابتسم وقال : احضري لي طبقاً من حساء اللحم مع الارز المحمر من فضلكِ.

أومأت الفتاة برأسها وقالت : انتظر قليلاً من فضلك وسيكون طلبك جاهزاً.

قالت ذلك ثم ابتعدت بينما اخذ هو ينظر في ارجاء المكان الذي يحتوي على الكثير من الذكريات التي تجمعه مع صفاء وسرعان ما انتبه إلى غياب مالك المطعم الذي كان يسعد كلما رأه هو وحبيبته وكان يقدم لهما اطباق اضافية لانهما كانا من الزبائن الدائمين في المطعم لذا عندما اتت الفتاة وهي تحمل الطعام سألها قائلاً : ارجو المعذرة ولكن هل استطيع ان اسألكِ اين هو العم تيسير ؟

فوقفت الفتاة تحدق به بغرابة ثم سألته : هل كنت تعرف جدي رحمه الله ؟ 

في تلك اللحظة شعر نزار بالحزن يخيم على قلبه عندما ادرك ان الرجل المدعو تيسر قد انتقل إلى رحمة الله فقال : اجل... لقد كنت احد طلاب الجامعة القريبة من هنا و اعتدت أن اتناول غدائي في هذا المطعم.
الفتاة : يبدو انك كنت خارج البلاد يا استاذ ولم تعرف ان جدي قد توفي منذ خمس سنوات وانا اعيش مع جدتي خديجة لوحدنا.

فنظر نزار اليها وسأل : هل انتِ ريم ؟

ردت عليه الفتاة متعجبة : كيف عرفت اسمي ؟ 

فابتسم لها وقال : لقد كنت اراكِ تلعبين هنا كلما اتيت لتناول الغداء وحين سألت العم تيسير عنكِ ذات مرة اخبرني انكِ حفيدته الوحيدة وان والداكِ توفيا بحادث سير عندما كنتِ صغيرة جداً .

في تلك اللحظة تغيرت تعابير وجه ريم تلك الفتاة المراهقة الجميلة ذات البشرة الحنطية والشعر البني المموج والعيون الداكنة ثم قالت : ما اخبرك به جدي صحيحاً فانا... يتيمة الأبوين.

نزار : كم تبلغين من العمر الان فقد رأيتكِ آخر مرة عندما كان عمركِ سبع سنوات تقريباً.

ريم : انا في السادسة عشر ولكن لما تسأل يا استاذ ؟ 

نزار : هكذا فقط... بصراحة انا مستاء بعض الشيء لهذا احتاج لشخص اتحدث معه لذا فكرت في زيارة العم تيسير واتضح لي بأنه توفي.

ريم : الا تملك عائلة او اصدقاء ؟ 

نزار : بلى ولكن جميعهم مشغولون الان.

فجلست ريم مقابلاً له وقالت : حسناً هل تسمح لي بالجلوس معك.

فابتسم لها برقة كما يبتسم لأبناء اخته واردف : يسعدني ذلك.

فنظرت اليه الفتاة وسألته : ما اسمك ؟ 

اجابها : اسمي نزار.

ريم : انه اسم جميل ويناسبك.

نزار : شكراً لكِ ، اخبريني هل تذهبين إلى المدرسة ؟ 

فهزت ريم رأسها بالنفي وقالت : لقد توقفت عن الذهاب إلى المدرسة منذ ستة أشهر تقريباً لكي اساعد جدتي في المطعم فحالتها الصحية لم تعد كما في السابق.

فقطب نزار حاجبيه ونظر إلى المرأة الجوز التي كانت تقوم بخدمة زبائنها بنية صادقة ثم عاد ونظر إلى ريم وقال : هذا ليس جيداً ... انتِ ما زلتِ صغيرة ويجب عليكِ الالتحاق بالمدرسة لكي تؤمني مستقبلكِ.

فتنهدت ريم وغمغمت : ها قد بدأت تتحدث مثل جدتي ، اخبرني كيف اتركها تعمل هنا وحدها وهي قد بلغت من الكبر عتيا ؟

نزار : لما لا توظفان شخصاً لكي يساعدكما ؟ 

ريم : نحن بالكاد نؤمن قوت يومنا لان المطعم لا يأتي اليه الكثير من الزبائن كما ترى فكيف سندفع اجرة هذا الشخص ؟ 

امعن نزار النظر بالفتاة التي امامه جيداً وقال : تبدين فتاة عاقلة جداً يا ريم ومن المؤسف ان تتركي المدرسة لذا اريد أن اعرض عليكِ عرضاً واتمنى ان توافقي عليه ؟ 

فنظرت الفتاة اليه بشك وسألته : وما هو عرضك ؟ 

نزار : ما رأيكِ ان احضر شخصاً ليساعد جدتكِ في العمل عوضاً عنكِ وبهذه الطريقة يمكنكِ الذهاب إلى المدرسة ، ولا تقلقي بشأن اجرة هذا الشخص فانا سأدفعها له.

فنظرت ريم اليه بذهول وسألت متعجبة : ولما تريد أن تفعل ذلك ؟

فقال نزار : لقد كان جدكِ تيسير رجلاً صالحاً وجيداً في تعامله معي كما انه كان حنوناً جداً واحياناً لم اكن املك المال لتناول الطعام هنا فكان يقدمه لي بدون مقابل وانا لن انسى معاملته الحسنة تجاهي ابداً لهذا اريد ان اعوضه الان بأن اساعدكِ انتِ وجدتكِ.

نظرت ريم اليه بتركيز وكأنها تتأكد من شيء وسرعان ما تنهدت وقالت : لا تبدو كمن يريد خداعي فانا ارى الصدق في عينيك ولكن ماذا ساقول لجدتي عندما تسألني عن الامر ؟

نزار : قولي لها اي شيء... يمكنكِ اختراع كذبة بيضاء حتى تصدقها جدتكِ.

فضحكت ريم قائلة : معك حق... انها دائماً تصدق كل كذباتي.

فابتسم نزار قائلاً : اذاً لا توجد اي مشكلة.

ريم : بلى... فلنقل انك احضرت هذا الشخص لكي يساعد جدتي وانا عدت للمدرسة ولكن من اين ساحضر نفقات تعليمي ؟

نزار : هل استطيع ان اخبركِ شيئاً ولكن دون ان تسيئي الفهم ؟ 

ريم : بالطبع.

نزار : انا سأتكفل بكِ وبنفقات تعليمكِ فما رأيكِ ؟ 

ريم : وستفعل ذلك بأي صفة ! 

نزار : هممم ما رأيكِ بأن تعتبرين انني اخيكِ الكبير ، اظن ان هذه الصفة جيدة اليس كذلك ؟ 

ريم : اخي الكبير ! 

نزار : اجل.. كما انني امتلك اخت اكبر مني ولا ضير ان يصبح لدي اخت صغيرة وذكية مثلكِ.

ريم : هل حقاً تريد ان اصبح اختك !! 

نزار : صدقيني انا لا احمل اي نية سيئة تجاهكِ وكما اخبرتكِ انني افعل كل هذا بسبب جدكِ رحمه الله لانه كان طيباً معي وايضاً ...لأنكِ تذكريني بنفسي عندما كنت بمثل سنكِ .

ريم : هل استطيع أن اسألك سؤالاً ؟ 

نزار : بالطبع.

ريم : هل تملك المال الكافي لكي تعتني بي حقاً ؟

فضحك نزار وقال : اجل... لذا اطمئني.

فاخذت الفتاة تتفحصه بنظراتها وقالت : من خلال رؤيتي لهذه الملابس الفاخرة التي ترتديها استطيع القول انك فاحش الثراء ولكن كيف اصبحت كذلك وانت اخبرتني للتو بأنك كنت تتناول الطعام هنا مجاناً في احيان كثيرة لانك لم تكن تحمل النقود ؟!  

فابتسم نزار وقال : لقد عملت بجد واجتهدت في دراستي وذقت الأمرين حتى اصبح ما انا عليه الان .

ريم : وماذا تعمل ؟ 

نزار : انا مهندس ديكورات وتصميم داخلي وامتلك شركة متخصصة بهذا المجال. 

ريم : حقاً ، انه عمل جميل كما ان لدي صديقة تعمل في هذا المجال ايضاً  .

نزار : صديقتكِ مهندسة ديكور ! 

ريم : اوه لا تفهم الأمر بشكلٍ خاطئ ، انها اكبر مني وا .....

- وقبل أن تتمكن من انهاء جملتها نادتها جدتها فنظرت اليها وقالت : انا اتيه يا جدتي.

ثم نظرت إلى نزار واضاف : ارجو المعذرة ولكن يجب ان اساعد جدتي.

فوضع نزار يده في جيب سترته وسرعان ما اخرج محفظته ثم اخرج منها بطاقة عمله ورزمة نقود وبعدها امسك يدها ووضعه ما في يده فيها قائلاً : هذه بطاقة عملي وبها عنوان الشركة لذا اتصلي بي ان احتجتِ لأي شيء وايضاً يمكنكِ الاحتفاظ بهذه النقود .

فنظرت ريم الى البطاقة والنقود ثم قالت : يمكنني اخذ البطاقة اما النقود فلا.

نزار : لقد اتفقنا بان نصبح اخوين لذا اقبليهم واشتري ما تحتاجينه من اجل الذهاب إلى المدرسة في بداية الاسبوع القادم ولا اريد اي مناقشة.

فابتسمت ريم واردفت : انت شخص طيب جداً يا اخي نزار واتمنى ان تحظى بوقت جيد وراحة البال وانا ساتصل بك بكل تأكيد أن احتجت لاي شيء.

فوضع نزار يده على خدها الناعم بكل رفق وغمغم : يسعدني سماعكِ تقولين هذا.

ريم : عن اذنك الان.

قالت ذلك ثم ابتعدت وذهبت لتلبي احتياجات الزبائن مع جدتها بينما تنهد هو ونظر إلى الطعام فشعر بأن تلك الفتاة المراهقة تشبهه تماماً وتذكره بنفسه عندما كان في مثل سنها وان من مسؤوليته الاعتناء بها لذا دفع ثمن الطعام قبل ان يتناوله وخرج من المطعم عاقداً عزمه على زيارة افضل مدرسة في المدينة لكي يسجل ريم بها وكان قد نسي غضبه من صفاء في تلك اللحظة ولكن للقدر كان رأي اخر فما ان خرج من المطعم حتى وجد معذبة قلبه وامجد امام عينيه.

يتبع ...........

Continue Reading

You'll Also Like

344K 16.4K 23
مًنِ قُآلَ أنِهّآ لَيَسِتٌ بًآلَأمًآکْنِ کْمً آشُتٌآقُ لذالك المكان الذي ضم ذكريات لن تعود
291K 1.9K 29
روايات تستحق القراءه واجمل الروايات اللي قرأتها وحبيت اشاركها واتوقع انها تعجب الكثير
2.7M 54.9K 76
نتحدث هنا يا سادة عن ملحمة أمبراطورية المغازي تلك العائلة العريقة" التي يدير اعمالها الحفيد الأكبر «جبران المغازي» المعروف بقساوة القلب وصلابة العقل...
53.5K 2.4K 29
حاربت طوال الوقت حتى تحمي نفسها وأختيها بل وقبيلتها كلها من أي شر موجّه تجاههم وكانت هي مَن تدفع الثمن كل مرة فتارة تُخطَف وتارة يتم ابتزازها وأخيرا...